عزيزي وأخي بلقاسم تحية طيبة وبعد أولا وقبل كل شيء .. يا عزيزي أولا المرجعية التاريخية لأي قطر عربي رغم كراهيتي للقطرية لم تكن ولن تكون يوما ما لحكامنا علي الإطلاق لأنهم لا يحكمون إلا أنفسهم .. يا عزيزي كان في عهد عبد الناصر مشروع قومي عروبي التفت حوله الجزائر وسوريا وكل الأقطار أو غالبية الأقطار .. يا عزيزي وأخي بلقاسم أنا مهتم بالشأن المصري أولا ثم الشأن العربي ثانيا لا لشيء إلا لأنني أولا لا أجد مشروعا قوميا عربيا نتحد حوله فبحثت عنه في وطني فلم أجد مشروعا قوميا لبلدي نلتف حوله علي الإطلاق .. يا عزيزي وأخي بلقاسم إن من قام بذلك حاليا يدرك أنه سيكون مؤثرا . المفهوم السائد في الإعلام وهو مفهوم خاطئ عن مصداقية الإعلام العربي .. يا عزيزي لا يوجد لدينا إعلام عربي بالأساس لا هنا ولا هناك ولا في أي مكان .. الإعلام يا عزيزي بمعناه أنك تنقل خبرا وخبرا وفقط . أنت في الإعلام رجل خبري لا رجل أخلاقي في التعامل مع الخبر .. يا عزيزي أنا أتحدى أي مطبوعة إعلامية عربية أن تنتقد الذات داخل قطريتها وإلا ما بقت .. يا عزيزي وأخي بلقاسم لا يجرؤ إعلامي مما نسميهم إعلاميون أن ينتقد جلاديه وإلا طويت صفحته والأمثلة كثيرة ..
يا عزيزي ليس لدينا إعلام بل لدينا جوقة مؤثرون بكل أسف لأن العامة في كل قطر عربي طيبون وحتى كثير من الصفوة أو مدعي الصفوية يصدقون لأن العقل غائب لأنه لا مشروع قومي قطري أو مشروع قومي عربي يجمعنا يا عزيزي وأخي بلقاسم لتعارض المصالح بين كل الدول ..
يا أخي لا تبكينا أكثر علي حالنا العربي .. إن المرجعيات التاريخية هي ملك للشعوب وليست ملكا لذلك الإعلام المترهل ... يا عزيزي كم هو محزن لي كمصري أن تجند مصر بحجمها وثقلها والحجم والثقل نابع من الشعب الذي أنجب عظاما أحبوها لا رجالا مدعين لحبها وهم فقط باحثي مصالح شخصية هل مصر بهذا الحجم والثقل تجند كل الصحف وأكثر من عشرين قناة تلفزية توجهها لسباب رخيص لدولة عربية ..
أي عروبة وأي قومية في ذلك الإعلام الرخيص الذي يرفضه كل مصري يحكم عقله . يا عزيزي وأخي بلقاسم إن مصر الشريفة براء من كل هذه المهاترات والجزائر الشريفة بعيدة كل البعد عن هذا الهزل ..
يا عزيزي أنا لا أجد مشروعا قوميا عروبيا لخدمة العرب أو مشروعا قوميا داخليا قطريا في أي دولة لنفعله نحن ويكن مثالا تحتذي به كل العروبة لأن المصالح تعارضت فبات الجميع ينظر لمصر علي أنها مصرائيل وبات في مصر من يرى في الجزائر بربر وهو لا يعي معنى بربر ولا يفهم ما البربر ومن هم البربر أو حضارة البربر والأمازيغية وفي السعودية من يلوم علي مصر وفي ليبيا من يلوم على مصر لأن إعلامنا كمصر إعلام مؤسف فقد كل مصداقية لديه لكن أن تعامل مصر علي أنها أولئك الراقصين في التلفزة فهو مؤسف . يا عزيزي وأخي أنا زرت كثيرا من الأقطار العربية ووجدت أننا في الهم كلنا سواء بسواء .. يا عزيزي مصر ليست أولئك الراقصين بالسنتهم وأقلامهم في التلفزة والصحف التي كانت في مصر عريقة فغدت في الحضيض بكل أسف ..
قد يظن البعض أني أتملق أحدا ولكنها الحقيقة ولا يزايد أحد علي حبي لمصر علي الإطلاق ..
يا أخي العزيز بحثت عن أي فكرة عربية تجمعنا في صحيفة أو مطبوعة أو نشرة أو تلفزة أو أي شيء فلم أجد . أتدري ماذا وجدت يا عزيزي بعد طول بحث .
وجدت أن من يحب وطنه إما معزول عن العمل الجماعي أو في السجون أو يصنف معي أو ضدي ووجدت أن من لم يسبح بحمد حاكمه فالويل والثبور له وأن من لم يتهم الجزائر فهو ليس مصري وأن من لم يشتم مصر فهو ليس منتميا لقطريته الضيقة بكافة أطرها ..
يا عزيزي وأخي بلقاسم ستنتهي الأزمة حين يطلب من غوغائي الإعلام الكف فسيكف كل منهم سواء هنا أو هناك أو في كل مكان لكن الشعوب هي الضحية لأن في الجزائر من آمن بقتلاه في مصر ولأن في مصر من اقتنع بهتك العرض في السودان ..
يا عزيزي وأخي بلقاسم ما هو دور المثقف في تلك الأزمة الوهمية التي صنعها الجلادون .. ماذا يفعل المثقف وقد غدا المثقف يبحث له عن قارئ وأين القارئ يا ترى وهو مشغول بهم ما هو فيه وكلنا في الهم سواء ومن يحاول أن يقرأ يشكك في كل اتجاه فهذا وصولي في كتابته وهذا يكفر فيما يفكر فيه وذاك ضد النظام فلا تقرأ له وذاك مع النظام فهو منافق فلا يقرأ له . صرنا داخلنا في الأطر الثقافية مصنفون يا عزيزي والتصنيف أسوأ ما في الفن إلا حين يذهب لعين الناقد فهل صرنا كلنا نقاد ..
هل صار كل العرب نقادا ؟.
فمن ذا يقرأ .. ومن ذا يفكر ..
ومن ذا يحدد مصير الأمم
عافانا الله جميعا ..
عيدك مبارك عليك وعلي كل الجزائر وهذي التي ترونها ليست مصر كما أنا لدي كل الثقة أن هذي التي يقال عنها ليست ولن تكون أبدا الجزائر
علي المؤمنين السلام