تراث في أرماث . لقصة العصامي عصام إبن بشير غواية في النفس وراية . إنها أنصع رمث تراثي في تاريخ الحيرة وأقوام عرب قبل الإسلم إذ أن القصة تنضح بدروس في مختلف علوم عصرنا . ولست الآن بصدد بيان وتبيان الجونب النفسية والأجتماعية للقصة .والقصة وما تنطوي على دروس فهي تشمل أيضا لمسات من الطرافة . فلا نعلم أو حاجب لملوك العرب قبل الإسلام غير قصة عصام .القصة توحي أن قصر النعمان بن المنذر كان قصرا مطروقا من قبل الزوار وإلا لماذا يتخذ النعمان لنفسه حاجبا أمام توافد وجوه أقوام العرب عليه. ومن ثم يأخذ النفس حب الفضول في معرفة طبيعة عمل عصام الحاجب . هل كان عصام يدقق في هويات وافدي النعمان في زمن لم تك هناك بطاقة الهوية الشخصية . أليس هذا يوحي أن عصام كان عالما بأنسلب العرب . وإلا كيف كان يتأكد عصام من جدارة الزوار بلقاء النعمان . وما هي معايير الأهلية والجدارة . والأكثر من هذ فإن المتلقي للفظة الحاجب وفق أفهام العصر يفهم أن عصام بن بشير كان يرتدي بزة عصرية من أحدث دور الأزياء والخياطة . إلا أن هذا كلام لا يتفق والحقيقة . فعصام لم يك خريج جامعة مرموقة غير جامعة الحيرة العربية التي ستظل أكبر مأثرة على جبين التاريخ . و كان عصام الحاجب من أبلغ بني قومه وأشدهم بأسا وأكثرهم تواضعا في الشرف . فهو عندما كان يجلس على كرسي الحجابة لم يك بمثابة بواب على باب دائرة أو حارس بسيط أمام مبنى وإنما رجل رئاسة وسيادة . وكأنما كان شعار مملكة الحيرة في وقت لم يتخذ فيه للدولة شعارا . أعود والعود أحمد . يعقوب القاسمي .