منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 10 من 12 الأولىالأولى ... 89101112 الأخيرةالأخيرة
النتائج 91 إلى 100 من 119
  1. #91
    اهلا دكتور ودمت رائعا كعادتك
    ***************

    سعد بن عبادة



    نسب سعد بن عبادة وكنيته :



    هو سعد بن عبادة بن دليم بن كعب بن الخزرج الأنصاري ، سيِّد الخزرج، يكنى أبا ثابت وأبا قيس ، وكانت أمُّه عمرة بنت مسعود من المبايعات ، وقد توفيت بالمدينة في زمن النبي سنة خمس .


    حال سعد بن عبادة في الجاهلية : كان يكتب بالعربية في الجاهلية ، وكان يحسن العوم والرمي ؛ ولذلك سُميَ الكامل .



    قصة إسلام سعد بن عبادة : شهد سعد بيعة العقبة مع السبعين من الأنصار، وكان أحد النقباء الإثنا عشر . وكان سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو وأبو دجانة لما أسلموا يكسرون أصنام بني ساعدة .



    أثر الرسول في تربية سعد بن عبادة : لما أُصيب زيد بن حارثة أتاهم رسول الله ، فجهشت بنت زيد في وجه رسول الله، فبكى رسول الله حتى انتحب ، فقال له سعد بن عبادة : يا رسول الله ، ما هذا ؟ قال : " هذا شوق الحبيب إلى حبيبه ".ولم يقتصر التعليم أو التربية على الإيمان فقط، بل امتد إلى أكثر من ذلك، فيعلمه النبي بأن يأخذ حذره، وذلك لما دعاه رجل من الليل فخرج إليه، فضربه الرجل بسيفٍ فأشواه ، فجاءه النبي يعوده من تلك الضربة ، ولامه على خروجه ليلاً، وهذا هو موضع الفقه .






    أهم ملامح شخصية سعد بن عبادة :


    1- شدة غيرته : عن ابن عباس قال: لما نزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا} [النور: 2] ، قال سعد بن عبادة وهو سيد الأنصار: هكذا أنزلت يا رسول الله؟ فقال رسول الله: "يا معشر الأنصار، ألا تسمعون ما يقول سيدكم ؟" , قالوا : يا رسول الله ، لا تلمه ؛ فإنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا بكرًا ، وما طلق امرأة قط فاجترأ رجل منا أن يتزوجها من شدة غيرته . فقال سعد : " والله -يا رسول الله - إني لأعلم أنها حق ، وأنها من عند الله ، ولكني تعجبت أني لو وجدت لكاع قد تفخذها رجل ، لم يكن لي أن أهيجه ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء ، فو الله لا آتي بهم حتى يقضي حاجته !".

    2- جوده وسخاؤه : كان سعد بن عبادة حاله كحال آبائه في الجاهلية في السخاء والكرم ، وكان مشهورًا بالجود ، وكان لهم أُطُم[1] يُنادى عليها كل يوم : " من أحب الشحم واللحم ، فليأتِ أُطُم دليم بن حارثة " . ولمّا قدم النبي المدينةَ كان يبعث إليه كل يوم جفنة القصعة من ثَرِيد اللحم أو ثريد بلبن أو غيره ، فكانت جفنة سعد تدور مع رسول الله في بيوت أزواجه .



    3- ثباته على رأيه : ويتضح ذلك في يوم السقِيفة ، لما همّ الأنصار ببيعته ثم بعد ذلك آلت البيعة إلى أبي بكر الصديق ، فظل ثابتًا على رأيه ، ولم يبايع أحدًا إلى أن مات .




    مواقف سعد بن عبادة مع النبي : موقف سعد بن عبادة في غزوة بدر
    لما أراد الله اللقاء بين المسلمين والكافرين ، وكان المسلمون يريدون القافلة ، أراد النبي أن يعرف رأي الأنصار ، فشاور النبي أصحابه حين بلغه إقبال أبي سفيان ، قال : فتكلم أبو بكر فأعرض عنه ، ثم تكلم عمر فأعرض عنه ، فقال سعد بن عبادة : " إيانا تريد يا رسول الله، والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحار لأخضناها ، ولو أمرتنا أن نضرب أكباد الإبل الغماد لفعلنا ". فندب رسول الله الناس .




    بكاء النبي لمرض سعد بن عبادة : يقول عبد الله بن عمر قال : اشتكى سعد بن عبادة شكوى له ، فأتاه النبي يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود ، فلما دخل عليه وجده في غاشية أهله ، فقال : " قد قضي ؟" قالوا: لا ، يا رسول الله . فبكى النبي ، فلما رأى القوم بكاء النبي بكوا ، فقال : " ألا تسمعون ؟ إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ، ولكن يعذب بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحم ، وإن الميت يعذَّب ببكاء أهله عليه ".




    دعاء النبي لسعد بن عبادة : يروي أنس أن النبي جاء إلى سعد بن عبادة فجاء بخبز وزيت فأكل ، ثم قال النبي : " أفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصائِمُونَ ، وأكَلَ طَعَامَكُمُ الأبْرَارُ ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ المَلاَئِكَةُ ".




    من مواقف سعد بن عبادة مع الصحابة : موقف سعد بن عبادة يوم السقيفة
    حينما بعث أبو بكر الصديق إلى سعد بن عبادة أن أقبلْ فبايعْ ، فقد بايع الناس وبايع قومك ، قال : " لا والله ، لا أبايع حتى أراميكم بما في كنانتي ، وأقاتلك بمن تبعني من قومي وعشيرتي " . فلما جاء الخبر إلى أبي بكر لم يُلقِ له بالاً ، وتركه وشأنه ؛ فقد كان سعد بن عبادة وحيدًا في ذلك .






    موقف سعد بن عبادة مع عمر بن الخطاب : لما ولي عمر لقيه ذات يوم في طريق المدينة فقال : إيه يا سعد ! فقال : إيه يا عمر! فقال عمر : أنت صاحب ما أنت صاحبه ؟ فقال سعد : نعم ، أنا ذاك ، وقد أفضى إليك هذا الأمر، كان - والله - صاحبك أحب إلينا منك ، وقد أصبحت كارهًا لجوارك . فقال عمر: إنه من كره جوار جاره تحول عنه . فلم يلبث إلا قليلاً حتى انتقل إلى الشام ، فمات بِحوران .لم يقل سيدنا سعد هذه الكلمات لسيدنا عمر بدافع البغض والكراهية؛ فإن رجلاً كسعد صاحب رسول الله يعرف تمام المعرفة مقياس الحب والبغض ، وأنه لا يكون إلا لله ، ولكن قد يكون ترك سيدنا سعد لجوار سيدنا عمر حتى لا تحدث خلافات فتتسع الهُوة بينهما .



    بعض كلمات سعد بن عبادة : كان سعد بن عبادة يقول : " اللهم هب لي مجدًا ولا مجد إلا بفعال ، ولا فعال إلا بمال ، اللهم لا يصلحني القليل ولا أصلح عليه " .وقال يوم السقِيفة بعد أن حمد الله وأثنى عليه : " يا معشر الأنصار، لكم سابقة في الدين وفضيلة في الإسلام ليست لقبيلة من العرب ؛ إن محمدًا لبث بضع عشرة سنة في قومه يدعوهم إلى عبادة الرحمن وخلع الأنداد والأوثان فما آمن به من قومه إلا رجال قليل، وتوفاه الله وهو عنكم راضٍ وبكم قرير عين ، استبدوا بالأمر دون الناس ؛ فإنه لكم دون الناس " .







    منزلة سعد بن عبادة ومكانته : روى أبو داود من حديث قيس بن سعد أن النبي قال : " اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة ". وروى أبو يعلى من حديث جابر قال : قال رسول الله : " جزى الله الأنصار خيرًا ، لا سيما عبد الله بن حرام وسعد بن عبادة ".




    وفاة سعد بن عبادة : تُوفي سعد بن عبادة بحَوْرَان من أرض الشام ، قيل : سنة ثلاث عشرة ، وقيل : سنة أربع عشرة .


    المصادر : [1] الأطم : كل بيت مربع مسطح . .

  2. #92

    سلمة بن الأكوع



    نسب سلمة بن الأكوع وقبيلته :




    سلمة بن الأكوع , هكذا يقول جماعة أهل الحديث ينسبونه إلى جده ، وهو سلمة بن عمرو بن الأكوع . و الأكوع هو سنان بن عبد الله بن قشير بن خزيمة ، كان ممن بايع تحت الشجرة ، سكن بالربذة .وكان لقرب سلمة من رسول الله أكبر الأثر في تكوين شخصية مثالية بما غرسه النبي فيها من شجاعة ، ومروءة ، وتضحية في سبيل الله ، هذا الأثر لاحظه الصحابة ، وعرفوا أنه ما كانت هذه الصفات لتكون في سلمة إلا بتربية الرسول له . أهم ملامح شخصية سلمة بن الأكوع : 1- شجاعة سلمة بن الأكوع : و خير مثال على ذلك موقفه في غزوة ذي قرد ، فقد تصدى لمن أغار على إبل رسول الله ، فقد أغار عبد الرحمن بن عيينة على إبل رسول الله فقتل راعيها وخرج يطردها هو وأناس معه في خيل ، فقلت : يا رباح ، اقعد على هذا الفرس فألحقه بطلحة ، وأخبر رسول الله أنه قد أغير على سرحه . قال : وقمت على تل فجعلت وجهي من قبل المدينة ، ثم ناديت ثلاث مرات : يا صباحاه ، ثم اتبعت القوم ومعي سيفي ونبلي فجعلت أرميهم و أعقر بهم وذلك حين يكثر الشجر، فإذا رجع إليَّ فارس جلست له في أصل شجرة ثم رميت فلا يقبل عليَّ فارس إلا عقرت به ، فجعلت أرميهم وأقول : " أنا ابن الأكوع .. واليوم يوم الرضع " [1] .




    2- حب سلمة بن الأكوع للرسول وطاعته : ومن الأمثلة الواضحة على هذا هبته جارية وقعت في سهمه في إحدى السرايا للنبي ، على الرغم من أنها كانت من أجمل بنات العرب ، كما قال سلمة . و مما يدل على حبه للنبي أنه كان يأتي إلى سبحة الضحى ، فيعمد إلى الأسطوانة دون المصحف فيصلي قريبًا منها . فأقول له : ألا تصلي ها هنا ؟ وأشير إلى بعض نواحي المسجد . فيقول: إني رأيت رسول الله يتحرى هذا المقام [2] .يا لها من صفات عظيمة تلك التي يتصف بها صحابة رسول الله ، كان الواحد فيهم ينظر ماذا كان يصنع رسول الله ويفعله وهو في سعادة لا توصف .




    من مواقف سلمة بن الأكوع مع الرسول : مواقف عديدة حدثت بين سلمة بن الأكوع والرسول ، وذلك لقرب سلمة منه وحبه الشديد له ؛ فعن يزيد بن أبي عبيد قال : رأيت أثر ضربة في ساق سلمة فقلت : يا أبا مسلم ، ما هذه الضربة ؟ قال : هذه ضربة أصابتني يوم خيبر ، فقال الناس : أصيب سلمة . فأتيت النبي فنفث فيه ثلاث نفثات ، فما اشتكيتها حتى الساعة [3] .و جاء عين للمشركين إلى رسول الله، قال: فلما طعم انسل . قال : فقال رسول الله: " عليَّ بالرجل اقتلوه ". قال: فابتدر القوم . قال : وكان أبي يسبق الفرس شدًّا . قال : فسبقهم إليه، فأخذ بزمام ناقته أو بخطامها . قال : ثم قتله . قال : فنفله رسول الله سلبه [4] . وعن سلمة بن الأكوع قال : بايعت رسول الله يوم الحديبية ثم عدلت إلى ظل شجرة . فلما خف الناس قال : " يا ابن الأكوع ، ألا تبايع ؟" قلت : قد بايعت يا رسول الله . قال : " وأيضًا " . فبايعته الثانية . فقلت لسلمة : يا أبا مسلم ، على أي شيء كنتم تبايعون يومئذ ؟ قال : على الموت [5] .وقدم سلمة المدينة فلقيه بريدة بن الخصيب ، فقال : ارتددت عن هجرتك يا سلمة ؟ فقال : معاذ الله ! إني في إذن من رسول الله ، إني سمعت رسول الله يقول : " ابْدُوا يا أسلم ، فتنسموا الرياح ، واسكنوا الشعاب " . فقالوا : إنا نخاف يا رسول الله أن يضرنا ذلك في هجرتنا . فقال : " أنتم مهاجرون حيث كنتم " [6] .






    من مواقف سلمة بن الأكوع مع التابعين : كان سلمة ممن بايع عبد الملك بن مروان سنة ثلاث وسبعين . بعض الأحاديث التي نقلها سلمة بن الأكوع عن النبي : عن سلمة بن الأكوع ، أن النبي بعث رجلاً ينادي في الناس يوم عاشوراء : " إن من أكل فليتم أو فليصم ، ومن لم يأكل فلا يأكل" [7] .وعن سلمة بن الأكوع قال : كان علي تخلف عن النبي في خيبر، وكان به رمد ، فقال : أنا أتخلف عن رسول الله . فخرج علي فلحق بالنبي ، فلما كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها ، فقال رسول الله: " لأعطين الراية - أو قال ليأخذن - غدًا رجلاً يحبه الله ورسوله - أو قال - يحب الله ورسوله يفتح الله عليه " ، فإذا نحن بعليٍّ وما نرجوه ، فقالوا : هذا عليٌّ . فأعطاه رسول الله ، ففتح الله عليه[8].عن سلمة بن الأكوع : أن رجلاً أكل عند رسول الله بشماله ، فقال : " كل بيمينك ". قال : لا أستطيع . قال : " لا استطعت ، ما منعه إلا الكبر" . قال : فما رفعها إلى فيه [9] .


    وفاة سلمة بن الأكوع : توفي سلمة بن الأكوع بالمدينة سنة أربع وسبعين من الهجرة ، وهو ابن ثمانين سنة [10] .





    المصادر : [1] ابن سعد : الطبقات الكبرى 2/81 .[2] رواه ابن ماجه في سننه (1430) ، 1/459 . قال الألباني : صحيح .[3] رواه أبو داود : باب كيف الرقى (3896)، 4/18. قال الألباني : صحيح .[4] ابن منظور : مختصر تاريخ دمشق 1/1359.[5] البخاري : كتاب الجهاد والسير، باب البيعة في الحرب أن لا يفروا وقال بعضهم على الموت (2800) ، 3/1081.[6] الهيثمي : مجمع الزوائد (9294) ، 5/461.[7] رواه البخاري: باب إذا نوى بالنهار صومًا (1824) ، 2/679.[8] رواه البخاري : باب مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي (3499) ، 3/1357.[9] رواه مسلم : باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما (5387) ، 6/109.[10] الحاكم : المستدرك (6383) ، 3/649.
    --

  3. #93


    سعد بن أبي وقاص


    اسمه وشرف نسبه :


    سعد بن مالك بن أهيب ، أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وآخرهم موتًا . أمه حمنة بنت سفيان بن أمية بنت عم أبي سفيان بن حرب بن أمية . جده أهيب بن عبد مناف ، عم السيدة آمنة أم رسول الله . ولد في مكة سنة 23 قبل الهجرة .


    نشأة سعد بن أبي وقاص : نشأ سعد في قريش ، واشتغل في بري السهام وصناعة القِسِيّ ، وهذا عمل يؤهِّل صاحبه للائتلاف مع الرمي ، وحياة الصيد والغزو، وكان يمضي وقته وهو يخالط شباب قريش و ساداتهم ، ويتعرف على الدنيا عن طريق الحجيج الوافد إلى مكة المكرمة في أيام الحج ومواسمها .


    إسلام سعد بن أبي وقاص : كان ممن دعاهم أبو بكر للإسلام، فأسلم مبكرًا، وهو ابن سبع عشرة سنة . وبعد إسلامه تركت أمه الطعام ليعود إلى الكفر، فقال لها : تعلمين والله يا أماه، لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسًا نفسًا ، ما تركت ديني هذا لشيء ؛ فإن شئت فكلي ، وإن شئت لا تأكلي . فحلفتْ ألا تكلمه أبدًا حتى يكفر بدينه ، ولا تأكل ولا تشرب ؛ فأنزل الله : {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [العنكبوت: 8] .و كان سعد بن أبي وقاص أحد الفرسان ، وهو أول من رمى بسهمٍ في سبيل الله ، وهو أحد الستة أصحاب الشورى . من مناقب سعد بن أبي وقاص : 1- كان رسول الله يشير إلى سعدٍ قائلاً : " هذا خالي ، فليرني امرؤ خاله " .2- جمع النبي لسعد أبويه يوم أُحد ؛ فقد قال له : " ارمِ سعد ، فداك أبي وأمي" .



    سعد بن أبي وقاص حارس النبي : عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ : " كَانَ النَّبِيُّ سَهِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ قَالَ : " لَيْتَ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِي صَالِحًا يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ " ، إِذْ سَمِعْنَا صَوْتَ سِلاَحٍ ، فَقَالَ : "مَنْ هَذَا ؟ " , فَقَالَ : أَنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ، جِئْتُ لأَحْرُسَكَ . وَنَامَ النَّبِيُّ " . سعد بن أبي وقاص مجاب الدعاء : دعا له الرسول ، فقال : " اللهم سدد رميته ، وأجب دعوته ". فكان مجابَ الدعوة .



    سعد بن أبي وقاص وحبه للجهاد في سبيل الله : لم تعد حياة سعد ضياعًا في أحاديث التجارة أو اللغو، ولم يعد عمله في صنع السهام والقِسِيّ من أجل الربح ، بل أصبح عمله جميعه موجَّهًا لهدف واحد ، هو نصرة الدين ، وإعلاء كلمة الله ، والجهاد في سبيله بالمال والنفس والأهل والعشيرة ؛ فقد شهد مع النبي غزوة بُواط وكان يحمل لواءها ، وغزوة أُحد ، وكان الرسول يعتمده في بعض الأعمال الخاصة ، مثل إرساله مع علي بن أبي طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهما بمهمة استطلاعية عند ماء بدر، وعندما عقد صلح الحديبية كان سعد بن أبي وقاص أحد شهود الصلح .

    سعد بن أبي وقاص وقيادة ناجحة في القادسية : تولى سعد بن أبي وقاص مهمة قيادة جيش المسلمين في أصعب مرحلة من مراحل الحرب في بلاد فارس والعراق ، فاستطاع بفضل الله أولاً ، ثم بكفاءته وقدرته القيادية وتوجيهات أمير المؤمنين وجيشٍ يملؤه الإيمان أن يهزم الفرس هزيمة ساحقة في القادسية .كان أول قرار صحيح اتخذه سعد أثناء قيادته للجيش هو اختياره لموقع القادسية من أجل المعركة الحاسمة مع الفرس ، فقد توافرت في هذا الموقع :1- عزلته عن أهل البلاد الذين لم يكن سعد ليشعر بالطمأنينة إليهم .2- وقوع القادسية بين حاجزيْن جغرافييْن (الخندق والعتيق) لحماية قواته .3- قرب الموقع من الموارد الحياتية : المياه والطعام ؛ مما يضمن له سهولة التأمين الإداري لقوات المسلمين .4- عدم وجود حاجز طبيعي يعوق حركة القوات ، إذا ما أرادت الانسحاب وإعادة تجميعها لاستئناف القتال .5- حصر الفرس عند القتال بحاجز طبيعي (نهر الفرات) .وقد كان من قراراته الصحيحة أثناء المعركة في ميدان القتال إرسال قوات لحماية النقاط الضعيفة ، والتوغل والالتفاف من حول القوات ، ثم تحديد بداية المعركة مع موعد الظهر؛ إذ تكون حدة الشمس قد ارتفعت عن أعين المقاتلين ، وكذلك تنظيم عملية القتال الليلية (ليلة الهرير) ، التي قررت مصير المعركة الحاسمة .









    وفاة سعد بن أبي وقاص : تُوُفِّي سعد في قصره بالعقيق على بُعد خمسة أميال من المدينة ، وذلك عام 55هـ ، وقد تجاوز الثمانين ، وهو آخر من مات من المهاجرين .
    --

  4. #94
    أخي الكريم فراس الحكيم وأنت إنشاء الله فراس وحكيم ولك من اسمك نصيب
    جزاك الله خير على هذه الشخصيات القدوة والمثل التي تقدمها وتبذل جهود إن شاء الله تكون في ميزان حسناتك في البحث عنها
    نسأل الله أن تبعث الروح في الأمة وتوقظ شبابها ليسيروا على نهجها لتغيير واقعنا الذي لم يعد يسر لا العدو ولا الصديق
    وفقك الله لكل خير وتقبل احترامي ومودتي

  5. #95
    مثقفة فلسطينية خريجة لغة انكليزية
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,213
    سمرة بن جندب



    نسبه


    سمرة بن جندب بن هلال بن حريج بن مرة بن حزن بن عمرو يكنى أبا سليمان قدمت به أمه بعد موت أبيه فتزوجها رجل من الأنصار . ولم يدرك الجاهلية ولاقى النبي وهو بعد طفل .


    سمرة بن جندب مع الرسول : كان رسول الله يعرض غلمان الأنصار فمر به غلام فأجازه في البعث وعرض عليه سمرة فرده فقال لقد أجزت هذا ورددتني ولو صارعته لصرعته قال فدونكه فصارِعْهُ ، فصَرَعَهُ سمرةَ فأجازَه . [1]وهذا يدل علي حرص الفتيان من الصحابة علي أن ينالوا شرف الجهاد في سبيل الله .


    ملامح من شخصية سمرة بن جندب خلال عذبة ، وشمائل كريمة تمتع بها الصحابي الجليل منها الشجاعة وعدم التسامح مع المخطئين وقد ظهر هذا في تعامله مع الخوارج .ولما مرض سمرة بن جندب مرضه الذي مات فيه أصابه برد شديد فأوقدت له نار فجعل كانونا بين يديه وكانونا خلفه وكانونا عن يمينه وكانونا عن يساره قال فجعل لا ينتفع بذلك ويقول كيف أصنع بما في جوفي فلم يزل كذلك حتى مات .إنه لموقف رائع من الصحابي الجليل في يوم وفاته ، وهو موقف ما أحرانا في هذه الأيام أن نتعلم من موقف سمرة وأن نخاف من الله ونعمل ليوم تشخص فيه الأبصار . بعض ما روى عن النبي : عن سمرة بن جندب : أن امرأة ماتت في بطن فصلى عليها النبي فقام وسطها .[2] أي وقف في الصلاة عليها محاذيا الوسط .وعن سمرة بن جندب قال : قال النبي : " رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مقدسة فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم وعلى وسط النهر رجل بين يديه حجارة فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد الرجل أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان فقلت ما هذا ؟ . فقال الذي رأيته في النهر آكل الربا ".وعن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله لنا : " أتاني الليلة آتيان فابتعثاني فانتهيا بي إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة فتلقانا رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء وشطر كأقبح ما أنت راء قالا لهم اذهبوا فقعوا في ذلك النهر فوقعوا فيه ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم فصاروا في أحسن صورة قالا لي هذه جنة عدن وهذا منزلك قالا أما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح فإنهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تجاوز الله عنهم " . [3]وعن سمرة بن جندب عن النبي قال: " لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضب الله ولا بالنار" . [4] وفاة سمرة بن جندب: مات سمرة قبل سنة ستين قال ابن عبد البر سقط في قدر مملوء ماء حارا فكان ذلك تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم له ولأبي هريرة ولأبي محذورة آخركم موتا في النار قيل مات سنة ثمان وقيل سنة تسع وخمسين وقيل في أول سنة ستين .[5]


    المصادر : [1] الإصابة في تمييز الصحابة [جزء 3 - صفحة 178 ][2] صحيح البخاري [جزء 1 - صفحة 125] [3] صحيح البخاري [ جزء 4 - صفحة 1717][4] سنن أبي داود [ جزء 2 - صفحة 695 ][5] الإصابة في تمييز الصحابة [ جزء 3 - صفحة 178]
    --

  6. #96


    سالم مولى أبي حذيفة



    مهاجر و أنصاري !!



    هو أبو عبد الله سالم بن عبيد بن ربيعة، مولى أبي حذيفة ، وكان من أهل فارس من إصطخر ، من فضلاء الموالي ومن خيار الصحابة وكبارهم ، وهو معدود في المهاجرين لأنه لما أعتقته مولاته زوج أبي حذيفة تولى أبا حذيفة ، وتبناه أبو حذيفة ، ولذلك عُدَّ في المهاجرين ، وهو معدود أيضًا في الأنصار في بني عبيد لعتق مولاته الأنصارية زوج أبي حذيفة له . وفي العجم لما تقدم ذكره .كان من أهل إصطخر ببلاد فارس وقد وقع عليه سباء فحمل إلى مكة فاشترته ثبيتة بنت يعار، زوجة أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس القرشي ، ثم أعتقته فتبناه أبو حذيفة ، وكان من أوائل المهاجرين إلى المدينة .




    فضل سالم مولى أبي حذيفة : وكان إمام المهاجرين بالمدينة , فعن ابن عمر قال : لما قدم المهاجرون الأولون العصبة موضع بقباء قبل مقدم رسول الله كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة وكان أكثرهم قرآنًا .وعن عمر قال : سمعت رسول الله يقول : وذكر سالم مولى أبي حذيفة فقال : " إن سالمًا شديد الحب لله تعالى " .عن قتادة قال : أصيب النبي يوم أحد وكسرت رباعيته وفرق حاجبه فوقع وعليه درعان والدم يسيل فمر به سالم مولى أبي حذيفة فأجلسه ومسح عن وجهه فأفاق وهو يقول : " كيف بقوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى الله " , فأنزل الله تبارك وتعالى : { لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } [آل عمران: 128] .قال عنه عمر بن الخطاب وهو يموت : " لو كان سالم حيًّا ، لوليته الأمر من بعدي " .


    وفاة سالم مولى أبي حذيفة : عن محمد بن ثابت بن قيس قال : لما انكشف المسلمون يوم اليمامة ، قال سالم مولى أبي حذيفة : ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله ، فحفر لنفسه حفرة ، فقام فيها ومعه راية المهاجرين يومئذ ، ثم قاتل حتى قتل .فقتل رحمه الله يوم اليمامة شهيدًا سنة اثنتي عشرة وذلك في خلافة أبي بكر الصديق , وبلغ ميراثه مائتي درهم فقال عمر : احبسوها على أمه حتى تأتي على آخرها .
    --

  7. #97

    سارية بن زنيم



    نسب سارية بن زنيم وقبيلته :



    سارية بن زنيم بن عبد الله بن جابر بن محمية بن كنانة الدؤلي . كان خليعًا في الجاهلية أي لصًّا كثير الغارة ، وكان يسبق الفرس عدوًا على رجليه [1]، وكان (حليفًا) في الجاهلية ، وكان أشد الناس حضرًا [2] .و لا نعلم بالضبط متى أسلم سارية ، والظاهر أنه أسلم متأخرًا لعدم ورود اسمه بين الصحابة الذين شهدوا بدرًا أو أُحدًا أو الخندق ، ولكن موقفه مع أسيد بن أبي أناس يدل على أنه أسلم قبيل الفتح .فموقفه مع أسيد بن أبي أناس يدل على حرصه على أن يؤمن كل الناس ، فإنه لما قدم على رسول الله وفد بني عبد بن عدي ومعهم رهط من قومهم ، فذكر قصتهم مطولة ، وفيها قالوا : إنا لا نريد قتالك، ولو قاتلت غير قريش لقاتلنا معك، ثم أسلموا واستأمنوا لقومهم سوى رجل منهم أهدر النبي دمه يقال له : أسيد بن أبي أناس ، فتبرءوا منه ، فبلغ أسيدًا ذلك فأتى الطائف فأقام به ، فلما كان عام الفتح خرج سارية بن زنيم إلى الطائف فقال له : يا ابن أخي ، اخرج إليه ؛ فإنه لا يقتل من أتاه . فخرج إليه فأسلم ، ووضع يده في يده ، فأمّنه النبي [3] .



    أهم ملامح شخصية سارية بن زنيم : كان سارية يتحلى بالشجاعة الشخصية النادرة ، و قد تجلت هذه الشجاعة في فتح (فسا ودار أبجرد) ، كان سريع القرار صحيحه ، لماحًا للفرص المناسبة لا يضيعها ؛ لذلك أسند عمر بن الخطاب إليه مهمة فتح ولايتين من أهم ولايات فارس .




    من مواقف سارية بن زنيم مع الصحابة : خرج عمر بن الخطاب يوم الجمعة إلى الصلاة ، فصعد المنبر ثم صاح : يا سارية بن زنيم الجبل ، يا سارية بن زنيم الجبل ، ظلم من استرعى الذئب الغنم . قال : ثم خطب حتى فرغ. فجاء كتاب سارية بن زنيم إلى عمر بن الخطاب : إن الله قد فتح علينا يوم الجمعة لساعة كذا وكذا لتلك الساعة التي خرج فيها عمر فتكلم على المنبر . قال سارية : وسمعت صوتًا يا سارية بن زنيم الجبل ، يا سارية بن زنيم الجبل ، ظلم من استرعى الذئب الغنم ؛ فعلوت بأصحابي الجبل ونحن قبل ذلك في بطن وادٍ محاصرو العدو ، ففتح الله علينا . فقيل لعمر بن الخطاب ما ذلك الكلام ، فقال : والله ما ألقيت له بالاً ، شيء أتى على لساني [4] .وهنا يظهر إخلاص الفاروق عمر ، فالمسافة بين المدينة المنورة وبلاد الشام كبيرة جدًّا !! فكيف سمع سارية بن زنيم صوت عمر بن الخطاب ؟! إنه الإيمان الذي زرعه رسول الله في قلوب هؤلاء الصحابة الأطهار ، رضوان الله عليهم أجمعين .



    من كلمات سارية بن زنيم : يُروَى له - أو لأخيه أنس - و هو أصدق بيت قالته العرب :فما حَمَلتْ من ناقةٍ فوقَ رَحلِها *** أبرَّ وأوفـى ذِمّةً من محمـدِ[5]و هكذا ينطلق لسان سارية مدافعًا عن رسول الله ، يدافع عنه بنفسه وبلسانه ؛ فالصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - كانوا يحبون النبي أكثر من أرواحهم التي بين جنبيهم .





    المصادر : [1] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 3/5.[2] ابن ماكولا : الإكمال 4/246.[3] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 1/79. [4] ابن عساكر: تاريخ دمشق 20/25.[5] الصفدي: الوافي بالوفيات 1/2019.

  8. #98
    حرام بن ملحان


    نسبه :


    هو حرام بن ملحان النجاري الأنصاري خال أنس بن مالك ، واسم ملحان مالك بن خالد ، وقد شهد حرام بدرًا وأحدًا .



    من أهم ملامح شخصية حرام بن ملحان :


    مدارسته للقرآن وخدمته للمسلمين :
    عن أنس بن مالك قال : جاء ناس إلى النبي فقالوا : ابعث معنا رجالاً يعلمونا القرآن والسنة , فبعث إليهم سبعين رجلاً من الأنصار يقال لهم : القراء فيهم خالي حرام , كانوا يقرءون القرآن ويتدارسون بالليل ويتعلمون ، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه بالمسجد ويحتطبون فيبيعونه ويشترون به الطعام لأهل الصفة والفقراء .



    حرصه على تبليغ دعوة الله : روي عن أنس في قصة أصحاب بئر معونة قال : لا أدري أربعين أو سبعين وكان على الماء عامر بن الطفيل فخرج أولئك النفر حتى أتوا الماء فقالوا : أيكم يبلغ رسالة رسول الله فخرج - يعني حرام بن ملحان خال أنس - حتى أتى حواء منهم فاحتبى أمام البيوت, ثم قال: يا أهل بئر معونة إني رسول الله إليكم إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله فآمنوا بالله ورسوله .



    استشهاد حرام بن ملحان : قدم عامر بن مالك بن جعفر أبو براء ملاعب الأسنة الكلاني على رسول الله فأهدى له فلم يقبل منه وعرض عليه الإسلام فلم يسلم ولم يبعد , وقال : لو بعثت معي نفرًا من أصحابك إلى قومي لرجوت أن يجيبوا دعوتك ويتبعوا أمرك , فقال : " إني أخاف عليهم أهل نجد " , فقال : أنا لهم جار إن يعرض لهم أحد , فبعث معه رسول الله سبعين رجلاً من الأنصار شببة يسمون القراء , وأمر عليهم المنذر بن عمرو الساعدي , فلما نزلوا ببئر معونة وهو ماء من مياه بني سليم , وهو بين أرض بني عامر وأرض بني سليم كلا البلدين يعد منه وهو بناحية المعدن ، نزلوا عليها وعسكروا بها وسرحوا ظهورهم ، وقدموا حرام بن ملحان بكتاب رسول الله إلى عامر بن الطفيل ، فوثب على حرام فقتله ، وذلك في صفر سنة 4 من الهجرة .وقد روى البخاري بسنده عن ثمامة بن عبد الله بن أنس أنه سمع أنس بن مالك يقول : لما طعن حرام بن ملحان وكان خاله يوم بئر معونة قال بالدم هكذا فنضحه على وجهه ورأسه ثم قال : " فزت ورب الكعبة " .


    المراجع : الطبقات الكبرى ابن سعد .الاستيعاب ابن عبد البر.

  9. #99

    حارثة بن سراقة النجاري



    نسبه :


    حارثة بن سراقة بن الحارث بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري .


    استشهاده : كان أول قتيل قتل من الأنصار حارثة بن سراقة .رُوِي أن أم الربيع بنت البراء وهي أم حارثة بن سراقة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة - وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب - فإن كان في الجنة صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء ؟ قال ( يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى .أنس بن مالك أن أم الربيع أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهي أم حارثة بن سراقة فقالت : يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب فإن كان في الجنة صبرت وإن كان غير ذلك أجتهد عليه البكاء فقال يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى قال قتادة والفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها .عن أنس ين مالك : أن حارثة بن سراقة خرج نظارا فأتاه سهم فقتله فقالت أمه : يا رسول الله ! قد عرفت موضع حارثة مني فإن كان في الجنة صبرت وإلا رأيت ما اصنع ! قال : فذكره .آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحارثة بن سراقة و السائب بن عثمان بن مظعون وشهد حارثة بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يومئذ شهيدا رماه حبان بن العرقة بسهم فأصاب حنجرته فقتله وليس لحارثة عقب .



    المصادر: 1- أسد الغابة [ جزء 1 - صفحة 225 ]2- الطبقات الكبرى [ جزء 2 - صفحة 17 ]3- صحيح البخاري [ جزء 3 - صفحة 1034 ]4- مسند أحمد بن حنبل [ جزء 3 - صفحة 260 ]5- السلسلة الصحيحة [ جزء 4 - صفحة 425 ]6- الطبقات الكبرى [ جزء 3 - صفحة 510 ]
    --

  10. #100

    جابر بن عبد الله




    نسب جابر بن عبد الله وكنيته :




    هو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري السلمي من بني سلمة، يكنى أبا عبد الله . وأمه نسيبة بنت عقبة بن عدي ، وهي من بني سلمة أيضًا . و أبوه هو عبد الله بن عمرو بن حرام الصحابي الجليل الذي استشهد في غزوة أُحد .


    قصة إسلام جابر بن عبد الله : كان ممن أسلم مبكرًا ، وهو أحد الستة الذين شهدوا العقبة ، وذلك حينما لقي رسول الله عند العقبة في الموسم نفرًا من الأنصار، كلهم من الخزرج وهم : أبو أمامة أسعد بن زرارة بن عدس ، وعوف بن الحارث بن رفاعة وهو ابن عفراء ، ورافع بن مالك بن العجلان ، و قطبة بن عامر بن حديدة ، وعقبة بن عامر بن نابي ، وجابر بن عبد الله ؛ فدعاهم رسول الله إلى الإسلام ، فأسلموا مبادرة إلى الخير، ثم رجعوا إلى المدينة فدعوا إلى الإسلام ، ففشا الإسلام فيها حتى لم تبق دار إلا وقد دخلها الإسلام. وكان جابر من المكثرين الحفّاظ للسنن ، وكُفّ بصره في آخر عمره .



    أثر الرسول في تربية جابر بن عبد الله :
    أسلم جابر وأبوه عبد الله - رضي الله عنهما - مبكرين ، و نال جابر من عطف النبي وحنانه الكثير . ولقد اهتم به النبي اهتمامًا كبيرًا ، و كان يسأله عن حياته و معاشه وأحواله كلها ، ويوجِّهه دائمًا نحو الخير .عن جابر قال : قال رسول الله : " إذا خطب أحدكم المرأة ، فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل" . قال : فخطبت جارية من بني سلمة ، فكنت أختبئ لها تحت الكرب حتى رأيت منها بعض ما دعاني إلى نكاحها ، فتزوجتها .وفي البخاري عن جابر بن عبد الله قال : كان رسول الله يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن ، يقول : " إذا همَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك و أستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجل أمري و آجله - فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : في عاجل أمري و آجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به " . قال : " ويسمِّي حاجته " .



    أهم ملامح شخصية جابر بن عبد الله : حرصه على الجهاد :
    لقد أقبل جابر على الجهاد من أول فرصة واتته للجهاد ، لقد منعه أبوه عبد الله من الخروج إلى بدر وأُحد ، واستأثر بذلك الخروج لنفسه ، وترك جابرًا الشاب لأخواته الست ، ولما استشهد أبوه في غزوة أُحد بادر إلى الخروج إلى الجهاد لا تفوته غزوة مع رسول الله ؛ نصرةً لدين الله وإعلاء لكلمته . قال جابر : " غزا رسول الله إحدى وعشرين غزوة ، غزوت معه تسع عشرة غزوة ، ولم أشهد بدرًا ولا أحدًا، منعني أبي ، حتى إذا قُتل أبي يوم أُحد لم أتخلف عن غزوة غزاها " .






    بعض مواقف جابر بن عبد الله مع الرسول:
    عن جابر بن عبد الله قال : لما قتل أبي جعلت أكشف الثوب عن وجهه أبكي وينهوني عنه ، والنبي لا ينهاني، فجعلت عمتي فاطمة تبكي ، فقال النبي : " تبكين أو لا تبكين ، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه " .وروى البخاري بسنده عن جابر قال : جاء رسول الله يعودني وأنا مريض لا أعقل ، فتوضأ وصبَّ عليَّ من وضوئه فعقلت ، فقلت : يا رسول الله ، لمن الميراث ؟ إنما يرثني كلالة . فنزلت آية الفرائض .



    بعض مواقف جابر بن عبد الله مع الصحابة : مع أبيه :
    في البخاري بسنده عن جابر قال : لما حضر أُحد دعاني أبي من الليل ، فقال : " ما أراني إلا مقتولاً في أول من يقتل من أصحاب النبي ، وإني لا أترك بعدي أعز عليَّ منك غير نفس رسول الله ، فإن عليَّ دينًا فاقضِ واستوصِ بأخواتك خيرًا ". فأصبحنا فكان أول قتيل ، ودفن معه آخر في قبر، ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع الآخر، فاستخرجته بعد ستة أشهر، فإذا هو كيوم وضعته هُنَيَّةً غير أُذُنه .



    مع أبي بكر الصديق :
    عن جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنهما - أنه قال : دخلت على رسول الله فقال لي : " يا جابر، لو قد جاءنا مال لحثيت لك ثم حثيت لك ". قال : فقبض رسول الله قبل أن ينجز لي تلك العدة ، فأتيت أبا بكر فحدثته فقال أبو بكر: ونحن لو قد جاءنا شيء لحثيت لك ثم حثيت لك ثم حثيت لك . قال : فأتاه مال فحثي لي حثية ثم حثية ثم قال : ليس عليك فيها صدقة حتى يحول الحول . قال : فوزنتها فكانت ألفًا وخمسمائة .



    مع عبد الله بن أنيس :
    عن جابر بن عبد الله قال : بلغني حديث عن رجل من أصحاب النبي سمعه من النبي لم أسمعه منه ، فسرت شهرًا إليه حتى قدمت الشام فإذا هو عبد الله بن أنيس ، فأرسلت إليه أن جابرًا على الباب ، فرجع إليَّ الرسول فقال : أجابر بن عبد الله؟ قلت : نعم . فخرج إليَّ فاعتنقني واعتنقته . قال : قلت : حديث بلغني أنك سمعته من رسول الله لم أسمعه منه في المظالم ؛ فخشيت أن أموت أو تموت . قال : سمعت النبي يقول : " يحشر الناس - أو العباد - عراة غرلاً بهما ، فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب : أنا الملك أنا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة ، ولا ينبغي لأحد من أهل النار يدخل النار وأحد من أهل الجنة يطلبه بمظلمة حتى يقتصه منه حتى اللطمة " . قال : وكيف وإنما نأتي عراة غرلاً ؟ قال :" بالحسنات والسيئات " .



    مع جابر بن عمير :
    عن عطاء أنه رأى جابر بن عبد الله وجابر بن عمير الأنصاريين -رضي الله عنهما - يرتميان ، فملَّ أحدهما فجلس ، فقال له صاحبه : كسلت ؟ قال : نعم . فقال أحدهما للآخر: أما سمعت رسول الله يقول : " كل شيء ليس من ذكر الله فهو لعب ، إلا أن يكون أربعة : ملاعبة الرجل امرأته، وتأديب الرجل فرسه ، ومشي الرجل بين الغرضين ، وتعلم الرجل السباحة " .






    بعض مواقف جابر بن عبد الله مع التابعين : مع سعيد بن الحارث :
    قال سعيد بن الحارث : دخلنا على جابر بن عبد الله وهو يصلي في ثوب واحد ملتحفًا به ، ورداؤه قريب لو تناوله بلغه ، فلما سلم سألناه عن ذلك ، فقال : " إنما أفعل هذا ليراني الحمقى أمثالكم، فيفشوا على جابر رخصة رخصها رسول الله " . ثم قال جابر: " خرجت مع رسول الله في بعض أسفاره ، فجئته ليلة وهو يصلي في ثوب واحد وعليَّ ثوب واحد فاشتملت به ، ثم قمت إلى جنبه ، قال : " يا جابر، ما هذا الاشتمال ؟ إذا صليت وعليك ثوب واحد فإن كان واسعًا فالتحف به ، وإن كان ضيقًا فأتزر به " .



    بعض الأحاديث التي رواها جابر بن عبد الله عن النبي :
    عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله : " أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي : كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى كل أحمر وأسود ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، وجعلت لي الأرض طيبة طهورًا ومسجدًا ، فأيما رجل أدركته الصلاة صلى حيث كان ، ونصرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر، وأعطيت الشفاعة " .وعن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : سمعت رسول الله قبل موته بثلاثة أيام يقول : " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله " .


    أثر جابر بن عبد الله في الآخرين :
    روى عنه أحاديث النبي أكثر من مائة وعشرين من الصحابة والتابعين؛ فممن روى عنه من الصحابة : أنس بن مالك، وعبد الله بن ثعلبة ، ومحمود بن لبيد ، وماعز التميمي ، ومحمود بن عبد الرحمن التميمي وغيرهم . وممن روى عنه من التابعين : واسع بن حبان بن قرمز، ومعاذ بن رفاعة بن رافع ، ويزيد بن صهيب ، والحارث بن رافع ، وغيرهم الكثير .و كان يعلِّم غيره وينشر ما تعلمه من رسول الله ، وكان أحد المفتين بعد رسول الله ، وكانت له حلقة في المسجد النبوي ، يعلِّم فيها الناس ويفقههم .


    من كلمات جابر بن عبد الله :
    قال جابر بن عبد الله : " ما منا أحد إلا مالت به الدنيا ومال بها ، ما خلا عمر وابنه عبد الله " . و قال عندما سمع بموت ابن عباس وصفق بإحدى يديه على الأخرى : " مات أعلم الناس ، وأحلم الناس ، ولقد أصيبت به هذه الأمة مصيبة لا ترتق " .



    وفاة جابر بن عبد الله :
    تُوُفِّي جابر بن عبد الله سنة أربع و سبعين ، وهو ابن أربع وتسعين سنة ، وصلى عليه أبان بن عثمان .
    --

صفحة 10 من 12 الأولىالأولى ... 89101112 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. محاكمة الصحابة
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-31-2019, 08:18 AM
  2. هل هم من الصحابة؟
    بواسطة Husni Meho في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-18-2015, 07:18 PM
  3. أسد الغابة في معرفة الصحابة
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-26-2014, 05:37 AM
  4. الفتنة بين الصحابة
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-21-2014, 07:14 AM
  5. السحابة الحزينة-ترجمة
    بواسطة سارة الحكيم في المنتدى foreign languages.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-19-2012, 01:14 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •