الأديب المبدع / رياض بن سيف
سلام الله عليك
في الحقيقة ، إن ورقتك المقدمة مميزة بجهد عالي المستوى ، ويحسب لها بلا شك أنها استعرضت أبرز تسميات قصيدة النثر المعاصرة ، وعرضت المنظور النقدي لها ، بتحليلها بالمستوى الدلالي والصوتي ، وما تطرحه من جماليات جديدة . فهي ورقة مميزة ، ذات مرجعية ونهج علميين وتفتح الكثير من النقاش المعمق ، وفي الحقيقة لم أقف عندها بداية حتى نخلص من مناقشة شرعية قصيدة النثر ذاتها وعوامل وجودها ، ولكن من أبرز الإشكاليات المطروحة في هذه الورقة ما تقوله أيها الأديب :
" ومع ان قصيدة النثر عريقة نسبيا في أدبنا العربي، حيث سبق إليها شعراء المهجر الشمالي و منهم جبران، إلا أنها لم تتأصل بعد كنوع شعري معترف به.وهذا ما يجعل التطرق إليها مشروعا و ملحا.. "
أتفق معك في الإشارة إلى جهود السابقين المعاصرين ، هذا يحتاج للمزيد من النقاش .
تحياتي
الأستاذ/أشرف
أنا لم أخرج عن الموضوع ولم أستخدم ذائقتى الشخصية إلا للحكم على "خاطرة"الأستاذة لميس بأنها نثر وهو ما أوضحه الأستاذ/رياض أى أن ذائقتى كانت فى محلها!!
أما باقى الكلام فهو عن اللاغرضية حيث ذكرت لك نصوصا لها أغراض ويعتبرها النقاد قصائد نثرية ولم تعلق أنت على ذلك
كما ذكرت أنه من الممكن اعتبار القصائد اللاغرضية "نوعا" من أنواع قصيدة النثر ولو أن مصطلح اللاغرضية مازال يحير الكثيرين ومنهم الأستاذ/رياض الشاعر و الناقد والأستاذ الجامعى
ومن هذا "النوع" قصائدك وقصائد الأستاذ/أحمد حاتم الشريف الذى ينشر شعره فى أقلام ولاينشر فى أنساق
فقصائدكما فعلا تتسم بالفوضوية واللاغرضية
وأنا لا أرفض هذا "النوع" لكنى أرفض أن يحتكر هذا النوع لنفسه مسمى قصيدة النثر حتى لو قال بذلك كل نقاد الغرب وهو ما أشك فيه بعد القصيدة الأمريكية التى ترجمها الشاعر/حسن حجازى والقصيدة الفرنسية التى ترجمها الأستاذ/رياض
أما الفرق بين قصيدة النثر والشعر المنثور فهو تلاعب بالألفاظ فالقصيدة تعنى الشعر والشعر يعنى القصيدة
تحياتى
العزيز أشرف:
أشكرك على التوضيح ..
لقد تزامنت رسالتي السابقة مع رسالتك -أثناء الرقن-و لهذا فلا علاقة بينها و بين رسالتك الاخيرة..التي حيرتني!
أولا:
أنت تتبنى -بشكل كامل- مقولات المدرسة السريالية..
الوعي الباطن..الكتابة الآلية..أما النتيجة فتخضع لما كان يسميه اندريه بروتون"الصدفة الموضوعية"! و الصدفة الموضوعية هذه هي التي تتيح للنص تبريرا ما من قبيل ما ذكرت..
أي قد يكون النص قريبا من فهم القارئ..
و قد لا يكون..
فأنت لا تملك ضمانة الفهم للقارئ طالما ان وعيك الباطن هو الذي يقودك..
وما هو الوعي الباطن..أو العقل الباطن..أو اللاوعي؟
لا شك أنه قريب من مفهوم اللاشعور الفرويدي..أما تحديده بدقة فمستحيل لأنه بذلك لا يعود وعيا باطنا!..و من هذا القبيل ما فعلته انت حين عدت و قررت ان هناك مساحة صغيرة للوعي ، وهنا أقر أن مخي قد تمزع في محاولته فك هذه المعادلة! كيف يتجاور الوعي و اللاوعي؟؟!!!
ثانيا:
لا أظن أن لهذا الأمر كله صلة بقصيدة النثر فرهان الشعرية مشترك هنا بين قصيدة النثر و القصيدة الموزونة طالما ان ما يجمعهما هو الشعرية!..و هنا لا أفهم لماذا تخص قصيدة النثر وحدها بشرط الشعرية..كما تتصوره طبعا.ألا تخضع قصيدة التفعيلة مثلا لهذا الشرط؟ و إذن ماذا نسميها:نثر موزون؟؟!!
..
مودتي لك و للجميع.