وإذا يعود لي الربيع ، وتكتسي
أوراقيَ الجدبــاءُ والأغصانُ
إني أراك وأنت تسْتقرين جوّ
والاً ، ويهــزج قـدّك الريّانُ
ويُوَرَّدُ الخــدّ الأنيــق كأنـّما
تغفو عليــه شقائــق وجمانُ
خَلُصَت إليك من المفـاتن بدعـةٌ
تحتار في تفسيرها العينا ن
***
واهاً... لو أنك قد شهدت قطافه
من قبــل أن تغتــاله الأحزانُ
أو زرتِ في فصلِ الربيعِ أوائلَ الـ
ـقطفِ الذي يزهو به نيسانُ
وتبوحُ أكمامُ القرنفلِ بالشّذى
ويُغيدُ غوطةَ نهلِه الريحانُ
كانت لَبابتُــه تألـّــق فتنــةً ،
فغدتْ رفيقةَ صَحْبِهِ الـ (قد كانوا)
إن كنتُ أرفلُ بالحريرِ فإنـّني
كهــلُ تساندُ وهْنَـهُ الجدرانُ
ما تلك سيّدتي ورودُ خمــائلٍ
تحلو الحياةُ بحلوِها وتُزانُ
ماتلكَ أزهــارُ الربيـــعِ وإنّما
هي باقــةٌ ذَبُلتْ بهـا الألوان
فلقد تيبّس يانـِعُ الفصــلِ الّذي
ينمـو به التّفــاحُ والرّمــانُ
وتأمْلجت فيه السّعوفُ ، فلا تريـ
ن سوى معـالمِ فتيــةِ قد بانوا
هذي النجودُ وقد تغشّى زرعُها
بالطّعس واستعلتْ بها الأوثانُ
جرداءُ قاحلـةُ تنادبهــا الحصى
وتهــابُ حلكةَ بيدِهــا الغزلانُ
شرب الزّمان كؤوسهُ في نجدِها
يا طيبَ ما ثمِلتْ به الأزمــانُ
و ارتادَ من كومِ الثمامةِ مطرحاً
لا يستطيب به الهــوى إنسانُ
* * *
المُهْرُ يخلــِدُ متعباً في جولـــةٍ
فإلامَ يعــدو الحلبتيــن حصانُ
إنّى لها طــوعَ المفاتنِ إنما الـ
أجدى تُسامي فارساً ، فتصانُ
* * *