أمر البسل
والبسل - فيما يزعمون - نسيئهم ثمانية أشهر حرم لهم من كل سنة من بين العرب قد عرفت ذلك لهم العرب لا ينكرونه ولا يدفعونه يسيرون به إلى أي بلاد العرب شاءوا ، لا يخافون منهم شيئا . قال زهير بن أبي سلمى ، يعني بني مرة .
قال ابن هشام : زهير أحد بني مزينة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر ، ويقال زهير بن أبي سلمى من غطفان ، ويقال حليف في غطفان .
تأمل فإن تقو المروراة منهم
وداراتها لا تقو منهم إذا نخل
بلاد بها نادمتهم وألفتهم
فإن تقويا منهم فإنهم بسل
أي حرام . يقول ساروا في حرمهم .
قال ابن هشام : وهذان البيتان في قصيدة له .
قال ابن إسحاق : وقال أعشى بني قيس بن ثعلبة
أجارتكم بسل علينا محرم
وجارتنا حل لكم وحليلها
قال ابن هشام : وهذا البيت في قصيدة له .
--------------------------------------------------------------------------------
البسل
وذكر البسل وهو الحرام والبسل أيضا : الحلال فهو من الأضداد ومنه بسلة الراقي ، أي ما يحل له أن يأخذه على الرقية وبسل في الدعاء بمعنى : آمين قال الراجز [ المتلمس ] :
لا خاب من نفعك من رجاك
بسلا ، وعادى الله من عاداك
وكان عمر بن الخطاب يقول في أثر الدعاء آمين وبسلا ، أي استجابة . وقول زهير فإن تقو المروراة منهم . البيت وقع في بعض النسخ المرورات بتاء ممدودة كأنه جمع مرور وليس في الكلام مثل هذا البناء وإنما هو المروراة بهاء مما ضوعفت فيه العين واللام فهو فعلعلة مثل صمحمحة والألف فيه منقلبة عن واو أصلية وهذا قول سيبويه جعله مثل شجوجاة وأبطل أن يكون من باب عثوثل وقال ابن السراج في قطوطاة وهو مثل مروراة هو فعوعل مثل عثوثل وقال سيبويه فيه إنه من باب صمحمحة فالواو زائدة على قول ابن السراج ووزنه عنده فعوعلة .