وهذا يضعنا امام قضية هامة في اعمالنا نبعث بها الى المهرجانات التالية , حيث يجب الانتباه الى ضرورة ان يكون الفيلم ناطقا عن بيئتنا المحلية بكل اشكاله الفنية والفكرية ويحمل بداخله مضامين وقيما اجتماعية يتميز بها مجتمعنا العربي اضافة الى ان ما يناسب الاوسكار – لا يناسب مهرجان موسكو او كان او برلين – فلو اشتركت مصر بفيلم " السقا مات " عوضا عن " سونيا والمجنون " لكانت الفرصة في الفوز كبيرة بجائزة مهرجان موسكو الاولى 1977 – حيث فاز الفيلم الجزائري " عمر قتلته رجولته " للمخرج مرزاق علواش بالجائزة الثالثة في المهرجان , وهذا يعود للقيم المحلية التي ابرزها الفيلم ويعيشها المواطن العربي في الجزائر بعد الاستقلال .
وتجدر الاشارة هنا بان اغلب الافلام العربية التي حصلت على جوائز عالمية هي تلك التي تحدثت عن القيم الاجتماعية العربية المحلية – فقد وصلت السينما العربية الى قمة جوائز مهرجان كان السينمائي 1975 حين فاز الفيلم الجزائري " سنوات الجمر " اخراج الاخضر حامينا بجائزته الذهبية – وقد سبق ان فاز فيلم " عطيل " للمخرج اورسون ويلز بالجائزة الكبرى لمهرجان كان 1954 – رغم ان الفيلم كان يحمل اسم المغرب – وقد لمعت اسماء عربية كثيرة في مهرجان " كان " من خلال الافلام التي تحدثت عن الفيلم العربية في بناء الفيلم السينمائي , منها على سبيل المثال – الطيب الوحيشي – مخرج الفيلم التونسي " ظل الأرض " , وصاحب حداد مخرج الفيلم العراقي " مطاوع وبهية " , وبرهان علوية مخرج فيلم " بيروت اللقاء " ومارون بغدادي مخرج فيلم " حرب صغيرة " , وجيلالي فرحاني مخرج الفيلم المغربي "عرائس من قصب " , وأحمد المعنوني مخرج الفيلم المغربي "الحال " – اضافة الى اسم يوسف شاهين الذي بات مقررا على مهرجان " كان " السينمائي بقوة ابداعه الفني الراقي وهكذا نجد ان الحديث عن القيم العربية في السينما بشكل واقعي أحد الابواب التي يمكن ان ندخل منها إلى اللغة العالمية سينمائيا , وإن لم يكن فإنها تبقى منفذا فكريا , يربط انسان العربي بشكل عام إلى الاتجاهات العقلانية في بحث مشاكله وقضاياه ااجتماعية المعاصرة .
-----------------------------------------------------------------------------