مركزية القدس والأقصى: فلسفة الإحساس بالمنطق (الحلقة الرابعة)

[رغد قصاب]

فهناك شبه اتفاق عند معظم المهتمين بتاريخ اليهود بأن التحريف الحقيقي الذي حدث في عقيدة اليهود حدث في المنفى البابلي. لأن السبي البابلي كان هو الأول من نوعه في تاريخ اليهود، حيث تم فيه تدمير (مملكة يهوذا) التي هي مناط الوعد في التوراة، وتهديم (الهيكل) المزعوم، وتشريد اليهود خاصة زعمائهم الروحيين وسلالة الأنبياء والملوك، لذلك لم يكن هذا الحدث مجرد حدث عادي في تاريخ اليهود، بل أصبح هو محور تاريخهم السياسي. ولأنه كان أغلب الذين سباهم نبوخذ نصر إلى بابل من رجال الدين والسياسة والدولة وغيرهم من السادة وكبار المرابين، ولأن أولئك كانوا أشد اليهود حرصاً على الكيان الصهيوني وأكثرهم تعلقاً به، فقد "بدأت تتشكل ملامح فكر ديني يهودي جديد، يجعل من القدس نقطة ارتكازه ومحوره، وتأخذ شكلاً يجمع بين الصوفياً*عند اليهود، وتحولت إلى رمز للوطن الضائع، كما تحرك فيه التعصب الطبقي لزعماء اليهود المنفيين إلى بابل الذي كان يشعرهم أنهم كانوا متميزون وحاكمون في فلسطين، لقد تحول هذا التعصب الطبقي إلى تعصب ديني وعنصري"[i].

عدنا:كيف تحصر لنا تحريفات التوراة؟وكيف كانت؟وشكرا لسعة صدرك باحثنا الكريم.

[خالد جابر]

يعجبني حواركم أخواني , وأبحاث الأستاذ إنشاصي واقعية ومفهومة جداً , وأشكر الأستاذة ريمه على متابعتها وحوارها القيم , لكم جميعاً السلام والتحايا .

[أسامه الحموي]

، واستعبادهم بزعم الرقي العرقي والتفوق النوعي

توقفت عند هذه الحقيقة كثيرا...لانها تجعلنا نربط امورا كثيرة تحيطنا وتتكاثر سرطانيا,كالموضة والمنتجات التجارية,والماركات المتقنة,وبذلك يستعمرون الجيب..أعتذر عن الخروج عن الموضوع لأن له أذيال طويلة..لك الشكر.

[راما علي]

أنا سعيد جداً بأبحاثك أستاذ إنشاصي , بارك الله بك , لك التحية .

[مصطفى إنشاصي]

عودة ميمونة إن شاء الله أخت رغد
إن أردنا أن نحصر التحريفات التي أحدثها أنبياء المنفى البابلي على التوراة فهي كثيرة جداً تغطي كل جوانب العقيدة المُنزلة من الله تعالى على موسى عليه السلام، فاليهود قبل السبي البابلي كانوا ينحرفون في عقيدتهم وممارستهم بحسب ما ورد في التوراة المحرفة نفسها ويعبدوا آلهة الأقوام الأخرى في فلسطين وكانوا لا يطيعون أوامر الله عبر أنبيائهم حتى أن السبي البابلي نفسه تعترف التوراة أنه كان عقاباً لهم على تلك المعاصي والانحرافات، ولكن في المنفى البالي تغيرت عقيدة اليهود كلياً فلم يعد إله اليهود هو الله رب العالمين ولكنه (ألوهيم) أو (يهوه) ولم يعد إلههم إله كل البشر ولكنه إله خاص لهم من دون البشر، ولم يعد البشر بشر أصلاً ولكن حيوانات في هيئة الإنسان لتليق بخدمة سيد الكون (اليهود)، في السبي لم يعد اليهود شعب من شعوب الأرض فضلهم الله تعالى على غيرهم باختيارهم لحمل رسالته وبما خصهم به من اختيار الأنبياء منهم ولكنهم أصبحوا (الشعب المختار) للسيادة العالمية ولم تعد فلسطين موطن مشترك لهم ولغيرهم ولكنها أصبحت (الأرض المختارة) والموعودة لـ(إقامة الدولة اليهودية) الخالصة من كل الشعوب الأخرى، في المنفى لم تعد عقيدة اليوم الآخر مثلما كانت سايقاً عقيدة سماوية ولكنها عقيدة بشرية أرضية لا تؤمن بما نؤمن به عنها ولكن راحة نفسية فقط واليهودي لا يدخل النار مهما فعل في دنياه، تم تضخيم أسطورة الهيكل وتحول إلى رمز لسيادة اليهود العالمية، كانتت الشريعة قبل السبي مثل اي شريعة فيها نوع من الرخصة والتسامح في حال عدم العمل بها ولكن بعد السبي أصبحت سيف صارم على اليهود والالتزام بها حرفي وخاصة شريعة السبت وأمور أخرى كل شيء تبدل في التوراة في المنفى وتحولت العقيدة اليهودية من رسالة سماوية إلى عقيدة وثنية بشرية يحدث عليها كتبة وخامات اليهود طوال تاريخ اليهود ما يجدونه ضرورة بحسب المرحلة ليحققوا أهدافهم وغاياتهم التي وضعها كتبة السبي البابلي ..
أي أن التغيير شمل أسس العقيدة وبعدها حرفوا كل ما جاء في تاريخهم وضخموه بدءً من الخروج من مصر إلى الهيكل إلى نهاية العالم ومحاسبتهم لكل شعوب الأرض، لذلك ليس مستغرباً عندما يخرج علماء ومؤرخين يهود على العالم يعبرون عن صدمتهم بعد البحث سنوات في مسألة الخروج ويخلصوا إلى التشكيك أو نفي أن يكون حدث خروج من مصر او أن اليهود عاشوا في مصر من حيث المبدأ، لأن رواية الخروج مثلاً تتحدث عن خروج حوالي مليون من بني إسرائيل بكل ما يملكونه من حيوانات وأثاث وغيره ومستحيل أن يتم خروج مثل هذا العدد دون أن يترك أثر على طريق خروجهم ...
ومثله أسطورة وخرافة الهيكل في مساحته وضخامة بنائه وملحقاته وبعد أكثر من 160 عاماً من التنقيب بحثاً عن أي أثر يثبت تلك الخرافة وإنفاق عشرات المليارات من الدولارات لا يعثر لا العلماء اليهود ولا غيرهم على قطعة أثرية واحدة تثبت ان اليهود كانوا هنا في القدس أو أنه كان هناك هيكل بالصورة الخرافية التي ذكرتها التوراة ....
التحريف كثير ومبالغ في رواياته إلى درجة أن علماء ومؤرخين يهود لم يجدوا أمامهم مفر من الاعتراف بأن ما في التوراة هو مجرد أساطير
دمتِ أختي الكريمة بخير وأنتظر المضي في الحوار

[مصطفى إنشاصي]

يعجبني حواركم أخواني , وأبحاث الأستاذ إنشاصي واقعية ومفهومة جداً , وأشكر الأستاذة ريمه على متابعتها وحوارها القيم , لكم جميعاً السلام والتحايا .

حياك الله اخي خالد وشكراً لمرورك
كنت افتقدت عدم مرورك وتعليقك
تحياتي

[مصطفى إنشاصي]

توقفت عند هذه الحقيقة كثيرا...لانها تجعلنا نربط امورا كثيرة تحيطنا وتتكاثر سرطانيا,كالموضة والمنتجات التجارية,والماركات المتقنة,وبذلك يستعمرون الجيب..أعتذر عن الخروج عن الموضوع لأن له أذيال طويلة..لك الشكر.

حياك الله أخي أسامة كل شيء مترابط في زمننا وقد لا يكون خروج عن الموضوع كثيراً ما ذكرته جوهره قد يتوافق مع اقتباسك لتلك العبارة فكلها لها علاقة بالاستعلاء والإعجاب بالنفس أو الرأي أو الاختيار والاغترار وغير ذلك وذلك مما هو جزء أصيل من الفكرة التي نريد توصيلها من خلال الخلقات والتي أدت بالعالم إلى هذا الحال الذي وصل إليه
أشكرك على مرورك ثانية وسعيد بمتابعتك الكريمة

[مصطفى إنشاصي]

أنا سعيد جداً بأبحاثك أستاذ إنشاصي , بارك الله بك , لك التحية .

وأنا سعيد بمرورك أخت راما وسأكون أسعد بقراءتك وتعليقك ومشاركتك فسبق أن كان لكِ مشاركات قيمة على بعض موضوعاتي
لكِ خالص تحياتي