كرسي الفضفضه من جديد

[عبد الرحيم محمود]

السلام عليكم
لو سالنا الناقد والشاعر عبد الرحيم:
ما رأيه في النقد العربي المعاصر؟ وهل ارتقى للمراتب التي نبحث انتشارا وجدارة؟
وماهي معوقات الأدب العربي التي تجعله بعيدا عن العالمية بقوة لو جاز القول
وشكرا

سيدتي الكريمة

الحقيقة أننا نعاني فقرا كبيرا في النقد والنقاد المؤهلين لمرافقة النصوص وأصحابها في طريقهم للقمة الأدبية ، والتفوق ، وكل ما نراه هو تعليقات علاقات عامة ومجاملات وتبادل عبارات التهليل والإعجاب ، بالنص الغث والنص السمين ، حتى ليكاد بعضنا يحتقظ ببعض ردوده لكل نص ، فهي عبارات فضفاضة ، مكرورة جدا ، لا تساعد على خلق حياة نقدية ولا أدبية ، والغريب أن كبار الكتاب اعتادوا على تلقي عبارات الإعجاب ، ولو أشار أحدهم لهنة أو خطأ لقامت الدنيا ولم تقعد ، ولذلك يحجم النقاد عن ممارسة دورهم الحقيقي لأن النقد الحقيقي يكسب الأعداء ، وأدبنا العربي شخصي في غالبه لا يناقش فكرا عقليا ولا أحداثا منطقية يدور حول الحب والزواج والطلاق والجنس عموما ، وقليل من النصوص يخرج عن تلك القاعدة ، ولا يناقش العلاقات الإنسانية ، والتفاعل الحضاري مع الآخرين ، وهذا ما يسمى الانغلاق الذاتي ، كما أن كتابنا في غالبهم لا يعرفون غير اللغة العربية ولا يقرءون نصوصا باللغة التي كتبت بها ويعتمدون على المترجمات وهذا لا يجعل الناقد أو الكاتب يتعرف على جمال اللفظ بلغتها الأصلية ، وبكل حال لو قبل الكتاب النقد الحقيقي لكان ذلك في مصلحتهم ومصلحة إثراء الحياة الثقافية عموما ، وتغيير مسار الأدب العربي وتغيير ثوبه التقليدي الذي نرثه كابرا عن كابر ونورثه بهالة مقدسة لأبنائنا .
تحيتي واحترامي .