امرأة كظلي ،،،،، للشاعر : عبد الرحيم محمود
لامرأة تسافر معي ،،،،،،،،،،،
سجد الحسن في الشفاه ومارا
وارتوى الموج من عيونك نارا
وسجا الليل في خدودك سحرا
وارتدى الكحل في الرموش دثارا
كليوبترا أم أفروديت تعرت
أخجلت في سمائنا الأقمارا
همست همسة فأصغت بحاري
ثم ماست فأسكرت أنهارا
وتهادت زوارق الحب ليلا
فوق نيل غدا بليلٍ نهارا
تتمنى المياه تقبيل أنثى
هي والسحر توأمان حيارى
فيري والنسيم يبكي حنينا
عندما قد رآك مات انبهارا
وأرى الموج من جمالك يغلي
وعلى زورق الجمال أغارا
لا تلمني إذا تفتت نبضي
حين تبدين هب قلبي وغارا
كل هذا الجمال قد كان ملكي
فلماذا أراه ظهرا أدارا
ولماذا أراه إن قلت هيا
قال كلا وألف كلا وثارا
يا عيون المهاة والشهد فيها
كل نحلي من شهد عينيك غارا
كل شهد سواك حنظل نحلي
كاسد السوق حين يعرض بارا
وبياني بدون عينيك قفر
ورمال تصك ليلا حجارا
يا لعمر يتوه في ليل نوء
شرب القهر في الهوى قنطارا
كيف أشكوك إنما كان حمقي
في غرامي ألقى بيَ الآبارا
ثم ناديت لا القوافل مرت
ثم صوتي ما أسمع السيارا
ودلاء الحجيج ما راودتني
كي أرى النور سكـّرا وجرارا
عشت عمري مسيرا ضمن قيد
لم أك العمر مرة مختارا
يا حروف البيان يعجز حرفي
وصف قهري وأفهم الأقدارا
وربيعي ما جاء بعد شتائي
إنما جاء سافيا غدارا
فمشيت الطريق والحزن زادي
كلما قد سألت نجمك حارا
باخلا أن يدلني عن طريق
ورياح الحنين تسفي الغبارا
أنت نبضي وإن يفارقـْـكِ نبضي
يزهر الغصن في الوريد احتضارا
يا بياني وكيف أكتب شعرا
لو جفاني البيان والحبر غارا
كل حيتان أبحري لفظتني
ورماني اليقطين ليلا وسارا
وعصاتي رميت لم تغد أفعى
ضحك الساحرون مني مـِـرارا
فرسي جاءت الأخيرة لما
سابقت مهرك الذي لا يبارى
فنسجت الأزهار ثوبا لظبي
وبنيت الأضلاع للظبي دارا
ونجومي جمعت للزند أهدي
لجميل الذراع ليلا سوارا
أنت تدرين كيف ذاب جميعي
لحظة قد روى الندى الأزهارا
وارتعاش الغصون كان عنيفا
زاد لما سكرت فيك اخضرارا
وهيامي وقد مـُـزِجنا اتحادا
صيّر الثلج في كياني أوارا
أنت في العشق هزة زلزلتني
تركتني أهيم ليلا نهارا
دون عينيك لا تكون حياتي
فافهميني لا تخلقي الأعذارا
أنت آسي وحين أسكر آسي
أزرع الكون كله أشجارا
فاهميني ولا تظني بأني
في الهوى سوف أرتضي أعذارا
كل ريح تسير عكس رياحي
ستلاقي لو عاندت إعصارا