منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 16 من 16

الموضوع: مقالات ادبية 2

العرض المتطور

  1. #1
    شاعر وقصيدة

    شاعر وقصيدة

    نسيب عريضة وقصيدة «صلاة{

    سيرته الذاتية:
    ولد نسيب عريضة في شهر آب سنة ۱۸۸۶م في مدينة «حِمْص{ بشمال سوريا، لوالدين أرثوذكسيين هما أسعد عريضة وسليمة حداد.
    تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة حِمْص الروسية المجانية ، وعندما ظهر تفوقه في الدراسة اختارته الجمعية الروسية الإمبراطورية ليكمل تعليمه الثانوي في مدرسة المعلمين الروسية بمدينة الناصرة في فلسطين.
    وقد عاش نسيب عريضة منذ سنة ۱۹۰۰ في القسم الداخلي لمدرسة «الناصرة{ حيث التقى بعد سنتين قضاهما في مدرسة المعلمين الروسية بتلميذ جديد ، أصبح فيما بعد صديقاً وزميلاً له مدى حياته هو ميخائيل نعيمة ، كما التقى بزميل آخر هو الشاعر عبد المسيح حداد. وأمضى في مدرسة الناصرة مدة خمس سنوات أنهى خلالها تعليمه.
    أغرم بالقراءة والتأمل منذ صغره في الطبيعة والحياة، فقرأ أمهات الكتب في الأدب العربي خاصة دواوين الشعراء ، ثم بدأ يقرض الشعر في مختلف موضوعات الحياة وغلب على شعره التأمل.
    سافر نسيب إلى نيويورك عام ۱۹۰۵ وكان عمره لا يتجاوز سبع عشرة سنة، وكان مملوءاً بالتطلع والطموح فاشتغل في المصانع والمتاجر المختلفة، وكانت الحياة شاقة، ولم يخفف عنه آلامها إلا عالم الشعر الذي أحبه.
    في سنة ۱۹۱۲ أسس مطبعة وأصدر منها مجلة «الفنون{ التي احتلت مكاناً محترماً في أمريكا والعالم العربي، حيث اهتمت بشؤون الآداب والفنون الرفيعة، ولكنها احتجبت لظروف الحرب العالمية الأولى سنة ۱۹۱۴ بعد أن صدر منها عشرة أعداد، ثم عاد ليصدرها مرة أخرى سنة ۱۹۱۶ وظلت تصدر حتى سنة ،۱۹۱۸ ثم توقفت بسبب الظروف المادية فاشتغل في التجارة مع أبناء عمه، ولكنه شعر أن آماله قد انهارت فامتلأت كتاباته الشعرية والنثرية بروح الحزن والأسى والوحدة والتشاؤم.
    تزوج نسيب عريضة سنة ۱۹۲۲ السيدة نجيبة شقيقة الشاعرين عبد المسيح الحداد وندرة حداد ولم ينجبا أطفالاً.
    ترك التجارة وتسلم رئاسة تحرير جريدة (مرآة الغرب) لصاحبها نجيب دياب، ثم انتقل إلى جريدة (الهدى) لصاحبها نعُّوم مكرزل، وفي أثناء الحرب العالمية الثانية عُيِّنَ كمحرر في القسم العربي في مكتب الاستعلامات الحربية الأمريكية، وعمل فيها نحو سنتين، ثم اعتزل العمل لمرضه حيث عانى من متاعب القلب والكبد، وعكف على جمع ديوانه ، ولكنه مات والديوان بين يدي المُجَلِّد في بروكلين في ۲۵ آذار ۱۹۴۶م.
    مؤلفاته:
    - ديوانه الوحيد «الأرواح الحائرة{ الذي صدر سنة ،۱۹۴۶ والذي يحتوي على ۹۵ قصيدة، منها مطوّلتان إحداهما بعنوان «على طريق إرم{ في ۲۳۶ بيتاً موزعة على ستة أناشيد، والقصيدة المطولة الأخرى بعنوان «احتضار أبي نواس{، في ۶۲ بيتاً استوحى فيها احتضار الشاعر العباسي أبي نواس.
    - أسرار البلاط الروسي، رواية مترجمة عن الروسية.
    - ديك الجن الحِمْصي (قصة منشورة في مجموعة الرابطة القلمية).
    - الصمصامة (قصة منشورة في مجموعة الرابطة القلمية).
    - وله مقالات وفصول مختلفة نشرها في مجلات وجرائد المهجر.

    قصيدة «صلاة:{

    وَقَفت وقد ضاق بي
    سبيل المُنَى الساخِرة
    ولم يبقَ من مذهبي
    سوى كدر الآخرة
    وقفتُ وحيداً ضلولاً
    ضعيفاً حليف الشَّجَن
    أُريدُ الصلاةَ طويلاً
    لِمَن؟ كدت أنسى لمن؟
    إلى مَنْ يُصلِّي فتى
    تَعَوَّدَ غيرَ الصلاة
    وأَشْغَلَ قلباً عتا
    وَضَلَّ بغير الإله
    أيَا من سناه اختفى
    وراءَ حدودِ البشر
    نَسِيتكَ يومَ الصَّفَا
    فلا تنسني في الكدر
    أيَا غافراً أَرحَمَا
    يَرَى ذلَّ أمْسِي وَغَد
    مَعَاذَكَ أن تَنْقَمَا
    وحِلْمُكَ ملءُ الأَبَد
    مَرَاعِيكَ خُضرُ المُنَى
    هي المُشتهى سَيِّدِي
    وجِسْمي دَهَاهُ العَنَا
    حَنَانَيْكَ، خُذ بِيَدِي

  2. #2
    إدوارد سعيد هو ناشط سياسي أكثر منه باحثاً ...حسن غريب





    إروين يدافع عن المستشرقين ضد هجوم صاحب «الاستشراق» ويقدم كتاباً هو الأكثر كمالا
    لماذا اعتقد مؤلف كتاب «المستشرقون وأعداؤهم» ان هناك حاجة للدفاع عن فرع من فروع البحث ساعد، خلال الـ 150 عاما الماضية او يزيد، على القاء الضوء على جوانب أساسية من التاريخ الانساني





    وتطور الحضارة؟ يقول اروين انه قرر ان يؤلف الكتاب ردا على كتاب «الاستشراق» للراحل ادوارد سعيد الذي يصور فيه بعض دارسي الاسلام الغربيين البارزين باعتبارهم عملاء للكولونيالية والامبريالية.

    السطور الشعرية التالية تقدم لإسحاق، وهو شخصية في مسرحية جي. إيه. فليكر في القرن التاسع عشر «حسن أو الطريق الذهبي الى سمرقند»:

    «نحن نسافر لا من أجل التجارة وحسب

    وبالريح اللاهبة تصبح قلوبنا المتقدة أكثر التهابا

    من أجل توق معرفتنا لما لا ينبغي معرفته

    نتخذ الطريق الذهبي الى سمرقند»

    ويصور «توق المعرفة» المذكور في هذه السطور لب القضية التي يطرحها الروائي والباحث البريطاني روبرت اروين لصالح المستشرقين، وهم مجموعة من أناس مختلفين كثيرين من بلدان أوروبية مختلفة يتجلى اهتمامهم بدراسة الشرق، وعلى نحو أكثر تحديدا العالم الاسلامي.

    ولكن لماذا فكر اروين في ان هناك حاجة للدفاع عن فرع من فروع البحث ساعد، خلال الـ 150 عاما الماضية او يزيد، في القاء الضوء على جوانب أساسية من التاريخ الانساني وتطور الحضارة ؟

    يقول اروين انه قرر ان يؤلف الكتاب ردا على كتاب «الاستشراق» للراحل ادوارد سعيد الذي يصور فيه بعض دارسي الاسلام الغربيين البارزين باعتبارهم عملاء للكولونيالية والامبريالية.

    وبما ان سعيد ناشط سياسي اكثر منه باحثاً ربما فكر المرء انه ليست هناك حاجة للرد عليه بذلك النوع من البحث المكثف الذي انجزه اروين.

    وكان سعيد، الذي تستند نظرته الكلية الى كراهية فعلية أو مفتعلة لـ«الامبريالية» الغربية و«الهيمنة» الأميركية، يطرح قضية سياسية وليست أكاديمية. وكـ«شغيل فكر» اعتقد أن البحث ينبغي ان يكون في خدمة القضية السياسية. كان سعيد عاجزا عن تخيل اشخاص يمكن أن يدرسوا موضوعا لذاته وبدون دوافع سياسية خفية، غير ان اروين يظهر، مع استثناءات قليلة، بأن معظم المستشرقين كانوا في ذلك العمل من أجل «توق المعرفة»، وليس لخدمة أي مخطط امبريالي.

    ويكتب اروين قائلا: «هناك باحثون من أجل البحث ذاته، بل انني تناولت الشاي مع بعضهم».

    وفي موضع لاحق في الكتاب، يؤكد اروين على أن التهديد الذي يواجهه البحث غير الصرف يأتي ليس من المحاكم الغربية الاستبدادية وانما من «الحساسية الاسلامية».

