الأخ الفاضل عثمان آل غفار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكركم جزيل الشكر على هذه المداخلات المفيدة والرائعة. وردا على التساؤلات التي طرحتها نقول والله أعلم:
العَارِبَة قبائِلُ بادت ودرست آثارُها كعادٍ وثَمودٍ وطَسْمٍ وجَدِيس وهم العرب البائِدَةُ
أما العَرَب العارِبة فهم الصُّرحاءُ الخُلَّص الذين تكلَّموا بلسان يعرُب بن قحْطان
أما العرب المستعربة فهم العرب المنحدرة من صلب إسماعيل عليه السلام وتسمى بالعرب العدنانية. (1)
صنّف معظم علماء الأنساب والإخباريين الشعوب العربية في طبقتين بائدة وباقية(2) ويشتهر القول بأن العرب الباقية قسمان عرب عاربة وعرب مستعربة وهو قول إصطلاحي ومن أوائل من قال به إبن الكلبي ودرج عليه من صنف بعده في التاريخ والأنساب والسيرة وعلى قول جمهرة أنساب العرب وكتاب العرب العاربة والمستعربة للمؤرخ أحمد زكي سوسة وتاريخ العبر وديوان المبتدأ والخبر إبن خلدون وكتاب البيت العراقي عبدالحكيم الكعبي وكتاب الأنساب للهمداني وتاريخ أبي الفداء وكتاب الأيام النظرة في شرح السيرة العطرة الشيخ صالح بن عواد المغامسي وكما ورد في العهد القديم وغيرها. فالعاربة هم المجموعة القحطانية الصُّرحاءُ الخُلَّص الذين تكلَّموا بلسان يعرُب بن قحْطان جدهم الأكبر وهم العرب الأولى الذي فهمهم الله اللغة العربية إبتداءا فتكلموا بها فقيل لهم عاربة. وأما بمعنى الراسخة في العروبية كما يقال ليل لائل وعليه ينطبق كلام الجوهري: وقد يقال فيهم العرب العرباء. وأما بمعنى الفاعلة للعروبية والمبتدعة لها لما كانت أول من تكلم بها.
وحسب إعتقادنا أنها تسميات حديثة سياسية يراد بها التفريق بين العرب ومنهم من يرى أن العرب العاربة هم أبناء اسماعيل بن ابراهيم الخليل عليهما السلام ومنهم بني قحطان على أصح الأقوال لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : لخزاعة التي انخزعت من إخوانها الأزد الغساسنة إلى مكة بعد إنهدام سد مأرب ( أرموا بني اسماعيل فإن أبيكم كان راميا).
وقد أخرج الطبراني في المعجم الأوسط عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله حين خلق الخلق بعث جبريل فقسم الناس قسمين فقسم العرب قسما وقسم العجم قسما وكانت خيرة الله في العرب ثم قسم العرب قسمين فقسم اليمن قسما وقسم مضر قسما وقسم قريشا قسما وكانت خيرة الله في قريش ثم أخرجني من خير ما أنا منه).
وقد جاء في كتاب تاريخ العرب السياسي قبل الإسلام للدكتور علي معطي ص 96: وإذا جاز لنا أن نقبل تقسيم العرب إلى عرب بائدة وعرب باقية على إعتبار أن ذلك واقع ملموس ومعروف لدى جميع الخبراء والعلماء ولدى العامة أيضا إلا أنه لا نجد مبرراً في إطلاق وصف عرب خلص على قسم من العرب, وعرب غير خلص على قسم آخر خصوصاً وأن جميع المصادر ترجع أصل جميع العرب بشقيهم البائدة والباقية إلى سام بن نوح.
لقد أظهرت الدراسات الحديثة بتحليل الحمض الننوي أن القحطانيين والعدنانيين ينتمون إلى إسماعيل عليه السلام أو إلى جد قريب منه. للمزيد أنظر كتابنا البصمة الوراثية وعلاقتها بالأنساب..
مغ فائق شكرنا واحترمانا
1- الشيخ صفي الرحمن المبارك مقدمة كتابه الرحيق المختوم
2- الطبري أبو جعفر محمد بن جرير1960/ تاريخ الرسل والملوك ج1القاهرة مصر دار المعارف ص618–626 تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم
أخوكم المؤرخ والمحقق حسون حسن الشيخ علي