خطوتك الأولى أن تكون محددا محددا جدا فيما تريد الوصول إليه حتى نخطط معا كيف يمكنك بلوغه و ما المتاح لديك من إمكانيات لأى دور تختاره وما النقاط التى عليك بعد استكمالها .
أخى..
ذكرت أن الهدف واضحا فى ذهنك ولكن خطواته هي المجهولة لديك . اسمح لى الهدف الواضح يعني هدفا محددا "بدقة"؛ موقوت أي معلوم متى ستحقق كل خطوة فيه ؛ مقاس أي يمكنك قياس ما وصلت له فتقيم وتقوم مسارك من جديد.
هذا الهدف الواضح المحدد هو ما تحتاج إليه فعلا ؛ الدور الذى تود أن تلعبه ؛ الزاوية التى ستدخل منها لساحة التعليم هذا ما يلزمك التفكير فيه واتخاذ قرار بشأنه .
وحتما هناك ضرورة لنتحدث عن وضعك الشخصي حيث إننا فى إتخاذنا لقرارتنا يكون لدينا أمران لابد من تحديدهما : أولا الموارد المتاحة ؛ ثانيا : الموارد اللازمة غير المتاحة . و استكمل كل مورد تحتاج إليه يقربك من هدفك .
و لذا فإن النقطة التالية التى عليك التفكير فيها مليا أي من المهام ذات الصلة بالتعليم تقع فى دائرة قدراتك ومواهبك و ما هي قدراتك؛ كما علينا أن نحلل ما يتطلبه كل تخصص من هذه التخصصات من صفات شخصية وقدرات خاصة . و ما المتاح لك من هذه القدرات لتختار ما يلائمك ؛ و متاح لك".
دعنا ننتقل للنقطة الوظيفة وقد سألتني ما هي الوظيفة ذات الصلة؟ وهل أعمل في وظيفتين؟.
أحسب أنه لا يجوز تشتيت انتباهك عن هدفك؛ فما الذى ستجنيه من عملك فى أكثر من وظيفة: هل المال أم غيره؟ هل تصب فى هدفك أم تنفق الوقت و الجهد بعيدا عنه؟.
و أسأل الله أن ييسر لك و يرزقك مهمة تتصل بما تريد .. اخلص نيتك لله تعالى فيما تود من عمل؛ و اسأله تعالى أن يستخدمك و لا يستبدلك . و لا تنس الاستخارة فى كل صغيرة و كبيرة ..
اختر أنت أولا أي دور تود أن تلعب, من أي زاوية يمكنك ان تمارس و تهتم بالتعليم . المهم اشتبك : و لهذا الاشتباك طرق عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر : - الانخراط- أو المساهمة فى جمعية أهلية تعمل فى مجال التعليم ؛ تطوع ببعض وقتك – مراقبا – لما يحدث فى ساحة التعليم ؛ حضور المؤتمرات ؛ القراءة المستمرة ؛ مطالعة مواقع الإنترنت التى تعمل فى مجال التعليم .
ثم انتقل بعد فترة من المراقبة للنقد الفعال أي اختر نقطة صغيرة تجد أنك يمكنك وضع أفكار لها من خلال ما تعلمت و علمت من معايشتك و تعمقك بالدراسة ؛ و ضع تصورك لطرق إصلاح و حاول أن تفعل هذه الطرق . فكر فى نقطة صغيرة جدا فى التعليم يمكنك أن تفعلها : وأذكرك : لا تنتقد فقط ؛ انقد و فكر فى حلول ؛ و تضع وجهك فى الحائط ؛ فكر فى المتاح و الممكن و الذى يمكنك أن تفعله بنفسك بنفسك بنفسك أو يقع فى حدود قدراتك التى ربما تكون لدى فريق من المهتمين مثلك..
فلن نغير الكون بل يمكننا أن نغير جزءا منه و لأن الحياة ديناميكية فتغير الجزء يعني بالحتمية تغيير الكل .. هناك مثلا رائع أحبه كثيرا و أذكره كلما طالعت حلما كبيرا مثل حلمك الذي هو حلمي منذ سنوات وسنوات:
think big.. start small !
وقد اخترت كعنوان للاستشارة : التعليم حلم كل العرب .. وحقا هو حلم كل العرب وغيرهم من بلدان و شعوب وأمم العالم .. و لا أظن أن هناك من يتخلف عن هذا الحلم و لو بنسبة ما . فكلنا نحلمه ليل نهار .. و كلنا متورط فى التعليم شاء أم أبى .. فالتعليم صناعة إنسان فمن منا لم يصنع ( بفتح الياء) أو يصنع ( بضمها)؟
والحالمون كثر : منهم مكتفي بالحلم و منهم قادر على تحويل الحلم لبرنامج عمل !
منهم من خطا و منهم من حلم فقط فتاة؛ و هذا هو الفرق البسيط جدا بين الوصول والتيه: التحديد!
فهلا نحدد حلما دقيقا أم سنكتفي بالحلم الواسع الرائع الفضفاض – الساذج !!!!!
والله المستعان..