منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 27
  1. #11

    رد: مختارات من تفسير البغوي/ال عمران

    🌹🕌🕋🕌🌹
    ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
    من سورة آل عمران
    من الآية 78 إلى الآية 83


    يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
    بعد
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


    {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
    [ سورة آل عمران : الآية 78 ]


    وإن مِن اليهود لَجماعةً يحرفون الكلام عن مواضعه، ويبدلون كلام اللّه؛ ليوهموا غيرهم أن هذا من الكلام المنزل، وهو التوراة،
    وما هو منها في شيء، ويقولون:
    هذا من عند اللّه أوحاه اللّه إلى نبيه موسى، وما هو من عند اللّه،
    وهم لأجل دنياهم يقولون على اللّه الكذب وهم يعلمون أنهم كاذبون.


    {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران : 79]


    ما ينبغي لأحد من البشر أن يُنزِّل اللّه عليه كتابه ويجعله حكمًا بين خلقه ويختاره نبياً، ثم يقول للناس: اعبدوني من دون اللّه، ولكن يقول: كونوا حكماء فقهاء علماء بما كنتم تُعَلِّمونه غيركم من وحي اللّه تعالى، وبما تدرسونه منه حفظًا وعلمًا وفقهًا.


    {وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ}
    [آل عمران : 80]


    وما كان لأحد منهم أن يأمركم باتخاذ الملائكة والنبيين أربابًا تعبدونهم من دون اللّه. أَيُعْقَلُ -أيها الناس- أن يأمركم بالكفر باللّه بعد انقيادكم لأمره؟


    {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ}
    [آل عمران : 81]


    واذكر -أيها الرسول- إذ أخذ اللّه سبحانه العهد المؤكد على جميع الأنبياء:
    لَئِنْ آتيتكم من كتاب وحكمة، ثم جاءكم رسول من عندي، مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنَّه.
    فهل أقررتم واعترفتم بذلك وأخذتم على ذلك عهدي الموثق؟
    قالوا:
    أقررنا بذلك، قال:
    فليشهدْ بعضكم على بعض،
    واشهدوا على أممكم بذلك،
    وأنا معكم من الشاهدين عليكم وعليهم.
    وفي هذا أن اللّه أخذ الميثاق على كل نبي أن يؤمن بمحمد صلى اللّه عليه وسلم،
    وأخذ الميثاق على أمم الأنبياء بذلك.


    {فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [آل عمران : 82]


    فمن أعرض عن دعوة الإسلام بعد هذا البيان وهذا العهد الذي أخذه اللّه على أنبيائه، فأولئك هم الخارجون عن دين اللّه وطاعة ربهم.


    {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}
    [سورة آل عمران :الآية 83]


    أيريد هؤلاء الفاسقون من أهل الكتاب غير دين اللّه
    -وهو الإسلام الذي بعث اللّه به محمدا صلى اللّه عليه وسلم-،
    مع أن كل مَن في السموات والأرض استسلم وانقاد وخضع لله طواعية
    -كالمؤمنين-
    ورغمًا عنهم عند الشدائد، حين لا ينفعهم ذلك وهم الكفار،
    كما خضع له سائر الكائنات،
    وإليه يُرجَعون يوم المعاد، فيجازي كلا بعمله.
    وهذا تحذير من اللّه تعالى لخلقه أن يرجع إليه أحد منهم على غير ملة الإسلام.
    ______


    تم تفسير الصفحة ولله الحمد
    اللهم اجعل القرآن الكريم
    ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا وذهاب همنا وغمنا وشفاء لأمراضنا
    وذكرنا منه مانسينا وعلمنا منه ماجهلنا
    وارزقنا تلاوته على النحو الذي يرضيك عنا
    واجعله شفيعا لنا يوم القيامة
    وحجة لنا لا علينا
    يا أكرم الأكرمين
    ⭐🌹🕌🌹
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #12

    رد: مختارات من تفسير البغوي/ال عمران

    🌹🕌🕋🕌🌹
    ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
    من سورة آل عمران
    من الآية 84 إلى الآية 91


    يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
    بعد
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم


    {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}
    [ سورة آل عمران : الآية 84 ]


    قل لهم -أيها الرسول-:
    صدَّقنا باللّه وأطعنا، فلا رب لنا غيره، ولا معبود لنا سواه، وآمنَّا بالوحي الذي أنزله اللّه علينا، والذي أنزله على إبراهيم خليل اللّه، وابنيه إسماعبل وإسحاق، وابن ابنه يعقوب بن إسحاق، والذي أنزله على الأسباط
    -وهم الأنبياء الذين كانوا في قبائل بني إسرائيل الاثنتي عشرة مِن ولد يعقوب- وما أوتي موسى وعيسى من التوراة والإنجيل، وما أنزله اللّه على أنبيائه، نؤمن بذلك كله، ولا نفرق بين أحد منهم،
    ونحن لله وحده منقادون بالطاعة، مُقِرُّون له بالربوبية والألوهية والعبادة.


    {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
    [آل عمران : 85]


    ومن يطلب دينًا غير دين الإسلام الذي هو :
    (الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة، والعبودية، ولرسوله النبي الخاتم محمد صلى اللّه عليه وسلم بالإيمان به وبمتابعته ومحبته ظاهرًا وباطنًا،)
    فلن يُقبل منه ذلك، وهو في الآخرة من الخاسرين الذين بخسوا أنفسهم حظوظها.


