منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 16 من 16
  1. #11

    رد: أربعون عاما في الكويت : فيلويت ديكسون

    أربعون عاما في الكويت : فيلويت ديكسون(أم سعود)"10"
    نبدأ هذه الحلقة بإلقاء الضوء – عبر وصف "أم سعود" – على الأعمال التي كانت تقوم بها المرأة البدوية،إضافة إلى جلب الماء،و رعي الماشية .. ( وعندما يكون في الخيمة رجل غريب أو زائر فإن النساء لا تأتي إلى الجزء المخصص للرجال من الخيمة،فهن لا يدخلن هذا الجزء إلا عندما تكون العائلة فقط مجتمعة،وتحضر كل امرأة معها كومة من الصوف،ومغزلها. وكانت إحدى النساء لديها صوف قرمزي يبدو أنها صبغته ولفته على عصا. وكانت الأخريات لديهن صوف ابيض أو بني يقمن بغزله. وقد كان هذا واجب النساء العجائز في المقام الأول،اللواتي كن يقمن أيضا بالإصلاحات اللازمة للخيام وستائرها الجانبية. ولكن النساء الأصغر سنا يقمن بالغزل أيضا على سبيل الاستراحة بعد العمل الصباحي الشاق.{على سبيل الاستراحة : أي مثل مشاهدة برنامج في إحدى الفضائيات،أو تصفح مجلة ملونة مثلا!!} وفي العصر تخرج النسوة لجمع الحطب وروث الجمال من المنطقة المحيطة بالخيام حيث كانت الجمال تربض طيلة الليل. ومن خيمة مبارك ذهبنا إلى خيمة راشد بن هادي لاحتساء المزيد من القهوة من جديد،بينما وضعت أمامي قصعة مملوءة باللبن الممزوج بالزبدة الطازجة والتمر وبينما كانت أقداح القهوة تدور علينا كان سليم بن علي يعطينا نصائحه حول كيفية الاحتفاظ بالشباب. وقد قال أن هناك ثلاثة أمور نافعة للرجال وعدّد هذه الأمور الثلاثة بلهجة لم أستطع تتبعها بينما تسلى بها الآخرون وسروا. ثم واصل نصائحه قائلا إن هناك ثلاثة أمور تضر بالرجل،ومرة أخرى ضحك الجميع عندما عدّد هذه الأمور.){ص 300}.وتذهب المؤلفة في رحلة جديدة إلى الصحراء .. ( وفي منتصف يناير 1963 قررت الخروج من جديد إلى مضارب المرة. فذهبت إلى الأحمدي ذات صباح لأخذ ناصر بسيارة ثانية،ثم ذهبت معه لإحضار خيمتي البيضاء التي كانت مع ناصر خرميط في الصحراء. سرنا بالسيارة لمدة ست ساعات بسرعة عالية،وأصبحنا في شمالي المملكة العربية السعودية عندما رأينا جبل أم نقا من على بعد،وبالقرب منه أربع خيام سوداء. فخرجنا عن الطريق الذي كنا نسلكه واتجهنا إلى الخيام التي اكتشفنا أنها كانت تخص راشد بن هادي مرضي وإحدى أخوات ناصر.(..) وبعد ذلك قدنا السيارة مسافة نصف ساعة أخرى متجهين إلى خيمة والد ناصر التي كانت منصوبة على الطرف الشرقي لخط من أربع خيام. وقد ذهبت أنا وناصر إلى الجزء المخصص للرجال من الخيمة حيث كانت القهوة معدة سلفا. وقد نصبت خيمتي البيضاء الصغيرة بمحاذاة خيامهم وقريبة منهم وتمكنت من نيل قسط من الراحة قبل أن نركب السيارة عائدين إلى خيمة راشد بن هادي لتناول طعام العشاء.وعندما عدنا إلى قوم ناصر جلسنا حول النار لبعض الوقت،وقد انضمت إلينا النساء اللواتي جلسن يدفئن أقدامهن الحافية على حافة الموقد وكن من وقت لآخر يلقين بالمزيد من الحطب وروث الجمال في النار لإضرامها وفي ذلك الوقت كانت الجمال قد بدأت تعود وتستقر في مرابضها أمام الخيام الأربع. وقد شد وثاق الجمل الصغير بإحكام حيث كان راغبا في ناقة كان متوقعا أن تلد في تلك الليلة. وقد جاءت الجمال المريضة أو التي كانت في حالة بائسة إلى داخل الخيام تقريبا. وقد أخبرتني شويقة أخت ناصر بأن الناقة ستلد في تلك الليلة وعندما أبديت استرابة في قولها قالت ببساطة"إننا ندري"وقد كانت محقة،ففي الساعة الخامسة صباحا قبل انبلاج الفجر مباشرة ولد الجمل الصغير.){ص 301}. ومن سنة 63،تعود المؤلفة لتتحدث عن سنة 1962،حين .. (جاءت أيام العطلة في شهر مارس وهو أفضل أوقات السنة في الكويت حيث يكون الليل لا يزال باردا والنهار طويلا ومشمسا. وفي اليوم الرابع ذهبت لزيارة ناصر خرميط وعائلته الذين كانوا يعسكرون بالقرب من وراة.(..) وبعد أن قامت ابنته وضحة وزوجته ربية بفرش الأبسطة،ووضع المساند للاتكاء عليها جاءت البنات الصغيرات بسرعة وتجمعن حولي في خيمتي البيضاء الصغيرة وقد دارت أعينهن الحادة بجوانب الخيمة لترى ما أحضرت لهن وكانت هديتي لهن في هذه المرة هي صفيحة كبيرة من مربى العسل والليمون وحوالي اثني عشر رغيفا من الخبز العربي المسطح وهي هدية كانت تلقى الترحيب دائما.وكانت هيا ابنة وضحة ومرزوقة وأختها هيا ابنتا وربة يرتدين ملابس من قماش واحد وهو قماش مخملي مطرز باللون الفضي والأزرق ويرتدين على رؤوسهن القبوع أو البخنق المطرز بلون ذهبي والتي أحضرتها لهن قبل أسبوع من هذه الزيارة. وقد قلن بحياء أنهن يردن أن يرقصن لي فهل يفعلن ذلك الآن أم في وقت لاحق؟ .. فأشرت عليهن بأن يؤجلن ذلك إلى أن أتناول غدائي (الذي أحضرته معي).وجاءت ضحية أخت وضحة من خيمتها محضرة ابنتها الكبرى نورية التي كانت تبلغ الخامسة من عمرها وابنتها الرضيعة هيا لتقديم تحية العيد إليّ. وكانت ضحية تتمتع بصوت رخيم يجعل الاستماع إلى حديثها أمرا ممتعا. وكانت ترتدي ثوبا من المخمل الأزرق كنت قد أهديتها قماشه من قبل وقد أخبرتني أن القماش كان كافيا لصنع رداء لابنتها الكبرى أيضا. وكان زوج وضحة الذي يتولى رعي أغنام الشيخ سالم العلي قد جاء من الشمال لقضاء العطلة مع زوجته وقد انضم إلينا ومعه أخوه سويلم في الخيمة الكبيرة لاحتساء القهوة .. (..) وبعد أن تناولت غدائي وانسحب الرجال بدأت الفتيات في الرقص. وقد وقفت ست نساء أولا في صفين متقابلين وبدأن في الغناء على نغمات تصفيق الأيدي. وكانت ثلاث منهن يبدأن في غناء مقطع من الأغنية ثم تقوم الأخريات بترديد نفس المقطع من الأغنية وأثناء الغناء ظهرت هيا من وراء ستار الخيمة وقد أزالت غطاء رأسها وأرسلت شعرها الطويل المموج. وكانت تمسك بيدها خيزرانة قصيرة وقد أرخت عينيها إلى أسفل،وكسا وجهها تعبير جدي. وبدأت تطرح {هكذا} برأسها يمنة ويسرة على إيقاع تصفيق وغناء النساء ثم تقفز قفزات الرقص والمعروفة عند العوازم إلى أن انتهت الأغنية وبعد دقائق قليلة بدأت مطرة ابنة وضحة الكبرى التي كان ترتدي ثوبا حريريا ورديا وتضع عليه ثوبا أسود مطرزا باللون الذهبي بدأت في أداء رقصة مماثلة .. ثم جاء دور بيبي،الأخت غير المتزوجة لوضحة وكانت ترتدي رداء حريريا مزركشا بالزهور وتضع فوقه ثوبا مطرزا بالأخضر والذهبي،وتزين جيدها بقلادة ذهبية وقد رقصت بيبي برهة قصيرة فقط حيث جاء زائر شاب من خيمة مجاورة وتنحنح ثم ظهر بالباب وكان من الواضح أنه يريد أن يختلس نظرة إلى بيبي ولكنه تعلل بأنه يريد أن يأخذ دلة القهوة من الموقد. وقد فرت بيبي صارخة (وي) وهي تغطي وجهها وشعرها.){ص 306 - 307}. ومن مارس سنة 1962،تعود بنا المؤلفة إلى الخلف .. (وبعد عيد الميلاد وأمسية السنة الجديدة العام 1962 قمت برحلة بالسيارة من الكويت إلى الظهران في السعودية (..) في طريقنا إلى الظهران فقد توقفنا لزيارة شويقة أخت ناصر وزوجها. وكان هنا أيضا حمد أخو ناصر ومعه سيارة (وانيت) جديدة وقد أعطيناه نصف كيس من الأرز لحمله إلى والده. وبين البدو دائما ما تجد شخصا يريد أن يركب معك مهما كانت وجهتك،وفي هذه المناسبة كان هذا الشخص هو جابر بن جمعان الذي ما إن رأى مقعدا خاليا بجانب ناصر حتى طلب منا أن نأخذه معنا. (..) والطريق من الخفجي يتجه مباشرة إلى المشعاب. ومن هناك سلكنا طريقا جانبيا إلى النعيرية. وكان من معالم طريقنا البارزة جبل بعل وهو جبل طويل يحصل منه المقاولون على الحجارة المستخدمة في البناء وشق الطرق ..إلخ. وقد خلفنا هذا الجبل إلى يميننا وبعد مسافة قصيرة استدرنا باتجاه أبو حدرية (..) وعندما اقتربنا من الخيام جرى ثلاثة أطفال صغار لتحية والدهم والترحيب به ولم يكن في الخيمة غير الصغار. وقد أخبرت ابنة جابر الصغيرة والدها بأن أمها وأختها الكبرى قد قضين معظم النهار في الخارج للبحث عن بعض الجمال التي ضلت في الصحراء. (..) وفي الخيمة السوداء الثانية وجدنا رجلا مريضا،وعلى الرغم من مرضه فقد دعانا لتناول القهوة معه وقد وضع لي لحافا مزركشا فوق صندوق صغير لأتكئ عليه،وبينما كان البن يحمص فوق النار تسلل كلبان سلوقيان تحت اللحاف في الجانب الآخر من الصندوق طلبا للدفء. وكان الرجل المريض هو محسن بن عريجان الذي كان يعيش هناك مع زوجته وولديه وكان له ابن يعمل في الكويت في مكتب البلدية.وحتى هذا الوقت لم يظهر أي أثر للنساء أو الإبل. وقد رأى ناصر أن الحطب المتبقي لم يكن كافيا فاقترح أن يقود السيارة إلى مرتفع قريب لجمع حطب يكفي لتلك الليلة. وقد ذهبنا معه أنا وعلي وسرعان ما جمعنا كمية كبيرة من شجيرات الأرطاء،والعرفج،وكانت الشمس تغرب عندما عدنا إلى الخيام ورأينا النساء يظهرن فوق مرتفع من الأرض ومعهن جمل واحد. وفي نفس الوقت ولكن في اتجاه آخر ظهر أحد الأبناء ومن ورائه كلب أغنامه. وقد قفز إلى مؤخرة السيارة مؤكدا لي أن كلبه سوف يتبعه.(..) وكان الليل عندما عدنا إلى خيمة جابر للجلوس حول النار واحتساء القهوة والشاي مع العائلة ولم يكن المطر قد سقط بعد على هذا الجزء من السعودية وكانت شجيرات العرفج قد اسودت حيث لم يجر في جذورها أي نشغ بعد. وبعد سقوط المطر يتغير لون هذه الشجيرات إلى الأبيض. (..) وقد انضمت إلينا بجوار النار زوجة جابر،باينة،التي كانت ابنة عم محمد بن سالم الذي كان صديقا لنا لعدة سنوات وجلست باينة تغزل وتحكي لزوجها بالتفصيل عن كل ما حدث أثناء غيابه. وقد ذكرت أنها قد رأت آثار أربعة ذئاب في ذلك الصباح غير بعيد عن الخيام وخلف الستار الذي يقسم الخيمة كان طعام العشاء يطهى على النار وكانت شيخة تتولى وضع الأطفال الأصغر سنا في فراشهم ليناموا.وكانت الإبل الهزيلة قد عادت مع محسن من بحثها عن الكلأ الذي استمر طيلة النهار واستقرت بجانب الخيمة وكل واحد منها مغطى بقماش من الخيش فوق ظهره لاتقاء البرد،ولقضاء الليل.وقد طلبت من ناصر أن يتلو عليّ السجع لذي يقولنه عن لأشياء التي تزيد الصحة،والأشياء التي تضرّها حيث أنني لم أستطع تذكرها كاملة،وأما الأشياء النافعة للصحة فهي كما يقول جابر (؟؟) والركوب على السرج،والجلوس بين النباتات. وأما الثلاثة الضارة بالصحة فهي. (؟؟) ومشاهدة الجثث،والنميمة الخبيثة.وقد قهقه الحاضرون عندما فرغ جابر {مع أنها طلبت من ناصر أن يسمعها تلك الأقوال!!} من تلاوة سجعه هذا.وسرعان ما حان وقت صلاة العشاء فغادر الرجال جميعا الخيمة وخرجوا لأداء الصلاة. وانسلت باينة من خلف الستار الذي يقسم الخيمة وجاءت لتجلس بجانبي. وقد خلعت سواريها الفضيين من معصمها ورجتني أن أقبلهما كهدية،قائلة (إننا في غاية الخجل لعدم تقديمنا العشاء لك هذه الليلة ولأننا لم نذبح لكم خروفا).وقد أكدت لها أنني قبلت إكرامها لنا بما قدموه من قهوة وشاي وأنني كنت ممتنة لهم جدا،وكنت سأقبل هديتها وبعد ذلك أعيد سواريها إليها.){ص 309 - 312}. هنا لابد من وقفة .. لأشير إلى أن هذا الكتاب،ليست فيه عبارات،أو مواقف تدعو للتحرج من نقلها .. باستثناء العبارتين المعوض عنهما بعلامات الاستفهام .. وهذه خصيصة غير موجودة في أي من الكتب التي قمنا بالسياحة فيها ... دون استثناء .. وإن كان بعضها أقل من بعض.نعود إلى "أم سعود"التي واصلت رحلتها لتقضي (أربع ليالٍ كضيفة على أرامكو في بيت ضيافتها البهيج. وفي اليوم السابق لرحيلي رافقني الصويغ في زيارة للأمير عبد العزيز بن سعود بن جلوي الذي كان يقوم بأعمال أمير المنطقة الشرقية في ذلك الوقت للسلام عليه. وكان الأمير سعود بن جلوي قد ساءت صحته فعهد بمعظم الأعمال المتعلقة بالشركة{هكذا} إلى ولده عبد العزيز الذي استقبلني في فيلته الجديدة على مشارف الدمام ورحب بي عند البوابة. وقد وجدت الأمير عبد العزيز مرحا جدا وودودا وقد انضم إلينا بعد ربع ساعة عمه الأمير عبد المحسن بن جلوي أمير الأحساء وتركي بن عطيشان الذي كان ممثلا للملك في واحة البريمي إبان النزاع الإقليمي عليها. وقد أصبح الآن أمير رأس تنورة وهو في نفس عمر عبد العزيز ويتمتع بابتسامة ساحرة وعيون براقة. ){ص 312 - 313}. هنا ننهي هذه الحلقة .. مذكرين بأن هذه السيدة التي تسافر في الصحراء،في سيارة مسرعة،لست ساعات متواصلة،والتي تساعد في جمع الحطب .. قد ولدت – لمن نسي – سنة 1896م .. وهي تتحدث عن سنة 1962!!!! إلى اللقاء في الحلقة القادمة .. إذا أذن الله. س/ محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة ((سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب)) Mahmood-1380@hotmail.com