    ويقول انه «بسبب الاهانة المحتملة للحساسية الإسلامية يتعين على الباحثين الغربيين ان يكونوا دقيقين تماما في ما يقولونه، وقد طور بعض منهم أشكالا دقيقة من الكلام المزدوج عند مناقشة القضايا المثيرة للجدل». وكمثال على ذلك يستشهد بجون اسبوسيتو، الأستاذ الأميركي الذي يعتبره اروين «مدافعا» عن الأنظمة الاسلامية. هل يعني هذا أن سعيد أفلح في ارغام بعض الباحثين الغربيين على الرقابة الذاتية؟ لا! يقدم اروين اجابة واضحة.

    ويمكن للقارئ أن يقفز على الأجزاء التي تتعامل مع سعيد، وأسلافه في مناهضة الغرب، والقضايا الجدلية التي أثارتها مزاعمه المتشددة. وبدلا من ذلك قضاء وقت اطول في الاستمتاع بكتاب اروين الجذاب. وبقدر ما اعلم فان هذا هو الكتاب الأكثر كمالا عن الاستشراق منذ نشوئه بشكله الحديث في القرن التاسع عشر حتى الوقت الحاضر، كما إن اروين يقدم معظم المستشرقين البارزين بصورة ذكية، وهناك عدد قليل من الشخصيات الحيوية ممن يمكن أن تقدم حياتهم مادة لرواية كاملة.

    فهناك، على سبيل المثال، غيوم دي بوستيل، أول من ترأس كرسي العربية في جامعة باريس، والذي يعتقد أن الدروز من أصل فرنسي. وبتبنيه نظرية تناسخ الأرواح انتهى الى تخيل أن جسده مسكون بروح جوهانا التي اعتبرها «أم العالم». وهناك ايضا الفريد بيستون الذي كان يحب ركوب الدراجة الهوائية عاريا في أوكسفورد بينما تلاحقه الشرطة. ومنهم وانزبورو الذي كان يعتقد أن الكثير من التاريخ المبكر للاسلام شكلته الذاكرة الأدبية.

    وبينما يقدم اروين للقارئ العادي الكثير من المستشرقين غير المعروفين على نطاق واسع، فانه يترك كثيرين آخرين يستحقون الذكر. وبين هؤلاء تشامبوليون ورولنسون وغودار وريبكا وبتروشيفسكي وايفانوف وبوب وبويس وشيون وكوربين من بين آخرين. ويبدو أن اروين يركز على أولئك المستشرقين الذين تعاملوا مع الاسلام والعرب، تاركا كثيرين ممن درسوا اجزاء أخرى مما يسمى «الشرق»، وخصوصا ايران وآسيا الوسطى وشبه القارة الهندية ناهيكم من مصر وبلاد ما بين النهرين، بحضارتيهما القديمة ولغاتهما الكثيرة وثقافاتهما المزدهرة. وغالبا ما يكون حديث اروين عن العمل الذي قام به المستشرقون مقنعا.

    غير انه يحاول، في بعض الأحيان، أن يتحدث بتعليق جاف مقتضب. فهو يقول، على سبيل المثال، ان عمل ماسينيون حول الحلاج «غريب» لكنه لا يذكر السبب. ويعرض غوبينو باعتباره مناهضا للامبريالية ولكنه لا يكشف عن السبب الحقيقي الذي هو خوف الرجل الفرنسي من أن الجنس الأوروبي «المتفوق» يمكن أن يتأثر سلبا اذا ما امتزج مع دم آسيوي تابع في مواجهات كولونيالية. وكان غوبينو يعتقد أن هذا كان قد حدث للفرس الذين امتزجوا مع العرب منذ بداية الاسلام.

    وعلى النقيض من ذلك، فان رينان، الذي يعتبره اروين، شأن سعيد، عنصريا، يمكن أن يفهم على نحو أفضل باعتباره «عنصريا ثقافيا». وهو يعتقد أن أولئك الذين يتحدثون اللغات الهندوأوروبية هم اكثر تفوقا من اولئك الذين يتحدثون اللغات السامية. ولا يمكن أن يوصف هذا باعتباره عنصريا لأن المتحدث بالسامية يمكن على الدوام ان يتعلم لغة هندوأوروبية والعكس صحيح. ويدعم رينان امتزاج الأعراق بينما يعارضه غوبينو.

    ويبدو أن اروين يعتقد أن آخر موجة من الهجمات على المستشرقين بدأت بالكراسة التي كتبها الروائي الايراني الراحل جلال آل أحمد تحت عنوان «الاستغراب» عام 1960. والحقيقة ان آل أحمد لم يكن مناهضا للغرب بالمعنى الذي كانه سعيد. وكان يواصل عملا بدأه جيل أقدم من الايرانيين، بينهم محيط طباطبائي، ممن كانوا يشعرون بالقلق من سرعة «تغريب» المجتمع الايراني، بالرغم من إقرارهم بأن التغريب جيد وحتمي. والحقيقة ان كتاب آل أحمد الصغير يبدأ باقتباس من الكاتب النازي الألماني ارنست يونغر. وكل الاقتباسات الأخرى في الكتاب هي أيضا من كتاب وصحفيين غربيين.

    ومن باب المصادفة أن آل أحمد لم يكن صاحب ذوق رفيع كما يشير اروين على الرغم من أنه كان يشرب الكثير من الفودكا، كما لم يكن آل أحمد «متعدد اللغات»، ذلك انه لم يكن يملك أكثر من معرفة سطحية بالفرنسية. وعلى النقيض أيضا مما يعتقد اروين كان كتاب آل أحمد قد نشر، أصلا، في زمن الشاه قبل ان يحظر بعد عامين.

    ويعاني كتاب اروين من اهمال في التحرير مما يفسح مجالا لعدد من حالات التكرار وعدد قليل من الأخطاء المرتبطة بالحقائق.

    وعلى سبيل المثال لم يكن «كليلة ودمنة» نصا عربيا وانما كتب بالسنسكريتية وترجم الى الفارسية في القرن السابع. وهزوارش ليست «مزيجا من الفارسية والعربية» وانما كتابة كلمة بلغة معينة وقراءتها بلغة أخرى.

    ويتساءل اروين عن سبب تسمية العرب بالهاجريين والساراسيين. ولكن ليس هناك من سر في الأمر. فالهاجريون يشير الى حقيقة أن هاجر، الزوجة الثانية لابراهيم وأم اسماعيل، يفترض أن تكون سلفا للعرب. والساراسيون هو الاسم الذي منحه الاغريق القدامى لسكان الصحراء في المشرق. ولم تكن القادسية عاصمة الامبراطورية الفارسية، وإنما موقع معركة حاسمة بين الساسانيين والعرب.

    والكاتب المعروف لفئة قليلة حسين ناصر يمكن وصفه باعتباره أصوليا اسلاميا. وكان قد عمل لسنوات سكرتيرا لزوجة الشاه الثالثة الامبراطورة فرح.

    ويشير اروين الى أن السبب الرئيسي في اكتشاف أميركا هو حقيقة أن طرق التجارة الأوروبية الى الشرق أغلقت من جانب الاسلام. ولكن ألم يكن الغرب يقوم بالتجارة مع الشرق عبر طريق الحرير؟

    ومن الصحيح أن الطباعة لم يكن مسموحا بها في العالم العربي لعقود كثيرة. ولكن السبب لم يكن، كما يشير اروين، الخشية من أن الطباعة يمكن ان تشوه النص المقدس. وكما اشار بتروشيفسكي فانه كان هناك سبب اكثر دنيوية: آلاف من النساخين المحترفين رأوا التهديد الموجه لمهنتهم بسبب حلول الطباعة وحاولوا ايقافها باختلاق أسباب دينية.

    وسعيد لم يكن يكره فؤاد عجمي وكنعان مكية لأنهما انتقدا العرب. فسعيد نفسه مضى شوطا في ذلك أبعد من عجمي أو مكية. لقد أدانهما لأنهما لم يكونا مناهضين لأميركا كما يريد من الجميع أن يكونوا أو يتظاهروا بذلك على الأقل. وكانت دوافع تأييد سعيد لصدام حسين مرتبطة باعتبارات مماثلة. فقد كان سعيد يكره صدام ولكنه عبر عن اعجابه بالدكتاتور العراقي لتحديه الولايات المتحدة.

    وعند كتابته عن ابن رشد، يكرر اروين الأخطاء التي ارتكبها نقاد الفيلسوف الاسلامي، وبينهم توماس الاكويني. فابن رشد لم يعتقد بوجود «حقيقتين»، كما يشير اروين، وانما واحدة فقط بتجليين.غير أنه على العموم يعتبر كتاب اروين مقدمة للاستشراق ومصدرا ممتعا للقراءة سواء للمتخصص أو للقارئ العادي في الوقت المناسب

  3. #3
    الفروق التقليدية بين القصة القصيرة والرواية / خالد جوده أحمد





    الفروق التقليدية بين القصة القصيرة والرواية
    ( مدخل إلي مناطق التماس الأدبية )




