أرجوكم...لست مجنونا .. بين سقوط دبي وماذن سويسرا


ثلاثة أسابيع بعيدا عن تعاطي السياسة.. كافية لكي يحس الحمار بالطهارة والسمو ، فما با ل البني أدم الغارق فيها حتى أذنيه رغم انفه..!!
وبالمناسبة.. أحس أن الحمير أكثر خلق الله إحساسا بالظلم والقهر رغم إخلاصها وكدها مقابل رطل من الشعير ،ولكنها أكثر أيضا نعمة وقناعة من البني أدمين ،لأنها لا علاقة لها من بعيد أو قريب بعجين السياسة أو طبيخ الزعامة..!!

لفت نظري في هذه الإجازة السياسية أمران .. أولهما مآذن سويسرا..وثانيهما سقوط دبي ،وكلاالأمرين مرتبطين كمؤشرين واضحين على ما ينتظر امة لا اله إلا الله مستقبلا من عالم الغاب حيث لا ينفع دعاء عاجز، ولا هروب مقصر، ولا ادعاء فاسق محترف للتقوى..!!

*مآذن سويسرا ثلاث والمشكلة طفحت مع الرابعة من 33 مسجدا أو مصلى لما يقرب من 500 ألف من المسلمين الفاتحين والمنقسمين بين 99 فئة كل فئة تعتقد أنها في الجنة والباقيات في النار..!!
مسلمو سويسرا شأنهم شأن مسلمي العالم لهم من يكرههم ويتربص بهم ويحرض عليهم عنصريا ويعتبر المساجد مفاعلات ذرية والمآذن صواريخ عابرة للقارات والحجاب محاولة للقتل أما النقاب فهو بالقطع.. حزام ناسف..!!
لكن إحقاقا للحق نحن أيضا كمسلمين..أخر بهدلة.. لنا ممارساتنا وعنترياتنا التي لا تليق بأدب الضيافة، واللجوء في بلاد الفرنجة....!! ونتصرف من منطق قديم محشو بأحلام الماضي من فتح و سبايا و جزية..!!
المئذنة كمعلم إسلامي..رائعة ،و لا غبار عليها، وهي حق مشروع ،كما انها ليست مشكلة ما لم تخالف قوانين ونواميس الدولة المضيفة..!!
والاستفتاء رغم الملابسات سيد الديمقراطية والديمقراطية السويسرية فوق الشبهات قياسا بالديموقراطيات العربيات والإسلاميات الأحياء منهن والأموات !!
المئذنة تراجع دورها وانزوت بعد ظهور الميكروفون..!!
وسويسرا تدلل مواطنيها ولا تسمح قوانينها بالإزعاج حتى ولو كان الأذان..!!
بلاش سويسرا الروم.. هناك من حاول ويحاول منع أدان الفجر لعدم الإزعاج في الفسطاط وقاهرة المعز..!! و هناك من منع الحجيج في تونس الخضرا ولم يفتح مشايخ الفضائيات افواههم بكلمة..!!

المشكلة مع كل مايعانيه المسلمون من قهروظلم واشتباه وتضييق بسبب أعمال غير مسئولة حسبت عليهم تكمن في انعزالية المسلمين عدم قدرتهم على الاندماج في المجتمعات التي اختاروا العيش فيها مع الحفاظ طبعا على خصوصياتهم وتقاليدهم ..!!
وهذا ما حدث لليهود من قبل، فنالوا ما نالوا من كراهية ،وتخوف،وتندر انعكس بصورة واضحة في أدبيات العالم وتاريخه..!!
لابد لكي ينصلح حال المسلمين من تغيير جذري في الخطاب الإسلامي للعالم واستبدال قناعات قطع الرؤوس، و انتظارعودة خالد بن الوليد لفتح الأمريكتين ،وأسلمة اوروبا، والصين بالسيف.. بقناعات التسامح الديني والحوار الحضاري المستنير الذي يليق بالبشر دون الحمير..!!
هناك نماذج مشرفة للخطاب الديني البناء كالمرحوم الداعية( أحمد ديدات) ،ولكنها للأسف ضائعة بين المئات من شياطين التشدد السني والشيعي المعروفين..الذين احتضنتهم امريكا ليساندوا الجنرالات الطغاة في بلادهم كما حدث في الباكستان وبلاد الافغان، ولما انتهى دورهم المشبوه تخلصت منهم كما ورق التواليت!!

*سقوط دبي كسقوط غرناطة.. جزيرة النخيل ..بلد الاستثمارات والمليارات وحلم فتى الأحلام (شاروخ خان ) وفتاة الأفلام (ايشوارا راي )..
دبي..إمارة سباق الهجن وفخفخة الأمراء تسقط بصمت كتفاحة نيوتن بفعل الجاذبية المالية في يد شركات استثمارية يهودية ..!!
150 مليار دولار تشكل ضعف ميزانية الإمارة ذهبت كما عشاء البارحة ،وقرأ عليها أبناء النفط..الفاتحة..!!
خسائر البورصات والاستثمارات العربية الهبلة متوقعة في عالم مالي عنكبوتي مكير يسيطر عليه اليهود ..الذين يفاخرون بتحويل دبي إلى ( يسرائيل شتايم..)!!
عقبال قطر وأبو ظبي و... و.... أما البحرين و... لن تكون لإسرائيل حسب القسمة بين ذئبين على طريقة سايكس بيكو..!!
لنتوقع كل شيء ،وأي شيء في ظل تهالك ،وانقسام عربي وإسلامي مخجل..!!
أنا شخصيا لا استبعد أن لم يصح القادة العرب والمسلمون من نومة أهل الكهف أن تؤول الكعبة بالتدريج كما قبة الصخرة إلى سيطرة إسرائيلية..!!
مع كل الاحترام لحماة الحرم وأمناء الصمم وأصحاب العطايا والقلم..!!
أتخيل كيف يكون الحجيج مثلا تحت رعاية نتنياهو..؟!!
وأتخيل كيف يشرف ليبرمان من قريب أو بعيد على الاحتفالات بعيد المولد النبوي....؟!
أرجوكم ..لست مجنونا..ولكن هكذا معطيات و براهين تقود إلى هكذا نتائج ما لم يوجد متغير..!!
ستنقلب المقولة التي ارتكن عليها أجدادنا وحكماؤنا من أن إسرائيل حفنة ملح ستذوب من تلقاء نفسها في البحر العربي والمحيط الإسلامي. وسنذوب في كؤوس الأغنى والأقوى حتى ولو كان الشيطان نفسه.!!
في ظل غياب فلسطيني وعربي وإسلامي يفتقر الي الإيمان الحقيقي بالله والوطن ووحدة الدم والمصير..!!

عندما تنجح المصالحة..إن نجحت..!!
وعندما لا يكون الاحتفال بانطلاقة أي فصيل أهم من ضمان سلامة المواطنين من أنفلونزا الخنازير..!!
عندما لا تختنق القيم والأخلاق تحت ردم الأنفاق ولا يمزج دم الشهيد بشوكلاتة الجلاكسي..!!
عندما نجد قانونا صارما يمنع الاتجار بمصائب الناس، و بالمخدرات، والمقاومة..!!
وعندما تلعب مصر مع الجزائر مباراة كرة قدم محترمة في حب فلسطين..!!
وعندما تختفي بقدرة قادر دوامة الاستقطاب الايرانيكي الكريهة ،والتي مزقت البلدان ،وفرقت الولدان ،وأغرقت الجميع في الهذيان
عندما يفيق غساسنة الروم ، ومناذرة الفرس من غيبوبة.الذ يل الأبدي.!!
عندما يسعى دعاة المسلمين بحكمة إلى رسم صورة أكثر إشراقا لأعظم وأنبل دين..!!
عندئذ..سأعتذر علنا لرمال الأرض العربية والإسلامية قبل قادتها ومواطنيها عن فجاجتي ،وسوء أدبي..
وحينها ..
سأعلن على الملأ في مؤتمر صحفي .. حمدي لله، وشكري بأنه جل في علاه قد جعلني مسلما ومنحني لسانا عربيا وقلبا فلسطينيا..!!