ميل من حركة حماس سرب المعلومات إلى الموساد..
نتانياهو صادق شخصيّا على اغتيال المبحوح .. وأسماء مازالت في طي الكتمان..
[ أصداء الصحافة والإعلام ]
سرّب عميل من حركة حماس معلومات إلى الموساد عن وصول القيادي محمود المبحوح إلى دبيّ. هذا ما قاله ضاحي خلفان الذي طالب محمود الزهار بإجراء تحقيق داخلي عن كيفية تسريب المعلومات. وكشفت مصادر بريطانيَّة أنَّ بنيامين نتانياهو إلتقى الفريق الذي نفذ الاغتيال وصادق شخصياّ على العملية.
نقلت صحيفة الخليج الاماراتية اليوم الاحد عن القائد العام لشرطة دبي ضاحي خلفان قوله انه "طالب محمود الزهار القيادي بحماس بإجراء تحقيق داخلي عن كيفية تسريب المعلومات عن وصول المبحوح مثلما يطالب شرطة دبي بتسليم الفلسطينيين المعتقلين لديها". وقال إن عميلاً من الحركة سرب المعلومات إلى الموساد.
وأكد أن الأدلة التي قدمتها شرطة دبي على تورط "الموساد" في الجريمة هي تزوير جوازات السفر التي فتحت فيها الدولة المعنية تحقيقات موسعة، وقال "هذا هو أسلوب الموساد"، مؤكدا أن شرطة دبي لا يزال في جعبتها الكثير من التفاصيل عن هذه الجريمة.
ونشرت صحيفة "البيان" الاماراتية الاحد ان خلفان قال "هناك معلومات في قضية اغتيال المبحوح لا تود شرطة دبي الإعلان عنها الآن، خصوصاً في ما يتعلق بجوازات سفر دبلوماسية استخدمها بعض الجناة في دخول دبي". وقال خلفان إن الضالعين في الاغتيال استخدموا جوازات دبلوماسية مشيراً إلى أن أحد المقربين من المبحوح أدلى بمعلومات اساسية للقتلة.
ولم يشر خلفان الى اي تفاصيل اضافية في هذا السياق لكنه قال ان "بعض الجناة من الذين اغتالوا محمود المبحوح في دبي دخلوا الدولة من قبل ولكن منذ فترة طويلة تقارب العام بجوازات السفر نفسها التي دخلوا بها مؤخرا".
ونفى الفريق تميم أن يكون أدلى بتصريحات لأي صحافي إسرائيلي أو صحيفة إسرائيلية مؤكداً أنه لا يفعل ذلك على الاطلاق، وقال فيما يتعلق عن قدوم المشتبه فيهم في عملية الاغتيال إلى دبي في وقت سابق إن بعضهم أتوا إلى دبي مرتين خلال عام، في المرة الأولى، جاءوا لمتابعة ومراقبة المبحوح أثناء قدومه إلى دبي ترانزيت، ومنها إلى الصين وفي المرة الثانية عندما نفذوا جريمتهم . وكانت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية قد زعمت ان الفريق تميم أدلى لها بتصريحات قال فيها إن المشتبه فيهم في عملية الاغتيال زاروا دبي مرتين احداها كانت منذ ثلاثة أشهر عندما قدم المبحوح ترانزيت إلى دبي، ثم إلى الصين، ورافقوه على الطائرة نفسها إلى الصين . وقاموا بمتابعة تحركاته وسكناته والمرة الثانية قبل شهرين، وكانوا أيضاً مع المبحوح، وتابعوا تحركاته في دبي وخططوا لتصفيته غير أنهم قرروا فجأة لأسباب فنية تأجيل العملية .
أسماء مازالت في طي الكتمان
وكشف خلفان أن "هناك أسماء أخرى غير التي جرى الاعلان عنها متهمة في قضية اغتيال المبحوح في دبي" مضيفا "نحن نتحفظ على تلك الاسماء لاننا لا نعلن ما لدينا الا بعد تأكيد هذه المعلومات". وأضاف "سنلاحق المطلوبين بالاساليب القانونية وسنظل وراءهم وسنتمكن من الوصول إلى بعضهم بسرعة". وكان مصدر أمني إماراتي أبلغ إيلاف أنَّ 17 شخصًا متورطين في العمليَّة. وتوقّع أن يكون عدد المتورطين في العمليَّة اكبر من ذلك لكن لدى السلطات بيانات وصور عن جوازات سفر 11 منهم.
نتنياهو صادق شخصيا على العملية
هذاو كشف تقرير لصحيفة الصاندي تايمز البريطانية عن ان رئيس الوزراء الاسرائليلي بنيامين نتنياهو صادق شخصيا على عملية اغتيال المسؤول في حركة حماس محمود المبحوح في دبي وذلك خلال زيارة قام بها نتنياهو لمقر قيادة جهاز الموساد في مطلع شهر يناير/ كانون الثاني الماضي. وحسب الصحيفة البريطانية التقى نتنياهو هناك عددا من افراد الفريق الذي نفذ عملية الاغتيال، وقال لهم ان الشعب الاسرائيلي يعتمد عليهم متمنيا لهم النجاح في هذه المهمة.
فيما نقلت صحيفة "الامارات اليوم" عن قائد شرطة دبي قوله أن "التعاون مع بريطانيا وفرنسا وأيرلندا وألمانيا يسير على قدم وساق". وقال: "سنقدم كل ما لدينا، وننتظر إجابات واضحة من جانب الأطراف الأخرى"، مضيفاً أن "الأجهزة البريطانية تتعامل بجدية مع القضية، وتتعاون بشكل جيد مع السلطات الإماراتية". وأكد أن "شرطة دبي لديها الكثير، وسيتم الكشف عنه في حينه، والسلطات في النمسا بدأت تحقيقاً وترصد حالياً أسماء أصحاب الهواتف التي استخدمها الجِناة".
وأضاف "لا نعمل وفق دليل واحد في هذه القضية، لكن أدلتنا متعددة ومتنوّعة ولا مفرّ منها، وستجد الأطراف الأخرى نفسها محاصرة من كل النواحي"، مؤكداً أن "الأسئلة وعلامات الاستفهام التي أثارتها شرطة دبي في هذه القضية لا يمكن تجاهل إجابتها مـن جانب الدول المعنية بالقضية". وكان خلفان اعلن في تصريحات يوم الخميس الماضي ان شرطة دبي تتحفظ على فلسطينيين اثنين في القضية.
وقال "احدهما التقى مع شخص من المنفذين في المكان والزمان والطريقة التي تثير الريبة والثاني على علاقة وثيقة به وتبين ان عليه حكم اعدام من احد الاطراف الفلسطينية وبالتالي احتجزناه لكي لا يأتي احد فينفذ فيه الاعدام، وهو لدينا ايضا لكي نتحقق من طبيعة علاقته بالشخص الاول الذي التقى بأحد المنفذين".
وذكر تقرير الصاندي تايمز عن عملية اغتيال المبحوح ووقوف الموساد وراء العملية .. قالت فيه فيه ان سيارتي ليموزين فاخرتين سوداوين من طراز أودي A6 دخلتا في مطلع الشهر الماضي البوابة الرئيسية لمبنى مقر الموساد والكائن على تلة صغيرة في ضواحي تل ابيب الشمالية، وقد خرج بنيامين نتانياهو من احدى السيارتين وكان في استقباله في البوابة رئيس الموساد مئير داغان .
الى ذلك، أصدرت الحكومة البريطانية جوازات سفر جديدة للأشخاص الستة الذين استخدمت هوياتهم من قبل المشتبه في قيامهم باغتيال المبحوح. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) عن مسؤولين بريطانيين قولهم إن الجوازات الجديدة تم إصدارها لضمان ألا يتعرض أصحابها وجميعهم يعيشون في اسرائيل للاعتقال من طرف أجهزة الشرطة الدولية (الانتربول) التي أصدرت مذكرات اعتقال بحق المشتبه بهم.
بن اليعازر: عمليات الموساد تتطلب موافقة رئيس الوزراء وحده
من جهته، اعلن وزير الصناعة الاسرائيلي ووزير الدفاع السابق بنيامين بن اليعازر لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان العمليات التي ينفذها جهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) يجب ان تنال موافقة رئيس الوزراء الاسرائيلي وحده، وقال بن اليعازر "كل شيء رهن برئيس الوزراء وهو غير مضطر لاطلاع الحكومة حين يحصل رئيس الموساد على تصريح بالتحرك"، مضيفا ان "رئيس الحكومة يمكنه اذا اراد، ابلاغ وزير الدفاع لكنه غير ملزم بذلك".
من جهة اخرى ابقى بن اليعازر الغموض محيطا بمسؤولية الموساد في قتل القيادي في حماس محمود المبحوح في دبي الشهر الماضي في فندق، واكتفى بالقول "لا اعلم اذا كنا نحن لكن المهم بالنسبة لي هو النتيجة".
وتابع بن اليعازر "لا اخشى العواقب الدولية. لم يكن احد يتوقع ان يكون رد فعل العالم هادئا على حدث بمثل هذه المأساوية (...) لذلك يجب المضي الى الامام وخلال ستة اشهر لن يتحدث احد في الموضوع وكل شيء سيكون على ما يرام".
وكان خلفان اكد الخميس ان "وقوف الموساد خلف القتل اكيد بنسبة 99 بالمئة ان لم يكن مئة بالمئة". لكن مسؤولا اسرائيليا كبيرا طلب عدم كشف اسمه قال لوكالة فرانس برس الجمعة ان "شرطة دبي لم تقدم في هذه القضية اي دليل ذا طابع اتهامي".
أصداء الوطـن