خامساً : الأحزاب الشيوعية والقوائم العربية :
كان في فلسطين أيام الانتداب البريطاني حزبان شيوعيان أحدهما عمال شيوعي فلسطيني وأغلبيته من اليهود والثاني عصبة التحرر الوطني وأغلبيته من العرب وبعد قيام إسرائيل ونزوح معظم السكان العرب لم يبق إلا عدد ضئيل من عصبة التحرر الوطني فاتحد الحزبان في حزب واحد باسم الحزب الشيوعي الإسرائيلي . وكانت أهداف الحزب الشيوعي الإسرائيلي ترتكز علي إقامة نظام اشتراكي في إسرائيل . وتثبيت سيادة إسرائيل وإعطاء المواطنين حقوقهم التامة وتحسين معاملة العرب . وفي السنوات الأول لقيام إسرائيل أيدت أغلبية هذا الحزب المظاهرات التي نظمتها الأقلية العربية في فلسطين المحتلة عام 1948 ولاقي الحزب الشيوعي تأييدا كبيرا لدي الأقلية العربية. غير أن الحزب وبمرور الوقت أخذ يتحول عن خطه واخذ يدافع عن إسرائيل في المحافل الدولية الأمر الذي أحدث انقساما في صفوفه فانقسم إلي قسمين :
الأول :ويكاد يكون عربيا صرفا يتزعمه توفيق طوبي واميل حبيبي ومئير فلنر.
والثاني ويكاد يكون يهوديا صرفا وتزعمه شموئيل ميكونيس وموشي سنية واستير فلانسكه
وخاض الحزبان انتخابات الكنيست السادسة بلوائح منفصلة واتخذ القسم اليهودي اسم الحزب الشيوعي الإسرائيلي بينما اتخذ القسم العربي اسم الحزب الشيوعي الجديد(راكاح). والذي فاز بثلاثة مقاعد في الكنيست عام 1965 وحده وصلت إلى أربعة مقاعد في انتخابات عام 1974 . (62)
الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة –حداش
في مؤتمر الثامن عشر الذي عقد في كانون اول عام 1976 دعا حزب الشيوعي الإسرائيلي إلي إقامة جبهة عريضة لخوض الانتخابات العامة التاسعة للكنيست لتكون المدافع عن الحريات الديمقراطية والأقلية العربية ولقيت هذه الدعوة تجاوبا من عدد من الهيئات والتنظيمات السياسية والشخصيات العامة حيث تم تشكيل الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وضمت كل من :الحزب الشيوعي الإسرائيلي راكاح و جناح من الفهود السود و اليسار الإسرائيلي –شاي- و جبهة اليسار و رؤساء سلطات محلية عربية و اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي و جبهات ديمقراطية محلية و لجنة المبادرة الدرزية و شخصيات وهيئات اجتماعية عربية ويهودية وخاضت هذه الجبهة انتخابات عام 1977 وحصلت علي خمسة مقاعد في انتخابات الكنيست عام 1981 علي أربعة مقاعد شغل أحدها ممثل عن الفهود السود. ثم فازت بأربع مقاعد في انتخابات عام 1984م. (63)
القائمة التقديمية للسلام والمساواة
القائمة التقديمية للسلام والمساواة هي قائمة مشتركة عربية يهودية شكلت عام 1984 وخاضت انتخابات الكنيست الحادية عشرة عام 1984 لأول مرة وفازت بمقعدين في الكنيست الأول لرئيس القائمة المحامي محمد ميعاري والثاني للدكتور ماتي بيلد .(64)
الحزب الديمقراطي العربي "مداع":
قرر عبد الوهاب دراوشة الانسحاب من حزب العمل حيث أعلن عن ذلك أثناء مظاهرة السلام التي أقيمت في مدينة الناصرة تأييدا لسكان الاراضي العربية المحتلة وقرر إقامة أول حزب سياسي عربي في فلسطين المحتلة عام 1948 ويعمل علي أسس ديمقراطية ويكون أعضاؤه من الفلسطينيين الذين سيكون بمقدورهم من خلال هذا الحزب زيادة عدد ممثليهم في الكنيست وقد ضم الحزب في صفوفه منذ اليوم الأول للإعلان عنه وقبوله كشعبة سياسية مستقلة في الكنيست(16) رئيس مجلس محلي و20 نائبا لرؤساء مجالس محلية و120 عضوا في مجالس محلية إضافة إلي عدد كبير من رجال الدين والأعمال والثقافة في الوسط العربي زاد عددهم عن 650 عضوا . خلال المؤتمر التأسيسي الذي عقد يوم 9/4/1988 م. (65)
حركة السلام والمساواة شيلي
تتألف حركة السلام والمساواة - شيلي - التي شكلت في العام 1977 من بقايا الحزب الشيوعي الإسرائيلي ماكي وحركة هعولام هزه وتعني هذا العالم وبعض عناصر من الفهود الأسود بالإضافة إلي شخصيات مثل آرييه ألياف وظهر معظم عناصره في الانتخابات الثامنة للكنيست عام 1973 في قائمة موكيد التي تأسست في صيف 1973 والتي حصلت علي مقعد واحد شغله الجنرال الاحتياطي مئير بعيل .(66)
اليسار الاشتراكي الإسرائيلي شاي
شاسي إحدي الحركات المتعددة التي قامت في الوسط اليهودي في أعقاب حرب حزيران 1967 وباشرت عملها منذ عام 1969 تحت اسم اليسار الإسرائيلي الجديد سياح.
وخلال عام 1975 تبلورت حركة سياح كتنظيم يساري معاد للامبريالية الأمريكية . يدعو إلي سياسة خارجية لإسرائيل تتوافق ومفهوم الحياد الإيجابي . وانضمت إلى قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام في الانتخابات العامة للكنيست عام 1977 م. (67)
المنظمة الاشتراكية متسبين
في أعقاب النقاش والخلاف الحادين داخل الحزب الشيوعي الإسرائيلي حول جوهر الصهيونية وكيفية توجه الحزب إلي هذه المسألة انفصلت مجموعة عن الحزب وبادرت إلي تأسيس تنظيم خاص بها عام 1963 وانضم إلي هذا التنظيم مجموعة من التروتسكيين غير المنظمين والذين كان لهم نشاط في العمل خلال الثلاثينات والأربعينات ومن أبرزهم جبرا نقولا عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي الفلسطيني في الثلاثنيات. ولم يتعد عدد المنتظمين في المنظمة عام 1963 بضع عشرات وفي عام 1972 انشقت الأقلية في فرع ماتسبين في تل ابيب وكونت مع فروع ماتسبين في القدس وحيفا العصبة الشيوعية الثورية متسبين ماركسي ولسان حالهم صحيفة ماتسين بينما بقيت الأكثرية تعمل في فرع تل ابيب تحت اسم المنظمة الاشتراكية في إسرائيل. وفي عام 1979 اتحدث العصبة الشيوعية الثورية مع المجموعة الشيوعية الفلسطينية الشرارة . وأخيراً انضمت إلى قائمة الجبهة الديمقراطية في انتخابات عام 1984 م (68)
حركة السلام الآن
في أعقاب زيارة الرئيس المصري أنور السادات لإسرائيل في شهر تشرين الثاني عام 1977 بادر نحو 348 ضابطا وجندي احتياط بعقد مؤتمر صحفي أعلنت خلاله أنها ستباشر بالعمل الجماهيري من أجل السلام تحت شعار السلام أفضل من أرض إسرائيل الكاملة وقد وجدت هذه الحركة تجاوبا جماهيريا مع نشاطاتها التي تجند لخا أعضاء كنيست كتاب،أدباء،محاضرون، رجال أعمال. وقد أصدرت حركة السلام الآن نشرة تحت عنوان السلام الآن أكدت فيها أنها حركة صهيونية في دولة لم تعد صهيونية. وفي كانون ثان 1984 أصدرت الحركة ورقة بعنوان موقفنا أكدت فيه مجددا علي أربعة أهداف رئيسية تسعي لتحقيقها: إسرائيل التي تجسد الصهيوينية كحركة تحرر قومي للشعب اليهودي في وطنه. - هي التي تعيش بأمن وسلام مع جاراتها وهي التي يتمتع مواطنوها بالمساواة والحرية بلا فرق بين الدين والقومية وهي التي تستطيع أن تكون مركزا لهجرة وتضامن يهود المهجر معها. وهذا يتطلب اعتراف متوازن بين إسرائيل والفلسطينيين. (69)


حركة الفهود السود
حركة الفهود السود هي الحركة الوحيدة التي قامت في إسرائيل علي خلفية التمييز الطائفي والحقيقة أن جذور الحركة ترجع إلي ممارسات الحركة الصهيونية قبل قيام الدولة فقد عملت المؤسسات الصهيونية علي تشجيع هجرة اليهود غلي فلسطين خصوصا يهود اليمن ليشكلوا يدا عاملة رخيصة بدل اليد العاملة العربية في قطاع الاقتصاد اليهودي قبل قيام إسرائيل علي أمل ان يتسني للحركة تحقيق فكرة العمل العبري الصرف وتجسيدها وقد نشرت الصحف اليومية عن شباب أسمتهم عاطلين عن العمل وجانحين قالوا:"سنكون فهودا سودا في إسرائيل وسنقيم تنظيما ليعمل ضد الحكومة الإشكنازية أي اليهود الغربيين هذا وقد أشارت الدراسات الاجتماعية إلي أن 50 بالمئة من سكان الأحياء الفقيرة أكدوا أن مجموعة الفهود كانت محقة في جميع أو قسم كبير من ادعاءاتها وحركة الفهود السود هي الحركة الوحيدة في إسرائيل التي لم تستعمل تعريف صهيوني أو مناهص للصهيونية في برامجها ومناشيرها وأعمالها فقد قال أحد قادة الحركة :أبرجيل قد لا نكون مخلصين لقوانين الدولة التي تخدم طائفة معينة وقد لا نقبل بدولة في ظل حكومة تخدم مصالح الأقلية ولكن نحن أبناء مخلصون للدولة وللاسم اليهودي.