منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    الموسيقى لجميع الأطفال والفرح../تحسين يقين

    الموسيقى لجميع الأطفال والفرح..


    تحسين يقين

    - هل أجمل من الأطفال والموسيقى لنكتب عنهما؟
    - .................................................. .......
    - لا أرى أجمل من الكتابة عنهما إلا تأمل الأطفال وهم يسعدون بالموسيقى..
    - بل هناك ما هو أجمل..حين يعزف الأطفال ويغنون ويرقصون..
    هناك ما هو يليق بسرور الأطفال، وفرحهم، هو ما نعيه على عالم الطفولة حين نتذكر طفولتنا، وحين نرى أطفالنا، على الأرض في البيت والشارع والمدرسة، وعلى شاشات التلفزيون..وحين نتعامل معهم بما فيهم، وبما يحبون ويهوون، ويتأثرون إنسانيا وتربويا وتعليميا أيضا..
    على مدار عقد من السنوات، أمكنني مشاركة أطفالنا وهم يسعدون بالنشاطات الموسيقية التي وفرها برنامج الموسيقى للجميع..لقد كانت تسع سنوات فيها من الجمال والحيوية ما يكفي لتعميم وتوسيع البرنامج ليغطي أكبر قدر من مدارسنا في مختلف مديريات التربية والتعليم، وكي تكون المؤسسة الرسمية قادرة على السير بالبرنامج، وجعله في صلب بنية العملية التربوية.
    وإننا إذ نكتب عن هذا الموضوع في مستهل الفصل الدراسي الثاني، لنأمل من إثارة الموضوع أن تتجاوز رؤيتنا للموسيقى في المدارس مجرد الاحتفال، والذي يتركز في موسم واحد وحيد هو بضع أسابيع من شهري نيسان وأيار فقط، وصولا أن تصبح الموسيقى جزءا أصيلا وعضويا من عملنا، بما يعمق شخصية الطلبة موسيقيا وإنسانيا، جنبا على جنب مع تعميق شخصيته العلمية والأخلاقية والوطنية والعصرية.
    الموسيقى؟ أي سحر هذا الذي تحمله من طاقة ينفعل بها الأطفال فيغدون طيورا تحلق بأجنحة الخيال، والشعور السماويّ! أي مفتاح ندخل من خلاله إلى نفوسهم فنزرع فيها من ورد الفكر والمعاني النبيلة! وأي روح هذه التي كلما ملّ الصغار منا لجأنا إليها كي يكملوا ما بدأوا من ألعاب وواجبات بيتية!
    ليتأمل الكبير فينا صغاره وهم يتآلفون مع الموسيقى والغناء من لحظاتهم الأولى في هذا الكون الشاسع، ليجد العلاقة الأزلية بين الأطفال والموسيقى، تلك العلاقة التي بدأت في أحشاء الأم وهي تستمع للموسيقى، هكذا قال الخبراء والأطباء، فهل من ارتباط أقوى بين الإنسان والموسيقى! تلك الرابطة التي تتكون مع بدايات الروح والشعور ثم العقل قبل تشكله، حيث يصبح إحساس الجنين بالأصوات من حول أمه جزءا من تكونه..
    فالموسيقى والأطفال بشكل خاص مرتبطان، ولا حاجة للتدليل على هذه الرابطة الشعورية، حيث يحاكي صدق الموسيقى وعذوبتها وجمالها صدق الأطفال، والتي بها ينفعلون فرحين. وما زلت أذكر مجموعة أطفال شاهدتهم وهم يستمعون إلى الموسيقى والغناء، في حفلة للكبار، حيث كان هؤلاء الكبار يحتكون الموسيقى والرقص لهم وحدهم دون الأطفال، وشيئا فشيئا فإذا بالأطفال ينفعلون تصفيقا وتماوجا وترديدا..ثم إذا هم ينزلون عن أسوار البيت حيث يشاهدون الحفل، ويقتربون رويدا رويدا من مكان العزف والغناء، حيث بدأت أطرافهم تهرب منهم، فراحوا هائمين يرقصون بين الكبار ملبين شعورا ناداهم، دون أن يعوا فعلا على تصرفاتهم بسبب سحر الموسيقى والغناء.
    ثمة طاقة كامنة في الموسيقى نعلمها ولا نعلمها، تجذبنا من الحياة وتقربنا من الناس، وتقرب الناس فيما بينهم، وبها ومنها ينشطون مقبلين على أعمالهم وواجباتهم، كبار وصغارا، وليس تركيزنا على الصغار إلا لكونهم يحتاجون إلى مساعد ومنشّط أكثر من الكبار الذين يقبلون على نشاطاتهم تلبية للواجب.
    فلا يمكن تصور عالم الأطفال بدون الموسيقى!
    من هذا المنطلق، ينظر التربويون والفنانون إلى التعليم والموسيقى، واللذين لا يتحددان بمكان محدد، فالتعلم في كل مكان، والموسيقى كذلك، لكن لم نركّز على المدارس؟
    الجواب يكمن في رؤية الدور، حيث يواصل الطفل حياته الشعورية في المدرسة، وهو لا يبدأ من عدم، بل تكون مرحلة التعليم العام هي مرحلة اعتراف وشرعنة لما تم اكتسابه وتعلمه وتذوقه في البيت ورياض الأطفال والنوادي..وكان العادي كما لدى الكثير من الشعوب أن تكون الموسيقى في البنية التربوية لا مقتصرة على النشاطات، ذلك أن هدف تذوق الموسيقى ليس هدفا احتفاليا، بل هدفا وجدانيا.
    لكن للأسف الشديد، ولطول إهمال التعليم ومنه تعليم الفنون تحت سلطة الاحتلال، فقد تأخر الاهتمام بالموسيقى، واعتبرت مادة ثانوية، فقد فطن الاحتلال لدور الموسيقى في الهوية والشعور الوطني والقومي والديني، فعمدوا إلى نفيها في سياق نفي الوجدان الإنساني للأطفال الفلسطينيين.
    فهل هذا الوعي والقناعة متجليان في حياتنا وبرامج تنشئتنا للأطفال في البيوت والمدارس؟ إذ لا يكفي الاقتناع بدور الموسيقى ومكانها في العملية التربوية ما لم يواكب الاقتناع فعل على أرض الطفولة وسمائها.
    وإذا اقتنع صاحب القرار التربوي، فكيف تتجلى القناعة في عمله وهو غير متخصص في الموسيقى ولا في التربية الموسيقية؟
    إذن كان لا بدّ من تعاون التربويين والموسيقيين..بدعم وتشجيع مؤسسات خبيرة في الموضوع من خارج فلسطين، طورت وضع الموسيقى في المدارس، من خلال المشاركة بين قطاعي التربية والفن.
    كانت البداية عام 1999، والذي فيه بذرت البذور الأولى بين وزارة التربية والتعليم العالي ومؤسسة صابرين للتطوير الفني التي نعرفها من فرقة صابرين الفنية ذات المستوى المتقدم والوطني في الموسيقى والغناء، حيث عقد مؤتمر بالتعاون مع الوزارة وبالشراكة مع المركز الثقافي البريطاني، تم فيه تحليل الواقع التربوي للموسيقى، ووضع خطط مستقبلية بالاستفادة من الخبراء في العالم.
    ومن يومها ونحن كتربويين نلاحظ ونتابع هذه الشراكة الفاعلة، بين الزملاء والأصدقاء في قطاعي التربية والموسيقى، والتي كانت تؤتي نتاجاتها في كل ربيع، حيث لم يكن الزهر هو الذي يتفتح في الحقل فقط، بل والمواهب الفنية أيضا عزفا وغناء ورقصا..
    ولأجل تحقيق هدف إمتاع الأطفال وتفتيح المواهب، كان لا بد من شراكة تقوم على إكساب المعلمين بشكل خاص بمهارات علمية وعملية حول تعليم الموسيقى في المدارس. فكان أن تم تدريب معلمين، وإقامة شبكة للتربية الموسيقية لتبادل المعارف والخبرات بين المختصين، وتأسيس مصادر بشرية، والقيام خلال ذلك بإنتاجات موسيقية. ومع توالي السنوات، تم توسيع البرنامج ليصل إلى مديريات جديدة ومدارس جديدة في مختلف مناطق الضفة الغربية، فتم مواصلة تدريب المعلمين، كما تم تدريب مديري المدارس المشاركة لتسهيل عمل المعلمين، عن طريق زيادة معارف المديرين بأهمية الموسيقى في العملية التربوية، وأذكر أنني دعيت إلى ندوات لتقييم البرنامج في نهاية كل مرحلة.
    وقد شهدنا تطويرا في التعاون، وذلك بتدريب معلمي الموسيقى على تشكيل وقيادة الجوقات الغنائية،تدريب معلمي الموسيقى على إخراج العروض الفنية، في حين كان دليل التربية الموسيقية خطة عمل واضحة المعالم، فعند تطبيق معلمي الفن في المدارس الفلسطينية هذا الدليل المرفق مع شريط كاسيت تعليمي يوضحه يمكن الحصول على مخرجات تعليمية فنية تملك المهارات الأولية اللازمة للتعامل مع الموسيقى إبداعاً وعزفاً وتلقياً وثقافة. ذلك أن الدليل هو خطة تربية تتدرج مع الأطفال ضمن مستويات وفترة زمنية تخلق جدية التعامل مع الموسيقى والغناء، وتكسر ما يمكن أن يكون اغتراباً أو خوفاً أو تهيباً من الموسيقى خصوصاً لدى الصغار، حيث جاء دليل التربية الموسيقية للمختصين وغير المختصين بالموسيقى ليسد ثغرة في هذا المجال الحيوي للأطفال، حيث يكتسب المعلمون والمعلمات مهارات التربية الموسيقية وكيفية تقديمها للأطفال.
    كما عمدت مؤسسة صابرين بالتعاون مع شركائها التربويين إلى تطوير مهارات الاستماع والتعرف على الآلات الموسيقية لدى النشء، من خلال كاسيت تعليمي موسيقي بعنوان"اسمعوني بتعرفوني"، وهو يسعى لتأسيس ألف باء الموسيقى في ذهن المتعلمين صغاراً وكباراً، حيث أن هناك خلطاً وعدم تفرقة بين بعض الآلات أو بين آلة وأخرى، أو عائلة من الآلات مع عائلة أخرى.
    كل هذه النشاطات كانت تؤدى من قبل معلمي المدارس، بعد أن يتم تدريبهم ومتابعتهم وتزويدهم بالمصادر الموسيقية وببعض الآلات أيضا..
    لكن رؤية البرنامج المثمر لم تقف عند حدّ الحصة المدرسية، فكان أن يتم اختيار عدد من الأطفال للمشاركة في مخيمات موسيقية صيفية، يشارك نخبتهم في مخيم مركزيّ يختتم بعرض نوعي مدهش.
    ولأن هذا النشاط التربوي كان سنويا، فلم يكن كافيا لإشباع نهم الطلبة وإقبالهم على الموسيقى، فكان أن تم تأسيس النوادي الموسيقية في عدد من مديريات التربية، يتلقى فيها المشاركون من الموهوبين تدريبات مركزة في العزف بشكل خاص، والتي كانت تؤتي ثمارها هي الأخرى في احتفالات الوزارة والمديريات، حيث كانت الاحتفالات الفنية مصدر بهجة للأهالي وللطلبة وللتربويين، ونحن منهم.
    أما أجمل نشاطات برنامج الموسيقى للجميع، فهو العروض الفنية في المدارس، والتي كانت تعرف الطلبة على الموسيقى والأدوات الموسيقية عن قرب، فكان عرض "الصديقان" واحدا من العروض المبهجة جدا، خصوصا أنه كان يقدم لمدارس بعيدة عن مراكز المدن. وهو عرض يستخدم الموسيقى والكوميديا، للتفريق بين الأصوات العادية في البيئة وبين الأصوات الموسيقية العادية.
    أما عرض بالوي فيشكل جزءا من سلسلة عروض مدرسية، تهدف إلى ترويج الموسيقى وإيجاد نقاط الالتقاء بين الموسيقى الشرقية والغربية، وخلال ذلك يتم تعريف الأطفال على الآلات الموسيقية المختلفة. أما الإضافة الفنية في العرض، فهي استخدام قصص الأطفال كنصوص أدبية إبداعية، لمساعدتهم في ربط الموسيقى بالشعر والقصة، حيث يتم التأسيس لربط الفنون معا؛ لتجاوز التربية التقليدية التي تفصل بين الأدب والفنون.
    ويواكب الاندماج بين الفنون على اختلافها، الاندماج الحاصل بين الموسيقى الشرقية والغربية، كاندماج إنساني لأبناء حضارتين؛ حيث جاءت التسمية منسجمة، مع توجه هذا العمل، وهو ما تمثل بدمج اسمي فلسطين والنرويج، باعتبار أنتأليف العرض تم موسيقيا ودراميا من خلال تعاون بين موسيقيين من البلدين الصديقين، فتم نحت اسم العرض من الحروف الثلاثة الأولى من دولة فلسطين والثلاثة الأخيرة من دولة النرويج فجاء الاسم الثالث الذي تم توليده، فكان بال وي Pal-Way.
    بقي أن نذكّر بأن برنامج "الموسيقى للجميع" هو عبارة عن شراكة بين مؤسسة صابرين والمعهد النرويجي للعروض الموسيقية ريكسكونسيرتنة ووزارة التربية والتعليم ، بالتعاون مع مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ومدارس البطريركية اللاتينية، بدعم من مكتب الممثلية النرويجية للسلطة الفلسطينية.
    والسؤال هل ستستطيع المؤسسة الرسمية ممثلة بوزارة التربية والتعليم العالي ووكالة الغوث ومدارس البطريركية اللاتينية الاستمرار بهكذا برنامج وحدها في المستقبل؟ وإن كان الجواب بلا، فما هي حاجات مسؤولي النشاطات الفنية حتى يمكنهم القيام بذلك، بل وبما هو أهم، أن تصبح الموسيقى جزءا من بنائنا التربوي لا الاقتصار على الشكل الترفيهي والاحتفالي!
    وهل من شكر نقدمه كأهالي وأولياء أمور، آباء وأمهات لدولة النرويج التي ما زالت تموّل هكذا برنامج رائع يثير الفرح في قلوب أطفالنا!


    جائني بالايميل

  2. #2

    رد: الموسيقى لجميع الأطفال والفرح../تحسين يقين

    شكرا يارغد لم نعتقد ان كل موسيقا وماشابه هي للمجون فقط؟
    تحيتي لك دوما
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. نرحب بالأستاذ/يقين علي ابو هاني
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-15-2017, 07:01 PM
  2. كنت على يقين
    بواسطة أ. زيناء ليلى في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 10-11-2014, 10:58 PM
  3. تحسين الذات واثره في تحسين حياتك - د. زياد الحكيم
    بواسطة أبو فراس في المنتدى فرسان البرمجة اللغوية العصبية.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-18-2011, 01:56 AM
  4. لماذا نخاف من السعادة والفرح ؟؟؟بقلم منى عبد الحافظ
    بواسطة منى عبد الحافظ في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 09-24-2010, 04:17 PM
  5. يقين الرؤية في «حدائق الصوت»
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05-06-2009, 10:00 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •