أضواء على الصحافة الاسرائيلية 14 كانون الأول 2014
سفير فلسطين لصحيفة "هآرتس": المبادرة الفلسطينية تفتح الباب امام السلام وحل الدولتين
على خلفية نية الفلسطينيين التوجه الى مجلس الأمن الدولي، خلال الاسبوعين المقبلين، كي يصوت على مبادرتهم لإنهاء الاحتلال، قال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، انه تجري هذه الأيام، مفاوضات مكثفة مع دول اوروبا في محاولة للتوصل الى صيغة مشتركة. وتجري المفاوضات بشكل خاص، مع فرنسا وبريطانيا والمانيا، التي تبلور مسودة قرار بديل لحل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني.
وقال منصور في لقاء أدلى به لصحيفة "هآرتس" من مقر اقامته في نيويورك، ان على المجتمع الدولي والأمم المتحدة العمل لإنهاء الاحتلال وترسيم الحدود قبل الانتخابات الاسرائيلية، لأن الاقتراح يفتح الباب امام السلام وحل الدولتين. وحسب اقواله فان الانتخابات الاسرائيلية هي مسألة داخلية، يمنع تدخل المجتمع الدولي والفلسطينيين فيها. مع ذلك، أضاف، فان الامر المهم هو طرح كافة المعايير امام الناخب الاسرائيلي قبل الانتخابات. والسؤال هو، هل سينتخب حكومة تعني استمرار التطرف وسد ابواب السلام او حكومة تفاوض على أساس اقتراح يعني انهاء الاحتلال وتطبيق حل الدولتين، لأن هذه قد تكون الفرصة الأخيرة".
وفي رده على سؤال حول ما اذا كانت الانتخابات الاسرائيلية تشكل معيارا لتأجيل تقديم الاقتراح الفلسطيني، قال منصور انه لم يتم التوجه الى الفلسطينيين من قبل أي دولة في العالم في هذه المسالة، كما تم قبل الانتخابات الأمريكية. "الجميع يفهمون ان المسألة ليست ذات صلة، ولا يمكن لأحد ضمان انتخاب حكومة اقل تطرفا اذا قمنا بتأجيل طرح الاقتراح".
وأضاف: "اذا تم انتخاب حكومة اكثر تطرفا، فما الذي سنفعله؟ هل سنؤجل الموضوع مرة أخرى؟ لذلك فان المهم بالنسبة لي هو تسريع المصادقة على القرار، لأنه ليس قرارا عنيفا ويدفع الى حل الدولتين والسلام. وهذه ليست مسؤولية الفلسطينيين فحسب، وانما مسؤولية المجتمع الدولي كله".
وحسب تقديرات منصور فان احدى معايير نتنياهو لتبكير موعد الانتخابات هي عرقلة الخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدة، او تأخيرها، "فهو بلا شك اعتقد ان حل الكنيست سيؤدي الى تجميد المبادرة الفلسطينية لستة أشهر على الأقل، لكن هذا لن يحدث". واعتبر منصور الفترة القريبة "بالغة الحساسية" بالنسبة للجميع. ولم يخف وجود خلافات مع الاوروبيين بشأن الاقتراح الذي عرضته فرنسا بدعم الماني وبريطاني. وقال ان الاقتراح الاوروبي "يتجاوب في أساسه مع المبادئ الفلسطينية، لكن لدينا تحفظات وتوضيحات، ونحن نتبادل الافكار حاليا في محاولة للتوصل الى اتفاق فلسطيني وعربي واوروبي. وسيكون لهذا الاقتراح مكانة أقوى من مكانة الاقتراح الفلسطيني – العربي".
ورفض منصور كشف نقاط الخلاف مع اوروبا، لكن مصدرا فلسطينيا رفيعا في رام الله كشف ان احدى الخلافات بين الجانبين تتعلق بما اذا كان القرار سيحدد انتهاء المفاوضات في نهاية 2016، كما تريد اوروبا، او سيدعو الى انهاء الاحتلال حتى ذلك الوقت، كما يريد الجانب الفلسطيني. وهناك خلاف ايضا حول ما اذا كان القرار سيشمل الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية، حيث تضغط بريطانيا من اجل ذلك مقابل معارضة الفلسطينيين. وعلم ان الاطراف تناقش دمج القرار الدولي رقم 181 في مسودة الاقتراح. وينص القرار على اقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة يهودية.
واشنطن تتخبط وكيري يلتقي نتنياهو غدا
ومن المسائل غير الواضحة لأي طرف حتى الآن، هي كيف سترد الولايات المتحدة على الاقتراح. وقال منصور ان الامريكيين يقتربون من ساعة الحسم، مضيفا ان واشنطن تدرك بأن فرض النقض على القرار لن يصب في مصلحتها.
في هذا السياق كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" أن الادارة الامريكية تتخبط بشأن فرض الفيتو في مجلس الأمن على مشروعي قراري الاعتراف بفلسطين. فواشنطن معنية بالامتناع عن الفيتو، وبذلك "تصفية الحساب" مع نتنياهو على خلفية تدهور العلاقات بين الدولتين، خاصة بسبب التصريحات شديدة اللهجة التي اطلقها وزراء في حكومته ضد الرئيس اوباما ووزير الخارجية كيري. لكن واشنطن غير معينة، في المقابل، بالمس بإسرائيل وتتخوف من ان عدم تصويتها ضد القرارين، سيوفر لنتنياهو ورقة يستغلها في الانتخابات كي يعلن ان العالم كله ضدنا.
على هذه الخلفية، يصل نتنياهو، غدا الى روما، للاجتماع بوزير الخارجية الامريكي جون كيري، وتنسيق المواقف بين البلدين. وسيوضح نتنياهو لكيري ان اسرائيل تعارض كل خطوة احادية الجانب في مسألة الدولة الفلسطينية وكل اقتراح يحدد جدولا زمنيا للمفاوضات. وسيحذر من ان كل قرار سيصادق عليه بهذه الروح سيحول رسالة الى الفلسطينيين مفادها انه ليس من المناسب لهم تقديم التنازلات ومحاولة التوصل الى اتفاق مع اسرائيل، وانما على العكس، سيكون عليهم تصليب مواقفهم وترك الزمن يمضي، ومن ثم الحصول على اعتراف بالدولة.
ومن المتوقع ان يعلن نتنياهو رفضه للاقتراحين الفلسطيني والفرنسي، ويدعي انهما يبعدان السلام. في هذه الاثناء يبذل كيري كل جهد لاكتساب الوقت الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية. وحسب التقارير الواردة الى إسرائيل، سيطلب من نتنياهو الموافقة على دخول المفاوضات على اساس اقتراح امريكي بديل يتوقع تقديمه هذا الشهر، ويدعو الى بدء المفاوضات فورا مع الفلسطينيين. ويأمل كيري ان يساعده التصويت في مجلس الأمن على نص امريكي مخفف، على تجنيد الغالبية ضد المبادرة الفلسطينية – الأردنية. ويمكن لكيري ان يطلب من نتنياهو الموافقة على دخول المفاوضات حسب المبادرة الفرنسية بعد تعديلها وتخفيف حدتها.
مسؤول فلسطيني: "التهديد بتعليق التنسيق الامني يخدم مسائل داخلية"!
كتبت صحيفة "هآرتس" ان القيادة الفلسطينية قررت مرتين، تأجيل النقاش حول الرد على وفاة الوزير زياد أبو عين، اثر مواجهة مع قوات الأمن خلال تظاهرة قرب رام الله. وجاء التأجيل بناء على طلب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وقال مسؤول فلسطيني رفيع لصحيفة "هآرتس" ان واشنطن تضغط على الفلسطينيين، لكنه في كل الأحوال لم تكن هناك أي نية لتنفيذ التهديد المتعلق بوقف التنسيق الأمني او تعليقه.
واضاف المصدر ان تأجيل القرار يتفق مع تكتيك الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يواصل التوقع، عبثا، بأن الولايات المتحدة ستعمل من اجل التوصل الى حل مقبول.
الى ذلك قال وزير الأمن الاسرائيلي موشيه يعلون، في نهاية الأسبوع المنصرم "ان التنسيق الامني يهم الفلسطينيين اكثر مما يهمنا، فنحن سنتدبر الأمر بدون التنسيق الامني وهذه تهديدات واهية". وحسب تقييم المسؤول الفلسطيني فان التهديد بتعليق التنسيق الامني يهدف الى تهدئة الغضب الداخلي في حركة فتح. واضاف: "بعض الشخصيات التي تحدثت عبر وسائل الاعلام عن تعليق التنسيق الامني، تتحدث بشكل مختلف في الجلسات المغلقة وتدعو الى السلوك الحذر وضبط النفس". وقال ان الاسرائيليين يعرفون ذلك جيداً، فالسلطة الفلسطينية لا تستطيع وقف التنسيق الامني بسبب المصالح الاقتصادية والشخصية الكثيرة المرتبطة بهذا التنسيق".
اصابة ستة اسرائيليين جراء اصابتهم بمواد مؤكسدة
كتبت الصحف الاسرائيلية ان المواطن الفلسطيني جمال ابو ريادة (44 عاما)، قام يوم الجمعة، برشق مواد مؤكسدة على إسرائيليين في منطقة حاجز الأنفاق، جنوب القدس، وتسبب باصابة ستة أشخاص، بينهم امرأة وبناتها الثلاث. وتم اطلاق النار على الفلسطيني واصابته بجراح متوسطة. كما داهمت قوات الامن بيت الفلسطيني في قرية نحلين، جنوب غرب بيت لحم.
وقالت "هآرتس" ان جمال حاول بعد رشق المادة المؤكسدة على المواطنين الاسرائيليين، مهاجمتهم بواسطة مفك، فصدمه احد الاشخاص بسيارته، ومن ثم تم اطلاق النار عليه. وعلم ان جمال كان اسيرا امنيا بين عامي 2004 و2007، على خلفية نشاطه في الجهاد الاسلامي.
العليا تخفف العقوبة على العمال الفلسطينيين الذين يدخلون بدون تصاريح
قالت صحيفة "هآرتس" ان المحكمة العليا، قررت الاسبوع الماضي، قلب قرارات صدرت عن المحاكم المركزية وتخفيض العقوبة التي تفرض على الفلسطينيين الذين يتواجدون في إسرائيل بدون تصاريح رسمية، من السجن الفعلي الى السجن مع وقف التنفيذ. وبذلك الغت العليا، عمليا، سياسة العقاب الشديد المتبعة ضد العمال الفلسطينيين غير القانونيين.
وحدد القرار الذي اتخذه القاضي سليم جبران، بدعم القاضيين استر حيوت ويتسحاق عميت، انه لا يمكن تحديد عقاب نموذجي لمثل هذه المخالفة، وانما يجب التعامل مع كل حالة بشكل منفرد. وحدد جبران انه في حال لم يكن للعامل أي ماض جنائي، وان دخوله الى البلاد تم فقط بهدف العثور على عمل وتحصيل لقمة العيش، فان الحد الأدنى من العقاب هو السجن مع وقف التنفيذ، والحد الأعلى هو السجن لخمسة أشهر، ودفع غرامة بمقدار 2000 شيكل.
سابقة: المحكمة العسكرية تفرض على فلسطيني تعويض عائلة إسرائيلية بمبلغ 3.5 مليون شيكل
ذكرت صحيفة "هآرتس" انه في سابقة قضائية، قررت المحكمة العسكرية في عوفر، تغريم الاسير الفلسطيني علي سعدة، من حلحول، بدفع تعويضات بقيمة 3.5 مليون شيكل لعائلة اشير ويونتان بالمر، بعد تسببه بمقتلهما جراء رشق حجر على سيارتهما في ايلول 2011. كما فرضت المحكمة على سعدة السجن المؤبد مرتين بالاضافة الى 50 سنة اخرى بتهمة قتل المواطنين وسلسلة اخرى من عمليات القتل وحيازة الأسلحة.
يشار الى ان القانون الاسرائيلي يسمح للمحاكم الاسرائيلية بفرض دفع تعويضات تصل الى 258 الف شيكل للمتضررين، لكن القانون العسكري المتبع في الضفة الغربية لا يفرض قيودا كهذه، ويسمح للمحكمة العسكرية بفرض الغرامة التي تراها مناسبة.
إسرائيل تحمل السلطة مسؤولية الهجوم على سفارتها في اليونان
كتبت صحيفة "هآرتس" ان وزارة الخارجية الاسرائيلية، اتهمت السلطة الفلسطينية بالمسؤولية عن الهجوم الذي تعرضت له السفارة الاسرائيلية في اثينا، امس الاول.
وقال الناطق بلسان الوزارة عمانوئيل نحشون، ان "الهجوم على السفارة هو حلقة اخرى من سلسلة اعمال العنف الناجمة عن التحريض الفلسطيني ضد اسرائيل والذي يقوده قادة السلطة وتنظيمات فلسطينية في انحاء العالم".
وحسب اقوال الوزارة فان على "المجتمع الدولي شجب التحريض المتواصل الذي كان هذا الهجوم احدى نتائجه". وكان مجهولون قد اطلقوا النار على السفارة دون ان يتسبب ذلك باصابة احد. وقالت وكالة الانباء "أي. بي" انه تم العثور على 54 خرطوشة اطلقت من بنادق كلاشينكوف.
مجلس الشيوخ يصادق على ميزانية اضافية لدعم القبة الحديدية
ذكرت "يسرائيل هيوم" ان مجلس الشيوخ الامريكي صادق يوم الجمعة، على قانون ميزانية الأمن لعام 2015، والتي تشمل مبلغ 350 مليون دولار لتطوير منظومة القبة الحديدية. كما تشمل الميزانية 64 مليار دولار للعمليات العسكرية خارج حدود الولايات المتحدة، من بينها خمسة مليارات للحرب ضد داعش.
اعتقال جندي هدد بقتل النائب عيساوي فريج
ذكر موقع "واللا" ان شرطة "نتسيرت عيليت" اعتقلت جنديا اسرائيليا هدد عضو الكنيست عيساوي فريج، من حركة ميرتس، بالقتل، من على صفحته في الفيسبوك. وقامت الشرطة بتفتيش منزله والعثور على حاسوبه الذي استخدمه لتهديد وشتم النائب فريج. وامرت محكمة الصلح في الناصرة، مساء امس، بتمديد اعتقال الجندي حتى ظهر اليوم الأحد.
ومن بين ما كتبه الجندي لفريج: "انت تريد بالقوة رصاصة بين عينيك" وذلك في أعقاب نقاش جرى بينهما حول المغني الاسرائيلي عمير بنيون اثر نشر اغنيته العنصرية "احمد يحب إسرائيل". وادعى محامي الجندي سعيد حداد، ان الجندي الذي شارك في حرب الجرف الصامد في غزة، مر بأحداث صادمة جعلته يغضب على تصريحات فريج!
وقال النائب فريج ان هذا الجندي يهدده منذ نصف سنة، لكن النقاش حول الاغنية ادى الى ارتفاع حدة التهديد. وطلب رئيس بلدية "نتسيرت عيليت" اليكس غداليكن، التعامل برأفة مع الجندي واخذ حقيقة كونه جنديا وحيدا بدون عائلة، في الاعتبار، خاصة وانه ندم على ما فعل واعتذر.
حماس تنشر شريطا آخر تم تسريبه من حواسيب الجيش الاسرائيلي
كتب موقع "واللا" ان حركة حماس نشرت للمرة الثانية خلال اسبوع، شريطا آخر ادعت انها حصلت عليه من حواسيب الجيش الاسرائيلي. ويوثق الشريط لتسلل مجموعة من المسلحين في 19 تموز الماضي، في منطقة "كيبوتس عين هشلوشاه" ومهاجمة سيارة جيب كان يستقلها عدد من قادة اللواء 188، وهو الحادث الذي اسفر عن مقتل الضابط احتياط اموتس غرينبرغ والعريف أدار برسانو.
وليس من الواضح بعد، ما اذا تم تسريب شريط او تحقيق عسكري، ولذلك اختار الجيش عدم التعقيب حاليا.
وحمل الشريط الذي تم تسميته "خلف خطوط العدو" مقدمة كتب فيها انه "تم الحصول على هذا الفيديو بواسطة اختراق كتائب القسام لحواسيب جيش العدو الصهيوني". وعلى خلفية مشهد يصور ناشطين من حماس يسيران باتجاه الشريط الحدودي، كتب موقع القدس الذي نشر الشريط: "مجاهدو كتائب القسم وهم يعودون بعد تنفيذ العملية بكل اريحية واطمئنان. بعد الاجهاز على الهدف المحدد انسحب المجاهدون دون ملاحظة العدو لهم كما هو موضح في الفيديو".
وكان موقع "مجد" الفلسطيني قد نشر، الأسبوع الماضي، شريطا سريا اعده الجيش حول تسلل رجال حماس الى منطقة زيكيم خلال الجرف الصامد.
اعتقال فلسطينيين عثر في حوزتهما على بندقية m-16
كتب موقع القناة السابعة، ان قوات الجيش، اعتقلت مساء امس السبت، مواطنين فلسطينيين من البيرة، قرب حاجز "تفوح" بعد العثور على بندقية m-16 مخبأة داخل سيارتهما. وكان الجنود قد اشتبهوا بالسيارة واوقفوها لفحصها، وخلال التفتيش عثروا على عيار لبندقية m-16 تحت احد الكراسي، فقرروا اجراء تفتيش شامل للسيارة، وعثروا بالتالي على البندقية مخبأة داخل فجوة سرية. وتم اعتقال الفلسطينيين وتسليمهما للشاباك.
ملف الانتخابات الاسرائيلية:
حزب العمل يصوت اليوم على التحالف مع ليفني
من المقرر عقد مؤتمر لحزب العمل، مساء اليوم الأحد، للمصادقة على التحالف مع حزب الحركة في انتخابات الكنيست المقبلة، وتناوب رئيسا الحزبين على رئاسة الحكومة في حال فوز القائمة في الانتخابات ونجاحها بتركيب الحكومة. كما سيناقش المؤتمر احتمال انضمام اطراف اخرى الى التحالف، علما ان احدها هو حزب كاديما برئاسة شاؤول موفاز.
وكتبت "هآرتس" انه من المتوقع المصادقة على التحالف بغالبية كبيرة، علما ان نواب "العمل" دعموا الاتفاق مع ليفني، لكنهم فوجئوا بقرار التناوب معها على رئاسة الحكومة. ومن المنتظر ان يتم اطلاع اعضاء مؤتمر الحزب، ظهر اليوم، على تفاصيل الاتفاق مع ليفني، وكيفية دمج نواب الحزب في قائمة المرشحين.
وبعث عدد من نواب ووزراء حزب العمل سابقا، برسالة الى اعضاء المؤتمر، اعلنوا فيها تأييدهم للتحالف مع ليفني. ومن بين الموقعين على الرسالة الوزراء السابقين يولي تمير وابراهام شوحط واهرون يدلين وعوزي برعام، والنواب السابقين رعنان كوهين ونيسيم زفيلي وعدنة سوليدار.
ليبرمان يهاجم نتنياهو لكنه لا يستبعد الانضمام الى حكومة برئاسته
كتبت صحيفة "هآرتس" ان وزير الخارجية ورئيس حزب "يسرائيل بيتنا" افيغدور ليبرمان اعلن بأن حزبه لا ينتمي بتاتا الى اولئك الذين يقولون "لا لبيبي"، وانه لا يرفض أي مرشح، لا نتنياهو ولا هرتسوغ".
وقالت مصادر سياسية، امس، ان تصريح ليبرمان بشأن عدم رفضه التعاون مع نتنياهو في حال انتخابه، يهدف الى منع خسارته لمصوتي اليمين لصالح الليكود، فهؤلاء المصوتين سيفكرون مرتين قبل التصويت لليبرمان في حال تأكد لهم تفضيله لحكومة بقيادة هرتسوغ وليفني.
واعلن ليبرمان، امس، انه يرحب بالتحالف بين العمل والحركة لأنه يؤيد وجود احزاب كبيرة، لكنه انتقد التحالف وقال انه لا يتحدث عن الجوهر والمضمون.
في الموضوع ذاته كتبت صحيفة "يسرائيل هيوم" ان ليبرمان هاجم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على خلفية تدهور العلاقات مع الامريكيين وسلوكه خلال حرب الجرف الصامد. وقال خلال مشاركته في برنامج "سبت الثقافة" في تل ابيب: "في السياسة كما في لعبة كرة القدم، من المهم الحفاظ على المبادرة، وليس الانجرار. لقد قلت خلال الجرف الصامد انه "يمنع الانجرار، لكنه تم جرنا ولم نبادر"، وقلت انه "اذا فرض الأمر علينا فامضوا حتى النهاية، ولا تكونوا ضعفاء".
ورد الليكود والبيت اليهودي بغضب على تصريحات ليبرمان، وقال الليكود انه "تم ادارة الجرف الصامد بمسؤولية وبإصرار من قبل رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الأمن والقائد العام للجيش، ولم يتم جرهم الى اقتراحات مختلفة وغريبة. لقد تمت ادارة العملية من خلال نظرة شاملة هدفت الى الحفاظ على أمن الدولة وحياة المدنيين وجنود الجيش."
واضاف الليكود ان استعداد ليبرمان للانضمام الى حكومة برئاسة هرتسوغ يثبت ان التصويت لليبرمان من شأنه نقل اصوات من اليمين الى اليسار والتسبب بتشكيل حكومة يسارية.
وهاجمت النائب اوريت ستروك، من البيت اليهودي، الوزير ليبرمان، وقالت: "نحن نعرف برنامجه السياسي، كل من يعتقد ان شارع 6 سيشكل خط الحدود لإسرائيل هو مهووس".
يشاي ينشق عن شاس
كتبت صحيفة "يسرائيل هيوم" انه بعد 30 سنة في حركة شاس، قرر ايلي يشاي ترك الحزب والانطلاق في طريق جديدة. والامكانية الرئيسية الواردة حاليا هي اقامة حزب ديني مختلط بتوجهات يمينية. وقد تدهورت العلاقات مؤخرا بين رئيس الحزب ارييه درعي، والرئيس السابق يشاي، ووصلت الى الانفجار الحتمي، حيث طرح كل جانب شروطا لا يمكن للآخر تقبلها.
وقال رجال يشاي انه سيقيم حزبا جديدا يوحد اطراف اليهودية الاسرائيلية، لكن امكانية خوض الانتخابات في قائمة مشتركة مع اوري اريئيل لا تزال مطروحة على الطاولة وتنتظر التطورات في "البيت اليهودي".
الى ذلك لم يتضح بعد ما اذا كان اريئيل سيواصل مع نفتالي بينت في البيت اليهودي، وخوض الانتخابات القادمة معا. وسيجتمع بينت واريئيل اليوم، لمناقشة المسائل المختلف عليها، وفي الأساس، عدد واماكن المقاعد التي ستخصص لرجال اريئيل في القائمة. وقد طلب اريئيل تخصيص ستة مقاعد لرجاله بين المرشحين الخمسة عشر الأوائل.
كحلون يرفض التحالف مع لبيد
كتبت "يسرائيل يهوم" ان رئيس "يوجد مستقبل" يئير لبيد، اعلن بأنه يجري اتصالات مع كتل الوسط السياسي لتشكيل تحالف في الانتخابات، ولا يستبعد من ذلك حزب موشيه كحلون الجديد. لكن نشطاء في حزب كحلون لم يتحمسوا لتصريح لبيد هذا، وسارعوا الى نفيه، وقالوا انه "لا تجري أي اتصالات بين كحلون ولبيد ولا ننوي الانضمام الى يوجد مستقبل".
الى ذلك انتشرت، امس، شائعة تقول ان كحلون ينوي ضم الجنرال احتياط يوآب غلانط الى قائمته. وقال كحلون معقبا انه لم يتم الاتفاق على شيء حتى الآن.
مقالات
من يؤيد اخلاء المستوطنات؟
كتب روغل ألفر في "هآرتس"، ان قرار يتسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني خوض الانتخابات في قائمة مشتركة، لا يحمل أي بشرى. انهما يطلقان على تحالفهما اسم "المعسكر الصهيوني"، ولكن لكي يتم ضمان بقاء الصهيونية يجب، أولا، احباط تشكل الدولة الثنائية القومية التي تنمو جراء احتلال الشعب الفلسطيني وضم الضفة الغربية.
وأضاف: في المؤتمر الصحفي الذي أعلنا خلاله أنهما سيستبدلان نتنياهو، لم يعدا بإنهاء الاحتلال. وفي الواقع، لم يذكرا حتى كلمة "احتلال". في اللحظة النادرة من البث المباشر الى الأمة، وعندما أعلنا أنهما سينقذان الدولة من الكارثة التي ينزلها بها اليمين المتطرف - لم يجدا من المناسب التذكير بالاحتلال، ونسيا طلب التفويض لإخلاء مستوطنات شيلو ويتسهار وبيت ايل وعوفرا وكدوميم وكفار تفوح وكريات أربع. وهي المستوطنات التي لا يوجد أي شكك بأنها، في أي اتفاق مع السلطة الفلسطينية، على مبدأ حل الدولتين، لن تبقى تابعة لإسرائيل. أتعرفون لماذا لم يعدا بإنهاء الاحتلال وإخلاء المستوطنات؟ الأمر في غاية البساطة: لأنهما يريدان أن يتم انتخابهما لرئاسة الحكومة.
في سبيل انقاذ إسرائيل من كارثة الدولة الثنائية القومية، يجب اعلان انتهاء الاحتلال واخلاء المستوطنات وتقسيم القدس، ولكن لكي يتم الفوز برئاسة الحكومة يجب عرض سياسة أمل خافت. لكي يتم اخلاء المستوطنات وتقسيم القدس يجب الدخول في صدام مع المستوطنين وانصارهم الذين يشكلون نسبة كبيرة في اوساط اليهود في إسرائيل. (في ديموقراطيتنا لا يتم احتساب العرب). ولكن ولكي يتم الفوز برئاسة الحكومة يجب ضمان الوحدة المتماسكة والمصالحة القومية.
ان الوحدة التي يبثها هرتسوغ وليفني، تبدأ طبعا من خلال الشعار الانتخابي "سننتصر معا". لكن المشكلة هي انه اذا اراد الصهاينة العقلاء الانتصار هنا، فانه يتحتم عليهم اظهار اصرارهم واستعدادهم لمواجهة المستوطنين وانصارهم، الى حد الحرب الأهلية، دون التراجع، والانتصار من دونهم.
اليهود في إسرائيل غير مستعدين لانتخاب رئيس حكومة يضمن لهم اخلاء 100 الف يهودي من المستوطنات وتقسيم القدس، بدعم اصوات الناخبين العرب المتساويين في الحقوق، وبثمن الصدام العنيف مع الرافضين. ربما يستبدل هرتسوغ وليفني رئيس الحكومة نتنياهو، لكنهما لن يغيران الواقع.
مع العرب مقابل اليمين
كتب مرزوق حلبي في "هآرتس" ان الانتخابات المبكرة هي ليست نتيجة لأزمة حكومية أو للحكم، وانما هي نتاج أزمة خيالية. ولهذه الأزمة - على عكس القول المعتاد - يوجد الكثير من الآباء. فالحكومات الإسرائيلية تتناسخ وتراوح مكانها - سواء على المستوى الاجتماعي والاقتصادي أو السياسي-الأمني. ففي هذين المجالين هناك تراجعا وتدهورا انعكس في سلسلة من الظواهر، بما في ذلك تنامي الفقر وتقلص الطبقة الوسطى.
لقد قال اليمين الاسرائيلي، على مختلف اطيافه، كلمته. فقد استغل سنوات حكمه لتعزيز اقتصاد السوق وسد كل باب امام انفراج الوضع السياسي – الأمني. كما قام بمحاولات لتقليص حرية التعبير والمس بشكل جوهري، بالديموقراطية – والتي وصلت اوجها في قانون القومية الذي يعكس كل نظرية اليمين. ولا شك انه اذا عاد الى السلطة فسيكمل العمل الذي بدأه.
ولذلك فان السؤال الأهم قبل الانتخابات هو ما الذي سيفعله المعسكران الآخران – الكتلة الليبرالية المعتدلة، بما في ذلك ما تبقى من اليسار، والفلسطينيين في إسرائيل. كيف سيستعدان للانتخابات، على افتراض انهما سيطرحان بديلا، او على الأقل، منع اليمين من العودة الى السلطة ومواصلة تدمير المنطقة الممتدة بين النهر والبحر.
اجراء فحص معمق للتغييرات التي حدثت هنا في العقدين الماضيين، يحتم على هاتين الكتلتين اجراء تغيير جذري. وسأبدأ، اولا، بالكتلة الفلسطينية. أولا، أقترح على القيادة العربية التعامل الجدي هذه المرة مع النساء العربيات، وتشجيع المشاركة الجماهيرية في الانتخابات. فنهج دمج القوى، حين يكون الهدف هو المشاركة في الائتلاف وفي الحكومة بعد الانتخابات مع الكتلة الليبرالية المعتدلة في المجتمع اليهودي - بدلا من الجلوس على المقاعد الخلفية - يمكن أن يؤدي إلى إضافة 18 عضو كنيست الى الكتلة الفلسطينية.
لقد اظهرت كافة استطلاعات الرأي السابقة، زيادة حادة في المشاركة السياسية للمواطنين العرب في حال اتحاد القوائم. وعلاوة على ذلك، فإن الكثيرين من المواطنين العرب يمتنعون عن التصويت، لأنهم يعرفون أن ممثليهم يكتفون بالجلوس في الكنيست ولا يطمحون للانضمام الى الحكومة.
هذا يعني انه يمكن "للصوت العربي" تغيير وجه السياسة فقط اذا سعى للانضمام الى السلطة، من خلال رفع نسبة التصويت من حوالي 60% الى حوالي 80%. ان الاستعداد للانتخابات من خلال تحقيق هذا التغيير الاستراتيجي، سيشكل بيان نوايا من قبل المجتمع العربي في إسرائيل، وترسيخ تفاهمات مبدئية مع الشركاء اليهود. وبالطبع يحتم ذلك، ايضا، اجراء تغيير استراتيجي ملموس في توجه الليبراليين المعتدلين الى الانتخابات، نحو المواطنين العرب والمسألة السياسية. سيتحتم عليهم الاعتراف بحقيقة ان التغيير سيتحقق من خلال المشاركة الاستراتيجية طويلة المدى مع العرب في إسرائيل، ليس باعتبارهم مستودعا للأصوات، او داعمين من الجانب، وانما شركاء علنيين لهم قيمتهم.
هدف اسقاط اليمين يحتم هذا التعاون الذي سيقوم على اسس الديموقراطية، خاصة المساواة وعدالة تقاسم الموارد، خلافا لسنوات الاقصاء والتمييز والقمع. وثمة عنصر آخر في هذه الشراكة هو وجود اتفاق، وليس مبادئ، في المسألة السياسية. في هذه المرحلة يكفي الاقرار بأن وجهة الشركاء هي المصالحة التاريخية بين الشعبين في المنطقة الواقعة بين البحر والنهر، وأن الخيار الاستراتيجي هو الحياة معا - على عكس التصور الشائع للفصل العنصري.
من شأن هذه المصالحة ان توفر الحلول للعديد من المسائل العالقة، التي تفشل كل محاولة لإقامة دولة متنورة وكل فرصة لتسوية الصراع. ويجب ان تتطرق هذه المشاركة، طبعا، الى المسائل الاقتصادية والاجتماعية، التي انعكست خلال موجة الاحتجاج في صيف 2011. إنشاء شراكة كاملة على أساس المواطنة المتساوية، وبرنامج عمل على المدى الطويل، قد يتبين أنه العمل الاستراتيجي الوحيد تقريبا، الذي يمكنه منع عودة اليمين إلى العرش وقيادة البلاد والمنطقة نحو مستقبل أفضل.
وفاة أبو عين: يجب ابداء الأسف والتفهم
تحت هذا العنوان يكتب يوسي بيلين، في "يسرائيل هيوم" ان زياد ابو عين كان شريكا لإسرائيل، لكنه لم يحب إسرائيل ولم يحب الصهيونية، ومثل كثير من اعضاء القيادة الفلسطينية امضى عقوبة في السجن الاسرائيلي (بتهمة قتل إسرائيليين دون ان يعترف أبدا بالتهمة، ولا حتى بعد اطلاق سراحه في صفقة جبريل). انه ليس صديقا لنا لكنه شريكنا، فهو من الفلسطينيين القوميين الذين فهموا ان الشعب الفلسطيني يملك مصلحة حقيقية في العيش بسلام مع إسرائيل والاستمتاع بفوائد اقتصادنا المتطور والمبادرات الاسرائيلية والتعاون في مجالات عدة كالبنى التحتية والموارد الطبيعية وغيرها.
لقد كان ابو عين عضوا في طاقم التوجيه الفلسطيني لمبادرة جنيف، وكان مستعدا للدفاع عن مضمونها امام الفلسطينيين الذين اعتبروا التعاون مع إسرائيل بمثابة خيانة. وآمن بأن التظاهرات ضد المستوطنات ستبقي على موضوع الاستيطان مطروحا على جدول الاعمال، تماما كما عارض التظاهرات العنيفة. ان وفاته خلال تظاهرة الاسبوع الماضي، تشكل نوعا من "الاثبات" للمتطرفين في "فتح" وبالتأكيد في "حماس"، بأن الجهود المبذولة للتوصل الى سلام مع إسرائيل تفتقد الى الأمل.
لم يمت ابو عين لأنه هدد حياة جندي اسرائيلي. وحسب ما يستدل من نتائج تشريح جثته فقد اصيب بنوبة قلبية جراء العنف الذي مورس ضده. على كل حال، وبدون التطرق الى التهديدات الفلسطينية بوقف التعاون الأمني، (الذي اعتبره عباس مقدسا قبل فترة وجيزة)، او التوجه الى مؤسسات الامم المتحدة لضم الدولة الفلسطينية الخيالية اليها، يجب على اسرائيل ابداء الأسف والاعتذار.
بدلا من إعطاء التفسيرات المعروفة والمتوقعة بشأن ظروف وفاته، وبدلا من التنصل من الذنب، يجب أن نفهم الحالة الخاصة والتعامل معها بشكل خاص. صحيح أن أبو عين ترأس الجهد الفلسطيني ضد المستوطنات، وشارك بالفعل في العديد من المظاهرات، لكنه ما كان يجب أن يموت. وقبل ان تتحول وفاته الى نوع من الاحداث البارزة في الصراع المتواصل بيننا- تماما كما تحول اغتيال رائد الكرمي في يناير 2002 الى الحدث البارز في الانتفاضة الثانية، وهو حدث ادى الى ارتفاع دراماتيكي في العنف الفلسطيني وضم اليه عناصر ابتعدت عنه في السابق – سيكون من الصحيح التحرك بسرعة لإخماد الحريق الذي اندلع بعد وفاة ابو عين.
انه حدث كلاسيكي يفضل فيه ان تكون حكيما على ان تكون محقا. يمنع علينا الاكتفاء بالتنصل من التهمة والقاء المسؤولية على غيرنا. علينا أن نفهم ان الحديث عن احد الاشخاص الذين آمنوا بإمكانية التوصل الى سلام مع إسرائيل وفهموا ما هي احتياجاتنا الحيوية، وليس فقط ما هي احتياجات الفلسطينيين. موته ينطوي على معاني كبيرة بالنسبة للفلسطينيين الذين يريدون السلام مع إسرائيل والذين يمكنهم اعتبار ما حدث دليلا على عدم نجاعة جهودهم.
من السهل الاتهام، من الصعب أمام الحقائق
يكتب ايلي حزان في "يسرائيل هيوم" ان جنود الجيش لا يتحملون المسؤولية عن وفاة الوزير زياد ابو عين، فتقرير التشريح الطبي الذي تم بمشاركة ممثلين اسرائيليين وفلسطينيين واردنيين يحدد وفاته نتيجة نوبة قلبية، كان يمكن ان تنجم عن الضغط. ولم يتم التشريح في ابو كبير او في الخارج وانما في معهد الطب الشرعي في ابو ديس.
بعد ذلك اتضح ان ابو عين كان مدخنا ثقيلا وعانى من جلطة. وقد اشير الى ذلك في التقرير الذي يعتبر موضوعيا وفق كل المقاييس. لكن هذا كله لم يمنع الفلسطينيين من مواصلة اتهام إسرائيل بالمسؤولية عن وفاة من قتل اسرائيليين في 1979 واطلق سراحه بعد اربع سنوات فقط. بعد فترة وجيزة من صدامه مع قوة الجيش قال الفلسطينيون انه "قتل جراء ضربه بكعب بندقية على صدره". وحقيقة عدم حدوث ذلك لن تمنع الفلسطينيين من وصف اكذوبة اخرى في سلسلة الاكاذيب التي ينشرونها.
ولا شك في أمر آخر، وهو ان بعض القادة الفلسطينيين يؤججون العنف والتحريض مرة تلو اخرى، دون ان يفهموا حجم الضرر الذي لا يصيب الإسرائيليين فقط وانما الفلسطينيين انفسهم. هكذا، مثلا، في الشهر الماضي، انتحر سائق حافلة الركاب يوسف حسن راموني، من سكان القدس. وبيّن تشريح الجثة انه انتحر، بعد عدم العثور على آثار عنف على جسده، كما بيّن تحقيق الشرطة عدم وجود شبهات بحدوث عمل جنائي. لقد حدد الجراح الفلسطيني نتائج معكوسة، لكنه رفض الرد على تساؤلات الصحفيين الإسرائيليين. وهذا يدلنا على طابع عمل يقوم على الكذب والخداع، لأنه لو كانت هناك دلائل فلا فائدة من اخفائها.
على كل حال، لقد قاد الأمر الى اعمال شغب وخرق للنظام في القدس والى اضراب محلي واستقالة سائقي الحافلات العرب الذين لم يشعروا بالتهديد من قبل الركاب اليهود فقط، وانما من اخوتهم في شرقي المدينة، ايضاً. ومن يعاني من ذلك في نهاية الأمر؟ الفلسطينيون انفسهم.
من المناسب القول: هناك إسرائيليون يتصرفون بشكل يثير الاشمئزاز، ويكفي ان نأخذ عملية القتل الحقيرة والمروعة للفتى محمد ابو خضير، وعمليات بطاقة الثمن التي يقف من خلفها اليهود. ولكن غالبية الاسرائيليين يشجبون بشدة هذا السلوك، بينما يشجع الفلسطينيون التعرض للأبرياء. وبالإضافة الى ذلك فان إسرائيل هي دولة ديموقراطية يتم تعريض كل شيء فيها الى الفحص، وتسمح لنا حرية المعلومات بوضع كل ما يبدو لنا سخيفا في الظل. يمكننا الوصول الى دلائل، بينما في الجانب الفلسطيني يعتبر الكذب مسألة اعتيادية وليس في مسالة الصراع العربي الاسرائيلي فقط.
ما الذي ينتظرنا وراء الزاوية؟
يكتب ايتان هابر، في "يديعوت احرونوت" ان الجواب على السؤال حول ما اذا كان يجب تصديق العرب والاعتماد عليهم في مسالة السلام، هو لا، وليس باي شكل من الأشكال، وهذا هو السبب الذي يجعل حكومات اسرائيل تستثمر في كل سنة عشرات المليارات لتمويل الأمن. فالسؤال الرئيسي والحقيقي الذي يطرح للاختبار يوميا في اسرائيل هو قدرتها على البقاء واستمرارية وجودها، وعدم غرقها في المحيط العربي الاسلامي الذي يلفها من كل جانب. ان الحقيقة التي تقف امامنا هي ان ثمانية ملايين اسرائيلي يحاطون بمئات ملايين المسلمين وان علينا اجادة السباحة في هذا البحر الذي يعج باسماك القرش وعدم الغرق.
الجميع يسخرون من مقولة "ما يرونه من هناك لا نراه من هنا"، ولكن هذه هي الحقيقة ولا توجد حقيقة اخرى: في القيادة فقط يرون ويعرفون الصورة كاملة، وهي ليست لطيفة. واقل ما يمكن قوله هو ان من يتسلم منصبا مسؤولا في قيادة الدولة ويملك عينين ودماغا بوسطهما، يشعر بالقلق الكبير. والحقيقة هي ان القادة الصارخين الذين وعدونا بحمل حقائبهم والمغادرة اذا طلب اليهم اقتلاع مستوطنات او بناء بيوتهم الى الابد في المستوطنات، وغيرهم ممن سموهم "الآباء الروحانيين للمستوطنات"، وكذلك اولئك الذين قالوا ان "من يتخلى عن الجولان يهمل أمن إسرائيل" فهموا جميعا الوضع من على كراسيهم العالية في المكاتب الوزارية في القدس، وفهموا عاجلا بأنهم لا يستطيعون تنفيذ وعودهم للناخبين.
ان السؤال المطروح للاختبار في المستقبل القريب هو: الى متى يمكن التسبب بالجنون للعالم كله، العربي والعام، وصفع الولايات المتحدة على خدها، والقول لرجالها بأن تألمهم من الصفعة هو ألم المحب، وفي الوقت ذاته سلب اموالهم؟ كم من الوقت يمكن الشرح للعالم بأننا صنعنا معروفا للفتى الفلسطيني الذي قتلناه عند الحاجز، لأنه لن يضطر للعيش تحت نعالنا لفترة طويلة؟ ولذلك فان الانتخابات القريبة ليست على المصير السياسي لنتنياهو وكحلون وليفني، وانما على حياتنا هنا.
لقد تغير العالم من حولنا تماما خلال الجيل الحالي، العالم العربي استبدل لونه وقبائله وتياراته وتنظيماته وآرائه. انه يختلف تماما. الشرق الأوسط يحترق، الدول المعادية تفككت الى شظايا، وقامت دول وشعوب اخرى للقضاء علينا، وربما مع قنابل نووية. وليس صدفة ان إسرائيل اعطت حليبها ودمها في السنوات الأخيرة في محاولة لمنع الكارثة.
الكثير من دول العالم ترى، بحق او بغير حق، في الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، مصدر كل المشاكل في العالم كله، وبالتأكيد في الشرق الأوسط. لقد اتخذ دافيد بن غوريون (اثناء قيام الدولة) ومناحيم بيغن (في السلام مع مصر)، ويتسحاق رابين (في محاولة التوصل الى سلام مع سوريا والفلسطينيين وفي السلام مع الأردن) قرارات جريئة جدا وفي الوقت المناسب. محاولة التوصل الى سلام مع الفلسطينيين قد لا تكون الأهم بالنسبة لنا، ولكنها تعتبر بالنسبة للعالم وقسما كبيرا من العالم الإسلامي، بمثابة بطاقة دخولنا الى ما نسميه "البقاء" وسط عالم معاد.