عندما تلد الأمة ربّتها
كتبها: فيصل الملوحي
- صلى الله عليه وسلم -
ذلك مما علمه ربه ..وأوحى - تعالى - به إلى نبيه الكريم ..
عما سيكون ..في آخر الزمان .. عندما تنقلب الموازين ..القسط..
وتفرض الوليدة سلطانها على والدتها..اعترافا بفضل حملها وولادتها والسهر على تربيتها .................................................. ..........................………
وما أكثر النجباء..في هذا العصر المعطاء..
أمثال الخليل بن أحمد..وأبي العلاء ..في ذلك العصر البائد !!
إنما هم تلامذة..تربوا على أيدي معلمين..
وتمضي بعد المدرسة..سنين معدودة..ويصير التلميذ من الزملاء..
ويدخلون تحت اسم المعلمين ..فتتفتق العبقرية ..ويتفجر الذكاء..
يسنده ( الفيتامين ) الخطير ..البادئ بحرف الواو العجيب ..
أو الذهب الرنان ، والدنانير السحرية ..
ويجلس المعلم بين يدي التلميذ..طالبا مطيعا !!يتلقى مبادئ العلم ، وأصول التربية ..
فقد تصدّر التلميذ موقع المسؤولية ..
فما أسعدك _ يا بلادي _ واستبشري بخبز وزاد..فأنت على موعد مع المجد للتلاقي .
أراجع اليوم الأصول التي ظننا أنها الواجبة في تربية الأطفال والشباب: هذه الأصول التي تقوم على الجرأة في قول الحقّ، والحق وحده مدعّماً بالدليل، ولكن مع الاحتفاظ بأدب الحديث.
كم مرة قلت لطلابي الصغار والكبار: لا تسكتوا على كلمة تظنّون أني أخطأت فيها، كونوا أقوياء، دافعوا عن الحق، ولكن وفق نظام الصف الذي تجتمعون فيه، أو قاعة المحاضرة التي ترتادونها، لكم أن تقولوا: رأي أستاذكم خطأ، ولكن دون إساءة اللفظ، ومع الإشعار بالاحترام، وإن ظننتم أنّ رأيكم صواب، فكونوا على حذر، فقد تكون أمور غابت عنكم.
يقولون- وقولهم صدق، ونواياهم في علم الغيب!!-: لابد من مواجهة الحقيقة والنقد الذاتي لأنهما الدافعان إلى الحضارة والتقدم والتطور. ومن الخطأ القاتل أن نعمى عن الحقائق فلانراها!!!! ولم يعلموا أن كل بحث يجب أن يقوم على العلم، وعدم الغرور، وألا نظن في أنفسنا أنا مسحنا الأوّلين والآخرين!!
يتصدرون المحالس، وقد فقدوا الأصول التي على الإنسان التحلّيَ بها
يجأرون بما في صدورهم يظنّون أنها الجرأة في قول الحق، ولم يعلموا أنها صارت تعالياً بالباطل، وخروجاً على المنهج العلمي،
يريدون الصدق في القول الذي يورثهم البذاءة وغليظ القول والتسفيه،
يعيشون في الجهل أكثر من العلم ويظنّون أنه ميزة لهم في تصدر المجالس،
يحهلون من اللغة أكثر مما يعلمون فيوحي لهم تهافتهم اللغوي أنهم مشرّعون في اللغة، مبدعون في معانيها!!
أكاد أقول في نفسي: لقد أخطأنا حين سمحنا لطلابنا بهذه الجرأة،
ثم أتراجع، وأقول: البناء يحتاج إلى تضحية، ونحن لا نعمل لأنفسنا، فالمربي الصادق من يفنى ليحيا ولده:- تلميذه- .
والسلام على أهل العلم الذي ضمّوا إليه التهذيب!!