منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 22
  1. #11

    رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود

    ثالثا : الأحزاب الدينية
    تعود جذور الأحزاب الدينية إلى أوائل القرن العشرين حين تأسست عام 1902 حركة المتدينين اليهودية الصهيونية " همزراحى" الشرقي . وفي العشرينات تفرع عن " همزراحي" التنظيم العمالي " هبوعيل همزراحي" أي العامل الشرقي الذى سعي إلي تنظيم وتوحيد صفوف العمال المتدينين الذين رفعوا شعار " التوراه والعمل" وأكد الحزب علي انه حزب صهيونى قومي الي جانب كونه دينيا ومن هذا المنطلق عارض الحزب الديني القومي " همزراحي" فرضية الحركة الصهيونية العلمانية بأن الدين موضوع شخصي ، ورأي أن مهام الحزب الأساسية تتلخص في تعميق روابط المستوطنين مع تعليم فرائض الدين اليهودي فانشقت فئة من " همزراحي" عن الكونغرس الصهيوني العالمي عام 1911 اثر قرار الكونغرس بأن شئون التربية والتعليم للمجتمع اليهودي في فلسطين منوطه بالمنظمة الصهيونية ، (39)اما التيار الديني المناهض للصهيونية فقد تجسد في " اغوادت يسرائيل" اي رابطة اسرائيل ، ففى عام 1901 باشر اليهود " الحرديم" أي المتطرفين دينيا بنشر الكتابات بشأن الحركة الصهيونية وكتب أحد زعمائهم انه لا يجوز التعامل مع حركة تيودور هرتسل ، وفي عام 1909 اقيم اجتماع شبة سري في المانيا حضرته المجموعات المتطرفه دينيا وقررت إقامة " اغودات يسرائيل" العالمية . لكن المتطرفين دينيا لم يباشروا العمل ضد الحركة الصهيونية حتي عام 1911 بعد ان قرر الكونغرس الصهيوني الذى انعقد في بازل ان يعرف جوهر القومية بالمعني المدني العلماني كما قرر ان شؤون التربية في " ارض اسرائيل" تقع ضمن صلاحيات واعمال الهستدروت ، فانشقت عقب هذا الكونغرس مجموعة من المتدينين المتعدلين الذين شاركوا في اعمال الكونغرس وعقدوا مع عناصر رابطة اسرائيل اجتماعا تأسيسيا في كاتوبيتش عام 1912 وبعد ذلك باشرت " اغودات يسرائيل" العمل (40)، وفي عام 1937 اجتمع مجلس حكماء التوراة وقرر انه يمكن اقامة " دولة يهودية " فقط اذا ماكانت التوراه تشكل دستورها الأساسي وان أي شكل من اشكال الحكم الأخري لا يمكن تسميته" بدولة يهودية " وبدأت " أغودات يسرائيل " تري في بناء وطن قومي لليهود ملجأ مؤقت يقى اليهود شر كوارث المهجر ، وعلي أثر ذلك انشقت مجموعة متطرفي " اغودات يسرائيل" عام 1939 واطلقت علي نفسها اسم " ناطوري كارتا " أي حراس المدينة ، وقد عارضت هذه الحركة قيام اسرائيل وهي لا تعترف بها حتي يومنا هذا وتعتبر ناطوري كارتا الصهيونية ومشروعها " دولة اسرائيل " اكبر كارثة للشعب اليهودي .ومنذ عام 1944 تغير ت وجهه نظر " اغودات اسرائيل" وفرعها العمالي " بوعلي" اغودات يسرائيل" من اقامة " دولة اليهود " وبدأت تري في "دولة اليهود" بداية الخلاص وان واجبها يتمثل في السعي لضمان طابع ديني في الحياة اليومية لمواطني هذه " الدولة " وقد عارضت اغودات اسرائيل وبوعلي اغودات يسرائيل مشروع التقسيم من منطلقات دينية محضة والاستيطان فريضة دينية لليهود المتدينين بينما يعني الأستيطان لليهود الصهيونيين دعما لبناء الوطن القومي. وقبيل الانتخابات للكنيست الأولي عام 1949 توحدت جميع الأحزاب والحركات الدينية همزراحي وهبوعيل همزراخي واغودات اسرائيل وبوعلي اغودات يسرائيل في جبهة دينية موحدة وخاضت الانتخابات وحصلت علي 16 مقعدا ثم انقسمت الجبهة الدينية عام 1951 الي اغودات يسرائيل وبوعلي اغودات يسرائيل وحصلت علي خمسة مقاعد لانتخابات الكنيست الثانية بينما حصل همزراحي الموحد علي عشرة مقاعد .(41)
    وفي عام 1956 اتحد همزراحي مع هبوعيل وأسس الحزب الوطني الديني " المفدال" الذى حصل علي 12 مقعدا في انتخابات الكنيست من عام 1959 – 1973 وشكل طوال هذه الفترة الشريك الأساسى في الائتلافات الحكومية التي قادها حزب المباى وبعده المعراخ منذ قيام اسرائيل وحتي عام 1977 . (42)
    الحزب الوطني الديني : ( المفدال)
    هو الجناح الإسرائيلي لمنظمة مزراحي العالمية التي يعود تاريخ إنشاءها إلى عام 1902 وفي الدستور المشترك للحزب الديني القومي – المفدال وهستدروت هبوعيل همزراحي الذى صودق عليه عام 1979 وضعت المبادىء الأساسية للحزب ومن أهمها " ان الحزب يصبو الي تجديد حياة شعب اسرائيل في ارض اسرائيل بموجب توراة اسرائيل " ويري الحزب في وحدة الشعب والرابطة المشتركة بين الشعب في صهيون والمهجر ولم الشتات والاستيطان علي الأرض المبدأ الأساسي لليهودية ويؤكد المفدال ان واجب الفرد والمجموع هو دعم كيان هذا الشعب في أرضة الي جانب ذلك يؤكد المفدال علي ان الحاخامية الكبري هي السلطة الدينية العليا في " الدولة " أما بالنسبة لسياسة الحزب المتعلقة بالمواطنين العرب في فلسطين المحتلة عام 1948 فإن الحزب يعمل علي ضمان الحقوق المدنية لهؤلاء دون وجود لاية هوية قومية لهؤلاء العرب وقد واجه حزب المفدال تحديات كبيرة كان لها مردود سلبي علي قواعده الانتخابية ومن بين هذه التحديات موضوع " السيادة اليهودية " علي جميع أرجاء " أرض اسرائيل" بحيث لم يستطع الحزب الخروج بموقف موحد بشأن مصير الأراضي العربية المحتلة ، فانشق عن الحزب حاييم دروكمان وأسس كتلة " متساد" عام 1983(44) ، كذلك فقد المفدال قواعده في اوساط حركة " غوش ايمونيم" بعد قيام حركة " هتحيا " التي كانت نشيطة في التعبير عن رفضها لأي انسحاب أو تنازل عن الأراضي العربية المحتلة وبذلك انتزعت هذه الحركة لنفسها دور الحارس الأمين " للاراضي المحررة " وبعد دخول " اغودات يسرائيل" الائتلاف الحكومي عام 1977 وفي حكومة الليكود فقد المفدال طابعة كحزب ديني وحيد مدافع عن مطالب ومصالح المتدينين من الحكومة كذلك صعد ظهور حركة " تامي " حدة المسألة الطائفية.(45)
    أغودات يسرائيل- وبوعلي اغودات يسرائيل :
    واغودات يسرائيل حركة يهودية عالمية تأسست عام 1909 بعد انسحاب بعض الأعضاء من منظمة مزراحي ، وأعتمدت التوراه مبدأ أساسيا لحل جميع القضايا اليهودية وحتي الحرب العالمية الثانية عارضت هذه الحركة الصهيونية وحاربتها بشدة وفي عهد الانتداب البريطاني عارضت اغودات يسرائيل مؤسسات الاستيطان العبري المنظم وقاطعت الكنيست الاسرائيلي وحاربت المؤسسات التعليمية العبرية وفرض اللغة العبرية كلغة حديثة وفي عام 1947 عقدت اغودات يسرائيل اجتماعا عاما شكلت في نهايته المجلس المركزي لها برئاسة الرابي ليفين ، وقد حصل تقارب نسبي بين الحركة والصهيونية في الفترة التي اعقبت الحرب العالمية الثانية حيث توطدت العلاقة بين الحركة ورئيس الوكالة اليهودية انذاك دافيد بن غوريون وقد اشتركت هذه الحركة في الانتخابات الأولي للكنيست بائتلاف مع قائمة هبوعيل همزراحي حصل علي 16 مقعدا في الكنيست وكانت القوة الحزبية الثالثة انذاك . وفي اواخر عام 1982 انشق عن " اغودات يسرائيل" مجموعة من اليهود المعصبين دينيا من طوائف الشرق واقاموا حركة " شاس" بمعني شرقيين محافظين عن التوراه وجاءت اقامة هذه الحركة تعبيرا عن الاضطهاد الذى يشعر به الشرقيون .(46)
    حركة شاس :
    وفي الانتخابات للكنيست الحادية عشرة خاضت حركة شاس الانتخابات بقائمة مستقلة ونجحت في تحقيق نجاح غير متوقع حيث حصلت علي اربعة مقاعد في الكنيست ، وقد شاركت حركة شاس في الائتلاف الحكومي وانتدب عن الحركة عضو الكنيست يسحق بيرتس وزيرا للداخلية ، الا ان هذا الحزب ترك الحكومة واستقال بيرتس من وزارة الداخلية بسبب اقرار محكمة العدل العليا الأسرائيلية تسجيل سيدة يهودية من ام مسيحية في سجل السكان بأنها يهودية وكان علي وزير الداخلية ان يوقع علي قرار التسجيل بوصفه الوزير المسؤول عن سجل السكان ولهذه الأسباب وكما ذكرنا انسحبت شاس من الحكومة . (47)
    عمال أغودات يسرائيل :
    تأسس حزب العمال اغودات يسرائيل في بولندا سنة 1922في مدينة لودج الصناعية التي يشكل العمال فيها الأغلبية ، وقد خاض عمال اغودات اسرائيل معركة انتخابات الكنيست الأولي في جبهة دينية موحدة بينما خاض انتخابات الكنيست الثانية في قائمة مستقلة وفي انتخابات الكنيست الثالثة – 1955 دخل الانتخابات في قائمة مشتركة مع اغودات يسرائيل وشكلا معا جبهة دينية توراتية ثم حلها بعد دخول عمال اغودات اسرائيل في حكومة بن غوريون وذلك عندما اصدر مجلس حكماء التوراه فتوى بمقاطعة الحكومة ، وفي انتخابات الكنيست الثامنة عام 1973 خاض الحزبان الانتخابات بقائمة موحدة واكدا في برنامجهما الانتخابي انهما يعملان بتوجيه من مجلس حكماء التوراة الذى يري في التوراه وتعاليمها الحارس الأمين لكيان واستمرارية شعب اسرائيل لكن عمال اغودات اسرائيل واغودات يسرائيل انفصلا ثانية في انتخابات الكنيست التاسعة عام 1977 فحصل أغودات يسرائيل علي أربع مقاعد بينما حصل عمال أغودات يسرائيل على مقعد واحد وفي المجال الداخلي شكل فرض الطابع اليهودي الديني علي المجتمع في " الدولة " أحد أهم اهداف " عمال اغودات يسرائيل" في برنامجهم الانتخابي وذلك من خلال سن القوانين المدنية في الكنيست .(48)
    حزب الوسط الديني " مماد"
    يأتي تشكيل هذا الحزب من الذين انشقوا عن المفدال وبتأييد من حزب العمل ويعتبر الحاخام يهودا عميطال رئيس المدرسة الدينية في " الون شقوت " في غوش عتصيون ورئيس الحزب الديني الجديد الذي عقد اجتماعا يوم 28/4/1988 في البلدة القديمة بالقدس مع رؤساء الجماعات الدينية المعتدلة " طرق السلام" والشجاعة من اجل السلام لاقامة حزب الوسط الديني الجديد وخوض انتخابات كينيست عام 1988

  2. #12

    رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود

    رابعاً : كتل وأحزاب سياسية اخري:
    حزب الأحرار المستقلين :
    وينحدر حزب الأحرار المستقلين من بعض عناصر حزب الصهيونيين العموميين ومن الحركة التي عرفت " بالهجرة الجديدة" اللذان شكلا ما عرف بحزب " البروغرسيفيم" أي التقدميين ، والذي شكل مع حزب الصهيونيين العموميين – حزب الأحرار – وعندما اتحد حزب الأحرار مع حركة حيروت عام 1965 في حزب " جاحال" انفصلت مجموعة صهيونية معتدلة مع حزب الأحرار وشكلت حزب الأحرار المستقلين وفي الواقع لا يوجد لهذا الحزب تأثير في الحياة السياسية .(50)
    حركة التجدد الوطني – تيلم
    في أوائل عام 1981 انفصلت " القائمة الرسمية " وهي من بقايا قائمة " رافي" عن الليكود وذلك باستقاله يغثال هورفيتش من منصبه كوزير للمالية الأمر الذى عجل في اجراء الانتخابات العامة التي تقرر ان تتم في 30 حزيران 1981 بدلا من تشرين الثاني وقبيل المعركة الانتخابية للكنيست قررت ادارة " رافي " الانضمام الي حركة " تيلم " حركة التجدد الوطني " بقيادة موشى ديان وبعكس التوقعات حصلت " تيلم " علي مقعدين فقط في الكنيست اشغلهما موشي ديان ومردخاي بن بورات ولم تنضم " تيلم " الي الائتلاف الحكومي بقيادة الليكود عام 1981 ومع وفاه ديان بدأ هذا الأطار بالتفكك بسبب الخلافات حول استمرارية العمل في هذا الأطار والانضمام للائتلاف الحكومي او الانضمام للمعراخ أو الانضمام الي الليكود .(51)


    الحركة الصهيونية المتجددة – تسوميت
    بعد عملية غزو لبنان في اواخر عام 1983 وبعد اعتزال رئيس الاركان الاسرائيلي رفائيل ايتان الخدمة العسكرية عقدت حلقات سياسية تبلور عنها اقامة حركة جديدة بزعامة ايتان اطلق عليها اسم تسوميت – الحركة الصهيونية المتجددة وعقدت هذه الحركة في تشرين ثان عام 1983 اجتماعا قطريا لنشيطيها في شمال " البلاد " برئاسة رفائيل ايتان
    الذي قرر خوض الانتخابات في اطار سياسي يوحد جميع قوي اليمين المتطرف التي تضم قادة " هتحيا " و " تسوميت " وأعلن عن توحيد الحركتين يوم 22/ 5/1984 حتى تم انفصالهما عام 1987 لكن إيتان نفسه نجح في انتخابات الكنيست عام 1988.(52)
    حركة هتحيا :
    يطلق الخصوم السياسيون لحركة هتحيا علي اعضائها لقب الفاشيين أما الخصوم الأكثر حذرا فقد اعتادوا القول بأن جوهر هتحيا فاشي وقد تكونت حركة هتحيا من المنشقين والغاضبين والمصابين بخيبة أمل من حركة العمل وهم من الرجال الذين عاشوا في الظل داخل حزب العمل وقد حصلت حركة هتحياه علي ثلاثة مقاعد في انتخابات الكنيست العاشرة أشغلها يوفال نئمان زعيم الحركة وغيئولا كوهين التي انفصلت عن حيروت عام 1979 وحنان بورات الذي انفصل عن المفدال وقد جاء هؤلاء الثلاثة من جذور مختلفة فحنان بورات جاء بجذوره المتدينة وغيئولا كوهين من تيار المحافظين علي التقاليد بينما يعتبر يوفال نئمان من العلمانيين وقد انضمت حركة هتحياه إلي حكومة بيغن وحصل يوفال نئمان زعيم هذه الحركة علي عضوية الحكومة بمنصب وزير دولة سنة 1982.(53)
    حركة التغيير –شينوي-
    تشكلت هذه الحركة بعيد حرب تشرين 1973 نتيجة للاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة الإسرائيلية وتشكلت الحركة بزعامة البروفسور امنون روبنشتاين وهو من مواليد عام 1933 وينتمي لأسرة ميسورة ويعتبر رجلا سياسيا وأقام حركته التي أطلق عليها اسم التغيير شينوي بالتعاون مع شخصيات مثقفة ومعتدلة ومع سقوط حكومة شامير خاضت الحركة شينوي الانتخابات العامة للكنيست الحادية عشرة لعام 1984 وحصلت علي ثلاثة مقاعد .(54)
    حزب الوسط
    حركة المركز وهي الحزب الجديد المكون من شينوي والحزب الليبرالي المستقل وبضعة أعضاء منشقين عن الليكود تهدف إلي السيطرة علي ميزان القوي في الكنيست من الأحزاب الدينية . ويرأسها موشي كول من الحزب الليبرالي المستقل عند التوقيع علي الاتفاقية الموحدة في بيت سوكولوف بتل ابيب يوم 2/8/1987 .(55)
    الحركة الديمقراطية للتغير –داش-
    كان هدف الحركة منذ البداية اشغال مكانة حزب مركزي بحيث يشكل الكفة المرجحة للائتلاف حكومي يميني وعشية الانتخابات التاسعة للكنيست عام 1977انتظمت حركة داش برئاسة يغتال يادين البروفيسور في علم الآثار ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي عام 1950 وشكلت مزيجا من حركات سياسية واجتماعية صغيرة وحاولت الانضمام للائتلاف الحكومي بهدف خلق قاعدة برلمانية عريضة للحكومة التي شكلها الليكود آنذاك –لكن-وأثر قرارها الانضام للحكومة حصلت في صفوفها خمسة انشقاقات أدت إلي بقاء الحركة الديمقراطية للتغيير بثلاثة أعضاء كنيست ووزيرين وقد أعلنت الحركة في مطلع عام 1981 عن حل نفسها.(56)
    حركة حقوق المواطن راتس
    هي الحركة من أجل حقوق المواطن راتس هي اسم لحركة صغيرة ليس في عمرها فحسب بل وفي عدد أعضائها وهي ليست في حاجة إلي العديد من الأعضاء لأنها حركة شخصية لعضو الكنيست شلوميت الوني. وفي برنامجها السياسي الذي صاغته في أعقاب مؤتمرها الذي عقدته يوم3/7/1988 أعلنت أن الخيار الفلسطيني هو الطريق الوحيد للتوصل إلي السلام والهدوء في المنطقة فيما طالب البرنامج إسرائيل بالاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وطلب من منظمة التحرير الفلسطينية الاعتراف بحق الوجود السيادي لإسرائيل وذلك حتي تستطيع المنظمة الاشتراك في المفاوضات .(57)
    حركة تامي
    بعد الاتهامات المتعددة التي وجهت لوزير الأديان السابق اهارون ابو حصيرة الذي كان ينتمي إلي الحزب الوطني الديني المفدال والتي أدت إلي تقديم أبو حصيرة إلي القضاء بتهمة الأختلاس والرشوة والإهمال ولجأ أبو حصيرة واتباعه للدفاع عن أنفسهم والقول بأن كل ما يتعرض له أبو حصيرة من إهانات يرجع لأنه شرقي ومن هنا ولدت فكرة إقامة هذا الحزب الجديد في محاولة لكسب أصوات أكبر عدد ممكن من اليهود الشرقيين وقد كان ذلك عشية انتخابات الكنيست العاشرة عام 1981 والتي اسفرت عن فوز تامي بثلاثة مقاعد في الكنيست انضم علي أثرها أبو حصيرة للائتلاف الحكومي واسند إليه منصب وزير العمل والاستيعاب والرفاه الاجتماعي .(58)
    حركة موليدت (الوطن)
    لم يحظ بيت الصحافة المعروف باسم ناحوم سوكولوف بمثل هذه الحراسات الأمنية سابقا لحماية المؤتمر التأسيسي الأول لحركة موليدت حركة امناء أرض إسرائيل الذي جري بتاريخ 23/8/1988 . وسط ملصقات كتب عليها اطردوا العرب إلى الخارج . (59)
    حركة كاخ رابطة الدفاع اليهودية
    حركة كاخ هي حركة عنصرية أسسها الإرهابي مئير كهانا عام 1972 وتعتبر امتدادا طبيعيا للحركة التي أسسها مئير كهانا عام 1969 في أعقاب هجرته من الولايات المتحدة إلي إسرائيل في نفس العام وحركة كاخ تمثل أحد أكثر الأطراف والكتل السياسية تطرفا في إسرائيل حيث أنها تدعو إلي قيام دولة إسرائيل الكبري خالصة أي أن يكون مواطنوها من اليهود فقط وطرد العرب إلي الخارج بل وقتلهم .(60)

