اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صهيب توفيق مشاهدة المشاركة
مشكور عزيز فادي الشعار على هذه المقالة الساخرة من وضع غريب نعيشه جميعا شكرا لك ولقلمك
الأخ الأستاذ صهيب يسعدني مرورك


يبدو أننا أصبحنا في نفس الميكرو باص, في نفس الباص ,و نفس السيارة , و الوضع الغريب أمسى غير غريب إنما هو الضباب المريب...


مودتي مع قصيدة


للشاعر احمد مطر: سائق المحنة
سَيّارَتــُنا مِثلُ حَصاة
عَلِقـَت في مَجرى السنـَوات
ما شَمَّت رائِحَةَ السَيرِ


ولا ذاقت طَعمَ الطُرُقات
سَيَّارِتـُنا هي سِيرَتـُنا
نـَحنُ الأَحياءَ الأموات.
مُنذُ ملكناها أمسينا
مَعَها فيها مُمتلكات
أُغلِقت الأبوابُ علينا
و انتـُزِعت منها العَجَلات
وارتضَّ زُجاجُ نوافِذِها
دُونَ مُطاوعةِ الإفلات
لا يـَلـْتـَمُّ ولا يـَتـَبعثـَر
ظلَّ يُرينا حرَّالشمسِ
وَيعمينا عن بردِ المنظر
وَ تهرأ واقي الصدمات
حتى أَصبحَ من ذُلــَّتِهِ
يتسوَّل عَطف النسمات!
والسائِقُ معدوم الذات
مجنونٌ في يَده خِنجَر
لم يترك فيها مِصباحاً
إلا لـَوّنَه بالأحمَر

وتمر بنا السيّارات
فيسوق السَّائق مِحنتنا
وَيُلَفلِف خُبز الصدَمات
ويبيعُ البترول لِيَسكر
ونبيت ونصحو نَتَضور
فأذا أطبَقَت الظلمات
أشعلنا حطب الآهات
أمي تطلُبُ أن نـَتَـَصبَّر.
عمّي يروي قصة عنتر.
أختي تـَتـَفقد من مات.
و أبي يلهج بالدَعـَوات.
وأخي يستعرض جثته
ويوثق عضّ الحشرات
والمذياع الحيُّ الباقي
يجتر بقاياه و يـَزحَر:
(وطني حبيبي... وطني الأكبر)
..
وَ تمرُّ بنا السيّارات!!


نشرت بتاريخ: 27/10/2009