الفصل الرابع
السينما والقيم الاخلاقيه
---------------------
السينما والقيم
بات معروفا بان أفلام المهرجانات هي الأفلام التي تتحدث عن القيم والمثل الاجتماعية بشمولية وموضوعية في استخدام الأدوات السينمائية حيث لا يقف البناء الموضوعي في إخراج الفيلم العربي عند أسماء معينة فقد تمكن عاطف سالم من أدواته الفنية فقدم أفضل أفلامه " النمر الأسود " بطولة احمد زكي ووفاء سالم النجمة السينمائية الجديدة , التي استطاع " عاطف سالم " أن يحرك فيها المضمون بنفس القدر الذي امتلكت فيه ناصية الشكل بما يتناسب مع مضمون القصة عن كفاح عامل عربي مصري في ألمانيا تدرج في حياته العملية حتى غدا مخترعا وثريا في رحلة كفاح إنسانية لم ينسى خلالها وطنه الأم أيام النكسة ..!
وهو نفس ما فعله علي عبد الخالق , مخرج فيلم " أغنية على الممر " حين صنع بموضوعيته فيلم " بنات إبليس " إطارا جمع فيه حسناوات الشاشة حول قضية مثيرة وفلسفية هي قضية " الشرف " والمجتمع الذي لا يرحم أبدا – واستطاع بذكاء شديد أن يضعنا أمام سؤال خطير : الشرف والعرض أم المال ..؟ وأيهما أهم ؟ .. الحقيقة التي تهدم أم الفضيلة التي تبني ..؟ وبذكاء شديد قال لنا إن مشكلتنا العربية الحضارية هي في عدم وجود الربان الحكيم القادر على توجيه الدفة إلى بر الأمان ..!
تلك هي الموضوعية – التي تضع المشاهد أمام سؤال يفجر قضية بحجم المجتمع وبحجم الوطن , وبحجم الحياة كلها – ونفس الأسئلة التي طرحها علي عبد الخالق في فيلم " بنات إبليس " حول نماذج معينة من النساء , طرحها أيضا في فيلم " العار " حول نماذج متعددة من الرجال , ومعها سؤال كبير :
هل يغفر المجتمع لرجل مستقيم ومتدين , أن يتاجر في الممنوعات من اجل الثروة .. ؟!
وهل يتحول المال إلي سلاح يقتل الأخ من اجله أخاه - ..؟! وهل نهاية العالم أن تتقاسم المتع الدنيوية , أم تواجهها بإرادة صلبة وقوية ..؟ ولماذا ينتقل العار وراثة من الآباء إلي الأبناء ..؟
هذا بالضبط ما تعنيه السينما الموضوعية , أن تطرح القضية الاجتماعية بشمولية فنية تملك أدوات الإبداع – وهي نفس الموضوعية التاريخية التي جعلت من مخرج الفيلم الواحد " شادي عبد السلام " مخرجا لا ينسي وهو يبحث الأصل التاريخي للتفكير المجتمعي لدي شعب بأكمله في فيلم " المومياء " .. ولا تستطيع أن تقول الرمزية , هي الموضوعية التي تقصدها , إن ما تقصدها هي الشمولية نفسها التي عشناها في فيلم الجوائز المتعددة " سوق الأوتوبيس " للمخرج عاطف الطيب .
فالقصة واقعية , والنماذج البشرية واقعية , والمخرج هو الأستاذ الذي جمع القصة بنماذجها البشرية في إطار شمولي , جمع فيه قضية المناطق الحرة التجارية , ورب الأسرة الذي يملك المال والبنين , ويزاحم في ميراث صغير , لسائق الأوتوبيس – وهي نفس الموضوعية التي نلمسها عند " عاطف الطيب " في فيلم " التخشيبة " الذي وضعنا أمام الإجراءات الحكومية والروتينية , وانتقدها بعنف وقدم لنا نموذجا عن حياة الموظفين في سن التقاعد وعن الزوج الذي يعاني بين الثقة والشك في زوجته .. ونموذج الشاب الذي يمثل الجيل الضائع – كل هذه الأفكار في فيلم واحد – تبحث في عدة قيم اجتماعية مهمة وخطيرة – تجعل من عاطف الطيب الباحث عن القيم في السينما العربية ونفس هذا الإطار الموضوعي , هو الذي قفز بالفيلم السوري " أحلام مدينة " وقبلة الفيلم السوري " حادثة النصف متر " وهو مأخوذ عن نفس قصة الفيلم المصري " حادثة النصف متر " بطولة نيلي ومحمود ياسين , إلا أن المعالجة السورية شملت جوانب اجتماعية أكثر شمولية من الجانب العاطفي , ولذا وجدنا الفيلم بنسخته السورية يفوز بأكثر من جائزة وغني عن القول بان الأفلام التي تحدثت عن الواقع الاجتماعي بشكل ساخر في مقارنتها بين القرية والمدينة لم تضمن لنفسها أي نجاح يذكر , كما حدث مع فيلم " خرج ولم يعد " في مهرجان قرطاج العام الماضي الفائز بالجائزة الثانية لموضوعيته , حيث تفوق المخرج " محمد خان "وهو يضع المشاهد أمام مقارنة واقعية عن نموذج الحياة في القرية , ونموذج الحياة في المدينة , من خلال موظف حكومي بدرجة رئيس قسم , لا يأكل إلا الفتات , ولا يقدر علي الزواج , ويعيش في بناية آيلة للسقوط في المدينة , بينما يصاب بالتخمة , ويعيش وسط الخضرة والمنازل الفسيحة والوجوه المليحة في القرية ..
وكان الفرنسيون هم الأسبق إلي إنتاج وإخراج الأفلام التي تبحث موضوع القيم والمثل في المجتمع والتي أطلق عليها اسم " الموجة الجديدة في السينما " .
ويعتبر المخرج الجزائري الأخضر حامينا , واحدا من أعلامها في أكثر من مهرجان عالمي منذ كان 1975 وكان أول مخرج عربي تناول هذه الموجة في أفلامه هو يوسف شاهين ,حين اخرج وأنتج فيلم " العصفور " وفيلم " الإسكندرية ليه " , حيث تتبعنا معه قضايا امة بأكملها مع ضابط شرطة هو العصفور , الذي ذهب للقرية ليشارك في حملة ضد طريد في الجبل , وكان يسال نفسه أسئلة عديدة يناقشها مع الصحافي , ومع إمام المسجد في القرية , ومع بعض النساء في القرية حول قضية هذا الطريد .. وكانت الأسئلة بحجم الوطن كله ..!
أما هذا الطفل الذي يصر على الذهاب إلى أم الدنيا رغم كل المحاذير فكان يضعنا أمام سؤال عميق وجوهري .
ماذا يتوقع أن يرى هذا الطفل الصغير في المدينة المزدحمة ..؟ وصور لنا المدينة , وحال أهلها , في الأيام الأولى لنكسة 1967 ووضعنا معه في سؤال خطير : لماذا يلتف الناس حول هذا الزعيم ..؟ ولماذا النكسة بهذا الحجم ..؟ وما الذي يمكن أن يفعله أمام مسجد وسط ذلك الازدحام ..! وماذا يمثل الأزهر من تراث شعبي أصيل ..؟ هل هو في مراجعة تلك الكتب وقراءتها .. أم ماذا ..؟
وحاول أن يقدم الإجابة على هذا السؤال في فيلم " الإسكندرية ليه " وهو يستعرض تقييمه التراثي في التغلب على كل عوامل الحاجة والشدة ليحقق طموحه العلمي والفني ..
فقد صور لنا السبيل إلى مقاومة قوى الاحتلال والاغتصاب بالمقاومة , وبالعلم , وبالثقافة .. وهو يتظاهر مع زملائه من طلاب المدارس الثانوية وينظم معهم مجموعات لمقاومة الاحتلال .. أي احتلال ..
ثم انتقل بنا من الموضوعية الشمولية إلى الموضوعية الرمزية , في فيلم " حدوتة مصرية " بعد أن وصل إلى قمة الإبداع الفني والفكري .. فما الذي وجده هذا الإنسان المثقف الذي يعاني من مرض القلب , لأنه لم يجد أحدا حوله يصل الى مستوى الإبداع الفكري الذي يريد نقله إلى الناس .. وهو يبحث عن من يفهمه .. أمه .. أو زوجته .. أو شقيقته .. أو ابنته ..! المسالة بهذا الحجم الرمزي , تشير إلى قيم متخلفة في السلوك الاجتماعي .. وهي مشكلة المشاكل التي تعاني منها كل مجتمعاتنا العربية النامية .
أما " سعيد مرزوق " فهو صاحب مدرسة في الموضوعية المباشرة , هي اقرب إلى الواقعية , لكنها تتسم بشمولية في الطرح ولكن بشكل حياتي مباشر وليس ذلك الشكل الفكري الذي نعيشه في أفلام علي عبد الخالق التي تناقض المثل والقيم الاجتماعية برواية فكرية بحتة أو مثل أعمال هشام أبو النصر التي تعالج القيم الاجتماعية بزاوية إنسانية مطلقة من خلال الحي الشعبي فهو يضعنا في فيلم " الخوف أمام المشكلة مباشرة دون حاجة للتفكير في مسائل فكرية أو مثالية !! فالشباب حائر وخائف من المستقبل والحياة من حوله هي التي دفعته إلى " الخوف " , بنفس الروح الذي وضعنا فيها مع فيلم " أريد حلا " في مناقشة حقوق الزوجة وواجبات الزوج , وموقف القانون في هذه الأحوال
------------
نماذج فيلميه
1
اين تخبئون الشمس
-------------
المخرج السينمائي المغربي " عبد الله ألمصباحي " سبقته شهرته إلينا قبل أن نرى أي عمل فني , وفي ظل هذه الشهرة المسبوقة لأي رؤية فنية جعلتنا ننتظر الفيلم المسموح به والممنوع " أين تخبئون الشمس " ؟؟ بكل ما نملك من حواس . ولم تمض دقائق قليلة من الفيلم حتى وجدنا أنفسنا مشدودين إلى هذا الفيلم نحاول التعمق في كل كلمة تدور بين الممثلين , وفي كل رقصة يقومون بأدائها , وفي كل زى يلبسونه , وفي كل حدث يصوره الفيلم , فبدون التعمق لا تستطيع ملاحقات الإسقاطات الفكرية التي طرحها الفيلم العربي أين تخبون الشمس .. ؟؟؟ حول قضية مصيرية في حياتنا العربية – عن العلاقة بين الضياع والشباب ونور الإسلام – لقد كان التحكم الفني والشكلي والموضوعي في الفيلم من حق المخرج " عبدا لله ألمصباحي " ولكن هذا لا يعني تجاهل القدرات الفنية الرائعة لشقراء الشاشة العربية " نادية لطفي " وهي تصور لنا لقطة تقاوم فيها إدمان الحشيش الأفيون – أو عندما صورت لقطة أخرى وهي في حالة ذعر شديد من صديقها الضائع في الفيلم " عادل ادهم " .
كما أن عاد ادهم هو الدينامو الحقيقي لهذا الفيلم , لقدراته الفنية المتعالية في تمثيل المشاهد , كما هو مطلوب منه للمساعدة في تعميق الفكرة الأساسية حول الضياع الذي يعيشه شباب الجيل الحاضر – وكيف وقف مبهوتا ومندهشا وهو داخل المسجد النبوي الشريف وبجوار الكعبة في نهاية الفيلم عندما شعر بإحساس غريب يدخل إلى عقله وقلبه يغزو كل كيانه فيشعره براحة نفسية عميقة , تقول لنا انه اهتدى إلى طريق الحق والنور ... !
وبالرغم أن إنتاج الفيلم مضي عليه أكثر من أربعة أعوام , وكان يعالج واقع شبابنا العربي اللاهي المصدوم بنكسة سنة 1967 والتي جعلته يشعر بالهزيمة الا أن هذا الفيلم الوقائع والأحداث , عندما تنبأ بان الطريقة التي سوف تنقذ الشباب من الضياع هي طريق الإسلام .
والغريب إن بعض التلفزيونات تمنع عرض هذا الفيلم بحجة أو بأخرى , رغم أن كل ما في الفيلم ذو مضمون وهدف , ولم تكن الخلاعة التي ظهرت بها " نادية لطفي " في فيلم إلا شيئا ضروريا ومن مستلزمات البناء الفني للفيلم ولم يكن في عرض الفيلم وبالخلاعة التي أجادت فيها "نادية لطفي " ما يخدش الحياء والفكرة التي يدافع عنها الفيلم كافية لان تعطيه إشارة خضراء دون حسيب أو رقيب .. وإلا حق علينا أن نسألكم : أين تخبئون الشمس ؟؟
------------------------------------------------
2
موقف انتبهوا أيها السادة
فيلم مصري يتضمن من صورة نقدية من " كأسك يا وطن
عنوان الفيلم : ممتاز وباخراج فنى رائع كان موضوع سهرة الخميس (15/5/1980) فى تلفزيون قطر , يحكى قصة المنافسة بين ثرى مصرى مهنته في الاساس زبال وبين دكتور فلسفة مصرى .. وكل منهما يحاول ان يقيم نفسة .. فالزبال الثرى يعلم تماما بان دكتور الفلسفة رجل له وزنة وقيمته ومركزه وهو يحترمه .. اما دكتور الفلسفة فانه يعامل الثرى على انه زبال مهما كان لديه من اموال ...
دكتور الفلسفة عاش احد عشر عاما فى الدرس والتحصيل ليصبح مفكرا كبيرا – والزبال عاش احد عشر عاما يتاجر في الزبالة ليصبح ثريا كبيرا..
وتلك حقيقة ملموسة في مصر – ان الزبالة والبواب والمسمار والسمكري يحصلون في مصر على اعلي الدخول الشهرية – بينما أي دكتور جامعي يكتب في الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع لا يحصل على 10% من دخل اولئك المذكورين , وخاصة ان طلبة تلك الاقسام في الجامعات اعدادهم قليلة جدا لا يمكن ان تغطي تكالبف نشر كتاب اكاديمى لهم , وهذا ما حدث لدكتور الفلسفة في الفيلم المذكور ( انتبهوا ايها السادة ) حيث قام بتأليف خمسة كتب لم يحصل منها على اكثر من 250 جنيه مصري في السنة , بينما الزبال يقوم بجمع الزبالة في منطقة سكنية ويحصل من كل شقة يجمع زبالتها علي نصف جنيه , فاذا كانت المنطقة السكنية تحوى على 100 شقة فايراده من جمع الزبالة 500 جنيه شهريا .
ثم يقوم الزبال ببيع القمامة بعد تصنيفها الى اسمدة واوراق وعلب صفيح ويحصل منها على اضعاف المبلغ , وهكذا فمن الطبيعي ان يصبح الزبال في احدي عشر عاما مليونيرا ليبني العمارات ويكسب منها ايضا .
في نفس الوقت فان اكثر الادباء والكتاب شهرة لا يربحون من مبيعات كتبهم الا اذا فتح الله عليهم ابواب الافلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية.
وبالتالي فانه لن يكون مستغربا ان نلاحظ الثراء الفاحش يهبط على الراقصات ومطربي الدرجة الثالثة في الملاهي والكازينوهات الليلية , لان من يملكون رأس المال لا يملكون الفكر او الادب فى اغلب الاحوال – اقول هذا ونحن نعرف ان اقل صحفي واقل كاتب صغير يعيش في اوربا وامريكا بمستوى يجعله مقتنعا بمهنته الى حد التضحية بحياته – لانهم هناك يضعونه في مكانه الصحيح على انه السلطة الرابعة والاقوى تاثيرا على الرأي العام – فيلم " انتبهوا ايها السادة " – مخرجه فنان شاب اسمه محمد عبد العزيز , ويصب في نفس القناة التي تصب فيها مسرحية " كأسك يا وطن " في احدي جزئياتها المتعددة ..

-------------------------
3

اين المفر ..؟؟
- حدثني صديق لي عن تجربته الحياتية وهو يعتصر كل ما في قلبه وعقله من الالم , وقال لي : احببت فتاة , ولكني خفت علي نفسي من حبها , فقد كنت مجنونا بها ...
- - وعجيب يا صديقي امرك , فكيف تحب .. ؟ وتخاف من الحب في وقت واحد ... !!
- - هكذا حدث لي ف تقاطعني حتي تفهم موقفي منها , فهو موقف تقليدي من الحياة العصرية ... فهي جميلة , وجمالها ملفت للنظر , خفت ان اسير بجوارها حتي لا تلاحقني العيون وتصيب مقتلا مني . وهي ذكية , وذكاء المراة مخيف لدرجة الخطر علي الذات نفسها , فالاقناع والاقتناع معها سيكون امرا صعبا ,, وبالتالي ادارة الحياة ذاتها سيصبح صعبا , فيلفت الزمام من يدي .. واذا فكرت وابتعدت بها عن الناس وعن الدنيا , ساحرم نفسي من متعة الحياة بمرافقتها وخاصة اذا علمت ان سر اعجابي بها هو قدرتها علي اثبات تفوقها في مجال حياتها وخدمتها ..
- ولكن هل كانت هي تبادلك نفس الشعور ونفس المحبة ... ؟؟
- نعم , ... لقد اعطتني من الاهتمام ما هو اكثر من الحب ... فانكرت اهتمامها وانكرت حبي لها , وانكرت الحياة ذاتها , ولجات الي خوفي احتمي به ,
- انك مجنون حقيقي يا صديقي ... تحكم علي نفسك وبارادتك وتلجا لي لتسالني ... ؟؟
- المشكلة ليست هنا ... المشكلة في انني احبها .. وجئت اسالك اين المفر منها ... ؟؟
- ولحسن حظي وحظه اننا شاهدنا في تلك السهرة فيلما عنوانه " اين المفر ... ؟؟ " لصديقين حميمين مثلي ومثله في صداقتهما , احدهما قرر التزوج من محبوبته الجميلة الذكية المتحررة ... فكيف عالج الصديقان موقفهما من الحياة علي هذه الارض .. ؟؟ الاول ترك زوجته تعيش حياتها كما يحلو لها , فكانت النتيجة ان وجدها تعشق غيره معتقدة انه لن يعلم بامرها لثقته الزائدة بها .. والثاني منع عن زوجته كل الوان الحياة , واخذها الي منطقة صحراوية قاحلة لا بشر فيها وحدهما الاثنان , ومعهما رجل ثالث معتوه واحدب يعيش بخيال مريض يجعله يهذي بينه وبين نفسه كل يوم وليلة , ولا خوف منه ابدا , فماذا كانت النتيجة ... ؟؟
- ان الزوج الذي آمن جانب المعتوه ترك زوجته وحدها معه , وعند عودته وجدها شبه مقتولة اثر اعتداء صارخ من المعتوه عليها ,
- والسؤال اين المفر ... ؟؟ الحياة مليئة بالمآسي والالام .. فاين المفر ... ؟؟
- وسالت صديقي : هل فهمت شيئا من قصة هذا الفيلم ... ؟؟ اذا لم تفهم ستحد الحل في تعاليم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
- جمالها ونسبها ودينها – ولكنه حضنا علي الزواج بالمراة المتدينة , وحثنا علي ذلك والمراة يا صديقي كما الحياة تماما , اذا ابتعدت عن عاداتنا وتقاليدنا العربية الاصلية , واسس ديننا الاسلامي , فانها ليست لنا ابدا .
ولعلي وفقت في هدايتك الي السبيل الذي تريده .
-------------------------------
4
الافوكاتو والسينما
* " عادل امام " النجم الاكثر قبولا بين نقاد السينما وجمهورها , يخرج من قضية ويدخل في اخرى , فبعد خروجه من قضية فيلمه المسلي "المتسول " , دخل قضية حامية الوطيس بخصوص فيلمه الكوميدي الناجح " الافوكاتو " , ولو تركنا الحبل على الغارب في تدخل الناس لمنع هذا الفيلم او ذاك , فان هذا يعني قضايا بالجملة من سكان الباطنية , ومن تجار وكالة البلح , ومن باشاوات زمان ضد درب الهوى .
* ويحق لطالبات الجامعة ايضا ان يرفعن قضية ضد مؤلف ومخرج فيلم " لا من شاف ولا من درى " الذي عرض من تلفزيون دبي في سهرة الخميس الماضي ..
* ومع رفضنا لتحويل المسالة السينمائية الناجحة الى دور القضاء , فاننا مع هذه الظاهرة نستشعر قيمة جديدة في عالم الفيلم السينمائي الجماهيري , الذي يحتك بقضايا دنيوية ويمس اساليب مهنية بالتفاصيل الذي يجعل للفيلم نكهة مميزة , تختلف عن نكهة المهرجين الاخرين في عالم الكوميديا السينمائية , وهذا بالضبط ما يميز " عادل امام " عن غيره من نجوم الكوميديا , في بحثه عن مهنة جماهيرية بذاتها بحثا نقديا عنيفا يصل الى حد القسوة التي تؤدي به غالبا للمثول امام المحاكم المدنية , لان النقد الذي يمارسه نقدا محددا لفئة معينة , وهو النقد الذي ياتي بالنتيجة المرجوة غالبا , وغير المرجوة احيانا , وهذا ما نخشاه من افوكاتو السينما ..
-----------------------------------

5
الديمقراطية في الاسرة
ما هي اهم المشكلات التي تصادف الاباء في تربية الابناء ؟
قد يكون اهمال الدراسة , وقد يكون التدخين , وقد يكون الحب في سن صغيرة ومبكرة , وقد يكون التخنث عند الصبيان , وقد يكون الاسترجال عند البنات , وقد يكون العمل في السياسية , وقد تكون كرة القدم سببا في المشاكل كما قد تكون الالات الموسيقية ... الخ
وكيف يعالج الاباء مشاكلهم مع ابنائهم اذا تكاثر مرة واحدة ؟
في الاجابة علي هذا السؤال نقضي مائة دقيقة كاملة مع سيدة مصر الاولي " فاتن حمامة " في فيلم " امبراطورية ميم " الذي بدات فيه سلسلة افلامها الاجتماعية الهادفة عن المراة حيث قامت بدور البطولة في افلام " اريد حلا " و " افواه وارانب " و " لاعزاء للسيدات " .
وقد عبرت فاتن حمامة خلال سلسلة افلامها التي قامت ببطولتها في السبعينات عن مشاكل المراة والاسرة من مختلف الزوايا والاتجاهات , وكان تعبيرها صادقا وواقعيا ولذا فانها تستحق اكثر من غيرها لقب سيدة مصر الاولي لانها عالجت مشاكل المراة المصرية وعايشتها ووضعت لها الحلول المرئية والمسموعة من خلال الشاشة الفضية .
وتتجلي قمة التعبير الفني والانساني عندها في الفيلم الاجتماعي الكوميدي ايضا " امبراطورية ميم " وقد عالجت مشكلة ابنها الذي يعشق كرة القدم وقالت له " الكورة في المدرسة والنادي بس , اما البيت فللراحة والمذاكرة " اما ابنها الذي يدخن ويخطو اولي خطوات المراهقة المتفجرة فقد نصحته قائلة : " لماذا لا تكون لك هواية تملأ بها وقت فراغك ؟ انت مشكلتك عدم وجود هواية عندك " وشجعته علي كتابة القصص وشرائها في نفس الوقت , حتي يبتعد عن التفكير في البنات والسجائر .
اما معالجتها لابنتها التي ذهبت مع صديقها الي شقة وحدهما , فقد كانت عنيفة وقاسية , ثم تدرجت في عنفها وقسوتها مع ابنتها لتاخذها باللين قائلة لها " اذا كنت عايزة تقابليه قابليه في البيت عندنا وسط اخواتك ومعاهم مش بعيد عنهم " .
اما ابنتها التي خاب املها في خطيبها فقد قالت لها " اعتبري اللي حصل تجربة , اوعي تحطي في دماغك انها صدمة , تجربة تستفيدي منها لمستقبلك " .
وكيف عالجت مشكلتها مع نفسها والتي تمثلت في صراعها بين حاجتها لرجل بجوارها وحاجة ابنائها لها ؟ لقد قالتها للرجل الذي ارادها زوجة صالحة له في نهاية الفيلم " سافر بدون وداع " , وانا حااستناك جنب اولادي , وهم محتاجين لي اكثر من حاجتي لك .
واخيرا فانني واثق من ان السيدة فاتن حمامة لن تقبل باللقب الذي اسبغناه عليها في هذه الكلمة ليس كرها في اللقب ولكن خوفا منه , ولكني واثق ايضا بان نساء مصر لو اخترن لهذا اللقب فلن يخترن غيرها حامة غيرها حاملة له .