    1 – مقدمة :
    تتمتع القصة القصيرة والرواية باعتبارهما من الفنون القولية الممتعة بشعبية كبيرة بين جموع القارئين ، بحيث لا تكاد تخلو منهما صفوف الكتب في المكتبات ، ومساحات الصحف والدوريات علي اختلاف أنواعها ، باعتبار القصة من الألوان المحببة للقارئين علي اختلاف مستوياتهم ، كذلك تداخلت الرؤية النقدية لتضع السمات الخاصة في
    التناول الإبداعي للقصة بحيث تؤسس شروطا معينة للقصة بصفة عامة ، ثم لأنواع القصة بصفة خاصة ، وبين يد حضراتكم ورقة نقدية مختصرة نرصد من خلالها مدي توافق تلك الرؤى المنوعة في تمهيد الطريق نحو مناطق الاقتراب بين القصة القصيرة والرواية باعتبارهما من فنون القصة ، ومن خلال الآراء والمناقشات المثمرة
    نصل إلي تشكيل أبعادا فكرية وفنية حول تلك النقاط ، بما يشكل رؤية
    موفقة يستفيد منها الأديب والمتلقي علي حد سواء






    2 – تداخل الأنواع الأدبية :
    بداية نشير إلي انصراف البحث النقدي إلي تعريف الضرب الأدبي الفني أو الصنف الأدبي بكونه ( أحد القوالب التي تصف فيها الآثار الأدبية ، فالمسرحية مثلا جنس أدبي ، وكذا القصة وهكذا ، بحيث يتميز كل صنف أدبي تميزا واضحا عن غيره من الأجناس الأدبية ) ، لكن الاتجاه النقدي الحديث يؤسس لمفهوم تداخل الأنواع الأدبية ، بحيث يتم نفي التمسك بأسس التفرقة الشكلية ، ويصبح الأهم التمييز بين أغراض الأدب في أجناسه المختلفة ، بمعني أن الرؤية النقدية لا تري في تصنيف الأنواع الأدبية وظيفة ضرورية عند التحليل والتقييم ، إنما يتم اتخاذ هذا التصنيف كوسيلة مساعدة ( وصفية مفيدة ولكنها ليست تحكمية كما كان الحال في الماضي ) ، بحيث ظهرت أعمال أدبية تقتني أشكال مبتكرة في الأداء الأدبي بحيث يصعب تصنيفها تحت لواء واحدا من الأنواع الأدبية التقليدية ، هذا رغم ما تؤديه في ذاتها من غرض أدبي في المتعة والمنفعة معا ، وليس هدف المقال دراسة تلك الرؤي الجديدة ( فتلك لها بحثها الخاص ) بقدر الاكتفاء بالتلميح إليها بما يفيد في تفسير وإلقاء الضوء علي مناطق الاقتراب بين القصة القصيرة والرواية بأنواعها ، فنسير بداية إلي أن كثير من الكتابات منذ عشرات السنين أشارت باستفاضة إلي شرح خصائص الأنواع الأدبية المختلفة خاصة القصة القصيرة ، والتعرض لتلك الأفكار الهامة رافدا يصب في ناحية هدفنا من تقديم تلك الورقة كما يلي :