    {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
    [آل عمران : 86]


    كيف يوفق اللّه للإيمان به وبرسوله قومًا جحدوا نبوة محمد صلى اللّه عليه وسلم بعد إيمانهم به،
    وشهدوا أن محمدًا صلى اللّه عليه وسلم حق وما جاء به هو الحق، وجاءهم الحجج من عند اللّه والدلائل بصحة ذلك؟
    واللّه لا يوفق للحق والصواب الجماعة الظلمة،
    وهم الذين عدلوا عن الحق إلى الباطل، فاختاروا الكفر على الإيمان.


    {أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}
    [آل عمران : 87]


    أولئك الظالمون جزاؤهم أنَّ عليهم لعنة اللّه والملائكة والناسِ أجمعين، فهم م من رحمة اللّه.


    {خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ} [آل عمران : 88]


    ماكثين في النار، لا يُرفع عنهم العذاب قليلا ليستريحوا، ولا يُؤخر عنهم لمعذرة يعتذرون بها.


    {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
    [آل عمران : 89]


    إلا الذين رجعوا إلى ربهم بالتوبة النصوح من بعد كفرهم وظلمهم، وأصلحوا ما أفسدوه بتوبتهم فإن اللّه يقبلها، فهو غفور لذنوب عباده، رحيم بهم.


    {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ}
    [آل عمران : 90]


    إن الذين كفروا بعد إيمانهم واستمروا على الكفر إلى الممات لن تُقبل لهم توبة عند حضور الموت،
    وأولئك هم الذين ضلُّوا السبيل، فأخطَؤُوا منهجه.


    {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَىٰ بِهِ ۗ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ}
    [سورة آل عمران : الآية91]


    إن الذين جحدوا نبوة محمد صلى اللّه عليه وسلم، وماتوا على الكفر باللّه ورسوله، فلن يُقبل من أحدهم يوم القيامة ملء الأرض ذهبًا؛ ليفتدي به نفسه من عذاب اللّه، ولو افتدى به نفسه فِعْلا.
    أولئك لهم عذاب موجع، وما لهم من أحد ينقذهم من عذاب اللّه.
    ______


    تم تفسير الصفحة ولله الحمد
    اللهم اجعل القرآن الكريم
    ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا وذهاب همنا وغمنا وشفاء لأمراضنا
    وذكرنا منه مانسينا وعلمنا منه ماجهلنا
    وارزقنا تلاوته على النحو الذي يرضيك عنا
    واجعله شفيعا لنا يوم القيامة
    وحجة لنا لا علينا
    يا أكرم الأكرمين
    ⭐🌹🕌🌹⭐
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #13

    رد: مختارات من تفسير البغوي/ال عمران

    🌹🕌🕋🕌🌹
    ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
    من سورة آل عمران
    من الآية 92 إلى الآية 100


    يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
    بعد
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


    {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}
    [ سورة آل عمران : الآية 92 ]


    لن تدركوا الجنة حتى تتصدقوا مما تحبون،
    وأي شيء تتصدقوا به مهما كان قليلا أو كثيرًا فإن اللّه به عليم،
    وسيجازي كل منفق بحسب عمله.


    {۞ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ۗ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}
    [آل عمران : 93]


    كل الأطعمة الطيِّبة كانت حلالا لأبناء يعقوب عليه السلام إلا ما حرَّم يعقوب على نفسه لمرض نزل به، وذلك مِن قبل أن تُنَزَّل التوراة.
    فلما نُزِّلت التوراة حرَّم اللّه على بني إسرائيل بعض الأطعمة التي كانت حلالا لهم؛
    وذلك لظلمهم وبغيهم.
    قل لهم -أيها الرسول-:
    هاتوا التوراة، واقرؤوا ما فيها إن كنتم محقين في دعواكم
    أن اللّه أنزل فيها تحريم ما حرَّمه يعقوب على نفسه، حتى تعلموا صدق ما جاء في القرآن من أن اللّه لم يحرم على بني إسرائيل شيئًا من قبل نزول التوراة،
    إلا ما حرَّمه يعقوب على نفسه.


    {فَمَنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}
    [آل عمران : 94]


    فمَن كذب على اللّه من بعد قراءة التوراة ووضوح الحقيقة، فأولئك هم الظالمون القائلون على اللّه بالباطل.


    {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ ۗ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}
    [آل عمران : 95]


    قل لهم -أيها الرسول- صَدَق اللّه فيما أخبر به وفيما شرعه.
    فإن كنتم صادقين في محبتكم وانتسابكم لخليل اللّه إبراهيم عليه السلام فاتبعوا ملَّته التي شرعها اللّه على لسان محمد صلى اللّه عليه وسلم، فإنها الحق الذي لا شك فيه. وما كان إبراهيم عليه السلام من المشركين باللّه في توحيده وعبادته أحدًا.


    {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}
    [آل عمران : 96]


    إن أول بيت بُني لعبادة اللّه في الأرض لهو بيت اللّه الحرام
    الذي في "مكة"،
    وهذا البيت مبارك تضاعف فيه الحسنات، وتتنزل فيه الرحمات،
    وفي استقباله في الصلاة،
    وقصده لأداء الحج والعمرة، صلاح وهداية للناس أجمعين.


    {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}
    [آل عمران : 97]


    في هذا البيت دلالات ظاهرات أنه من بناء إبراهيم، وأن اللّه عظَّمه وشرَّفه، منها:
    مقام إبراهيم عليه السلام،
    وهو الحَجَر الذي كان يقف عليه حين كان يرفع القواعد من البيت هو وابنه إسماعيل،
    ومن دخل هذا البيت أَمِنَ على نفسه فلا يناله أحد بسوء.
    وقد أوجب اللّه على المستطيع من الناس في أي مكان قَصْدَ هذا البيت لأداء مناسك الحج.
    ومن جحد فريضة الحج فقد كفر، واللّه غني عنه وعن حجِّه وعمله، وعن سائر خَلْقه.


    {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا تَعْمَلُونَ}
    [آل عمران : 98]


    قل -أيها الرسول- لأهل الكتاب من اليهود والنصارى:
    لِمَ تجحدون حجج اللّه التي دلَّتْ على أن دين اللّه هو الإسلام، وتنكرون ما في كتبهم من دلائل وبراهين على ذلك،
    وأنتم تعلمون؟
    واللّه شهيد على صنيعكم.
    وفي ذلك تهديد ووعيد لهم.


    {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاءُ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [آل عمران : 99]


    قل -أيها الرسول- لليهود والنصارى: لِمَ تمنعون من الإسلام من يريد الدخول فيه تطلبون له زيغًا وميلا عن القصد والاستقامة،
    وأنتم تعلمون أن ما جئتُ به هو الحق؟
    وما اللّه بغافل عما تعملون، وسوف يجازيكم على ذلك.


    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} [آل عمران : 100]


    يا أيها الذين صدَّقوا اللّه ورسوله وعملوا بشرعه،
    إن تطيعوا جماعة من اليهود والنصارى ممن آتاهم اللّه التوراة والإنجيل، يضلوكم،
    ويلقوا إليكم الشُّبَه في دينكم؛ لترجعوا جاحدين للحق بعد أن كنتم مؤمنين به،
    فلا تأمنوهم على دينكم، ولا تقبلوا لهم رأيًا أو مشورة.
    ______


    تم تفسير الصفحة ولله الحمد
    اللهم اجعل القرآن الكريم
    ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا وذهاب همنا وغمنا وشفاء لأمراضنا
    وذكرنا منه مانسينا وعلمنا منه ماجهلنا
    وارزقنا تلاوته على النحو الذي يرضيك عنا
    واجعله شفيعا لنا يوم القيامة
    وحجة لنا لا علينا
    يا أكرم الأكرمين
    ⭐🌹🕌🌹⭐
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #14

    رد: مختارات من تفسير البغوي/ال عمران

    🌹🕌🕋🕌🌹
    ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
    من سورة آل عمران
    من الآية 101 إلى الآية 108


    يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
    بعد
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


    {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ۗ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}
    [ سورة آل عمران : الآية101 ]


    وكيف تكفرون باللّه
    -أيها المؤمنون -، وآيات القرآن تتلى عليكم، وفيكم رسول اللّه محمد
    صلى اللّه عليه وسلم يبلغها لكم؟ ومَن يتوكل على اللّه ويستمسك بالقرآن والسنة فقد وُفِّق لطريق واضح، ومنهاج مستقيم.


    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران : 102]


    يا أيها الذين صدَّقوا اللّه ورسوله، وعملوا بشرعه، خافوا اللّه
    حق خوفه:
    وذلك بأن يطاع فلا يُعصى،
    ويُشكَر فلا يكفر، ويُذكَر فلا ينسى،
    وداوموا على تمسككم بإسلامكم إلى آخر حياتكم؛ لتلقوا اللّه وأنتم عليه.


    {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}
    [آل عمران : 103]


    وتمسَّكوا جميعًا بكتاب ربكم
    وهدي نبيكم، ولا تفعلوا ما يؤدي
    إلى فرقتكم.
    واذكروا نعمة جليلة أنعم اللّه بها عليكم:
    إذ كنتم -أيها المؤمنون-
    قبل الإسلام أعداء، فجمع اللّه قلوبكم على محبته ومحبة رسوله،
    وألقى في قلوبكم محبة بعضكم لبعض، فأصبحتم -بفضله- إخوانا متحابين،
    وكنتم على حافة نار جهنم، فهداكم اللّه بالإسلام ونجَّاكم من النار.
    وكما بيَّن اللّه لكم معالم الإيمان الصحيح فكذلك يبيِّن لكم كل ما فيه صلاحكم؛ لتهتدوا إلى سبيل الرشاد، وتسلكوها، فلا تضلوا عنها.


    {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
    [آل عمران : 104]


    ولتكن منكم -أيها المؤمنون- جماعة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف :
    -وهو ما عُرف حسنه شرعًا وعقلا- وتنهى عن المنكر :
    -وهو ما عُرف قبحه شرعًا وعقلا- وأولئك هم الفائزون بجنات النعيم .


    {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
    [آل عمران : 105]


    ولا تكونوا -أيها المؤمنون- كأهل الكتاب الذين وقعت بينهم العداوة والبغضاء فتفرَّقوا شيعًا وأحزابًا، واختلفوا في أصول دينهم من بعد أن اتضح لهم الحق،
    وأولئك مستحقون لعذابٍ عظيم موجع.


    {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ
    فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ} [آل عمران : 106]


    يوم القيامة تَبْيَضُّ وجوه أهل السعادة الذين آمنوا باللّه ورسوله، وامتثلوا أمره،
    وتَسْوَدُّ وجوه أهل الشقاوة ممن كذبوا رسوله، وعصوا أمره.
    فأما الذين اسودَّت وجوههم،
    فيقال لهم توبيخًا:
    أكفرتم بعد إيمانكم، فاخترتم الكفر على الإيمان؟
    فذوقوا العذاب بسبب كفركم.


    {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
    [آل عمران : 107]


    وأما الذين ابيضَّتْ وجوهم بنضرة النعيم، وما بُشِّروا به من الخير،
    فهم في جنة اللّه ونعيمها، وهم باقون فيها، لا يخرجون منها أبدًا.


    {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۗ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ}
    [سورة آل عمران : الآية108]


    هذه آيات اللّه وبراهينه الساطعة، نتلوها ونقصُّها عليك -أيها الرسول- بالصدق واليقين.
    وما اللّه بظالم أحدًا من خلقه،
    ولا بمنقص شيئًا من أعمالهم؛ لأنه الحاكم العدل الذي لا يجور.
    ______


    تم تفسير الصفحة ولله الحمد
    اللهم اجعل القرآن الكريم
    ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا وذهاب همنا وغمنا وشفاء لأمراضنا
    وذكرنا منه مانسينا وعلمنا منه ماجهلنا
    وارزقنا تلاوته على النحو الذي يرضيك عنا
    واجعله شفيعا لنا يوم القيامة
    وحجة لنا لا علينا
    يا أكرم الأكرمين
    ⭐🌹🕌🌹⭐
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #15

    رد: مختارات من تفسير البغوي/ال عمران

    🌹🕌🕋🕌🌹
    ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
    من سورة آل عمران
    من الآية 109 إلى الآية 115


    يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
    بعد
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


    {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}
    [ سورة آل عمران :الآية 109]


    ولله ما في السموات وما في الأرض، ملكٌ له وحده خلقًا وتدبيرًا،
    ومصير جميع الخلائق إليه وحده، فيجازي كلا على قدر استحقاقه.


    {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}
    [آل عمران : 110]


    أنتم - يا أمة محمد - خير الأمم وأنفع الناس للناس، تأمرون بالمعروف،
    -وهو ما عُرف حسنه شرعًا وعقلا- وتنهون عن المنكر،
    -وهو ما عُرف قبحه شرعًا وعقلا- وتصدقون باللّه تصديقًا جازمًا يؤيده العمل.
    ولو آمن أهل الكتاب من اليهود والنصارى بمحمد صلى اللّه عليه وسلم وما جاءهم به من عند اللّه
    كما آمنتم، لكان خيرا لهم في الدنيا والآخرة،
    منهم المؤمنون المصدقون برسالة محمد صلى اللّه عليه وسلم
    العاملون بها، وهم قليل،
    وأكثرهم الخارجون عن دين اللّه وطاعته.


    {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ}
    [آل عمران : 111]


    لن يضركم هؤلاء الفاسقون من أهل الكتاب إلا ما يؤذي أسماعكم من ألفاظ الشرك والكفر وغير ذلك،
    فإن يقاتلوكم يُهْزَموا، ويهربوا مولِّين الأدبار، ثم لا ينصرون عليكم بأي حال.


    {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ}
    [آل عمران : 112]


    جعل اللّه الهوان والصغار أمرًا لازمًا
    لا يفارق اليهود، فهم أذلاء محتقرون أينما وُجِدوا،
    إلا بعهد من اللّه وعهد من الناس يأمنون به على أنفسهم وأموالهم، وذلك هو عقد الذمة لهم وإلزامهم أحكام الإسلام،
    ورجعوا بغضب من اللّه مستحقين له، وضُربت عليهم الذلَّة والمسكنة،
    فلا ترى اليهوديَّ إلا وعليه الخوف والرعب من أهل الإيمان؛
    ذلك الذي جعله اللّه عليهم بسبب كفرهم باللّه، وتجاوزهم حدوده، وقَتْلهم الأنبياء ظلمًا واعتداء،
    وما جرَّأهم على هذا إلا ارتكابهم للمعاصي، وتجاوزهم حدود اللّه.


    {۞ لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} [آل عمران : 113]


    ليس أهل الكتاب متساوين:
    فمنهم جماعة مستقيمة على أمر اللّه مؤمنة برسوله محمد صلى اللّه عليه وسلم، يقومون الليل مرتلين آيات القرآن الكريم، مقبلين على مناجاة اللّه في صلواتهم.


    {يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ}
    [آل عمران : 114]


    يؤمنون باللّه واليوم الآخر، ويأمرون بالخير كله، وينهون عن الشر كلِّه، ويبادرون إلى فعل الخيرات،
    وأولئك مِن عباد اللّه الصالحين.


    {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ}
    [آل عمران : 115]


    وأيُّ عمل قلَّ أو كَثُر من أعمال الخير تعمله هذه الطائفة المؤمنة فلن يضيع عند اللّه، بل يُشكر لهم، ويجازون عليه. واللّه عليم بالمتقين الذين فعلوا الخيرات وابتعدوا عن المحرمات؛ ابتغاء رضوان اللّه، وطلبًا لثوابه.
    ______


    تم تفسير الصفحة ولله الحمد
    اللهم اجعل القرآن الكريم
    ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا وذهاب همنا وغمنا وشفاء لأمراضنا
    وذكرنا منه مانسينا وعلمنا منه ماجهلنا
    وارزقنا تلاوته على النحو الذي يرضيك عنا
    واجعله شفيعا لنا يوم القيامة
    وحجة لنا لا علينا
    يا أكرم الأكرمين
    ⭐🌹🕌🌹⭐
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #16

    رد: مختارات من تفسير البغوي/ال عمران

    🌹🕌🕋🕌🌹
    ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
    من سورة آل عمران
    من الآية 116 إلى الآية 121


    يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
    بعد
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


    {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۚ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
    [ سورة آل عمران : الآية 116]


    إن الذين كفروا بآيات اللّه، وكذبوا رسله، لن تدفع عنهم أموالهم ولا أولادهم شيئًا من عذاب اللّه في الدنيا ولا في الآخرة، وأولئك أصحاب النار الملازمون لها، لا يخرجون منها.


