نشكر أستاذنا عبد الفتاح الفاضل
لكن اسمح لي أن أبدي بعض الملاحظات حول المقالة الأولى والرد على الأخت ريما الخاني
أما المقالة الأولى : فهل تقصد بالمنهج التكاملي تلك المحاولات التي حاولها بعض النقاد العرب كعبد المالك مرتاض عندنا وعبد الله محمد الغذامي في السعودية وغيرهم ، من تركيب منهجي عند تحليل النصوص ، محاولة منهم لسبر أغوار النص الادبي ، وتجلية مكامنه ، والنفاذ لأغواره ، ومنهم من يدعو إلى منهج النقد الثقافي الذي لا يلتزم بأي منهج محدد ، من المناهج النقدية الحديثة .ويرونها غير شاملة ولا تحيط بكل خبايا النص ، وأنا هنا أعتقدحسب تجربتي المتواضعة ، أن النقاد العرب لم يتمثلوا المناهج النقدية الوافدة من الغرب بصفة شاملة وكاملة ودقيقة ، وإن كان جل اهتمامهم تقريبها أو لنقل الترجمة الحرفية لتنظيرات الغربيين للقارىء العربي ، وهنا نجد الإختلاف في المصطلحات ، وربما الرؤى التي ينطلقون منها .
كما أن التنظير المختلف عليه إن لم يلحقه التطبيق الإجرائي ، يجعل هذه المناهج تبدو عقيمة ، طالما كان التعامل معها مختزلا.
أما النصوص فأعتقد أنه ينظر لطبيعتها ، فهناك نصوص تستجيب لمنج ما وتمتنع على آخر .
أما المداخلة الثانية : فأحصرها في النظرة الفردانية للذات العربية التي تأبى الإجتماع والعمل في فريق ، ومن هنا كان عدم اكتمال النظريات العربية القديمة ، التي لو كتب لها التطور بالتواصل العلمي بين النقاد ، وأكمل اللاحق مجهود السابق ، لكنا اليوم أمام نظرية عربية متطورة قد تسبق جهود الغربيين . ولنضرب المثل بجهود عبد القاهر الجرجاني وجهود فردينان دي سوسير
فالأول أبدع وقدم الأرضية ، لكن لم يكن له تلاميذ يواصلون مسيرته فتوقفت جهوده عند نظرية النظم ، ولم يزد عليها إلا شرحا أو محولة تفسير سطحية من النقاد العرب الذين أتوا بعده .
بينما دي سوسير أكمل طلابه وتلامذته المسيرة ، بل كتبوا حتى محاظراته وطبعوها بعد موته ، ولولا جهودهم التواصلية وانتظامهم في العمل الجماعي ، لكان لجهود دي سوسير أن تدخل عالم النسيان والعتمة كما دخلت الكثير من الجهود العربية .
ومن هنا مشكلة النقد العربي هي انعدام العمل الجماعي التواصلي ، وعدم انتظام الجهود وتكاملها ، أي يبدأ اللاحق من حيث انتهى السابق ، وماتزال الروح الفردية تطبع حتى المحاولات العربية في الأخذ عن الغرب ، ومن هنا سجل الجميع غربة النقد العربي المستقى من الغرب بمختلف مناهجه ومدارسه ، ولذا نرى العودة للإستلهام من التراث محاورة واستدعاءً وتوظيفاً ،لكنها محاولات تبقى رغم كل هذا مختزلة متفرقة غير مشمولة بخطة عمل جماعي .
تحياتي الأخوية
والسلام عليكم