منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: دشْ بارد

  1. #1

    دشْ بارد

    دشْ بارد

    عدت إلي منزلي بعد حضور حفل عرس ، انصب همي فيه ليس علي العروسين بل علي الراقصة ، صدر عاري من الحجم الكبير لم يترهل بعد وسروال 00 سروال "إيه بقي ؟" قل وبعين فاحصة شرائط شفافة يخرج منها سيقان مرمرية وخصر وبطن كالعجين ، كل عضو لا يستقر في مكانه ، الصدر والبطن والأرداف جميعها يترجرج بأمرها ، وأنا الهث بعيوني الحائرة بين مفرق الصدر والشعر والسيقان ، تتلوي علي أنغام لحن يفقد "أجدعها واحد " الوقار ، خلعته مع الخالعين ونزلت حلبة الميدان أباري جيش الشباب الراقص ، يا خبر أبيض 000 غمزت لي "الرَّقََّّاصة " برمش عين واحدة ثم اتجهت نحو الصيد الثمين ، تمايلت ودارت حولي ثم استندت بظهرها علي صدري وكأنه جدار تلتمس منه الراحة ، سال العرق علي وجهي كفيضان نهر النيل ، فخشيت أن يغرق المسرح وتفقد المسكينة توازنها إن داست بقدمها العاري علي الماء ، لكنها فاجأتني وتكورت كحرف ياء البطة ودارت ببطيء دورة كاملة كادت عربات مؤخرة القطار أن تحتك بالجدار ، اندفع سيل من الدم الراكد داخل الشرايين وأزال من طريقه سدود الدهون المتراكمة بفعل الكلسترول وانتفخ الجلباب كشمسية الصيف الحارق ، فصفق الجمهور للراقصة بعد أن رفعت ساقها في الهواء بمستوي رأسها فبانت ورقة التوت التي تشبه سدادة فلين تمنع سائل الشراب من أن يراق من عنق الزجاجة ، غادرت هي المسرح بعد أن حيت جمهور الحضور وتركتني الملعونة لتعليقاتهم الساخرة ، فترت عواطفي وانسحبت للداخل وانسحبت أنا أيضاً عائداً إلي داري تداعبني أحلامي الصبيانية بقضاء سهرة حمراء أو بنفسجية أو أي لون قريب من لون الاحمرار ، بللت مفتاح الباب من ريقي ودفعته بقوة في منيمه بقفل الباب ثم أدرته دورة كاملة كدورة الراقصة علي المسرح ودخلت صالة المنزل ، ظلام دامس يحتوي المكان إلا من شعاع ضوء يتسلل علي استحياء من حجرة نومي يصاحبه غطيط أم العيال المنتظم ، هذا الغطيط بمثابة حارث الدار الأمين ، تنحنحت بصوت عالي وأحدثت جلبة وضوضاء علّها تستيقظ 00 لا حياة لمن تنادي 00 دخلت الحجرة و خاطبتها بأحب الأسماء إلي قلبها ، ابتلعت ريقها ثم حركت حملها الثقيل من كتل اللحم والشحم وغيرت من وضع جسدها المترهل ، وخزتها برفق ، زامت بصوت ناعس ، رفعت نبرة صوتي فخرج النداء بقوة
    : "إصحى يا هانم "
    خاطبتني وهي نائمة
    : طعام العشاء " في التلاجة سخنه وإتعشي "
    : " أنا اللي سخن 000 قومي عاوز أكلمك في موضوع يهمك"
    : يا رجل بطل حجج 000 تعبانه والدنيا برد
    وظللت أحاول إيقاظها حتى نجحت وسلمت لي نفسها مستسلمة دون وعي أفعل ما أشاء ، فبدأت في تجريدها من الثياب القطعة تلو القطعة ، الأولي والثانية والثالثة والرابعة 00 يا صبر أيوب 00 طبقات فوقها طبقات أشبه بورق " الكرنبة " ، كلما نزعت ورقة بدت لي ورقتان وكأنها متوالية هندسية لا نهائية حدها الأول قميص نوم كستور يقاوم برد الشتاء من زنة ألف رطل ، قبل أن نصل إلي شغاف الثمرة ، انتبهنا فجأة علي طرق متواصل علي باب حجرة نومنا ، ارتدينا ملابسنا علي عجل دون وعي ، سألت بصوت تمثيلي كأني قد استيقظت تواً من نومي من الطارق ؟
    : بابا أريد أشرب
    فتحت باب حصن الزوجية وقلعته المنيعة ورفعت صغيري إلي صدري وأجبته بلهفة إلي ما طلب ثم توجهت به إلي سريره بعد أن رويت ظمأه ، تهيأت للعودة إلي الجولة الثانية من المعركة كي اروي ظمأ رغبتي أنا الآخر ، بينما أستدير للعودة إلي حجرتي وإذا بصغيري يباغتني بالسؤال
    : بابا أنت لابس فستان ماما ليه ؟
    لم أستطع الإجابة وكأن سؤال الصغير صب علي أم رأسي دش بارد

  2. #2
    رائعة
    ماهذا الجمال ؟؟؟
    الأديب المبدع
    الشربينى خطاب
    لا تعليق على هذا العمل المدهش سوى
    دام الإبداع والتألق
    استمتعت جدا بجمال القصة
    وسلاسة سياقها وبلاغة الكلمات فى الوصف والشرح الدقيق والمغلف بالحياء والأدب

    تحية لقصة لا تستطيع أن تتخلف لحظة عن متابعتها بشغف ودون أن تعوقك أى شائبة فى الإيقاع السردى
    وتحية أخرى لخفة الظل التى تتميز بها هذه القصة التى اضحكتنى فى أحد أجزائها
    مما دفع بأبنى إلى النظر لى والتعليق :هوه فى أيه ياماما ؟؟
    أنا ويا الزمــن نـــــــاوي
    أكون الجــرح ومــــداوى
    أشيل الصعب فوق راسي
    وتبقى شغلــتى حــــــاوي

  3. #3
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشربينى خطاب مشاهدة المشاركة
    دشْ بارد

    عدت إلي منزلي بعد حضور حفل عرس ، انصب همي فيه ليس علي العروسين بل علي الراقصة ، صدر عاري من الحجم الكبير لم يترهل بعد وسروال 00 سروال "إيه بقي ؟" قل وبعين فاحصة شرائط شفافة يخرج منها سيقان مرمرية وخصر وبطن كالعجين ، كل عضو لا يستقر في مكانه ، الصدر والبطن والأرداف جميعها يترجرج بأمرها ، وأنا الهث بعيوني الحائرة بين مفرق الصدر والشعر والسيقان ، تتلوي علي أنغام لحن يفقد "أجدعها واحد " الوقار ، خلعته مع الخالعين ونزلت حلبة الميدان أباري جيش الشباب الراقص ، يا خبر أبيض 000 غمزت لي "الرَّقََّّاصة " برمش عين واحدة ثم اتجهت نحو الصيد الثمين ، تمايلت ودارت حولي ثم استندت بظهرها علي صدري وكأنه جدار تلتمس منه الراحة ، سال العرق علي وجهي كفيضان نهر النيل ، فخشيت أن يغرق المسرح وتفقد المسكينة توازنها إن داست بقدمها العاري علي الماء ، لكنها فاجأتني وتكورت كحرف ياء البطة ودارت ببطيء دورة كاملة كادت عربات مؤخرة القطار أن تحتك بالجدار ، اندفع سيل من الدم الراكد داخل الشرايين وأزال من طريقه سدود الدهون المتراكمة بفعل الكلسترول وانتفخ الجلباب كشمسية الصيف الحارق ، فصفق الجمهور للراقصة بعد أن رفعت ساقها في الهواء بمستوي رأسها فبانت ورقة التوت التي تشبه سدادة فلين تمنع سائل الشراب من أن يراق من عنق الزجاجة ، غادرت هي المسرح بعد أن حيت جمهور الحضور وتركتني الملعونة لتعليقاتهم الساخرة ، فترت عواطفي وانسحبت للداخل وانسحبت أنا أيضاً عائداً إلي داري تداعبني أحلامي الصبيانية بقضاء سهرة حمراء أو بنفسجية أو أي لون قريب من لون الاحمرار ، بللت مفتاح الباب من ريقي ودفعته بقوة في منيمه بقفل الباب ثم أدرته دورة كاملة كدورة الراقصة علي المسرح ودخلت صالة المنزل ، ظلام دامس يحتوي المكان إلا من شعاع ضوء يتسلل علي استحياء من حجرة نومي يصاحبه غطيط أم العيال المنتظم ، هذا الغطيط بمثابة حارث الدار الأمين ، تنحنحت بصوت عالي وأحدثت جلبة وضوضاء علّها تستيقظ 00 لا حياة لمن تنادي 00 دخلت الحجرة و خاطبتها بأحب الأسماء إلي قلبها ، ابتلعت ريقها ثم حركت حملها الثقيل من كتل اللحم والشحم وغيرت من وضع جسدها المترهل ، وخزتها برفق ، زامت بصوت ناعس ، رفعت نبرة صوتي فخرج النداء بقوة
    : "إصحى يا هانم "
    خاطبتني وهي نائمة
    : طعام العشاء " في التلاجة سخنه وإتعشي "
    : " أنا اللي سخن 000 قومي عاوز أكلمك في موضوع يهمك"
    : يا رجل بطل حجج 000 تعبانه والدنيا برد
    وظللت أحاول إيقاظها حتى نجحت وسلمت لي نفسها مستسلمة دون وعي أفعل ما أشاء ، فبدأت في تجريدها من الثياب القطعة تلو القطعة ، الأولي والثانية والثالثة والرابعة 00 يا صبر أيوب 00 طبقات فوقها طبقات أشبه بورق " الكرنبة " ، كلما نزعت ورقة بدت لي ورقتان وكأنها متوالية هندسية لا نهائية حدها الأول قميص نوم كستور يقاوم برد الشتاء من زنة ألف رطل ، قبل أن نصل إلي شغاف الثمرة ، انتبهنا فجأة علي طرق متواصل علي باب حجرة نومنا ، ارتدينا ملابسنا علي عجل دون وعي ، سألت بصوت تمثيلي كأني قد استيقظت تواً من نومي من الطارق ؟
    : بابا أريد أشرب
    فتحت باب حصن الزوجية وقلعته المنيعة ورفعت صغيري إلي صدري وأجبته بلهفة إلي ما طلب ثم توجهت به إلي سريره بعد أن رويت ظمأه ، تهيأت للعودة إلي الجولة الثانية من المعركة كي اروي ظمأ رغبتي أنا الآخر ، بينما أستدير للعودة إلي حجرتي وإذا بصغيري يباغتني بالسؤال
    : بابا أنت لابس فستان ماما ليه ؟
    لم أستطع الإجابة وكأن سؤال الصغير صب علي أم رأسي دش بارد
    سرد جميل وممتع ... وكلمات سهلة لا يوجد فيها أي حشو .. وسلاسة في الجملة القصصية...
    وربما تعالج موضوع مهم يعاني منه عدد ليس قليل من الناس في منطقتنا العربية ..حيث جعلت هموم الحياة المتنوعة الكثيرين يتخلون عن حقوقهم الشخصية التي أحلها الشرع والعقل....
    دمت متألقاً
    تحيتي

  4. #4
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى إمام عبد الواحد مشاهدة المشاركة
    رائعة
    ماهذا الجمال ؟؟؟
    الأديب المبدع
    الشربينى خطاب
    لا تعليق على هذا العمل المدهش سوى
    دام الإبداع والتألق
    استمتعت جدا بجمال القصة
    وسلاسة سياقها وبلاغة الكلمات فى الوصف والشرح الدقيق والمغلف بالحياء والأدب

    تحية لقصة لا تستطيع أن تتخلف لحظة عن متابعتها بشغف ودون أن تعوقك أى شائبة فى الإيقاع السردى
    وتحية أخرى لخفة الظل التى تتميز بها هذه القصة التى اضحكتنى فى أحد أجزائها
    مما دفع بأبنى إلى النظر لى والتعليق :هوه فى أيه ياماما ؟؟
    الصديقة العزيزة / ندي إمام عبد الواحد
    قاصة بارعةو شاعرة مرهفة الحواس لن تقرأ هذه القصة إلا بوعي عالي بفن الكتابة النثرية فتاتيني منها مشاركة ـ أثلجت صدري ـ توازي بل قد تفوق زهور العالم كله ، ساكتفي بواحدة وأهديكي الباقة
    خالص شكري وامتناني

  5. #5
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشربينى خطاب مشاهدة المشاركة
    الصديقة العزيزة / ندي إمام عبد الواحد

    قاصة بارعةو شاعرة مرهفة الحواس لن تقرأ هذه القصة إلا بوعي عالي بفن الكتابة النثرية فتاتيني منها مشاركة ـ أثلجت صدري ـ توازي بل قد تفوق زهور العالم كله ، ساكتفي بواحدة وأهديكي الباقة

    خالص شكري وامتناني
    ****
    الأديب البهى الشربينى خطاب
    شكرا لك على هذه الكلمات الكبيرة
    والله أخجلتم تواضعنا
    ودعواتى لك بالتألق الدائم
    وهديتك مقبولة
    فهذا يسعدنى ويشرفنى ان تأتنى الورود من حديقتك الغناء
    أنا ويا الزمــن نـــــــاوي
    أكون الجــرح ومــــداوى
    أشيل الصعب فوق راسي
    وتبقى شغلــتى حــــــاوي

  6. #6
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام عزوز مشاهدة المشاركة
    سرد جميل وممتع ... وكلمات سهلة لا يوجد فيها أي حشو .. وسلاسة في الجملة القصصية...
    وربما تعالج موضوع مهم يعاني منه عدد ليس قليل من الناس في منطقتنا العربية ..حيث جعلت هموم الحياة المتنوعة الكثيرين يتخلون عن حقوقهم الشخصية التي أحلها الشرع والعقل....
    دمت متألقاً
    تحيتي
    الأستاذ الفاضل / حسام عزوز
    قراءة واعية وفهم رائع لمدلول
    النص ودراية بفن القص
    دمت بود

المواضيع المتشابهه

  1. موضوع بارد في وطن ساخن *حسين الحمداني
    بواسطة الحمداني في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-16-2014, 12:20 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •