منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 12 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 119

العرض المتطور

  1. #1
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله عنا وعنهم كل خير هم النجوم والعمالقة هم انوار النية والفعل لقد تالمت عندما قرات فهل سنجد مثلهم اليوم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ظ
    وفاء الزاغة

  2. #2
    صحابة وصحابيات




    الجنيد بن عبد الرحمن




    النسب و القبيلة




    الجنيد بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة المري [1] .






    أهم المعارك ودوره فيها



    لما تولى الجنيد خراسان خرج من مُرة غطفان غازيًا يريد طخارستان ، فجاشت الترك بسمرقند ، فسار الجنيد حتى كان على أربع من سمرقند ، فلقيه خاقان فاقتتلوا قتالاً شديدًا حتى أمسوا فتحاجزوا ، وكتب الجنيد إلى سورة بن أبجر من بني أبان بن دارم - وهو واليه على سمرقند - يأمره بالقدوم عليه ، فأتاه فلقيته الترك قبل أن يصل إلى الجنيد ، فقُتل سورة بن أبجر وعامة جيشه وقتل معه مجاهد بن بلعاء العنبري ، ثم لقيهم الجنيد فهزمهم الله ، ومضى الجنيد فدخل سمرقند[2].
    وكان الجنيد شجاعًا لا يخاف رغم قلة عدده ؛ ففي قتاله مع الترك كان عدده قليلاً إلا أنه أصر على القتال على الرغم من المعارضين له، وكان يستنجد بالمسلمين ، فأرسل الجنيد إلى أشرس وهو يقاتل أهل بخارى والصغد : أن أمدني بخيل ، وخاف أن يقتطع دونه فوجه إليه أشرس عامر بن مالك الحماني ، فلما كان عامر ببعض الطريق عرض له الترك والصغد ، فدخل حائطًا حصينًا وقاتلهم على الثلمة ومعه ورد بن زياد بن أدهم بن كلثوم ، وواصل بن عمرو القيسي .
    فخرج واصل وعاصم بن عيمر المسقندي ومعهما غيرهما فاستداروا حتى صاروا من وراء الماء الذي هناك ، ثم جمعوا قصبًا وخشبًا وعبروا عليه ، فلم يشعر خاقان إلا والتكبير من خلفه، وحمل المسلمون على الترك ، فقاتلوهم فقتلوا عظيمًا من عظمائهم ، وانهزم الترك . وقدم عامر إلى الجنيد ، فلقيه وأقبل معه، وعلى مقدمة الجنيد عمارة بن حريم ، فلما انتهى إلى فرسخين من بيكند تلقته خيل الترك فقاتلتهم ، فكاد الجنيد يهلك ومن معه، ثم أظهره الله وسار حتى قدم العسكر، فظفر الجنيد وقتل الترك، وزحف عليه خاقان ، فالتقوا دون رزمان من بلاد سمرقند ، وقطن بن قتيبة على ساقة الجنيد ، فأسر الجنيد من الترك ابن أخي خاقان في هذه الغزاة ، فبعث به إلى هشام [3].







    من كلماته



    لما أراد بعض جنده أن يثنوه عن حربه مع الترك لقلة عدده، أنشد قائلا ً:
    أليس أحق الناس أن يشهد الوغا *** وأن يقتل الأبطال ضخما على ضخم
    وقال:
    ما علتي ما علتي ما علتي **** إن لم أقاتلهم فجزوا لمتي[4]







    وفاته

    تُوفي الُجنْيدُ بن عبد الرحمن المري الدمشقي الأمير على خراسان والسند سنة ست عشرة ومائة[5] ، وكان أحد الأجواد .







    قالوا عنه



    يقول عيسى بن أوس بن عصية بن عبد القيس في الجنيد بن عبد الرحمن المري والي خراسان :
    بيـت بناه سنـان ثم شيـده *** بحيث طنـب في أثنائـه الكـرم
    الصافحون بأحلام إذا قـدروا *** والضاربون إذا ما أعصو صب القتم
    القتل مينتهم والجـود عادتهم *** والحلم والعزم من أخلاقهـم شيـم
    وله يرثيه :
    ذهـب الجود و الجنيد جميعًا *** فعلى الجـود و الجنيد السـلام
    أصبحا ثاويين في بطن مـرو *** ما تغنت على الغصون الحمام[6].







    المصادر :

    [1] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 2/402.
    [2] تاريخ خليفة بن خياط 1/270.
    [3] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 2/402.
    [4] الطبري: تاريخ الرسل والملوك 5/411.
    [5] الذهبي: العبر في خبر من غبر 1/26.
    [6] ابن عساكر: تاريخ دمشق 11/325.

  3. #3
    صحابة وصحابيات


    أسامة بن زيد


    اسمه و نشأته

    هو أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي ، كان أبوه مولى لرسول الله ، ويكنى أبا محمد ، وهو مولى رسول الله من أبويه ، وكان يسمى " حِبّ رسول الله ". ولد بمكة سنة 7 قبل الهجرة ، ونشأ حتى أدرك ولم يعرف إلا الإسلام لله تعالى ولم يدن بغيره ، وهاجر مع رسول الله إلى المدينة ، وكان رسول الله يحبه حبًّا شديدًا ، وكان عنده كبعض أهله .
    وأمه هي أم أيمن رضي الله عنها ، واسمها بركة مولاة رسول الله وحاضنته ، وكان زيد بن حارثة لخديجة فوهبته لرسول الله فأعتقه رسول الله وزوّجه أم أيمن بعد النبوة ، فولدت له أسامة بن زيد .



    أثر الرسول في تربيته

    في العام السادس من بعثة النبي وُلد لأمّ أيمن أسامة بن زيد ، فنشأ وتربى في أحضان الإسلام ، ولم تنل منه الجاهلية بوثنيتها ورجسها شيئًا ، وكان قريبًا جدًّا من بيت النبوة ، وملازمًا دائمًا للنبي ؛ ففي مسند الإمام أحمد عن أسامة بن زيد قال : كنت رديف رسول الله(أي كان يركب خلفه) بعرفات، فرفع يديه يدعو ، فمالت به ناقته فسقط خطامها . قال : فتناول الخطام بإحدى يديه وهو رافع يده الأخرى . ومن ثَمَّ كان تأثره شديدًا برسول الله، وكان النبيي حبه حبًّا شديدًا ؛ ففي البخاري بسنده عن أسامة بن زيد حدَّث عن النبي أنه كان يأخذه والحسن فيقول : " اللهم أحبهما؛ فإني أحبهما ".
    بل وكان النبيي أمر بحبِّ أسامة بن زيد ؛ فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : لا ينبغي لأحد أن يبغض أسامة بعد ما سمعت رسول الله يقول : " من كان يحب الله ورسوله فليحب أسامة ". وكان نقش خاتم أسامة بن زيد : (حِبّ رسول الله) . وقد زوّجه النبي وهو ابن خمس عشرة سنة .



    أتشفع في حد من حدود الله ؟!

