إطلاق الحملة الأهلية لاحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيعمان- إبراهيم السواعير - انطلقت أول من أمس في تجمع النقابات المهنية الحملة الأهلية لاحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية ألفين وتسعة، مستهلة بكلمة راعي الحفل رئيس الحملة د. إسحق الفرحان الذي اشار الى إن الحملة الأهلية تشمل أربعة عشر قطراً عربياً، حملت شعار القدس توحّدنا .
وبيّن أنّ الحملة الأهلية في الأردن لها لجنة تحضيرية وتنفيذية، وتكونت من: اتحاد النقابات المهنية، وتجمع القوى المقدسية، وأمين عام الأحزاب العربية، ورابطة الكتاب، والنادي الأرثوذكسي العربي، وممثل وزارة الثقافة، وشخصيات ذات علاقة.
وأشار إلى شمول الحملة سائر النقابات المهنية والمؤسسات المقدسية، وتمتد على الساحة الأردنية في عمان وكلّ مدن المملكة وقراها حسب النشاط الذي تقوم به الأحزاب السياسية والمؤسسات المدنية بالتعاون مع اللجنتين التحضيرية والتنفيذية وبالتكامل مع الجهود الرسمية لوزارة الثقافة.
ومن أهداف الاحتفالية قرأ الفرحان: التأكيد على عروبة المدينة وإسلاميتها، وأنها لا تنازل عنها، ودعم مطلب الأخوة المسيحيين لتعريب الكنيسة الأرثوذكسية؛ بوصف المقدسات المسيحية خطاً أحمر لا حيدة عنه.
وتناول ممثل الهيئات المقدسية في الأردن د. صبحي غوشة ما تتعرض له المدينة الأسيرة من انتهاك؛ يسوقه مخطط يستهدف النيل من الحق العربي فيها، ودعا إلى الوقوف مع أهل المدينة وجعل الاحتفالية تؤكّد غاياتها في تأطير الحقوق، وتأكيد أهميّة الدعم المالي والسياسي لعاصمة الصمود والمقاومة، القدس.
وأثنى رئيس مجلس النقباء المهندس عبد الهادي الفلاحات على التكاتف في سبيل مواجهة الغازي بالحجة والكلمة؛ وساق ما يدعم عروبة المدينة وشرعية المطلب فيها؛ مبيّناً أن المدينة تحتاج وقفةً تدفع عنها الأذى، وتذود عن أهلها، وتنصرهم في ما يتعرضون إليه.
ومن كلمة رئيس المجلس الأرثوذكسي في الأردن وفلسطين د. رؤوف أبو جابر وقف المحتفون عند نقاط مضيئة في العيش المشترك ، و العهدة العمرية ، وهما محوران لا يُستهان بهما عند مناقشة وضع القدس: ماضياً، وحاضراً، وفي ما يستجدّ من أيّام.
ومن تطوافه في الحياة المسيحية والوجود المسيحي يشدّنا أن يواجه أهل القدس: مسلمُهُم ومسيحيُّهُم، المحتلَّ، ولعلّ في أسماء المسيحيين الوطنيين والبطاركة والمطارنة الذي ساقهم أبو جابر ما يؤكّد حرّية العيش المشترك، ولفظ السكّان للطارئ الغريب.
واشتمل الحفل، كذلك، على أغان وأناشيد مقدسية ومعرض تراث وصور ومجسمات، وجناح للكتاب المقدسي.
قرأ الشاعر د. أيمن العتوم قصيدةً حملت ما للشهيد من مكانة، وما للقدس من طيب جنبات.
الشاعر إبراهيم نصر الله راعى جوّ الحفل؛ فاورد الدّم لازمةً تكررت في دمهم :
دمهم صباح الخير،
دمهم مساء الخير،
دمهم تحيّتهم،
رسالتهم إلينا،
دمهم حكايتهم وخوفهمو علينا،
دمهم مساجدهم،
كنائسهم،
نوافذ دورهم،
دمهم محبّتهم،
وغضبتهم،
دمهم عتابٌ جارحٌ،
دمهم فضاءٌ فاضحٌ،.
دمهم حكاية أمّهم لصغارها،
دمهم رسالة وردةٍ لرحيقها،
دمهم طيور بلادهم ورياحها،
دمهم معاركهم،
وهدنتهم،
وطرفتهم إذا اندفع الغزاة،
دمهم صلاة

نصر الله الذي قرأ من أحلام صغيرة متمثّلاً بالشابي، متندّراً، ربما، وساخراً، اشتغل على:
هناك الكثير،
ولكنهم هاهنا لا يريدون غير الأقلْ،
صباحٌ أليفٌ،
وضحكة طفل
حياةٌ تسيرُ،
ويومٌ يمرُّ،
وعمرٌ يضيع،
وقمحٌ يحاول أن يتصابى،
فيعلو كنخل،
ونهرٌ صغير،
يرى حلمه،
في تسلّق تل
واستمر نصر الله الذي قال إنّ الاحتفال بالمدينة كونها عاصمةً للثقافة أمرٌ طيّب؛ مبرراً- في سؤالٍ ل الرأي عن طغيان الموضوع المباشر والنمط العمودي الشعري على الأمسية- بأنه يخدم ما في صدور المحتفي.
وقال إنّ فرصةً كبيرة ينبغي استغلالها، مشيراً إلى قراءاته القادمة في معرض تورينو للكتاب الذي تحل مصر ضيف شرف عليه، وهي القراءات التي يخصّها للمدينة، وقد كتب لها قصيدةً جديدةً من ديوانه الذي لم يطبع بعد لو أنني كنت مايسترو .
رئيس رابطة الكتاب قبيلات قال ل الرأي : إنّ مخطط الرابطة للاحتفاء بالمدينة سيكون مميزاً، مضيفاً أنّ الرابطة شاركت في الاحتفالين: الرسمي والأهلي للاحتفالية، ونسقت مع اتحاد الكتاب العرب بخصوص الأمسيات والندوات الأردنية فيها، وحول إمكانية زيارة المدينة والاحتفاء داخلها بها: فناً وأدباً، قال إن ذلك خضع لمناقشة، نافيا إمكانية ذلك. وقال إن إصداراتٍ ودراسات ستصدرها الرابطة في سياق المناسبة التي تؤكّد دائماً على الحق العربي في المدينة.
أمين القدس الحاج زكي الغول بيّن أنّ الاحتفاء بالمدينة ينبغي أن يحمل ما هو واقعي، داعيا الى أن تجاوز التغني بالتراث وإعادة قراءته إلى تمحيصه اليوم، وربطه بالراهن، وقال إن دراسة ظروف المدينة من الداخل، وتبيّن حال أهلها في الجانب الثقافي والاقتصادي والسياسي، أجدى سبيلاً؛ ولم ينف بالمجمل الاحتفاء بشخصيات المدينة ومراحلها والحضارات المتعاقبة عليها.
وتواصلت الاحتفالية بأناشيد لفرقة اليرموك وأغنيات للعراقي أحمد عبد الستار.
يشار الى ان الفعاليات التي تتواصل الى الجمعة تشتمل على افتتاح جناح للمأكولات والمشغولات المقدسية، وفعاليات للطفل في مسرح مجمع النقابات المهنية، ويستمر معرص الصور والمجسمات والتراث والكتاب المقدسي، ويوم الختام يكون يوما للتضامن العائلي مع بيت المقدس ساحة الشميساني مول . وتطلق ستة آلاف بالون في سماء عمان محملة بتحايا وأشواق الأردنيين إلى الأشقاء في بيت المقدس.