الراعي والمزمار
مصطفى السنجاري
كان الخريف مدقعا,وكانت السهول جدباء,والروابي صلعاء..حين كان الراعي يصب حزنه,وشجنه في مزماره الشجي..ويبث للقطيع المتلملم من حوله في وجوم,هموم الخريف الذي يشخر في الأرجاء ..كما لوحة فنان من القرون الوسطى..وكأنَّ القطيع الساهم في تضوره يتلَقّى من ألحان راعيه جرعات من العشب والكلأ المأهول في مخيلتهم......!!!!..

وجاء الربيع مزدانا بالعشب والكلأ، مما لذَّ وطاب للقطيع..وثرثر الأخضرار,فوق الروابي والسهول,واكتست من السندس رونق الألوان, في هذيان
سكران عبَّ من حانة الشتاء خمرة غيومه السخية..فتناثر القطيع من حول الراعي
كانفراط العقد فوق مرمر أخضر..ولم يبق حول الراعي سوى مزماره الشجي ولحنه الحزين..!!!!!


مصطفى السنجاري

العراق/نينوى