    3- الفروق التقليدية بين الرواية والقصة القصيرة :
    لا شك أن الرواية والقصة القصيرة تنتميان إلي مجموعة الفنون القولية الدرامية والتي أساسها اللغة النثرية ، والتي تقوم علي أحداث وقعت أو يمكن أن تقع ، والقصة بصفة عامة تستخدم آلية السرد والحوار معا في تحقيق المتعة الفنية للمتلقي ومن خلال الأداء القصصي بدرامية الأحداث وعقدتها وحبكتها القصصية ، هذا بصفة عامة ، أما من حيث الخصائص الأساسية للقصة القصيرة والتي تشكل فواصل بين النوعين فتتمثل في الخصائص الثلاث الشهيرة والمتداخلة والمترابطة معا ، بحيث تشمل إحداث وحدة التأثير أو الانطباع لدي المتلقي من خلال التركيز علي حدث واحد أو أزمة واحدة من خلال بناء قصصي محكم ، كما أشار تعريف قاموس المصطلحات الأدبية عام 1964م عند الحديث عن لحظة التنوير : " وفي معظم الأحيان نجد أن كاتب القصة القصيرة في القرن التاسع عشر أو في القرن العشرين يركز اهتمامه نحو حدث واحد ، أو شخصية واحدة في حدث واحد ، وبدلا من أن يصور لنا تطور هذه الشخصية فهو يوضح أمرها في لحظة معينة " ، وغالبا ما تكون لحظة التنوير التي تمر بها الشخصية القصصية تعبر عن التغيير الحاسم والفاصل في لحظة تمر بها الشخصية .
    ويري أحد النقاد ( أن الرواية أيضا تعرض الحياة في شمولها أما القصة القصيرة فهي نقطة يتلاقي فيها الحاضر والماضي والمستقبل ، فالرواية تصوير من المنبع إلي المصب ، أما القصة القصيرة فتصوير دوامة واحدة فقط علي سطح النهر ) ، ولذلك فالرواية لها تسلسلها الزمني المعين ، وإن كان يمكن الخروج عن هذا النسق بحيلة فنية تتمثل في الفلاش باك ، أما القصة فتمثل إضاءة لحظة واحدة من الحياة ، ومن الفروق الأخرى ما ذكره ( فرانك أوكونور ) في كتابه الشهير " الصوت المنفرد " بأن القصة القصيرة فن الوحدة والعزلة ( بمعني أن القصة القصيرة تتعامل مع الانكسار والهزيمة والإشفاق والكبت والضياع ولا تتعامل مع الانتصار ، فينكمش بطلها في قصة قصيرة ترضي به ويرضي بها ، أما لو كان البطل متوافقا اجتماعيا ونفسيا لكان أولي به أن يحتل صفحات رواية ) ، ويشير د . شكري عياد ( رحمه الله ) إلي أن فنان الرواية فيه شيئا من الباحث الاجتماعي أو المؤرخ أو العالم النفسي أو هؤلاء جميعا ، لذلك تغلب عليه طبيعة السرد النثري ، بعكس كاتب القصة القصيرة من حيث انه فنان شديد الفردية ويتلقى الحياة بحساسيته الخاصة لذلك يميل إلي تسجيل انطباعاته دون التفاصيل ، لذلك تغلب عليه قوة الشعر والإحساس بالدراما ، ومن الفروق الآخري أن القصة القصيرة تقوم علي الأداء الدقيق للأحداث لإحداث وحدة الانطباع لدي القارئ لذلك يجب التطابق التام بين الشكل والمضمون ، في حين تكون الرواية أشبه بالوعاء الذي يضم موادا مختلفة ، يذكر أوكونور ( أن الرواية لها شكلها الجوهري الذي نراه في الحياة من حيث التطور الزمني لشخصات الحدث ، في حين أن كاتب القصة القصيرة لا يعرف شيئا اسمه الشكل الجوهري لأنه لا يطمع في تصوير الحياة الإنسانية في مجموعها ، بل يختار فقط ما يتناول الحياة من احدي زواياها ) ، ويذكر القاموس الأمريكي والصادر عام 1968 م أن القصة القصيرة لها نمو محدد من ناحية الشكل ، وتتركز حول جانب وحيد من الجوانب العديدة في الرواية ، والشخصية فيها تتكشف ولا تتطور كما في الرواية ، أما الناقد محمد نبيل عاطف فيذكر : " القصة الآن – متعددة المذاهب ، كثيرة الدروب ، مختلفة المسالك ، قد تكون اللحظة فيها هي الحدث ، أو تكون الشخص أو الوسيلة ، أو النظرة العابرة ، أو اللفتة السريعة ، أو البوح أو غير ذلك ، وقد تكون القصة خاطرة مرئية أو واقعية أو غير واقعية ، أو تجربة شعورية ، أو تنفيسا وقتيا أو اعترافا ضمنيا ، وليس معني هذا ، أن القصة أسهل في كتابتها من الرواية ، ولكننا نؤكد بكل وضوح ، أن الرواية شيء ، والقصة القصيرة شيء آخر – ومن هنا فلابد للروائي أن يكون خصب الخيال ، قادرا علي خلق شخوصه ، متمكن من أعماقهم ، يستطيع أن يحركهم ذات اليمين وذات اليسار ، في فهم وإدراك ، والا ضاع منه الخيط الروائي ، وفقد أحداث روايته وجاءت شخوصه بلهاء " ، ويري آخرون أن للرواية دورها في تصوير حركة المجتمع بل وحركة الإنسان المعاصر عموما ، لذلك فهي تستغرق تقصيلات كثيرة وشخوص أكثر من إطار القصة القصيرة ، أما د . محمد عناني فيذكر خمس خصائص مشتركة بين القصة القصيرة والرواية وهي : كلاهما فن أدبي منثور ، وخيالية ( أي تختلف عن الحقائق التاريخية ) ، ويستخدم الكاتب فيهما السرد ( بدلا من التعبير عن مشاعر آنية كما يحدث في الشعر ، وبدلا من الحوار كما يحدث في المسرح ) ، وإن كان هذا لا يمنع من مزج الحوار في الأحداث القصصية ، لكن السرد هو الأغلب ، والسمة الثالثة أن كلاهما تخضع الأحداث فيها ( سواء الأفعال الإرادية البشرية أو الحوادث القدرية ) لنوع من المنطق أو التسلسل سواء كان تسلسلا زمنيا أم خاضعا لقانون العلة والمعلول وسواء كان السرد يتبع خطا متقدما في الزمن أم متعرجا يتردد بين الماضي والحاضر ، وهي تحاول إبراز المعني الكامن في هذه الأحداث البشرية ودلالتها ، كما يشتركا في سمة أنهما من الفنون الصعبة لنفس الأسباب التي تجعل فن القص يبدو سهلا ، أما السمات الفارقة فتتمثل في أن الرواية لا تخضع لتقاليد ثابتة أو ضوابط شكلية تسهل علي الكاتب مهمته فلا هي مثل الشعر يكتب نظما ، ولا هي مقسمة لمشاهد تخضع لأعراف سائدة في المسرح ، فالروائي له أن يسرد الأحداث دون التقيد بمكان أو زمان ودون أن تحده حدود الطول أو القصر ، كما أنه ليس مقيد اليدين إزاء الوصف والاستطراد وعدد الشخصيات ، فهو يستطيع أن يقدم أي عدد من الشخصيات أو يتعدي وحدة الانطباع فيخلق العديد من الانطباعات ، ورغم ذلك فإن في رأي بعض النقاد أن سمات القصة القصيرة والتي أشرنا إليها من تحقيق وحدة الانطباع والتركيز علي لحظة فارقة ، أو موقفا واحدا ، أو جانبا وحيدا للشخصية القصصية ، إنما هي ملامح النوع الأدبي الذي تأسس في القرن التاسع عشر ، أما القصة القصيرة الحديثة فقد تنوعت أشكالها لدرجة يصعب فيها رصد شكل ثابت لها ، فظهرت قصة الصورة والتي تستند علي الوصف والتحليل ، وتعدد وجهات النظر ، والنهايات المفتوحة ، وقصة الشخصية والتي لا تعتمد علي الموقف بل تعمد إلي الوصف النفسي الخالص بما يعرف بتيار الشعور ، أي التحليل والغوص في أعماق النفس الإنسانية أكثر من الاعتماد علي الحدث أو الوصف الخارجي والحركة خارج الذات ، والقصة الرمزية غير التقليدية لتتعدي قدرة الحدث وعناصر القص شكلها الواقعي إلي معان أخري تتعدد بتعدد القراء ودون تخطي حدود المعني الظاهر ، وهكذا يتضح أن الأمر يتجه أكثر إلي تقارب أنواع الأدب وهدم الحواجز الفاصلة بينها ، وإن كانت الرؤية الكلاسيكية تميل إلي تأصيل الفوارق التقليدية بين نوعي القص الرئيسيين ( القصة القصيرة والرواية ) ، ورغم قناعتي بحرية الأديب في التعبير عن فكرته بشكلها المناسب ، وأن تأسيس أشكال أدبية جديدة يكون من تأصيل الأدباء ثم يبلورها النقاد لاحقا ، وأن الأديب له أن يمزج سمات الأنواع الأدبية في دائرة عمله الأدبي ، لكن أميل إلي تأييد الفروق التقليدية تلك والاعتراف بها كسمات أصيلة تحدد النوع الأدبي بصفة عامة ، ولكن توجد منطقة متاحة ومشتركة بين النوعين ، كدائرتين تلاحما في منطقة تماس تتسع أو تضيق حسب الرؤية النقدية ، لكن يظل دائما للأسس الثابتة دورها الهام في البناء عليها والتطوير منها ليكون البناء الأدبي راسخا ، ولهذا حديث يطول نشير إليه
    بعون الله تعالي عبر أوراق أدبية قادمة .

  4. #4
    صور من نقلنا عنه

    ادوارد سعيد

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خالد جودة احمد

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    بريهان قمق

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نضال النجار

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    الخلود.. سلسلةٌ من الضحكات المتقاطعة / نضـــال نجــار





    الخلود.. سلسلةٌ من الضحكات المتقاطعة

    الحياةُ لغز يحتاج إلى الحلم والتركيز والتفكير لملء الفراغات بأفكارٍ
    وسلوكياتٍ مناسبة وإلاَّ تحولتِ الحياةُ إلى فراغٍ هائلٍ
    من الصعب العيش فيه بل من المحال



    هذا الفراغ يُسمى العدم ويتمثل بالحروب الأزلية والمستمرة سياسياً، عسكرياً، اقتصادياً، ثقافياً، فكرياً، دينياً،إعلامياً ...إلخ..
    لاشك إذن إنه عصرا لأفول سيما وأن الحياة أصبحت آلية، الفنون مزيفة، الأخلاق متدهورة، التعليم فاسد، الثقافة متعفنة، وحتى الموسيقى ملوِّثة...
    فهل يتوجب علينا متابعة عزف سيمفونية الأفول الخالدة أو أن نتوقفَ قليلاً لإدخال بعض التغييرات والتعديلات على النغمات والنوتة؟...
    حتى عبارة " حوار " أصبحت العنوان أو الشعار الذي يتصدر الصحف والمجلات والمنابر والمنتديات وأماكن اللهو والمنتجعات ودور المياه..
    بل أصبحت من التوصيات الأولية التي يتنادى ويطالب بها أصحابها بهدف التواصل فالتوصل إلى حل الخلافات بتفهم الاختلافات..
    فأين نحن من هذه العبارة؟؟؟
    واقعياً/ مانزال نرفض قبول الآخر والاختلافات فتأزَّمتْ التوترات والخلافات ماأدى إلى شرخ كبيرأو صدعٍ عميق مانزال نتمسك به أو نسعى ( على مايبدو ) للحفاظ عليه لكأننا لانريد تجاوز الحال والتقدم إلى الأمام.
    إذن هل الخلل في عدم مقدرتنا على استخدام هذه العبارة " الحوار " واللعب بها إلاَّ شكلياًً،
    أو لأننا حقيقةً لانريد استخدامها عملياً خوفاً من المجهول والصدام معه؟...
    هل " الحوار " تدريبٌ لغوي أو متعةٌ تجذبُ إليها أصحابها من الباحثين عن المتعة بهدف المتعة في نسج امتداداتهم الوهمية ، أو أنه مهارةٌ فكرية تستلزم الوعي والتدقيق والتركيز بهدف بلوغ الهدف ألا وهو تحقيق التناغم والانسجام بيننا وهذا العدم ( العالم )؟..
    لو نشبِّه الفكر بالجسم البشري؛ هو أيضاً يفقدُ مناعته نتيجة عادات سلبية وملوثات لاحصر لها. فيفقد توازنه وانسجامه وبالتالي تنمو خلاياه عشوائياً فتتحول إلى أورام سرطانية ستقضي عليه في النهاية.. فهل يتوجب معالجة هذا الفكر، تنقيته من السلبيات والملوثات؟
    بل هل يقبل الانسان المعاصر هكذا علاج فيدعمه ويسانده أو أنه يرفضه فيحرِّمه ويمنعه؟..
    " إن تأمل ساعة خير من عبادة ستين عام " ؛ لو نتأمل واقع الحال، أو الكلمات والصور والرموز التي بين أيدينا، لن يحدثَ أي شقاق.. بل سنزدادُ إشراقاً لأننا سنضحك ضحكة الخلود التي تدفعنا إلى التحدي.. تحدي كل موت وكل
    عدم نواجهه في هذا الوقت وكل الأوقات



    نضـــال نجــار
    مترجمة وشاعرة من سوريا

  5. #5
    الشكر والتقدير لكم بعنايتكم بنشر مقالي مدخل لمنطقة التماس الأدبية والتي تفضلتم بنقلها من موقع اخي الأديب الكبير حسن غريب
    فلكم التقدير علي تلك الصفحات وعلي منتدي الدراسات النقدية التي أعشقها ولكم التحية

  6. #6
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد جوده مشاهدة المشاركة
    الشكر والتقدير لكم بعنايتكم بنشر مقالي مدخل لمنطقة التماس الأدبية والتي تفضلتم بنقلها من موقع اخي الأديب الكبير حسن غريب
    فلكم التقدير علي تلك الصفحات وعلي منتدي الدراسات النقدية التي أعشقها ولكم التحية
    الجميل خالد جوده
    مرحبا بك هنا دوما
    يحيي هاشم
    يا قاتلى فلتنتظر وامنح قتيلك بضع ثوان
    واخض السيف قليلا اننى ماعدت أبصر من
    اللمعان

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. مكتبة ادبية متكاملة .كتب جاهزة للتحميل
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-05-2014, 01:58 AM
  2. موقع ادبية مهمة
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 09-12-2010, 08:27 PM
  3. امسيات ادبية للاديبة وفاء عبدالرزاق في مصر
    بواسطة يسري راغب شراب في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08-10-2010, 09:53 PM
  4. اخبار ادبية
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-09-2007, 01:34 PM
  5. مقالات ادبية نقدية1
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 06-10-2006, 12:02 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •