ما دم فهو من الله . المقالة السادسة . إن الغرب الكافر تفتقر إلى الله إفتقارا شديدا وفي مشرقنا الإسلامي نعاني من حالة الوجود المفرط لله . وهذا ما يجعل الإنسان الغربي مصابا بالجرب مذ نعومة أظافره وربما يولد مصابا بالجرب . بينما الرجل المشرقي يعوج بعض الشئ عن جادة الحق أنما يشتبه عليه الأمور ويميل إلى تؤويل أمر الدين على هواه وعلى نحو فيه قدر كبير من الغلو والمغالاة . فبينا الإنسان الغربي يتخبط في هواه ويناوص الجرة ولا يفارقها في الوقوع في براثن الشرك وشرك اللادينية نجد المسلم المشرقي لا يجد من مرجع وسط ومرجعية متوازنة يرجع إليه . فهو الآخر يقع إما فريسة أهواءه الذاتية أو فريسة تطرف الآخرين ممن يؤولون له الدين على نحو غير متزن وبعيد عن روح الدين . وفي كلتا الحالتين إفراط وتفريط وشطط . فمن أول الدين على هواه وليصيب هوى في النفس يركب عرعره وهواه . فلا يجنب النفس والحالة هذه البؤش والشقاء والخسف. وربما لم يجنب عياله أيضا هذا الظلم الأسود وهذا الضياع المجاني والعقيم . لتتجده يجوب الأرض ذات الطول والعرض وهو لا يأبه لمستقبل ولا لمهنة ولا لمال ولا لولد فيركض ما وجد ميدانا للركض . وربما ينتهي به المطاف وراء قضبان السجون ليقضي ردحا من عمره في الأسر أو السجن . وبعد سنين من العناء والعذاب والخسف وضياع العمر ربما يشرق عليه إشراقة السماء ويتبصر ببصيرة الإسلام الحق أن التطرف ليس من الله ولا في الدين من شئ . أعود والعود أحمد . يعقوب القاسمي .