اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى نحلاوي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
استاذ اسحق تحيتي لك وتقديري دوما ولفكركم النير وبعد:
هل ترى ان القلم في عصرنا الراهن مازال سيفا كالماضي؟. ام تضائل جوره امام التقنيات والامور الطارئة الاخرى وكيف يمكن ان يكون سيفا ونحن ندور في مواقع تخصنا نحن فقط؟ارجو الإضاءة حول تلك الفكرة
مع كل الاحترام
ندى

أختي الكريمة الأستاذة ندى نحلاوي،

أشكرك جزيلا على مواصلة الأسئلة المهمة، وأعتذر لك وللجميع عن الانقطاع الطويل.

ما دمنا نتحدث عن القلم والكتابة، فمن المفيد من وجهة نظري اقتطاف فقرات من مقالة كتبتها قبل سنوات عديدة عن أهمية الكتابة وخصوصا الكتابة الإلكترونية:

يشهد عالمنا المعاصر تحولات عالمية غير مسبوقة تتعلق بفرض نظام عالمي جديد تحكمه قوة عالمية واحدة ويتحول فيه الإنسان إلى كائن عالمي يؤمن بالثقافة الغربية كدين وحيد، ولقد برزت شبكة الإنترنت كظاهرة عالمية قوية تتدفق فيها أنهر من المعلومات، وصاحب هذه الظاهرة ابتكار العديد من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من خلال شبكات الحاسوب المتصلة بالإنترنت، مما أدى إلى سهولة الاتصالات وسرعتها وقلة تكلفتها، فتزايد إقبال الجيل الناشئ على خوض غمار هذه الشبكة العالمية للمعلومات والاتصالات واستخدامها بشكل يومي، حتى أن الإنترنت تكاد لا تترك بيتا إلى دخلته.

لذلك فهذه دعوة للكتابة الإلكترونية والمشاركة الفعالة في توفير مكان في الإنترنت يكون بمثابة الملاذ الآمن لبناتنا وأبنائنا؛ ليشع النور والوعي عليهم، ويوفر لهم مصادر موثوقة وآمنة تساعدهم على أن ينهلوا من ثقافتنا وحضارتنا العربية والإسلامية الغراء، ويوفر لهم فرص التعلم وتنمية مهاراتهم الفكرية والعلمية.

إن الكتابة الإلكترونية تيسر للكاتب كسر التقاليد والقيود وتخطي الحدود واختراق العقول، وبها يصل الكاتب إلى قلوب الناس وعقولهم في كل مكان، وفي أي وقت ومناسبة، وبها تحلِّق أفكار الكاتب في السماء وتطوف حول الأرض لا تمنعها بحار ولا تضاريس وعرة أو جبال أو حدود.

والكتابة لها أثرها على المدى القريب والبعيد، فكلماتك لن تضيع سدى، ولن تذهب أدراج الرياح، فسيظل صداها يتردد في كل الأرجاء، وربما ترى أثرها على من حولك من الناس، فلا تضن بالكتابة ولا تجزع لقلة النتائج، وليكن شعارك: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}.

لكن الكتابة تحتاج إلى دوافع قوية، ولا يوجد أقوى من دافع النصح لأمتنا في ظل الهجمة الظالمة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، ودافع التصدي لكل من يتوعدنا بمسح هويتنا والقضاء على ثقافتنا الإسلامية. فإذا شعرت بنداء قوي يهز أعماق كيانك ويستصرخ ضميرك، ويقلق عقلك، ويؤرق نومك من أجل الكتابة، فعندها يصبح لا مفر لك من إعداد العدة وإطلاق العنان لقلمك، ليسجل ما يمليه عليه عقلك الملجم بحدود الشرع والمنطق والصدق، وعندها ستشعر بحرية وطمأنينة وانطلاقة.


أرجو أن أكون قد أضأت على بعض الجوانب التي دارت حولها أسئلتك الكريمة.

تحيتي ومودتي