    {مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَٰذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ ۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَٰكِنْ أَنفُسَهُمْ
    يَظْلِمُونَ}
    [آل عمران : 117]


    مَثَلُ ما ينفق الكافرون في وجوه الخير في هذه الحياة الدنيا وما يؤملونه من ثواب، كمثل ريح فيها برد شديد هَبَّتْ على زرع قوم كانوا يرجون خيره، وبسبب ذنوبهم لم تُبْقِ الريح منه شيئًا.
    وهؤلاء الكافرون لا يجدون في الآخرة ثوابًا،
    وما ظلمهم اللّه بذلك، ولكنهم ظلموا أنفسهم بكفرهم وعصيانهم.


    {يَا أَيُّهَاو الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ}
    [آل عمران : 118]


    يا أيها الذين صدَّقوا اللّه ورسوله وعملوا بشرعه، لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين، تُطْلعونهم على أسراركم،
    فهؤلاء لا يَفْتُرون عن إفساد حالكم،
    وهم يفرحون بما يصيبكم من ضرر ومكروه،
    وقد ظهرت شدة البغض في كلامهم، وما تخفي صدورهم من العداوة لكم أكبر وأعظم.
    قد بيَّنَّا لكم البراهين والحجج، لتتعظوا وتحذروا،
    إن كنتم تعقلون عن اللّه مواعظه وأمره ونهيه.


    {هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}
    [آل عمران : 119]


    ها هو ذا الدليل على خطئكم في محبتهم، فأنتم تحبونهم وتحسنون إليهم، وهم لا يحبونكم ويحملون
    لكم العداوة والبغضاء،
    وأنتم تؤمنون بالكتب المنزلة كلها ومنها كتابهم، وهم لا يؤمنون بكتابكم، فكيف تحبونهم؟
    وإذا لقوكم قالوا -نفاقًا-:
    آمنَّا وصدَّقْنا، وإذا خلا بعضهم إلى بعض بدا عليهم الغم والحزن،
    فعَضُّوا أطراف أصابعهم من شدة الغضب، لما يرون من ألفة المسلمين واجتماع كلمتهم، وإعزاز الإسلام، وإذلالهم به.
    قل لهم -أيها الرسول-:
    موتوا بشدة غضبكم.
    إن اللّه مطَّلِع على ما تخفي الصدور، وسيجازي كلا على ما قدَّم مِن خير أو شر.


    {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}
    [آل عمران : 120]


    ومن عداوة هؤلاء أنكم
    -أيها المؤمنون- إن نزل بكم أمرٌ حسن مِن نصر وغنيمة ظهرت عليهم الكآبة والحزن،
    وإن وقع بكم مكروه من هزيمة أو نقص في الأموال والأنفس والثمرات فرحوا بذلك،
    وإن تصبروا على ما أصابكم، وتتقوا اللّه فيما أمركم به ونهاكم عنه،
    لا يضركم أذى مكرهم.
    واللّه بجميع ما يعمل هؤلاء الكفار من الفساد محيط، وسيجازيهم على ذلك.


    {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
    [آل عمران : 121]


    واذكر -أيها الرسول- حين خَرَجْتَ من بيتك لابسًا عُدَّة الحرب، تنظم صفوف أصحابك، وتُنْزِل كل واحد في منزله للقاء المشركين في غزوة "أُحُد".
    واللّه سميع لأقوالكم، عليم بأفعالكم.
    ______


    تم تفسير الصفحة ولله الحمد
    اللهم اجعل القرآن الكريم
    ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا وذهاب همنا وغمنا وشفاء لأمراضنا
    وذكرنا منه مانسينا وعلمنا منه ماجهلنا
    وارزقنا تلاوته على النحو الذي يرضيك عنا
    واجعله شفيعا لنا يوم القيامة
    وحجة لنا لا علينا
    يا أكرم الأكرمين
    ⭐🌹🕌🌹⭐⁠⁠⁠⁠
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  7. #17

    رد: مختارات من تفسير البغوي/ال عمران

    🌹🕌🕋🕌🌹
    ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
    من سورة آل عمران
    من الآية 122 إلى الآية 132


    يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
    بعد
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


    {إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}
    [ سورة آل عمران : الآية 122 ]


    اذكر -أيها الرسول- ما كان من أمر بني سَلِمة وبني حارثة حين حدثتهم أنفسهم بالرجوع مع زعيمهم المنافق عبد اللّه بن أُبيٍّ؛ خوفًا من لقاء العدو، ولكن اللّه عصمهم وحفظهم،
    فساروا معك متوكلين على اللّه. وعلى اللّه وحده فليتوكل المؤمنون.


    {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
    [آل عمران : 123]


    ولقد نصركم اللّه -أيها المؤمنون- بـ "بدر" على أعدائكم المشركين مع قلة عَدَدكم وعُدَدكم،
    فخافوا اللّه بفعل أوامره واجتناب نواهيه؛ لعلكم تشكرون له نعمه.


    {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ}
    [آل عمران : 124]


    اذكر -أيها الرسول- ما كان من أمر أصحابك في "بدر" حين شقَّ عليهم أن يأتي مَدَد للمشركين، فأوحينا إليك أن تقول لهم:
    ألن تكفيكم معونة ربكم بأن يمدكم بثلاثة آلاف من الملائكة مُنْزَلين من السماء إلى أرض المعركة، يثبتونكم، ويقاتلون معكم؟


    {بَلَىٰ ۚ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ}
    [آل عمران : 125]


    بلى يكفيكم هذا المَدَد.
    وبشارة أخرى لكم:
    إن تصبروا على لقاء العدو وتتقوا اللّه بفِعْل ما أمركم به واجتناب ما نهاكم عنه، ويأت كفار "مكة" على الفور مسرعين لقتالكم، يظنون أنهم يستأصلونكم،
    فإن اللّه يمدكم بخمسة آلاف من الملائكة مسوِّمين أي:
    قد أعلموا أنفسهم وخيولهم بعلامات واضحات.


    {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}
    [آل عمران : 126]


    وما جعل اللّه هذا الإمداد بالملائكة
    إلا بشرى لكم يبشركم بها ولتطمئن قلوبكم، وتطيب بوعد اللّه لكم.
    وما النصر إلا من عند اللّه
    العزيز الذي لا يغالَب،
    الحكيم في تدبيره وفعله.


    {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُوا خَائِبِينَ}
    [آل عمران : 127]


    وكان نصر اللّه لكم بـ "بدر"
    ليهلك فريقًا من الكفار بالقتل،
    ومن نجا منهم من القتل رجع حزينًا قد ضاقت عليه نفسه، يَظْهر عليه الخزي والعار.


    {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}
    [آل عمران : 128]


    ليس لك -أيها الرسول- من أمر العباد شيء، بل الأمر كله لله تعالى وحده لا شريك له، ولعل بعض هؤلاء الذين قاتلوك تنشرح صدورهم للإسلام فيسلموا، فيتوب اللّه عليهم.
    ومن بقي على كفره يعذبه اللّه في الدنيا والآخرة بسبب ظلمه وبغيه.


    {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
    [آل عمران : 129]


    ولله وحده ما في السموات وما في الأرض، يغفر لمن يشاء من عباده برحمته، ويعذب من يشاء بعدله. واللّه غفور لذنوب عباده، رحيم بهم.


    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
    [آل عمران : 130]


    يا أيها الذين صدّقوا اللّه ورسوله وعملوا بشرعه احذروا الربا بجميع أنواعه،
    ولا تأخذوا في القرض زيادة على رؤوس أموالكم وإن قلَّت،
    فكيف إذا كانت هذه الزيادة تتضاعف كلما حان موعد سداد الدين؟
    واتقوا اللّه بالتزام شرعه؛
    لتفوزوا في الدنيا والآخرة.


    {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}
    [آل عمران : 131]


    اجعلوا لأنفسكم وقاية بينكم وبين النار التي هُيِّئت للكافرين.


    {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
    [آل عمران : 132]


    وأطيعوا اللّه -أيها المؤمنون-
    فيما أمركم به من الطاعات وفيما نهاكم عنه من أكل الربا وغيره من الأشياء، وأطيعوا الرسول؛
    لترحموا، فلا تعذبوا.
    ______


    تم تفسير الصفحة ولله الحمد
    اللهم اجعل القرآن الكريم
    ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا وذهاب همنا وغمنا وشفاء لأمراضنا
    وذكرنا منه مانسينا وعلمنا منه ماجهلنا
    وارزقنا تلاوته على النحو الذي يرضيك عنا
    واجعله شفيعا لنا يوم القيامة
    وحجة لنا لا علينا
    يا أكرم الأكرمين
    ⭐🌹🕌🌹⭐
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  8. #18

    رد: مختارات من تفسير البغوي/ال عمران

    🌹🕌🕋🕌🌹
    ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
    من سورة آل عمران
    من الآية 133 إلى الآية 140


    يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
    بعد
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


    {۞ وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}
    [ سورة آل عمران : الآية 133 ]


    وبادروا بطاعتكم لله ورسوله لاغتنام مغفرة عظيمة من ربكم وجنة واسعة، عرضها السموات والأرض، أعدها اللّه للمتقين.


    {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
    [آل عمران : 134]


    الذين ينفقون أموالهم في اليسر والعسر،
    والذين يمسكون ما في أنفسهم من الغيظ بالصبر،
    وإذا قَدَروا عَفَوا عمَّن ظلمهم.
    وهذا هو الإحسان الذي يحب اللّه أصحابه.


    {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
    [آل عمران : 135]

    والذين إذا ارتكبوا ذنبًا كبيرًا
    أو ظلموا أنفسهم بارتكاب ما دونه، ذكروا وعد اللّه ووعيده فلجأوا إلى ربهم تائبين،
    يطلبون منه أن يغفر لهم ذنوبهم،
    وهم موقنون أنه لا يغفر الذنوب
    إلا اللّه،
    فهم لذلك لا يقيمون على معصية، وهم يعلمون أنهم إن تابوا تاب اللّه عليهم.


    {أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}
    [آل عمران : 136]


    أولئك الموصوفون بتلك الصفات العظيمة جزاؤهم أن يستر اللّه ذنوبهم،
    ولهم جنات تجري من تحت أشجارها وقصورها المياه العذبة،
    خالدين فيها لا يخرجون منها أبدًا. ونِعْمَ أجر العاملين المغفرة والجنة.


    {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [آل عمران : 137]


    يخاطب اللّه المؤمنين لـمَّا أُصيبوا يوم "أُحد" تعزية لهم بأنه قد مضت من قبلكم أمم، ابتُلي المؤمنون منهم بقتال الكافرين فكانت العاقبة لهم، فسيروا في الأرض معتبرين بما آل إليه أمر أولئك المكذبين باللّه ورسله.


    {هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ} [آل عمران : 138]


    هذا القرآن بيان وإرشاد إلى طريق الحق، وتذكير تخشع له قلوب المتقين،
    وهم الذين يخشون اللّه، وخُصُّوا بذلك؛ لأنهم هم المنتفعون به دون غيرهم.


    {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
    [آل عمران : 139]


    ولا تضْعُفوا -أيها المؤمنون-
    عن قتال عدوكم،
    ولا تحزنوا لما أصابكم في "أُحد"، وأنتم الغالبون والعاقبة لكم، إن كنتم مصدقين باللّه ورسوله متَّبعين شرعه.


    {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}
    [ سورةآل عمران : الآية 140]


    إن أصابتكم -أيها المؤمنون- جراح أو قتل في غزوة "أُحد" فحزنتم لذلك، فقد أصاب المشركين جراح وقتل مثل ذلك في غزوة "بدر".
    وتلك الأيام يُصَرِّفها اللّه بين الناس، نصر مرة وهزيمة أخرى، لما في ذلك من الحكمة،
    حتى يظهر ما علمه اللّه في الأزل ليميز اللّه المؤمن الصادق مِن غيره، ويُكْرِمَ أقوامًا منكم بالشهادة.
    واللّه لا يحب الذين ظلموا أنفسهم، وقعدوا عن القتال في سبيله.
    ______


    تم تفسير الصفحة ولله الحمد
    اللهم اجعل القرآن الكريم
    ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا وذهاب همنا وغمنا وشفاء لأمراضنا
    وذكرنا منه مانسينا وعلمنا منه ماجهلنا
    وارزقنا تلاوته على النحو الذي يرضيك عنا
    واجعله شفيعا لنا يوم القيامة
    وحجة لنا لا علينا
    يا أكرم الأكرمين
    ⭐🌹🕌🌹⭐
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  9. #19

    رد: مختارات من تفسير البغوي/ال عمران

    🌹🕌🕋🕌🌹
    ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
    من سورة آل عمران
    من الآية 141 إلى الآية 148


    يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
    بعد
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


    {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ}
    [ سورة آل عمران : الآية 141 ]


    وهذه الهزيمة التي وقعت في "أُحد" كانت اختبارًا وتصفية للمؤمنين، وتخليصًا لهم من المنافقين وهلاكًا للكافرين.


    {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}
    [آل عمران : 142]


    يا أصحاب محمد -صلى اللّه عليه وسلم- أظننتم أن تدخلوا الجنة، ولم تُبْتَلوا بالقتال والشدائد؟
    لا يحصل لكم دخولها حتى تُبْتلوا، ويعلم اللّه -علما ظاهرا للخلق- المجاهدين منكم في سبيله، والصابرين على مقاومة الأعداء.


    {وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ}
    [آل عمران : 143]


    ولقد كنتم -أيها المؤمنون- قبل غزوة "أُحد" تتمنون لقاء العدو؛ لتنالوا شرف الجهاد والاستشهاد في سبيل اللّه الذي حَظِي به إخوانكم في غزوة "بدر"،
    فها هو ذا قد حصل لكم الذي تمنيتموه وطلبتموه،
    فدونكم فقاتلوا وصابروا.


    {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران : 144]


    وما محمد إلا رسول من جنس الرسل الذين قبله يبلغ رسالة ربه. أفإن مات بانقضاء أجله أو قُتِل كما أشاعه الأعداء رجعتم عن دينكم،، تركتم ما جاءكم به نبيكم؟
    ومن يرجِعُ منكم عن دينه فلن يضر اللّه شيئًا،
    إنما يضر نفسه ضررًا عظيمًا.
    أما مَن ثبت على الإيمان وشكر ربه على نعمة الإسلام، فإن اللّه يجزيه أحسن الجزاء.


    {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ۗ وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ}
    [آل عمران : 145]


    لن يموت أحد إلا بإذن اللّه وقدره وحتى يستوفي المدة التي قدرها اللّه له كتابًا مؤجَّلا.
    ومن يطلب بعمله عَرَض الدنيا، نعطه ما قسمناه له من رزق، ولا حظَّ له في الآخرة،
    ومن يطلب بعمله الجزاء من اللّه في الآخرة نمنحه ما طلبه، ونؤته جزاءه وافرًا مع ما لَه في الدنيا من رزق مقسوم، فهذا قد شَكَرَنا بطاعته وجهاده، وسنجزي الشاكرين خيرًا.


    {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}
    [آل عمران : 146]


    كثير من الأنبياء السابقين قاتل معهم جموع كثيرة من أصحابهم، فما ضعفوا لِمَا نزل بهم من جروح أو قتل؛ لأن ذلك في سبيل ربهم،
    وما عَجَزوا، ولا خضعوا لعدوهم،
    إنما صبروا على ما أصابهم.
    واللّه يحب الصابرين.


    {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
    [آل عمران : 147]


    وما كان قول هؤلاء الصابرين إلا أن قالوا:
    ربنا اغفر لنا ذنوبنا، وما وقع منا مِن تجاوزٍ في أمر ديننا، وثبِّت أقدامنا حتى لا نفرَّ من قتال عدونا،
    وانصرنا على مَن جحد وحدانيتك ونبوة أنبيائك.


    {فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
    [سورة آل عمران : الآية 148]


    فأعطى اللّه أولئك الصابرين جزاءهم في الدنيا بالنصر على أعدائهم، وبالتمكين لهم في الأرض، وبالجزاء الحسن العظيم في الآخرة، وهو جنات النعيم. واللّه يحب كلَّ مَن أحسن عبادته لربه ومعاملته لخلقه.
    ______


    تم تفسير الصفحة ولله الحمد
    اللهم اجعل القرآن الكريم
    ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا وذهاب همنا وغمنا وشفاء لأمراضنا
    وذكرنا منه مانسينا وعلمنا منه ماجهلنا
    وارزقنا تلاوته على النحو الذي يرضيك عنا
    واجعله شفيعا لنا يوم القيامة
    وحجة لنا لا علينا
    يا أكرم الأكرمين
    ⭐🌹🕌🌹⭐
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  10. #20

    رد: مختارات من تفسير البغوي/ال عمران

    🌹🕌🕋🕌🌹
    ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )


    من سورة آل عمران
    من الآية 149 إلى الآية 153


    يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
    بعد
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ}
    [ سورة آل عمران : الآية 149 ]


    يا أيها الذين صدَّقوا اللّه ورسوله وعملوا بشرعه، إن تطيعوا الذين جحدوا ألوهيتي، ولم يؤمنوا برسلي من اليهود والنصارى والمنافقين والمشركين فيما يأمرونكم به وينهونكم عنه، يضلوكم عن طريق الحق، وترتدُّوا عن دينكم، فتعودوا بالخسران المبين والهلاك المحقق.


    {بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ ۖ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ}
    [آل عمران : 150]


    إنهم لن ينصروكم، بل اللّه ناصركم، وهو خير ناصر، فلا يحتاج معه إلى نصرة أحد.


    {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ۖ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۚ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ}
    [آل عمران : 151]


    سنقذف في قلوب الذين كفروا أشدَّ الفزع والخوف بسبب إشراكهم باللّه آلهة مزعومة، ليس لهم دليل أو برهان على استحقاقها للعبادة مع اللّه، فحالتهم في الدنيا:
    رعب وهلع من المؤمنين،
    أما مكانهم في الآخرة الذي يأوون إليه فهو النار؛ وذلك بسبب ظلمهم وعدوانهم، وساء هذا المقام مقامًا لهم.


    {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ۖ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}
    [آل عمران : 152]


    ولقد حقق اللّه لكم ما وعدكم به من نصر، حين كنتم تقتلون الكفار في غزوة "أُحد" بإذنه تعالى، حتى إذا جَبُنتم وضعفتم عن القتال واختلفتم: هل تبقون في مواقعكم أو تتركونها لجمع الغنانم مع مَن يجمعها؟ وعصيتم أمر رسولكم حين أمركم ألا تفارفوا أماكنكم بأي حال،
    حلَّت بكم الهزيمة من بعد ما أراكم ما تحبون من النصر،
    وتبيَّن أن منكم مَن يريد الغنائم،
    وأن منكم مَن يطلب الآخرة وثوابها، ثم صرف اللّه وجوهكم عن عدوكم؛ ليختبركم، وقد علم اللّه ندمكم وتوبتكم فعفا عنكم،
    واللّه ذو فضل عظيم على المؤمنين.


    {۞ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَىٰ أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِّكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ ۗ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [آل عمران : 153]


    اذكروا -يا أصحاب محمد- ما كان مِن أمركم حين أخذتم تصعدون الجبل هاربين من أعدائكم، ولا تلتفتون إلى أحد لِمَا اعتراكم من الدهشة والخوفز والرعب، ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثابت في الميدان يناديكم من خلفكم قائلا إليَّ عبادَ اللّه، وأنتم لا تسمعون ولا تنظرون، فكان جزاؤكم أن أنزل اللّه بكم ألمًا وضيقًا وغمًّا؛ لكي لا تحزنوا على ما فاتكم من نصر وغنيمة، ولا ما حلَّ بكم من خوف وهزيمة. واللّه خبير بجميع أعمالكم، لا يخفى عليه منها شيء.
    ______


    تم تفسير الصفحة ولله الحمد
    اللهم اجعل القرآن الكريم
    ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا وذهاب همنا وغمنا وشفاء لأمراضنا
    وذكرنا منه مانسينا وعلمنا منه ماجهلنا
    وارزقنا تلاوته على النحو الذي يرضيك عنا
    واجعله شفيعا لنا يوم القيامة
    وحجة لنا لا علينا
    يا أكرم الأكرمين
    ⭐🌹🕌🌹⭐
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مختارات من تفسير البغوي/سورة الأعراف
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 06-07-2017, 07:09 AM
  2. مختارات من تفسير البغوي/سورة الأنعام
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 05-21-2017, 03:06 PM
  3. مختارات من تفسير البغوي/سورة المائدة
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 04-25-2017, 10:27 AM
  4. مختارات من تفسير البغوي/سورة النساء
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 04-14-2017, 07:56 PM
  5. مختارات من تفسير البغوي/البقرة
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 49
    آخر مشاركة: 03-25-2017, 04:50 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •