أشكر الباحث القدير جادالله , حفظه الله ورعاه
لقد قدمت لنا موجزاً حول الزكاة بصفة عامة , وخصصت في مقالتك زكاة العلم والأدب , أي زكاة القلم , وهذا البحث يفيدنا كثيراً لإن تقديم الخير من نعمة الله فهو بحد ذاته زكاة , والعمل الصالح فهو زكاة , وعلينا أن نخلص النية لله سبحانه لنيل الأجر والثواب , وأما الأقلام الزائفة فما أكثرها في هذه الأيام , فأصبح الأعضاء كلهم في المنتديات علماء , وما أكثر ميولهم وأهواءهم لزيف الحقائق عن جهل أو عن علم يقصد به التضليل والانحراف , والخطر كل الخطر يقع على أنصاف المثقفين الذين لا يستطيعون تمييز الغث من السمين , فهم يتناولون كل جديد وينشرون ما هب ودب للناس , حتى وإن أرفقوا الروابط , فبعض الروابط تأتي إلينا بالسمّ في الدسم , وفي أيامنا هذه يصعب فرز الحقائق , سواء بالسياسة أو في العلم كافة , فأنا لنا لنعرف الحقيقة العلمية ونحن نعتمد على علم الغرب وتكنولوجيتهم ونثق بأقوالهم لأنهم مصدر كل علم ومعرفة , وبخاصة عندما تقول بأن هذه المقولة العلمية صدرن من ( البحث العلمي الأمريكي ) وهو خبر زائف لا حقيقة فيه . ؟ ,
أنا أعتقد بأن تأخرنا في العلم والمعرفة , وتهورنا بالإفتاء الديني , وكثرة المجتهدين بالفقه والشريعة , وكثرة الفئات الدينية وطوائفها, وكثرة أهواء المحللين السياسيين , وغيرها من كثرة , هي التي جعلت الحقيقة تائهة بين الصحيح والخطأ , ولا يعرف معدنها إلا بمحك العالم الذي يخاف الله وينقل الحقيقة كما يشاء الله وليس كما تهوى نفوسنا ,
وأما الدولة العثمانية , فهي من الدول التي رفعت رأس المسلم عالياً في أول عهدها وقبل نهاية انهيارها , ولنعلم بأن لكل دولة من دول العالم أعداؤها يتربصون لسقوطها , وكذلك الدولة العثمانية كثر أعداءها من الغرب وعلى رأسها بريطانيا , وبثت الدعايات ضدها , بل حرضت القبائل العربية للوقوف ضدها , فوقفت لتدافع عن نفسها وهيهات أن تستطيع ذلك بحدودها الواسعة , وعندما بدأت في التجنيد الإجباري , وفرضت كثرة الضرائب , وكثرت أعواد المشانق , وقلت المدارس , وانتشر الجهل , وكثر المشعوذون , وفسدت الأحوال كافة , إلى أن صارت لقمة سائغة للغرب , الذين ضحكوا على العرب وخدعوهم وقسموا أوطانهم نتيجة الجهل والفقر والمرض .
أشكركم والحديث ذو شجون وكفى هذا القدر , وبارك الله فيك أخي الباحث .