الدرس الثالث في : مقدمة دورات تعلم فن الإدارة والقيادة

في نهاية هذا الدرس سيتمكن المتدرب من معرفة:
- هل يتساوى حق الرجل والمرأة في القيادة؟
- هل يمكن لطفلي أن يكون قائدا؟
- هل القيادة فطرية أم مكتسبة؟
- هل كلمة قائد تحتمل السلبية والإيجابية؟
- هل تعتقد بأهمية وجود القدوة الحسنة لصنع القائد؟؟

هل يتساوى حق الرجل والمرأة في القيادة؟
المرأة تصلح للقيادة والمناصب بكافة مستوياتها حتى من الناحية الشرعية، والتاريخ القديم والواقع والعقل يثبت ذلك مثال:
بلقيس قادت قومها في اليمن.
شجرة الدر حكمت مصر.

أنديرا غاندي قادت الهند.
  • الدراسات تثبت بوضوح أن المرأة أكثر إبداعا وتخطط ببعد نظر أكثر من الرجل..المرأة أكثر إبداعا من الرجل بنسبة 25% هذه نقطة لصالح المرأة،ومن النقاط التي ضدها أنها لديها ضعف في الحزم وحسم الأمور.
  • الرجل يميل إلى الديكتاتورية كمرؤوس وكقائد.
  • بينما المرأة تميل إلى المشاركة و لا تحسم القرار .
وبلادنا الشرقية همشت المرأة تهميشاً شديداً حتى صارت تبذل وتكافح أضعاف مضاعفة لكي تصل إلى أي منصب ..والكثير منا ربما استدلوا بحديث:
(النساء ناقصات عقل ودين)
للتدليل على أن المرأة غير قادرة تماما أو غير صالحة للقيادة..فالكثير من الناس أخذوا جزء من الحديث وتناسوا بقيته..الحديث يقول:
(ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب بلب الرجل الحليم منهن ).
نص الحديث يقول رغم أن الله سبحانه وتعالى حكم عليها أنها عليها أيام لا تصلي وفي قضايا الأموال شهادتها بنصف شهادة الرجل مع ذلك العجيب أنها تذهب بلب الرجل الحليم العاقل الذكي ..هي رغم هذا هي أذكى من الرجل وتلعب به والآية تشير إلى هذا "إنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ" يوسف 28
فهناك نقاط عند المرأة وعند الرجل تجعلهما أقوى في القيادة وهناك نقاط تجعلهما أضعف في القيادة فحسب توفر هذه الصفات إذا زادت هذه الجرعة قادوا بشكل فعال أكثر و إذا قلت هذه الجرعة كانت قيادتهما أضعف..
هل يمكن لطفلي أن يكون قائدا؟
كيف تكتشف الموهبة القيادية عند طفلك؟
هل تعتقد أن فرصة أبناء وبنات القادة والحكام والتجار والعلماء والاقتصاديين الكبار للقيادة أكثر من غيرهم؟
الإجابة واحدة لكلا السؤالين ..فتوفير البيئة الملائمة لصنع القادة أمر أساسي في كل بيت..سواء أكان البيت بيت حاكم..بيت معلم..بيت موظف.....الخ
فالقيادة بالوراثة غير ثابتة علميا، الذكاء يورث أما الإبداع فلا يورث..
فانظروا يا أباء ويا أمهات إلى تعاملكم مع أبنائكم في المنزل..
- هل تسمحان له أن يشارك في اتخاذ قراره؟
- هل تسمحان له أن يتصرف أي تصرف وحده؟
أخوتي...هناك بعض الناس من يقوم بزواج وطلاق أبنائهم بدون أخذ آرائهم..فكيف تريد أيها الأب أو الأم أن يكون مثل هذا الشاب أو الفتاة قائداً في يوم من الأيام؟؟!!!
إذا أردتما معرفة هل لدى طفلكما استعداد قيادي أم لا.. راقباه منذ سن سبع سنوات..
- هل تجدانه وهو يلعب يقود أصحابه؟
- هل تجدانه يقوم بتغيير قوانين اللعبة؟
- هل يشجعهم على عمل معين؟
إذا كانت إجابتك نعم..هنيئا لك..طفلك لديه فرصة للقيادة أكثر من غيره..
وإذا كانت إجابتك لا أو لا اعرف..قم بعمل اختبارات ذكاء (IQ testing) له..

اسأل نفسك..هل يمتلك طفلك أي من هذه الصفات:
- هل هو خجول أم جريء؟
- هل لديه مبادرة ؟
- هل لديه طموحات؟
- هل البيئة التي نشأ فيها تساعده على اكتشاف وتنمية موهبته القيادية؟
لقد ذكرت أن عليك أن تراقبه وهو في سن السابعة..وذلك لأن سن السابعة أسهل من العاشرة..وسن العاشرة أسهل من الثامنة عشر لتغيير سلوكه وتعزيز قدراته.
ولذلك ننصح الآباء والأمهات اللذين يريدون أن يصنعوا من أبنائهم وبناتهم قادة أن يركزوا على السبع سنوات الأولى بالذات أو العشرة الأولى و كلما انتهزتا هذه الفرصة كلما كانت قدرتنا على صنع القيادات أكثر.
هل القيادة فطرية أم مكتسبة؟
2%فقط هم الذين عندهم القيادة فطرية.
من أمثال القادة الذين ولدوا بالفطرة خالد بن الوليد وعمرو بن العاص رضي الله عنهما
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن عمرو بن العاص: (لا ينبغي لعمرو أن يسير على الأرض إلا أميراً قائداً ).
الله سبحانه وتعالى خلقه قائد وهناك نسبة 2% أيضا لا يصلحوا للقيادة ولا يستطيعوا أن يتعلموا القيادة من بين هؤلاء، وهذه مسألة لا تطعن لا في تقوى ولا في عدالة ولا في ورع وقد يكونوا من خيرة الناس.
من أفضل أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم أبو ذر رضي الله عنه من مثل أبو ذر في تقواه وفي صدقه وفي حبه للإسلام لكنه ما كان يصلح للقيادة. الصلاح والتقوى شيء والقيادة شيء آخر ولذلك النبي صلي الله عليه وسلم لما جاء إليه أبو ذر قال:يا رسول الله ولني (أي اجعلني أستلم منصب)
فقالنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي يا أبا ذر إنك امرؤ ضعيف لا تولين على اثنين ولا تحكمن في مال يتيم)
رغم كل تقواه وكل قدمه في الإسلام لذلك من الأخطاء التي نجدها في الدعوات والحركات الإسلامية أن الشخص منا لأنه قديم لأنه تقي لأنه حافظ للقرآن لأنه عنده علم شرعي
أحق بالقيادة من غيره.. رغم أن أبى ذر لم يولى وهو أتقى منهم كلهم..
فالقيادة لا تولى للأصلح في دينه وفي تقواه وفي ورعه..
القائد يحتاج لصفات أقوى سنذكرها لكم في دورات تعلم فن القيادة بأذن الله.
هل كلمة قائد تحتمل السلبية والإيجابية؟
هي تحتمل الاثنين ولذلك يوجد قائد صالح و قائد طالح ويوجد أمثلة على الاثنين:
فرعون قائد لكن الله سبحانه وتعالى يقول: "يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّار" هود 98
حتى يوم القيامة يقودهم.. يقول سبحانه عنه: "فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ" الزخرف 54
قادهم في الدنيا وسيقودهم في الآخرة هذا قائد فاسد... قائد طالح..

بالمقابل نيلسون منديلا كان قائداً صالحاً..بالرغم من أنه غير مسلم..ولكنه حمل قضية أدت به لدخول السجن لمدة 27 سنة..وصبر وناضل من أجل قضيته..وبالنهاية حصل على حقه وعلى حق شعبه..
مهاتير محمد ورغم كل اختلافنا معه استطاع أن يقود ماليزيا ليجعلها عاشر دولة صناعية في العالم وينقلها من دولة من دول العالم المتخلف إلى دولة من دول العالم المتطور في عشر سنوات (1985-1995م) .
فمن الناحية العلمية القائد يكون إيجابي أو سلبي نسبة إلى الهدف الذي يحمله ويحرك الناس حوله إليه..
إذا كان الهدف سامي وعظيم ومبنى على قيم فهو قائد إيجابي..
وإذا كان الهدف سلبي لا نستطيع أن نقول أنه ليس بقائد، إنه قائد ولكنه قائد سلبي..
فكما ترون طريق القيادة ليس بهين.
هناك تضحيات وعطاءات وصبر طويل على مستوى الأسرة والعمل ومستوى الأمة من أجل الوصول إليه..

هل تعتقد بأهمية وجود القدوة الحسنة لصنع القائد؟
أو هل الشخص المشهور أو النجم الذي يتابعه الناس عبر شاشات التلفزيون عبر السينما والأفلام أو العالم الذي يفكر وينظِّر هل يمكن وضعه ضمن خانة القادة؟
هؤلاء الأشخاص برزوا في جانب معين في الحياة, الناس أعجبوا فيهم في هذا الجانب. لكن من الأخطاء الكبيرة التي تقع فيها الأمة ويقع فيها شبابنا وبناتنا أخذ رمز من هؤلاء الرموز ومحاولة تقليده في كل شيء. هؤلاء ليسوا بقادة ولا يحملوا هدفاً سامياً أو هوية.هؤلاء لهم معجبين فقط..
نحن نريد أن نغير القدوات عند شبابنا، نريد قدوات أعظم..
رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام ...عمر بن الخطاب..خالد بن الوليد..عالم جليل..مجاهد كبير....الخ.
وخير قدوة لنا في أمورنا كلها هو الحبيب والمصطفى والمعلم الرسول عليه الصلاة والسلام كان ولازال أعظم مثال للبشر في كل جانب من جوانب حياته..
فلم يكن يقوم بدور واحد فقط..لم يكن نبياً رسولًا فقط ..ففي كتاب (أفعال الرسول)لمحمد الاشقر
ذكر 13 صفة من الصفات المختلفة للرسول عليه السلام..
- فهو نبي يأتي بالوحي..
- حاكم يحكم دولة بحذق وحكمة بالغة..
- قاضي يقضى بين الناس بالعدل..
- قائد حربي ماهر يدير جيوشه..
- زوج مثالي في حسن معاملته..
- وأب في حنو عاطفته..
- فهو مربى وقائد ومستشار وزوج ووالد ..

استطاع عليه السلام أن يجمع كل هذه الصفات في نفسه وأن يصل إلى القمة وأن يوازن بينها موازنة كاملة.. وهو يتولى هذه الأمور..لم يهمل بيته ولم يهمل الدعوة وأمر الإصلاح بين الناس..
ليس بالأمر الهين أن تحكم وتقود وتحرك جيوش وبنفس الوقت تؤدي حقوق الله في عبادته على أكمل وجه. لذلك محمد صلى الله عليه وسلم حبيب الله.. لذلك هو خاتم الأنبياء وهو الأسوة والمثل لنا.. فمن أراد أن يقضي بالحق فليسير على نهجه في القضاء.. ومن أراد أن يحسن التربية فليسير على نهجه في التربية..
من أراد أن يأخذ قدوة في أي جانب إيجابي فلينظر في سيرة النبي الكريم ..
منبع الحكمة والعلم بعد كتاب الله رب العالمين..
فعلينا أن لا نكتفي بتعليم أبنائنا العقيدة الأصيلة والأخلاق الحميدة
بل يجب أن نعلمهم سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم التي هي الأساس في الانطلاق
نحو فهم كل ما نحتاج أن نتعامل معه في الحياة.

في الختــام
نود أن نقول أن الدول اليوم تنهض عندما تعرف ما تريد وتحدد أهدافها..فهذه قواعد أصيلة في بناء الأمم.. فالرؤيا الواضحة من أهم الصفات التي يجب أن يمتلكها القائد.. ونحن فريق تعليم فن القيادة و الإدارة لسنا بصدد إيجاد أو صنع قادة..لأن صنع القادة أو إيجادهم يكون بتعزيز ما لديهم من قدرات ..نحن هنا لنؤكد وجودكم ومقدرتكم على العطاء وتعريفكم بالنموذج الرائع للإسلام الداعي إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، الباذل منتهى الطاقة في سبيل إبلاغ رسالته.. محمد رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام.

فيدا بيد نساعد بعضنا البعض حتى نسود ونقود من جديد..يمكنك قراءة المزيد بالرجوع إلى:
- سلسلة (الرسول القائد) د/طارق سويدان.
- حوار حول (القيادة في الإسلام) مع د/طارق سويدان
- برنامج الشريعة والحياة.
- مقالة (سلوكيات منبوذة للوصول إلى هرم الإدارة) بقلم إبراهيم سعد الضويان.