ومع انطلاق الثورة السورية بدمشق من غوطتها عام 1925 .. ضاقت حكومة الانتداب ذرعاً بالثوار ... ومن دعم أهالي دمشق لهم ، الذين اتخذوا من الغوطة معقلاً لهم ، وبعد انتشار الاضطرابات إلى داخل دمشق نفسها ، ونشوب معارك بين الأهالي والقوات الفرنسية ، أصدر الجنرال الهمجي الدموي "سيراي" أوامره بقصف دمشق من البر والجو عقاباً لأهلها وانتقاماً من الثوار الذين حاولوا اغتياله في قصر العظم يوم 17 تشرين الأول (أكتوبر) 1925.
و قاد الهجوم البري البربري الوحشي الفرنسي على دمشق الكابتن ” ديكار بانتري ” القائد العام لقوات حرس الهجانة في جيش الشرق ( الجيش الفرنسي بجنوب سوريا ) فنصب الثوار له كميناً عند منطقة عين الكرش ، وكانت أرض هذه المنطقة ( مكان سيران أهل الشام ) عبارة عن بحيرات ، تنبع منها المياه صيفاً شتاءً ، تُدعى (عين الكرش ) .. وبذلك يصعب عبور الآليات الثقيلة و الدبابات الفرنسية عليها ، سوى أن فرق الهجانة و المؤلفة من الجمال و الخيول تستطيع عبورها بسهولة .
و كان من حسن حظ الثوار ( المختبئين في بيت بعيرة مكان الجامع ) ... مرور الكابتن ديكار بانتري القائد العام لقوات حرس الهجانة بتلك المنطقة أثناء مرافقته لقافلة عربات خفيفة .. فأطلقوا عليه النيران فأردوه قتيلا هو وجنده و حرسه في منتصف شهر تشرين الثاني من عام 1925 انتقاما لقصف دمشق في يوم الأحد 18 تشرين الأول / أكتوبر/ من نفس العام .
موقع عدنان كنفاني
http://www.adnan-ka.com/
أشكركم على هذا المجهود المفيد وبارك الله بكم إخواني
أهلا بك أخت رهام:
ومن هذا المنبر : أدعو الدوائر المختصة و المعنية في دمشق .. بوقف اختلاس أثار و مدارس وأوقاف آثار البلد ... عياناً .. جهاراً ... في وضح النهار .... هذه الآثار تعود أوقافها إلى وزارة الأوقاف .. أو لمديرة الآثار و المتاحف ووزارة السياحة ، و إن لم يكن كذلك فهي ملك للحق العام .. لعامة الناس .
ولابد من استرجاعها من المختلسين ........ الذين تعدوا عليها عبر السنين الماضية فأوقفوا مهمتها و عطلوا أوقافها . فلنرفع الصوت عالياً في وجه من يحاول اختلاس البلد و اختلاس مرافقه .
بوابة المدرسة و قاعدة بناء المئذنة القائمة في منتصف مجمع غرف المدرسة ، وقد اختلست جميع هذه الغرف و لم يبق فيها أثر العلم و المعرفة .. بعد أن سيطر على العقول الجهل و الجهالة .
ولاح ببالي كلام المرحوم والدي محمد شحادة الأرمشي ( رحمه الله و طيب ثراه ) حين حدثني عن مدارس الصالحية .. وما أل مآلها و أحوالها .. وعن اختلاس مبانيها .. واختلاس أوقافها عياناً ... دون شفقة أو رحمة ... وفي عيني دمعة : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .... كيف أصبحت مدارسنا ذات القيمة العلمية .. و كيف أضحت دور العلم على هذه الشاكلة ؟؟ !! ... ( مختلسة ) ونحن أمة أقرأ ، و أُمرنا بالعلم و التعلم ؟؟
والله .. .. لا ادري ماذا أقول ؟؟؟ !!! ... وأتفطر حزناًً و ألماً لما آلت إليه حالنا .. بعد أن كنا في مقدمة الأمم ... بالعلم ... وبالإيمان.. .. وبالمعرفة ، فأصبحنا أمة تأكل مما لا تزرع ... و تلبس مما لا تصنع.
هنا نجد المدرسة المرشدية Abd Estwani
لة السيدة خديجة خاتون ، ابنة الملك المعظم شرف الدين عيسى بن الملك العادل سيف الدين أبى بكر بن نجم الدين أيوب ، على ضفاف نهر يزيد ، بجوار دار الحديث الأشرفيّة المقدسية البرانية ، والتي بناها عمها الملك الأشراف مظفر الدين أبو الفتح موسى ابن الملك العادل رحمهم الله جميعاً وتقبل منهم صالح الأعمال .
سراي المجالس العدلية :
صورة نقية وقريبة جداً ، واضحة لسراي المجالس العدلية / دار العدلية ملتقطة من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي في عام 1953 .
و تبدو الواجهة الحجرية الجميلة المتينة للطابق الأول والمنحوتة على طول الواجهة المزدانة بالنوافذ المقوسة حسب طراز العمائر العثمانية و كذلك الطابق الثاني والمبني على الطراز العثماني المتأخر مع تغير شكل النوافذ إلى مستطيلة خشبية ، وقد غصت غرفها و أروقتها ... بأجنحة المحكمتين الشريعة و المدينة .
مما دفع بالحكومة آنذاك إلى بناء مبنى جديد لدار العدلية أطلق عليه اسم : القصر العدلي و الكائن في شارع النصر مقابلا لسوق الحميدية بعد أن احترقت دار المشيرية العسكرية عام 1945 للميلاد .
فشيدت حكومة فخامة الرئيس شكري القوتلي رحمه الله في عام 1948 ـ 1952 للميلاد في جزء من أرض دار المشيرية الواسعة والممتدة بين شارع جمال باشا ، و بين حي القنوات مبنى جديد هو ( مبنى القصر العدلي ) ونُقلت إليه جميع دوائر العدل الشرعية و المدنية ... و ما زال البناء موجوداً في شارع النصر حتى اليوم 2011 .
أزيلت سرايا المجالس العدلية .... هذا البناء الجميل والأثري عام 1955 للميلاد ، و كذلك أزيلت جميع الأبنية المجاورة له من دار البريد و البرق ، و كذلك جامع يلبغا نفسه في منتصف سبيعنات القرن العشرين ... لأسباب أكثر من واهية.. بحجة تنظيم المنطقة ، ونهض مكانهم هيكلاً عظمياً لم يعرف منذ 30 سنة و إلى اليوم ما هو هذا الهيكل ؟؟؟ وإلى ما يرمز ؟؟؟ سوى أنه مجمع جامع يلبغا .
Damas. – Postes et Télégraphes
أما تاريخ بناء سراي البريد فعليه خلاف .. فقد ذكر عبد الرحمن بك سامي في كتابه ( القول الحق في بيروت و دمشق و الصادر عام 1890 ) فقال :
وما أن انتهى بنا السير إلى آخر حديقة البلدية ، إلا وتجلت لنا سراي المجالس العدلية ، و سراي البوسطة و التلغراف أي ( البريد و البرق ) ، و سراي البوليس ، جميعهم يطلون على مسحة واسعة ( أي ساحة المرجة ) ، في وسطها بركة ماء للدواب ( البحرة المدورة ) وأمام ذلك بعض مقاه ، و أشهرها مقهى الورد .
مما يدلنا أن تاريخ بناء سراي المجالس العدلية و سراي البريد و البرق .. قد شُـيدا قبل إصدار كتابه ( القول الحق ) ، وأضاف المؤرخ الدمشقي الشيخ محمد أديب الحصني رحمه الله بكتابه ( منتخبات التواريخ لمدينة دمشق ) : أن دوائر العدلية و البريد والبرق ودائرة البوليس والدرك .. قد تشكلت في أيام ولاية الصدر الأعظم الأسبق مدحت باشا الذي ولي دمشق 1878 للميلاد .
والصورة المرفقة لسراي البريد والبرق كبيرة الحجم ، عند استحداث الاتصال البرقي في الشام عام 1907 ، وملتقطة من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي في بداية عشرينات القرن العشرين ، و يوجد لوحة عند بروز منتصف المبنى فوق الباب الرئيسي ، مكتوبة باللغة الفرنسية :
Postes & Télégraphes
و فوقها مباشرة بين النافذنين ، كُتب عليها باللغة العربية ( البريد و البرق ).
عند مدخل المبنى ( كتبة الرسائل ) والعرض حالجي تحت الشوادر ، ثم يليه نحو اليمين مدخل سينما الإصلاح خانة ، ثم سوق علي باشا و مقهاه ، والى الأعلى يبدو جزء من قوصرة جملون بيت الصلاة لجامع يلبغا .
فيما يحيط بالنصب التذكاري ( عمود المرجة ) من جهة الشرق العربات التي تجرها الخيول لنقل الركاب إلى المناطق التي لم يتم تغطيتها بسكة ترام دمشق .
الصورة : كما هو واضح في أسفل اليمين عليها توقيع : ( M.A.Maetok ) وقد أفادنا الأستاذ ( أحمد جمال ) أن التوقيع هو للدكتور ( محمد عدنان معتوق ) صاحب معمل ( يونيفارما ) للادوية في دمشق . وهذه الصور كان يحصل عليها خلال زياراته إلى فرنسا.. ثم يقوم بطباعتها على شكل روزنامة ، و يضع عليها توقيعه .. وتوزع على الأطباء والصيادلة .
إذاً .. ليس هو صاحب العدسة .. بل هي عملية تسويق تجاري . هذا للعلم والتنويه . و أغلب الظن أنها بعدسة إلياس الدرزي .