  2. #12

    رد: أربعون عاما في الكويت : فيلويت ديكسون

    أربعون عاما في الكويت : فيلويت ديكسون(أم سعود)"12"
    لا جديد .. رحلة أخرى للمؤلفة .. (تمكنت في شهر إبريل 1960 من الذهاب مرة أخرى إلى الظهران،وقد استقبلت بترحاب وود بالغين،(..) كان أصدقائي الأمريكيون كرماء دائما في ترتيبهم لي رحلات إلى أماكن مهمة, وفي تلك السنة تمكنت من زيارة جزيرة تاروت.
    وتبلغ هذه الجزيرة حوالي أربعة أميال ونصف عرضا. وتقع في خليج تاروت على شاطئ الخليج،محمية من الشمال بالرأس الرملي المسمى تنورة وتبعد عن بلدة القطيف حوالي ميلين إلى الشرق. وهناك نظرية تقول بأن هذه الجزيرة كانت مرتبطة بالعبادة القديمة للإلهة عشتاروت وأن اسم تاروت هو نطق مختصر لاسم عشتاروت.(..) كنا خمسة أشخاص في هذه الرحلة فقد كان يرافقني أربعة من موظفي أرامكو هم ماري فرانسيس روز،مالكولم كونيت،هاري والتر،ويحيى وهو موظف عربي من سيهات.
    وقد غادرنا الظهران بالسيارة صباحا واتجهنا إلى القطيف عن طريق سيهات فوصلنا إليها الساعة الثامنة. وكان ذلك يوم الخميس اكتشفنا أنه يوم السوق في تلك البلدة. (..) عدنا بالسيارة إلى المرفأ لنرى ما إذا كانت هناك أي دلائل على دخول عربات الحمير من الجزيرة فوجدنا حوالي عشرين عربة قادمة واحدة تلو الأخرى حاملة رجالا وبضاعة للسوق. وبعد انتظار نصف ساعة أخرى استطعنا استئجار عربة يجرها حمار قوي مقابل عشرين ريالا لتحملنا نحن الخمسة وتطوف بنا حول الجزيرة.وقد تسلق كل منا العربة وجلسنا على الحافة الخشبية الضيقة وجلس الاثنان الآخران كل واحد على عريش من عريشي العربة،أما مالك العربة فقد جلس على ظهر الحمار. وانطلقت بنا العربة ببطء. وكنا أنا وماري فرانسيس قد احتطنا للأمر بأن أحضرت كل واحدة منا وسادة للجلوس عليها. (..) وقد سرنا على ممر ضيق بين الحدائق وأشجار النخيل وكانت أوراق الشجر تلامس رؤوسنا أحيانا إلى أن وصلنا قرية سنابس وبعد أن توغلنا قليلا مررنا بنبع يندفع منه الماء الساخن عبر أنبوب ليصب في حوض قبل أن يجري إلى الحدائق وأشجار النخيل. وقد توقفنا عند هذا النبع لأن صاحب العربة قال بان الحمار يريد أن يشرب منه وجره إلى الحوض وبدأ يغسل وجهه وأذنيه،ومر بعض الوقت قبل أن يتعطف الحمار ويبدأ في الشرب (..) وقد سرنا بعد ذلك على الممر المؤدي إلى دارين وعندما غادرنا بساتين النخيل الظليلة اشتدت حرارة الجو وقد كانت معنا مظلات شمس كان يحيي قد أحضرها معه فوفرت لنا بعض الظل. ولكن الريح كانت تشتد وتجعل رفع المظلة صعبا في بعض الأحيان. ولأن الوقت كان ضيقا فإننا لم ندخل القرية بل عدنا إلى الطريق المؤدي إلى تاروت.(..) وكان أهل القرية قد سمحوا منذ عهد قريب جدا لحافلتين صغيرتين بالعمل على خط تاروت وعند عودتنا رأيت هاتين الحافلتين قادمتين وعندما اقتربنا منهما اندفعتا مسرعتين فتطاير رذاذ الماء والوحل علينا جميعا حيث لم يكن بمقدور الحافلتين أن تقفا لأن الطريق كان زلقا وإنني لأخشى أن يصبح الركوب على عربات الحمير بعد سنوات قليلة مجرد ذكرى ولذلك فإنني أشعر بالسعادة لأنني مررت بهذه التجربة عندما أتيحت لي الفرصة. وعندما وصلنا إلى المقهى غادرنا العربة ودفعنا لصاحبها خمسة رايات إضافية سُرّ بها. (..) كان أصدقائي الأمريكيون في الظهران يهتمون جدا بالمواقع الأثرية ويحبون جمع الأواني الخزفية من الخرائب القديمة. وأثناء الزيارة التي قمت بها للظهران عام 1961 أخذوني إلى ثاج. وكانت تلك هي الزيارة الثانية حيث ذهبت إلى هناك من قبل مع هارولد عام 1942. وكانت كل من ثاج والهنات قد بنيتا كمستوطنات إخوانية لقبيلة العوازم. ولان ثاج كانت موقعا لمدينة قديمة فقد استخرجت من باطن أرضها كميات هائلة من الحجارة استخدمت لتشييد القرى الحالية. (..) وعند بعض البدو توقفت سيارتنا عند الجبل الصغير البارز الذي قضينا عنده ليلة إبان زيارتي الأولى. وكانت هناك إبلهم عند الآبار،ولكن معظم القرويين كانوا لا يزالون في خيامهم السوداء في المناطق المجاورة. وبينما كنا نطوف بالمكان جاء إلينا بعض الرجال وسألوا : " عمّ تبحثون؟ .. عن الذهب".
    فأجبناهم قائلين :"لا،ليس هناك ذهب بل مجرد قطع من أوان فخارية مكسورة".
    وقد أخبرني أحد الرجال كبار السن أنه كانت هناك مدينة قديمة جدا في هذا المكان (..) وقد تعرف عليّ هذا العجوز ببطء وقال للآخرين "ألا تعرفون من هذه؟ إنها أم سعود التي تعسكر مع العوازم في الكويت".(..) وقد سألت الرجال عما إذا كانوا يعرفون أي حجر عليه كتابات أو نقوش.
    فسألني أحد الشبان : إذا أريتك واحدا،فما ذا ستفعلين به؟. فأجبته بأننا لن نلمسه بل سنكتفي بمجرد النظر إليه فقال : "تعالوا معي إذن وسوف أريكم واحدا في منزلي".
    مشينا معه إلى الجانب الأقصى من القرية وفي الطريق انحنى على الأرض والتقط جزءا من جذع تمثال أنثى مصنوعة من الفخار.
    أهذا ما تبحثون عنه؟ فتساءلت : "وما هذا؟".
    فقال :إنه صنم،وهناك الكثير من هذه الأصنام في المنطقة".
    وكان من الواضح أن ذلك الصنم هو جزء من تمثال امرأة بارزة(؟؟).
    وصلنا مع الشاب،وبعد إزالة برميل كان يسد مدخلا يؤدي إلى ساحة خارجية فتح الشاب الباب. وكانت جدران غرفة القهوة الصغيرة مبنية حتى ارتفاع حوالي أربع أقدام من الحجارة المأخوذة من خرائب المدينة القديمة منذ حوالي أربعين عاما. أما الجزء العلوي من الجدار فقد كان مبنيا من قوالب اللبن المجففة تحت الشمس (..) قضينا حوالي ساعتين في البحث بين الخرائب وعثرنا على أجزاء من تماثيل إبل ورؤوس إبل،والعديد من جذوع تماثيل النساء بدون رؤوس أو سيقان أو أحد (؟؟) في العادة. وكلها مصنوعة من الطين الناضج. إضافة إلى مباخر صغيرة مربعة وقطع من الأواني الفخارية المكسورة. وفي زيارة سابقة كان أصدقائي قد عثروا على تمثال نصفي كامل لامرأة تشابكت يداها تحت (؟؟).
    وبعد عام من هذه الزيارة قمت بزيارة أخرى لثاج من الظهران،ووجدت عند ذلك أنه قد أصبح من المستحيل أن يجد الإنسان شيئا مهما مُلقى على الأرض،حيث كانت المنطقة قد فتشت تفتيشا شاملا. (..) وقد شوهدت بعض قطع الأواني الفخارية في وقت لاحق من قبل المسؤولين في المتحف البريطاني الذين أعلنوا أن الترسبات الموجودة على بعضها كانت طلاء أخضر غير مكتمل يشبه الطلاء البارتي الذي عرف في القرن الأول قبل الميلاد أو القرن الأول للميلاد.
    كانت زيارتي للظهران عام 1961 قد تمت بعد بضعة شهور من وفاة الحاج عبد الله فيلبي (كما كان يعرف في الجزيرة العربية). وكان منزل فيلبي في الرياض يضم مكتبة هائلة بالإضافة إلى مجموعة مهمة من الأوراق. (..) وكانت شركة أرامكو ترغب في مكتبته وأوراقه،وكان جورج رنتز من قسم العلاقات بارامكو يتولى المفاوضات بهذا الخصوص. وعندما كنت هناك لم يكن الاتفاق على الثمن قد تم بعد حيث أن صديق فيلبي الذي كان يتولى تصريف شؤونه قد طلب مبلغا اعتبرته شركة أرامكو مرتفعا جدا.
    كان جورج رنتز،وهومر ميولير،في قسم العلاقات،أصدقاء لنا منذ سنوات طويلة وقد ذكرت لهما أني أتوق كثيرا لزيارة الرياض مرة أخرى التي لم أكن قد رأيتها منذ زيارتي الأولى لها مع هارولد قبل خمسة وعشرين عاما. فقال جورج فورا إن لديه عملا بالرياض متعلقا بوثائق فيلبي وأنه سيكون من دواعي سروره هو وميولير أن يرافقاني إلى تلك العاصمة وقررنا أن نسافر بالقطار وهي تجربة جديدة بالنسبة لي.
    غادرنا محطة الظهران في الساعة التاسعة صباحا. مستقلين مقطورة تعرف باسم "عربة البد"كانت هي الجزء الوحيد المخصص للركاب في القطار. أما بقية عربات القطار فقد كانت مخصصة للشحن. وقد كانت عربة البد مقسمة إلى درجتين أولى وثانية،وكانت مكيفة الهواء ومريحة جدا ومتوفر فيها مرطبات خفيفة.
    وكنا قد أعددنا للنزول في الخرج التي تقع على مسافة غير بعيدة من الرياض،ومن هناك نواصل رحلتنا بالسيارة. وقد وصلنا الخرج في الساعة الثالثة وخمس وعشرين دقيقة مساء. وهناك نزل الجميع واستغل الكثيرون هذه الفرصة للوضوء والصلاة في الحديقة الصغيرة أثناء توقف القطار.
    وكانت هناك سيارة تنتظرنا لتنقلنا إلى المركز الزراعي حيث شاهدنا ثلاثمائة رأس من الماشية معهم على الرغم من أن أحد العرب أخبرنا بأن هناك أكثر من ألف رأس. وكانت معظم تلك الأبقار دنمركية حمراء اللون،مع بعض الأبقار التكساسية طويلة القرن وكانت كل الأبقار بحالة جيدة وموضوعة في باحات مفتوحة مظللة. (..) بعد عين السامحة اتجهنا بالسيارة إلى قرية يمامة الصغيرة التي تقع على حافة مجرى ماء كبير جاف. وكان يمكن أن نصل الرياض بعد ساعة واحدة ولكن في منتصف الطريق،بالقرب من مرفة. توقفنا خلف حافلتين مكدستين بالحجاج وأمتعتهم. وقد أخبرونا أنهم جاءوا من اليمن وهم في طريقهم إلى مكة لأداء فريضة الحج. {هكذا}وكانت الحافلة ذات طابقين {أعتقد أنها"شاحنة"وليست حافلة } تكدس الطابق الأسفل بالحجاج أما الطابق العلوي فقد علاه كوم مرتفع من الأمتعة التي جلس الحجاج فوقها أيضا. ومع ذلك فقد كانوا جميعهم في منتهى السعادة ورجونا أن نتلقط صورا لهم.
    وعندما وصلنا الرياض بالسيارة متجهين أولا إلى حصن عجلان (المصمك) ثم إلى المدينة الجديدة. وقد أسعدني أن وجدت الحصن القديم،وهو أحد شواهد الانقلاب التاريخي الذي قام به ابن سعود عام 1901،لم يختف في خضم التطور الحديث للمدينة. وفي الحقيقة،كان الجزء الأحدث يقف في الغالب جنبا إلى جنب مع القديم مشكلا منطقة حديثة بارزة ذات طابع مميز. وقد قمنا بزيارة السيد ميتز ممثل شركة أرامكو. وفي النهاية وصلنا إلى وجهتنا المقصودة،فندق اليمامة. وعندما زرت الرياض أول مرة لم يكن فيها ما يمكن أن يسمى بفندق حديث،أما الآن فهناك اثنان هما فندق اليمامة وفندق الزهراء. وقد أعطيت غرفة نوم مريحة ومكيفة الهواء. وفي المقهى الذي يقع في الدور السفلي لم تكن تقدم أية مشروبات كحولية وكان هناك العديد من الأوربيين يقيمون في الفندق ومن بينهم بوب مارش كبير ممثلي التابلاين في بيوت.
    وفي وقت لاحق من ذلك المساء قمنا بزيارة زوجة فيلبي البلوشية،والذي عاش معها فيلبي سنوات عديدة وقد استقبلنا ولداها،خالد الذي كان في الحادية عشرة من عمره،وفارس الذي كان يبلغ التاسعة،في غرفة علوية صغيرة كان والدهما يستخدمها كمكتب. وكانت رفوف الكتب الممددة حول الغرفة قد أصبحت خالية. وفي غرفة الطابق الأسفل التقيت بالسيدة روزي فيبلي وعزيتها في وفاة زوجها حيث لم تكن قد مرت على تلك الوفاة غير أشهر قليلة. وفي غضون ذلك كان جورج وهومر يعقدان جلسة عمل في الغرفة العلوية مع عبده العنزي صديق العائلة وولي أمرها للمفاوضة على ثمن شراء المكتبة كلها. وقد استطاعوا أخيرا أن يتفقوا على مبلغ عشرة آلاف دولار كانت ستستثمر لتساعد في نفقات تعليم الولدين. وقد ملأت كتب ووثائق هذه المكتبة ثمانية وثلاثين صندوقا كبيرا تم شحنها إلى مكتبة أرامكو في الظهران.
    وعندما غادرنا الرياض في الساعة الثامنة وعشرين دقيقة من صباح اليوم التالي كانت ريح الشمال تهب مثيرة للغبار. {لعلها تسعى لتغطي على خيباتنا!! حتى أننا لم ندخل في "مزاد"فإذا لم نحصل على "الكنز"نرفع ثمنه مساعدة لأسرة فيلبي!! .. ولكن من يهتم؟!! هبي يا ريح الشمال هبي .. } وقد كان عبور صحراء الدهناء على الطريق الجديد أمرا مسليا وقد بدأ رذاذ خفيف من المطر في السقوط عندما توقفنا لالتقاط بعض الصور،فانقشع الغبار ورأينا مجموعة من بدو الدواسر ينقلون معسكرهم. وتناولنا غداء نزهتنا في مكان جميل كانت أشجار العرفج فيه متفتحة الأزهار وتمكنت من أخذ بعض من زهور الكحيل والخزامى. وفي خريص توقفنا لاحتساء الشاي في مقهى صغير بينما تولى سائق سيارتنا تزويدها بالوقود. ووصلنا الظهران في الساعة الثالثة والثلث مساء بعد رحلة رائعة جدا بالسيارة.){ص 326 - 335}.
    كان لنا أن ننهي هذه الحلقة على (نغمات الخيبات) ,, ولكن لابد من تسجيل الإعجاب بزرق العيون هؤلاء الذين لا يقر لهم قرار ... وهذه (المسنة) – أم سعود – التي تنخل الصحراء عبر السيارات والقطارات والطائرات .. هل قلت الطائرات؟ إذا لنأخذ هذه اللمحة .. (وعند زيارتي للظهران {للمرة العاشرة مثلا؟!!}مرة أخرى عام 1962 دعيت لمرافقة السيدة أو.آي. سيجر،والسيدة جي. دبليو. بندلتون،والآنسة فيوليت {وفد نسوي خالص}على متن طائرة دي. سي 3 في رحلتها العادية من الظهران إلى الربع الخالي (..) وقد أقلعت طائرة دي. سي3 من مطار الظهران في الساعة الثامنة والنصف صباحا بحمولة كاملة من الركاب الذي كان معظمهم سعوديين {غريبة!!!} وإن كان بينهم بعض الأمريكيين المتجهين إلى معسكر العبيلة في الصحراء. وكان أول توقف للطائرة في الهفوف التي وصلناها في نصف ساعة. وهناك نزل أربعة سعوديين ثم أقلعت الطائرة متجهة إلى الجنوب الشرقي حيث تقع العبيلة وهي معسكر رئاسة استكشاف الزلازل في الصحراء. وقد طرنا فوق منطقة تعرف باسم الجافورا وهي اتساع عرضي مغطى بطبقة رقيقة نسبيا من الرمال المتحركة (..) وكنا نطير فوق هذه المنطقة على ارتفاع ستة آلاف قدم ولم يكن هناك ما يمكن رؤيته سوى التنوع في أشكال الرمال.وبعد ساعة وأربعين دقيقة هبطت الطائرة في مطار العبيلة. الذي كانت الرمال تمنع من الزحف على مدرجه بواسطة سور من الحواجز الخشبية ومع ذلك فقد كان السطح ناعما جدا في بعض الأماكن بحيث تغوص فيه العجلات،وتطير الرمال. وكان كل ما يميز المدرج هو كيس برتقالي اللون يستخدم في تحديد اتجاه الريح. كما كانت هناك عربتان مطليتان بلون أحمر زاه وطائرة قندس صغيرة في انتظار طائرتنا. وقد نزل كل السعوديين من الطائرة وكذلك الأمريكيون (..) وبينما كانت الطائرة الـ دي. سي3 تتزود بالوقود ذهبت أنا وبقية السيدات في سيارة لاندروفر إلى المعسكر الذي يبعد حوالي ربع ميل. وكان يتألف من بيت متنقل به غرفة مكتب وحمام. إلخ. ومقطورات نوم لبقية أفراد المعسكر. وقد اكتشفت مياه مالحة في هذه المنطقة وأقيمت محطة تقطير تستخلص الأملاح من الماء وتجعله صالحا للشرب.
    عدنا إلى المطار (..) وقد طرنا لمدة خمسين دقيقة باتجاه الشرق بعد أن غادرنا العبيلة.(..) وكان المطار القريب من معسكر رقم 3 مميزا بالكيس البرتقالي المعتاد الذي يبين اتجاه الرياح،وبعلامات داكنة قليلة على المدرج وقد قامت الطائرة بهبوط ناجح (..) وكانت درجة الحرارة في هذه المنطقة تتعدى ثمانين درجة فهرنهايت ولكن الجو كان لطيفا يهب فيه نسيم عليل.
    كان المعسكر الحقيقي لا يزال بعيدا بعض الشيء ولذلك صعدنا إلى العربة الآلية وانطلقنا فوق الكثبان الحمراء. واصلنا طريقنا صعودا إلى أن شاهدنا على البعد وفي منطقة منبسطة كبيرة عدة خيام بيضاء وعددا من المقصورات والبيوت المتنقلة وكان ذلك هو المعسكر رقم 3 الخاص بقياس الهزات الأرضية والذي يقع شرقي "عروق المهلكة"على خط عرض 20،30 وخط طول 53،17 شرقا. وكانت إحدى المقطورات الكبيرة قد أعدت لتكون مكان تناول الطعام وزودت بمطبخ. كما كان هناك العديد من مقطورات النوم الطويلة تتسع الواحدة منها لستة أخاص. وكانت هناك مقطورة مزودة بمذياع وجهاز لاسلكي تستخدم كمكتب. وفي معسكر الخيام كان هناك أمير سعودي وعدد من المستخدمين السعوديين.{ورانا ورانا السعوديين؟!!} وقد قدم لنا غداء ممتاز في مقطورة الطعام تتكون{هكذا} من سردين بارد ومقانق،وكرنب أو ملفوف،وسلطة تبعتها فطائر التفاح،وكريمة،وقهوة أو شاي مثلج.
    وعبر الفضاء الشاسع المنبسط إلى الشمال كان ينتصب جبل من الرمال الحمراء تجاوره جبال أصغر حجما وقد شكلت موقعا ممتازا للمعسكر. وقد أخبرتني السيدة سيجر والتي كانت جيولوجية طافت جميع أنحاء الربع الخالي أنه كلما اتجهنا شرقا من موقعنا فإن الكثبان الرملية تزداد ارتفاعا،ويصل ارتفاع بعضها تسعمائة قدم. وكذلك تصبح المساحات المنبسطة أكبر،وأعرض وأطول. كما كانت السيدة سيجر تعرف الرمال المغنية (التي لم نتمكن لسوء الحظ من سماع غنائها) وأخبرتني أنها كانت غريبة جدا. فهذه الرمال تغني برقة مع خطوات الإبل أو الرجال على المنحدرات الرملية ولكن عندما تبدأ شاحنة في الانحدار على هذه المنحدرات الرملية فإن الغناء يتحول إلى زئير هائل مريع يستمر طويلا بعد مرور الشاحنة. وأضافت أنها تستطيع تفهم اعتقاد البدو بأن هذه الرمال يسكنها الجن.) {ص 335 - 337}.

    إلى اللقاء في الحلقة القادمة .. إذا أذن الله.

    س/ محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة ((سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب)) Mahmood-1380@hotmail.com

  3. #13

    رد: أربعون عاما في الكويت : فيلويت ديكسون

    أربعون عاما في الكويت : فيلويت ديكسون(أم سعود)"13"
    بعد تلك (الرحلة النسوية) بالطائرة قالت "أم سعود" .. ( وعندما عدنا إلى الظهران ذهبت في ذلك المساء حوالي الساعة التاسعة،لأقدم تحياتي للأميرة سارة زوجة سمو الأمير سعود بن جلوي أمير المنطقة الشرقية في الدمام. وكانت الأميرة سارة،وهي ابنة سمو الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي،أمير منطقة الحدود الشمالية (حايل)،,قد علمت أنني قد أتيت زائرة من الكويت وأنني أرملة الكولونيل ديكسون (أبو سعود) الذي كان معروفا جيدا لدى الأمير. وقد استقبلتني الأميرة بترحاب بالغ في شقتها. وكانت ترتدي زيا سعوديا حديثا مكونا من تنورة طويلة من الحرير اليابس المزركش بالزهور وتضع صدارا منفصلا ضيقا من لون مختلف. وحول رأسها وجهها ورقبتها كانت ترتدي ملفعة سوداء رقيقة.
    وبعد يوم أو يومين ذهبت مرة أخرى إلى الرياض،وهذه المرة عن طريق البر،وكنت بصحبة السيدة بندلتون والآنسة فوب مار. لقد تركنا الظهران حوالي الساعة السابعة والنصف صباحا،وكان توقفنا الأول عند الكيلو 280 قبل وصولنا رمال الدهناء،حيث وجدنا هناك مبنى قد أعد كاستراحة للمسافرين تحت إشراف السيد القصيبي وهو من سكان مدينة الدمام،وقد زودت هذه الاستراحة بغرفة واسعة مكيفة لتقديم المرطبات للمسافرين من الرجال ويوجد كذلك غرفة أخرى منفصلة للنساء،وقد استقبلنا السيد القصيبي بنفسه.(..) وبعد قليل من مغادرتنا منطقة خريس وقعنا في مشكلة إذ وجدنا أمامنا مجموعة من سيارات النقل قد توقفت وسدت الطريق مما اضطرنا للتوقف حيث وجدنا جزء من الطريق قد كسر وثلاث سيارات نقل متجهة شرقا وثلاث سيارات نقل أخرى متجهة غربا وقد التصقت مع بعضها. وعندما حاول سائق سيارتنا أن يتخطاها بدأت السيارة تغوص عميقا في الرمال الحمراء. وببطء استطاعت بعض السيارات أن تعود إلى الطريق بمساعدة كتل الأخشاب والأعمدة التي كانت تحملها لحسن الحظ. وبعد ذلك جاء جميع السائقين لمعاونتنا،وسرعان ما دفعونا إلى الطريق المعبد وبعد هذا الحادث المؤسف سارت الأمور على ما يرام باستثناء سقوطنا في حفرة ونحن نسير بسرعة 60ميلا في الساعة،ولحسن الحظ أيضا لم يصب أحد منا بسوء واقتصرت الأضرار على خلخلة أنبوب العام (الإكزوز) (..) وعندما انتهينا من تناول الغداء ذهبنا إلى منزل السيد مايك أمين،وهو سعودي الجنسية أمريكي الأصل يعمل في شركة أرامكو،وكنا سنقيم معه،وكان السيد أمين يسكن في منزل جديد به حديقة قرب صخرة المحروق وهي قنطرة طبيعية تعتبر من المعالم الشهيرة على مشارف الرياض.
    وفي الوادي،قمنا بزيارة حديقة صغيرة كانت مزروعة بالقمح والبرسيم وكان هناك لبناني مسئول عن آلة الضخ،ومن بركة كبيرة كان الماء الحلو يجري عبر قنوات. وعلى مسافة أبعد من الوادي كانت تقع مباني الحديقة الحكومية للحيوانات،ومنطقة كبيرة خضراء مزروعة بالشعير والبرسيم.(..) وفي عصر اليوم التالي اقترحت السيدة ميتز أنه طالما أنني لم أدخل قصر الناصرية الخاص بالملك سعود،من قبل فإنه يمكنني أن أرافقها إلى هناك وأدخل معها في سيارتها من خلال باب الحريم حيث إن سائقها وسيارتها كانا معروفين هناك ويلقيان الترحيب. ولم يكن يسمح لأي شخص أو سيارة غريبة بالدخول من تلك البوابة.
    وقصر الناصرية كما يسمى،مشيد خارج مدينة الرياض القديمة ومحاط بأسوار عالية تمتد على مسافة أربعة كيلومترات مربعة،تضاء ليلا بواسطة مصابيح كهربائية مثبتة على الأسوار (..) وكان صاحب الجلالة الملك سعود له أربع زوجات تقطن كل واحدة منهن قصرا مستقلا داخل منطقة الحريم. كما كان للأميرة أم سعود والدة الملك قصرا هناك أيضا. وحول هذه القصور كانت هناك حدائق نزهة وبحيرة كان عليها قوارب تعمل بالكهرباء يتسلى بها أطفال الملك. وكانت المباني الأخرى القريبة مخصصة للوصيفات،والعاملات بالقصر،وكانت المنطقة بأكملها محاطة بسور مرتفع،ولها بوابة محروسة داخل السور الخارجي. وكان قصر الملك الخاص ملاصق للحريم،ولكن كان بالقرب منه منزل أبيض اللون وأصغر حجما،يفضل الملك أن يقطنه في هذه الأيام.(..) وفي الحدائق أيضا أربعون مقصورة يقطنها الأمراء وعائلاتهم واثنا عشر منزلا صغيرا يعيش فيها الخدم والأمراء الصغار الذين يتلقون العلم في مدرسة القصر الخاصة. في كل يوم بعد انتهاء الدراسة يقضي هؤلاء الغلمان بعض الوقت في منازلهم مع صقورهم وبنادقهم. يصدرون الأوامر ويثرثرون مع خدمهم البدو.
    وفي داخل الناصرية يوجد مستشفى يتسع لخمسة وعشرين سريرا ويديره طبيب ألماني هو دكتور ليجلر الذي كان لديه منزل بديع على مسافة من المستشفى.
    في ذلك المساء تناولت الطعام في فندق اليمامة بالرياض كضيفة على جون جاسبيرتي الذي كان يعمل في وزارة البترول والثروة المعدنية في جدة. وقد شربنا بيرة بدون كحول وعصير طماطم وتناولنا طعاما ممتازا في حوالي الساعة الواحدة مساء بالتوقيت العربي(الذي يعتبر بموجبه غروب الشمس هو الساعة الثانية عشرة). {الحقيقة أنه لا يوجد "توقيت عربي" .. فحين يؤذن المغرب تجد الجميع يخرجون ساعاتهم،ويضبطونها على الثانية عشرة!! بمعنى أنه إذا أذن المغرب أصبحت الساعة الثانية وعشرة .. وليس العكس!! وهو مستحيل .. أن يؤذن المغرب كل يوم في نفس اللحظة!!،ويؤذن العشاء كل يوم الساعة الواحدة والنصف!!} وكان من بين الضيوف السيد جلين براون يعمل في المجلس الأعلى للتخطيط،والسيد كارول براديوري من شركة براد يوري وزملائه التي كانت تأمل أن تتولى دراسة مصادر المياه في المملكة والسيد واجنر من شركة واجنر وزملائه في ميونخ التي كانت تأمل في تولي عملية للطرق في الحجاز والسيد عركان عبادي وهو زميل عراقي للسيد واجنر.
    في الساعة الرابعة والنصف (العاشرة بتوقيت غرينتش) دعيت لمرافقة السيدة ميتز وسيدات أخريات في زيارة للأميرة حصة بنت سعود (ابنه الملك سعود) ولم تكن هذه الأميرة تسكن داخل قصر الناصرية بل كان لديها فيلا حديثة خاصة بها على مشارف المدينة. وكانت سيدة تهوى الأسفار والرحلات،وفي ذلك الوقت كانت مطلقة وتعيش مع مرافقتها. كما كانت هذه الأميرة أيضا تحتل مكانة بارزة بين مشجعي تعليم الفتيات،وقد أدى هذا التشجيع إلى فتح العديد من مدارس البنات في الرياض. وقد عبرت الأميرة عن فرحتها بالبنايات الحديثة والمحلات التجارية في المدينة،وعلقت على قولي بأنني قد زرت الرياض قبل خمسة وعشرين عاما بقولها "لم تكن جميلة في ذلك الوقت".
    وفي الصباح التالي ذهبنا إلى الهفوف. وهناك زرنا عائلة خليفة الملحم الذي كان رئيسا سابقا لمجلس بلدية الهفوف،كما قمنا بزيارة الشيخ يوسف المبارك {في الهامش : "من أشهر مؤرخي المملكة العربية السعودية. تعرفت إليه في الأحساء سنة 1951م. وينتمي إلى أسرة آل المبارك أسرة العلم والأدب والشعر". .. (سيف الشملان).} وهو عجوز مرح تلا علينا الكثير من أمثال العرب وأقوالهم المأثورة.){ص 338 - 344}.
    رغم أن المؤلفة انتهت من الفصل الثالث عشر (رحلات حول الأحساء والرياض)،ودخلت بنا إلى الفصل الرابع عشر (في مضارب بني مرة)،إلا أنها بدأت بهذه الرحلة .. ( كان شتاء 1964 في مدينة الكويت هو أبرد شتاء يمر بها منذ أربعين عاما. فقد كانت درجة الحرارة تبلغ حد التجمد إلى حد لم أعرفه خلال الخمسة والثلاثية عاما التي عشتها في الكويت. وفي الصحراء كان الصقيع قارسا جدا ما سبب بعض الوفيات نتيجة التعرض للعوامل الجوية. وذات صباح شديد البرودة في شهر يناير قررت أن أسافر إلى الظهران بالطريق البري. وقد سافرنا عن طريق الخفجي إلى جمرك الزرقاني السعودي حيث فحصت أمتعتنا ثم واصلنا طريقنا إلى المشعاب الذي كان سابقا ميناء المشعاب لكل مواد التابلاين أما الآن فقد أصبح مهجورا إلا من حارس يجلس في كوخ وقد بدا منظر المشعاب خلابا وكأنه صورة"سلايد"فقد كان برج الرافعة القديمة (التي كانت تستخدم في تفريغ الأنابيب من السفن) ينتصب في السماء وقد امتدت أحد أذرعه إلى الجزيرة الصناعية في البحر حيث كانت السفن تقف في الماضي. وذات يوم بعد بداية مبكرة في الساعة الخامسة صباحا قمنا بزيارة أخرى للهنات وثاج. وفي رحلة أخرى تنزهنا بين الكثبان الرملية في الجبيل. وفي رحلة ثالثة قضينا يوما كاملا في الهفوف في زيارة للمزارع والبساتين التي أتلفها الشتاء القارس فقد تلفت معظم محاصيل الذرة الحلوة والطماطم .. إلخ .. وقد شاهدنا أيضا محطة تعبئة التمور التي يمتلكها محمد أحمد العرفج،وتناولنا طعام الغداء بجوار غدير ماء جار في حديقة الأمير عبد المحسن بن جلوي. وقبل العودة زرنا عين نجم المعروفة ورأينا مجموعة من الفتيات الجميلات والنساء يجلسن في بركة ماء حار يتصاعد منه البخار في الجزء المنعزل والمحجوز للنساء فقط. وكان بعض منهن يغسلن شعرهن وبعض الآخر يمشطن ويضفرن شعور الأخريات وكن جميعا يرتدين أثوابا سوداء رقيقة تغطي أجسادهن العارية،حتى ألئك اللواتي كن يجلسن فقط في الماء الصافي ويثرثرن.){ص 347 - 348}.
    لا جديد بعد رحلة يناير .. (وفي صباح يوم 27 فبراير 1964 انطلقت مع رفاقي،بمن فيهم ناصر إلى الصمان وهي منطقة تكثر فيها التلال في المملكة العربية السعودية وقد كنا خارجين في تلك الرحلة للبحث عن قوم ناصر مرة أخرى (..) وفي حولاي موعد صلاة الظهر،عندما صعدنا تلا رمليا صغيرا بين التلال المنخفضة،رأينا المنظر المألوف لخيام المريين الثمانية التي كانت تنتصب في واد أسفلنا. (..) في تلك لليلة تناولنا طعام العشاء تحت ضوء القمر وكان الجو باردا. وكان ناصر قد ذهب بالسيارة وأحضر خروفا صغيرا من القطيع الذي كان على مسافة من المعسكر،كما ساعد في ذبحه وسلخه وإعداده للعشاء. وكان أهل ناصر لا يزالون يستعملون الماء الذي أحضرته الشاحنة مؤخرا من البحيرة الجافة التي زرناها،وكان الماء يحمل مذاق بول الإبل في كل من الشاي والقهوة.(..) وقد أخبرت جابر أنه على الرغم من أنني في مرات عديدة قد أكلت السحالي الكبيرة وثعلب الصحراء إلا أنني لم آكل أرنبا بريا أثناء إقامتي في الصحراء وسألته إن اصطادت كلابه السلوقية أرنبا أن يطبخه لي. وأضفت أنني أيضا أرغب جدا في محاولة أكل اليربوع مرة،بأي ثمن. وعندما جلسنا لتناول طعام الغداء في خيمة راشد حضر جابر حاملا أرنبا مطبوخا على صينية فهجمنا عليه أنا وناصر وهادي و التهمناه بسرعة،وقد كان شهي الطعم جدا (أما علي فلم يلمسه لأنه شيعي المذهب).
    ولم نكد نهضم الأرنب البري،حتى جاء جابر مرة أخرى يحمل إليّ يربوعا حديث الذبح. وقد تطوع ناصر بشيه في رماد نار القهوة الحار. وبعد برهة قلبه بملقاط ودفنه في الرماد مرة أخرى. وسرعان ما نضج اليربوع فرفعه ناصر من الرماد وطرحه على السجادة،ثم كسر عظمة الذيل الطويلة وألقاها بعيدا ثم أزال بأصابعه الرماد عن اليربوع وأزال عنه ما تبقى من الجلد والفراء ثم كسر الساقين والذراعين وأعطاهما لي واقتسم الباقي مع هادي،بما في ذلك العظام وكل شيء.
    وقد استمتعت بأكل نصيبي من اليربوع على الرغم من أن رائحته كانت نفاذة وغير عادية. وقد تذكرت ما قاله دوغتي لأصدقائه العرب : "إن بعضكم يأكل البوم،والبعض يأكل الأفاعي والسحالي وكلكم تأكلون السحالي الكبيرة والجراد وفار الربيع .." وفأر الربيع هو اليربوع طبعا. والبدو الذين قابلتهم لا يأكلون الثعابين أبدا أما الجراد فقد استمتعت بأكله معهم في مناسبات عديدة.
    وفي صباح اليوم التالي أعدت العائلة قربة ماء،وبعض اللبن والتمر وبعض الأرز حملناه معنا في السيارة وانطلقنا وكنت أحمل معي بندقيتي وبعض الخراطيش على أمل أن نجد طرائد نصطادها. وقد سلكنا طريقا يؤدي إلى تلال صخرية منبسطة باتجاه الدحل { في الهامش : "الدّحل بتشديد الدال تجويف في الأرض يكون به الماء الحلو وهناك الدّحل الكبير والدّحل الصغير". .. ( سيف الشملان)}الذي كنت أريد أن أزوره. ولم يكن محمد متأكدا من الاتجاه حيث إن عاصفة رملية كانت قد هبت عند ما ذهب في المرة السابقة وأثناء العودة كان الظلام قد حل. وقد شاهدنا سيارة وانيت حمراء على مسافة غير بعيدة بجوار ناقة كانت قد ولدت لتوها،فقدنا السيارة إليها.
    ترجل من السيارة شيخ مطيري طويل القامة يحمل بندقية،وكان ملثما جيدا،ويتبعه رجلان،وقد سألناه عن الطريق إلى دحل أم القرون فعرض علينا أن يرافقنا إلى هناك لأن العثور على ذلك المكان لم يكن سهلا حيث كان مدخله على قمة مرتفع صغير. وقد نزل علي ومحمد ودخلا النفق المظلم بينما بقيت أنا على القمة راجية ألا يضلا الطريق،وقد وصلا الماء على أية حال،وتخبطا في الظلام وعادا سالمين. وفي نفس الوقت رأى الشيخ المطيري صفائح بترول حمراء كثيرة في سيارتنا فرجانا أن نعطيه بعض البترول حيث إنه جاء ليعيد الناقة وصغيرها إلى النفود. وقد أوضحت له أنه ليس لدينا أكثر مما يكفي لإعادتنا إلى الكويت،ولكني أعطيته جالونين ونصفا. ولم يكن من اللياقة أن نسأله من يكون ولكننا اعتقدنا أنه ربما كان ابن عشوان الذي قتل رجاله في العام الماضي رجلا من عشيرة الشيخ ابن محيلب،وهناك خطر على حياته الآن. وهذا يفسر حمله البندقية وتلثمه بالكوفية حول وجهه.){ ص 348 - 351}.
    إلى اللقاء في الحلقة القادمة .. إذا أذن الله.

    س/ محمود المختار الشنقيطي ((سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب)) Mahmood-1380@hotmail.com

  4. #14

    رد: أربعون عاما في الكويت : فيلويت ديكسون


    أربعون عاما في الكويت : فيلويت ديكسون(أم سعود)"14"
    ((ليس بالبترول وحده تحيا الشركات))!!! : من أقوالي غير المأثورة

    هذه هي المرة الثانية – رغم أن مسالة التعليق من عدمه تدخل ضمن حرية الأستاذ"سيف" – التي أرى فيها أن بعض المعلومات التي توردها"أم سعود"كانت في حاجة إلى (تعليق) ما .. المرة الأولى – كما أشرت سابقا – كانت عند خبر قصف الطائرات البريطانية،لسيارة المعتمد السياسي،هارولد ديكسون،وقد اعتذروا بأنهم ظنوا أن في السيارة بعض الشخصيات الكويتية النافذة،ممن يؤيدون الإخوان!! ولم يعلق الأستاذ (سيف) على هذا الكلام .. ولم يخبرنا – بموسوعية معلوماته – من هم ألئك النافذون!! والمرة الثانية هنا،فيما سننقله في الأسطر القادمة .. من وجود ما يشي بوجود (مشكلة ما) بين السعودية والكويت .. في تلك الفترة
    رأينا في الحلقة السابقة "أم سعود"تذهب في رحلتين،الأولى في شهر يناير،والثانية في شهر فبراير من سنة 1964 .. (وذات يوم من شهر نوفمبر عام 1964 غادرنا الكويت في وقت مبكر بسيارتي همبر،إحداهما صالون والأخرى وانيت وكانت مثقلة بحمولة كبيرة من أمتعتنا وأدواتنا،وقطع غيار،وبترول وماء. وقد تولى علي قيادة سيارتي بينما قاد السيارة الأخرى ناصر جابر المري(..) سلكنا طريق الوفرة متجهين إلى الجنوب الغربي وفي محطة البنزين هناك أخذنا ثلاثين جالونا من البترول. وقد التقينا بعلي الأحيمر المري وزوجته وضحة،وهو صديق قديم سألنا عن وجهتنا. وعندما أخبرته أننا ذاهبون إلى المملكة العربية السعودية قال : "آه .. لعنة الله على ألئك العاملين في مركز الحدود،إن لديهم خيمتين على جانبي كل طريق قرب الحدود".
    وبالفعل عندما اقتربنا من الحدود شاهدنا خيمتين بيضاوين فاتجهنا إليهما. وقد ذهب السائقون إلى إحداهما ثم عادوا وطلبوا مني أن أذهب إلى هناك أيضا. وقد كانت الخيمة جديدة جذابة المنظر مخططة بألوان زرقاء وصفراء وحمراء. وبعد أن جلسنا برهة حدثونا فيها عن الطقس سألنا الأمير السعودي عن وجهتنا،فقلت إننا ذاهبون للنزهة والصيد. وعند ذلك سألني ما إذا كان لديّ كتاب توصية.
    فأجبت قائلة أطال الله عمرك يا صاحب السعادة .. هذا كتاب أعطاني إياه الشيخ سعد العبد الله وزير الداخلية،وابن أمير الكويت.
    تناول الأمير الكتاب وقرأه ببطء وإمعان ثم قال بعد بضع دقائق من التفكير،إن لديه أوامر مشددة من الرياض بألا يسمح لأي سيارة تحمل لوحة أرقام كويتية {هكذا} بالمرور إلى السعودية من هذا الطريق وأشار أن الطريق الوحيد للسيارات الكويتية المتجهة إلى السعودية كان عبر حفر الباطن إلى الزرقاني في جنوبي الخفجي. وقد أوضحنا جهلنا التام بهذه الأوامر الجديدة. وبعد كثير من كلمات الإطراء والمديح لصالحي من جانب ناصر الذي كان دائما يؤيدني بإخلاص،وكذلك من علي،قال الأمير أنه سيستثنينا طالما أنني أحمل كتاب التوصية هذا. (لم أكن أحمل تأشيرة دحول {هكذا} سعودية صالحة) وهكذا بعد أن احتسينا القهوة والشاي غاردنا الخيمة شاعرين بالامتنان،خاصة وأن شخصا كويتيا ذائع الصيب {هكذا} كان قد رد على أعقابه من هذا المكان في اليوم السابق.
    في الحادية عشرة والنصف وصلنا إلى خباري وضحة التي كانت تعتبر منطقة صيد مفضلة لدى الملك الراحل عبد العزيز آل سعود. وفي هذا المكان كان زوجي قد تسلم فيصل الدويش ونايف بن حثلين،وابن لامي،يوم 27 يناير 1930 بعد أن استسلموا واعتبروا سجناء لدى الإنجليز الذين سلموهم إلى الملك بعد ثورة الإخوان.
    ومن هناك قطعنا السهل الفسيح في منطقة القرعة. وعبرنا خط التابلاين بالقرب من منطقة حرق الغاز في سعيرة،التي تعتبر من مناطق التصييف. ومن سعيرة سلكنا طريقا جيدا يتجه جنوبا عبر السلسلة الجبلية الحجرية في ورية إلى منطقة الوادي في جنوب شرقي لصافة. ومن هناك عبر شعب شعطان وبالقرب من وبرة،حيث تحولنا إلى طريق يتجه غربا،ومررنا بمطقة تصييف أخرى تسمى الضبية،يقع بالقرب منها جبلان قمتاهما منبسطتان. ثم سلكنا طريقا جيدا يتجه جنوبا ومررنا بمستوطنة صغيرة مكونة من عدة منازل وأشجار وبساتين،ولم تتوقف السيارة في المقدمة بل واصلت السير خمسة أميال أخرى تقريبا. وعندما أخبرني ناصر أن المستوطنة التي مررنا بها هي (جرارة) مستوطنة بندر فيصل الدويش سألته لماذا لم يتوقف أو يخبرني باسم المكان الذي مررنا به،حيث إنني كنت أحب أن أزور تلك المنطقة. وقد كانت إجابته الحمقاء هي أنه اعتقد أن الدوشان لا يحبونني. ولأن الشمس كانت على وشك المغيب فقد توقفنا لقضاء الليل بعد خمسة أميال في بقعة رملية على طريق بين أشجار الحمض.(..) وفي اليوم التالي كنا نتناول الغداء مع وضحة،أخت صديقي ناصر وزوجها وحول الخيمة كان هناك كثير من اليرابيع،وقد أغلقوا جحورها خوفا من الثعابين ولكن كان يمكن اكتشافها بتتبع الأثر على الرمل. وقد رأينا آثار أفعى من نوع الكوبرا على الرمال. وجحور حوالي اثنتي عشرة عقربا في أرض أكثر صلابة. وقد اصطاد ناصر يربوعين وبينما كنا نجلس حول نار القهوة،أخرج سكينا ذبح بها اليربوعين ودسهما داخل الرماد لشيهما. وقد غطى جثتيهما بروث الجمال الجاف وبعد فترة قصيرة أخذ القطعة المعدنية التي كانت تستعمل في تقليب حبات البن،واستعملها في تقليب اليربوعين. ثم كدس مزيدا من النار عليهما. وقد عبقت رائحة اللحم المحروق الخيمة. وعندما نضج اليربوعان أخرجهما ناصر من بين الرماد وسلخ جلديهما وقسم اللحم بيننا ويجب أن أقول إنهما كانا لذيذي الطعم.
    وفي المساء كنا جميعا مدعوين إلى خيمة وضحة لاحتساء القهوة ووضحة هذه هي زوجة سالم المري الذي لم يكن موجودا في ذلك الوقت. وقد كانت فاتنة جدا وتبدو شديدة الجاذبية وهي تضع على رأسها وبرقعها غلالة من القماش الأسود الرقيق المنقط. وكان ثوبها من القماش المقصب الجميل،وتزين جيدها بقلادة ذهبية مستديرة وتضع في معصمها سوارين عريضين مطعمين بالفيروز وغيره من الأحجار الكريمة. وقد دعوتها لرد الزيارة لي في خيمتي وأعطيتها علبة شاي وعلبة بسكويت. وقد سبب هذا كثيرا من الغيرة بين النساء الأخريات،اللواتي أخذن يسألنني "هل دعوت وضحة للمجيء إلى خيمتك؟" وفي تلك الليلة كانت هناك حفلة عشاء كبيرة أخرى،جعلتني أشعر بأنني قد تقبلت كرم ضيافتهم إلى حد لم يعد يحتمل المزيد،فأخبرتهم بأننا سنرحل في الصباح.
    كان محمد أخو ناصر هو الذي يوقم بدور المؤذن للصلاة دائما. وفي كل صباح قبل مطلع الفجر كنت أسمعه ينادي للصلاة، وكان دائما يضيف إلى صلاة الصبح قوله أن الصلاة خير من النوم. وبعد ذلك يذهب إلى الجزء المخصص للرجال في خيمته وأسمعه ينادي على ناصر بصوت خافت أولا،ثم يرفع من صوته وهو ينادي مرة أخرى. وأتخيل ناصر نائما ومتدثرا تماما ببطانيته وربما يكون في حاجة لمدة حتى يستيقظ. وكانت تصل إلى سمعي بعض الهمهمات والاحتجاجات المبهمة يتبعها نهوض ناصر في كسل وعدم رغبة. وكان سائقي علي ينام هناك أيضا ولكن لكونه شيعي المذهب فإنه لم يكن ينهض للصلاة معهم بل يصلي وحده فيما بعد. (..) وبعد ذلك بوقت ليس طويلا،قمت ذات صباح بزيارة خيمة صالح المري،وهو صديق قديم منذ سنوات بعيدة. ولم يكن صالح نفسه موجودا في ذلك الصباح ولكن زوجته جحدة رحبت بي مع بقية النساء،وأدخلنني إلى الخيمة وشرعت في إعداد القهوة لي. وكان هناك رجل عجوز بهي الطلعة يجلس بهدوء في مؤخرة الخيمة. وكان يبدو غريبا على هذا المكان،فقد كان مطوعا وشخصية شهيرة من قبيلة المناصير. وكان صالح الذي كان يقاسي كثيرا من صداع شديد قد دعاه من قطر لأنه كان مشهورا بمقدرته على العلاج بالسحر. وبينما كنت أجلس هناك كان هو يؤدي الطقوس السحرية المعروفة بالمحو،والتي كانت ستشفي صالح من الصداع،وكان يمسك في حجره طاسة مصقولة لامعة وبجانبه فنجان قهوة به خليط من الماء والزعفران. وبواسطة عود كان يغمسه في الفنجان كان يرسم بعناية رموزا داخل الطاسة بادئا بالقاع. وقد رسم عدة دوائر من رموز ذات نمط واحد على هذا الشكل.
    وبعد ذلك،رسم على قمة الطاسة،رموزا أكبر من الأخرى ومختلفة عنها وعندما استكمل رسم هذه الرموز،صب الماء في الطاسة إلى أن امتلأت حتى منتصفها،وأخذ يحركها يمنة ويسرة ببطء إلى أن اختفى كل أثر لرسومه وتلون الماء باللون الأصفر. ثم قام بصب هذا الماء في زجاجة،وأعاد العملية من جديد وقد قيل لي أن صالح سوف يأخذ بعض هذا الماء ويشربه بينما يدعك جسده ببقية الماء. وكان هذا العلاج سيستمر إلى أن يشفى صالح. وقد أخبرتني النساء أن هذه الرموز مأخوذة من القرآن الكريم.
    وعندما زرتهم مرة أخرى فيما بعد كان المطوع قد ذهب،فسألت عن صحة صالح،فأخبروني أن صحته تحسنت ولكنه لا يزال يعاني من الصداع (!) وكان المطوع قد اقام معهم اثنين وعشرين يوما،وتقاضى منهم ثلاثمائة روبية.){ص 353 - 360}.
    وضعت المؤلفة (رسما) لـ(المحو) .. وبه رموز لا علاقة لها بالقرآن الكريم ... السطر الأول به شيء اقرب إلى حرف (m) سبع مرت .. والسطر الثاني به علامة (المربع) الموجودة في الهواتف!!مرتين ثم خط مستقيم عن يمينه دوائر . ثم علامة الجمع (+) وقد وزعت عليها – بشكل غير منتظم – أربع نقاط .. إلخ.
    لا أعرف ما هي قصة "أم سعود"مع الظهران !! .. ( في الخامس عشر من فبراير 1965م قمت برحلتي السنوية إلى الظهران لزيارة صديقي توم وكاتي باركر بشركة أرامكو. (..) {قالت لها كاتي} كنت قد سمعت عن قرية الفو التي تقع في أقصى جنوب المملكة العربية السعودية. وهي بئر ماء تقع على طريق القوافل القديم من اليمن إلى السعودية. ولكن أكثر ما يثير الاهتمام بالنسبة لهذه القرية أنها موقع خرائب سبئية قديمة كنت أتوق إلى رؤيتها. وللوصل إليها كنا سنطير قاطعين شبه الجزيرة العربية تقريبا.
    في صباح يوم 21 فبراير استيقظنا في الساعة الرابعة والربع صباحا،وأقلعنا من مطار الظهران في طائرة دي سي3 التابعة لشركة أرامكو في الساعة الخامسة والنصف. (..) وطرنا باتجاه الغرب فوق خشم قرية استعدادا للهبوط على السهل المنبسط حيث يقطع الوادي سلسلة جبال طويق. وقد هبطنا على بعد أميال قليلة من قرية الفو وكانت مجموعة الاستكشاف التابعة لأرامكو والتي كانت تعمل في هذه المنطقة قد وضعت علبا سوداء فارغة بمسافات متساوية بين كل علبة وأخرى كتحديد للمطار وأحضروا ثلاث سيارات لاندروفر حمراء وسيارة شحن لتكون في انتظارنا. وبعد ثلاث ساعات من الطيران قامت الطائرة بهبوط ناجح في الساعة التاسعة صباحا على سطح الأرض الحصبائية. وكانت مجموعتنا تتكون من أحد عشر مسافرا واثنين من ملاحي الطائرة. (..) وقد طفنا حول سطح الجبل وغامر البعض بصعود المنحدرات بحثا عن نقوش أو قطع أثرية فوق الصخور. (..) عندما وصلنا إلى الخرائب تتقدمنا شاحنة سعودية،توقفنا للاحتماء بالظل القليل المتوفر أسفل أطول نتوء متبق مما لابد أنه كان جزء من سور وكان هناك برجان أو ثلاثة أبراج صغيرة بفواصل بينها تبين خط سير السياح وأسفل احد هذه الأركان اكتشفنا حجرا مسطحا يحمل نقوشا ولسوء الحظ كسر ذلك الحجر أثناء نقلنا له .. ولكننا انقذناه وأخذه الأمريكيون الذين أعتقد أنهم قد أرسوله إلى متحف في الولايات المتحدة.
    وأعتقد أن فيلبي كان قد أعطى أفضل وصف لهذا الموقع بعد أن زاره لأول مرة عام 1948 .. فقد قال عنه (استطعت أن أعثر على مجموعة أخرى من النقوش على واجهة قبر أزيحت الرمال عنها جزئيا بواسطة العرب الذين كانوا يبحثون عن الكنوز ..) ويقوم الدكتور ريكمانز بحل هذه الرموز ويبدو أن هذه الرموز تنسب إلى اللحيانيين أكثر من السبئيين ويحتمل ألا تكون تعني أكثر من أن إحدى الأراضي الرئيسية البارزة في القسم الشمالي من جبل طويق تسمى لحيان .. وهذه النقوش على أية حال ليست ذات قيمة عموما،بينما خرائب المدينة التي تنتمي إليها هذه الرموز لها أهمية كبرى لكونها أول دليل حتى الآن على وجود مجتمع سبئي في هذا الجزء الداخلي من شبه جزيرة العرب .. وقد عثر على أجزاء من أوان فخارية يعود تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد.(..) والسبب الواضح لوجود مستوطنة قديمة في هذا المكان هو وقوعه على الطرف الغربي لممر طبيعي في سلسلة جبال طويق. وكمايوضح (ليبنز) فإن (كلمة فو) تعني بالعربية (فتحة) والفو التي تُعنى بها يبلغ عرضها حوالي ثمانية عشر كيلو مترا من خشم قرية إلى خشم لحيان،وفي وسطها المعزول في الرمال جذبت الصخرة (عبيد) انتباه (النحاتين الثموديين) ( وهذه الفقرة مقتبسة من كتاب فيلب ليبنز ترجمتها الكاتبة عن اللغة الفرنسية). ..){ص 361 - 365}.
    لابد للإنسان أن يَعجب .. وربما يُعجب بـ(أرامكو) هذه التي تعمل في كل شيء!!! من (البترول) إلى (الآثار) إلى شراء (المكتبات) .. صدق من قال : ليس بالبترول وحده يحيى الإنسان!!!!

    س/ محمود المختار الشنقيطي- الطائف
    ((سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب)) Mahmood-1380@hotmail.com




    Zurich
    الموقع
    هي إحدى أهم مدن سويسرا وأكبرها على الإطلاق. تقع في وسط شمال البلاد على مقربة من الحدود الألمانية على بحيرة زيورخ . تشتهر المدينة بشركات الخدمات المصرفية والتي تصنّف الأفضل في العالم ...
    معلومات عامة
    تعد أفضل مدن العالم أمنا ونظافة وهدوء والشي الجميل فيها هو جمعها بين الحاضر والماضي فالابنية الموجودة فيها تعود إلى عدة قرون يوجد فيها أكبر سوق للذهب وترتيب بورصتها الرابعة على العالم بعد نيويورك ولندن وطوكيو وفيها شارع بطول 1.5 كيلو متر يدعى بانهوف شتراسه ويعتبر ...
    الطقس:
    أفضل وقت لزيارة المدينة في الفترة بين شهر 6 (جون) و شهر 9 (سبتمبر))
    ويعيب على هذه الفترة غزارة وكثرة الأمطار وتتراوح درجات الحرارة بين 12 و 25 درجة مئوية ...
    صور منها :

  5. #15

    رد: أربعون عاما في الكويت : فيلويت ديكسون

    صور من زيورخ
    حمل من الرابط
    http://www.zshare.net/download/9296711931afb465/



  6. #16

    رد: أربعون عاما في الكويت : فيلويت ديكسون

    أربعون عاما في الكويت : فيلويت ديكسون(أم سعود)"15"(الاخيرة)
    نبدأ هذه الحلقة بزيارة المؤلفة للبحرين .. (وبعد عودتي إلى الكويت {من بريطانيا} في شهر إبريل قمت بزيارة إلى البحرين بدعوة من السيد وليام لوس المقيم السياسي وزوجته الليدي لوس،ولم أكن أتردد كثيرا على البحرين وكانت آخر زيارة لها هي تلك التي قمت بها مع هارولد خلال الحرب ... وقد أتاحت لي زيارتي الحالية فرصة الاطلع على التطورات الحديثة التي خلقت مدينة حديثة متطورة من البلدة الخليجية الصغيرة التي عرفتها عام 1922،وجدت العديد من البنايات التي كانت تعتبر من معالم البحرين قد اختفت تماما بما في ذلك البيت الذي كنا نقطنه على ساحل البحر.(..) وقد تمكنت من زيارة صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان الخليفة مصطحبة معي صديقا سودانيا كان يتوق إلى مشاهدة صقور الحاكم .. وقد استقبلنا في قصر الاستقبالات في المنامة ودعانا صاحب السمو لمرافقته في سيارته إلى مضمار السباق حيث كانت خيوله تتدرب وصقوره تتغذى ... وبعد ذهبنا بالسيارة إلى فيلته على شاطئ البحر لاحتساء الشاي .. وعند مغادرتنا قدمت لكل واحد منا هدية وباقة ورد من الحديقة.
    وفي اليوم التالي سافرنا على طائرة بيمبروك تابعة لسلاح الجو الملكي إلى أبو ظبي على ساحل الإمارات المتصالحة { في الهامش : "الإمارات المتصالحة هو الاسم القديم للإمارات العربية المتحدة قبل الاستقلال" .. (سيف الشملان).} (..) وفي هذا الوقت كان حقل النفط في أبو ظبي قد بدأ لتوه في الإنتاج مبشرا بثراء يعادل ثراء الكويت. وقد كان الحاكم الشيخ شخبوط محافظا جدا ولكنه تعرض لضغط اضطره لإنفاق عائدات البترول على تطوير دولته على نطاق واسع. وكان المقاولون البريطانيون تواقين إلى المجيء إلى أبو ظبي والاستفادة من الوضع .. وقد كنت آسفة على شخبوط .. فقد كان سعيدا جدا بإبقاء أبو ظبي على حالتها الأولى وأن يعيش الحياة الأولى التي اعتادها وقد بدا أن صوتا وحيدا ضد الرأي العام السائد لن يأخذ فرصته .. فبعد حوالي عام من زيارتي،أقصاه الشيخ زايد عن الحكم ونفاه إلى إيران وقد علمت مؤخرا في عام 1969 أن الشيخ زايد قد بنى له بيتا في البريمي وأنه سوف يعود ليعيش هناك.وقد قرر الحاكم الجديد أن يتخذ من البريمي عاصمة جديدة له وقد أصبحت هناك طريق رئيسي مزدوج يمتد من أبو ظبي إلى البريمي .. وعلمت أن هناك بنايات كثيرة في طور التشييد ويطلق على المدينة الجديدة الآن اسم العين.
    وفي صباح اليوم التالي وصلنا إلى الدوحة في قطر حيث جاءت السيدة إحسان كامل زوجة أحد العاملين في المعتمدية لاصطحاب الليدي لوس والسيدة بويل وأنا لزيارة قرينة الحاكم (الشيخ أحمد بن علي آل ثاني) وهي ابنة حاكم دبي .. وبعد ذلك قمنا بزيارة أخرى وكانت هذه المرة للشيخة روضة زوجة نائب الحاكم (ولي العهد) وفي المساء دعينا نحن الأربعة إلى حفلة عشاء نسائية مع الشيخات. وقد حضر الحفلة عشرة أوربيات غيرنا (..) وقد كان مساء شديد الحرارة والحفلة مملة جدا .. وقد أبقت مضيفتها قناعها الأسود على وجهها ولم تأكل شيئا ولم تكن هي أو أي من السيدات العربيات اللواتي حضرن الحفل يستطعن التحدت بالإنجليزية وكذلك كانت كل الأوربيات المدعوات فيما عداي لا يستطعن تحدث اللغة العربية. والمناسبات الاجتماعية عند العرب ليست وقت محادثات متصلة ولكن هذه المناسبة بالذات كانت أكثر صمتا من غيرها. ) {ص 367 - 369}.
    من الحفلة المملة .. تقفز المؤلفة مباشرة إلى رحلة أخرى مع البدو .. ومع علي هندي .. (وبينما كنا نجلس حول النار المتأججة في ذلك المساء دار الحديث حول علي بنت ثاني .. القطري {في الهامش : "هو المرحوم الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني حاكم قطر المعروف والذي تنازل عن الحكم لابنه المرحوم الشيخ أحمد سنة 1960م". .. (سيف الشملان)} الذي أقام معسكر صيد إلى جانب مضارب المريين قبل أيام قليلة،وكان يدفع مائة ريال سعودي ثمنا للخروف الصغير،وهو ثمن مرتفع،وأربعمائة ريال سعودي للجمل الصغير. وقد زاره بدويان من الخيام المجاورة حاملين إليه هدية هي خروفان صغيران فأعطى كلا منهما مائة ريال ويجدر بي أن أذكر هنا أن كثيرين من هؤلاء البدو المريين يعملون لدى شيوخ قطر كمرشدين وقصاصي أثر وصيادين يرافقونهم في الصحراء (..) وقد استمتعت باحاديثهم ولم أستغرب حين قال ناصر أنه سوف يأخذ في اليوم التالي خروفا صغيرا إلى الشيخ علي كهدية،وقلت أنني أيضا أرغب في الذهاب لتقديم احترامي له. وكان قد عرف زوجي في البحرين منذ سنوات وأعطاه الفرس الجميلة التي اعتدت أن أمتطيها في العراق.
    وعندما خرجت بعد الإفطار في اليوم التالي رأيت خروفين يقفان بجوار السيارة،وقد أوضح أن الخروفين يمكن أن يكونا أفضل من خروف واحد .. وهكذا انطلقنا ومعنا رجلان في الجزء الخلفي من (الوانيت) يمسكان بالخروفين (..) وكان الشيخ مضطجعا على حشية في أحد أطراف خيمة بيضاء طويلة ذات واجهة مفتوحة تغطي أرضها سجادة واحدة كبيرة. وكان يجلس بجواره أو على طول مؤخرة الخيمة طبيبه اللبناني وأحد القضاة وكل بدوه وخدمه. وقد نهض الشيخ علي وكل ن في الخيمة لتحيتنا. وبدا الشيخ مرتابا قليلا حيث كان يتساءل في نفسه عمن أكون ولكن بعد التحيات المعتادة والسؤال عن صحتي دعاني للجلوس بجواره وطلب لنا قهوة. وقد كان الشيخ مهيب الطلعة وجسمه طويلا ونحيلا،ووجهه عربيا طويلا،ولحيته بيضاء ومنسقة وكان يضع على رأسه كوفية بيضاء وعقالا أسود رفيعا وكان جلبابه أو دشداشته بسيطة الشكل ومصنوعة من قماش صوفي رمادي رقيق ويرتدي فوقها العباءة السمراء المعتادة مطرزة بخيوط الذهب حول الرقبة.
    وقد سألني عن المكان الذي قدمت منه وما إذا كان معي أصدقاء آخرون. فأخبرته بأنني معسكرة على مسافة غير بعيدة مع أصدقائي البدو المريين. وأن لدي خيمة بيضاء صغيرة منصوبة بجوار خيامهم،فعاد يسأل عما إذا كنت قد أحضرت فراشي ومقاعد خاصة بالمعسكر. وعندما أجبت بالنفي وقلت إنني أنام وأجلس على الأرض سألني ما إذا كنت لا أخشى الثعابين والعقارب وعندما أجبت على ذلك بالنفي أيضا تساءل باستغراب واضح ما إذا كنت أعرف شكل العقرب .. واستدعى أحد رجاله بالاسم وأمره بإحضار عقرب فنهض الرجل وخرج مسرعا .. (لو أخبرته عن لذة "الجراد"و"الجرابيع"لما كلف الرجل بإحضار عقرب!!)
    في أثناء ذلك قدموا لنا القهوة والشاي وأوضحت له أن زوجي كان معتمدا سياسيا للبحرين عام 1919 وعند ذلك قال الشيخ أنه قد تذكرني وتذكر كم كنت شابة جميلة في تلك الأيام وعلقت على ذلك بقولي (إن السنين تجري) وفي تلك اللحظة كان الرجل قد عاد حاملا طبقا به بعض الرمل تستلقي عليه عقربة ضئيلة ذات مخلب داكنة اللون،وقدمها إليّ فقلت (نعم إنني أعرف العقارب) وأعدتها إلى الرجل الذي ألقى بها خارج الخيمة وسحقها بقدمه. (..) وأخيرا تم إعداد الغداء وجاء سكرتير ليعلن ذلك،وقد نهضنا جميعا ورافقنا الطبيب إلى خيمة أخرى حيث كانت تنتظرنا وجبة رائعة فقد كان هناك خروف صغير يرقد فوق كومة من الأرز(..) وبعد تناول الطعام طلب مني سكرتير الشيخ أن أتبعه حيث يرغب الشيخ استقبالي بمفردي. وقد نهض الشيخ عند دخولي وجلست بجانبه وشكرته كثيرا على كرم الضيافة ..){ ص 372 - 369}.
    .. سوف نؤجله بقية اللقاء إلى ختام السياحة .. لأنه يتعلق بقضية أخرى .. وعدنا بالحديث عنها .. في الحلقة الثانية من هذه السياحة ...
    كان لابد وأن تأتي لحظة نختم فيها هذه السياحة .. وهذه الرحلات التي لا تنتهي - أو تكاد - .. هذه المرأة تأخذنا المؤلفة إلى شمال السعودية ... (وصلنا محطة الضخ في رفحة حوالي الساعة الثانية عشرة والنصف وقمت بزيارة السيد أرنولد ناظر المحطة وزوجته في البيت المتنقل البديع الخاص بهما حيث تناولت كوبا منعشا من عصير البرتقال. وكانت حديقة البيت تتوهج بأشجار الخشخاش الطويلة الحمراء. (..) وفي الساعة الخامسة والنصف مساء وقع اختيارنا على منخفض أخضر مشجر على مسافة غير بعيدة عن الطريق كان يرعى فيه قطيع من الإبل وسرعان ما نصبت خيمتنا على مرتفع من الأرض فوق المنخفض حتى نكون في مأمن إذا سقط المطر كما قال ناصر. وسرعان ما استطعنا إعداد بعض القهوة والشاي. وقد انضم إلينا راعيا الإبل فقدمنا إليهما تمرا بالإضافة إلى القهوة والشاي وكانت الإبل ترعى في هدوء بالقرب منا وشمس العصر ساطعة وكل شيء يبدو ممتعا وبهيجا. ولكن أحد البدو أحس بشيء ما .. فنهض فجأة ونظر من فوق الخيمة باتجاه الشمال الغربي،فرأى عاصفة رملية سوداء كبيرة تقترب من مكاننا وكان صوت الريح المندفعة قد وصل إلى مسامعنا فعلا. وقد جرى البدويان لجمع حيواناتهما وبعد الكثير من النداء والصراخ استطاعا جمعها معا وجعلها ترقد على الأرض،وقام ناصر على الفور مدفوعا بغريزته الصحراوية القوية بتغطية النار بالرمل ووضع الغلاية ودلة القهوة في داخل الخيمة وعند ذلك كانت العاصفة قد أصبحت فوقنا وكان عليّ أن أمسك بعمود الخيمة بينما كان ناصر يقوم بتثبيت الحبال والأوتاد وقد أظلمت الدنيا تقريبا ولا نعرف إلى متى ستستمر العاصفة .. وبعد حوالي أربعين دقيقة سقطت زخة مطر قصيرة فانقشعت العاصفة وسطعت الشمس من جديد.(..) شحنا كل أمتعتنا وانطقلنا إلى بدنة. وعلى بعد أميال قليلة من بلدة عرعر ثقبت إحدى عجلات سيارتنا لأول مرة،وعالج علي هذا الثقب بسرعة.وبعد ذلك بوقت قصير وصلنا إلى بوابة في سياج سلكي كانت تمثل مدخل بدنة. وكان عداد السيارة يشير إلى 581 ميلا،بينما كان مكتوبا على خط الأنابيب بالكيلو مترات 578 محسوبة من القيصومة.
    وعند العصر أخذت لزيارة عبد الله بن مساعد،أمير عرعر في مكتبه على الشارع الرئيسي لبلدة عرعر على بعد حوالي ميل خارج المعسكر. (..) وقد سعدت بلقائي بأمير سمعت عنه كثيرا،وتبادلنا حديثا ممتعا.
    لقد أذهلني تماما تطور مدينة عرعر الحديثة،فقد كانت هذه المدينة مكانا صغيرا جدا عندما سرنا إليها منذ سنوات عديدة. (..) وفي الساعة السابعة صباحا انطلقنا في مجموعة تتألف من فرانك ستولارز وعوض فلاح وغلامين من سكاكا كانا يرغبان في زيارة عائلتيهما،بالإضافة إليّ. (..) ثم واصلنا السير حتى وصلنا مركز شركة الشويجية،وقد ثقبت العجلة الخلفية لسيارتنا ونحن على وشك الوصول إلى المركز وقد خرج الأمير ناصر البلاهد إلينا،وأمر بفرش السجاد على الرمل،حيث جلست أحتسي القهوة والشاي معه،بينما تولى الرجال تغيير عجلة السيارة وكان الأمير فاتنا جدا،وأصر على ضرورة أن نزور الأمير عبد الرحمن أحمد السديري عندما نصل إلى سكاكا. كما أبدى رغبته في أن نزوره مرة أخرى في طريق عودتنا.(..) ثم واصلنا السير إلى المقر الجديد للأمير الذي كان لا يزال في المجلس. وعندما دخلنا رحب بنا ترحيبا حارا،وبعد المجاملات المعتادة والقهوة دعانا لمرافقته لتناول غداء نزهة. وقد أوضح لنا أنه قد حان موعد مغادرته المجلس لتناول الغداء مع عائلته في بستان أخضر ممتع على بعد عشرة كيلو مترات باتجاه الجوف. وهكذا تبعنا سيارته إلى مكان جميل جدا به بركة ماء كبيرة متخلفة عن الأمطار،وقد نبتت بجوارها أعواد الذرة والشعير الطويلة. (..) وعند وصولنا جلسنا على السجاد الذي فرش لنا وطلب الأمير القهوة،ثم أخذني من يدي إلى حيث كانت نساؤه يتمشين على أرض الحديقة المعشوشبة الخضراء. وقد دعا زوجته أم فيصل وابنته حصة وأختها للإنضمام إلينا. وكانت هاتان الفتاتان الجميلتان قد عادتا مؤخرا من مدرستهما في أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية،وكان الأمير نفسه قد قضى ثلاثة أشهر في الصيف الماضي في فندق بكينزنجتون (لندن). وقد تحدثت مع الفتاتيين باللغة الإنجليزية،ومع والدتهما باللغة العربية. وعندما تركنا الأمير،قال أنه يأمل أن نزور فيلته الجديدة ونشاهد بستان النخيل،والمسبح الذي اكتمل إنشاؤه تقريبا،ولكننا اضطررنا لتضييع فرصة الاستمتاع بذلك نظرا لتاخرنا. ){ص374 - 378}.
    كان ذلك سنة 1966م. وهذه الاحداث الصغيرة - في مجملها - واللقطات تحمل الكثير من الدلائل .. وتتأرجح بين التأريخ غير المقصود - إن صح التعبير - وسوانح الذكريات .. وما المذكرات - كما أرى - غير مادة أولية للتأريخ .. وقبل أن نختم بـ(الفصل الأخير) ننقل قول "أم سعود" .. (وقد حالفني الحظ في كثير من الأمور. فليس هناك من يستطيع أن يأمل في حياة زاخرة ومسلية أكثر من الحياة التي عشتها. لقد قابلت وعرفت الكثير من الناس الرائعين،وقد قضيت تسعة وثلاثين عاما من الحياة الزوجية مع هارولد ورأيت أبنائي يكبرون وأحفادي يزورونني في الكويت. وحيث أن أكبر أحفادي يبلغ الآن سن السابعة عشرة فإنني أرجو أن أرى أبناء أحفادي أيضا. لقد مكنني إخلاص أصدقائي الكويتيين من البقاء في الكويت بعد أن ترملت وهكذا لا أزال أعيش في نفس المنزل الذي أسكنه منذ وطئت قدماي أرض الكويت لأول مرة في راحة ووسط بيئة مألوفة. وخارج جدران منزلي وباحته كبرت الكويت الحديثة وسادها النشاط والصخب ولكن وراء ذلك أيضا يكمن هدوء الصحراء،ولا تزال الصحراء تنادي.){ص 388}.
    عاشت المؤلفة بعد التأريخ الذي تتحدث فيه،عند تأليف الكتاب - سنة 1969 - ما يدنو من ثلاثة عقود .. حتى 1990م.
    قلت - في الحلقة الثانية - في تعليقي،على تعليق إحدى أخواتنا الكاتبات : ((في كل الأحوال أشكر للكاتبة الكريمة تلطفها بالتعليق .. ولعلها سوف ترى ما يغضب حين نخصص (فصلا) للهدايا التي تلقتها (أم سعود) ..)) وها نحن نسعى لتحقيق ذلك الوعد ..
    (فصل في الهدايا )
    هذا هو حديث المؤلفة الأول عن (الهدايا) :
    (لقد كانت حيواناتي هي سلوتي (..) لقد كان لدينا ثلاث خيول هي (تومي) الحصان الرمادي المخصي و(وضحة) الفرس الرمادية،التي قُدمت إلى هارولد هدية من شيخ قطر {في الهامش : هو الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني،الذي حكم قطر مدة طويلة من سنة 1913م إلى سنة 1949حيث تولى الحكم نيابة عنه وفي حياته ابنه الشيخ علي.} و(حرقة) وهي فرس كستنائية اللون جميلة من إسطبل ابن جلوي بالأحساء،وكانت هدية من الملك عبد العزيز بن سعود. فعندما كان هارولد في زيارة للأحساء إبان عمله كمفوض سياسي في البحرين،كان عليه اختيار فرس من بين عشرة خيول تقريبا فاختار هذه التي سميت (حرقة) لأن أحد أسلافها احترق عندما اشتعلت النيران بدياره.){ص 57}.
    ثم حدثتنا المؤلفة عن تغير أخلاق الكويتيين بعد الحرب .. حيث كانت (السرقة في نظرهم عملا بغيضا تشمئز منه النفس){ص 241}. ولكن بعد الحرب سُرقت مجوهرات "أم سعود"وقد تبين أن السارق .. حسب ما دل (قص الأثر) كان غير كويتي .. ومن المجوهرات التي سُرقت .. (العقد الذي جمعه لي هارولد حبة حبة وعقدان آخران كانا قد أهديا إليّ من شيخ البحرين { في الهامش : "هو الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة حاكم البحرين توفي سنة 1942م وحكم بعده ابنه المرحوم سلمان بن حمد توفي سنة 1961م وجاء بعده ابنه صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان أمير دولة البحرين الحالي." .. (سيف الشملان)} {توفي الشيخ عيسى سنة 1999م} والملك ابن سعود،وكذلك وسام عضو الإمبراطورية البريطانية وكل الحلي الذهبية التي جمعتها أيام الحلة .. ولم يكن أي من هذه المجوهرات مؤمنا عليه لأننا كنا في الكويت نشعر دائما بأن التأمين غير ضروري.){ ص 246 - 247}.
    في مكان سابق ذكرنا رغبة الشيخ القطري في لقاء "أم سعود"على انفراد ووعدنا باستكمال ذلك اللقاء المنفرد .. (وقد تحدثنا قليلا وكان يرغب في معرفة لماذا كنت لا أزال أضع خاتم الزواج في اصبعي ... وعلق بقوله إنه لا يحب الخاتم الذهبي المرصع بالفيروز والمصنوع في الكويت،الذي كنت أضعه في اصبعي. وقد بدأت أشعر بالإحراج ولم يطل حرجي عندما وضع يده في جيب جلبابه الصدري وأخرج عقدا من اللؤلؤ بثلاثة خطوط .. وقدمه إليّ وقد أذهلتني المفاجأة فلم أدر ما أقول وقبل أن أجد وقتا لأقول أي شيء قدم إليّ أيضا قرطا على شكل جرس مصنوع من الذهب والفيروز واللؤلؤ.
    وتمتمت قائلة "شكرا يا شيخ علي إنني لا أستحق كل هذا".
    فأجاب قائلا "بلى وأكثر من ذلك أيضا".. قال هذا وهو يخرج من جيبه خاتما من اللؤلؤ المرصع بالجواهر قدمه إليّ قائلا "ليحل محل الخاتم الذي لا يعجبني". واتسأذنت بالانصراف مغمورة بعطف الشيخ ورقته .. وكانت السيارة تنتظر في مكان قريب.){ص 372 - 383}.
    كما انصرفت المؤلفة مغمورة بعطف الشيخ .. أنصرف عن هذه السياحة مغمورا بالشكر والإمتنان لكم.
    إلى اللقاء في سياحة جديدة ... في كتاب جديد .. إذا أذن الله.

    س/ محمود المختار الشنقيطي - الطائف ((سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب)) Mahmood-1380@hotmail.com

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. عندما اكتشفَ أن عمرَه أربعون عاما وليس عشرين فقط (!!)
    بواسطة أسامة عكنان في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-25-2015, 08:26 PM
  2. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-26-2011, 02:05 PM
  3. ((أربعون طريقــه لجعل حياتك أفضل ))
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان البرمجة اللغوية العصبية.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-20-2011, 06:58 AM
  4. الذكرى أربعون لاستشهاد عبد الناصر
    بواسطة الناصر خشيني في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-26-2010, 12:09 PM
  5. أربعون فائدة طبية ونفسية للخشوع
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-12-2010, 06:30 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •