لقاء الفرسان مع الدكتور"يوسف حطيني"

[خالد جابر]

أخي الدكتور يوسف , ما هو سبب وجود الثقة بالأنتاج الأدبي الغربي أكثر من ثقتنا برواد أدبنا العربي , ؟ هل صحيح أن ثقافتهم أجمل وأوسع وأعمق , أم أننا نعشق كلمة ثقافة غربية لأنهم أصحاب التكنولوجيا وكفى . لك التحية .

[غالب الغول]

دكتور يوسف , لك أغلى التحايا , وأقول :
ماذا تعني لك مهنة التدريس في أيامنا هذه ؟ وهل أساليب التدريس قد اكتملت بين يدي الأستاذ أم لا يزال يبحث عن وسائل أكثر فعالية ؟ شكراً

[د.يوسف حطيني]

النسبة لسؤال فرسان الثقافة عن الثقة بالأدب الغربي أكثر من الثقة بالأدب العربي فهو سؤال متشعب الأوجه: فالاتجاه إلى تلقي الأدب الغربي تلقياً استلابياً يرسّخ مثل هذه الثقة بما ينتجه الغرب، وهذا اتجاه له أنصاره، ولكن ثمة اتجاهاً آخر نقيضاً تماماً يعيد كل سبق أدبي للعرب القدماء. ويمكن اختصار المسألة بأن لكل أمة إسهاماتها في ميدان الأدب، وإن البحث عن الأفضلية والأسبقية ينبغي ألا يكون مثار تنازع بين الأمم، لأن الثقافة تتكامل، وكل من يتحدث عن صراع الثقافات (وإن كان مثل هذا الصراع قائما) بديلاً عن حوارها غير قادر على إدراك كنه الثقافة. والحوار ها هنا يعني التعاضد على مستوى التكافؤ، لا التبعية والإلحاق.

[بوبكر جيلالي]

السلام عليكم ورحمة الله

شكرا لكم سيدي الفاضل الأستاذ يوسف حطيني على هذا التجاوب الإيجابي مع الفرسان حول موضوع التعليم العالي في عالمنا العربي المعاصر، وبالتأكيد جاء النقاش شيقا ومثمرا.

المعروف أنّ التعليم الجامعي قطاع من القطاعات الاجتماعية والثقافية والعلمية التي تتأثر بما يتأثر به المجتمع سلبا أو إيجابا، وتكون لهذا الـتأثر تداعيات تؤثر في المجتمع سلبا أو إيجابا، والتعليم العالي في بلادنا الراهنة يخضع للضغوطات المتزايدة التي تفرضها أزمة التخلف والانحطاط التي تعاني منها شعوبنا، ومشكلات التعليم العالي متعددة ومتفاقمة باستمرار، غياب فلسفة أو استراتيجية دقيقة وواضحة تحدد الأصول والوسائل والأهداف للتعليم العالي انطلاقا من ماضي وحاضر الأمة، وإن وجدت بعض ملامحها فهي حبر على ورق ولا تتحقق في الواقع، احتكار العلم والتكنولوجيا من طرف الأقوياء في العالم الأمر الذي دفع بالعلماء إلى الهجرة نحو العالم المتقدم، غياب أخلاق البحث العلمي من جد واجتهاد وإبداع وغيره، الاهتمام بالكم على حساب الكيف، غياب التخطيط وعدم التحكم في المناهج والاستراتيجيات والتنظيم في التعليم العالي، غياب الانسجام بين النظر والعمل في الأداء والمردود للتعليم العالي، الاعتماد على فلسفات ومناهج مستوردة يصعب تكييفها مع واقعنا وموروثنا...ألخ.


ألا تر سيدي الكريم بأن حال التعليم الجامعي لا يستقيم إلاّ إذا تمّ ربطه بحال الأمة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتاريخيا وفكريا وثقافيا وتمت معالجته بخطة تراعي جميع جوانب الحياة ويقوم عليها الجميع؟ وهو أمر ليس بالهين بل يحتاج إلى جهود جبارة ومن الجميع وفي وقت طويل.

شكرا لكم سيدي الفاضل

[غالب الغول]

ما أجمل حديثك يا دكتور بوبكر وأنت تقول ((((والتعليم العالي في بلادنا الراهنة يخضع للضغوطات المتزايدة التي تفرضها أزمة التخلف والانحطاط التي تعاني منها شعوبنا، ومشكلات التعليم العالي متعددة ومتفاقمة باستمرار، غياب فلسفة أو استراتيجية دقيقة وواضحة تحدد الأصول والوسائل والأهداف للتعليم العالي انطلاقا من ماضي وحاضر الأمة،))
وما دمنا على هذا الحال فكيف نرسم لأنفسنا استراتيجية الوحدة والتقدم والرفاهية , ورغد العيش ,
تحياتي لكم جميعاً

[د.يوسف حطيني]

الأخ العزيز بو بكر جيلالي
أتفق معك تماماً أن التعليم الجامعي، بل وكل تعليم، يجب أن ينطلق من ظروف المجتمع الذي يتلقى العلم، وبعيداً عن كل التنظيرات الأيديولوجية التي تتشعب في تعداد فوائد ذلك الربط بين التعليم وحاجات المجتمع أرى أن التقدم في هذا المجال يحتاج إلى حاملين أساسيين غير موجودين بين القائمين على التعليم في البلدان العربية، وأنا أقصد هنا الإرادة والتنسيق