منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 22
  1. #11

    رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر

    عِبَ الشَّوْقُ يا جَمِيلَ الوُعُودِ


    ****


    تَعِبَ الشَّوْقُ يا جَمِيلَ الوُعُودِ
    لَمْ يَكُنْ غيرُ صَدِّكَ المعهودِ

    وَ ارتقابُ الأمْطارِ ما صَدَقَتْها
    لُمَعُ الْبَرْقِ وَ اهْتِزامُ الرُّعُودِ

    إنّما الْمَرْءُ ما يُسِرُّ و يُخْفِي
    كُلُّ ما نَدَّعيهِ غَيْرُ أكِيدِ

    أينَ ما صُغْتَ من لُحُونٍ عِذابٍ
    أينَ نَمْضِي إلى اللقاءِ السَّعيدِ

    أينَ ما رَقرَقَ الأغنُّ بِسَمْعِي
    ذابَ كالآلِ في رِمالِ البيدِ

    إنَّ هذا الْجَفافَ يَحْطِمُ زَرْعِي
    مُقفرٌ مِنْ بلابلِ الشَّدْوِ عُودِي

    و الأزاهيرُ ما بِها مِنْ رَحِيقٍ
    قالَ نَحْلٌ أيا سَحَابَةُ جُودي

    أينَ مِنْ مَوْجَةِ الغَدِيرِ حَنِينٌ
    أينَ يا وَصْلُ عَطْفَةُ الأُمْلُودِ

    لا أغاريدَ لا نَسائمَ تَلهُو
    واجماتٌ خَمَائلي وَ بُرُودي

    أنا رَوْضٌ وَ لَمْ يتمَّ جَمالاً
    ذابلٌ بعدَ ظِلِّهِ الْمَمْدُودِ

    أنا نَهْرُ و ما بِهَا غُدُواتِي
    مِنْ عَذارَى و مِنْ لُقىً معقودِ

    أوَ تَهْدِينَ بِي لأقرَبِ وَهْمٍ
    ثُمَّ تَرْنِينَ مِنْ مَكانٍ بَعيدِ ؟

    طَالَ يا شَوْقُ أن يَضُمَّكِ قَلْبي
    حالِماً بالوِصالِ عَذْبَ النَّشِيدِ

    أنتِ مَنْ أطْلَقَ المُنى تَتَهادَى
    كَالْفَراشَاتِ لاثِمَاتِ الوُرُودِ

    أنتِ أرسَلْتِها عَلى سَابِحَاتٍ
    هَائِماتٍ في عَبْقَرِيٍّ فَرِيدِ

    شعر
    زياد بنجر

  2. #12

    رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر


    إلى صديقِ الصِّبا

    ذِكراكَ تعبقُ يا شَرِيفُ ، يا أيُّها الْبَرُّ الْعَفِيفُ
    تَنْآى وَ تَحْفَظُكَ القُلُوبُ وَ يُرْفَعُ الْقَدْرُ الْمُنِيفُ
    حَتَّامَ نَسْألُكَ اللقاءَ بِنا و تَمْنَعُكَ الظُّرُوفُ ؟
    بُورِكتَ تَشْغلُكَ التُّقى وَ الذِّكْرُ وَ الْهَدْيُ الشَّرِيفُ
    الْباقِياتُ الصَّالِحاتُ فَبُورِكَ الأَرَبُ الْحَصِيفُ
    رَاجَعْتُ أيَّامَ الصِّبا ، فَتَهَلَّلَ الْبَالُ الْكَسِيفُ
    أيَّامَ يَجْمَعُنا النَّقاءُ وَ ظِلُّ حارَتِنا الْوَرِيفُ
    كانتْ كَرَوْضٍ مُؤْنِقٍ رَقَّ النَّسِيمُ بِهِ اللَّطِيفُ
    آهَاتُ "حمدي" أينَهُنَّ وَ ذلكَ السَّمَرُ الْخَفِيفُ ؟
    وَ الشَّدْوُ مِنْ "عَوَّادِهِ" يَشْكُو الْحَنِينَ وَ مَا يَحِيفُ
    بَاحَ الشَّجِيُّ بِسِرِّهِ وَ الليْلُ يَسْمَعُ وَ الرَّصِيفُ
    أيَّامَ تَكْفِينا الْحَصِيرَةُ وَ النَّوَاشِفُ وَ الرَّغِيْفُ
    أَ ذَكَرْتَ مَشْهَدَنا الْجَمِيلَ وَ الِابْتِداعَ وَ مَا يُضِيفُ ؟
    ذاكَ التُّرَابيَّ الأنِيقَ وَ حَوْلَنَا الْجَمْعُ اللفِيفُ
    غِبْنا فَغَابَ الْمُلْهَمَانِ وَ حِسُّ مَلْعَبِنَا الرَّهِيْفُ
    نَتَنَاقَلُ الْكُرَةَ الْجَمِيلَةَ كَالْخَيَالِ إذا يَطِيفُ
    وَ نُحَبِّذُ اللِعْبَ النَّظِيفَ فحبَّذا اللِعْبُ النَّظِيفُ
    أيَّامَ تَقْدُمُ أوَّلاً أبَداً فَيَأتَلِقُ الْوَصِيفُ
    لَمْ أنْسَ عَهْدَ بَراءَةٍ حَتَّى أتى الْعهدُ الْمُخِيفُ
    عَصْرٌ يَمُورُ بِأهْلِهِ وَ أذىً يُغَمَّ بِهِ الشَّفِيفُ
    فَهَوى النُّفُوسِ مُقَدَّمٌ وَ الدَّمْعُ مِنْ رَشَدٍ ذَرِيفُ
    يَتَهَافَتُونَ إلى مَنَابرِهِمْ فَكُلُّهُمُو عَرِيفُ
    مَا الآنَ يُشْهَرُ كَالهُرَاءِ وَ فِي كِنَانَتِهِ الثَّقِيفُ
    يا مَجْدُ أيْنَ طَريقَةٌ لِلْمَجْدِ تَالِدُها طَرِيفُ ؟
    لَوْلا الْجُنوحُ لِغَيْرِهِ لَأقامَ عزَّتَنا الْحَنِيفُ

    شعر
    زياد بنجر

  3. #13

    رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر

    إلى رُوحِ الفقيدةِ الغاليةِ
    ( بسمة بنت غازي بنجر )
    رحمَها اللهُ تَعَالى



    اِسْتَبْشِرُوا أحِبَّتي = إلى النَّعيمِ بَسْمَتي
    بَشائِرٌ تقدَّمَتْ = تَمْلَأُ بِشْراً دَمْعَتي
    تُشِيرُ أنْ بَسْمَتُنا = فَائزَةٌ بالجَنَّةِ
    آثَرَها جَمِيعُنا = في الْقَدْرِ وَ الْمَنْزِلَةِ
    لَهَا القَبُولُ ههُنا = فَكَيْفَ في الآخِرَةِ
    بَسْمَةُ آلِ بَنْجَرٍ = في شَمْلِنَا والأُلْفَةِ
    مَنِ الْعَفَافُ خُلْقُهَا = تُصَانُ كَاللُؤْلُؤَةِ
    لَهَا سَريِرَةُ الرِّضَا = سَريرةُ المُؤْمِنَةِ
    مَنِ اطْمَأَنَّ قَلْبُهَا = بِاللهِ رَبِّ العِزَّةِ
    مَنْ أَشْرَقَ ابْتِسَامُهَا = بِصَادِقِ الْمَحَبَّةِ
    مَنِ اسْتَنَارَ دَرْبُهَا = بِالْحِكْمَةِ الْمُشْرِقَةِ
    بِالنُّورِ مِنْ قُرْآنِنَا = وَ مِنْ سَنَاءِ السُّنَّةِ
    مَنْ زَيَّنَتْ صَاحِبَها = غُصْناً زَهَا بِزَهْرَةِ
    مَنْ رَقْرَقَتْ دُمُوعَهَا = فِي اللَيْلِ وَ النَّاشِئةِ
    مَنْ أيْقَظَتْ صِغَارَهَا = لِلْفَجْرِ فَجْرِ أُمَّتِي
    لِلهِ سَعْيُ نُورِهِمْ = بَيْنَ الْأَيادِي الْغَضَّةِ
    يَا رَبُّ أَنْتَ نُورُهُمْ = إِذَا مَشَوْا فِي الظُّلْمَةِ
    أَحِبَّتِي لا تَهِنُوا = كُونُوا كِبَارَ الْهِمَّةِ
    كُونُوا رِجَالَ أحْمَدٍ = وَ حَلِّقُوا لِلقِمَّةِ
    مَنْ مَحَّضَتْ عَطَاءَهَا = بِالصَّبْرِ وَ الْمَرْحَمَةِ
    مَنْ لَجَأَتْ لِرَبِّهَا = فِي الصَّفْوِ قَبْلَ الغُمَّةِ
    يَا رَبُّ يَا إلهَنا = يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ
    تَعْلَمُ مَا بِصَدْرِنَا = مِنَ الأسَى وَ الْكُرْبَةِ
    وَ لا نَقولُ غَيْرَ مَا = يُرْضِيْكَ يَا ذَا الْمِنَّةِ
    كُلٌّ إلَيْكَ رَاجِعٌ = رَبَّاهُ لِلمَيْمَنَةِ
    اِرْجِعْ بِهَا بَسْمَتَنَا = رُجُوعَ مُطْمَئِنَّةِ
    رَاضِيَةٍ مَرْضِيَّةٍ = تَحْتَ ظِلالِ الرَّحْمَةِ
    وَ نقِّهَا آمِنةً = إلى نَعِيمِ الْجَنَّةِ
    شعر
    زياد بنجر

  4. #14

    رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر

    أيُّها الطَّيْف ..


    هاجعٌ بعـدَ سُهـدِهِ و ضِـرارهْ =و من الطَّيـفِ زورةٌ لاختبـارهْ
    لمْ يجـدْهُ كمـا أحـبَّ سقيمـاً =أيُّ سقـمٍ ينـالُـهُ بـمـزارِهْ
    أيُّها الطَّيـفُ لا سُلـوَّ و لكـنْ =كانَ هذا اللقـاءُ مـن أوطـارِهْ
    طلـبَ النَّـومَ جاهـداً لتُواتـي =فابقَ تجزِ القليلَ عـن إكثـارِهْ
    وَارْضَ عن حيلةِ الوصالِ و إلاَّ =قالَ يا نـومُ إنَّنـي لـك كـارِهْ
    و متى طافَ بالرقادِ سناً منـ =كَ رأى الليـلَ مبصـراً كنـهـارِهْ
    طبتَ مجرىً لأدمعـي بدياجيـ =هِ ومسرىً لهـنَّ فـي أسحـارِهْ
    نُبتَ عن شخصِكَ اللطيفِ فدمعي =هانـئٌ بعـدَ هتكِـهِ بـقـرارِهْ
    رقَّ أهـلاً لـذكـرهِ و هــواهُ =و رقـا أهـلَ قدرِكـم و وَقـارِهْ
    نَبِّني عنْ مُعذِّبي أيُّهـا الطَّيـ =فُ و هاتِ الجديـدَ مـنْ أخبـارِهْ
    و ارْوِ عنِّي لـهُ قصائـدَ حـبٍّ =غارَ منهـا الرَّبيـعُ فـي آذارِهْ
    حُبَّ إيمانَ قـد غَنِيـتَ بقلـبٍ =فقـدُ إيمـانَ منتهـى إقتـارِهْ
    لو تسلَّيتُ مـا تقـرَّحَ جفنـا =يَ لِشـوقٍ و لا اصطليـتُ بنـارِهْ
    أيَّ سحرٍ أرى بطرفِـكِ إيمـا =نُ إذا مـا أعرتِـنـي لِـغِـرارِهْ
    أنتِ في الحسنِ جَنَّـةٌ و خيـالٌ =ما وعَيتُ الأقـلَّ مـن أسـرارِهْ
    أنتِ روضٌ حوى المحاسنَ زاهٍ =شَجـوُ قلبـي عُلالـةٌ لِهَـزارِهْ
    لا يُجاريهِ في الملاحةِ شعـري =علـمَ اللهُ لـم أقـلْ : لنُجـارِهْ
    إنَّما هُـذِّبَ الرَّجـاءُ علـى أنْ =يَدعَ الوصـفُ فقـرَهُ لِيَسـارِهْ

    شعر
    زياد بنجر

  5. #15

    رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر

    قدوةٌ غربيَّة

    قَدْ ترعرعْتُ في تلالِ أوربَّا = فَتحرَّرتُ لَمْ أعُدْ عَربيَّة
    أعشَقُ الرَّقصَ و الرِّياضةَ جَمًّا = و ارتيادَ الشَّواطئِ البَحريَّة
    صحباني هُناكَ أضخمُ كلبَيـْـ =نِ عُلُوًّا و جُرأةً و حَميَّة
    أتزَيَّا بقطعَتَينِ و أغفُو = حيثُ تغفُو وَسائدي الرَّمليَّة
    إنَّ شمسَ الضُّحى تُحبُّ بياضي = لا سَوادَ العباءةِ الشَّرقيَّة
    و انطلاقِي بالجِينزِ يُفلتُ أسري = و يتيحُ النَّشاطَ و الحَيويَّة
    فَتعالَينَ يا نِساءُ فَخبِّرْ = نَ أأبدُو كَقدوتي الغَربيَّة ؟
    ما لذِي اللحيةِ العظيمةِ يهذي = يذكرُ النَّارَ جفوةً و أذيَّة ؟
    ليتَهُ راءَ وردَ مبسميَ الزَّا = هِي و أحْيا الغَياهبَ الغَجريَّة

    شعر
    زياد بنجر

  6. #16

    رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر


    حَلِيمة*
    ألا يَذرِفـانِ الدَّمـعَ طَرْفَـا حَليـمَـةِ ؟
    كَـمـا أسقَمـانـي بالـكِـلالِ السَّقيـمَـةِ

    و قـــدْ وعَـدانــي بالنَّـعـيـمِ فأخـلـفـا
    فأُبـتُ بـروحٍ فــي الجحـيـمِ مُقيـمَـةِ

    حَليمـةُ مــا لِلـبَـدرِ رَوعــةُ وَجهِـهـا
    و تحسُدُهـا الحَسْنـاءُ قبـلَ الدَّميـمَـةِ

    مضى الليلُ ما أغفلتُ ذكرك برهةً
    فـأيُّ علامـاتِ السَّمـاءِ رتيمَـتـي ؟

    مـعـذِّبـتـي زارَ الـمـسـهَّـدَ طـيـفُـكـم
    فَـرُوِّعَ مـن حـالِ المُـحـبِّ الأليـمَـةِ

    يُغَيِّبُـهُ طُـولُ الدُّجـى عــن صَـوابِـهِ
    و يَخْتَـصُّـهُ بالمُـوبِـقـاتِ العظـيـمَـةِ

    تَـأثَّــمَ لـــي مِـمَّــا جَـنــاهُ جـمـالُـكُـمْ
    علـيَّ و لمَّـا يَـدْرِ جـانـي الجريـمَـةِ

    و أعـذرَ لـي عَـنْ كُـلِّ ليـلٍ قضيتِـهِ
    مُنـعَّـمَـةَ الإغــفــاءِ غــيــرَ أثـيـمَــةِ

    أيـا قمـرَ الزَّهْـراءِ هَــلْ أنــا فـائـزٌ
    بعاقـبـةٍ شـمـلٍ بـكــم لا وخـيـمَـةِ ؟

    رأيـتُـكِ فاحْـتَـدَّ الـهـوى بجَوانـحـي
    و حَلَّتْ بيَ الأشـواقُ غيـرَ رحيمَـةِ

    تجرِّدُنـي مـن كــلِّ صـبـرٍ عهـدتُـهُ
    و تُوهِنُ يـا زَيْـنَ النِّسـاءِ شَكيمَتـي

    فــــلا تَـدَعِـيـنـي لِـلـحـيـاةِ رتـيـبــةً
    تَـمــرُّ بقـلـبـي كـالـرِّيـاحِ العَـقـيـمَـةِ

    أرانـي بـدا لـي أن تُـرى بِــيَ رِقَّــةٌ
    إليكِ فَهَلْ أهْـدَرْتُ عِنـدكِ قيمَتـي ؟

    و أعجبُ ما جَدَّ ارتباكي و حَيْرَتي
    فَمُنْـذُ مَتـى كـانَ التَّهَـوُّرُ شِيمَـتـي ؟

    لَئِنْ أقصَرَا حلمي و رشـدي فَإنَّنـي
    لَأوَّاهٌ اسْتَـهْـدى الـنُّـهـى بالعَـزِيـمَـةِ

    إذا مـا بَلَـوْتِ الشَّـأنَ مِنِّـي حَمِدْتِنِـي
    فَلَـمْ يَتَمـارَوْا فـي صِفاتـي الكَريمَـةِ

  7. #17

    رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر

    احْفظْ عليكَ أخاً أمينا = و تَحَلَّ خاتمَك الثـَّـمينا
    يُحييكَ لا مُتكلِّفاً = و الزَّينُ يُلهَمُ أنْ يَزينا
    مُستغرِقٌ منهُ الحِجا = يَستوضحُ الرَّأي الرَّصينا
    تلقاهُ يُسمعُك البيانَ .. = و يَنْبَري فعلاً مُبينا
    عُليا يَديْكَ إذا اعترا = كَ الدَّهرُ تشهرُهُ يَمينا
    أنْ يا صِعابُ من انْتَضى .. = عَزماً إليكِ فَلَنْ يَلينا
    متفرِّدُ العزماتِ لا = يُشقي بعارضِهِ الخدينا
    متدفِّقٌ كالنَّهر يـعـ = ذبُ لذَّةً للشَّاربينا
    مستبشرٌ كالرَّوضِ تر = حاباً و مؤتلقٌ جبينا
    تشدوُ بأيكتِهِ الطُّيو = رُ فطابَ أنسُ الواردينا
    و الزَّهرُ يبسمُ في الضِّفا = فِ و يُشربُ الحسنُ العيونا
    فانعمْ به الظِّلَّ الظليـ= لَ و جاورِ الماءَ المَعينا
    وأبحْ فؤادكَ للنَّقا = ءِ و أدركِ السرَّ الدفينا
    فبمثلِ صاحبِكَ المُبَرّأِ = يُرتضى الإسلامُ دينا
    من لي بقارئِ لوعةٍ = فأجيبَهُ دمعاً سخيناً
    إقرأهُ و ارقَ مرتِّلاً = و أقم صلاةَ الخاشعينا
    لَنُحبُّ منك سماعَهُ = فَتَقَدَّمَنْ ما دُمتَ فينا
    يَتقدَّمونَ فَلَيْتَهُمْ .. = رَفَعُوا المَظَالمَ و الشُّؤونا
    و يغرِّدون فليتهم ..= فَرَقُوا الفَصاحةَ و اللُّحونا
    و يُزَمجِرونَ فليتهم ..= أسْدُ الوغى حَمَوُا العَرينا
    صِفةُ الشُّموخِ ظننتُها= دَكَّتْ على الجَوْرِ الحُصونا
    لكنَّها العشواءُ ترْ = غُو في الأُهَيْلِ و تَزْدرينا
    يا أرضُ حَرَّركِ الهُرا= ءُ فرجِّعي اللحنَ الحَزينا
    أمِنَ الشُّموخِ على المَسَا = رحِ تُنشِدونَ و تَرقُصونا
    أمِنَ المُروءةِ بالإشا = رةِ تَهْمِزونَ و تَلمِزُونا
    أمِنَ العفَافِ القهَقْهَا =تُ و جائِلٌ طَرْفاً خَؤُونا
    هذا و آخرُ إفكِهِمْ = دعوى اليَقينِ فمنْ يَقِينا

  8. #18

    رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر

    إلاَّ تُحَدِّثْني المُنى = فَلأسلُوَنَّ غرامَها
    و لأهجُرنَّ دروبَها = هجرَ النُّفوسِ وئامَها
    و لأحجُبنَّ رسائلي = و لأطفِئنَّ ضِرامَها
    و لأوقظنَّ قصائدي = فإليكِ يا أوهامَها
    و لأرجِعنَّ سوابحي = أنْ لا تهيمَ هُيامَها
    و لأبدِلَنَّ سواهدي = حالاً تطيلُ مَنامَها
    فيكونَ زجرُ كرامتي = يومَ القطيعةِ عامَها
    يا لوعَتي و سناكِ ما = يُنْسي البدورَ تمامَها
    كم بتُّ آملُ أن تعا = نقَ مُهجتي أحلامَها
    أن يعقبَ النفسَ اقتبا = لُكِ أمنَها و سلامَها
    أإذا أخافضُ لَوْعةً = بَرَزَ الأسى فأقامَها ؟
    إنِّي دفعتُ بمُهجتي = و هَتَفتُ هاكِ زِمامَها
    فَصَددتِ إلاَّ فتنةً = ذَهِلَ الْمُحِبُّ أمامَها


  9. #19

    رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر

    أيُّها الليلُ إنَّها لَعَبيرُ = ليتَ أنِّي كَمِثلِ قلبي أطيرُ
    فأحلُّ الغداةَ ضَيْفاً عليها = و على رَملِ شاطئيها أسيرُ
    فإذا الدَّوْحُ و النَّخيلُ ظليلٌ = و إذا ملعبُ المِراحِ حَبيرُ
    و إذا البحرُ آهتي و تهاديَّ = حنيناً كما تهادى الهديرُ
    و كما ينقرُ الدَّلالُ فؤادي = فانقُرِ الجِذْعَ أيُّها العُصفورُ
    وَهَجُ الشَّمسِ يا عبيرُ اعْتَرانا = كَلَظى الهَجْرِ طالَ هذا الهَجِيرُ
    فتعالَيْ لِنستَريحَ قليلاً = يَشرحِ الشوقَ قلبيَ المَفطورُ
    فإذا هفَّتِ الرِّياحُ نَشِطْنا = نَقذفُ القُرصَ يَعتلي و يَدورُ
    نصنعُ القصرَ بالرِّمالِ جميلاً = نَحنُ فيه أميرةٌ وَ أميرُ
    شعبنا لا يَكادُ يُنِكرُ أمْراً = مُفْعَمٌ بالحياةِ و هو فقيرُ
    و أوَيْنا قبل الأصيلِ إلى المَو = جِ فغِبنا به و غابَ الشُّعورُ
    غالبيهِ عبيرُ فالمَوجُ عاتٍ = دونَهُ لجَّةٌ و عُمقٌ غزيرُ
    تَحْتَ هذا العُبابِ خَلقٌ بديعٌ = حُسنُهُ لا يُرى و حَيْدٌ مُثير
    انظري الشمسَ إنَّها لدُلوكٍ = سَوف تخفى هُناكَ والأصْلُ نُورُ
    هكذا تُخطئُ الظُّنونُ و لكن = يَعلمُ الله ما تُكنُّ الصُّدورُ
    فَلْنَعُدْ يا عبيرُ يحتضنِ الليـ = لُ هوانا و يَستبدَّ الحُبورُ
    مِثلُهُ فوقَ مَنْكِبَيْكِ مَديدٌ = فاحِمٌ مُرسَلٌ كَثِيفٌ وَفيرُ
    لمع البدرُ في الظلامِ أمامي = فارفقِ الآنَ أيّهذا المُنِيرُ
    و ظبىً أوردت فؤادي المَنايا = سَلَّها جُرأةً عليَّ المُغيرُ
    و ضمينٌ بأن أقبِّلَ وَرداً = إنْ أقبِّلْهُ مُشْرَبٌ و نَضيرُ
    أتمرَّدتِ أم تمرَّهتِ كِبراً = بُدِّلت حالُكم فما التَّبريرُ ؟
    ما لهذينِ يقفزانِ كثيراً = لا ينامانِ و النِّيامُ كثيرُ
    ضَحِكي أن أبيتَ أحسُدُ كَلبيـ = نِ هما منكِ أوَّلٌ و أخيرُ
    و يضجَّانِ للدُّعابةِ و اللهـ = وِ عراكاً من الحبيب الأثيرُ
    ليتَ شعري أتلثمينَ حبيبيـ = ـكِ كما يلثمُ الخبيثَ الغريرُ ؟
    لا تلوميهِ فهْيَ غَيْرةُ صَبٍّ = ضلَّ عنهُ الصَّوابُ و التقديرُ
    خَطَلٌ قولُهُ فلا تأبَهي إنْ = ذابَ قلباً فَخانَهُ التَّعبيرُ

  10. #20

    رد: ديوان الشاعر الكبير زياد بنجر

    مُهداة إلى سلسبيلِ الشعر الشاعر الكبير
    " محمّد العرافيّ "

    حَلَّقَ العُصْفورُ


    لَمْ يَأْوِ حَتَّى حَلَّقَ العُصْفُورُ
    فالقَلبُ يَصْدَحُ إِثْرَهُ وَ يَطِيرُ

    عَذُبتْ إشارَتُهُ إِلى صَبَواتِنا
    أ تُرَاهُ يَقْصِدُ ما إلَيهِ يُشيرُ ؟

    لَوْ كُنْتُ أعْلَمُ صِدقَهُ لأطَعْتُهُ
    فَتَبِعْتُهُ وَ لَقَلَّ فِيهِ كثيرُ

    يَرنُو إليّ وَ إِنَّ مِنْ أجْفانِهِ
    جَيْشاً عَلى مُلْقِي السِّلاحِ يُغِيرُ

    مُتَعَجِّلٌ وَ صَريعُهُ مُغْرىً بِهِ
    ما الْفَجْرُ وَصْلُك أيُّها الدَّيْجُورُ

    يا صَاحبي لا زِلْتُ أذكرُ لَمْعَةً
    خَلْفَ الْغُيُومِ تَغِيبُ ثُمَّ تُنِيرُ

    ذاكَ الصَّبوُحُ الطَّلْقُ سُرَّ بِأسْرِنِا
    شَتَّانَ ما الْمَسْرُورُ وَ الْمَأسُورُ

    لَوْ ضَمَّه قلبي لَطَافَ بِجَنَّةٍ
    لاعْتادَ بَهْجَتَها فَليْسَ يَحُورُ

    لاختالَ وَ الأنهارُ تَجري تَحْتَهُ
    وَ الحُسْنُ يَرْغَدُ حَوْلَهُ وَ يَمُورُ

    خُذْهَا إلَيْكَ كُؤُوسَنا مِنْ فِضَّةٍ
    يَسْعَى بِهِنَّ اللؤلؤُ الْمَنْثُورُ

    يا صَاحبي طَابَ السِّجَالُ فَشِعْرُكمْ
    يَسْمُو بِهِ قَبْلَ الْمَقَالِ شُعُورُ

    تَهفُو فننعَمُ بالرَّبيعِ وَ دِفْئِهِ
    وَ إذا نَأيْتَ أملَّنا الْمَقرُورُ

    علَّقتَ في جِيدِ الْبَيانِ قَلائِداً
    وَ الْخافِقاتُ إلى سَنَائِكَ صُورُ

    أَ سَئِمْتَ دُنْيَا السَّادِرِينَ فَإنَّها
    لهُمُ وَ تُنكرُ مَنْ حَدَاهُ النُّورُ

    عَهْدٌ عَلَيْها أنْ تُخِلَّ بِمَنْ صَفا
    وَ تُجِلَّ من يَطْغى بِها وَ يَجُورُ

    واهاً لِأحوالِ الرِّجَالِ بِأمَّتي
    فَالسَّيْفُ يَرْقُصُ وَ الرُّؤُوسُ تَدُورُ

    وَ مِنَ الشُّمُوخِ عَباءَةٌ بَرَّاقةٌ
    وَ عَلى الْيَقِينِ الْكَاذِباتُ الْقُورُ

    بَيْنَا يُسَجَّى الطِّفْلُ مِلْءَ دِمائِهِ
    يَتَشَدَّقُونَ وَ يَهْتِفُ الْجُمْهُورُ

    نَمْ يا خَلِيَّ الْبَالِ عنْ أهْوالِنا
    حَتَّى يُدَكَّ عَلى النِّفاقِ الطُّورُ

    لَمْ نَشْدُ لِلأقْذَاءِ يا أنْهارَنا
    لَمْ نَرْعَ نَاشِزَةً وَ أنْتِ هَدِيْرُ

    سَتَظَلُّ لِلنَّهْرِ الْمَحَبَّةُ في الرُّبى
    وَ أخُو الْغَزَالَةِ عَانَقَتْهُ الدُّورُ

    وَ سَتُدْفِئُ الْعُرْيانَ حَانِيَةُ الدُّجى
    وَ الْقَصْرُ في رَجَفاتِهِ وَ السُّورُ

    شعر
    زياد بنجر

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ديوان الشاعر الكبير لطفي الياسيني
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى ديوان شعراء الفرسان
    مشاركات: 295
    آخر مشاركة: 08-23-2021, 06:16 AM
  2. ديوان الشاعر الكبير الطنطاوي الحسيني علي
    بواسطة ظميان غدير في المنتدى ديوان شعراء الفرسان
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 05-05-2014, 09:36 PM
  3. طهور إن شاء الله شاعرنا الكبير"زياد بنجر"
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-03-2012, 12:45 PM
  4. تعازينا للشاعر الكبير زياد بنجر في وفاة ابنة أخيه
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 36
    آخر مشاركة: 10-27-2010, 06:29 AM
  5. ديوان الشاعر الكبير/د. هزاع
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى ديوان شعراء الفرسان
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-13-2010, 07:41 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •