أعمال كنفاني وحبيبي و جبراأبرزنماذجها صور الفلسطينيين في رواياتهم
دمشق
تشرين الثقافي
ابواب
الاحد 11 نيسان 2010
راسم المدهون
هل يمكن مقارنة الواقع الفلسطيني بصورته في الإبداع الأدبي؟
يبدو السؤال مشروعاً وقابلاً للمناقشة بالنظر إلى حقيقة العذابات التي يعيشها الفلسطيني أولا، ثم بالنظر إلى كون الإبداع الأدبي الفلسطيني يقوم في صوره الأعم على الواقعية ومحاولة التعبير عن الحالة الفلسطينية بدرجات متفاوتة بين كاتب وآخر وإن ظل الجميع يدورون من حول بؤرة التراجيديا العاصفة التي تجسدها قضية وطنهم، والتي ترتسم ملامحها على وجوه الناس العاديين الذين يعيشون منذ ستين سنة طويلة عيشاً استثنائياً يحتاج بالضرورة إلى رؤى جمالية بالغة الاستثنائية لنقل صورته والتعبير عن وقائعه. ‏

يمكن في حال كهذه البحث عن صورة الواقع الفلسطيني في الأدب بالعودة إلى ما حقّقه الفلسطينيون من روايات تناولت هذه المرحلة أو تلك وجرت أحداثها ووقائعها في الأرض الفلسطينية، أو على الأقل في (المكان الفلسطيني) سواء كان مخيماً أو تجمعاً ما أو حتى (مجتمعاً صغيراً) من تلك المجتمعات التي عرفناها خلال سنوات العقود الماضية على شكل (قاعدة عسكرية) أو كياناً سياسياً حزبياً يضم أعداداً من المواطنين من أجيال مختلفة وثقافات ودرجات وعي متباينة،وهي صور تحمل معها خصوصيات الأدب وتبايناته عن الواقع حتى وإن بدرجات طفيفة قد لا تكون منظورة تماما. ‏
في آخر حوار صحافي له وكان مع إذاعة أوروبية قال الكاتب الشهيد غسان كنفاني أنه يتفق مع السائل في قوله: إن (أبطال رواياته كانوا متقدّمين عليه سياسياً وفكرياً). وفي تفسيره لذلك قال كنفاني: (أنا في الرواية أكتب بوعي متحرّر من ضغوطات الانتماء الحزبي والسياسي». ‏
لعل عبارة غسان كنفاني السابقة تأخذنا إلى جوهر المسألة: هل كانت الأعمال الروائية الفلسطينية بما هي دراما اجتماعية- سياسية مرآة صادقة لصور الحياة الفلسطينية في تعقيداتها وتفصيلاتها الصغيرة، الصعبة وغير المفهومة أو حتى غير القابلة للتصديق والتي تشكل منفردة ومجتمعة على السواء ما اصطلح الفلسطينيون على نعته بـ(النكبة)؟ ‏
وبكلام آخر: هل يمكن العثور على الفلسطيني الحقيقي الموجود هنا وهناك في الروايات وحتى الأعمال القصصية التي صدرت على مدار العقود الماضية؟ ‏
سؤال قد يبدو للبعض غريباً وافتراضياً ولكنه في تقديرنا سؤال مشروع إذا ابتعدنا منذ البداية عن الإجابة عنه بنعم واعتبار ذلك (بديهية) مفروغاً منها فتأمل الأدب الروائي الفلسطيني قد يقول لنا شيئاً مختلفاً عن تلك (البدهية) إن لم نقل متناقضاً معها في صورة شبه كلية. ‏
نقول ذلك وفي البال أن نستثني (ثلاثة الرواية) والذين صاروا ومنذ زمن طويل إرث الرواية الفلسطينية الأجمل والأعمق والأهم، وهم غسان كنفاني، إميل حبيبي وجبرا إبراهيم جبرا، ومعهم بعض الروايات المتفرّقة التي حقّقها كتاب فلسطينيون في مراحل زمنية مختلفة واستطاعت أن ترتقي إلى مستوى فني متقدم وأن تعبّر عن الواقع في صورة حيوية وتمتلك درجة عالية من المصداقية. ‏
غسان كنفاني: كاتب الشتات والوحشة ‏
قدم الكاتب الراحل غسان كنفاني روايته الأولى (رجال في الشمس) عام 1961 أي تماماً في مرحلة البحث المضني عن الذات وفي خضم المعاناة المباشرة لحقيقة تبديد النكبة للبنية المجتمعية الفلسطينية وتدمير ما تقوم عليه من طبقات، وهو تدمير تحول خلاله أبناء مختلف الطبقات الاجتماعية إلى مجرد لاجئين عاطلين عن العمل ويعيشون حالات قصوى من اليأس والإحباط النفسي دفعتهم إلى محاولة البحث عن موارد رزق في مختلف البلدان العربية وبالذات بلدان الخليج العربي. روايته الأولى (رجال في الشمس) وكما هو معروف تقوم على حكاية ثلاثة رجال ينتمون إلى ثلاثة أجيال يسافرون إلى الكويت مع سائق فلسطيني يقود سيارة صهريج ويحاول تهريبهم بداخل صهريجها في ساعة قيظ فيكتشف بعد الخروج من نقطة الحدود أنهم ماتوا مختنقين داخل الصهريج خلال جدله مع رجال الحدود. ‏
هذه الخطوط الرئيسة للرواية ترافقت مع إضاءات لكل واحد من الأبطال الروائيين الثلاثة وصور حياته وتفاصيلها، وهي إضاءات صبّت كلها في الفكرة المحورية: مغامرة الوصول إلى الخليج لتأمين مصدر عيش لعائلة ظلت تقيم في المخيم وتنتظر من يعيلها. ‏
بمعنى ما، هي حكاية الفلسطينيين الذين شرّدوا من وطنهم عام النكبة وهي من خلال شخصياتها الرئيسة الثلاث قدّمت مغامرة الفلسطينيين في الخمسينيات بعيداً عن وطنهم، بل في الحيز الضيق الذي لا يتسع سوى للبحث عن وجودهم البشري وأسباب بقائهم، مجرد بقائهم أحياء وقادرين على مواصلة العيش في ظروف استثنائية بالغة القسوة. ‏
في الرواية ينجح غسان كنفاني في رسم ملامح الحياة الفلسطينية وملامح الأفراد بما هم فرادات وخصوصيات وأيضاً بما هم نوازع بشرية فيها مواطن القوّة ومواطن الضعف الإنسانيين وهو يصل بروايته ذروة النجاح بتصعيده عقدة الحكاية وإيصالها نقطة اللاعودة بل نقطة التراجيديا في مشهد أخير يكتشف من خلاله (أبو الخيزران) سائق الشاحنة ورمز القيادة القديمة موتهم فيصرخ فيهم وفي الصحراء والموت والحظ العاثر جملته التي صارت شهيرة: لماذا لم تدقّوا جدران الخزان»؟. ‏
أهم ما في (رجال في الشمس) هم أبطالها الذين نصدّقهم ونقتنع بصفاتهم بل نكاد نعرفهم، ونعرف تفاصيل عيشهم كما عشناها وخبرناها في تلك السنوات التي أعقبت النكبة الكبرى. ‏
سيحتاج غسان كنفاني سنوات أخرى ليعود بعد ذلك ويقدم روايته (عائد إلى حيفا) في مناخ سياسي واجتماعي مختلف: لقد سقط ما تبقى من أرض فلسطين التاريخية في قبضة الاحتلال واستعادت فلسطين (وحدتها) من جديد ولكن في صورة مقلوبة هذه المرّة، أي على يد الاحتلال. ‏
في (عائد إلى حيفا) يعالج كنفاني موضوعة تهويد الفلسطيني من خلال حكاية الطفل الذي تركه أبواه في رحيلهم عن حيفا عام النكبة والذي عاد أبوه ليكتشف أنه صار (دوف) الشاب اليهودي الذي يعيش مع العائلة اليهودية التي تبنّته والذي يخدم ضابطاً في الجيش الإسرائيلي. ‏
هي مواجهة إذن بين الفلسطيني العائد إلى حيفا بعد هزيمة الخامس من حزيران، وبين صورته التي تهوّدت، وهو جدل يذهب إلى محاكمة وطنية وشخصية تشير إلى المسؤولية والتقصير وملامح الحدث القديم في أبعادها الشخصية والإنسانية. ‏
مع حدّة التناقض بين المنطقين الفلسطيني والصهيوني في (عائد إلى حيفا)، ينتقل غسان كنفاني إلى الحياة الفلسطينية الجديدة مع انطلاقة الكفاح المسلح وبروز عادات جديدة يراها الكاتب وقد أخذت تعيد تشكيل صور الفلسطينيين ومفاهيمهم ونظرهم للحياة والعالم. سيتذكّر قراء أدب غسان بحميمية خاصة روايته (أم سعد) باعتبارها رواية الفلسطينيين (الجدد)، الطالعين من جوف خزانه القديم وقد دقّوا جدران الخزان بقوّة وخرجوا إلى الشمس. ‏
إميل حبيبي كاتب المكان ‏
وكما جاز لنا اعتبار (رجال في الشمس) رواية الفلسطينيين الذين أخرجوا من أرض فلسطين إثر النكبة، نشير إلى أن رواية الراحل إميل حبيبي الشهيرة (الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل) هي رواية الفلسطينيين الذين ظلّوا هناك في وطنهم والذين ترتب على بقائهم. ‏
عيش استثنائي تعارف الفلسطينيون على وصفه بأنه كمن يعيش في مغارة الضبع. ‏
(المتشائل) رواية تستفيد من عمل التشيكي ياروسلاف هاتشيك (الجندي الشجاع شفيك) مع فارق هام وأساسي هو أن شفيك في رواية هاتشيك شخصية مكتملة الملامح ولا تحتمل أية إضافات، أي أنها غير مهيّأة للتطور في حين يرسم حبيبي ملامح سعيد كشخصية تتأثر بالحدث السياسي وتتطوّر معه. ‏
هكذا رأى إميل حبيبي بحدقتين صائبتين ملامح وحقيقة الفلسطينيين في الجليل والمثلث والنقب وقدراتهم الخارقة على التعامل مع الواقع بكل قسوته والاحتفاظ بقوّة اختزان الألم وتحويله إلى طاقة للحفاظ على الهوية. ‏
في (المتشائل) أيضاً سطوة المكان فلا أحد في الأدب الفلسطيني على اختلاف أجناسه وتعدّد مبدعيه يمكنه استحضار المكان كما يفعل ذلك ببراعة صاحب (المتشائل) وبعض أدباء الجليل الذين ظلّوا هناك. ‏
في (المتشائل) يدرك إميل حبيبي غرابة الحياة الفلسطينية الجديدة بعد النكبة فيعمد إلى كتابة روائية تمزج بين المقامات والفانتازيا بسبب من فانتازيا الواقع ذاته والذي لا تعبر عنه المناخات والأجواء الواقعية التقليدية. ‏
أما في (سداسية الأيام الستة) رواية القصص القصيرة الست والتي تستعير عددها من أيام حرب الهزيمة الحزيرانية فهي رواية عودة اللحمة بين الفلسطينيين وتعرّفهم من جديد على بعضهم. رواية فيها الكثير من الشجن الجارح ومن تصوير المفارقة الكبرى، مفارقة أن يوحّد الاحتلال فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة مع أهلهم الذين ظلّوا في الجليل والمثلث والنقب. المعنى ذاته عبّر عنه حبيبي في قصة قصيرة حملت عنوان (بوابة مندلباوم) في إشارة إلى البوابة التي كانت تفصل شطري القدس، الشرقي الذي كان تحت الإدارة الأردنية والغربي الواقع في قبضة الاحتلال. ‏
(السداسية) تصوير بالغ الرهافة للمشاعر الإنسانية البسيطة ولكن العميقة والتي صاغها حبيبي في قصص قصيرة يمكن قراءتها منفردة ومستقلة، ولكنها في الوقت ذاته تتكامل في قراءتها الواحدة فتشكل عملاً روائياً من نوع خاص ومميز. ‏
وفي أعمال إميل حبيبي يمكن رؤية الإنسان الفلسطيني في حالاته الإنسانية الواقعية أي بعيداً عن التنميط أو اجتراح صورة متخيلة ومقصودة، فهذا الكاتب المسكون برغبة لا تحد في ملامسة الإنسان وحقيقته يحسن التعبير عن روح الفرد تماماً كما عن الروح الجماعية ويفعل ذلك دون الوقوع في إشكاليات الخلط بين ما هو عام وخاص وبالذات حين يتعلّق الأمر بتفاصيل وجزئيات تجسّد خصوصية كل مدينة أو قرية وعادات أهلها وطرائق عيشهم. ‏
جبرا إبراهيم جبرا ورواية المثقف ‏
بين كتاب الرواية الفلسطينيين يمتاز جبرا إبراهيم جبرا بكونه الوحيد الذي بدأ الكتابة في فلسطين فقد كتب روايته الأولى (صراخ في ليل طويل) عام 1946 قبل أن تتوالى أعماله الروائية الأخرى وأشهرها (السفينة) و(البحث عن وليد مسعود). ‏
روايته الأولى «صراخ في ليل طويل» كتبها بالإنجليزية، واحتاجت ترجمتها العربية سنوات حتى ظهرت عام 1955 في بيروت. ‏
في (السفينة) رحلة تجوب موانئ البحر المتوسط وتنقل بطل الرواية إلى مدن وعوالم، لكن نقطة الضوء البعيدة التي تحدد توجهه وحلمه تظل صورة القدس حيث الطفولة والصبا المبكر، وحيث ذكرى صديق الشباب الأول الذي سقط شهيداً فيها. أما في «البحث عن وليد مسعود» فقد قدم جبرا شخصية الفلسطيني الراهن، الغامض والباحث عن ثغرة في الحياة العربية المهزومة. وليد مسعود هو الفلسطيني الذي لا يفهمه محيطه العربي والذي يبدأ في محاولة فهمه مع لحظة اختفائه. ‏
قارئ أعمال جبرا الروائية سيتوقف بالضرورة أمام البنائية المعمارية في رواياته وبالذات القدرة الفنية العالية على تقديم شخصيات (استثنائية) تحاكي ثقافته النخبوية ورؤاه الطالعة من تجوّل واسع في الآداب والفنون العالمية، هو الذي تخرّج من كامبردج أواخر الأربعينات وعشق الرواية والشعر والموسيقى تماماً كما برع في نقد الفن التشكيلي ورافق في إقامته العراقية جواد سليم وبدر شاكر السياب وبلند الحيدري. ‏
حين صدرت روايته (البحث عن وليد مسعود) في ثمانينات القرن الماضي حقّقت حضوراً كبيراً لدى القراء والنقاد على السواء بالنظر لما قدّمته من تصوير بارع، جديد وذي سبر عميق لروح المثقف الفلسطيني وأيضاً بالنظر إلى الأسلوب الفني المفعم بالتشويق الذي كتبت فيه. ‏
بعد هؤلاء الثلاثة تتميز تجربة سحر خليفة ‏
يمكن على هامش أعمال هؤلاء الثلاثة الإشارة إلى روايات مفردة لعدد من الكتاب، روايات أضاءت بصورة أو بأخرى جوانب من عيش الفلسطينيين وعوالمهم الفردية والجمعية كما هو الحال مع روايات (نشيد الحياة) ليحيى يخلف، (العشاق) لرشاد أبو شاور، (الفلسطيني) لحسن سامي يوسف، (سمك اللجة) لفيصل حوراني. ‏
ومع ذلك لابد من إشارة تأكيد جديدة إلى رواية الكاتب اللبناني الياس خوري الهامة بل الاستثنائية (باب الشمس) والتي لا تزال سفراً إبداعياً غير مسبوق إن في تأريخها لحياة الفلسطينيين أو لفنياتها وأجوائها وما فيها من عصف جميل وسياقات أخاذة. ‏
صور حياة الفلسطينيين في أدبهم.. ‏
هل قارب الرسام ملامح الحياة؟ ‏
سؤال يأخذنا بالضرورة نحو آفاق الرواية الفلسطينية الجديدة بما هي انتباهات لمجموع التحولات الكبرى التي عصفت بالمجتمع الفلسطيني بشقيه، داخل فلسطين المحتلة وخارجها. هنا لابد من قراءة أخرى لأعمال عدد كبير من الكتاب الروائيين الذين قدّموا إسهامات هامّة من خلال روايات شكلت انعطافة مهمة لافتة، وذلك يحتاج دراسة خاصة تتناول تلك الروايات وعوالمها الجديدة. ‏
(الموجة الجديدة) من الروايات الفلسطينية تذهب نحو ملاحظة وسبر التحوّلات الجذرية في المجتمع والقضية الفلسطينية، كما هي روايات ربعي المدهون، سمير اليوسف، أنطوان شماس، ولكن ذلك حديث آخر.‏

قصر الأمير عبد القادر الجزائري في فيلم وثائقي سوري
مظفر سلمان.. اصطياد (الحالة) الحائرة الملتبسة بالجمال
بخصوص الثقافة الأهلية
أعمال كنفاني وحبيبي و جبراأبرزنماذجها صور الفلسطينيين في رواياتهم
الجمهوروالأباطرة
الشاعر الغاضب والمتمرد والضجرمحمد الماغوط: الغياب الرابع
يعيش بهويتين ثقافيتين جيلبير سينويه: كتابتي هي خليط من الرواية والتاريخ
جمالية الصورة السينمائية
تاريخ العرب في جزيرة العرب
كتب
الرابحون لخوليو كورتاثاراستقراء الكابوس وصولاً إلى التزامن
من مدينة صناعية إلى مدينة ثقافية
مسودّة الكاتب
مهمة التأسيس
هل يفتت تهميش المجتمع الأهلي الثقافي جهود التنمية
المجتمع الأهلي والتنمية الثقافية وضرورة الدولة
ماذا يعني أن تكون فاعلاً ثقافياً مستقلاً؟
نحو مجتمع أهلي واع ٍ وفعال.....
نحو تأسيس مفهوم جديد للنقد النسوي
لمناسبة اليوم العالمي للكتاب : دعوة لوليمة القراءة
من جبل الشيخ إلى حلب وقلعة الحصن
بأمر من المحافظة: اليوم يزال مشغل آخر «القزازين» في دمشق
وعليه أوقّع

ابحث عن: بحث متقدمالبحث في الأرشيف ابحث عن:بحث بين تاريخين: سنة-شهر-يوم سنة-شهر-يوم أي من الكلمات كل الكلمات معاًالبحث ضمن العناوين والمحددات فقط
جريدة تشرين -
http://www.tishreen.info/_book.asp?F...20100411092549