حدثنا طريف ابن ظريف , قال:
في ذات صباح والقمر قد لاح , بنوره الوضاح , إذ برعدة قوية حسبتها المنية , من صرخة قوية , فقفزت من السرير لاستطلع الخبر المرير, فكدت ان اطير.
إذ بزوجتي سميحة بطلعتها القبيحة وهي تقول:
قم ياكسول ألست خجول؟ , أمض إلى هشام واجلب لنا الطعام , فخرجت من البيت شئت أم أبيت , قاصدا سوق الهال علني أظفر بابن حلال يزودني بالمال!فإذا أنا
به حائر النظرات مسرع الخطوات فأسرعت إليه وانقضضت عليه!وغاصت يدي في جيبيه . وأنا أقول :
-با بي أنت بأبي أنت وأمي.حسيلة كيف حال القبيلة؟ ومهرتك الجميلة ؟لقد زاد الاشتياق من كثرة الفراق .
وكلما أراد ان يتكلم أخذ لسانه يتلعثم ,ثم قال:
-يا هذا إن أمرك عجيب وفعلك لغريب,ألست سمعان ابن جدعان؟من قبيلة قحطان؟فقال:
-لاوالله لست بسمعان ولكني زياد بن عماد ومن قبيلة إياد فقلت:
-قاتل الله الشيطان وأصابه الخزيان,وإني أطلب الغفران,فكل معرض للنسيان ولاتؤاخذني أيها الهمام,فالعفو من شيم الكرام.
ونجوت بالمال بعد القيل والقال,وانصرفت بالحال نحو سوق الهال, ودخلت الدكان وجيبي ملآن ,فحييت هشام فرد بأحسن سلام,ثم قال:
ماذا تريد يا عدنان عندنا من كل جديد فدخلت وبالدكان تجولت وحوله حملقت ونظرت,وأخذت ماشئت وببرهة ملأت سلالا كبيرة ,وبفترة قصيرة,حوت مالذ وطاب مما يسيل له اللعاب
فأعطيته المال بكل تيه ودلال ,فنادى إلى حمال,وحمل تلك السلال ,فخرج وخرجت ,ونظر ونظرت ,حتى وصلنا للدار,وطرقت الباب ,فبادرتني زوجتي بالسباب فقلت:
- رويدك يا بنت الحال قد جئتك يا بنت الحال بحمل من السلال,فزغردت بالحال ,وأوسعتني من القبل تسعة أرطال ومضت سحابة النهار,بأحسن حال.
والسلام
والدتي/أم مناف النوري /كـُتبت عام/ 1960