و لأبي الحسن بن فضل قصيدة تصور نزهة نهرية قام بها مع رفاقه حيث ركبوا زورقا أوصلهم إلى جنة الجسر بشنتبوس ، يقول فيها
...............
سرنا على اسم الله فوق نهر
تفنن الحســــن به تفنـــــــنــا
و تحــــتنا حـــــاملة محمولة
تحملها دأبا لكـــي تحمــــلنا
كم ملعب بين الحمى و ملعب
جزنا بها كالبرق أو جازت بنا
حتى وصلنا جنة الجسر التي
تحوي الجمال أظهرا و أبطنا
فالحمد لله الذي أذهب عن
نفوسنا في شنتبوس الحزنا
ما فاتنا لما بدا جمـــالها
كل جمال قبلـــها قد فتنا
فكم لنا ما بينها من مسمع
و منظر و معشق، و كم لنا
.......................
و في وصف روضة في إطار حديث الشاعر عن الحنين إلى لقاء أحبابه قول صفوان بن إدريس
.......................
هل نلتقي في روضة موشية
خفاقة الأغصان و الأفياء
في حيث أتلعت الغصون سوالفا
قد قلدت بلآليء الأنــــــــــداء
و بدت ثغور الياسمين فقبلت
عني عذار الآسة المــــيساء
و الورد في شط الخليج كأنه
رمد ألم بمقـــــــــلة زرقاء
و كأن غضّ الزهر في خضر الربى
زهر النجوم تلوح بالخضراء
و كأنما جاء النسيم مبشرا
للروض يخبره بطول بقاء
فكساه خلعه طيبه و رمى له
بدراهم الأزهار رمي سخاء
و الغصن يرقص في حلي أوراقه
كالخود في موشية خضراء
و افتر ثغر الأقحوان بما رأى
طربا و قهقه منه جري الماء
.......................
و إلى مزيد بمشيئة الله
باقة جميلة من الشعر الأندلسي الذي يتسم برقة المعاني ودقة التصوير
شكراً لاختيارك