الهروب من ضباب الموتى قصيدة مهداه الي الوطن العربي
سموا الأشياء بأسمائها
الذين ماتوا موتي
والذين يحيون إحياء
حتى وان كان العمر بالخوف يُختصر
حتى وان كان الوطن يحتضر
هل يرضي أحدكم ان يجعل من بيته
مقبرة للموتى
وحفل يومي للموتى
هل عقل الموتى علينا انتصر
فمالي أرى مدينتي شاحبة
موسومة بقبور الموتى
آه من رؤوسكم
دفنوها ليلا مع الموتى
آه من عقل يخاف نور الحرية
فينام ويصحي مع قول الموتى
آه من شعب يقدس ترهات الموتى
آه من منا لا يخاف أشباح الموتى
آه من كل من يعلن في عهر
انه حي ليس من الموتى
آه من كتب العنعنات
آه من نفاق العمامات
آه من المفتي الرسمي
واه من المثقف الرسمي
آه من كل القفاوات كل أبواق السلطة
اه كلهم روائح صناعية
سوائل لتعطير الحمامات
لغسل المواخير وشطف بقايا الحانات
وإخفاء رائحة قبر السلطان
في مدينتي جعلوا الفضائيات
لعقول الناس مقبرة
انتبهوا أَبين الكلب والكلب مناظرة
في مدينتي بين القبر والقبر مقبرة
بين قول الحق و قول الزيف مقبرة
وبين الحاكم والشعب مقبرة
وبين الناس والناس ألف مقبرة
في بلادي عشرة قبور للحسين
جميعها مقدسة
في مصر قبر للحسين
وفي سوريا قبر للحسين
وفي العراق قبر للحسين
والف ألف فقيه يتكلم باسم الحسين
أقول لكم لا تنشغلوا ولا تحزنوا
ان يزيد في كل بلادكم
يحفر الان الف قبر كل يوم للحسين
وسكر ملوك المسخرة وضحكوا مع رجال المبخرة
وقالوا
سنسمي الشعب " أسرى حرب"
وسنسمي الوطن " معتقل"
وسيصير مالهم بالقانون منتهب
وسيصير عرضهم بالدستور مغتصب
فمجت الكلمة المعنى
والحرف سار بالخوف مرتهن
حتى ظننت ان الاحياء هم الموتي
وان الموتى هم الأحياء
فرجاء لا تسموا الأشياء بأسمائها
فالحر لن يموت وان ظنوه بالعذابات يحتضر
صفوان الحريرى
القاهرة _ صباح الاثنين
1/2/2010