اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
ابو سامي الغالي:

نص اعتمد في بنيته على اسس متينة، تثبت معالم قصيدة النثر من حيث التكوينات الدلالية والصورية والتناغمية العالية، ولعل هذا البناء المتنامي المتصاعد في بنيته الشعرية والذي ينمو في بعضه البعض بحيث يصور لنا حالة بكل هذه الصور الشعرية الراقية يلزم علينا تتبع النص برؤية اعمق لادلااك ماوراء الكلم، مما يجعلنا ايضاً نعتقد الزاماً بأن الارتقاء بدلالة النص إلى المستوى الذي يحقق مثل هذا الامزياح المتقن يكمن في تكثيف الصورة الشعرية وفق الاستفادة من الاستعارة الوجودية التي تقارب المشاعر الداخلية ومخاضاتها إلى حركة الوجود نفسه، التي تلتصق بالذات وتقاربها بالمعاناة وكأن الوجود/ المحيط هنا، هو الرؤى لكل ما نعيشه ونلمسه ونشعر به من مشاعر وأحاسيس وآهات وغصات، لهذا وجدنا بأن عمق النص اعتمد بصورة كلية على قدرة الشاعر على تقريب رؤاه الذاتية إلى الوجود/ المحيط، وما يحققه من تناغم وتمازج إلى حد يصبح المحيط/ الوجود والذات كل منهما يعبر عن الأخر، حيث تصبح الاستعارة هنا هي النسق المتوالد في توسيع لغة الشاعر وفي نفس الوقت تعطي إلى الشاعر القدرة العالية على تكثيف وترميز النص منطلقاً من مقولة: أن الشعر يتمحور على الاستعارة كتقنية أسلوبية لكونها تعطي الشاعر المحاولات التي توصله إلى اقتناص المسافات الشاسعة بالتعبير الكامل عن مشاعره الكامنة في لحظة تصادمه مع المحيط حوله، وهذا ما جعل من هذا النص اشبه بمحاورة ذاتية نابعة من حالة/ ازمة حقيقة، محاولة منه الكشف عن هذه الازمة ووضعها امام المتلقي من خلال الزام المتلقي البدء من نقطة التمحور بين الذات والتعبير عن أزمتها التي تمثل الصياغة الصورية للتقارب الكبير بين الوجدان وفكرها، وبالتالي نجد ان النص يؤثث لنا عالماً حقيقياً من خلال مدركات صورية وجدانية وحسية عالية التقنية معتمدة على الاساس التصويري البلاغي باعتبار ان المدركات لابد وان تكون لها صور تجسدها.

محبتي
جوتيار


الغالي فيلسوفنا الراقي و الأديب المحنك جوتيار تمر ،،،


وشمة نقدية اخترقت الإصغاء قصدا في ابتكار الإستماع
لأسئلة الكينونة المضمرة الدفينة المتقلة بأوزار قواميس
أصباغها المتمردة على عصيان إعلان التواشج
بين الذات الشاعرة و النص على خلفية تيمة تحوي
آلامها و توتراتها المتقصية لعدة تقاطعات تجيز الإبحار
في مكنونها المولد لحقيقة الإبداع الشاعر
أو عندما تمسي الحقيقة حقائق بما هي الإستتيقا و الميتا-جمالي
المرهون بتركيبة النص الإبداعي دون تكلف
غامزة عصارة بوح الذات الشاعرة ،،،
من هنا يمكنني القول بركوب أمواج مكننة التنظير
على مستواه النقدي الذي أفرزته قراءتك النقد
للحداثة الإبداعية و الذي أعتبرك أحد الفاعلين فيه
و المحسوبين على رؤوس الأنامل له بالساحة الأدبية العربية
و شتان بين النقدين ،،،

فقراءتك لجوانية انعكاس ضوء ذاتي
تتنفس ذائقتي الهدوء و باندهاش
و الابتسامة المنعشة لا تفارق ما تحصده عيناي
من أسئلة يزرعها حسك الإبداعي من درر بحديقة حرفي
و هو يشارك في تأسيس نظرية أساسيات قصيدة النثر الحديثة
كما أشتهيها حرفا
و موسيقى
و إيقاعا
و صورا < مع فجائية تحولها المستفز مج الارسترسال المخدر >
كنفح إكسير لجمالياتها متأبطة طاقة الإيحاء و التأويل
على جسر مقاربات استقرائية فاعلة قلقة ،،،
و ما قمت به من جهد عميق الفكر اقشعرت له مسام ذائقتي
و أنا أغوص في جمالية اشتغالك على النص ،،

فوشمتك النقدية العالمة الممتطية عاديات دمولة
تعتمل طاقة صور التوتير و التجريب قصد كتابة ثانية للقصيدة
من خلال لبوسها لأفكار ظاهرية في إيحائها الإفتتاني التشويقي
على مستوى سوسيو لغوي قصدا في تقريب القارئ من حلبة
صراع الفكر الراقي بكل إيقوناته الباحثة و الدالة على الوصول
لمحطة الأجمل و الأبدع ،،،

لله درك من مبدع
و كما أقول دوما بأن أهل أي إجناس هم أدرى بتضاريسه
و ما النقد الأكاديمي الجاف إلا فكر متحجر
عفا عنه الإبداع بكل دلالاته و أبعاده
و دليلي قراءتك النقد لهذه القصيدة النثرية الطويلة
الذي لا علاقة له بالمتداول العادي على الساحة النقدية العربية
بما أفرزته من تراكيب تعبيرية مشفرة كمنجز قرائي ثان للقصيدة
على خلفية المنطق الإرجائي معتمدا
على أتون التصادمات النفسية المتوترة كسمات جوانية
في تعددها الصواتي للصور المبثوثة بلاغيا
على خلفية استثمار اللغة ،،،

هنيئا للنقد العربي الحداثي المتمكن
بقامة من طينتك العارفة من أين يقرا الإبداع ،،،

شاعر ناقد مبهر
و لن أفي وشمتك هذه حقها
إلا أن يراعي يحمل لها قبعته احتراما و تقديرا ،،،

وشمة نقدية تتشرف بها القصيدة صحبة بالأرشيف الخاص ،،،

لك محبتي التي لن تشيخ ،،


الحمصــــــــي