جوامع الكلم وخواتيمه. المقالة السابعة . ومن المقدور القول من سياق الكلام أن أسلوب نبي العرب غير أسلوب إخوانه من الأنبياء ممن هم من الأعاجم أو من أصول غير عربية وظاهر القول أيضا أن وحي نبي العرب من غير وحي الأنبياء غير العرب . وربما يكون معين الوحي ومعدنه ذات المعدن إلا أن خصوصيات خلفية النبي تبيح إختلاف التعبير والتثبير والتباين في لغة التبليغ والإفصاح . وإلا ما سر توكيد نبي العرب وتأكيده على أنه أوتي جوامع الكلم وخواتيمه . ولو كان حاله من حال غيره من زملاءه في النبوة ولو تساو معهم تساوي أسنان المشط لما تذرع بهذا الكلام ولما أضرعته الحمى إلى الذهاب كل مذهب وسلوك وعر الشعاب ليقول هذا الكلام . ويفهم ضمنا لا صراحة أن لصاحب التوراة أسلوبه في التبليغ ولكتابه اسلوبه . وإن اسلوب التبليغ رهين بظروف الأقوام وأساليبهم الألسنية والكلامية . وإن من صلب أساليب الغير التنثير والتسطيح في الكلام . ومنها الأسترسال الأسلوبي. الأسلوب الراخي الذي ينتثر فيه المعنى ويضيع فيه المغزى . إن إسلوب جوامع الكلم ومن وراءها العرب يقف على طرفي النقيض من إسلوب الديانات الأخرى ولاسيما الدين الموسوي . إن إسلوب جوامع الكلم لهو غير الأسلوب القصصي الفضفاض الذي لا أول له ولا آخر . أعود والعود أحمد. يعقوب القاسمي.