منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 7 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 68

الموضوع: حديث الأسبوع

العرض المتطور

  1. #1


    في أيام الجامعة افترى علينا أحد أصدقائنا حيثقال لنا: يمكنكم الأكل والشرب في وقت السحور حتى آخر كلمة في أذان الفجر، وأخذنابكلامه لأيام ولا أدري إن كان صيامنا صحيحا في تلك الأيام أم لا.

    سألت نفسي بالمنطق: كيف يجوز لنا أن نأكلونشرب حتى نهاية أذان الفجر ولكننا نفطر بمجرد بداية أذان المغرب ؟! ... وبمزيد منالبحث في تفاصيل الأمر من الناحية الشرعية وجدت ما يلي:

    شرعا: ذهب الجمهور إلى امتناع السُّحُور بطلوع الفجر , وهو قولالأئمَّة الأربعة , وعامَّة فُقَهَاء الأَمْصَار إلى أنه يلزم الصائمالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الصادق ، قال الله تعالى : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُالأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ )، فالعبرة بطلوع الفجر ، لا بالأذان.

    عن عائشة رضي الله عنها قالت: أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ بِلالا يُؤَذِّنُبِلَيْلٍ ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ) رواه البخاري ومسلم
    أما الحديث الآخر فهوحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمْ النِّدَاءَ وَالإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ فَلايَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ) وهو صحيح على شرط مسلم
    قال النووي رحمه الله في المجموع (6/333) : " وهذا -أي الحديثأبي هريرة أعلاه- إن صح محمول عند عوام أهل العلم على أنه صلى الله عليه وسلم علمأنه ينادي قبل طلوع الفجر بحيث يقع شربه قبيل طلوع الفجر . قال : وقوله : ( إذابزغ ) يحتمل أن يكون من كلام من دون أبي هريرة ، أو يكون خبراً عن الأذان الثاني ,ويكون قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمْ النِّدَاءَوَالإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ ) خبراً عن النداء الأول ، ليكون موافقا لحديث عائشة رضيالله عنها –الحديث الأول في هذا المقال- . قال : وعلى هذا تتفق الأخبار . وباللهالتوفيق " انتهى النقل

    إذا اللبس القائم هنا والذي يجب أن نتحقق منه هوما يقوله ابن عثيمين: فإذاكنت تعلم أن هذا المؤذن لا يؤذن إلا إذا طلع الفجر فأمسك بمجرد أذانه، أما إذا كانالمؤذن يؤذن بناء على ما يعرف من التوقيت -أي حسب التقاويم- ، أو بناء على ساعته فإنالأمر في هذا أهون .... انتهى النقل من ابن عثيمين.
    وهذا الأمر لا يختلف بين دولة ودولة فقط، بل بين مؤذن ومؤذن من مسجد لآخر، فلعلالمؤذن في المكان الذي أسكن فيه لا يؤذن إلا إذا طلع الفجر (فيجب علي أن أقطعالأكل والشرب بمجرد سماع أذانه) ولكن المؤذن في الحي الذي يعيش فيه صديقي فلانيؤذن حسب التقويم (أي أبكر بخمس دقائق تقريبا من طلوع الفجر) فجاز لصديقي الأكلوالشرب حتى انتهاء الأذان.
    بالمحصلة وهذا رأيي الشخصي: أمامكم أحد أمرين إما التأكد من منهج مؤذن حيكم أوالاحتياط في الصيام والصلاة:
    أي أن تحتاطوا فتمسكوا عن الطعام والشراب فور سماعالأذان ولا تصلوا إلا مع الإقامة لضمان صحة صيامكم و صلاتكم لأن الصلاة أيضا لاتصح إلا بدخول وقت الصلاة,

    والأمر المزعج حقا هو : أما آن لأمتنا أن تتفق على أمر دينها فتوحد المنهجية بينكل المؤذنين أي أن يؤذن جميعهم عند طلوع الفجر لا بالتقاويم الغير دقيقة أو أنيكلف جميعهم بعدم النظر إلى التقاويم بل بتحري الوقت كما كانوا يتحرونه سابقًا.

    وعلى ذكر هذه المسألة نذكر قصة طريفة حدثت مع إحدى الصحابة في تحري طلوع الفجرالذي عندما سمع قوله تعالى (حَتَّى يَتَبَيَّنَلَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) قام في الليل فأخذ خيطين أحدهما أسود والثاني أبيض وقيل (عقالاأبيض وعقالا أسود) وأخذ ينظر لهما وقتا طويلا يحاول انتظار حدوث شيء، وفياليوم التالي شرح ما حدث له للرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الحديث: عن عدي بنحاتم الطائي قال: يا رسولَ اللهِ، ما الخيطُ الأبيضُ من الخيطِ الأسودِ، أهما خيطان ؟ قال : "( إنك لعَريضُ القَفا إنأبصَرتَ الخَيطَينِ ) . ثم قال : ( لا، بل هو سوادُ الليل وبياضُ النهارِ)"رواه البخاري



    نذكركم أخيرا بزكاةالفطر، لا تنسوا إخراجها عاجلا غير آجل.



    هذا والله أعلم وصلىالله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، لا تنسوا إخوانكم في سوريا من صالح الدعاء



    وكل عام وأنتم بخير

  2. #2
    لكلمات الخمس

    عن الْحَارِثَالأَشْعَرِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلمقَالَ: "إِنَّ اللهَ أَمَرَيَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ ، أَنْ يَعْمَلَ بِهَا ، وَيَأْمُرَبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا ، وَإِنَّهُ كَادَ أَنْ يُبْطِئَ بِهَا، فَقَالَ عِيسَى : إِنَّ اللهَ أَمَرَكَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ لِتَعْمَلَبِهَا ، وَتَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا ، فَإِمَّا أَنْتَأْمُرَهُمْ ، وَإِمَّا أَنَا آمُرُهُمْ ، فَقَالَ يَحْيَى : أَخْشَى إِنْسَبَقْتَنِي بِهَا أَنْ يُخْسَفَ بِي، أَوْ أُعَذَّبَ ، فَجَمَعَ النَّاسَ فِيبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَامْتَلأَ الْمَسْجِدُ ، وَقَعَدُوا عَلَى الشُّرَفِ ،فَقَالَ : إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ أَعْمَلَ بِهِنَّ ،وَآمُرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ :
    أَوَّلُهُنَّ أَنْتَعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَإِنَّ مَثَلَ مَنْ أَشْرَكَبِاللهِ ، كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِذَهَبٍ ، أَوْوَرِقٍ ، فَقَالَ : هَذِهِ دَارِي ، وَهَذَا عَمَلِي ، فَاعْمَلْ وَأَدِّ إِلَيَّ، فَكَانَ يَعْمَلُ وَيُؤَدِّي إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ ، فَأَيُّكُمْ يَرْضَى أَنْيَكُونَ عَبْدُهُ كَذَلِكَ ؟

    وَإِنَّ اللهَأَمَرَكُمْ بِالصَّلاَةِ ، فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلاَ تَلْتَفِتُوا ، فَإِنَّاللهَ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ فِي صَلاَتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ ،
    وَآمُرُكُمْبِالصِّيَامِ ، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ فِي عِصَابَةٍ ، مَعَهُصُرَّةٌ فِيهَا مِسْكٌ ، فَكُلُّهُمْ يَعْجَبُ - أَوْ يُعْجِبُهُ - رِيحُهَا ،وَإِنَّ رِيحَ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ،

    وَآمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَسَرَهُ الْعَدُوُّ ، فَأَوْثَقُوايَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ ، وَقَدَّمُوهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ ، فَقَالَ : أَنَاأَفْدِيهِ مِنْكُمْ بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ ، فَفَدَى نَفْسَهُ مِنْهُمْ ،

    وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوااللهَ ، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ الْعَدُوُّ فِي أَثَرِهِسِرَاعًا ، حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ، كَذَلِكَ الْعَبْدُ لاَ يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلاَّ بِذِكْرِاللهِ.

    قَالَ النَّبِيُّ صلىالله عليه وسلم : وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ ، اللَّهُ أَمَرَنِي بِهِنَّ :السَّمْعُ ، وَالطَّاعَةُ ، وَالْجِهَادُ ، وَالْهِجْرَةُ ، وَالْجَمَاعَةُ ،فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ قِيدَ شِبْرٍ ، فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَالإِسْلاَمِ مِنْ عُنُقِهِ ، إِلاَّ أَنْ يَرْجِعَ ، وَمَنِ ادَّعَى دَعْوَىالْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَاللهِ ، وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ ؟ قَالَ : وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ ، فَادْعُوابِدَعْوَى اللهِ الَّذِي سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَاللهِ".
    رواه ابن عمرو الشيبانىفى الآحاد والمثانى وابن خزيمة فى صحيحه والطبرانى فى الكبير وفى مسند الشاميينوالحاكم فى المستدرك والبيهقى فى سننه والنسائى فى الكبرى وأخرجه الإمام أحمد فيمسنده، وقال الترمذي حديث حسن صحيح، وصححه كذلك الأرناؤوط والألباني رحمهم اللهجميعا.

    هذا حديث عظيم جليل منجوامع الكلم اشتمل على جملة من روائع
    الأخلاق وفضائل العبادات وأصول الخير لحفظ الفرد والجماعة وحري بالمسلم أن يتدبرهويتأمل معانيه ويتفكر بأمثاله ويحرص على العمل بما جاء فيه مما يقرب العبد إلى ربهويضمن له سعادة الدارين وإنه مما يعجب المرء منه كيف جُمِعَت فيه قصصالأنبياء وضرب الأمثال والترغيب والترهيب والوعظ والأمر والنهي وأصول العقيدةوالعبادة والسياسة الشرعية في ترتيب عجيب ونظم فريد فسبحان من أوحى لعبده ما أوحىوالصلاة والسلام على من لا ينطق عن الهوى وإن بسط القول في شرح هذا الأثر أمرضروري إلا أنني سأكتفي بفوائد معدودة فيما يتعلق بالكلمات الخمس التيأمر يحيى عليه السلام بتبليغها مراعاة للمقام والحال لعل الله أن يبارك بالقليلوينفع باليسير.

    العمل بالعلم للداعيةقبل المدعو:
    العلم يوجب العمل ولاخير في علم لا يتبعه العمل والمعلم أولى الناس أن يعمل بعلمه لأنه في مقام القدوةومحال أن يتأسى المرء بقوَّال لا يُصدِّق عملُه قولَه وإن الله عز وجل قد أوحىلعبده ونبيه يحيى بن زكريا عليهما السلام بخمس كلمات لكي يعمل بهن في نفسه أولا ثمليبلغهن بني إسرائيل ثانيا وفي ذلك عبرة وموعظة لكل داعية انشغل بدعوة الخلق عننفسه وحمل الآخرين على الخير مهملا ذاته.

    عدل الله المطلق:
    إن الله لا يحابي أحدامن خلقه لا نبيًّا مرسلًا ولا مَلَكًا مُقرَّبًا وإن يحيى عليه الصلاة والسلام كادأن يبطئ بالبلاغ فعاجله الرب بالعتاب بالوحي إلى عيسى عليه السلام كما جاء في إحدىالروايات (( فأوحى الله عز وجل إلى عيسى إما يبلغهن أو تبلغهن )) فما كان من يحيىإلا أن سارع بالامتثال لئلا يقع عليه العذاب فإذا كان الأنبياء لا يأمنون من عذابالله وهم المصطفون الأخيار فكيف يأمنه غيرهم ممن يتخلف عن الطاعة ويتقحَّم فيالمعصية؟ (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أويصيبهم عذاب أليم ))

    التوحيد حق الله علىالعبيد:
    ما أروعه من مثل يظهرعظم جريمة الشرك بالله عز وجل فكل عاقل يستقبح ويستنكر فعل العبد أو الأجير الذيقدَّم له سيده كل ما يحتاج إليه من المال والمسكن والمطعم والمشرب وأسباب الراحةثم هو لا يعبأ بذلك ولا يرعى مصالح سيده وينشغل عنه برجل آخر جحودا ونكراناللمعروف فإذا كان هذا مستقبحا بين البشر فكيف بمن انصرف عن خالقه ومنشئه ومن يفتقرإليه في إيجاده بعد أن كان عدما وإمداده بما يضمن استمرار وجوده ليعبد معه غيرهويتوجه بالخوف والرجاء والرغبة والرهبة إلى من لا يملك له نفعا ولا ضرا بل هومربوب مخلوق لا يقدر على شيء البتة.
    إن لهذا المثلأثرا عظيما في إيقاظ العبد من الغفلة وإرساخ عقيدة توحيد الرب سبحانه بالعبادة دونسواه.

    الإقبال على الله:
    الصلاة صلة العبد بربهومعراج الروح في فضاء المناجاة فيجب على العبد أن ينقطع عن كل ما حوله عند صلاتهويُقبِل على ربه وهو واقف بين يديه متذللًا متخشعًا يرجو القرب والأجر أما من وقفمتلفتا وقلبه يجول في أودية الدنيا فليس له من صلاته إلا ما عقل منها وللشيطان مااختلس منها بالتفاته فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاةفقال: (( هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد )).

    الصائم حامل مسك:
    الصيام هو امتناعوإمساك عن شهوات الجسد الأرضية وكف للقلب والجوارح عن كل إثم وشر ومنكر وصفاء للنفسونقاء للروح فهذه الشهوات التي حبست وحظوظ النفس والجسد التي كبتت وصُرَّت تستحيلإلى مسك يعطر الروح لتكون ريح الصائم عند ربه أطيب من ريح المسك.

    صدقتك فداؤك:
    الأسير إن كان ذا مالافتدى نفسه ونجا من الذل والقهر أو ربما القتل وإن كان فقيرًا معدمًا بقي في أسرهيذوق أنواع العذاب حتى ينجيه الموت فإن كان لا يقدر على الفداء لأنه ضيَّعَ أموالهوثرواته بإسرافه وتبذيره فسوف يتجرع غصص الحسرات وكل من لم يدخر من سرائه لضرائهومن رخائه لشدته عضَّ على اليدين ندما والفَطِن من يدخر لآخرته من دنياه ويتقيالنار ولو بشقِّ تمرة.

    الذكر منجاة:
    ذكر الله حصن للعبد منأعدائه فبذكر الله يقوى على نفسه وشيطانه (( أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بيشفتاه)) وإن كان الله مع عبده فلن يجد الشيطان إليه سبيلًا.
    فاللهم ألهمنا ذكركوشكرك وحسن عبادتك واجعلنا من خيار عبادك العالمين العاملين الذين يدعون إليك علىبصيرة.

    الحديث مع الشرح عبارةعن مقالة بعنوان نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي الكلمات الخمس) تم تقديمها لجريدة واصللشهر صفر، بقلم صديقنا: رامي بنأحمد ذوالغنى -جزاه الله خيرا-، غير أن تخريج الحديث أعلاه اجتهدت به ولم يكن ضمنالمقال

  3. #3
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    فلسطين - رام الله
    المشاركات
    355
    إنتقاء مُسدّد أخي المهنّد :

    فهذه المنظومات الخماسيّة منظومات عزّ وسُؤدد، من اغترف من ينابيعها فقد ارتوى بالفكر المهذّب ، والشعورالمُشذّب ، والسلوك المُحبّب !

    تحيتي لك مودتي
    !

  4. #4
    ***********
    شكرا لمرورك الكريم دكتور عيد:
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    " أن رجلا قال : يا رسول الله ! إن لي قرابة . أصلهم ويقطعوني . وأحسن إليهم ويسيئون إلي . وأحلم عنهم ويجهلون علي .
    فقال " لئن كنت كما قلت ، فكأنما تسفهم المل . ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ، ما دمت على ذلك " رواه مسلم

    معاني الألفاظ من كتاب: صحيح مسلم بشرح النووي "مع إضافة معنى تسفهم"
    المل: الرماد الحار
    تسفهم : يعني تلقمهم إياه في أفواههم، وهو كناية عن أن هذا الرجل منتصر عليهم.
    الظهير : المعين ، والدافع لأذاهم
    يجهلون: أي يسيئون ، والجهل هنا القبيح من القول ، ومعناه كأنما تطعمهم الرماد الحار ، وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم ، ولا شيء على هذا المحسن ، بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته ، وإدخالهم الأذى عليه . وقيل : معناه إنك بالإحسان إليهم تخزيهم وتحقرهم في أنفسهم لكثرة إحسانك وقبيح فعلهم من الخزي والحقارة عند أنفسهم كمن يسف المل . وقيل : ذلك الذي يأكلونه من إحسانك كالمل يحرق أحشاءهم " .... انتهى النقل من شرح النووي

    من هم الأرحام؟
    الأرحام هم الأقارب من جهة الأم ومن جهة الأب، فالآباء والأمهات والأجداد والجدات أرحام، والأولاد وأولادهم من ذكور وإناث وأولاد البنات كلهم أرحام، وهكذا الإخوة والأخوات وأولادهم أرحام، وهكذا الأعمام والعمات والأخوال والخالات وأولادهم أرحام.
    أما أقارب زوجتك فهم أصهارٌ وليسوا بأرحام، وهكذا أقارب الزوج بالنسبة للزوجة أصهار، وليسوا بأرحام والإحسان إليهم والصلة بهم أمرٌ مطلوب، ولكنهم ليسوا كالأرحام.

    مناسبة ذكر الحديث في هذا الوقت:
    سمعت من بعض أصدقائي السوريين قطيعته لأرحامه السوريين ممن يؤيدون محتل سوريا: الطاغية بشار.
    فبحثت بالأمر لأجد أنه ليس هناك من مبرر أو أي حال من الأحوال يجوز فيه للمسلم قطع رحمه، إن قطيعة الرحم من أعظم السيئات، وصلتها من أعظم القربات والطاعات. يقول الله تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ {محمد: 22-23}.

    قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: هذا نهي عن الإفساد في الأرض عموماً وعن قطع الرحم خصوصاً، بل قد أمر الله تعالى بالإصلاح في الأرض وصلة الأرحام، وهو الإحسان إلى الأقارب في المقال والفعال وبذل الأموال.

    وفي الصحيحين واللفظ للبخاري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خلق الله الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فقال: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك، قالت: بلى يا رب، قال: فذلك لك"

    هذا والله أعلم والله الموفق.
    لا تنسوا إخوانكم في سوريا من صالح الدعاء
    أخوكم أبو رند

    --

  5. #5
    كان قد سألني شخص يبغض أهل الخليج لحسد في نفسه، لماذا يلبسون الأبيض من الثوب؟ هل ليعبروا عن نقاء نياتهم وصفاء قلوبهم كما يعبر عنها اللون الأبيض،
    فبحثت له عن إجابة وإذا بها أمر يحمل على الاستحباب أن يتخذ من الثياب ما لونه أبيض وإن كان كثيرا منهم ارتدوه كعادة ولم يعلموا بأنه مستحب.

    عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    "الْبسوا من ثيابكم البياض فإنها خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم"
    رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني في أحكام الجنائز

    هل هذا ينطبق على المرأة أيضا؟
    الحديث عام للرجل والمرأة ولكن بالنسبة للمرأة يجب مراعاة العرف السائد في البلد وعادة أهله، فمثلاً جرت عادة النساء في دول الخليج العربي أن يلبسن
    العباءات ذات اللون الأسود، فلا ينبغي أن تخرج امرأة بعباءة ذات لون مباين للأسود بدعوى أن الشارع لم ينص على السواد وجوباً.

    ماذا عن تخصيص لون لمناسبة لم يرد في أثر ولا أمر شرعي، كلبس السواد عند موت أحد ؟
    لبس السواد عند المصائب شعار باطل لا أصل له والإنسان عند المصيبة ينبغي أن يفعل ما جاء به الشرع فيقول:
    إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها . لأنه إذا قال ذلك بإيمان واحتساب فإن الله يأجره على ذلك ويبدله بخير منها

    منقول (بتصرف) للفائدة – أخوكم أبو رند

  6. #6
    قيل للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : من أكرمُ الناسِ ؟ قال : ( أكرمهم أتقاهم ) . قالوا : يا نبيَّ اللهِ ، ليس عن هذا نسألُكَ ، قال : ( فأكرمُ الناسِ يوسفُ نبيُّ اللهِ ، ابنُ نبيِّ اللهِ ، ابنُ نبيِّ اللهِ ، ابنُ خليلِ اللهِ ) . قالوا : ليس عن هذا نسألكَ ، قال : ( فعن معادنِ العربِ تسألونني ) . قالوا : نعم ، قال : فخياركم في الجاهليةِ خياركم في الإسلامِ ، إذا فَقِهُوا ) .

  7. #7
    عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : ( لَنْ يُنْجِيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ ) قَالَ رَجُلٌ : وَلاَ إِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ( وَلاَ إِيَّايَ إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وفضل) . رواه مسلم ( 2816 )
    والبخاري بإضافة لفظ ( 6463) الحديث .... إلا أن يتغمدني الله برحمة ،سددوا وقاربوا ، واغدوا وروحوا ، وشيء من الدلجة ، والقصد القصد تبلغوا
    وننبه إلى حديث مشهور ومتناقل بين الناس عن ذلك العبد الذي عبد ربه خمسمائة سنة والذي قبض وهو ساجد ثم يجادل الله حينما قال الله أدخلوه الجنة برحمتي فيقول له بعملي .... الحديث، وهو حديث ضعيف ، ويستعاض عند ذكر الحكم بالحديث أعلاه.


    معاني ألفاظ الحديث:
    (يتغمدني) يلبسني ويسترني
    (سددوا) أي: سددوا علي الإصابة، أي: احرصوا علي أن تكون أعمالكم مصيبة للحق بقدر المستطاع
    (وقاربوا) المقاربة تعني القصد الذي لا غلو فيه ولا تقصير
    (واغدوا) من الغدو وهو السير أول النهار
    ( وروحوا) من الرواح وهو السير في النصف الثاني من النهار-
    (وشيء من الدلجة)السير آخر الليل
    ( والقصدَ القصدَ) الزموا الوسط المعتدل في الأمور
    (تبلغوا) مقصدكم وبغيتكم
    دخول الجنة برحمة الله تعالى و لا يدخل أحدٌ الجنة بعمله : لأنه ليس ثمة عمل يقوم به العبد – ولو عظُم – يبلغ أن يكون ثمناً لدخوله الجنة ، فسلعة الله غالية.
    لكنْ للعمل فائدتان مهمتان : أنه يحصِّل به الرحمة التي تكون سبباً لدخول الجنة و أن المنازل تتفاوت في الجنة بحسب الأعمال .


    قال ابن بطال – رحمه الله - :
    فإن قال قائل : فإن قوله صلى الله عليه وسلم : ( لن يدخل أحدكم عمله الجنة ) يعارض قوله تعالى : ( وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) الزخرف/ 72 ، قيل : ليس كما توهمتَ ، ومعنى الحديث غير معنى الآية ، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث أنه لا يستحق أحد دخول الجنة بعمله ، وإنما يدخلها العباد برحمة الله ، وأخبر الله تعالى في الآية أن الجنة تُنال المنازل فيها بالأعمال ، ومعلوم أن درجات العباد فيها متباينة على قدر تباين أعمالهم ، فمعنى الآية في ارتفاع الدرجات وانخفاضها والنعيم فيها ، ومعنى الحديث في الدخول في الجنة والخلود فيها ، فلا تعارض بين شيءٍ من ذلك ."شرح صحيح البخاري " ( 10 / 180 ) .
    من فقه الحديث وما يستنبط منه:
    (1)الأمر بسلوك طريق السداد.
    (2) تنبيه سالكي طريق السداد إلى الحذر من الإفراط والتفريط.
    (3) بشارة من سلك طريق السداد بالتفضل عليه والإحسان إليه من الرب سبحانه وتعالى.
    (4) أن العامل لا يعول على عمله في دخول الجنة والنجاة من النار.
    (5) تفضل الله على عباده وإحسانه إليهم.
    (6) أن دخول الجنة ليس عوضاً عن العمل بل برحمة الله وفضله.
    (7) الرد على المعتزلة القائلين أن الجنة عوض عن العمل وأن دخولها بمحض الأعمال.
    (8) حرص الصحابة رضي الله عنه على معرفة الحق وسؤالهم النبي صلى الله عليه وسلم عما يخفى عليهم.
    (9) مراجعة المتعلم العالم في إيضاح المجمل وتفسير المشكل.
    (10) أن قوله صلى الله عليه وسلم : ((لن يدخل الجنة أحداً عمله)). من العام الباقي على عمومه.
    (11)حث المسلم على أن يعمل الصالحات وأن يكون راجياً ثواب الله ورحمته خائفاً من عذابه وعقوبته.
    هذا الحديث لا يدعو للقلق ، ولا لليأس ، بل هو يدفع نحو العمل ؛ لأنه بالعمل تحصِّل رحمة الله ، وبالعمل ترتفع درجاتك في الجنان .


    منقول للفائدة – أخوكم أبو رند
    لا تنسوا إخوانكم في سوريا من صالح دعائكم
    اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليه من قول أو عمل.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    حديثا لهذا الأسبوع سيكون عن السهر، فحال أمتنا هذه الأيام معكوس عن حال من سبقهم وبات المرء محلا للضحك بين قومه إذا علموا بأنه ينام مبكرا وربما لقبوه بالدجاجة لأن الدجاج ينام مبكرا ...بحثت في الحديث الشريف فما وجدت حذيثا واحدا يحث على السهر فأرجوا أن تقرأوا ما جمعته

    روى البخاري (568) ومسلم ( 647) عَنْ أَبِي بَرْزَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ ، وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا"

    قال النووي : " وَسَبَب كَرَاهَة الْحَدِيث بَعْدهَا أَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى السَّهَر , وَيُخَاف مِنْهُ غَلَبَة النَّوْم عَنْ قِيَام اللَّيْل , أَوْ الذِّكْر فِيهِ , أَوْ عَنْ صَلَاة الصُّبْح فِي وَقْتهَا وَلِأَنَّ السَّهَر فِي اللَّيْل سَبَب لِلْكَسَلِ فِي النَّهَار عَمَّا يَتَوَجَّه مِنْ حُقُوق الدِّين ، وَالطَّاعَات ، وَمَصَالِح الدُّنْيَا ". انتهى" شرح صحيح مسلم " (5/146).

    قال القرطبي : " وقد قيل: إن الحكمة في كراهية الحديث بعدها أن الله تعالى جعل الليل سكناً ، أي يُسكن فيه ، فإذا تحدث الإنسان فيه فقد جعله كالنهار الذي هو متصرف المعاش ، فكأنه قصد إلى مخالفة حكمة الله تعالى التي أجرى عليها وجوده ". انتهى من " تفسير القرطبي" (12 / 138) بتصرف .

    وكَانَ عُمَر بْن الْخَطَّابِ يَضْرِب النَّاس عَلَى ذَلِكَ وَيَقُول : أَسَمَرًا أَوَّلَ اللَّيْل وَنَوْمًا آخِرَهُ ؟" . انتهى من " فتح الباري" (2 / 73) .

    وهذا هو الموافق لسنة الله في جعل الليل محلاً للنوم والراحة ، والنهار للعمل والكسب ، كما قال تعالى : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ ، وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ). وفي سورة الأنعام : (وجعل الليل سكنا) ليل تهدأ به الأنفاس ، وتسكن فيه الأعضاء والحواس ، وتحصل فيه الراحة والإيناس ، جعل الله الليل برحمته وفضله وقت منام ، وهدوء عام وقال تعالى : ( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ) ففي الليل سكينة وقرار ونوم وراحة ، وفي النهار نشاط وعمل.


    أحاديث أخرى تصب في نفس المعنى:

    ١- عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : ( مَا نَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ ، وَلَا سَمَرَ بَعْدَهَا ) ، رواه ابن ماجه (702) وصححه الألباني .

    ٢- عن صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : "اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا ... الحديث" رواه أبوداود والترمذي وأحمد في المسند وغيرهموفي لفظ آخر للحديث وهو الشائع على ألسن الناسعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بورك لأمتي في بكورها) صححه الألباني في صحيح الجامع (2841)قال المناوى: وأحق ما طلب العبد رزقه في الوقت الذي بورك له فيه ، لكنه لا يذهب إلى طلبه إلا بعد الشمس وقبله يمكث ذاكرا مستغفرا حتى تطلع كما كان يفعل المصطفى صلى الله عليه وسلم.

    ٣- وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان جُنحُ الليلِ ، أو أمسَيتُم ، فكُفُّوا صبيانَكم ، فإنَّ الشياطينَ تنتَشِرُ حينئذٍ ، فإذا ذهبَتْ ساعةُ الليلِ فخَلُّوهم ، وأَغلِقوا الأبوابَ واذكُروا اسمَ اللهِ ، فإنَّ الشيطانَ لا يَفتَحُ بابًا مُغلَقًا) صحيح البخاري (3304)، صحيح مسلم (٢٠١٢)

    وهنا نحتاج إلى التربية الصحيحة السوية ، حتى يعود الناس إلى رشدهم ، ويراجعوا فطرتهم ودينهم ، قال تعالى : " فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون " ، نعم يا عباد الله ، إن حقيقة الفطرة أن تميل النفس إلى الحق ، ومن خرج عن هذا الأصل ، فلعارض عرض لفطرته أفسدها ، وعيب أعيبها.

    استساغ كثير من الناس السهر والسمر ، حتى ضيعوا صلاة الفجر ، بل ربما خرج وقتها ، فوقعوا في المحذور ، وارتكبوا الممنوع ، وتكاسلوا عن أداء الصلاة في الوقت المشروع ، وكانوا في دائرة المنافقين ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " أثقل الصلاة على المنافقين ، صلاة العشاء والفجر ، ولو يعلمون ما فيهما من الخير والأجر والرغائب لأتوهما ولو حبواً " [ متفق عليه ] ، فناهيكم عن السمر المذموم ، والسهر المشئوم ، فإنهما مطية إلى عذاب الله ، وعظيم عتابه ، وشديد عقابه ، إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً ، بارك الله لي ولكم في الكتابين الوحيين ، وجعلني وإياكم من المتبعين لهدي سيد المرسلين

    يستثنى من الكراهة ما إذا وجدت الحاجة للسهر أو كانت فيه مصلحة راجحة .لقوله صلى الله عليه وسلم : (لَا سَمَرَ إِلَّا لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ : لِمُصَلٍّ ، أَوْ مُسَافِرٍ ) رواه أحمد (3907) وصححه الألباني بمجموع طرقه.ويقاس على هذا : كل ما كان فيه مصلحة أو هناك حاجة داعية إليه، قال النووي : " قَالَ الْعُلَمَاء : وَالْمَكْرُوه مِنْ الْحَدِيث بَعْد الْعِشَاء هُوَ مَا كَانَ فِي الْأُمُور الَّتِي لَا مَصْلَحَة فِيهَا، أَمَّا مَا فِيهِ مَصْلَحَة وَخَيْر فَلَا كَرَاهَة فِيهِ، وَذَلِكَ كَمُدَارَسَةِ الْعِلْم، وَحِكَايَات الصَّالِحِينَ ، وَمُحَادَثَة الضَّيْف، وَالْعَرُوس لِلتَّأْنِيسِ، وَمُحَادَثَة الرَّجُل أَهْله وَأَوْلَاده لِلْمُلَاطَفَةِ وَالْحَاجَة، وَمُحَادَثَة الْمُسَافِرِينَ بِحِفْظِ مَتَاعهمْ أَوْ أَنْفُسهمْ، وَالْحَدِيث فِي الْإِصْلَاح بَيْن النَّاس، وَالشَّفَاعَة إِلَيْهِمْ فِي خَيْ، وَالْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر، وَالْإِرْشَاد إِلَى مَصْلَحَة وَنَحْو ذَلِكَ , فَكُلُّ هَذَا لَا كَرَاهَة فِيهِ , وَقَدْ جَاءَتْ أَحَادِيث صَحِيحَة بِبَعْضِهِ , وَالْبَاقِي فِي مَعْنَاهُ ". انتهى " شرح صحيح مسلم " (5/146) .وبوب عليه النسائي في المناقب عن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمر عند أبي بكر الليلة في الأمر من أمر المسلمين وأنا معه.

    والله أعلم والله الموفقأخوكم أبو رند
    لا تنسوا إخوانكم في سوريا من صالح الدعاءنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من تعارَّ من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ ثم صلى قبلت صلاته"
    رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه


    قوله: [ (من تعار من الليل) ] يدخل في هذا ما إذا استيقظ من غير إرادة منه، أو عمل شيئاً ينبهه ليقوم، فكل ذلك داخل؛ لأن كله استيقاظ سواء كان بسبب أو بغير سبب". الشيخ العباد في شرح سنن ابي داوود

    شرح الحديث:
    تَضمَّنَ هذا الحديث فضلاً عظيماً لمن تعَارَّ من الليل فصوَّتَ بهذا الذكر، وذلك بإجابة دعوته؛ وقَبول صلاته، فما أعظمه من فضل.

    وهذا الفضل مقيَّدٌ بقيدين :
    القيد الأول: أن ينطق بالذكر الوارد في الحديث، وهذا ظاهرٌ من الحديث، ولذا لا حاجة للوقوف عنده.
    والقيد الثاني: أن يكون نطقه بهذا الذكر عند استيقاظه من النوم، فيستيقظ من النوم مصوِّتاً بهذا الذكر، وهذا هو معنى التعارِّ المذكور في الحديث. ومثلُ هذا إنما يفعله مَنْ استأنس بالذكر، وترطَّب لسانُه به، وأصبح مداوماً عليه، حتى إنه لينطق به حين استيقاظه من نومه.

    قال ابن بطال : وعد الله على لسان نبيه أن من استيقظ من نومه لهجا لسانه بتوحيد ربه والإذعان له بالملك والاعتراف بنعمة يحمده عليها وينزهه عما لا يليق به تسبيحه والخضوع له بالتكبير والتسليم له بالعجز عن القدرة إلا بعونه أنه إذا دعاه أجابه ,وإذا صلى قبلت صلاته , فينبغي لمن بلغه هذا الحديث أن يغتنم العمل به ويخلص نيته لربه سبحانه وتعالى.

    وقد ذكر الحافظ ابن حجر فائدة أنَّ أبا عبد الله الفِرَبري-راوي الصحيح-قال: "أجريتُ هذا الذكرَ على لساني عند انتباهي،ثم نمتُ، فأتاني آتٍ فقرأ: (وهُدُوا إلى الطَّيِّب من القَول ... الآية)، ولذا ينبغي على المؤمن أن يجتهد في العمل بهذا الحديث، وألا يفرِّط فيما تضمَّنه من فضل عظيم".


    لا تنسوا أن الاستجابة على ثلاثة أنواع بحسب الحديث المروي عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن تعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها ، قالوا : إذا نكثر ؟ قال : الله أكثر ) . رواه أحمد ( 10749 ) ، وصححه الألباني في \" صحيح الترغيب والترهيب ( 1633 )

    منقول للفائدة – أخوكم أبو رند
    لا تنسوني وإخوانكم في سوريا من صالح الدعاء
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    أقبل موسم الشتاء حيث تكثر الأمراض المرتبطة بالبرد من زكام وسعال و مغص وإسهال أعاننا الله وإياكم على برد الشتاء، فأحببت أن أسوق لكم بعض الأحاديث في أجر الصابر على مرضه وبلائه لعلكم تحتسبون الأجر في حال مرضكم.

    1- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مُسلمٍ يُصيبُهُ أذًى، مرَضٌ فما سِواهُ، إلا حَطَّ اللَّهُ سَيِّئاتِهِ، كما تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَها" رواه البخاري ومسلم

    2- عن عبدالرحمن بن أزهر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّما مثلُ المؤمنِ حينَ يُصيبُهُ الوَعْكُ أو الحُمَّى، كمثلِ حديدةٍ تدخلُ النارَ، فيذهبُ خَبَثُها، و يبقَى طِيبُها" صحيح الجامع (2370 ) اتفق على صحته المنذري والسيوطي والألباني

    3- وعن أم العلاء رضي الله عنها قالت عادني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأنا مريضةٌ فقال أَبشري يا أمَّ العلاءِ فإنَّ مرضَ المسلمِ يُذهِبُ اللهُ به خطاياه كما تُذهِبُ النارُ خَبَثَ الذَّهبِ والفضةِ" رواه أبو داوود وصححه الألباني ، صحيح الترغيب (3438)

    والأجر ليس على المرض فحسب بل كل ابتلاء يبتلى به المرء يكون له كفارة لذنوبه إن صبر واحتسب، أما إن سخط فله السخط كما فعل الرجل الذي زاره الرسول وهو مريض في رواية
    4- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: "أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دخل على رجلٌ يعودُهُ، فقال : ( لا بأسَ، طَهورٌ إنْ شاءَ اللهُ ) . فقال : كلَّا، بل حُمَّى تَفورُ،أو تَثورُ، علَى شيخٍ كَبيرٍ، تُزِيرُهُ القُبورَ. قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (فنعمْ إذًا )" رواه البخاري

    حتى أن كثيرا منا يخطئ حين يسب المرض ليخفف عن نفسه من آلامها، نعم حتى أنا استغربت حينما وقعت على حديث ينهى فيه رسولنا الكريم عن سب الحمى، في رواية
    5- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دخل على أمِّ السائبِ ، أو أمِّ المُسيَّبِ . فقال " مالَكِ ؟ يا أمَّ السائبِ ! أو يا أمَّ المُسيَّبِ! تُزَفْزِفينَ ؟ " قالت : الحمَّى . لا بارك اللهُ فيها . فقال " لا تسُبِّي الحُمَّى . فإنها تُذهِبُ خطايا بني آدمَ . كما يُذهبُ الكِيرُ خبثَ الحديدِ " صحيح مسلم (2575)

    لا تنسوا إخوانكم في سوريا من صالح الدعاء فقد مسهم الضر والظلم الشديد وهم إن شاء الله صابرون محتسبون وماضون حتى إسقاط الطاغية، وفقهم الله لذلك وصوبهم.

    أخوكم أبو رند

صفحة 2 من 7 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. حديث الأسبوع
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى فرسان الحديث
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-10-2012, 08:24 AM
  2. آخر الأسبوع
    بواسطة حامد أبوطلعة في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-12-2009, 09:00 PM
  3. حديث اليوم " حديث قدسي ما أروع ما فيه إقرأفي دقيقة واحدة من وقتك "
    بواسطة عماد في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-02-2007, 06:44 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •