القسم الثاني

2 – المتابعة:
وردت في البيت الأول لابن الرومي الذي يعرض فيه بالأخفشكلمة الأخفش منسوبة إلى الشطر الأول، والأصح أنها يجب أن تنتمي إلى الشطرالثاني، وإن كان البيت –مع ذلك- يجب أن يكون مدورا فلا يلحق الشطر الأول إلا (ال) التعريفية. والمقطوعة من المنسرح.
والبيت جاء هكذا (قلت لمن قال: عرضت على الأخف فش ما قلتهفما حمده)
وكذلك كلمة (فكالدفتر) يجب توزيعها على الشطرين معا لا أنتنسب إلى الشطر الأول وحده وهو مدور كذلك.
فإن يقل: إنني رويت، فكالدفتر جهلا بكل ما أعتقد.
جاء بيت أبي تمام الذي رويه الكاف على صيغة التدوير، والأصحأنه غير مدور ومن هنا يجب أن تأتي كلمة (فقد) في نهاية الشطر الأول لا أن توزع (أخذ عيك) على الشطرين:
يا دهر قوم من أخذ عيك فقد أضججت هذا الأنام من خرقك
والبيت من المنسرح كذلك.
ورد البيت الأول للمتنبي غير مدور والأصح أنه مدور كالبيتالذي يليه، ولهذا يجب أن توزع كلمة (البر) على الشطرين أو أن توضع علامة (م) بين الشطرين وهو من الخفيف [قد بلغت الذي أردت من البر ومن حق (ذا) الشريفعليكا].
من الأفضل أن تخفف همزة (إقواء) ولا تظهر في الكتابة كما لمتظهر في النطق، في بيت لجرير لأن ظهورها كتابة ونطقا يغير من إيقاع الوافر،خاصة تتالي همزتين.
فلا إقواء إذا مرس القوافي بأفواه الرواة ولا سنادا
بحيث تكون فلا (إقوا) بدل إقواء. أو تبدل (إذا) بـ (إذ).
في نفس الصحفة جاءت في البيت الثاني لأبي الرقاع العامليعبارة (إلى) والأصح (في) حيث يكون الصواب هو السبب الخفيف لا الوتد، لأنه منالكامل، واعتماد الوتد (إلى) أوقعنا في اضطراب إيقاعي بالإضافة إلى أن أغلبالمراجع تتفق على السبب الخفيف (في) فمن أين جاءت المؤلف عبارة (إلى)() التي راكمت عددا من الحركات.
نظر المثقف (إلى) كعوب قناته حتى يقيم ثقافته منآدها.
يجب إرجاء تاء (عفرت) في البيت الثاني لبشارة الخوري إلىالشطر الثاني بدل الأول لأن البيت مدور، وليس العكس، وهو من الخفيف، مدور انظرهامش الصفحة.
لأتيت الإله زحفا وعفرت جبيني كي أستميل الإلها
وفي قصيدة أبي العلاء بن سليمان وهي على مجزوء الوافر (أوالهزج)، وقد بدا فيها التصنع، جاء البيت الخامس غير مدور والأصح عكس ذلك، وجاءتفي البيت الحادي عشر كلمة (الرئيس) بادية التكلف، فهي يمكن أن تسهل همزتها أوتكون كلمة أخرى غيرها ككلمة (الريش) مثلا، خاصة أن الشاعر كما قال الباحث نقلاعنسر الفصاحة "قد أضمر الزاي والنون وجاء بـ(يو) وكان من حقه أن يقوللا يوزن".
(والريش) –لا الرئيس- لا يوزن كذلك، والقصيدة هجاء وإن قالفالرئيس لا يوزن قد يظن أنه لعطائه لا يقدر بوزن أو ثمن مع أن فعله (ستوق) أيدرهم زائف مبهرج بالفضة.
البيت الثاني للمتنبي جاء مسكورا يحتاج شطره الأول إلى وتدمجموع ومن السياق يظهر أن الوتد هو (هما) فيكون كالتالي:
[ فإذا (هما) اجتمعا لنفس مرة] لأن الشاعر يتحدث عن الرأيوالشجاعة معا. والبيت من الكامل.
ويحتاج بيت آخر للمتنبي وهو في مدح علي بن محمد بن يسارالتميمي إلى وتد مجموع كذلك وهو من الطويل، فبدل (وذا الجد –نلت أم لم أنل- جد) يجب إضافة عبارة (فيه) ويكون الشطر كالتالي (وذا الجد (فيه) –نلت أم لم أنل- جد)().
وفي البيت الثاني لأبي الشيص الخزاعي (الشطر الثاني منالبيت الثاني رويه الضاد). ينقصه وتد مفروق كذلك وهو من الكامل:
ورجعن عنك وهن رواض
والأصح كما ورد فيعيار الشعر (ورجعن عنك وهن (عنه) رواض)().
جاءت في الشطر الثاني من البيت الثاني لعلي بن الجهم كلمة (داود) بواو واحدة والأصح أنها بواوين حفاظا على إيقاع ضرب البسيط المقطوع (فعلن)
(لولا اقتباس سنا من وجه داود) =<الأصح داوود.
جاءت كلمة (ومقت) في البيت الأول لمسلم بن الوليد مفتوحةالقاف ومسكونة التاء على صيغة الغائبة، والأصح أنها بصيغة المتكلم (ومقت) بتسكين القاف وفتح التاء، ولربما جاء تعقيب الباحث عقب البيتين يزكي ما قلناه،فحسان كان يخاطب صاحبته فتركها إلى الحديث عن بخل سعيد بن سلام (انظر أبياتمسلم وأبيات حسان قبلها في ص:227).
وجاءت كلمة (أقل) الأولى في الشطر الأول من البيت الرابعبدون شدة على اللام. والأصح أنها بالشدة، وهي من التقليل لا من القول. والجوابفي الشطر الثاني (أقل) بالشدة، يعتبر ظالما ومجحفا إذا قلل من مديحته للممدوحكما أنه يسخط أن أقل الممدوح عطاءه له. والتضاد على مستوى المادح في نفسالإجراء أي التقليل لا القول من طرف الشاعر والتقليل من طرف الممدوح والمانع منإيراد المعنى الذي جاءت به في نظر الشاعر هو كون عروض البيت الرابع ستأتي على (مفاعلن) لا متفاعلن وهذا مكروه في بحر الكامل – اجتماع الأظمار [ الإضمار ] والخبن معا.
وأعد ظلما أن أقل مديحه عمدا وأسخط إن أقل عطاءه
من الأفضل أن تكون همزة (وأبسط) وصلية لا قطيعة، لأن بحرالخفيف لا يبدأ بالوتد بل بالسبب الخفيف (وأبسط العذر في ارتخاص القوافي).
اعتبر بيتا أبي القاسم التوزي الشرنجي غير مدورين، والأصحأنهما مدوران، فيجب أن تكون كلمة (فيك) موزعة بين شطرين أو أن يعلن عن ذلك بوضعرمز (م) بين الشطرين، وهما كما يبدو من الخفيف. وقد جاءا هكذا.
ولك العذر مثل قافيتي فيك اتساعا فإنها كالفضاء
وتأمل، فإنها ألف المد لها مدة بغير انتهاء
فكلا الكلمتين (فيك) في البيت الأول و(المد) في الثاني يجبأن توزع على الشطرين.
أما قصيدة أبي القاسم الحسين بن الحسن الواساني الدمشقي،فقد جاء في الشطر الأول من بيتها الثالث (لي) مفتوحة الياء، والأصح بدون حركةعليها، والبيت من الخفيف وإظهار الفتحة على الياء يصير (فاعلاتن) إلى(متفاعلن).
جمعوا (لي) الجموع من خيل جيلا ن وفرغانة إلى ديلمان
وفي البيت الرابع من نفس القصيدة جاءت عبارة (من) غيرمسبوقة بواو العطف والأصح بالعطف ((ومن) الروم والصقالب..) لأن الواو سيتكرروالمعطوفات ستتعدد.
في البيت الخامس جاءت كلمة (البيلقان) غريبة رغم أنها صحيحةإيقاعيا بل هي أفضل إيقاعيا (فاعلاتن) ولكن البلقان أصح اصطلاحا، ولا بأس أنتأتي التفعيلة (مفعولن) مثل ضرب البيت السابق قبله وأضرب الأبيات الأخرى بعده.
وفي البيت السابع من نفس القصيدة جاءت كلمة (معديها) بشدةواحدة على الدال، وجاءت الياء مهملة من الشدة، والأصح أنها بشدتين على الدالوالياء معا، إلا إذا اعتبرنا التفعيلة الأولى من الشطر الثاني مكفوفة (فاعلات) لكن التام أصح وأفضل:
(والبوادي من الحجاز إلى نجــ د معديها مع القحطاني)().
يلاحظ اضطراب في أبيات ابن الرومي وهي من الخفيف، فالشطرالثاني من البيت الثاني جاءت فيه الواو قبل كلمة (الأحيان) مسببة اضطراباعروضيا.
فتراه يجل في السمع حينا وتراه يدق في (و) الأحيان
أما البيت الرابع فيلاحظ فيه اضطراب واضح في شطره الثاني إذيحتاج إلى وتد مفروق وأرجح أن تكون كلمة (غير) هي المحذوفة.
ليس تخفي أنفاسها أنفاس (غير) مهضومة الحشي خمصان
أما في قصيدة له أيضا في عتاب أبي القاسم الشطرنجي فقد جاءتفي مطلعها كلمة (ربيع) محدثة اضطرابا عروضيا، والأصح أنها (ربع) بدون ياء وهيأيضا من الخفيف.
يا أخي أين (ربيع) ذاك اللقاء أين ما كان بيننا من صفاء؟
وفي نفس القصيدة (الهمزية) جاءت كلمة (يلعب) موزعة بينالشطرين وهو فعلا بيت مدور، ولكن يجب أن يؤجل حرف العين إلى الشطر الثاني بدلانتمائه إلى الشطر الأول، كما يجب إبراز الشدة على الياء أيضا في كلمة (جديها). والأصح هكذا:
أنت جديها وغيرك من يل عب إن الرجال غير النساء.
ومن قصيدة امرئ القيس اللامية جاء الشطر الأول من البيتالأول ناقصا تفعيلة (فعولن) كاملة، وبرجوعي إلى الديوان تأكد لي بأن الكلمةالناقصة هي (جوادا) = فعولن
كأني لم أركب جوادا للذة ولم أتبطن كاعبا ذات خلخال().
وفي بيت سليمان بن داود القضائي جاءت كلمة (فبينما) خطأوالأصح (فبينا) بدون ميم وقد تكرر في بداية البيت الثاني كذلك ولكن هذه المرةصحيحة (فبينا).
[فبينا نعمة إدخال بؤس]. والاستعمال كثير في الشعر العربي. انظر ميمية الحطيئة (فبينا هما عنت على البعد عانة) والبيتان من قصيدة علىالوافر.
في بيت تأبط شرا أو ابن أخته حسب الاختلاف جاءت كلمة (الشعب) خطأ والأصح (بالشعب) بتقديم باء الجر.
إن الشعب الذي دون سلع لقتيلا دمه ما يطل
وأظن الخطأ مطبعيا محضا لأنه سيأتي في الصفحة المواليةمصححا، ولكن سيظل الخطأ ماثلا في كلمة (سلع) حيث جاء اللام ساكنا والأصحبالفتحة، وهو من المديد. وفي نفس القصيدة جاء خطأ مطبعي في البيت الخامس (الأجل) بكسر اللام، وهذا لا يمكن أن يقع فيه المؤلف لأن الروي هو اللامالمضمومة وقد جاءت مشكولة خطأ. ينقص في الشطر الثاني من البيت السادس سبب خفيفالشيء الذي يفتح المجال لتأويلات عديدة:
بزني الدهر، وكان غشوما بأبي جاره ما (…) يذل
إلا إذا اعتبرنا (بأبي) مشددة الياء (بأبي) ولربما كانت هيالأصح فإذاك سيصبح البيت سليما: بأبي جاره ما يذل) = فاعلاتن فاعلن فاعلاتن.
وجاءت في البيت العاشر من نفس القصيدة كلمة (رفل) بدون ياءوالأصح بالياء حفاظا على إيقاع المديد لأن (مفتعلن) في المديد مكروهة إن لم تكنممنوعة.