    روى البخاري بسنده عن عروة بن الزبير - رضي الله عنهما- أن امرأة سرقت في عهد رسول الله في غزوة الفتح، ففزع قومها إلى أسامة بن زيد يستشفعونه . قال عروة : فلما كلمه أسامة فيها ، تلوّن وجه رسول الله فقال : " أتكلمني في حد من حدود الله؟! " قال أسامة : استغفر لي يا رسول الله . فلما كان العشي قام رسول الله خطيبًا ، فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : " أما بعد ، فإنما أهلك الناس قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها " . ثم أمر رسول الله بتلك المرأة فقطعت يدها ، فحسنت توبتها بعد ذلك وتزوجت . قالت عائشة : فكانت تأتي بعد ذلك ، فأرفع حاجتها إلى رسول الله .



    دور أم أيمن في تربية أسامة بن زيد

    أم أيمن - رضي الله عنها - هي حاضنة النبي ، وهي إحدى المؤمنات المجاهدات اللاتي شاركن في المعارك الإسلامية مع رسول الله، فقد شهدت أُحدًا ، وكانت تسقي المسلمين ، وتداوي الجَرْحَى ، وشهدت غزوة خيبر . وقد روت أم أيمن - رضي الله عنها- بعضًا من أحاديث رسول الله . قال ابن حجر في الإصابة: كان النبي يقول عنها : " هذه بقية أهل بيتي " . هذه المرأة المؤمنة التقية الورعة المجاهدة كانت أحد المحاضن التربوية التي تخرَّج فيها أسامة بن زيد .
    وقد استشهد زيد بن حارثة زوج أم أيمن ووالد أسامة في مُؤْتة ، واستشهد أيمن ابنها وأخو أسامة من أمه في حُنين ، ففي هذه الأسرة المؤمنة المجاهدة نشأ هذا القائد الفارس الفذّ ، وتربى على معاني الجهاد والدفاع عن الإسلام ؛ مما جعل رسول الله يوليه إمارة الجيش الإسلامي وهو في الثامنة عشرة من عمره وفي الجيش كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار وأصحاب السبق في الإسلام .



    قائد جيش المسلمين في غزو الروم

    ولاَّه النبي - على صغر سنِّه - قيادة جيش المسلمين المتوجه لغزو الروم في الشام ، وقال له : " يا أسامة ، سر على اسم الله وبركته حتى تنتهي إلى مقتل أبيك ، فأوطئهم الخيل، فقد وليتك على هذا الجيش ، فأغر صباحًا على أهل أُبْنَى وحرق عليهم ، وأسرع السير تسبق الخبر، فإن أظفرك الله فأقلل اللبث فيهم ، وخذ معك الأدلاء ، وقدم العيون أمامك والطلائع " . ثم عقد الرسول لأسامة اللواء ، ثم قال : " امض على اسم الله " . وقد اعترض بعض الصحابة على استعمال هذا الغلام على المهاجرين الأولين، ولما علم رسول الله بذلك، غضب غضبًا شديدًا ، فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : " أما بعد ، يا أيها الناس ، فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة بن زيد ؟ والله لئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله ، و أيم الله إن كان للإمارة لخليقًا ، وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة ، وإن كان لمن أحب الناس إليَّ ، وإن هذا لمن أحب الناس إليَّ ، وإنهما لمخيلان لكل خير، فاستوصوا به خيرًا ؛ فإنه من خياركم " .
    وقبل الخروج مع أسامة جاء المسلمون يودعون رسول الله ، فأمرهم بإنفاذ بعث أسامة . وركب أسامة إلى معسكره وصاح في الناس أصحابه باللحوق بالعسكر، فانتهى إلى معسكره ونزل وأمر الناس بالرحيل وقد مَتَعَ النهار، فبينا أسامة يريد أن يركب من الجُرْف أتاه رسول أم أيمن - وهي أمه - تخبره أن رسول الله يموت، فأقبل أسامة إلى المدينة معه عمر وأبو عبيدة بن الجراح - رضي الله عنهما - فانتهوا إلى رسول الله وهو يموت ، فتُوفِّي رسول الله حين زاغت الشمس يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول ، ودخل المسلمون الذين عسكروا بالجُرْف المدينة .
    وبعد وفاة النبي بويع لأبي بكر ، وقد ارتدَّ من العرب من ارتد عن الإسلام ، دخل على أبي بكر كبارُ الصحابة ، فقالوا : " يا خليفة رسول الله، إن العرب قد انتقضت عليك من كل جانب ، وإنك لا تصنع بتفريق هذا الجيش المنتشر شيئًا، اجعلهم عُدَّة لأهل الردة ترمي بهم في نحورهم ، وأخرى لا نأمن على أهل المدينة أن يغار عليها وفيها الذراري والنساء ، فلو استأنيت لغزو الروم حتى يضرب الإسلام بِجِرَانِه [1]، وتعود الردة إلى ما خرجوا منه أو يفنيهم السيف، ثم تبعث أسامة ، حينئذٍ فنحن نأمن الروم أن تزحف إلينا". ولكن الصديق أصر على إنفاذ بعث أسامة قائلاً : " والذي نفسي بيده ، لو ظننت أن السباع تأكلني بالمدينة لأنفذت هذا البعث ".
    وبالفعل خرج جيش أسامة ، واستطاع هذا الجيش أن يقوم بمهمته على خير وجه ، ويعود ظافرًا إلى المدينة . و ظهرت موهبة أسامة الفذة في قيادة الجيش ، وأثبت أنه كان - على صغر سنِّه - جديرًا بهذه القيادة .


    أهم ملامح شخصيته


    الجانب القيادي

    تربّى أسامة على يد رسول الله، وقد ربّاه النبي على أن يكون قائدًا، واكتشف عناصر هذه القيادة في شخصيته، وقد كان دقيقًا في تنفيذ أوامر رسول الله ، ويظهر ذلك من مواقفه المتعددة ، ومنها عندما كان قائدًا للجيش الذي غزا الروم في الشام ، ومدى الدقة التي التزم بها في تنفيذ تعليمات رسول الله ، فضلاً عن ذلك فقد شهد له رسول الله أنه خليق بالولاية وأنه أهلٌ لها ، وقد نجح في مهمته التي انتدب لها أعظم نجاح ، وأدى دوره على أفضل ما يكون الأداء ؛ فعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله بعث بعثًا وأمَّر عليهم أسامة بن زيد ، فطعن الناس في إمارته ، فقام رسول الله فقال : " إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل ، و أيم الله إن كان لخليقًا للإمارة ، وإن كان لمن أحب الناس إليَّ ، وإن هذا لمن أحب الناس إليَّ بعده ".



    بعض المواقف من حياته مع الرسول

    عن محمد بن أسامة بن زيد ، عن أبيه قال : كساني رسول الله قُبطيَّة كثيفة أهداها له دحية الكلبي ، فكسوتها امرأتي، فقال رسول الله : " ما لك لا تلبس القبطية ؟ " قلت : كسوتها امرأتي . فقال : "مرها فلتجعل تحتها غلالة ؛ فإني أخاف أن تصف عظامها ".
    وعن أسامة بن زيد قال : قلت يا رسول الله ، لمْ أرَكَ تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان . قال : " ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ؛ فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ".



    بعض المواقف من حياته مع الصحابة


    مع عمر بن الخطاب

    عن هشام بن عروة ، عن أبيه : لما فرض عمر بن الخطاب للناس فرض لأسامة بن زيد خمسة آلاف ولابن عمر ألفين ، فقال ابن عمر رضي الله عنهما : فضلت عليَّ أسامة وقد شهدتُ ما لم يشهد !! فقال : " إن أسامة كان أحب إلى رسول الله منك ، وأبوه أحب إلى رسول الله من أبيك ".



    مع خلاد بن السائب

    عن خلاد بن السائب قال: دخلت على أسامة بن زيد فمدحني في وجهي ، فقال : إنه حملني أن أمدحك في وجهك أني سمعت رسول الله يقول : " إذا مُدح المؤمن في وجهه ربا الإيمان في قلبه ".


    من مواقفه مع التابعين

    مع مروان بن الحكم

    عن عبيد الله بن عبد الله قال : رأيت أسامة بن زيد يصلي عند قبر رسول الله ، فخرج مروان بن الحكم فقال : تصلي إلى قبره ؟! فقال : إني أحبه . فقال له قولاً قبيحًا ثم أدبر، فانصرف أسامة فقال: يا مروان ، إنك آذيتني ، وإني سمعت رسول الله يقول : " إن الله يبغض الفاحش المتفحش" ، وإنك فاحش متفحش .



    أثره في الآخرين

    روى عنه أحاديثَ النبي ثلاثون من الصحابة والتابعين ، وممن روى عنه من الصحابة سعد بن أبي وقاص ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عباس ، وأبو هريرة (رضي الله عنهم أجمعين) . وممن روى عنه من التابعين سعيد بن المسيب ، وإبراهيم بن سعد بن أبي وقاص ، وعامر بن شرحبيل ، وشقيق بن سلمة ، وغيرهم .



    ويعلم مولاه عمليًّا

    عن مولى أسامة بن زيد أنه انطلق مع أسامة إلى وادي القرى في طلب مال له ، فكان يصوم يوم الاثنين ويوم الخميس ، فقال له مولاه : لمَ تصوم يوم الاثنين ويوم الخميس وأنت شيخ كبير؟ فقال : إن نبي الله كان يصوم يوم الاثنين ويوم الخميس ، وسئل عن ذلك فقال : " إن أعمال العباد تعرض يوم الاثنين ويوم الخميس ".



    الأثر العالمي لبعث أسامة

    كان لهذا البعث أثرٌ كبير في تثبيت وتوطيد دعائم الدولة الإسلامية بعد وفاة النبي وارتداد الكثير من القبائل ، وكان من شأنه أن ألقى الفزع والهلع في قلوب القبائل العربية التي مرَّ عليها في شمال الجزيرة العربية ، وكانوا يقولون : لو لم يكن للمسلمين قوة تحمي المدينة وما حولها ما بعثوا جيشًا إلى هذه المسافات البعيدة . وقد وصل جيش أسامة إلى تخوم الروم ؛ ومن أجل ذلك كانت حركة الردة في تلك المناطق أضعف منها بكثير من غيرها من المناطق الأخرى .



    بعض الأحاديث التي رواها عن الرسول

    روى البخاري بسنده عن أسامة بن زيد ، عن النبي قال : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " .
    وروى مسلم في صحيحه عن أسامة بن زيد أن النبي قال : " لا يرث المسلم الكافر، ولا يرث الكافر المسلم " .


    وفاته

    اعتزل أسامة بن زيد الفتن بعد مقتل عثمان إلى أن مات في أواخر خلافة معاوية ، وكان قد سكن المِزّة غرب دمشق ، ثم رجع فسكن وادي القرى ، ثم نزل إلى المدينة فمات بها بالجُرْف .


    المصادر :

    [1] أي : قرّ قراره واستقام ، كما أن البعير إذا برك واستراح مد عنقه على الأرض .

  4. #4
    صحابة و صحابيات


    حسان بن ثابت


    نسب حسان بن ثابت

    هو أبو الوليد حسان بن ثابت من قبيلة الخزرج ، التي هاجرت من اليمن إلى الحجاز، وأقامت في المدينة مع الأوس ..ولد في المدينة قبل مولد الرسول بنحو ثماني سنين ، فعاش في الجاهلية ستين سنة ، وفي الإسلام ستين سنة أخرى ، وشب في بيت وجاهة وشرف ، منصرفًا إلى اللهو والغزل ، فأبوه ثابت بن المنذر بن حرام الخزرجي ، من سادة قومه وأشرافهم ، وأمه الفريعة خزرجية مثل أبيه .
    وحسان بن ثابت ليس خزرجيًّا فحسب؛ بل هو أيضًا من بني النجار أخوال رسول الله فله به صلة وقرابة.



    حسان بن ثابت قبل الإسلام


    كانت المدينة في الجاهلية ميدانًا للنـزاع بين الأوس والخزرج، تكثُر فيها الخصومات والحروب، وكان قيس بن الخطيم شاعر الأوس، وحسان بن ثابت شاعر الخزرج، الذي كان لسان قومه في تلك الحروب التي نشبت بينهم وبين الأوس في الجاهلية، فصارت له في البلاد العربية شهرةٌ واسعة.
    وقد اتصل حسان بن ثابت بالغساسنة، يمدحهم بشعره، ويتقاسم هو والنابغة الذبياني وعلقمة الفحل أعطيات بني غسان، وقد طابت له الحياة في ظل تلك النعمة الوارفة الظلال، ثم اتصل ببلاط الحيرة وعليها النعمان بن المنذر، فحلَّ محلَّ النابغة، حين كان هذا الأخير في خلاف مع النعمان، إلى أن عاد النابغة إلى ظل أبي قابوس النعمان، فتركه حسان مكرهًا، وقد أفاد من احتكاكه بالملوك معرفةً بشعر المديح وأساليبه، ومعرفة بشعر الهجاء ومذاهبه، ولقد كان أداؤه الفني في شعره يتميز بالتضخيم والتعظيم، واشتمل على ألفاظ جزلة قوية، وهكذا كان في تمام الأهبة للانتقال إلى ظل محمدنبي الإسلام، والمناضَلة دونه بسلاحَي مَدْحِه وهجائه.



    حسان بن ثابت في الإسلام

    لما بلغ حسان بن ثابت الستين من عمره، وسمع بالإسلام، دخل فيه، وراح من فوره يرد هجمات القرشيين اللسانيَّة، ويدافع عن محمد والإسلام، ويهجو خصومهما.. قال يومًا للأنصار: "ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم؟!" فقال حسان بن ثابت: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه، وقال عليه السلام: "والله ما يسرني به مِقْول بين بصرى وصنعاء".
    ولم يكن حسان بن ثابت وحده هو الذي يرد غائلة المشركين من الشعراء؛ بل كان يقف إلى جانبه عدد كبير من الشعراء الذين صحَّ إسلامهم، وكان النبي يثني على شعر حسان، وكان يحثُّه على ذلك ويدعو له بمثل: "اللهم أيده بروح القدس"، وعطف عليه وقرَّبه منه، وقسم له من الغنائم والعطايا، إلا أن حسان بن ثابت لم يكن يهجو قريشًا بالكفر وعبادة الأوثان؛ وإنما كان يهجوهم بالأيام التي هُزِموا فيها، ويُعيرهم بالمثالب والأنساب، ولو هجاهم بالكفر والشرك ما بلغ منهم مبلغًا.. وكان حسان بن ثابت لا يقوى قلبُه على الحرب، فاكتفى بالشعر، ولم ينصر رسول الله بسيفه، ولم يشهد معركةً مع رسول الله و لا غزوةً.
    ومما لا شك فيه أن حسانَ بن ثابت كان يحظَى بمنزلةٍ رفيعةٍ، يجلُّه الخلفاء الراشدون ويفرضون له في العطاء في الوقت نفسه، فإننا لا نجد في خلافة أبي بكر- رضي الله عنه- موقفًا خاصًّا من الشعر، ويبدو أن انشغاله بالفتوحات وحركة الردَّة لم تدَع له وقتًا يفرغ فيه لتوجيه الشعراء أو الاستماع إليهم، في حين نجد أن عمر بن الخطاب t يحب الشعر، خاصةً ما لم يكن فيه تكرار للفظ والمعنى، وقد رُوِي عن كلٍّ من الخليفتَين الراشِدَين عددٌ من الأبيات، لسْنا في صدَدِ إيرادِها.



    حسان بن ثابت يؤيده الروح القدس

    قال رسول الله: "اهجُ قريشًا، فإنه أشد عليهم من رشق بالنبل"، فأرسل إلى ابن رواحة فقال: "اهجهم"، فهجاهم فلم يُرْضِ، فأرسل إلى كعب بن مالك، ثم أرسل إلى حسان بن ثابت، فلما دخل عليه، قال حسان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنَبه، ثم أدلع لسانه فجعل يحركه، فقال: والذي بعثك بالحقَ! لأفرينَّهم بلساني فرْيَ الأديم.. فقال رسول الله: "لا تعجل، فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها، وإن لي فيهم نسبًا، حتى يلخص لك نسبي"، فأتاه حسان، ثم رجع فقال: يا رسول الله، قد لخص لي نسبك، والذي بعثك بالحق!! لأسلنَّك منهم كما تسل الشعرة من العجين.. قالت عائشة: فسمعت رسول الله يقول لحسان: "إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله"، وقالت: سمعت رسول الله يقول: "هجاهم حسان، فشفى واشتفى".

    قال حسان:

    هجوت محمدًا فأجبت عنه *** وعند الله في ذاك الجزاء
    هجوت محمدًا برًّا تقيًّا *** رسول الله شيمته الوفاء
    فإن أبي ووالده وعرضي *** لعرض محمد منكم وقاء
    ثكلت بنيتي إن لم تروها *** تثير النقع من كنفي كداء
    يبارين الأعنة مصعدات *** على أكتافها الأسل الظماء
    تظل جيادنا متمطرات *** تلطمهن بالخمر النساء
    فإن أعرضتمو عنا اعتمرنا *** وكان الفتح وانكشف الغطاء
    وإلا فاصبروا لضراب يوم *** يعز الله فيه من يشاء
    وقال الله: قد أرسلت عبدًا *** يقول الحق ليس به خفاء
    وقال الله: قد يسرت جندًا *** هم الأنصار عرضتها اللقاء
    لنا في كل يوم من معد *** سباب أو قتال أو هجاء



    آثار حسان بن ثابت

    اتفق الرواة والنقَّاد على أن حسان بن ثابت أشعَر أهل المدر في عصره، وأشعر أهل اليمن قاطبةً، وقد خلف ديوانًا ضخمًا رواه ابن حبيب، غير أن كثيرًا من الشعر المصنوع دخله؛ لأنه لما كان لحسان بن ثابت موقف خاص من الوجهة السياسية والدينية، دُسَّ عليه كثير من الشعر المنحول، وقام بهذا العمل أعداء الإسلام، كما قام به بعض كُتَّاب السير من مثل ابن إسحاق.



    أغراض شعر حسان بن ثابت

    أكثر شعر حسان في الهجاء، وما تبقى في الافتخار بالأنصار، ومدح محمد والغساسنة والنعمان بن المنذر وغيرهم من سادات العرب وأشرافهم، ووصف مجالس اللهو والخمر مع شيء من الغزل، إلا أنه منذ إسلامه التزم بمبادئ الإسلام، ومن خلال شعر حسان بن ثابت نجد أن الشعر الإسلامي اكتسب رقةً في التعبير بعد أن عمَّر الإيمانُ قلوبَ الشعراء، وهي شديدة التأثير بالقرآن الكريم والحديث الشريف مع وجود الألفاظ البدوية الصحراوية.
    ومهما استقلَّت أبيات حسان بن ثابت بأفكار وموضوعات خاصَّة.. فإن كلاًّ منها يعبر عن موضوع واحد؛ هو موضوع الدعوة التي أحدثت أكبر تغيير فكري في حياة الناس وأسلوب معاشهم، وسنقسم شخصية حسان بن ثابت الشعرية إلى أربعة أقسام، هي:



    شعر حسان بن ثابت القبلي

    قبل أن يدخل حسان بن ثابت في الإسلام كان منصرفًا إلى الذَّود عن حياض قومه بالمفاخرة، فكان شعره القبلي تغلب عليه صبغة الفخر، أما الداعي إلى ذلك فالعَداء الذي كان ناشبًا بين قبيلته والأوس، ولقد كان لفخر حسان نفحة عالية واندفاعًا شديدًا.



    ارتباط حسان بن ثابت بالغساسنة

    اتصل حسان بالبلاط الغساني، فمدح كثيرًا من أمراء غسان، أشهرهم عمرو الرابع بن الحارث، وأخوه النعمان، ولاسيما جبلة بن الأيهم، وقد قرب الغساسنة الشاعر وأكرموه وأغدقوا عليه العطايا، وجعلوا له مرتبًا سنويًّا، وكان هو يستدر ذلك العطاء بشعره:
    يسقون من ورد البريص عليهم بردى يصفق بالرحيق السلـل
    بيض الوجوه كريمة أحسابهم شمُّ الأنوف من الطراز الأول



    دخول حسان بن ثابت الإسلام

    نصب حسان نفسه للدفاع عن الدين الإسلامي، والرد على أنصار الجاهلية، وقد نشبت بين الفريقين معارك لسانية حامية، فكان الشعر شعر نضال يهجو فيه الأعداء، ويمدح فيه رجال الفريق، ولم يكن المدح ولا الهجاء للتكسب أو الاستجداء؛ بل للدفاع عن الرسول الكريم وهذا ينقسم لقسمين:

    أما المدح الذي نجده في شعر حسان لهذا العهد، فهو مقصور على النبي وخلفائه وكبار الصحابة، والذين أبلَوا في الدفاع عن الإسلام بلاءً حسنًا، وهو يختلف عن المدح التكسُّبي بصدوفه عن التقلب على معاني العطاء والجود، والانطواء على وصف الخصال الحميدة ورسالة محمد وما إلى ذلك مما ينبثق من العاطفة الحقَّة والعقيدة النفيسة، قال حسان:
    نبي أتانا بعد يأس وفترة من الرسل *** والأوثان في الأرض تعبد
    فأمسى سراجًا مستنيرًا وهاديًا *** يلوح كما لاح الصقيل المهنـد
    وأنذرنا نارًا وبشر جـنة *** وعلمنا الإسلام، فالله نحــمد
    وأنت إله الخلق ربي وخالقي *** بذلك ما عمرت في الناس أشهد
    ويلحق بهذا المدح رثاء محمد فقد ذرف الشاعر دموعًا حارة، وضمنه لوعة وتذكرًا لأفضال رسول الدين الجديد، وحنينًا إليه في النعيم:

    مع المصطفى أرجو بذاك جواره *** وفي نيل ذلك اليوم أسعى وأجهد
    وأما الهجاء النضالي فقد وجهه إلى القرشيين الذين قاموا في وجه الدين الجديد يحاربونه ويهجون محمدًا وكان موقف الشاعر تجاههم حربًا لما بينهم وبين محمد من نسب.
    أما أسلوبه في هجائه فقد كان يعمد إلى الواحد منهم فيفصله عن الدوحة القرشية، ويجعله فيهم طائرًا غريبًا يلجأ إليها كعبد، ثم يذكر نسبه لأمه فيطعن به طعنًا شنيعًا، ثم يسدد سهامه في أخلاق الرجل وعرضه فيمزقها تمزيقًا في إقذاع شديد، ويخرج ذلك الرجل موطنًا للجهل والبخل والجبن والفرار عن إنقاذ الأحبة من وهدة الموت في المعارك.



    وفاة حسان بن ثابت

    توفي حسان بن ثابت في المدينة المنورة سنة (54هـ= 673/674م) في عهد معاوية بن أبي سفيان عن عمر قد ناهز المائة والعشرين عامًا.


    المراجع


    - صحيح مسلم.
    - سير أعلام النبلاء.
    - الإصابة في تميز الصحابة.
    - شعر الدعوة الإسلامية في عهد النبوة والخلفاء الراشدين..

  5. #5
    صحابة و صحابيات

    أبو هريرة

    اسمه ولقبه :
    اختلف المؤرخون في اسمه ، وهو في أصح الروايات ، عبد شمس في الجاهلية ، وعبد الرحمن بن صخر الدوسي الأزدي في الإسلام، ولقبه أبو هريرة لهِرَّة كان يحملها ويعتني بها ، وكان رسول الله يدعوه أبا هرّ . وقد ولد في بادية الحجاز سنة 19 قبل الهجرة ، وأمه ميمونة بنت صبيح.



    حال أبي هريرة في الجاهلية :
    كان أبو هريرة قبل أن يسلم يعيش فقيرًا معدمًا في قبيلة بعيدة عن رسول الله ، يقول عن نفسه: نشأت يتيمًا ، وهاجرت مسكينًا، وكنت أجيرًا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني وعُقْبَة رجلي، فكنت أخدم إذا نزلوا ، وأحدو لهم إذا ركبوا، فزوجنيها الله ، فالحمد لله الذي جعل الدين قوامًا ، وجعل أبا هريرة إمامًا .


    قصة إسلام أبي هريرة وعمره عند الإسلام :
    أسلم على يد الصحابي الجليل الطفيل بن عمرو الدوسي ، وهو من أوائل الذين أسلموا على يد الطفيل ، وكان عمره حينما أسلم حوالي ست عشرة سنة.



    أثر الرسول في تربية أبي هريرة :
    كان للنبي الأثر الأكبر في تنشئة وتربية أبي هريرة ، فمنذ أن قدم إلى النبي لم يفارقه أبدًا، وفي سنوات قليلة حصّل من العلم عن الرسول ما لم يحصله أحد من الصحابة ، وكان النبي يوجِّهه كثيرًا؛ فعنه أن النبي قال له: "يا أبا هريرة، كن ورعًا تكن أعبد الناس".
    وعن أبي هريرة ، أن النبي قال له : " أوصيك يا أبا هريرة بخصالٍ لا تدعهن ما بقيت". قال: أوصني ما شئت. فقال له : "عليك بالغسل يوم الجمعة ، والبكور إليها ، ولا تلغ ، ولا تله . وأوصيك بصيام ثلاثة أيام من كل شهر؛ فإنه صيام الدهر. وأوصيك بركعتي الفجر لا تدعهما وإن صليت الليل كله ؛ فإن فيهما الرغائب " قالها ثلاثًا .



    أهم ملامح شخصية أبي هريرة :


    استيعابه للحديث :
    قال أبو هريرة: "ما كان أحد أحفظ لحديث رسول الله مني إلا عبد الله بن عمرو؛ فإنه كان يعي بقلبه وأعي بقلبي، وكان يكتب وأنا لا أكتب، استأذن رسول الله في ذلك، فأذن له".
    قال البخاري: "روى عنه أكثر من ثمانمائة رجل من بين صاحبٍ وتابعٍ". وممن روى عنه من الصحابة: ابن عباس، وابن عمر، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وواثلة بن الأسقع، وعائشة أجمعين.


    عبادة أبي هريرة :
    عن أبي عثمان النهدي قال : تضيفت أبا هريرة سبعًا ، فكان هو وامرأته وخادمه يتعقبون الليل أَثْلاثًا، يصلي هذا ثم يوقظ هذا، ويصلي هذا ثم يوقظ هذا.
    وعن عكرمة أن أبا هريرة : كان يسبح في كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة ، ويقول: أسبح بقدر ذنبي.


    تواضع أبي هريرة :
    عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي أن أبا هريرة أقبل في السوق يحمل حزمة حطب، وهو يومئذٍ خليفة لمروان، فقال: "أَوْسِعِ الطريق للأمير".



    ورعه وخوفه :
    عن أبي المتوكل أن أبا هريرة كانت له زنجية فرفع عليها السوط يومًا، فقال: "لولا القصاص لأغشيتك به، ولكني سأبيعك ممن يوفيني ثمنك، اذهبي فأنت لله".



    جهاد أبي هريرة :
    كان ممن شهد غزوة مُؤْتة مع المسلمين ؛ يقول : "شهدت مؤتة ، فلما دنونا من المشركين رأينا ما لا قِبل لأحد به من العُدَّة والسلاح و الكراع والديباج والحرير والذهب، فبرق بصري ، فقال لي ثابت بن أَقْرَم : يا أبا هريرة ، كأنك ترى جموعًا كثيرة؟ قلت: نعم . قال : إنك لم تشهد بدرًا معنا ، إنا لم ننصر بالكثرة ".



    بعض مواقف أبي هريرة مع الرسول:
    عن أبي هريرة أن النبي لقيه في بعض طريق المدينة وهو جنب فانخنست منه، فذهب فاغتسل ثم جاء فقال: "أين كنت يا أبا هريرة؟" قال: كنت جنبًا؛ فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طهارة. فقال: "سبحان الله! إن المسلم لا ينجس".
    وعن أبي العالية، عن أبي هريرة قال: أتيت رسول الله بتمرات فدعا فيهن بالبركة، وقال: "اجعلهن في مزودك، فإذا أردت أن تأخذ منه شيئًا فأدخل يدك فخذه، ولا تنثره". فجعلته في مزودي، فوجهت منه رواحل في سبيل الله تعالى، وكنت آكل منه وأطعم، وكان في حقوتي حتى كان يوم قتل عثمان ، فوقع فذهب.



    بعض مواقف أبي هريرة مع الصحابة :


    مع عمر بن الخطاب :
    عن أبي هريرة أن عمر بن الخطاب دعاه ليستعمله ، فأبى أن يعمل له ، فقال : أتكره العمل وقد طلبه من كان خيرًا منك ؟! قال: مَن ؟ قال : يوسف بن يعقوب عليهما السلام . فقال أبو هريرة : يوسف نبي ابن نبي، وأنا أبو هريرة ابن أميمة أخشى ثلاثًا أو اثنتين. فقال عمر : أفلا قلت خمسًا؟ قال : أخشى أن أقول بغير علم ، وأقضي بغير حكم ، وأن يضرب ظهري ، وينتزع مالي ، ويشتم عرضي .

    مع عثمان بن عفان :
    روى سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : إني لمحصور مع عثمان في الدار . قال: فرُمِي رجل منا، فقلت : يا أمير المؤمنين ، الآن طاب الضراب ، قتلوا منا رجلاً. قال عثمان : عزمت عليك يا أبا هريرة إلا رميت سيفك؛ فإنما تراد نفسي ، وسأقي المؤمنين بنفسي . قال أبو هريرة : فرميت سيفي لا أدري أين هو حتى الساعة.



    بعض مواقف أبي هريرة مع التابعين :
    عن سعيد بن مرجانة أنه قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله : " من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب منها إربًا منه من النار، حتى إنه يعتق باليد اليد ، وبالرجل الرجل ، وبالفرج الفرج ".



    أثر أبي هريرة في الآخرين :


    دعوته وتعليمه :
    كان أبو هريرة صاحب أثر كبير في كل مَن حوله بما يحمله من كنوز عظيمة وهي أحاديث النبي ، وقد أسدى للأمة خيرًا عظيمًا بنقله هذا الكمّ الضخم والكبير من أحاديث النبي .
    ومن ذلك أنه مر بسوق المدينة، فوقف عليها فقال: يا أهل السوق ، ما أعجزكم ! قالوا : وما ذاك يا أبا هريرة؟ قال : ذاك ميراث رسول الله يقسَّم ، وأنتم ها هنا لا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه . قالوا : وأين هو؟ قال: في المسجد. فخرجوا صراعا إلى المسجد ، ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا ، فقال لهم : ما لكم؟ قالوا : يا أبا هريرة، فقد أتينا المسجد فدخلنا فلم نرَ فيه شيئًا يُقسّم. فقال لهم أبو هريرة : أما رأيتم في المسجد أحدًا؟ قالوا : بلى ، رأينا قومًا يصلون ، وقومًا يقرءون القرآن ، وقومًا يتذاكرون الحلال والحرام . فقال لهم أبو هريرة : ويحكم ! فذاك ميراث محمد .
    وقد روى عنه الكثير من الصحابة والتابعين، ووصل عددهم إلى ما يزيد على أربعمائة، وورد عنه في الكتب التسعة (البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبي داود وابن ماجه وأحمد ومالك و الدارمي) ما يزيد على ثمانية آلاف وسبعمائة حديثٍ.

    وفاة أبي هريرة :
    لما حضرت أبا هريرة الوفاةُ بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: "بُعد المفازة، وقلة الزاد، وعقبة كئود المهبط منها إلى الجنة أو النار".
    وقد تُوُفِّي أبو هريرة بالمدينة سنة سبع وخمسين، وله ثمانٍ وسبعون.

  6. #6

  7. #7
    اهلا بكم والف شكر لاهتمامكم الان حضرت من كتاب نجوم في فلك النبوة-اسماء طباع
    البراء بن مالك الأنصاري
    ((لا تولّو البراء جيشاً من جيوش المسلمين مخافة أن يهلك جنده بإقدامه))
    كان أشعث أغبر ضئيل الجسم و لكنه مع ذلك قتل مئة من المشركين مبارزة واحدة عدا عن الذين قتلهم في غمار المعارك مع المحاربين . إنه أخو أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم .بدأت قصة البراءبن مالك عند وفاة النبي الكريم صلى الله عليه و سلم و التحاقه بالرفيق الأعلى حيث بدات قبائل العرب تخرج من دين الله . حتى لم يبق على الإسلام إلا أهل مكة و المدينة و الطائف و جماعات متفرقة من هنا و هناك و جهز أبو بكر الصديق أحج عشر جيشا ليعيدوا المرتدين إلى سبيل الهدى و الحق . وكان أقوى المرتدين و أكثرهم عددا بنو حنيفة أصحاب مسيلمة الكذاب . فقد اجتمع لمسيلمة أربعين ألفا من أشداء المحاربين وقد كان أكثرهم قد اتبعوه عصبية له لا إيماناً به . فقد كان بعضهم يقول : أشهد أن مسيلمة كذاب و أن محمداًصادق لكن كذاب ربيعة أحب إلي من صادق مضر . هزم مسيلمة أول جيش خرج إليه من المسلمين بقيادة عكرمة بن أبي جهل و رده على أعقابه فأرسل له جيشا ثانيا بقيادة خالد بن الوليد حشد فيه الكثير من الصحابة الانصار و المهاجرين و كان في طليعتهم البراءبن مالك الأنصاري . التقى الجيشين على أرض( اليمامة ) في ( نجد ) فما هو إلا قليل حتى رجحت كفة مسيلمة و أصحابه حتى اقتحم أصحاب مسيلمة خيمة خالد بن الوليد و أدرك المسلمون أنهم إذا هزموا فلن تقوم للإسلام قائمة أبداً ولن يعبد الله وحده في جزيرة العرب . فذهب خالد إلى الجيش و أعاد تنظيمه حيث ميز المهاجرين و الأنصار و أهل البوادي عن بعضهم . ليعرف من أين يؤتى المسلمون و دارت معركة لم تعرف حروب المسلمين لها نظيرا من قبل و ثبت قوم مسيلمة و أبدى المسلمون خوارق البطولات و هذا زيد بن الخطاب أخو عمر بن الخطاب ينادي : أيها الناس عضوا على أضراس واضربوا في عدوكم و الله لا أتكلم بعد هذه الكلمة حتى يهزم مسيلمة أو ألقى الله فأدلي إليه بحجتي . فمازال يقاتل حتى استشهد . وهذا سالم مولى أبي حذيفة يحمل راية المهاجرين فيقول له قومه إنا انخشى أن نؤتى من قبلك . قال إن أتيتم من قبلي فبئس حامل القرآن أكون ثم كرّ على أعداء الله كرة باسلة حتى أصيب .
    لكن هذه البطولات تتضاءل أمام بطولة البراء بن مالك رضي الله عنهم جميعا .
    ذلك أن خالداً حين رأى وطيس المعركة يحمى ويشتد التفت إلى البراء و قال إليهم يا فتى الأنصار فقال البراءبن مالك لقومه : يا معشر النصار لا يفكرن أحد منكم بالرجوع إلى المدينة فلا مدينة لكم بعد اليوم و إنما هو الله وحده ثم الجنة . و ذهب يشق الصفوف في رقاب أعداء الله حتى زلزلت أقدام مسيلمة و أصحابه فاختبأوا في حديقة عرفت بعد ذلك ب(حديقة الموت ) فأغلق مسيلمة و الآلاف المؤلفة من جنده عليهم أبوابها و تحصنوا بعالي جدرانها و جعلوا يمطرون المسلمين بنبالهم . فتقدم البراء بن مالك فقال ضعوني على ترس ثم اقذفوني إلى الحديقة قريبا من بابها فإما أن أستشهد و إما أن أفتح لكم الباب و في لمح البصر كان قد رفع على عشرات الرماح فألقته في الحديقة فنزل على أصحاب مسيلمة كالصاعقة فما زال يجالدهم حتى قتل عشرة منهم و فتح الباب و به بضع و ثمانون جرح فتدفق المسلمون على حديقة الموت حتى قتلوا منه عشرين ألفا و وصلوا إلى مسيلمة فأردوه صريعا . ومن ثم حمل البراء بن مالك إلى خالد بن الوليد فأقام شهرا بمعالجته من جراحه حتى أذن الله له بالشفاء و كتب النصر لجند المسلمين على يديه .
    ظل البراءبن مالك الأنصاري يتوق إلى الشهادة حتى جاءت معركة ( تستر ) مع الفرس حيث أخذ الفرس من وراء أسوار ( تستر ) يرمون بالكلاليب و قد حميت بالنار فعلق كلاب منها بأنس بن مالك فما إن رآه الراء حتى قفز و أمسك بالكلاب ليخرجه من جسده فأخذت يده تحترق و هبط إلى الأرض بعد أن أخرج أخاه فإذا بيده عظاما ليس عليها لحم و في هذه المعركة دعا البراءبن مالك ربه بالشهادة فأجاب الله دعاءه و خر صريعا شهيدا فرحا بلقاء ربه . نضر الله وجه البراءبن مالك في الجنة و أقر عينه بصحبة نبيه محمد عليه الصلاة السلام و رضي الله عنه و أرضاه .

  8. #8
    جزاك الله الخير اخي على اتحافنا ببطولات أجدادنا الكرام من الصحابة عليهم رضوان الرحمن ... التي تشخص لرؤيتها الأبصار ،،، وتدمع عند سماعها العيون ،،، وتقوى لذكرها القلوب ... وتشد بها العزائم ...


    بانتظار المزيد والمزيد

  9. #9
    0
    شكرا ختي للاهتمام وراجع لكم
    أبو ايوب الانصاري .. إيثار وجهاد حتى الثمانين
    --------------------------------------------------------------------------------
    لم يكن حب الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم يماثله أي حب آخر حتى تجاه أقرب الناس إليهم.
    وقصص إيثار الصحابة للرسول الكريم كثيرة في تاريخ السيرة النبوية، فهذا الصديق أبوبكر خلال
    الهجرة يمشي مرة على يمين الرسول وأخرى على يساره، وثالثة من خلفه، ورابعة من أمامه، وها هو
    يدخل الغار قبله صلى الله عليه وسلم ولما سأله الرسول عن ذلك أجاب الصديق أنه يخشى أن يصيب الرسول مكروه،
    فإن قتل، فهو فرد واحد، أما الرسول فهو الأمة كلها وصدق فيه وغيره من الصحابة قوله تعالى
    “ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة”. غير أن قصة إيثار الصحابي الجليل خالد بن زياد بن كليب،
    الذي كني ب “أبي ايوب الانصاري” للرسول لها جانب آخر.
    وينتمي هذا الصحابي الى بني النجار، ونسبته الى الانصار، وقد رفع الله ذكر سيرته في الشرق والغرب،
    وأعلى قدره بنزول الرسول صلى الله عليه وسلم في داره دون بيوت المسلمين جميعاً، حين هاجر إلى المدينة
    ولنزول النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أبي أيوب قصة جميلة تظهر جانباً مهماً من جوانب الإيثار.
    أدب رفيع
    حين بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة، لاقاه أهلها بالشوق والتهليل، وقد قضى الرسول صلى الله عليه وسلم
    في قباء اربعة أيام، بنى خلالها مسجده وهو أول مسجد أسس على التقوى، وخرج من قباء إلى يثرب فرحب به سادتها،
    وكان كل منهم يريد أن يحظى بشرف نزول النبي صلى الله عليه وسلم في بيته، غير أن النبي صلى الله عليه وسلم
    كان عندما يعترضون ناقته يبتسم لهم قائلاً: “خلوا سبيلها ودعوها فإنها مأمورة” وظلت الناقة تمضي لغايتها حتى بلغت
    ساحة خلاء أمام بيت أبي أيوب، وبركت فيها، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينزل عنها، فما لبثت أن وثبت
    وانطلقت إلى دار بني مالك بن النجار وبركت فيها ثم عادت أدراجها وبركت في مبركها الأول، وعند ذلك غمرت الفرحة
    أبا أيوب وبادر إلى الرسول يرحب به ومضى به إلى بيته، وكان المنزل يتألف من طبقة فوقها علية، فأخلى أبو ايوب
    العلية من المتاع وأنزل أهله، ليدخل فيها الرسول .. ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أصر على أن ينزل في الطبقة السفلى،
    وامتثل أبو أيوب لأمره.
    ولما أقبل الليل أوى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى فراشه، وصعد أبو ايوب وزوجته إلى العلية وما ان اغلقا عليهما الباب
    حتى قال أبو ايوب لزوجته: “ويحك ما صنعنا..؟ أيكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أسفل ونحن فوقه؟!
    أنمشي فوق رسول الله؟ أنصير حاجزا بين النبي والوحي ..؟!” ولم تسكن انفاسهما إلا حين انجازا إلى جانب العلية
    والتزماه متباعدين عن الوسط، فلما أصبح ابو أيوب قال للنبي صلى الله عليه وسلم: “والله ما أغمض لنا جفن في هذه الليلة
    لا أنا ولا أم أيوب” فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ولمَ ذاك يا أبا أيوب؟!” قال: “تذكرت أني على ظهر بيت أنت تحته
    وإني إذا تحركت تناثر عليك الغبار فآذاك، واني غدوت بينك وبين الوحي”، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
    “هون عليك يا أبا ايوب، إنه أرفق بنا ان نكون أسفل، لكثرة الزائرين من الناس”.
    امتثل أبو أيوب كعهد الصحابة دوما، لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي الليلة الثانية كانت لديهما جرة ماء فانكسرت
    وأريق ماؤها في العلية فقاما ينشفان الماء على عجل بقطيفة كانا يتخذانها غطاء، وأسرعا خوفا من أن يصل الماء للرسول صلى الله عليه وسلم
    وهو تحت، فلما كان الصباح أتى أبو أيوب الانصاري إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له: “بأبي أنت وأمي،
    إني كرهت أن أكون فوقك” وقص عليه خبر الجرة، فاستجاب له الرسول وصعد إلى العلية ونزل هو وأم ايوب إلى أسفل الدار.
    أقام الرسول في بيت أبي أيوب ما يقرب سبعة أشهر، حتى تم الانتهاء من بناء مسجده في الأرض الخلاء التي بركت فيها الناقة،
    وانتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الحجرات التي أقيمت حول المسجد له ولأزواجه، وأصبح جارا لأبي أيوب.
    هذا هو النعيم
    في ذات يوم خرج أبوبكر إلى المسجد في نصف النهار فرآه عمر فقال: “يا أبا بكر ما أخرجك هذه الساعة؟” قال:
    “ما أخرجني إلا ما أجد من شدة الجوع”، فقال عمر: “وأنا والله ما أخرجني غير ذلك” فبينما هما كذلك إذ خرج عليهما
    الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: “ما اخرجكما هذه الساعة؟” قالا: “والله ما أخرجنا إلا ما نجده في بطوننا من شدة الجوع”
    قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “وأنا والله ما أخرجني غير ذلك، قوما معي، فانطلقوا إلى دار أبي ايوب” وكان أبو ايوب
    على عادته يوميا يدخر لرسول الله الطعام فإذا تأخر عنه ولم يأت أطعمه لأهله، فلما ذهبوا إلى أبي أيوب خرجت إليهم أم أيوب وقالت:
    “مرحبا بنبي الله ومن معه” فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أين أبو أيوب؟” فسمع أبو أيوب صوت الرسول فأقبل مسرعا
    وقال: “مرحبا برسول الله ومن معه” ثم قال: “يا نبي الله ليس هذا بالوقت الذي كنت تجيء فيه” فقال الرسول الله صلى الله عليه وسلم: “صدقت”.
    وانطلق أبو أيوب إلى نخيله وقطع منه تمراً ورطباً فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ما أردت أن تقطع هذا إلا جنيت لنا من ثمره؟”
    قال: “يا رسول الله أحببت أن تأكل من ثمره ورطبه ولأذبحن لك أيضاً” قال الرسول: “إن ذبحت فلا تذبح ذات لبن” فأخذ أبو ايوب
    جديا فذبحه ثم قال لامرأته: “اعجني واخبزي لنا”، ثم أخذ نصف الجدي فطبخه، وعمد إلى النصف الثاني فشواه، فلما نضج الطعام
    وضعه بين يدي النبي صلى عليه وسلم وصاحبيه، ثم أخذ رسول الله قطعة من الجدي ووضعها في قطعة خبز وقال: “يا أبا أيوب
    بادر بهذه القطعة إلى فاطمة فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام”.
    فلما أكلوا وشبعوا قال النبي الله صلى الله عليه وسلم: “خبز ولحم وتمر ورطب” ودمعت عيناه. ثم قال: “إن هذا هو النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة”،
    ثم التفت إلى أصحابه أبي بكر وعمر وأبي أيوب قائلاً: “فإذا أصبتم مثل هذا فضربتهم بأيديكم فيه فقولوا: بسم الله فإذا شبعتم، فقولوا:
    الحمد لله الذي أشبعنا وأنعم علينا فأفضل”. ثم نهض الرسول وقال لأبي ايوب: “ائتنا غدا” فقال أبو أيوب: “سمعا وطاعة لرسول الله”
    فلما ذهب أبو ايوب للنبي صلى الله عليه وسلم في اليوم التالي أعطاه النبي وليدة كانت تخدمه وقال له النبي “استوص بها خيرا فإنا
    لم نر فيها إلا خيرا ما دامت عندنا”.
    عاد أبو ايوب لبيته ومعه الوليدة، فلما رأتها أم أيوب قالت: “لمن هذه يا أبا أيوب؟!” قال: لنا .. منحنا إياها الرسول صلى الله عليه وسلم”
    فقالت: “أعظم به من مانح وأكرم بها من منحة” وقال: “قد أوصانا بها خيرا” فقالت: “كيف تصنع بها حتى ننفذ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم”
    قال: “والله لا أجد لوصية رسول الله بها خيرا من أن أعتقها”. فقالت: “هديت إلى الصواب، فأنت موفق”، ثم أعتقها.
    عاش أبو أيوب طول حياته غازيا، لم يتخلف عن غزوة إلى زمن معاوية، وكانت آخر غزواته، غزوة لفتح القسطنطينية كانت بقيادة يزيد بن معاوية،
    وكان أبو أيوب في ذلك الوقت شيخا طاعنا في السن يقرب الثمانين، لكنه لم يمض قليل على منازلة العدو حتى مرض أبو ايوب مرضا أقعده عن
    مواصلة القتال فجاء يزيد ليعوده وسأله: “ألك من حاجة يا أبا أيوب؟” فقال له: “أقرئ عني السلام على جنود المسلمين وقل لهم يوصيكم أبو أيوب
    أن توغلوا في ارض العدو إلى أبعد غاية، وأن تحملوا أبا أيوب معكم، وتدفنوه عند أسوار القسطنطينية” ولفظ أنفاسه الطاهرة،
    واستجاب الجنود لرغبة صاحب رسول الله وكروا على جند العدو، حتى بلغوا أسوار القسطنطينية وهم يحملون أبا أيوب معهم،
    وهناك حفروا له قبره وواروه فيه.
    منقول من جريدة الخليج
    الإمارات
    25-2-2005

  10. #10

صفحة 2 من 12 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. محاكمة الصحابة
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-31-2019, 08:18 AM
  2. هل هم من الصحابة؟
    بواسطة Husni Meho في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-18-2015, 07:18 PM
  3. أسد الغابة في معرفة الصحابة
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-26-2014, 05:37 AM
  4. الفتنة بين الصحابة
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-21-2014, 07:14 AM
  5. السحابة الحزينة-ترجمة
    بواسطة سارة الحكيم في المنتدى foreign languages.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-19-2012, 01:14 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •