سيناريو/ طفل حرب
الغلاف
جمجمة طفل متفجرة / شاهد وشاهده
مشهد
للفنانة ليلى صلاح والكاتبة وفاء مع الإهداء
المشتبه بها الرسامة والكاتبة
1- البحر ليس طفلا
رصاص منهمر ووفاء مذعورة تقع بين الحرائق ساهمة حزينة دامعة تئن تتوجع تمسك بالقلم تصرخ قائله بألم
آه
تكتب عن الجدة التي تحكي الحكايات ما قبل النوم والذكرى مشهد عن البساطة والأمان قبل الحرائق وبرك الدم المتفجرة التي تعود إلينا ووفاء تنظر حولها والقلم في يدها دامعة العينين وترمي بالقلم وتصرخ ثانيه قائله / آه أيتها المحرقة
يأتي في الغشيان ذكرى سنوات الشباب والمراهقة وأولاد الحارة يقفون أمام شباكها يرمون لها نظرات حب بريئة ساذجة وأزهار يرمون بها أمامها وهي تبتسم
وتصحو من الذكرى على صوت طائرات في السماء ترمي باللهب قذائف ورصاصات مدوية
تستيقظ وفاء وتمسك بالسلاح الوحيد الذي تملكه الدفتر والقلم تحتضنه وتلقي برأسها على ما تبقى من جدار بيتها المنهار
ولا يزال الدفتر خاويا
2- امرأة واحده لا تكفي
تنظر وفاء حولها وتكتب أول كلماتها
لم يعد هناك سوى التراب والجراح والحروق والشظايا / الأب وابنة الجيران لم يبق شيء إلا وأصابته الحرب بنارها
تخرج إلى المدرسة القريبة التي كانت فيها طالبة مراهقة تتعلق أحلامها بمدرس النحو واللغة وهو يعطيها شهادة التفوق الغالية / يقف وسط خرائب المدرسة بعكازيتين - انتهى زمان النحو والصرف في لمدرسه
في الطرقات فجوة كانت بسبب قذيفة طائرة حربيه وقعت ساق وفاء داخلها ولم تنج هي نفسها من المحرقة
وسط الآلام تتابع مشاهد أمام عينيها وهي تطعم الإوزة والحمامة اللتان لم ترحمهما الحرب الفاجرة
عكازه والدها أصبحت لها والحديقة الغناء أمام البيت باتت خريف من الورود الذابلة
وهي بالمرض منهكة وجهها الذي كان جمارا من احمراره الفتان أصبح ذابلا مثل كل الأشياء الذابلة
كل شيء تحول إلى دخان / النخيل والورود وقاربها الورقي والإوزة والحمامة
نقد المضمون
الغلاف / جمجمة طفل متفجرة للفنانة / ليلى صلاح
اولا / البحر ليس طفلا
ست حالات متشابهه /
مع الرصاصة الأولى تبدأ الكاتبة كتابة أشعارها
1- تحكي عن الجدة التي تروي حكايات ما قبل النوم ولم تكن وقتها تعرف شيئا عن التزحلق على الجليد الذي كان حلما لفتاة مراهقة في عمرها نضجت لترى أمامها برك الدم الحمراء القاتمة
2- الرصاصة تقتل المشاعر وتصبح وحدها المسيطرة/ عاش الدوى ومات الحب
3- السماء والفضاء مع الأرض تحول كله إلى أشلاء ولازال الدفتر خاويا – لم تبدأ الكتابة - فالصدمة تحتاج برهة من التأمل بألم
4- ثانيا / امراة واحده لا تكفي
لم يعد هناك سوى التراب والجراح والحروق والشظايا التي أصابت الأب وابنة الجيران – لم يبق شي إلا وإصابته الحرب بنارها
ويبحر الديوان بنا من حالة الى اخرى في عمل فني ابداعي يستحق ان يكون وثيقة فنيه او مقامات عراقيه صارخه عن زمن الحرب والقهر والاقتتال
وفي الختام
سيدة النخيل الباسقات الجوهره السومريه الاستاذه الروائيه والشاعره الاديبه اضطلعت على قصصك القصيره ورواياتك الطويله فوجدت امامي سيمفونية الحان وليس لحنا واحدا من لم يقرا رواياتك تنقصه القراءه في قصصك القصيرة ومن لم يقرا قصصك القصيره لن يعيش قصائدك الشعريه ومن لم يقرا الفصحي كيف له ان يعيش حالاتك استاذه / وفاء في / رواية ذات الرداء الاحمر /كنت معها استحضر موسم الطيب الصالح تاره وتارة اخرى استحضر داكرة احلام الجزائريه وفي قصصك القصيره كنت اعيش عالم غاده السمان تارة واذهب تارة اخري الى الجرح العراقي الاكثر عمقا وتاثيرا وكلها تاتي معينا لي لافهم فلسفتك الشعريه في طفل حرب او لوحاتك المتعدده الاخرى الشمولية عندك غطاء لكل قطعة ادبيه تكتبها اناملك ويصوغها عقلك وينزفها قلبك بنبوغ وعبقرية لا اتجاوز اذا قلت ان الالفية الثالثه للادباء العرب لن تجود بها عند غيرك شاعره وروائيه بالفصحى رائعه وبالعامية متالقه وفي الرواية متفرده وفي القصة القصيره جرح نازف من يسريد ان يفهمك يجب ان يكون شاعرا ويجب عليه ان يقرا نماذج من اعمالك المتنوعه سلمت يداك ونصرك الله ونصر العراق والعرب
-----------------------------------------
قصيده من الديوان
( البحرُ ليس طفلاً )
1
أمدّ رأسي من الجدار
( لأتذكـّـر ما قالته الشجرة ُ لأغصانها)1
تسبقني رصاصة ٌ تشبهني تماما ً
كـُلُّ شيءٍ يصبح طفلاً
حتى الأطياف الراحلة
تفرد أُمّي ذراعيها
يَخرجُ وجهي منْ جـيبِ قلبـِها
ليسبقني إلى العتبة
لكنّ الرصاصةَ تفتح عالمَ الحبر .
2
لأني أخاف النوم وحيداً
تذكـّرتُ قصص جدتي
التي علـّمتني أن أنسج قلبيَ أجنحة ً
نفسيَ سُكنى وصدري نافذة
وأخبرتني أن الضوء
ليس له مزلاجٌ
لكنها لم تـُخبرني انّ المستقبلَ مسنـّنُ الحدّ
كما لمْ تحك ِ لي عن رياضةِ التزحلقِ على الجليد
كلّّ ما أتذكره منها :
إجلسْ بأدب يا ولد
وامش ِ مرفوع الرأس .

لا ياسمينَ في شرايين النهر
لا نهرَ في جيوبِ أولاد الحارة
نظـّفتُ الأسبوعَ من أيـّامه
وكأنني أستجيبُ للضوءِ المغسول
خرجتُ أغيظ براعـُم َ تلعبُ ( الغـُمّيضة)
إنهُ اللعبُ ،،،، إنهُ اللعب
أللعبُ يا أطفال
شقاوة ٌملطّخة ٌبدشاديشكم
وعند تبادلِ الحوار
كانت جدّتي مثلما لعبة ٌ ضُغط زِرّّها
ألعابٌ كثيرة ٌحولي
لربما لجدات ٍ أخريات
وأنا استمتعٌ بدهشة عيونهن
وأروي لهنّ عن مغامرتي
في التزحلق ببركِ الدمْ .
3
لستُ بحاجةٍ لأب
كما لستُ بحاجةٍ لجمال الفصول
أو لأمّ بردائها تفتحُ الدروب .
الدائرةُ كما تصورِها الجغرافي
تكرهُ التحايا صباحا ً
وتكرهُ أن أُُدعى حُلماً مثلا ً
ممتنٌ لها جداً
تلك الرصاصة ُالتي
ستـُصبح أسرتي القادمة
حقـّاً لستُ بحاجة ٍ
إلاّ لمزاج ِالدويّ .
4
لا تغلقوا أبوابـَكم
شجيّ ٌصوتي في خيباتِ القلب
وجميلٌ وجهي في عيونِ أولاد الحارة
الذين رأيتهم
بما ليسوا بحاجةٍ إليه
سيصبحون مجرّد دويّ .
5
السماءُ تسقط فوق رأسي
والأرضُ تلعب النرد
الغيمة ليست نبياً
والدخانُ ليس الله
وأنا
أُكفـّن يدي بثوب الفضاء .
الذين نسوا لعبهم إرتدوا آخرَ قمصانِهم
ثمّ التحمتْ أشلاؤُهـُم بي وكأنـّها تنتظر زائراً
والذين يصلحون للروايةِ المشوّشة
سيقرأون في كـُتـُبِ التـُراب
عن أطفال ٍ مِنْ أغلفةِ الرصاصْ
ابتنوا لهم بيوتاً .
6
وشششششششششش
وشششششششششش
كي لا يـُقال
ترك َ الدفترَ خالياً .

(1) تضمين مقارب لشعر ادونيس