مما يسجل في هذا الموقف المهيب
أن أحد الصحابة الكرام قال : لن نهزم اليوم من قلة
لأنهم كانوا أكثر عددا ، فجاءتم الوقائع بعكس التاطلعات في بادىء الأمر
ثم نصر الله جنده الميامين وأعزهم بنصر مكين
ومايسجل في هذه الموقعة من دروس وقع مثله في أحد
حينما ترك الرماة المواقع ظنا منهم أن المعركة حسمت فنزلوا لجمع الغنائم
لكن الأحداث تغيرت لصالح قريش
إنها دروس تربوية ربانية تسري على أرض الواقع ، تعلم البشر ـ المؤمنين ـ أن النصر مع الطاعة ،وأن القوة لا تغني شيئا دون التوكل كليا على الله الناصر المعين
ومن قوام التوكل عدم التواكل : لأنه يجب على المرء أن " يعقلها ثم يتوكل " ، فالتوكل قرين بذل الأسباب ، لأن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة كما قال الفاروق ـ رضي الله عنه ـ وترك الاسباب شرك والإعتماد عليها فسق كما قال الإمام ابن قيم الجوزية ـ رحمه الله تعالى ـ
ولأجل الإغترار بالكثرة الكاثرة نزل النص المقدس : { ويوم حنين إذأعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين }.
وما أحوجنا اليوم ـ ونحن كعرب كثرة كاثرة ـ لكنها ـ مع الأسف ـ غثاء كغثاء السيل