    حركة غوش ايمونيم
    وهي حركة استيطانية تكونت في بداية الفترة التي أعقبت حرب تشرين 1973 وبتأثير من حركات الاحتجاج الكثيرة التي سادت أوساط المجتمع في ضوء نتائج تلك الحرب ومنذ تأسيسها تعمل هذه الحركة بصفتها الروح الشريرة للسياسة الصهيونية ويتصرف عناصرها في الأراضي العربية المحتلة وكأنها دولة لهم يتجاهلون القانون ويبثون الإرهاب والرعب بين المواطنين العرب
    -------------------------------
    التالي
    خامساً : الأحزاب الشيوعية والقوائم العربية :

  3. #13

    رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود


    خامساً : الأحزاب الشيوعية والقوائم العربية :
    كان في فلسطين أيام الانتداب البريطاني حزبان شيوعيان أحدهما عمال شيوعي فلسطيني وأغلبيته من اليهود والثاني عصبة التحرر الوطني وأغلبيته من العرب وبعد قيام إسرائيل ونزوح معظم السكان العرب لم يبق إلا عدد ضئيل من عصبة التحرر الوطني فاتحد الحزبان في حزب واحد باسم الحزب الشيوعي الإسرائيلي . وكانت أهداف الحزب الشيوعي الإسرائيلي ترتكز علي إقامة نظام اشتراكي في إسرائيل . وتثبيت سيادة إسرائيل وإعطاء المواطنين حقوقهم التامة وتحسين معاملة العرب . وفي السنوات الأول لقيام إسرائيل أيدت أغلبية هذا الحزب المظاهرات التي نظمتها الأقلية العربية في فلسطين المحتلة عام 1948 ولاقي الحزب الشيوعي تأييدا كبيرا لدي الأقلية العربية. غير أن الحزب وبمرور الوقت أخذ يتحول عن خطه واخذ يدافع عن إسرائيل في المحافل الدولية الأمر الذي أحدث انقساما في صفوفه فانقسم إلي قسمين :
    الأول :ويكاد يكون عربيا صرفا يتزعمه توفيق طوبي واميل حبيبي ومئير فلنر.
    والثاني ويكاد يكون يهوديا صرفا وتزعمه شموئيل ميكونيس وموشي سنية واستير فلانسكه
    وخاض الحزبان انتخابات الكنيست السادسة بلوائح منفصلة واتخذ القسم اليهودي اسم الحزب الشيوعي الإسرائيلي بينما اتخذ القسم العربي اسم الحزب الشيوعي الجديد(راكاح). والذي فاز بثلاثة مقاعد في الكنيست عام 1965 وحده وصلت إلى أربعة مقاعد في انتخابات عام 1974 . (62)
    الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة –حداش
    في مؤتمر الثامن عشر الذي عقد في كانون اول عام 1976 دعا حزب الشيوعي الإسرائيلي إلي إقامة جبهة عريضة لخوض الانتخابات العامة التاسعة للكنيست لتكون المدافع عن الحريات الديمقراطية والأقلية العربية ولقيت هذه الدعوة تجاوبا من عدد من الهيئات والتنظيمات السياسية والشخصيات العامة حيث تم تشكيل الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وضمت كل من :الحزب الشيوعي الإسرائيلي راكاح و جناح من الفهود السود و اليسار الإسرائيلي –شاي- و جبهة اليسار و رؤساء سلطات محلية عربية و اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي و جبهات ديمقراطية محلية و لجنة المبادرة الدرزية و شخصيات وهيئات اجتماعية عربية ويهودية وخاضت هذه الجبهة انتخابات عام 1977 وحصلت علي خمسة مقاعد في انتخابات الكنيست عام 1981 علي أربعة مقاعد شغل أحدها ممثل عن الفهود السود. ثم فازت بأربع مقاعد في انتخابات عام 1984م. (63)
    القائمة التقديمية للسلام والمساواة
    القائمة التقديمية للسلام والمساواة هي قائمة مشتركة عربية يهودية شكلت عام 1984 وخاضت انتخابات الكنيست الحادية عشرة عام 1984 لأول مرة وفازت بمقعدين في الكنيست الأول لرئيس القائمة المحامي محمد ميعاري والثاني للدكتور ماتي بيلد .(64)
    الحزب الديمقراطي العربي "مداع":
    قرر عبد الوهاب دراوشة الانسحاب من حزب العمل حيث أعلن عن ذلك أثناء مظاهرة السلام التي أقيمت في مدينة الناصرة تأييدا لسكان الاراضي العربية المحتلة وقرر إقامة أول حزب سياسي عربي في فلسطين المحتلة عام 1948 ويعمل علي أسس ديمقراطية ويكون أعضاؤه من الفلسطينيين الذين سيكون بمقدورهم من خلال هذا الحزب زيادة عدد ممثليهم في الكنيست وقد ضم الحزب في صفوفه منذ اليوم الأول للإعلان عنه وقبوله كشعبة سياسية مستقلة في الكنيست(16) رئيس مجلس محلي و20 نائبا لرؤساء مجالس محلية و120 عضوا في مجالس محلية إضافة إلي عدد كبير من رجال الدين والأعمال والثقافة في الوسط العربي زاد عددهم عن 650 عضوا . خلال المؤتمر التأسيسي الذي عقد يوم 9/4/1988 م. (65)
    حركة السلام والمساواة شيلي
    تتألف حركة السلام والمساواة - شيلي - التي شكلت في العام 1977 من بقايا الحزب الشيوعي الإسرائيلي ماكي وحركة هعولام هزه وتعني هذا العالم وبعض عناصر من الفهود الأسود بالإضافة إلي شخصيات مثل آرييه ألياف وظهر معظم عناصره في الانتخابات الثامنة للكنيست عام 1973 في قائمة موكيد التي تأسست في صيف 1973 والتي حصلت علي مقعد واحد شغله الجنرال الاحتياطي مئير بعيل .(66)
    اليسار الاشتراكي الإسرائيلي شاي
    شاسي إحدي الحركات المتعددة التي قامت في الوسط اليهودي في أعقاب حرب حزيران 1967 وباشرت عملها منذ عام 1969 تحت اسم اليسار الإسرائيلي الجديد سياح.
    وخلال عام 1975 تبلورت حركة سياح كتنظيم يساري معاد للامبريالية الأمريكية . يدعو إلي سياسة خارجية لإسرائيل تتوافق ومفهوم الحياد الإيجابي . وانضمت إلى قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام في الانتخابات العامة للكنيست عام 1977 م. (67)
    المنظمة الاشتراكية متسبين
    في أعقاب النقاش والخلاف الحادين داخل الحزب الشيوعي الإسرائيلي حول جوهر الصهيونية وكيفية توجه الحزب إلي هذه المسألة انفصلت مجموعة عن الحزب وبادرت إلي تأسيس تنظيم خاص بها عام 1963 وانضم إلي هذا التنظيم مجموعة من التروتسكيين غير المنظمين والذين كان لهم نشاط في العمل خلال الثلاثينات والأربعينات ومن أبرزهم جبرا نقولا عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي الفلسطيني في الثلاثنيات. ولم يتعد عدد المنتظمين في المنظمة عام 1963 بضع عشرات وفي عام 1972 انشقت الأقلية في فرع ماتسبين في تل ابيب وكونت مع فروع ماتسبين في القدس وحيفا العصبة الشيوعية الثورية متسبين ماركسي ولسان حالهم صحيفة ماتسين بينما بقيت الأكثرية تعمل في فرع تل ابيب تحت اسم المنظمة الاشتراكية في إسرائيل. وفي عام 1979 اتحدث العصبة الشيوعية الثورية مع المجموعة الشيوعية الفلسطينية الشرارة . وأخيراً انضمت إلى قائمة الجبهة الديمقراطية في انتخابات عام 1984 م (68)
    حركة السلام الآن
    في أعقاب زيارة الرئيس المصري أنور السادات لإسرائيل في شهر تشرين الثاني عام 1977 بادر نحو 348 ضابطا وجندي احتياط بعقد مؤتمر صحفي أعلنت خلاله أنها ستباشر بالعمل الجماهيري من أجل السلام تحت شعار السلام أفضل من أرض إسرائيل الكاملة وقد وجدت هذه الحركة تجاوبا جماهيريا مع نشاطاتها التي تجند لخا أعضاء كنيست كتاب،أدباء،محاضرون، رجال أعمال. وقد أصدرت حركة السلام الآن نشرة تحت عنوان السلام الآن أكدت فيها أنها حركة صهيونية في دولة لم تعد صهيونية. وفي كانون ثان 1984 أصدرت الحركة ورقة بعنوان موقفنا أكدت فيه مجددا علي أربعة أهداف رئيسية تسعي لتحقيقها: إسرائيل التي تجسد الصهيوينية كحركة تحرر قومي للشعب اليهودي في وطنه. - هي التي تعيش بأمن وسلام مع جاراتها وهي التي يتمتع مواطنوها بالمساواة والحرية بلا فرق بين الدين والقومية وهي التي تستطيع أن تكون مركزا لهجرة وتضامن يهود المهجر معها. وهذا يتطلب اعتراف متوازن بين إسرائيل والفلسطينيين. (69)


    حركة الفهود السود
    حركة الفهود السود هي الحركة الوحيدة التي قامت في إسرائيل علي خلفية التمييز الطائفي والحقيقة أن جذور الحركة ترجع إلي ممارسات الحركة الصهيونية قبل قيام الدولة فقد عملت المؤسسات الصهيونية علي تشجيع هجرة اليهود غلي فلسطين خصوصا يهود اليمن ليشكلوا يدا عاملة رخيصة بدل اليد العاملة العربية في قطاع الاقتصاد اليهودي قبل قيام إسرائيل علي أمل ان يتسني للحركة تحقيق فكرة العمل العبري الصرف وتجسيدها وقد نشرت الصحف اليومية عن شباب أسمتهم عاطلين عن العمل وجانحين قالوا:"سنكون فهودا سودا في إسرائيل وسنقيم تنظيما ليعمل ضد الحكومة الإشكنازية أي اليهود الغربيين هذا وقد أشارت الدراسات الاجتماعية إلي أن 50 بالمئة من سكان الأحياء الفقيرة أكدوا أن مجموعة الفهود كانت محقة في جميع أو قسم كبير من ادعاءاتها وحركة الفهود السود هي الحركة الوحيدة في إسرائيل التي لم تستعمل تعريف صهيوني أو مناهص للصهيونية في برامجها ومناشيرها وأعمالها فقد قال أحد قادة الحركة :أبرجيل قد لا نكون مخلصين لقوانين الدولة التي تخدم طائفة معينة وقد لا نقبل بدولة في ظل حكومة تخدم مصالح الأقلية ولكن نحن أبناء مخلصون للدولة وللاسم اليهودي.

  4. #14

    رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود

    المبحث السادس
    -------------
    المتغيرات السياسية على الساحة الاسرائيلية
    مقدمة:-
    لقد انتهي عقد الثمانيات والمشاكل السياسية علي اسرائيل والعالم العربي تتزايد حدتها ولكن انهيار النظام العربي شجع النظام السياسي الاسرائيلي علي توطيد اركانه وتثبيت كيانه مما رفعه الي التعامل مع عرب 1948م كجزء من المعادلة الاقليمية التي سيكون في نهاية المطاف هو القائد لها – وبالتالي يحتاج الي مواطنية هذه الاقلية بصورة او باخري وهذا ما سوف نلمسه في المتغيرات السياسية علي الساحة الاسرائيلية.
    اولا / هجرة اليهود الروس وتهجير عرب فلسطين :-
    1- اليهود الروس فى اسرائيل:-
    خلال السنوات الاربع (1990 – 1993) هاجر اكثر من نصف مليون مواطن من الاتحاد السوفيتى سابقاً الى اسرائيل الامر الذى ادى الى ازدياد عدد سكانها بنسبة 10% ، وكانت اكثرية المهاجرين الراشدين من خريجى الجامعات السوفيتية او المعاهد التكنولوجية .
    كما كانت الفئة الاكبر بين هؤلاء مهندسين ومهندسين معماريين ومن المفترض نموذجيا الا يكون القادمون الجدد زيادة رقمية فى عدد سكان اليهود فى اسرائيل فحسب ، بل ان يوفر ايضا (لجيل واحد على الاقل) المواهب والكفاءت التى تحتاج اليها اسرائيل لتوسيع الانتاج فى الاقتصاد الموجه نحو التصدير والقائم على تكثيف العمل والتكنولوجيا المتطورة . لكن العدد انخفض بصورة دراماتيكية ، ليستقر على 6000 مهاجر شهريا فى سنة 1993 كما تراجع بصورة ملحوظة مستوى مؤهلات المهاجرين وكفاءاتهم وبدلا من الاكثرية الساحقة من خريجى العلوم والفنون ، كان العدد الاكبر من القادمين ، خلال سنة 1994 من الفنيين و الحرفيين
    لذا يدور هناك جدال علنى بشأن ما اذا كان عبء استيعاب المهاجرين ليس اكبر من الفوائد الكامنة فى اعدادهم ومهارتهم وتشير الاستطلاعات الدورية للاراء ، منذ عام 1989 الى انه فى حين يؤيد معظم الاسرائيلين القدامى لفظيا مبدا الهجرة فان اغلبيتهم وخصوصا اولئك الذين ينتمون الى الشرائح الاجتماعية الاقتصادية والاقل تحصيلا علميا تعتقد ان القادمين الجدد يتعاملون بمعاملة تفضيلية على حسابهم وهم غير مستعدين للقيام بدور ناشط من اجل استيعابهم ، اما الاقلية العربية فى اسرائيل التى يتدنى مستوى الكثير من الخدمات فى قراها ومدنها الى ما دون المعدل ، فهى ممتعضة بصورة خاصة من القادمين الجدد
    ان الدور الذى تقوم به الحكومة الاسرائيلية والمؤسسات شبه الحكومية تاريخيا وتقليديا ، حيوى فيما يسمى "استيعاب المهاجرين" فالمهاجرون الجدد كلهم تقريبا ينقلون الى اسرائيل على حساب الوكالة اليهودية . وهى منظمة صهيونيه شبه حكومية يديرها جزئيا يهود الشتات والدائرة الحكومية المعنية ، اى وزارة الاستيعاب ، فبموجب قانون العودة الزمت اسرائيل نفسها عقب قيام دولتها بان تستقبل اى يهودى او اى فرد فى اسرة يهودية يطلب المواطنية الاسرائيلية ومن الصعب تصوران تقدم اية دولة اخرى بحجم اسرائيل اقل تكريسا لمبدا الهجرة كوسيلة انقاذ على استقبال مثل هذه الاعداد الضخمة من المهاجرين ، الذين لم يحملوا معهم شيئا سوى مهارتهم خلال مثل هذه الفترة القصيرة . وفى اية حال اتيح لاسرائيل فى الاعوام التى سبقت البريسترويكا فرصة كافية لدراسة المشكلات والصعوبات بالنسبة الى الدمج الاجتماعى لليهود الذين ترعرعوا فى ظل الحكم السوفيتى فقد استطاع الوصول الى اسرائيل منذ السبعينيات وما بعدها نحو 150.000 يهودى من الاتحاد السوفيتى ومع ان الكثيرين من هؤلاء واجهوا الصعوبات نفسها التى يواجهها المهاجرون اليوم فان اندماجهم فى المجتمع كان ناجحا
    ان نجاح اسرائيل فى استيعاب المهاجرين الروس الاوائل بصرف النظر عن كونهم اقل عدد بكثير يعود جزئيا على الاقل الى ان الوضع الاقتصادى الاسرائيلى فى السبعينيات ، وخصوصا بعد حرب "يوم الغفران" سنة 1973 كان راكداً وصناعتها غير متطورة نسبيا والمهارات التى حملها المهاجرون معهم كانت مطلوبة اكثر ومع التحديث المتدرج للاقتصاد واقترابه اكثر الى المستويات الغربية ازداد انتشار البطالة حتى تراوحت نسبتها سنة 1989 ، ما بين 4% و7% وهى اليوم اكثر من 10% وبوصول المهاجرين من اتحاد الجمهوريات المستقلة ، ازدادت القوى العاملة بنسبة 8% خلال ثلاث اعوام اى اكثر مما يمكن للاقتصاد الاخذ فى التغير ان يستوعبه ، ومن اجل تلبية الحاجات السكنية التى تضاعفت اربع مرات بسبب وصول المهاجرين فى سنتي 1991 و1992 ، عكست الحكومة توجها عمره عشرون عاما نحو خصخصة سوق الاسكان ( من 28% فى ميزانية تطوير المشاريع الانشائية سنة 1975 الى 2% سنة 1989 ) .
    وهكذا قفزت مشاريع البناء من معدل قدرة 1000 وحدة سكنية سنة 1989 الى 120.000 وحدة خلال السنتين الاوليين من الهجرة من اتحاد الجمهوريات المستقلة وبالتزامن مع ذلك عادت الحكومة الى اتباع الساسية الرامية الى توزيع السكان فى المناطق الواقعة فى الاطراف : الجليل والنقب و القدس اى المناطق التى تقع على الحد الفاصل بين اسرائيل والاراضى المحتلة . ويعود تاريخ هذه السياسة الى قيام الدولة نفسها فالجهود المبذولة لبناء مدن تطوير " فى منطقة الجليل ذات الاغلبية العربية وفى مناطق النقب الخالية ، كانت فى البداية تدبيرا امنيا اما اليوم فانها تقوم على تبريرات اقتصادية . وقد وفر ازدهار سوق البناء فرص عمل للاسرائيليين القدامى وللمهاجرين على السواء . كما ساهم فى تطوير بقى متاخرا فى مجال التكنولوجيا بسبب استخدام العمالة العربية الرخيصة من الاراضى المحتلة .
    ويعانى جميع المهاجرين صدمة ثقافية فالهجرة من مجتمع ديكتاتورى واقتصاد مقنن الى ديمقراطية راسمالية حديثة ، ومن وضع اقلية اثنية الى العيش فى دولة يهودية هى نقلة قاسية بصورة خاصة ذات انعكاسات سلبية وايجابية على الاندماج فى المجتمع الجديد فبالاضافة الى المشكلات الاساسية المتمثلة فى ايجاد المسكن والعمل واجه المهاجرون مشكلة اخرى بشان هويتهم اليهودية و جهلهم النسبى للتقاليد والعادات اليهودية وبغض النظر عن السؤال عما اذا كان يمكن للدولة اليهودية ان تصبح تعددية بالمفهوم الاوسع هناك من المشكلات التطبيقية التى تبدا مع تسجيل مثل هؤلاء المهاجرين باعتبارهم روساً لا يهوداً والزوج الروسى ليهودية او الزوجة الروسية ليهودى يمكن ان يصبحا مواطنين تلقائيا ( وذلك لا ينطبق على الاقرباء البالغين للشريك غير اليهودى ) ، مثل هؤلاء المواطنين لا يمكنه ان يتزوج اسرائيلية يهودية فى اسرائيل (حيث لا تزال الزيجات خاضعة للسلطات الدينية ) ، كما لا يستطيع العمل فى صناعة متصلة بالامن ، وهذه امور تزعج اولئك المهاجرين الذين اعتبروا انفسهم دائما يهوداً، ومع ذلك فانهم بداوا يساهمون لا فى المجال العلمى بل ايضا فى الفنون والحياة الرياضية . لقد رفع المهاجرون الموسيقيون مستوى الفرق الموسيقية الاسرائيلية ، وسيرفع المهاجرون الرياضيون كذلك مستويات التدريب الجسمانى فى بلد لم يعرف رياضة سوى مشاهدة مباريات كرة القدم على شاشة التلفاز والمراهنة عليها
    ان الموسيقين والممثلين يمثلون تقليدا عريقا من الانجاز الرفيع يعود الى عمق التاريخ الروسى الامر الذى جعلهم اعضاء فى نخبة مميزة فى ظل الشيوعية . اما الرياضيون وعلماء الرياضة شانهم شان رواد الفضاء ، فقد تمتعوا بالدعم المالى لانهم عززوا انجازات روسيا على الصعيد الدولى ومن السهل على الموهوبين فى الموسيقى والرياضة الانتقال الى حيث يشاؤون . اما بالنسبة الى الثقافة الادبية فقد شكل المهاجرون نوعا من الجيب المعزول داخل اسرائيل ، فالثقافة الروسية الضخمة (إذاعة ، وتلفاز ، وعشرات الصحف والمجلات ) ، جعلت من الممكن للمهاجرين ان يعيشوا حياة موازية لحياة الاسرائيليين الناطقين بالعبرية لكنها منفصلة عنها بالمعنى الثقافى ، فالروس الذين يميلون الى العيش معا يعملون معا فى الغالب وينتمون الى مجموعات ادبية وثقافية تعتمد اللغة الروسية وهم فى الغالب لا يجدون حاجة او حافز على دراسة اكثر من العبرية الاساسية . ويمكن ابراز دليل مؤسساتى واضح على نمو الجيب الثقافى الروسى فى اسرائيل فى الاندية الثقافية والصحافة الروسية ، وفى المركز الثقافى لليهود من اتحاد الجمهوريات المستقلة ينظم هذا المركز محاضرات متنوعة عن التاريخ اليهودى والاسرائيلى ، وعن الاحداث الجارية فى المجتمع الاسرائيلى فضلا عن الموضوعات الثقافية والفن الاسرائيلى , وتلقى تلك المحاضرات باللغة الروسية او باللغة الييديشية . وتجدر الاشارة الى ان اعضاء النخبة الفكرية الروسية فى القدس لا يزورون المركز الانادرا ، فهو يخدم المهاجرين الروس المحبين للثقافة والذين لا يندرجون تحت العنوان الحصرى "النخبة الفكرية" ويقوم بتمويل المركز بلدية القدس ، والمنتدى الصهيونى ومؤسسة crb وجمعية المسيحيين من اجل اسرائيل
    و النوع الثانى منظمات ذات رغبة متعمدة فى ان تبقى منفصلة ثقافيا . وتعمل هذه المنظمات منفصلة على العموم ، لكن بالتعاون فيما بينها، فعلى سبيل المثال هناك نشاط مستمر يجرى تنفيذه منفصلا بين النخبة الفكرية فى موسكو ومنظمة سانت بيتر سبرغ ، وهذه المنظمة التى تضم اكثر من 500 عضو فى القدس وحدها هى احدى اكثر المنظمات نشاطا ، وقد ترافق تكوين هذه الاطر التعليمية مع انتقادات قاسية لنوع المدارس الاسرائيلية من حيث الفلسفة التربوية العامة والطرائق التعليمية .وهناك منتدى ثقافى اخر هو المكتبة الروسية وهو ليس مجرد مكتبة فقط بل هو ايضا مركز للانشطة الثقافية يحظى بتغطية واسعة فى الصحافة الروسية اليومية والاسبوعية . و فى اسرائيل اليوم نحو 50 صحيفة ومجلة روسية وهذا العدد يشمل اربع صحف يومية كبرى مع 14 ملحقا لها و 10 صحف اسبوعية ، وعشر صحف محلية فضلا عن مجلات شهرية او كل شهرين ومنشورات غير منتظمة الامر الذى يجعل افراد هذه النخبة يتوجهون الى قنوات اخرى للتعبير كالاندية
    ويعتبر ( يسرائيل بعلياه) نفسة كحزب وسط حزبا للمهاجرين الروس وقد ايد مواصلة عملية السلام اسوة بما فعله الحزبين الكبيرين (العمل والليكود) لكنه لم يؤيد اى تنازلات كبرى عن الارض مثلما فعل حزب العمل كما لم يؤيد سياسة عدم التنازل التى تبناها حزب الليكود وعارض هذا الحزب قيام دولة فلسطينية مستقلة مثلما فعل حزب الليكود وحزب الطريق الثالث فضلا عن عدد كبير من اعضاء حزب العمل .
    وبعكس حزب "الطريق الثالث" الذى انسجمت قيادته وناخبوه عقائديا مع الموقف الوسطى للحزب بالنسبة الى السياسة الخارجية وعملية السلام فان موقف "يسرائيل بعلياه" فى الوسط شكل القاسم المشترك الاصغر المقبول لدى ناخبية وفى محاولة منه لكسب الدعم الاوسع من المجتمع قلل الحزب اهمية الاختلافات العقائدية ، وركز على الاتحاد بشان المسائل المحلية . وفى المسائل المتصلة بالدين والدولة سار حزب "يسرائيل بعلياه" فى الوسط بحذر . وكان هناك عدة موضوعات تهم المهاجرين السوفيات اثارها الحزب اذ عارض معارضة تامة اى تغيير فى قانون العودة قد يودى الى الحد من حق الاقرباء غير اليهود فى المجئ الى اسرائيل وفقا لبنود ذلك القانون وبصفة عامة فالحزبان الممثلان للمهاجرين الروس هما / تحديدا "يسرائيل بعلياه" بزعامة ناتان شرانسكى ، ثم "يسرائيل بيتنو"او" اسرائيل بيتنا" الذى اسسه عام 1999 افيغدور ليبرمان ، المدير السابق لمكتب مدير الحكومة بنيامين نيتياهو
    و فى انتخابات سنة 1988 صوت اغلبية المهاجرين الروس لحزب الليكود وفى انتخابات سنة 1992 لحزب العمل وفى سنة 1996 لـ" يسرائيل بعلياه " فى الكنيست ولبنيامين نيتياهو فى رئاسة الحكومة ، وكان تصويت سنة 1992 عاملا رئيسا فى انتصار حزب العمل انذاك وتصويت سنة 1996عاملا مهما فى انتصار بنيامين نتنياهو على منافسه شمعون بيرس ، ويترقب المحللون السياسيون فى اسرائيل الانتخابات لمعرفة اتجاه هبوب الرياح فى هذه الكتلة السكانية الضخمة ، التى يتفق الجميع على اهمية تاثيرها ودورها لا فى الانتخابات النيابية فحسب بل ايضا فى جميع نواحى الحياة العامة فى اسرائيل
    2-سياسة التهجير لعرب فلسطين:-
    فى مواجهة الهجرة اليهودية الجديدة الى ارض فلسطين يجد فلسطينوا الداخل انفسهم بين مطرقة الهجرة وسندان البطالة وفى وضع ماساوى يتجدد وجودهم وتطورهم معا ويخطف لقمة العيش من افواههم فهذا الغزو البشرى الواسع سيرافقه تصعيد لسياسة القهر القومى والتمييز العنصرى وتهويد ما تبقى من ارض عربية . وفى ظل موجات القادمين اليهودسيزداد الوضع الاقتصادى والمعيشى لجماهير فلسطينيى الداخل سوءا . فاستيعاب هولاء المتدفقين لا يضع علامة استفهام كبيرة حول مصير ما تبقى من ارض عربية فحسب , بل ان العربى هو اول الضحايا .. وفى الافق يلوح خطر تفعيل مبدا الممارسة الصهيونية " احتلال العمل " او "العمل العبرى" بصورة لم يسبق لها مثيل
    ان من شان هذه الهجرة مفاقمة الوضع المتفاقم اصلاً ، وهو ما توكده المعطيات التالية :
    - البطالة : تبلغ البطالة فى الوسط اليهودى 8%- 9% ، بينما وصلت فى الوسط العربى الى 20% وفي التعليم : يعانى الوسط العربى نقصا مستمرا فى غرف التدريس قدره 1200 غرفة وخمس الغرف المستعملة غير صالحه للتعليم . وفي الخدمات البلدية : تفتقر 26 بلدة عربية من مجموع 38 بلدة فيها سلطات محلية معترف بها الى شبكات المجارى .
    وبالنسبة لخط الفقر : يعيش فى اسرائيل قرابة نصف مليون (بحسب الاحصاءات الرسمية ) تحت خط الفقر ، نسبة العرب منهم 50% ، علما بان نسبة العرب فى اسرائيل هى نحو 17% ، وفى الوقت الراهن هناك مخططات لابتلاع الاراضى العربية المتبقية والتى لم تعد تسد رمق اصحابها ، وتلجا اسرائيل الى ذلك اما بالمصادرة واما بحرمانهم من الرى واما بعرقلة تسويق منتوجاتهم وفرض ضرائب باهظة على اصحابها .
    وتوكد الدلائل كلها ان السلطات الاسرائيلية تتعامل مع الجماهير الفلسطينية فى الداخل على انها "البطن الرخو" الذى تستطيع من خلاله فتح منافذ لاماكن عمل وسكن جديدة للمهاجرين الجدد ولعل فى مشاعر التململ التى بدات بالظهور فى اوساط العمال والاكاديميين العرب بعد ان تلقوا اخطارات بقرب الاستغناء عن خدماتهم ، ما يوكد ان اخطار هذه الهجرة على فلسطينى الداخل اشد كثيرا مما اعتقده البعض
    و الهستدروت هو الاخر يساهم فى تعزيز الفصل العنصرى ضد العرب ، وقد رفض طلبا للقائمة المشتركة فى المؤتمر الهستدروتى للبحث فى قضية استفحال البطالة . وفسرت القائمة المشتركة على لسان النقابى سهيل دياب عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر الهستدروت ذلك :-
    بانه تهرب صريح من مواجهة الازمة على خلفية الحماس للهجرة واهمال العرب والعاطلين عن العمل ، فبدلا من ان تقوم هذه المؤسسة بدورها العمالى عينت مسؤولا فى كل لجنة عمالية للاهتمام بالعمال المهاجرين الذين يرغبون فى الاندماج فى اماكن عمل معينة. وفى الوقت الذى تعد اسرائيل قسائم الاراضى لتشييد المبانى وتوفير المساكن للمهاجرين فى شتى انحاء اسرئيل وفلسطين المحتلة ايضا فانها فى المقابل تواصل عمليات هدم البيوت العربية وتضييق الخناق على القرى والمدن والوجود العربى فى المدن المختلفة وتاتى مصادرة الاراضى العربية تحت ستار ما يسمى " المنفعة العامة" او "منفعة الجمهور " والتى ليست سوى وسيلة اخرى لمصادرة الاراضى العربية ; اذ دابت السلطات فى الماضى على تنفيذ مخططاتها تحت اقنعة من هذا النوع لمصلحة المستعمرات وفى الوقت الذى تجرد اسرائيل العرب من اراضيهم ، يعلن اكثر من وزير واكثر من مصدر توفير الاراضى والتشجيع المادى للمهجرين
    وقد نشرت صحيفة "الاتحاد" (20/2/1990 )بيانا لوفد من الحزب الشيوعى الاسرائيلى يندد فيه بتوطين المواطنين الجدد من الاتحاد السوفيتى كما اعلن عضو الكنيست محمد ميعارى رئيس الحركة التقدمية للسلام ان هذه الهجرة ليست بريئة وهى مرفوضة من اى انسان يؤيد حق الشعوب فى العيش على اراضيها . وقال عبد الوهاب دراوشة رئيس الحزب العربى الديمقراطى :-
    ان اى هجرة تمس حقوقنا كمواطنين هى مرفوضة واعلنت الحركة الاسلامية من جهتها انها ستطرح الامر على اجتماع لروساء السلطات المحلية العربية وستقترح ارسال وفد الى الاتحاد السوفيتى للمطالبة بوقف الهجرة الى اسرائيل واعلن الشيخ رائد صلاح رئيس بلدية ام الفحم / انه يجب منع هجرة اليهود السوفيت بكل الوسائل واعلن توفيق زياد رئيس بلدية الناصرة / انه لا يعارض الهجرة بشرط ان لا تضر العرب فى مصادر معيشتهم
    وفى اواسط يولية عام 1990 افاق العرب فى يافا على مشروع هدفه النهائى ترحيلهم عن يافا وهو المشروع الذى يقضى بتهويد المدينة العربية ولا تخفى السلطات المسؤولة على لسان رئيس بلدية تل ابيب نيتها فى تفريغ يافا من سكانها العرب حين قال بان دولة اسرائيل يهودية ويافا مثلها مثل اى مدينة اخرى يشملها هذا التكوين . والملاحظ ان سكان يافا من عرب فلسطين الذى كان بعد الهجرة عام 1948 3000 نسمة قد بلغ بحسب تقديرات اسرائيلية 12.000 نسمة عام 1990 يعيشون فى مناطق محاصرة بالجرافات ومهددة باعلان تهويدها وطرد سكانها العرب منها الى المجهول

  5. #15

    رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود

    المبحث السادس
    -------------
    المتغيرات السياسية على الساحة الاسرائيلية
    مقدمة:-
    لقد انتهي عقد الثمانيات والمشاكل السياسية علي اسرائيل والعالم العربي تتزايد حدتها ولكن انهيار النظام العربي شجع النظام السياسي الاسرائيلي علي توطيد اركانه وتثبيت كيانه مما رفعه الي التعامل مع عرب 1948م كجزء من المعادلة الاقليمية التي سيكون في نهاية المطاف هو القائد لها – وبالتالي يحتاج الي مواطنية هذه الاقلية بصورة او باخري وهذا ما سوف نلمسه في المتغيرات السياسية علي الساحة الاسرائيلية.
    اولا / هجرة اليهود الروس وتهجير عرب فلسطين :-
    1- اليهود الروس فى اسرائيل:-
    خلال السنوات الاربع (1990 – 1993) هاجر اكثر من نصف مليون مواطن من الاتحاد السوفيتى سابقاً الى اسرائيل الامر الذى ادى الى ازدياد عدد سكانها بنسبة 10% ، وكانت اكثرية المهاجرين الراشدين من خريجى الجامعات السوفيتية او المعاهد التكنولوجية .
    كما كانت الفئة الاكبر بين هؤلاء مهندسين ومهندسين معماريين ومن المفترض نموذجيا الا يكون القادمون الجدد زيادة رقمية فى عدد سكان اليهود فى اسرائيل فحسب ، بل ان يوفر ايضا (لجيل واحد على الاقل) المواهب والكفاءت التى تحتاج اليها اسرائيل لتوسيع الانتاج فى الاقتصاد الموجه نحو التصدير والقائم على تكثيف العمل والتكنولوجيا المتطورة . لكن العدد انخفض بصورة دراماتيكية ، ليستقر على 6000 مهاجر شهريا فى سنة 1993 كما تراجع بصورة ملحوظة مستوى مؤهلات المهاجرين وكفاءاتهم وبدلا من الاكثرية الساحقة من خريجى العلوم والفنون ، كان العدد الاكبر من القادمين ، خلال سنة 1994 من الفنيين و الحرفيين
    لذا يدور هناك جدال علنى بشأن ما اذا كان عبء استيعاب المهاجرين ليس اكبر من الفوائد الكامنة فى اعدادهم ومهارتهم وتشير الاستطلاعات الدورية للاراء ، منذ عام 1989 الى انه فى حين يؤيد معظم الاسرائيلين القدامى لفظيا مبدا الهجرة فان اغلبيتهم وخصوصا اولئك الذين ينتمون الى الشرائح الاجتماعية الاقتصادية والاقل تحصيلا علميا تعتقد ان القادمين الجدد يتعاملون بمعاملة تفضيلية على حسابهم وهم غير مستعدين للقيام بدور ناشط من اجل استيعابهم ، اما الاقلية العربية فى اسرائيل التى يتدنى مستوى الكثير من الخدمات فى قراها ومدنها الى ما دون المعدل ، فهى ممتعضة بصورة خاصة من القادمين الجدد
    ان الدور الذى تقوم به الحكومة الاسرائيلية والمؤسسات شبه الحكومية تاريخيا وتقليديا ، حيوى فيما يسمى "استيعاب المهاجرين" فالمهاجرون الجدد كلهم تقريبا ينقلون الى اسرائيل على حساب الوكالة اليهودية . وهى منظمة صهيونيه شبه حكومية يديرها جزئيا يهود الشتات والدائرة الحكومية المعنية ، اى وزارة الاستيعاب ، فبموجب قانون العودة الزمت اسرائيل نفسها عقب قيام دولتها بان تستقبل اى يهودى او اى فرد فى اسرة يهودية يطلب المواطنية الاسرائيلية ومن الصعب تصوران تقدم اية دولة اخرى بحجم اسرائيل اقل تكريسا لمبدا الهجرة كوسيلة انقاذ على استقبال مثل هذه الاعداد الضخمة من المهاجرين ، الذين لم يحملوا معهم شيئا سوى مهارتهم خلال مثل هذه الفترة القصيرة . وفى اية حال اتيح لاسرائيل فى الاعوام التى سبقت البريسترويكا فرصة كافية لدراسة المشكلات والصعوبات بالنسبة الى الدمج الاجتماعى لليهود الذين ترعرعوا فى ظل الحكم السوفيتى فقد استطاع الوصول الى اسرائيل منذ السبعينيات وما بعدها نحو 150.000 يهودى من الاتحاد السوفيتى ومع ان الكثيرين من هؤلاء واجهوا الصعوبات نفسها التى يواجهها المهاجرون اليوم فان اندماجهم فى المجتمع كان ناجحا
    ان نجاح اسرائيل فى استيعاب المهاجرين الروس الاوائل بصرف النظر عن كونهم اقل عدد بكثير يعود جزئيا على الاقل الى ان الوضع الاقتصادى الاسرائيلى فى السبعينيات ، وخصوصا بعد حرب "يوم الغفران" سنة 1973 كان راكداً وصناعتها غير متطورة نسبيا والمهارات التى حملها المهاجرون معهم كانت مطلوبة اكثر ومع التحديث المتدرج للاقتصاد واقترابه اكثر الى المستويات الغربية ازداد انتشار البطالة حتى تراوحت نسبتها سنة 1989 ، ما بين 4% و7% وهى اليوم اكثر من 10% وبوصول المهاجرين من اتحاد الجمهوريات المستقلة ، ازدادت القوى العاملة بنسبة 8% خلال ثلاث اعوام اى اكثر مما يمكن للاقتصاد الاخذ فى التغير ان يستوعبه ، ومن اجل تلبية الحاجات السكنية التى تضاعفت اربع مرات بسبب وصول المهاجرين فى سنتي 1991 و1992 ، عكست الحكومة توجها عمره عشرون عاما نحو خصخصة سوق الاسكان ( من 28% فى ميزانية تطوير المشاريع الانشائية سنة 1975 الى 2% سنة 1989 ) .
    وهكذا قفزت مشاريع البناء من معدل قدرة 1000 وحدة سكنية سنة 1989 الى 120.000 وحدة خلال السنتين الاوليين من الهجرة من اتحاد الجمهوريات المستقلة وبالتزامن مع ذلك عادت الحكومة الى اتباع الساسية الرامية الى توزيع السكان فى المناطق الواقعة فى الاطراف : الجليل والنقب و القدس اى المناطق التى تقع على الحد الفاصل بين اسرائيل والاراضى المحتلة . ويعود تاريخ هذه السياسة الى قيام الدولة نفسها فالجهود المبذولة لبناء مدن تطوير " فى منطقة الجليل ذات الاغلبية العربية وفى مناطق النقب الخالية ، كانت فى البداية تدبيرا امنيا اما اليوم فانها تقوم على تبريرات اقتصادية . وقد وفر ازدهار سوق البناء فرص عمل للاسرائيليين القدامى وللمهاجرين على السواء . كما ساهم فى تطوير بقى متاخرا فى مجال التكنولوجيا بسبب استخدام العمالة العربية الرخيصة من الاراضى المحتلة .
    ويعانى جميع المهاجرين صدمة ثقافية فالهجرة من مجتمع ديكتاتورى واقتصاد مقنن الى ديمقراطية راسمالية حديثة ، ومن وضع اقلية اثنية الى العيش فى دولة يهودية هى نقلة قاسية بصورة خاصة ذات انعكاسات سلبية وايجابية على الاندماج فى المجتمع الجديد فبالاضافة الى المشكلات الاساسية المتمثلة فى ايجاد المسكن والعمل واجه المهاجرون مشكلة اخرى بشان هويتهم اليهودية و جهلهم النسبى للتقاليد والعادات اليهودية وبغض النظر عن السؤال عما اذا كان يمكن للدولة اليهودية ان تصبح تعددية بالمفهوم الاوسع هناك من المشكلات التطبيقية التى تبدا مع تسجيل مثل هؤلاء المهاجرين باعتبارهم روساً لا يهوداً والزوج الروسى ليهودية او الزوجة الروسية ليهودى يمكن ان يصبحا مواطنين تلقائيا ( وذلك لا ينطبق على الاقرباء البالغين للشريك غير اليهودى ) ، مثل هؤلاء المواطنين لا يمكنه ان يتزوج اسرائيلية يهودية فى اسرائيل (حيث لا تزال الزيجات خاضعة للسلطات الدينية ) ، كما لا يستطيع العمل فى صناعة متصلة بالامن ، وهذه امور تزعج اولئك المهاجرين الذين اعتبروا انفسهم دائما يهوداً، ومع ذلك فانهم بداوا يساهمون لا فى المجال العلمى بل ايضا فى الفنون والحياة الرياضية . لقد رفع المهاجرون الموسيقيون مستوى الفرق الموسيقية الاسرائيلية ، وسيرفع المهاجرون الرياضيون كذلك مستويات التدريب الجسمانى فى بلد لم يعرف رياضة سوى مشاهدة مباريات كرة القدم على شاشة التلفاز والمراهنة عليها
    ان الموسيقين والممثلين يمثلون تقليدا عريقا من الانجاز الرفيع يعود الى عمق التاريخ الروسى الامر الذى جعلهم اعضاء فى نخبة مميزة فى ظل الشيوعية . اما الرياضيون وعلماء الرياضة شانهم شان رواد الفضاء ، فقد تمتعوا بالدعم المالى لانهم عززوا انجازات روسيا على الصعيد الدولى ومن السهل على الموهوبين فى الموسيقى والرياضة الانتقال الى حيث يشاؤون . اما بالنسبة الى الثقافة الادبية فقد شكل المهاجرون نوعا من الجيب المعزول داخل اسرائيل ، فالثقافة الروسية الضخمة (إذاعة ، وتلفاز ، وعشرات الصحف والمجلات ) ، جعلت من الممكن للمهاجرين ان يعيشوا حياة موازية لحياة الاسرائيليين الناطقين بالعبرية لكنها منفصلة عنها بالمعنى الثقافى ، فالروس الذين يميلون الى العيش معا يعملون معا فى الغالب وينتمون الى مجموعات ادبية وثقافية تعتمد اللغة الروسية وهم فى الغالب لا يجدون حاجة او حافز على دراسة اكثر من العبرية الاساسية . ويمكن ابراز دليل مؤسساتى واضح على نمو الجيب الثقافى الروسى فى اسرائيل فى الاندية الثقافية والصحافة الروسية ، وفى المركز الثقافى لليهود من اتحاد الجمهوريات المستقلة ينظم هذا المركز محاضرات متنوعة عن التاريخ اليهودى والاسرائيلى ، وعن الاحداث الجارية فى المجتمع الاسرائيلى فضلا عن الموضوعات الثقافية والفن الاسرائيلى , وتلقى تلك المحاضرات باللغة الروسية او باللغة الييديشية . وتجدر الاشارة الى ان اعضاء النخبة الفكرية الروسية فى القدس لا يزورون المركز الانادرا ، فهو يخدم المهاجرين الروس المحبين للثقافة والذين لا يندرجون تحت العنوان الحصرى "النخبة الفكرية" ويقوم بتمويل المركز بلدية القدس ، والمنتدى الصهيونى ومؤسسة crb وجمعية المسيحيين من اجل اسرائيل
    و النوع الثانى منظمات ذات رغبة متعمدة فى ان تبقى منفصلة ثقافيا . وتعمل هذه المنظمات منفصلة على العموم ، لكن بالتعاون فيما بينها، فعلى سبيل المثال هناك نشاط مستمر يجرى تنفيذه منفصلا بين النخبة الفكرية فى موسكو ومنظمة سانت بيتر سبرغ ، وهذه المنظمة التى تضم اكثر من 500 عضو فى القدس وحدها هى احدى اكثر المنظمات نشاطا ، وقد ترافق تكوين هذه الاطر التعليمية مع انتقادات قاسية لنوع المدارس الاسرائيلية من حيث الفلسفة التربوية العامة والطرائق التعليمية .وهناك منتدى ثقافى اخر هو المكتبة الروسية وهو ليس مجرد مكتبة فقط بل هو ايضا مركز للانشطة الثقافية يحظى بتغطية واسعة فى الصحافة الروسية اليومية والاسبوعية . و فى اسرائيل اليوم نحو 50 صحيفة ومجلة روسية وهذا العدد يشمل اربع صحف يومية كبرى مع 14 ملحقا لها و 10 صحف اسبوعية ، وعشر صحف محلية فضلا عن مجلات شهرية او كل شهرين ومنشورات غير منتظمة الامر الذى يجعل افراد هذه النخبة يتوجهون الى قنوات اخرى للتعبير كالاندية
    ويعتبر ( يسرائيل بعلياه) نفسة كحزب وسط حزبا للمهاجرين الروس وقد ايد مواصلة عملية السلام اسوة بما فعله الحزبين الكبيرين (العمل والليكود) لكنه لم يؤيد اى تنازلات كبرى عن الارض مثلما فعل حزب العمل كما لم يؤيد سياسة عدم التنازل التى تبناها حزب الليكود وعارض هذا الحزب قيام دولة فلسطينية مستقلة مثلما فعل حزب الليكود وحزب الطريق الثالث فضلا عن عدد كبير من اعضاء حزب العمل .
    وبعكس حزب "الطريق الثالث" الذى انسجمت قيادته وناخبوه عقائديا مع الموقف الوسطى للحزب بالنسبة الى السياسة الخارجية وعملية السلام فان موقف "يسرائيل بعلياه" فى الوسط شكل القاسم المشترك الاصغر المقبول لدى ناخبية وفى محاولة منه لكسب الدعم الاوسع من المجتمع قلل الحزب اهمية الاختلافات العقائدية ، وركز على الاتحاد بشان المسائل المحلية . وفى المسائل المتصلة بالدين والدولة سار حزب "يسرائيل بعلياه" فى الوسط بحذر . وكان هناك عدة موضوعات تهم المهاجرين السوفيات اثارها الحزب اذ عارض معارضة تامة اى تغيير فى قانون العودة قد يودى الى الحد من حق الاقرباء غير اليهود فى المجئ الى اسرائيل وفقا لبنود ذلك القانون وبصفة عامة فالحزبان الممثلان للمهاجرين الروس هما / تحديدا "يسرائيل بعلياه" بزعامة ناتان شرانسكى ، ثم "يسرائيل بيتنو"او" اسرائيل بيتنا" الذى اسسه عام 1999 افيغدور ليبرمان ، المدير السابق لمكتب مدير الحكومة بنيامين نيتياهو
    و فى انتخابات سنة 1988 صوت اغلبية المهاجرين الروس لحزب الليكود وفى انتخابات سنة 1992 لحزب العمل وفى سنة 1996 لـ" يسرائيل بعلياه " فى الكنيست ولبنيامين نيتياهو فى رئاسة الحكومة ، وكان تصويت سنة 1992 عاملا رئيسا فى انتصار حزب العمل انذاك وتصويت سنة 1996عاملا مهما فى انتصار بنيامين نتنياهو على منافسه شمعون بيرس ، ويترقب المحللون السياسيون فى اسرائيل الانتخابات لمعرفة اتجاه هبوب الرياح فى هذه الكتلة السكانية الضخمة ، التى يتفق الجميع على اهمية تاثيرها ودورها لا فى الانتخابات النيابية فحسب بل ايضا فى جميع نواحى الحياة العامة فى اسرائيل
    2-سياسة التهجير لعرب فلسطين:-
    فى مواجهة الهجرة اليهودية الجديدة الى ارض فلسطين يجد فلسطينوا الداخل انفسهم بين مطرقة الهجرة وسندان البطالة وفى وضع ماساوى يتجدد وجودهم وتطورهم معا ويخطف لقمة العيش من افواههم فهذا الغزو البشرى الواسع سيرافقه تصعيد لسياسة القهر القومى والتمييز العنصرى وتهويد ما تبقى من ارض عربية . وفى ظل موجات القادمين اليهودسيزداد الوضع الاقتصادى والمعيشى لجماهير فلسطينيى الداخل سوءا . فاستيعاب هولاء المتدفقين لا يضع علامة استفهام كبيرة حول مصير ما تبقى من ارض عربية فحسب , بل ان العربى هو اول الضحايا .. وفى الافق يلوح خطر تفعيل مبدا الممارسة الصهيونية " احتلال العمل " او "العمل العبرى" بصورة لم يسبق لها مثيل
    ان من شان هذه الهجرة مفاقمة الوضع المتفاقم اصلاً ، وهو ما توكده المعطيات التالية :
    - البطالة : تبلغ البطالة فى الوسط اليهودى 8%- 9% ، بينما وصلت فى الوسط العربى الى 20% وفي التعليم : يعانى الوسط العربى نقصا مستمرا فى غرف التدريس قدره 1200 غرفة وخمس الغرف المستعملة غير صالحه للتعليم . وفي الخدمات البلدية : تفتقر 26 بلدة عربية من مجموع 38 بلدة فيها سلطات محلية معترف بها الى شبكات المجارى .
    وبالنسبة لخط الفقر : يعيش فى اسرائيل قرابة نصف مليون (بحسب الاحصاءات الرسمية ) تحت خط الفقر ، نسبة العرب منهم 50% ، علما بان نسبة العرب فى اسرائيل هى نحو 17% ، وفى الوقت الراهن هناك مخططات لابتلاع الاراضى العربية المتبقية والتى لم تعد تسد رمق اصحابها ، وتلجا اسرائيل الى ذلك اما بالمصادرة واما بحرمانهم من الرى واما بعرقلة تسويق منتوجاتهم وفرض ضرائب باهظة على اصحابها .
    وتوكد الدلائل كلها ان السلطات الاسرائيلية تتعامل مع الجماهير الفلسطينية فى الداخل على انها "البطن الرخو" الذى تستطيع من خلاله فتح منافذ لاماكن عمل وسكن جديدة للمهاجرين الجدد ولعل فى مشاعر التململ التى بدات بالظهور فى اوساط العمال والاكاديميين العرب بعد ان تلقوا اخطارات بقرب الاستغناء عن خدماتهم ، ما يوكد ان اخطار هذه الهجرة على فلسطينى الداخل اشد كثيرا مما اعتقده البعض
    و الهستدروت هو الاخر يساهم فى تعزيز الفصل العنصرى ضد العرب ، وقد رفض طلبا للقائمة المشتركة فى المؤتمر الهستدروتى للبحث فى قضية استفحال البطالة . وفسرت القائمة المشتركة على لسان النقابى سهيل دياب عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر الهستدروت ذلك :-
    بانه تهرب صريح من مواجهة الازمة على خلفية الحماس للهجرة واهمال العرب والعاطلين عن العمل ، فبدلا من ان تقوم هذه المؤسسة بدورها العمالى عينت مسؤولا فى كل لجنة عمالية للاهتمام بالعمال المهاجرين الذين يرغبون فى الاندماج فى اماكن عمل معينة. وفى الوقت الذى تعد اسرائيل قسائم الاراضى لتشييد المبانى وتوفير المساكن للمهاجرين فى شتى انحاء اسرئيل وفلسطين المحتلة ايضا فانها فى المقابل تواصل عمليات هدم البيوت العربية وتضييق الخناق على القرى والمدن والوجود العربى فى المدن المختلفة وتاتى مصادرة الاراضى العربية تحت ستار ما يسمى " المنفعة العامة" او "منفعة الجمهور " والتى ليست سوى وسيلة اخرى لمصادرة الاراضى العربية ; اذ دابت السلطات فى الماضى على تنفيذ مخططاتها تحت اقنعة من هذا النوع لمصلحة المستعمرات وفى الوقت الذى تجرد اسرائيل العرب من اراضيهم ، يعلن اكثر من وزير واكثر من مصدر توفير الاراضى والتشجيع المادى للمهجرين
    وقد نشرت صحيفة "الاتحاد" (20/2/1990 )بيانا لوفد من الحزب الشيوعى الاسرائيلى يندد فيه بتوطين المواطنين الجدد من الاتحاد السوفيتى كما اعلن عضو الكنيست محمد ميعارى رئيس الحركة التقدمية للسلام ان هذه الهجرة ليست بريئة وهى مرفوضة من اى انسان يؤيد حق الشعوب فى العيش على اراضيها . وقال عبد الوهاب دراوشة رئيس الحزب العربى الديمقراطى :-
    ان اى هجرة تمس حقوقنا كمواطنين هى مرفوضة واعلنت الحركة الاسلامية من جهتها انها ستطرح الامر على اجتماع لروساء السلطات المحلية العربية وستقترح ارسال وفد الى الاتحاد السوفيتى للمطالبة بوقف الهجرة الى اسرائيل واعلن الشيخ رائد صلاح رئيس بلدية ام الفحم / انه يجب منع هجرة اليهود السوفيت بكل الوسائل واعلن توفيق زياد رئيس بلدية الناصرة / انه لا يعارض الهجرة بشرط ان لا تضر العرب فى مصادر معيشتهم
    وفى اواسط يولية عام 1990 افاق العرب فى يافا على مشروع هدفه النهائى ترحيلهم عن يافا وهو المشروع الذى يقضى بتهويد المدينة العربية ولا تخفى السلطات المسؤولة على لسان رئيس بلدية تل ابيب نيتها فى تفريغ يافا من سكانها العرب حين قال بان دولة اسرائيل يهودية ويافا مثلها مثل اى مدينة اخرى يشملها هذا التكوين . والملاحظ ان سكان يافا من عرب فلسطين الذى كان بعد الهجرة عام 1948 3000 نسمة قد بلغ بحسب تقديرات اسرائيلية 12.000 نسمة عام 1990 يعيشون فى مناطق محاصرة بالجرافات ومهددة باعلان تهويدها وطرد سكانها العرب منها الى المجهول

  6. #16

    رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود

    ثانيا / انتخابات الكنيست (1992 – 1996) : -
    على صعيد انتخابات رئاسة الحكومة ، اسفرت نتائج الانتخابات الاسرائيلية عام 1996م عن هزيمة مرشح حزب العمل ، رئيس الحكومة السابق" شمعون بيرس" وفوز مرشح الليكود بنيامين نتنياهو برئاسة الحكومة وكانت هذه اول مرة ينتخب فيها الشعب رئيس الحكومة بطريقة مباشرة ، تطبيقا لتعديل القانون الاساسى الخاص بالحكومة الذي اقره الكنيست فى اذار / مارس 1992 ، مع ارجاء تطبيقة الي انتخابات سنة 1996 وعلى صعيد انتخابات الكنيست اسفرت النتائج عن هزيمة ما يسمى " معسكر اليسار " او "معسكر السلام " فى اسرائيل وفوز معسكر اليمين القومى والدينى واعادة تشكيل الخريطة الحزبية على نحو ابرز بوضوح اكثر مما فى اى وقت مضى عمق الانقسامات فى المجتمع الاسرائيلى وتطور التعبير عنها سياسياً ، وعلى الرغم من انه لم يكن من المفروض ان تكون هناك عقبات من شانها عرقلة تاليف الحكومة الجديدة ، فقد واجه رئيس الحكومة المنتخب صعوبات شديدة فى تاليفها ، وكانت محصلة جهوده حكومة شديدة التطرف
    وقد صدرت فى تفسير اسباب هزيمة بيرس وفوز نتنياهو تصريحات وتحليلات على ساسة ومحللين يهود وعرب حملت الناخبين العرب المسؤولية عنها استنادا الى حسابات مفادها انه لو صوتت نسبة اعلى من الناخبين العرب ( الذين بلغت نسبة مشاركتهم نحو 80% ) ، ولو يمنح 5.2 % منهم اصواتهم لنتنياهو ، ولو لم يحجب الـ 10.000 ناخب عربى اصواتهم عن بيرس احتجاجا على اغلاق المناطق الفلسطينية المحتلة وتجويعها وعلى العدوان على لبنان ومجزرة قانا ، لفاز بيرس فى الانتخابات . لكن هذا النمط من التفسيرات يتسم بالسطحية ، ويبقى اصح من التحليلات التى ارجعت هزيمة بيرس الى عوامل متعددة ، منها انحسار التاييد لاتفاقات اوسلو وسياسة بيرس السلمية فى اثر العمليات الاستشهادية فى القدس وعسقلان وتل ابيب فى شباط / فبراير و اذار / مارس الماضيين ومنها الصورة السلبية المرتسمة لبيرس فى اذهان كثير من الناخبين
    ويمكن تلخيص ابرز هذه النتائج بعناوين ثلاثة عريضة :
    انزلاق باتجاه اليمين والتطرف السياسى ؛ ضمور فى قوة الحزبين الكبيرين فى مقابل الاحزاب الصغيرة مع تعاظم فى قوة الاحزاب الاثنية / القومية والدينية .
    فقد انخفض تمثيل حزب العمل من 44 مقعدا فى الكنيست السابق الى 34 مقعدا . وانخفض تمثيل الليكود من 40 مقعدا الى 32 مقعدا ، وبلغ تمثيلهما معاً الى مستوى متدن لا سابق له – 66 مقعدا مقارنة بـ 76 مقعدا فى الكنيست السابق و 95 مقعدا فى انتخابات سنة 1981
    مع حصول المعسكر الدينى ( شاس + المفدال + يهدوت هتوراه ) ، اول مرة فى تاريخ الانتخابات الاسرائيلية ، على 23 مقعدا ، بعد ان كانت اعلى ذورة بلغها فى السابق 18 مقعدا ، وحصول الاحزاب العربية ( حداش / التجمع الوطنى الديمقراطى / القائمة العربية الموحدة ) ، اول مرة ايضا فى تاريخ الانتخابات الاسرائيلية ، على 9 مقاعد بعد ان كانت اعلى ذروة بلغتها فى السابق 6 مقاعد . مع نجاح حزب المهاجرين السوفيات " يسرائيل بعلياه " فى الحصول على 7 مقاعد ، على الرغم من انه تاسس قبل الانتخابات بفترة قصيرة وعلى الرغم من افتقاره الى الاداة الحزبية والخبرة التنظيمية والاموال المتاحة .
    وترجع اسباب ضمور قوة حزب العمل الى العوامل التى ذكرناها اعلاه فى حديثنا عن اسباب هزيمة بيرس فى انتخابات رئاسة الحكومة ونضيف اليها ازدياد شدة تاثير عامل التصويت الاثنى / القومى فى انتخابات الكنيست 1999 عما كانت عليه فى الانتخابات السابقة ، وهو الامر الذى افقده كثيرا من اصوات المهاجرين السوفيات والناخبين العرب الذين صوتو له فى الانتخابات الماضية .
    ونجاح حزب " الطريق الثالث " الذى اسسته مجموعة منشقة من الحزب ، فى جذب اصوات الناخبين من ذوى الميول " الصقرية " بمعايير حزب العمل وأما الاْحزاب الاثنية/الدينية/القومية الصغيره (شاس،المفدال ،"يسرائيل بعلياه"، الحزبان العربيان :حداش والقائمة العربية الموحدة)، فيرجع تعاظم قوتها الي تضافر العامل المتمثل في قانون انتخاب رئيس الحكومة المشار إليه أعلاه، مع تحويلات اجتماعية _ سياسية بعيدة المدي في المجتمع الاسرائيلي لا يتسع المجال للحديث عنها،ادت في محصلتها الراهنة إلي تعميق الانقسامات الاثنية والدينية والثقافية،وإلي بروز وتعاظم القوي السياسية المعبرة عنها.ويري العالم الاْجتماعي الاسرائيلي، "باروخ كيمر لينغ" أن اهم الدلالات الاجتماعية – السياسية للانتخابات، أنها كشفت بوضوح عن وجود ست ثقافات فرعية واضحة المعالم والحدود الاجتماعية، تمثلها الاْحزاب الصغيرة التي نجحت في تعزيز أو تثبيت قوتها في الانتخابات، في مقابل الثقافات الاسرائيلية الصهيونية العامة ، التى يمثلها حزب العمل والليكود والتى يدل ضمور قوتيهما فى الكنيست الجديد ، على انحسارها كما يري" كمير لينغ" ان نتائج الانتخابات الحالية تؤذن بنهاية مرحلة في الحياة السياسية الاسرائيلية وبدء مرحلة جديدة عنوانها حرب ثقافات
    موقف الاحزاب العربيه :-
    وفى بداية الحملة الانتخابية كان ثمة ثمانى قوى سياسية عربية او عربية – يهودية تستعد لخوض معركة الانتخابات وهذه القوى هى : الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة – حداش ( برئاسة هاشم محاميد ) ، التجمع الوطنى الديمقراطى ( عزمى بشارة ) الحزب الديمقراطى العربى ( عبد الوهاب درواشة ) الحركة الاسلامية ( عبدالله نمر درويش ) الكتلة العربية الاسلامية ( عاطف خطيب ) ، الحركة العربية للتغيير ( احمد طيبى ) ، التحالف الديمقراطى ( محمد زيدان ) منظمة العمل الديمقراطى ( اساف اديب ) . وقد تمت محاولات حثيثة لتوحيد القوائم العربية ، واجريت مفاوضات شاقة لهذا الهدف اسفرت عن تحقيقه بصورة جزئية . وبعد انسحاب الحركة العربية للتغيير من حلبة التنافس فى شان الاصوات العربية ، وتوصل عدد من القوى الى قوائم مشتركة استقر الحال على اربع قوائم خاضت الانتخابات ، منها قائمتان رئيسيتان هما حداش والقائمة العربية الموحدة وقائمتان لم تفلحا فى تجاوز نسبة الحسم المطلوبة لدخول الكنيست ( 1.5% من اصوات المقترعين ) وهما التحالف الديمقراطى ومنظمة العمل الديمقراطى
    وفيما يلى لمحة عن القائمتين اللتين تمثلتا فى الكنيست :
    قائمة حداش من اجل " دولة لكل مواطنيها " وضمت هذه القائمة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والتجمع الوطنى الديمقراطى وقد قامت الشراكة بين الجبهة والتجمع كما جاء فى برنامجهما الانتخابى ، على اساس برنامج سياسى واجتماعى مشترك يتلخص فى النضال المثابر لتحقيق السلام الفلسطينى – الاسرائيلى و الاسرائيلى – العربى العادل والشامل والمستقر ، من اجل جعل دولة اسرائيل ديمقراطية ولكل مواطينها ومن اجل مساواة قومية ومدنية كاملة لمواطنى دولة اسرائيل ، يهودا وعربا ، وللدفاع عن حقوق العاملين ومساواة المراة ومن اجل المساواة الطائفية والاعتراف بالعرب مواطنى اسرائيل كاقلية قومية
    القائمة العربية الموحدة : " وحدتنا ولدت يا عربى " : تالفت هذه القائمة من الحزب الديمقراطى العربى والحركة الاسلامية والكتلة العربية الاسلامية . و قد خاض انتخابات الكنيست وفاز بمقاعد فيه منذ سنة 1988 ، فان هذه المرة الاولى التى يشارك مع الاسلاميين فى هذه الانتخابات . اما فى الانتخابات السابقة فقد برزت داخل الحركة الاسلامية خلافات فى هذا الشان ، بين داع الى المقاطعة ، واخر يقول بالاشتراك فى قائمة عربية موحدة على راسها زعيم الحركة " عبدالله نمر درويش " وثالث يدعوا الاسلاميين الى دعم المرشحين العرب ..
    وتجددت الخلافات هذه المرة واصر تيار المشاركة على راية وكان له ذلك ففاز اثنان من الاسلاميين فى القائمة الموحدة بعضوية الكنيست لكنها لقاء ثمن باهظ تمثل فى انشقاق الحركة الاسلامية ، وقد ضم الجناح الداعى الى المشاركة كل من " عبدالله نمر درويش " وعضوى الكنيست الجديدين " عبد المالك دهامشة " و "توفيق خطيب " ورئيس المجلس المحلى لكفر قاسم ابراهيم صرصور ، بينما ضم الجناح الاخر رئيس بلدية ام الفحم "رائد صلاح" ، وكلاً من " كمال خطيب و حسام ابو الليل ومنير ابو الهيجا و هاشم عبد الرحمن " ويبقى السؤال مطروحاً هل يتعمق هذا الانشقاق ويصبح نهائيا ام سيكون مجرد انقسام انتخابى يتبعه تصحيح المسار بحسب "حسن الخطيب" ، رئيس تحرير صحيفة الحركة ( صوت الحق والحرية ) ايا يكن الامر فان التركيب الشخصى للقائمة العربية الموحدة هو الذى يميزها من غيرها اكثر كثيرا مما يميز برنامجها الانتخابى فهى خلافا لقائمة الجبهة – التجمع ، كانت قائمة عربية محضة باعضائها المرشحين العشرة ، الذى احتل اربعه منهم مقاعد فى الكنيست الحالى . وهى بذلك تعتبر امتداد للتقليد الذى بداه الحزب الديمقراطى العربى سنة 1988 .
    ويلاحظ ان نسبة مشاركة العرب كانت الاعلى فى تاريخ انتخابات الكنيست منذ اواخر الستينيات فقد بلغت هذه النسبة نحو 78% ( اى 340 الف مقترع تقريبا ) ، قياسا بـ 69.7% سنة 1992 و70% سنة 1988 و 72% سنة 1984 و 68% سنة 1981 . ويعود هذا الارتفاع الى مشاركة ناخبين من الحركتين القومية والاسلامية فى هذه الانتخابات لاول مرة كما انه يعود الى تعزز وضع القوائم العربية ، والاستقطاب الجارى بين القائمتين الرئيسيتين فيها ، واحتدام التنافس فى شان رئاسة الحكومة بين مرشح حزب العمل " شمعون بيرس " ومرشح الليكود بنيامين نتنياهو .

  7. #17

    رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود

    ثالثا / انتخابات الكنيست 1999 :-
    فى 17 آيار/مايو ، جرت الانتخابات الاسرائيلية المبكرة لرئيس الحكومة وللكنيست الخامس عشر بعد ثلاث اعوام من تسلم الليكود ، بزعامة نتنياهو ، مقاليد السلطة فى اسرائيل . وقد فاز رئيس حزب العمل ايهود باراك بمنصب رئيس الحكومة كما فازت القائمة التى يتزعمها (اسرائيل واحدة ) باكبر عدد من الاعضاء فى الكنيست . واستطاع باراك بعد مفاوضات ائتلافية شاقة كادت تستنفد المهلة القانونية الممنوحه له ، تاليف الحكومة الجديدة
    وكانت اهم اهداف الحكومة:
    الامن القومى والشخصى من خلال الكفاح الذى لا يكل ضد الارهاب وستعمل الحكومة الاسرائيلية من اجل إنها الصراع العربى – الاسرائيلى بالوسائل السلمية ، من خلال التمسك بثبات بامن اسرائيل القومى والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية مع تاليف القلوب بين جميع مواطنى اسرائيل ، من اجل ضمان ان تظل اسرائيل دولة يهودية ، ديمقراطية وصهيونية مع وجود حقوق متساوية لجميع مواطنيها وتنظر الحكومة الى السلام بصفته قيمة حقيقية للحياة فى اسرائيل ، تستمد جذورها من رؤيا الانبياء ، كما وجدت لها تعبيراً فى اعلان الاستقلال وستطور الحكومة منعة الجيش الاسرائيلى باعتباره قوة اسرائيل الدفاعية والردعية وستشن الحكومة حربا شاملة على المنظمات الارهابية وستحترم الحكومة الاتفاقات التى وقعتها اسرائيل مع الفلسطينيين وستنفذها ، مع الاصرار فى الوقت نفسه على ان تقوم السلطة الفلسطينية ايضا باحترام هذه الاتفاقات وتنفيذها .وستستانف الحكومة المفاوضات مع سورية بهدف إبرام معاهدة سلام معها – سلام كامل يعزز امن اسرائيل ويقوم على اساس قرارى مجلس الامن الدولى 242، 338 .
    وستعمل الحكومة من اجل اخراج الجيش الاسرائيلى من لبنان مع ضمان رفاه سكان الشمال وامنهم والتطلع لابرام معاهدة سلام مع لبنان و تعتبر حكومة مصر والاردن والحكومة الفلسطينية شركاء مهمين فى الجهد المبذول لاحلال السلام فى منطقتنا وستقيم حواراً سياسياً مستمراً مع كل منها وستعمل الحكومة على تعميق الصداقة المميزة بين الولايات المتحدة واسرائيل وعلى استمرار التعاون الاستراتيجى مع الولايات المتحدة وتطويره وستعمل الحكومة على تقوية وتعزيز العلاقات بالاتحاد الاوربى والدول الاعضاء فيه .
    وستعمل الحكومة ايضا على تقوية العلاقات بروسيا ودول رابطة الدول المستقلة والصين ، وكذلك بالاسرة الدولية بكاملها .و ان القدس الكبرى ، عاصمة اسرائيل الابدية ستبقى موحدة وكاملة تحت سيادة اسرائيل ، سيضمن لابناء كل الاديان الوصول بحرية الى الاماكن المقدسة ، وحرية العبادة وستعمل الحكومة من اجل تطوير القدس وازدهارها ، واستمرار البناء فيها – لما فيه رفاه لجميع سكانها .
    وسوف تؤمن السكان اليهود فى يهودا والسامرة وغزة ، وتقدم لهم الخدمات الحكومية والبلدية والاعتيادية ، بما يتساوى مع الخدمات المقدمة الى سكان جميع المستوطنات الاخرى فى اسرائيل . وستلبى الحكومة حاجات التنمية المتواصلة للمستوطنات .وستسعى الحكومة للتشجيع على الهجرة واستيعاب المهاجرين . ولن يتحقق اندماج المهاجرين فى المجتمع الاسرائيلى . الا عبر الحوار والتعاون مع المهاجرين انفسهم .
    وتدرك الحكومة الحاجة الى وضع حل ملائم للعلاقة بين الدين الدولة ، عبر الحوار وتاسيس ميثاق بين القطاعات الدينية والعلمانية – يقوم على اساس الاجماع والتسامح المتبادل والتاليف بين قلوب جميع اجزاء الامة .و ستعمل الحكومة على ايجاد حقوق كاملة ومتساوية لجميع العرب والبدو والدروز والشركس وسواهم من مواطنى اسرائيل . وستعمل من اجل المساواة فى التعليم والتشغيل والاسكان والبنية التحتية ومن اجل تصحيح التفاوتات السابقة فيما يتعلق بتخصيص الموارد وتيسير الخدمات العامة وعلى تحسين وضع السلطة المحلية العربية وايجاد فرص عمل ، من خلال المناطق العربية والدرزية ، وكذلك ردم الفجوات بالتدريج بين مختلف القطاعات السكانية فى اسرائيل فيما يتعلق بالبنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية
    ويمكن دراسة اثار انتخابات الكنيست عام 1999على الكتل الحزبية فىالنقاط التاليه :-
    1- الادعاء ان اليسار انتصر والذهاب الى حدوث انقلاب سياسى فى اسرائيل ،والزعم ان قوى السلام فى اسرائيل هزمت قوى الحرب ، كلها تفسيرات لهذه الحقيقة وليس الحقيقة فى حد ذاتها . فعند القاء نظرة الى تركيبة الكنيست الخامس عشر نجد ان اليمين التقليدى والجديد ، مازال يحافظ على اغلبية كبيرة فيه بجموع المقاعد الاتية : ليكود (19) + مفدال (5) + شاس (17) + ليبرمان (اسرائيل بيتنا) ( 4) + لبيد ( شينوى ) (6) + الاتحاد الوطنى (4) + اسرائيل بعلياه (6) + يهدوت هتوراه (4) = 65 مقعد ، ومع هذا لايجوز التقليل من عامل مهم مثل اغتيال رابين واثره فى المجتمع الاسرائيلى . فقد تركت مرحلة نتيناهو جرح مقتل رابين مفتوحا ينزف ، وبدا ان اولئك الذين قتلوا رابين قد ورثوه ، تذكيراً فى سؤال الله الابدى الى قايين فى التوراه " اقتلت ووررثت؟ " وقد اطالت حقبة نتيناهو فترة حداد اتباع معسكر رابين فى المجتمع الاسرائيلى الى درجة تحويل الاخير الى رمز واسطورة استثمرت فى الصراع ضد نتيناهو. ومن هنا لم تعد المسافة قصيرة للتحول من صورة الاب الى صورة الطوطم الذى يعيد انتاج وحدة القبيلة كدين جديد .
    2- تغيرت طريقة الانتخابات فى اسرائيل من طريقة برلمانية نسبية يشكل فيها البلد كله منطقة واحدة ، وتتمثل من خلالها الاحزاب فى الكنيست بنسبة مساوية لنسبتها فى الاصوات ، ويقوم فيها الكنيست لانتخاب رئيس الحكومة وحكومته ، الى انتخابات مباشرة لرئيس الحكومة ، عن الانتخابات البرلمانية الموازية لها فى الوقت ذاته ، جرت اول انتخابات من هذا النوع سنة 1996 ، وقد وجد المواطن الاسرائيلى نفسه لاول مرة مضطرا الى اتخاذ قرارين والتعبير عنهما ببطاقتين : واحدة لرئاسة الحكومة و الثانية للكنيست ، وقد غاب عن القائمة الفائزة حزبان كانوا ممثلين فى الكنيست 13 او الكنيست 14 وهما : هو تسومت اليمينى العلمانى بزعامة رئيس الاركان السابق رفائيل ايتان والثانى هو " الطريق الثالث الذى قام نتيجة الانشقاق عن حزب العمل فى اتجاه يمينى علمانى لمقاومة اى انسحاب من الجولان وازداد عدد الكتل المشكلة للكنيست من عشرة كتل سنة 1992 الى 11 كتلة سنة 1996 والى 15 كتلة سنة 1999 ونلاحظ الارتفاع المستمر فى قوة حزب شاس ،على حساب الليكود ثم المفدال فى اوساط اليهود الشرقيين . وفى سنة 1999 يكاد حزب شاس يوازى فى قوته الليكود .
    3- زادت قوة الاحزاب العربية من 5 نواب سنة 1992 الى 9 نواب سنة 1996 ثم الى 10نواب سنة 1999، وانخفضت قوة حزب المهاجرين الرووس مابين سنة 1996 وسنة 1999 ، والذى يبدو انه يناقض النزعة التى توجها طريقة الانتخابات الجديدة اوانه يعود فى الواقع الى الانشقاق فى صفوفه وتوجه اصوات عديدة الى حزب "اسرائيل بيتنا" المؤلف اساسا من المهاجرين الرؤوس المؤدلجين
    4- ان اليهودى الشرقى خلافا للعربى ابن الاقلية القومية العربية ، يطالب بحصته من الدولة عن طريق التشديد المبالغ فيه على صهيونيته بما فى ذلك باسقاطها على التاريخ باثر رجعى عبراعادة كتابة التاريخ ، وقد نشأ تاريخيا لدى ابناء النخبة السياسية اليهودية الشرقية ثلاث انماط فيما يتعلق بمواجهة واقعها المتردى فى حالة تحسين موقعها فى المؤسسات الدولة القائمة ، بالاندماج فى حزب مباى العمل ، واداء دور اليهودى الشرقى فى بلاط هذا الحزب . وقد نجحت الاستراتيجية ، بصورة خاصة لدى اليهود من اصل عراقى . والحركات الاجتماعية : الفهود السود فى نهاية الستينيات وبداية السبعينيات : حركة عمال ميناء اشدود فى 8/10/1975 ؛ تمرد وادى الصليب سنة 1959 ؛ حركة اوهليم ؛ ومؤخرا جدا حركة " هيكشت همرزحيت " القوس الشرقى . وقد دمجت هذه الحركات الاحتجاج الطبقى الاجتماعى فى التشديد عن ان طابع الدولة هو طابع اوروبى يميز ضد اليهود الشرقيين . ثم تجاوزت الطابع الاحتجاجى الاجتماعى فى فترة انقراض حركة الفهود السود بعد ان فقدت قواعدها الاجتماعية ، اذ حاولت الربط بشكل هش ومصلحى بين الاحتجاج الاجتماعى والتاكيد المشترك مع العرب هوية وقضية . ونلاحظ هذا التوجه بصورة اكثر جذرية حاليا لدى "هيكشت همرزحيت " مع الاشارة الى كونها حركة سياسية ثقافية نخبوية الطابع ، وساهم استثمار براك لمسألة الصراع بشان طابع الحياة فى الدولة العبرية بين المتدينين والعلمانيين الى حد بعيد ، فى انتقال اصوات يمينية علمانية ، التوجه من معسكر نتنياهو الى معسكره .
    وقد ادرك خبراء الدعاية الذين احاطوا به اهمية هذا الموضوع بالنسبة الى الراى العام الاسرائيلى العلمانى مع ازدياد قوة وتاثير الاحزاب الدينية فى الكنيست ، وخصوصا بعد انتخابات سنة 1996 ، اذ بلغ عدد نواب الاحزاب الدينية فى الكنيست فى مرحلة نتنياهو ، الكنيست الرابع عشر 23 نائبا ، وكان عددهم فى الكنيست الثالث عشر 16 نائبا . وزادوا الى 27نائبا بعد انتخابات الكنيست الخامس عشر 1999 .
    5- تميزت السنوات الثلاث من حكم نتنياهو 1996- 1999 بتمحور النقاش السياسي والثقافى فى اسرائيل حول موضوع العلاقة بين المتدينين والعلمانيين فى المجتمع والدولة بصورة لم يسبق لها مثيل ، فالصراع العلمانى الدينى لم يفك اسار الهوية اليهودية ، ولايزال يتطور داخلها ويطورها فى آن واحد ، وقد تحول الى محور الصراع الاساسى فى المجتمع الاسرائيلى ، وشهدت السنوات التى سبقت انتخابات سنة 1999 عددا لا يحصى من الاصدارات و المؤتمرات والندوات بشأن الموضوع وبذل منظرون من اليسار الصهيونى جهداً فائقا فى تطوير مفهوم جديد للامة اليهودية لا يحتكر رجال الدين لرسم حدوده كما حاول اخرون تحديد الصراع مع الغيبية الدينية بانه الخطر الاساسى الذى يهدد اسرائيل و المواطنين العرب فى اسرائيل فاذا ولج هؤلاء معركة الديمقراطية الاسرائيلية فعلا بمشروع دولة المواطنين ، كمعركة علمنة للكيان الاسرائيلى ستختلف قواعد الصراع وبالتالى وحدة الاضداد القائمة ، اذ لا يمكن ان يعيد الصراع فى هذه الحالة انتاج وحدة الهوية اليهودية الجامعة . لكن سلوك الاقلية العربية كقطاع . عندما تتبنى الاقلية العربية فى اسرائيل مشروع دولة لجميع مواطنيها فيما يتجاوز التقليعة الدارجة والضريبة الكلامية ستثار عدة اسئلة تلامس الاسئلة اعلاه .
    لكن الاقلية العربية فى اسرائيل لا يمكنها ان تتحول بذاتها لتصبح اليسار الاسرائيلى الذى يطالب بفصل الدين عن الدولة والذى يناقش الاحزاب الدينية اليهودية من منطلق يختلف عن منطلق حزبى العمل وميرتس:-
    اولا : لانها غير قادرة على اداء هذا الدور من حيث موقعها فى الكيان الصهيونى .
    ثانيا : لاننا لا يمكن ان نسمى هذه الاقلية من حيث موقعها وتاثيرها فى المجتمع الاسرائيلى بالمجمل – بصفة اليسار لمجرد انها تتبنى شعارات تتلاءم مع مصالحه القطاعية كاقلية عربية ، فى حين لا تعتبر هذه الشعارات عن مشروع اسرائيلى شامل مناقضة لمشروع اليمين فى المجتمع الاسرائيلى . وينطبق ايضا على الموقف من القضية الفلسطينية ، فموقف العرب فى اسرائيل دفاعا عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطينى ودفاعا عن ارضة ، ليس موقفا يساريا مناقضا نوعيا لموقف اليمين الاسرائيلى على الرغم من انه يتميز عن مواقف حزب ميرتس وحزب العمل وغيرهما ، فالفارق الجوهرى هو ان موقف المواطنين العرب ابناء الشعب الفلسطينى ، لا ينطبق بطبيعة الحال من مصلحة اسرائيل او امنها .
    والقوة اليسارية نفسها الغائبة فى القضية اعلاه غائبة ايضا فى الموقف من القضية الفلسطينية ، مسقطه بغيابها الموقف الذى يؤكد ان لا حل بمفاهيم الامن وموازين القوى من دون مفاهيم العدالة النسبية والانصاف وغيرها ومع تحول العرب فى اسرائيل الى مجرد قطاع من قطاعات المجتمع الاسرائيلى المشددة على مصالحها ضمن التركيبات الائتلافية الممكنة ، يصبح من الممكن دخول عربى لجنة الخارجية والامن فى الكنيست حيث لا يمكن ان تناقش القضايا الا ضمن التسليم بالامن الاسرائيلى كمنطلق .
    والحالة البائسة التى قصرت الاستراتيجية العربية طوال فترة نتنياهو على انتظار سقوطه ، وطوال فترة الانتخابات الاسرائيلية (6 اشهر لم يسبق لها مثيل فى طولها ) على انتظار فوز باراك / ومنذ 17 آيار / مايو 1999 على انتظارتحركات باراك الدولية وزياراته وتصريحاته بعد الزيارات هذه الحالة سلمت باراك زمام المبادرة بشان العملية السياسية . ولن ندخل هنا فى تحليل ابعاد هذه الحالة الذهنية او اسقاطاتها على الثقة السياسية العربية بالتعادل الذى تفرضه بين اكثر من 150مليون عربى مسلوبى الارادة وبين 50 – 100الف اسرائيلى قد يغيرون موقعهم من هذا المعسكر الى ذاك لاسباب اقتصادية او اجتماعية اسرائيلية داخلية ، قد يكون لها علاقة مباشرة بالصراع وقد لايكون ، لكننا نشير الى ان تسليم زمام المبادرة للمخلص المنتظر يعنى منحه هامشاً سياسياً كافياً لا ليجمع العرب على تاييده فحسب ، بل ايضا لتفريقهم اذا دعت الحاجة الى ذلك .
    وبات مراسلو الاعلام العربية يداومون فى الكنيست ، وقد تعودوا اعتبار اتفه التصريحات او المشادات البرلمانية ، ذات الطابع الحزبى الداخلى الصرف ، خبرا مهما لوسائل الاعلام التى يعملون فيها . وكنا فى السابق نتوسل اهتماما عربيا باسرائيل وبما يجرى داخلها من منطلق ضرورة معرفة اسرائيل فى غياب استراتيجية عسكرية واضحة ومعرفة الاليات الساسية والاجتماعية الداخلية الاسرائيلية وتوظيف هذه المعرفة فى عملية الضغط عليها و التاثير فى رايها العام ضمن المفاوضات . لكن الاهتمام الراهن باسرائيل والذى يفوق كل التوقعات لايعكس عجزا عربيا ينم عن اعتماد كلى على موازين القوى الاسرائيلية الداخلية ومبالغة فى تقويمها / تبدا بمقولة باراك اسوا من نتنياهو "وتنتهى بـ "باراك رجل السلام"
    كيف يمكن مواجهة هذه الحالة ؟
    الاجابة عن هذا السؤال لا تنتظر نشوء راى عام عربى ديمقراطى ، مستقل عن الاعلام الاسرائيلى ومحصن امامه لا بفعل عداء لكل ما هو يهودى او لكل ما ياتى من اسرائيل وانما بفعل اليته الديمقراطية الداخلية وثقته باعلامه هو لو توفر كما ان الاجابة عن هذا السؤال لا تنتظر الوحدة العربية او التكامل العربى اونشوء انظمة عربية تنتظر اسرائيل نتائج انتخاباتها بدلا من العكس ، وتضع بعض زمام المبادرة فى يدها بدلا من انتظار سقوط نتنياهو وتصريحات باراك بعد جولة امريكية – اوربية ، وتستطيع ان تؤثر فى الراى العام الاسرائيلى بدلا من انتظار تفتت اسرائيل بعد اتفاقيات سلام معها ، مهما يكن ثمن هذه الاتفاقيات بناء على وهم مفادة ان ما يوحد اسرائيل هو الحرب مع العرب .
    الاجابة عن هذا السؤال لا تنتظر هذا التطور المرغوب فيه والذى لابد منه فى المدى البعيد . انها تتطلب حدا ادنى من التنسيق العربى والاصرار على الموقف فاذا اصر الطرف الفلسطينيى على تنفيذ الالتزمات الموقعة ، لن يستطيع باراك ان يقاومها على مستوى الراى العام المحلى والدولى فهى التزامات تعهد بها اليمين الاسرائيلى ، واذا ما تمسك الطرف السورى بالانسحاب الى حدود الرابع من حزيران / يونيه ، لن يكون فى امكان باراك ان يناور بشان تناقض مختلق مع الطرف الفلسطينى . والمطلوب هو الثقة المتبادلة والتنسيق الملائم

  8. #18

    رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود

    رابعا / الانتخابات الاسرائيلية 2003
    انسحب حزب العمل من حكومة شارون فى الثلاثين من اكتوبر 2002 وراهن عدد من قادة الحزب على العودة بالحزب الى السلطة من جديد جريا على قاعدة ان تدهور الاوضاع الامنية والاقتصادية منذ تجمد عملية التسوية السياسية عمليا بمقتل رابين فى نوفمبر 1995 ، يودى الى خسارة رئيس الوزراء لمنصبه باستمرار، فى اى انتخابات جديدة ، فقد حدث ذلك مع بيريز عام 1996 ، ونتنياهو 1999 ، وباراك 2001 ، ومن ثم توقع بعض قادة حزب العمل ان تنتهى الانتخابات بفوز حزبهم باكبر عدد من المقاعد يعود بموجبها الى الحكم ، ويتولى زعيمه تشكيل الحكومه الجديدة . وقد لعب حزب العمل سواء تحت قيادة " بن اليعازر " الذى اتخذ قرار الانسحاب او " متسنع " الذى خاض الانتخابات على راس قائمة الحزب ، لعبته التقليدية بانه حزب التسوية السياسية او حزب الحل الوسط الاقليمى . وبدا واضحا ان الراى العام الاسرائيلى قد قدم الامن فى الانتخابات الاخيرة على ما عداه من اعتبارات ، ومن ثم فقد نظر الى شارون باعتباره الجنرال الذى يعتمد عليه لواد الانتفاضة وتفكيك المنظمات الارهابية وجلب الامن للمواطن والدولة معا
    ان انتخابات الكنيست السادس عشر التى جرت فى الثامن و العشرين من يناير 2003 ، قد كشفت عن تحولات كبرى فى المجتمع الاسرائيلى ، فاليمين بقيادة تكتل الليكود الذى صعد الى السلطة لاول مرة عام 1977 ، بات منفردا وبفارق كبير فى تكوين راى الناخب والتاثير فى نمط تصويته ، فالاولوية كانت للامن على ما عداه من اعتبارات. وكان واضحا ايضا ان الناخب الاسرائيلى ارجع مجمل عوامل التردى الى تدهور الاوضاع الامنية بفعل الانتفاضة ، ومن ثم راهن على ان يؤدى واد الانتفاضة وتفكيك البنية التحتية للمنظمات الفلسطينية الى تحسن الاوضاع الامنية ومن ثم تحسن عام فى مجمل جوانب الحياة فى اسرائيل . وبدا واضحا ايضا ان الانتخابات شهدت تحولات كبرى فى ترتيب الاحزاب السياسية الاسرائيلية وفق ثقلها البرلمانى ، فقد تقدم " شينوى – العلمانى " وتراجع "شاس – الدينى " ، وتلاشت ظاهرة احزاب اليهود الروس ، وبدات واضحه حيرة اصحاب البلاد الاصليين ، اى عرب 1948 .
    وقد كانت الانتخابات برلمانية فقط وذلك بعد قانون الانتخاب المباشر لرئيس الوزراء . وبلغ عدد الاحزاب والقوائم التى خاضت الانتخابات سبع وعشرين قائمة ، تمكنت ثلاثة عشر قائمة من نسبة الحسم وهى واحد ونصف فى المائة من مجموع الاصوات الصحيحة من اجل دخول البرلمان . حيث بلغ عدد سكان اسرائيل 6.029.529 نسمة احصاء يولية 2002 وبلغ عدد من له حق التصويت فى هذه الانتخابات 4.7 مليون ناخب شارك منهم 3.200.772 بنسبة 68% ، وبلغ عدد العرب الذين شاركوا فى الانتخابات 230.669 ، وتوزعت اصواتهم على حداش 93 الف صوت والتجمع الوطنى 71 الف صوت ، والقائمة العربية الموحدة 65 الف صوت . ويعد الليكود الكاسب الاول فى هذه الانتخابات ، قد تمكن من مضاعفة عدد مقاعده التى وصلت الى 38 مقعد مقابل 18 مقعد فى الانتخابات السابقة وتمكن بعد اندماج حزب اسرائيل بعاليا معه من رفع عدد مقاعده الى 40مقعدا . ويعد حزب شينوى ثانى الاحزاب الكاسبة حيث رفع حصته من ستة مقاعد الى خمسة عشر مقعدا بعد ان حصل على تسعة مقاعد اضافية واحتل الحزب المكانة الرابعة على حساب الد اعداه حزب شاس الذى يمثل المتدينين من يهود الشرق والمغاربة منهم تحديدا ، كما يعد حزب العمل الخاسر الاول فى هذه الانتخابات فقد تراجعت مقاعده من 26 مقعدا فى الانتخابات السابقة الى 19 مقعدا ، وكانت المرة الاولى فى تاريخ الحزب الذى تتراجع فيه مقاعده ما دون العشرين مقعدا .
    وواصلت حصة الاحزاب الصهيونية من الاصوات العربية تراجعها حيث بلغت فى الانتخابات الاخيرة حوالى 27% بعد ان كانت 30% فى الانتخابات السابقة ، وكانت الاحزاب العربية ضمن القوى الخاسرة ، حيث فقدت القائمة العربية الموحدة ( 3 مقاعد ) وحصلت على مقعدين مقابل خمسة مقاعد فى انتخابات 1999 وبينما توزعت مقاعد العرب البرلمانية عام 1999 عن الاحزاب غير الصهيونية على القائمة العربية الموحدة ( 5 مقاعد ) ومقعدان لكل من التجمع الديمقراطى الوطنى وحركة " حداش " والاخيرة فازت بثلاثة مقاعد بينها مقعد يهودى ، هذه اضافة الى اربعة اعضاء اخرى من الاحزاب الصهيونية ، اثنين عن العمل والثالث عن الليكود والرابع عن كتلة ميرتس وبذلك وصل عدد الاعضاء العرب فى الكنيست السابق الى 13 عضوا ، فان الانتخابات الاخيرة شهدت تراجع عدد النواب العرب اجمالا حيث لم يفز اى عربى على قوائم الاحزاب الصهيونية وكان هناك درزى على قائمة الليكود حيث شغل الموقع الثانى والعشرين على قائمة الحزب الانتخابية وبلغ اجمالى النواب العرب من الاحزاب غير الصهيونية تسعة نواب ، و الواقع ان فلسطينى 48 كما يتضح من خطاباتهم السياسية الاكثر رواجا ، باتوا على دراية كافية بان التجمع اليهودى الاستيطانى ليس بوارد التعاطى الايجابى مع غايتهم الكبرى المذكورة
    وقد تاكدوا من رؤية الغلبة الصهيونية الاصولية على يمين هذا التجمع ومعظم يساره من التجربة الممتدة مع النخب الحاكمة سواء تلك المدعوة باليمين او باليسار غير ان سياسة القتل عبر الهوية التى مارستها معهم حكومة العمل بقيادة ايهود باراك فى اكتوبر 2000 قطعت بهم المسافة الى اليقين الكامل بانهم يعيشون فى دولة ليست لهم ، وانها تخصهم بالعداء وتساوى فى هذا العداء بينهم وبين شعبهم الفلسطينى فى المناطق المحتلة عام 1967 وفى بلاد اللجوء ، وسوف نلاحظ ان فترة ما بين انتخابات الكنيست الخامس عشر ( مايو 1999 ) وانتخابات الكنيست السادس عشر ( يناير 2003) قد حفلت بالوقائع و الاحداث الموضحة لسقف علاقة العرب بالنظام الاسرائيلى
    وفى هذا الاتجاه ذكر " اهرون ياريف " رئيس الاستخبارات العسكرية السابق : -
    ان هناك اراء تدعوا الى استغلال حالة الحرب على العراق من اجل طرد ما بين سبعمائة وثمانمائة الف عربى من داخل اسرائيل .. وقد اعدت الوسائل لتنفيذها ، وهذا يعنى ان فلسطينى 48 لم يكونوا استثناء من فكر الترانسفير الذى تتبناه احزاب وحركات صهيونية ناشطة ، وبالنسبة لشق من هذا الفكر فان العراق الجديدة عراق ما بعد الحملة الامريكية مرشح لاستقبال من تسمح الظروف بطردهم من فلسطينى 67 ولاجئى فلسطينى 48 ، وفى اقتراح عملى دعا عدد من الشخصيات العامة والادباء والفنانين ، فضلا عن لجنة المتابعة العربية العليا الى تبلور القوى العربية المشاركة فى قائمتين انتخابيتين ، تضم اولاهما الاحزاب اليسارية العلمانية وفى مركزها الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وتاتلف فى الثانية الحركات الاسلامية . ففى 19/12/2002 اعلن تحالف بين ما يسمى حركة الاحرار وبين حزب التجمع الوطنى . وتضم هذه الحركة نشطاء فى التيار القومى ، وفى السياق ذاته ، جرت مفاوضات وحوارات بين الحركة العربية للتغيير والقائمة العربية الموحدة ( التى تتالف من الجناح الجنوبى للحركة الاسلامية والحزب الديمقراطى العربى ) ، بهدف دخول الانتخابات بقائمة موحدة . لكن المحاولة فشلت ، ونجحت المباحثات بين الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش) بزعامة محمد بركة وبين الحركة العربية للتغيير فى تشكيل قائمة موحدة ، ومن التحالفات التى نشات فى غمرة انتخابات عام 1999 ولم تصمد بتكوينها السابق فى انتخابات 2003 . تحالف القائمة العربية الموحدة والذى تشكل عن الحركة الاسلامية (الجناح الجنوبى) وجبهة العمل الوطنى والحزب الديمقراطى العربى وكان ممثلا فى الكنيست الخامس عشر بخمسة نواب . فقد انسحبت جبهة العمل الوطنى من التحالف الذى بقى محتفظا باسمه على ان يظل مكونا من الحركة الاسلامية والحزب العربى الديمقراطى .
    ومهما يكن من امر فقد انتهت المفاوضات بما فيها من مزايدات ومناقصات بين القوى السياسية العربية الى دخول العرب الانتخابات باربع قوائم وذلك من اصل 28 قائمة شاركت على مستوى الدولة وبلغ عدد الناخبين العرب نحو 17فى المئة من مجموع الناخبين وهو 4.7 مليون ناخب كان يمثلها القوائم العربية التاليه وهى :
    • التجمع الوطنى برئاسة عزمى بشارة
    • قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة مع الحركة العربية للتغير برئاسة محمد بركة واحمد الطيبى على التوالى .
    • القائمة العربية المحدة .. من تحالف الحركة الاسلامية ( الجناح الجنوبى) بزعامة عبد المالك دهاشة مع الحزب العربى الديمقراطى ومثله طلب الصانع .
    • التحالف الوطنى الديمقراطى بزعامة هاشم محاميد .
    وقد تمكنت القوائم الثلاثة الاولى من الحصول معا على 8 مقاعد بالكنيست السادس عشر ، اما القائمة الاخيرة فلم تتجاوز نسبة الحسم .
    وفيما يلى موجز حول القوى العربية الممثلة فى الكنيست السادسة عشر :-
    1- التجمع الوطنى الديمقراطى :- وهو حزب تطور عن ما عرف عام 1992 بميثاق المساواة الذى اسسه عزمى بشارة زعيم الحزب الحالى . ويتبنى الحزب افكاراً قومية عربية ويعتبر الانشط والاكثر حضوراً وجماهيرية فى الوسط العربى ، وسجل رئيس الحزب بشارة سابقة فى الحياة السياسية لفلسطينى 48 حين رشح نفسه لانتخابات رئيس الوزراء عام 1999 . الامر الذى احدث جدلاً واسعاً بين العرب حول دلالات الخطوة وتداعياتها ، ولكنه سلط اضواء اعلامية على كل من الحزب وزعيمه وافكاره وبرنامجه .
    2- الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش) : وهى بمثابة ائتلاف واسع بين قوى عربية ويهودية يقف على راسها الحزب الشيوعى (راكاح) ، وقد نشات فى غمرة انتخابات الكنيست 1977 . وتقوم الجبهة على برنامج سياسى محدد ، بغض النظر عن الهوية القومية والدينية للمنضمين اليها ، وهى تنادى باحلال السلام بين العرب عموما وفقا لمقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالصراع الاسرائيلى العربى .
    3- الحركة العربية للتغير : تنهض منذ عام 1996 على برنامج اساسه السعى للمساواة والمطالبة بالمواطنة الكاملة للعرب داخل اسرائيل وتوحيد صفوفهم خلف هذا المطلب ، فضلا عن تاييد التسوية العادلة للقضية الفلسطينية ، فى وجود الاهداف التى تتبناها السلطة الوطنية الفلسطينية . ولان زعيمهااحمد الطيبى مقرب من ياسر عرفات الذى عينه مستشارا له فانها تبدوا مرفوضة من الوسط اليهودى السياسى ، اليمينى بالذات . لكن الطيبى لا يحظى فى الوقت ذاته بالثقة الكاملة داخل اوساط فلسطينى 48 ، بزعم انه يسهل وصاية منظمة التحريرالفلسطينية عليهم وفى انتخابات الكنيست الخامس عشر تمكنت الحركة مع حزب التجمع الديمقراطى من ايصال ثلاث نواب الى الكنيست من بينهم الطيبى نفسه . غير ان هذا الائتلاف انفض بعد وقت قصير .
    4- الحركة الاسلامية (الجناح الجنوبى ) : وهى احد فرعى التيار الاسلامى الذى تاسس فى بداية سبعينيات القرن الماضى على برنامج وعظى وارشادى ، لكنه اخذ ابعادا سياسية فى مرحلة لاحقة ، وكان زعيم الحركة ومنشؤها "عبدالله نمر درويش" قد تاثر فى تكوينه الفكرى الدينى و السياسى بحركة الاخوان المسلمين . وفى باكورة نشاطها العام كانت الحركة اميل الى مقاطعة الحياة النيابية الاسرائيلية ، مع تفضيل الانخراط فى العملين البلدى والاهلى الخيرى بصفتهما يقدمان خدمات مباشرة للجماهير العربية . غير ان هذا التوجه اعترته تطورات افضت الى انقسام الحركة جناحين كبيرين احدهما يدعى الجناح الشمالى بزعامة " الشيخ رائد صلاح" الذى اعتصم بمواقف وافكار الحركة عند نشاتها رافضا النشاط السياسى والمشاركة النيابية .. مفضلا هذا النشاط عبر المدخل الاعلامى واثارة القضاية المتعلقة بامقدسات الاسلامية لاسيما المسجد الاقصى . واخر يعرف بالجناح الجنوبى بزعامة " عبدالله نمر درويش " الذى تلاه الان على راس الجناح الشيخ " ابراهيم صرصور " . هذا الجناح هو الذى عدل من موقف الحركة واتجه الى تاييد المشاركة النيابية الى جانب النشاط البلدى وفى انتخابات الكنيست الخامس عشر تحالف هذا الجناح مع كل من الحزب الديمقراطى العربى وجبهة العمل الوطنى فى قائمة حصلت على خمسة نواب .
    5- الحزب العربى الديمقراطى : وهو اول حزب عربى ينشأ فى مناطق 48 وينشط بشكل شرعى منذ العام 1988 ، وقد خاض انتخابات الكنيست منذ ذلك العام وحتى انتخابات 2003 بالائتلاف مع حركات واحزاب اخرى ، وقبل ان يؤسس هذا الحزب كان" عبد الوهاب الدرواشة " عضوا فى حزب العمل الصهيونى إبان زعامة اسحق رابين له .
    وبعيدا عن الصراع الفلسطيني بين القضايا الاقتصادية والاجتماعية لدي الاحزاب العربية في اسرائيل الباحثة عن حق المواطنة الكاملة في الدولة العبرية العنصرية.نعرض فى ما يلى :
    اهم مواقف الاحزاب الاسرائيلية من القضايا الاقتصادية :-
    ( انتخابات 2003) البرنامج الاقتصادى – الاجتماعى
    الليكود 38
    منح الحرية للقطاع الخاص – تقليص دور الدولة لاستمرار بدعم الاستيطان ومخصصات المتدينين .
    العمل 19
    دعم تقليص نفقات الاستيطان والمتدينين
    تعزيز دور النقابات وتخصيص المشاريع المتعثرة
    تخصيص مبالغ اكبر للتعليم والخدمات العامة
    شينوى 15
    الغاء امتيازات المتديننين ودعم برامج التخصيص
    شاس 11
    الابقاء على مخصصات المتدينين والعائلات الكبيرة
    دعم تخصيص مشاريع القطاع العام بقدر ما يدعم ذلك معايير الكفاءة الاقتصادية
    الاتحاد الوطنى 7
    زيادة مخصصات المهاجرين ما امكن
    زيادة مخصصات الرفاه الاجتماعى
    زيادة مخصصات الاستيطيان ودعم برامج تخصيص مؤسسات القطاع العام وبشكل عام الحفاظ على العلاقة القائمة بين الدول والاحزاب الدينية
    ميرتس 6
    الدعوة الى مزيد من مخصصات الرفاه الاجتماعى غير المخصصة للمتدينين بهدف تحقيق المزيد من المساواة الاجتماعية
    دعم برامج التخصيص بموافقة العاملين فى تلك المؤسسات وتسوية اوضاعهم
    يهدوت هتوراه 5
    دعم الجماعات الدينية ، والمهاجرين والاستمرار بدعم المستوطينين
    المفدال 6
    دعم الاستيطان والمتدينين و دعم برامج التخصيص
    حداش – التغير 3
    يدعو الى المساواة بين المواطنين وعدم توجيه مخصصات اكبر للاستيطان او النفقات الدفاعية
    شعب واحد 3
    لم يصادق اعضاء الحزب فى الكنيست على اى من الميزانيات خلال الاعوام الثلاثة الماضية بحجة انه كانت تسئ للفئات الاقل حظا فى المجتمع ويدعم الحزب برنامج التخصيص بشروط معينة تاخذ وضع العاملين بعين الاعتبار ، وبشكل عام يدعم الحزب برنامج الرفاه الموسع
    التجمع 3
    دعم مخصصات العائلات الكبيرة ، تخفيض مخصصات الاستيطان والنفقات الدفاعية ، التوسع فى برنامج الرفاه والدعم المباشر ومخصصات البطالة
    اسرائيل بعليا 2
    3يدعم الحزب المخصصات التى تخلق ظروفا افضل للمهاجرين الجدد
    القائمة العربية الموحدة 2
    دعم مخصصات العائلات الكبيرة ، تخفيض مخصصات الاستيطان والنفقات الدفاعية ، التوسع فى برنامج الرفاه والدعم المباشر ومخصصات البطالة

  9. #19

    رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود

    خامسا / الانتخابات الاسرائلية (كنيست) عام 2006 :
    جاءت انتخابات الكنيست الاسرائيلية السابعة عشرة ، والتى جرت فى الثامن والعشرين من مارس 2006 ، فى سياق تطورات محلية واقليمية ودولية مغايرة . حيث شهدت هذه الانتخابات تحرك الراى العام الاسرائيلى باتجاه الوسط بشقية اليمينى (كاديما) واليسارى (العمل) ، فبعد ان كان اليمين الاسرائيلى مهيمنا على الساحة منذ انتخابات رئاسة الحكومة فى فبراير 2001 بدا الراى العام يتحرك ياتجاه الوسط وقد تاثرت الاجواء الانتخابية الاسرائيلية بنتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية التى جرت فى الخامس والعشرين من يناير 2006 والتي اسفرت عن فوز حركة المقاومة الاسلامية "حماس" بالاغلبية وتشكيل الحكومة الجديدة .
    وقد فرض الواقع الاقليمى الجديد نفسه على الساحة الاسرائيلية عبر مزيد من الدعم لمبادرة رئيس الوزراء الاسرائيلى السابق " اريئيل شارون " بالانسحاب من جانب واحد من قطاع غزة ، واسفرت الانتخابات عن فوز كاديما بالمرتبة الاولى (29 مقعدا ) فى سابقة لم تحدث من قبل ، وهى فوز حزب لم يمر على تاسيسه اكثر من اربعة شهور بالمرتبة الاولى ومن ثم تكليف رئيسه بتشكيل الحكومة .
    وقد شهدت الساحة السياسية الاسرائيلية تفاعلات مكثفة ومتسارعة ، بدات فى العاشر من نوفمبر عام 2005 مع اعلان نتائج الانتخابات على رئاسة حزب العمل الاسرائيلى وفوز عمير بيرتس على منافسة شمعون بيريس وتسارعت الاحداث والتطورات بقرار رئيس الوزاراء الاسرائيلى " اريئيل شارون " تقديم موعد الانتخابات البرلمانية ، ثم الخروج من حزب الليكود وتشكيل حزب سياسى جديد ثم فوز بنيامين نتنياهو برئاسة الليكود فى العشرين من ديسمبر 2005 . عموما حظى حزب شارون الجديد بتاييد واسع النطاق من الراى العام الاسرائيلى حيث قفز الحزب بعد اعلانه مباشرة الى المرتبة الاولى على حساب الليكود ، ووضع سقفا لتصاعد التاييد لحزب العمل .
    وفى هذا الاطار ، تعددت التحديات التى واجهتها السلطة الوطنية الفلسطينية ، وابرزها حالة الانقسام الشديد التى سادت موقف الفصائل الفلسطينية المختلفة من مرحلة ما بعد الانسحاب من القطاع ، حيث كانت هناك حالة من الترقب للحظة الانسحاب الاسرائيلى من القطاع ، وسعى من قبل الفصائل الفلسطينية ، كل على حدة ، لوضع خطة ذاتية لادارة او المشاركة فى ادارة القطاع بعد خروج قوات الاحتلال الاسرائيلى . ومع تاكيد الرئيس الفلسطينى محمود عباس تمسكه باجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية فى موعدها المحدد وحق حماس فى خوض هذه وفق الصيغة التى تمت فى الانتخابات التشريعية الاولى عام 1996 وايضا الانتخابات الرئاسية التى جرت فى التاسع من يناير 2005 ، واكدت الحكومة الاسرائيلية انها لن تتعامل مع اى حكومة فلسطينية تشكلها حماس او تشارك فيها وقد بادر "ايهود اولمرت" خلفا لشارون بعد اعلان النتائج ، وقبل ان يكلفه رئيس الدولة رسمياً بتشكيل الحكومة ، بالتحرك من اجل وضع اساس واضح للائتلاف الحكومى الجديد وفى هذا السياق ، اكد على انه يفضل التوصل الى تسوية سياسية من خلال التفاوض مع الفلسطينيين . وكانت انتخابات 2006 بمثابة نهاية مسيرة مترددة نحو الاستقرار للاحزاب الدينية الكبرى فى اسرائيل دامت عشر سنوات ، فقد انتهت الانتخابات باستقرار سيطرة حزب "شاس" السفاردى الحريدى على المعسكر الدينى وتراجع الحزب الدينى القومى "المفدال" ممثل الصهيونية الدينية ،الى ذيل القوى الدينية ، مقابل استمرار تقدم كتلة "يهدوت هاتوراه" الحريدية الاشكنازية بثبات الزيادة فى عدد الاصوات التى تحصل عليها من الوسط الحريدى . وقداعتاد جميع المراقبين والمتابعين للانتخابات الاسرائيلية طرح سؤال عما سيفعله فلسطينيوا 1948 حيث لم يتمكن هؤلاء من تكوين تنظيمات مستقلة حتى العام 1988 حين انسحبت الكتلة البرلمانية من حزب العمل وتكتلت مع عدد كبير من وجهاء واثرياء عرب 48 ليشكلوا الحزب الديمقراطى العربى برئاسة عبد الوهاب دراوشة وق فاز الحزب فى اول انتخابات بمقعد واحد فى الكنيست ثم فاز بمقعدين فى انتخابات عام 1992 ثم تحالف مع الحركة الاسلامية فى القائمة العربية الموحدة منذ العام 1996وقد فتح هذا الحزب الطريق الى امام قيام احزاب عربية اخرى اهمها :-
    1- التجمع الوطنى الديمقراطى (البلد) والذى تاسس عام 1996 تحت شعار هوية قومية ومواطنة كاملة وكان تطويرا لاسهامات عزمى بشارة فى ميثاق المساواة عام 1992 حيث خاض التجمع انتخابات 1996 وحقق الفوز بخمسة مقاعد وفى عام 1999 تحالف مع الحركة العربية للتغيير برئاسة الدكتور احمد الطيبى وفاز بمقعدين اثنين ثم انهار التحالف فى انتخابات عام 2003 ليفوز وحده بثلاثة مقاعد حيث يتبنى الحزب افكارا قومية عربية وكان لرئيسه عزمى بشارة سابقة فى ترشيح نفسه لمنصب الرئاسة فى اسرائيل ليطرح وبقوة افكاره الثورية فى مواجهة الفكر الصهيونى والذى دفعه فى نهاية الامر الى الاستقالة والهجرة من اسرائيل فى العام 2007 .
    2- القائمة العربية الموحدة والحركة العربية للتغيير (رعام – تاعل) : وهى تحالف بين الحركة الاسلامية الجناح الجنوبى بقيادة الشيخ ابراهيم صرصور مع الحزب الديمقراطى العربى الذى يمثله النائب طلب الصانع منذ العام 1996 مع الحركة العربية للتغيير بقيادة الدكتور احمد الطيبى الذى فك تحالفه السابق مع التجمع الوطنى ليخوض الانتخابات عام 2006 ضمن هذا التحالف الجديد .
    3- الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش) : تاسست عام 1977 ، عندما اعلن الحزب الشيوعى الاسرائيلى وشخصيات وطنية اخرى ، اقامة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وحتى ذلك العام كان الحزب الشيوعى بتركيبته اليهودية – العربية الخيار الوحيد امام فلسطينى 48 الذين رفضوا التصويت لاحزاب صهيونية او لقوائم عربية تابعة لها . لكن مع نشوء حركات سياسية عربية جديدة مثل "القائمة التقدمية " فى بداية ثمانينيات القرن الماضى برئاسة محمد ميعارى ، ثم الحزب الديمقراطى العربى برئاسة عبد الوهاب درواشة ، تراجعت قوة الجبهة الديمقراطية بعض الشئ .. لكنها حافظت على قيادتها لفلسطينى 48 حتى انتخابات 2003 كقوة سياسية اولى .
    وقد خاضت الجبهة الانتخابات الاخيرة منفردة بعد فض الشراكة مع الحركة العربية للتغير برئاسة النائب احمد الطيبى . وجاءت مغادرة الطيبى بعد اصرار قيادة الحزب الشيوعى منحه المكان الرابع بدل الثالث التى خصصته لمرشح يهودى هو الدكتور " دوف حنين " وذلك على الرغم من ان الجبهة لا تحصل على اكثر من بضع مئات من اصوات اليهود بعد ان كانت تحظى فى السابق بالاف . وقد تم اختيار حنين للمكان الثالث بعد خسارة الامين العام للحزب النائب عصام مخول المنافسة مقابل الدكتور" حنا سويد" على المكان الثانى ولمنع حصول شرخ داخل الجبهة وانسحاب الحزب الشيوعى ( الذى يشكل العمود الاساسى للجبهة ) منها الذى اشترط منح المركز لمرشح يهودى . وفى النتيجة النهاية حصلت الاحزاب العربية على عشرة مقاعد اى بزيادة مقعدين عن انتخابات عام 2003 وقد حافظ حزب التجمع الوطنى الديمقراطى على عدد مقاعده وحصل تقريبا على على نفس عدد الاصوات التى حصل عليها فى الانتخابات السابقة عام 2003 مع زيادة نسبة المصوتين له .
    اما الجبهة الديمقراطية فتراجعت قوتها نسبة للانتخابات الماضية من حيث عدد الاصوات وكانت مفأجات هذه الانتخابات هى القائمة العربية الموحدة التى كانت استطلاعات الراى دائما ما تمنحها المركز الثالث فى الترتيب بين الاحزاب العربية ، الا انها حصدت اربعة مقاعد . واخيرا ، فانه لابد من القول انه اذا كان الواقع يقول ان فلسطينيى 48 فى الكنيست السبعة عشرة لن يمكنهم التاثير المباشر فى توجهات حكومة اولمرت ، فانهم يبقون فى النهاية اقلية برلمانية تدافع عن اقلية عربية ترفض التهميش وتسعى الى زيادة قواتها وفاعليتها فى النظام الاسرائيلى ، وعليها ان تعمل من اجل زيادة قوة تلك الاقلية ، على الاقل داخل الكنيست ، بما يتوافق وحجم الاقلية العربية فى اسرائيل .
    لقد تاثرت الاجواء الانتخابيه الاسرائيليه بنتائج الانتخابات التشريعيه الفلسطينيه التي سبقتها في 25/1/2006م اضافة الى الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزه على اساس عدم اعتراف اسرائيل بوجود شريك فلسطيني وتبع ذلك مرض شارون لدرجة الشلل الكامل وتولي ايهود اولمرت رئاسة الحكومه رئيسا لحزب كاديما الذي فاز بتسعة وعشرين مقعد ولم يكن قد مر على تاسيسه اكثر من اربعة اشهر وشكل حكومة ائتلاف وطني لمواجهة الضغوط الاقليميه والدوليه الهادفه للتوصل الى اتفاقية سلام مع الفلسطينيين .
    لكن يبقى السؤال دائما :-
    اين هو موقع فلسطينيو الداخل من أي اتفاق سلام
    لم يطرح احد اجابة صريحه وواضحه لهذا التساؤل
    الكل يهرب من الاجابه .!!!

  10. #20

    رد: الكيان الصهيوني دوله توسعيه بلا حدود

    المبحث السابع
    ----------------------------------------------
    الهواجس الصهيونيه :-
    - سجل شارون في كتابة عام1999 أي بعد مضى ستة اعوام على توقيع اتفاقية اوسلو ، بانه يرى ان الفلسطينيين جميعاً ارهابيون لا يستثنى منهم احداً لقد كان شارون بمثابة القاسم المشترك الاعظم فى كافة المذابح التى ارتكبتها اسرائيل ضد الفلسطينين عبر تاريخهم منها مذبحة مخيم البريج فى غزة فى اغسطس 1953 ،وهو اول من يعلم ان تلك المذابح لم تكفل امنا للا سرائيلين . فهل يعتقد شارون حقاً ان نتيجة المذابح الجارية هذه الايام ستكون مختلفة عما سبقها؟ لقد كان شارون المعلن لمذابحه الاخيرة هو القضاء على البنية التحتية الاساسية لما يسميه الارهاب!! فماذا فعل شارون ؟ لقد بدأ بحصار عرفات صاحب اوسلو والحائز على جائزة نوبل.وهدم بيديه كل مستوطنات الصهاينه في قطاع غزه ايضا .
    - ان مراجعة تاريخية وفكريه لهذا الفهم الشاروني ، يدعونا للتذكير بان اسرائيل قامت منذ البداية كمجتمع استيطانى عسكرى يضم ابناء قوميات عديدة يتباينون فى اصولهم الحضارية ، ولم يكن ثمة ما يمكن ان يوحدهم تمهيداً لصهرهم سوى زرع الاحساس بالخطر فى اعماقهم بحيث يستشعرون دوما بأن العالم المحيط بهم _ اى العالم العربي _يهددهم بالفناء مع تاكيد مواز للقدرة العسكرية الاسرائيلية على التصدى لذلك التهديد . ونشر في صحيفة دافار 5/8/1992مقالا له بعنوان ((تأملات مع أنتهاء المؤتمر الصهيوني))جاء فيه:
    "هناك من يقولون أن الحركة الصهيونية قد أستنفذت أغراضها بتحقيق هدفها الأساسى ألا و هو إقامة دولة اليهود في فلسطين .و لو نظرنا لأحداث المؤتمر الصهيونى الثاني والثلاثون الذى انعقد في القدس مؤخراً ,فقد يحق لنا القول أنه قد حان الوقت لإطفاء الأنوار فى الحركة الصهيونية ,وأن يذهب كل إلى حال سبيله . لقد كان افتتاح المؤتمر الصهيونى فيما سبق بمثابة حدث حقيقى فى حياة الشعب اليهودى ، تخصص له الصحف صحفاتها الأولى ...فى حين انزوت أخبار المؤتمر الحالى و أصبحت على الهامش.
    - ولقد روجت الصهيونية طويلاً و ما زالت لفكرة أن اليهود كياناً واحد متجانس ممتد فى الزمان والمكان، بمعنى أن اليهود وفقاً لهذا المفهوم _ يمثلون كياناً حضارياً ممتد زمنياً دون أن يتأثر جوهره بما طرأ أو يطرأ على العالم المحيط به من تغيرات ،و ان كل ما يبدو من أختلاف بين يهود اليوم ، ويهود الأزمان الغابرة ، إنما هو قشور لا تتجاوز السطح إلى الجوهر . كذلك فأن ثمة ما يربط دائماً بين اليهود جميعاً فى شتى أنحاء الأرض ، مهما تباينت الظروف المحيطة بهم قد تتمثل تلك الرابطة لدى البعض فى الديانة اليهودية ،وقد يراها غيرهم متمثلة فيما يلقاه اليهود من عنت و اضطهاد وقد يراها أخرون متمثلة فى غير هذا وذاك ،إلا أن الصهاينة جميعاً يتفقون على أن ثمة رابطة أقوى وأعلى من تباين الظروف المادية تربط بين اليهود جميعاً .
    وكان دائما التهديد السكاني هو الهاجس الصهيوني الدائم ، خاصة وان الفلسطينيين بلغ عددهم فى اسرائيل ، نهاية عام 2002،نحو 1,25 مليون نسمة ، وهم بهذا التعداد يشكلون نسبة 19% من مجمل السكان فى إسرائيل ، وهي نفس النسبه منذ قيام إسرائيل ، وكان هذا التوازن النسبي يعود دائما الى الهجره اليهوديه القادمه واخرها كان الطوفان اليهودي السوفييتي ، فاذا ما توقفت الهجره سينقلب التوازن القائم لمصلحة الفلسطينيين ، وذلك لان نسبة الزيادة الطبيعية لدى اليهود التي بلغت خلال عام2003 حوالى 1,3% ، اقل من مثيلتها بين الطوائف العربيه والتي بلغت لدى الدروز 2,1%وعند المسلمين الى 3% .
    ولذا فان السلطة الاسرائيلية تواجه هذا الخطر بامرين وهما :-
    1- اضعاف الانتماء العربى والاقليمي للفلسطينيين وتمثل في الشواهد التاليه :-
    * اثر زيارة عبد الوهاب دراوشه أحد الاعضاء العرب البارزين فى الكنيست الاسرائيلى لسوريا عام 1993 كانت افتتاحية الجيروزاليم بوست تحمل كعنوان رئيسى "خيانة دراوشة" مشيرة إلى إنه قد صرح خلال زيارته بأنه يتحدث بأسم العرب "..فى المناطق المحتلة... والفلسطينيون فى الجليل والنقب والمثلث .
    * وفى مؤتمر بعنوان "الفلسطينيون يطرقون ابواب العالم العربي " عقد فى القاهرة، ورد فى الكلمة الافتتاحية للسيد عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية (( أرى انه من الخطأ مقاطعة جزء من الشعب الفلسطينى ..رغم إحكام الحصار الذى ساهمنا فيه دون ان ندرى ونراهم يواجهون ذلك بروح قومية عربية )) . وقد اعترض أحد الحضور من الشعب الفلسطينى ..على استخدام تعبير عرب اسرائيل فى الاشارة اليهم فقال مقاطعاً كلمة عمرو موسى التى القاها نيابة عنه السيد سعيد كمال الامين العام المساعد للجامعة العربية وقال ((نحن عرب فلسطين ..وهذه كلمة الامين العام لجامعة الدول العربية تقول اننا عرب اسرائيل للمرة العاشرة ))فما كان من سعيد كمال الذى تلا الكلمة إلا ان قال ((..حسناً .. فلسطينيو الداخل)).
    * وقال "امير مخول" الامين العام لمؤسسة <اتجاه> التي هي اتحاد لجمعيات اهلية عربية ومقرها حيفا <<إننا نطلق على أنفسنا أسم فلسطينيين>> وأضاف إن << علاقتنا بالدولة العبرية ليست علاقة أنتماء .. نحن لا نشعر بالانتماء لإسرائيل.. نشعر بشئ أقيم على انقاض شعبنا .. مواطنتنا فرضت علينا .. وعلاقتنا بالدولة قانونية وتشكل بالنسبة لنا تذكرة البقاء في الوطن>>
    * وقال محمد كمال الأمين العام لحركة <أبناء البلد > وهي حركة سياسية عربية داخل اسرائيل لرويترز تعليقاً على تسميتهم بعرب اسرائيل (( هذا مصطلح شائع للأسف ...لكن هذه المصطلحات غير طبيعية )) وجاءت نتيجة لوضع غير طبيعي واشار الى ان مصطلح (( فلسطينى الداخل هو الادق ..والهدف منه هو التعريف عن اى جزء نتحدث عنه بين افراد الشعب الفلسطينى ))
    * وفى ندوة لاحقة عقدت أيضاً بالقاهرة فى ابريل 2003 بعنوان (( ندوة استراتيجية التواصل مع فلسطينيي الداخل)) حاول فيها المشاركون التوصل الى تشخيص دقيق وتفصيلى لأوضاعهم فى ظل سياسات التميز الا سرائيلية ضد حقوقهم القومية والسياسية والمدنية ،ومغزى هذه السياسات بالنسبة لطبيعة الدولة الاسرائيلية ورؤيتها لوضع الفلسطينيين وما يمثلون من تهديد لامن هذه الدولة وطبيعتها.
    وقد اوضح المشاركون من الفلسطينيين كيف ان اسرائيل تعتبر الاقلية العربية تهديداً امنياً وقنبلة ديموجرافية ومن ثم فأن سياستها التميزية تتجه للانسان الفلسطينى والارض الفلسطينية ،وكيف ان الجزء من الشعب الفلسطينى يمثل الضلع الثالث من المثلث الفلسطينى حيث يمثل اللاجئون الفلسطينيون واحداً من اضلاعه وفلسطينو الضفة وغزة ضلعه الثانى .كما اشارالمشاركون الى ان دور الفلسطينيين يعد دوراً استراتيجياً حتى بدون ان يفعلوا شيئاً ، وبغض النظر عن كفاحهم المدنى ،اذ يكفى وجودهم وبقائهم فى اسرائيل .
    والامر الثاني / يتمثل في حرب اباده للعرب والمسلمين في فلسطين تحت مسمى محاربة الارهاب الدولي ، الذي ينساق بعض العرب خلفه بانانيه الخوف من العقاب الصهيوني الدولي ، ويظهر في الشواهد التاليه :-
    *اعتبر نتنياهو في محاضرة له ألقاها امام منتدى تناول قضايا الامن في "هرتسيليا" قرب تل ابيب يوم 17_12_2003 ان "مشكلة اسرائيل الديموجرافية " لا تكمن فى فلسطينيى الضفة الغربية وقطاع غزة ، انما فى فلسطينى الداخل.
    كذلك عبر الوزير جدعون عيزرا من الليكود عن تأييده لما ذهب إليه نتنياهو فقال فى تصريحات صحفية فى اليوم التالى : "اذا لم يكن هناك هجرة لأسرائيل وتواصلت الزيادة الطبيعية لعرب اسرائيل فسنخسر دولة يهودية "
    كما هدد وزير الداخلية الاسرائيلي في نفس المؤتمر بتجريد الفلسطينيين من الهوية الاسرائيلية لمشاركتهم فى الهجمات التضامنية مع الانتفاضة ، واكد انه يريد تجميد طلبات لم الشمل بين الفلسطينين الى ان يتم وضع سياسة رسمية بشأن هذه المسألة . واعرب عن أمله فى ان تدرس المحكمة الاسرائيلية العليا مسألة جنسية المواطنين العرب . وذلك اثر التظاهرات الفلسطينيه داخل الخط الاخضر تضامنا مع انتفاضة الاقصى في الضفة الغربيه وقطاع غزه – ومن بعدها ضد بناء الجدار العازل وقبلها لمكافحة تهويد القدس .
    *وقد اعتقل " رائد صلاح " بسبب دفاعه عن عروبة القدس مرارا لعدة شهور " كما هدد "عزمي بشاره " بالسجن والاعتقال لارائه القوميه العربيه والمناهضه للصهيونيه ، وتم التحقيق مرات عديده مع " احمد الطيبي " لقبوله منصب المستشار السياسي لياسر عرفات – هذه هي الهواجس ذات البعد الاقليمي التي لن تجد لها اسرائيل حلا ابديا الا بحرب اباده تستعين فيها بقوى عظمى دوليه بوزن امريكا للقضاء على الافكار القومية العربيه والغاء العقيده الاسلاميه .
    والخلاصه :-
    ان البعد الوطني والاقليمي والدولي في القضية الفلسطينية ببعضه بالنظر الي كون اسرائيل صنيعة الاستعمار الغربي القديم والجديد وان النظام العالمي الجديد بقيادة امريكا انتقل بعد زوال الشيوعية الي محاربة واضطهاد العرب والمسلمين ويصر علي ان تكون اسرائيل الدولة المحورية المركزية القائدة لمنطقة الشرق الاوسط وان يكون لمنظمة الشرق الاوسط الكبير الاولوية علي اي نظام اقليمي اخر مثل جامعة الدول العربية والفلسطينيون جزء لا يتجزا من الامة العربية ومن الشعب الفلسطيني ويحملون الجنسية الاسرائلية وهم بهذه الابعاد يربطون المحلي بالاقليمي والدولي الذي يسعي منذ مؤتمر مدريد 1991وحتي مؤتمر انابوليس عام 2007 لحل القضية الفلسطينية علي حساب حقوق الشعب الفلسطيني من ناحية ولمصلحة تضخيم مكانة اسرائيل في النظام الاقليمي من ناحية اخري وفي كلا الامرين يمسك بقضية فلسطينيي الداخل لتحقيق اهدافه من خلال :-
    ان تقوم دولة اسرائيل اليهودية بنسبة 100% وهذا يعني في نهاية المطاف ترحيل فلسطينيوا الداخل الي خارج اسرائيل ، ولو بمقايضتهم مع سكان المستوطنات القائمه في الضفة الغربيه . او ان يحدث ما يشبه الاتحاد الكونفدرالي ما بين دولة ثنائية القومية في فلسطين تجمع العرب واليهود وبين المملكة الاردنية الهاشمية ليكون هذا الاتحاد واجهة لاختراق اسرائيل للنظام الاقليمي العربي والدخول من خلاله الي جامعة الدول العربية. وان كان هذا الهدف او ذاك فهو مرتبط بالمعادلة الاقتصاديه العالميه التي تجعل اسرائيل الدولة القائده في اي نظام اقتصادي عالمي جديد ومن اهم امثلته المنتديات الاقتصادية الدولية التي تعقد سنويا ما بين دبي وقطر وشرم الشيخ في قلب العالم العربي و اسرائيل عضوا فاعلا فيها .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. الصراع مع الكيان الصهيوني
    بواسطة د.غازي حسين في المنتدى الدراسات الاسرائيلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-15-2015, 10:43 PM
  2. مصير الكيان الصهيوني إلى الزوال
    بواسطة د.غازي حسين في المنتدى الدراسات الاسرائيلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-27-2015, 02:42 PM
  3. وهل بات الكيان الصهيوني في مهب الريح؟
    بواسطة برهان إبراهيم كريم في المنتدى الدراسات الاسرائيلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-18-2013, 02:31 PM
  4. مصير الكيان الصهيوني إلى الزوال
    بواسطة د.غازي حسين في المنتدى الدراسات الاسرائيلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-05-2012, 06:53 PM
  5. إسرائيل أم الكيان الصهيوني
    بواسطة علي جاسم في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-06-2010, 02:46 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •