منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 8 من 9 الأولىالأولى ... 6789 الأخيرةالأخيرة
النتائج 71 إلى 80 من 84
  1. #71
    العصا الغليظة ( ثلاثية الاستبداد – القهر – التخلف ).
    تأليف الدكتور : حلمي محمد القاعود
    الناشر : دار المختار القاهرة - 2008م
    عدد الصفحات : 224 قطع متوسط
    ..................................

    يقول المؤلف:
    هذه الكلمات كانت صدى لأحداث جرت في الفترة القريبة الماضية ، وتمثل نتائج لواقع مؤسف تعيشه أمتنا عامة ، وشعبنا المصري خاصة ، منذ مطالع القرن العشرين ، ومازال مستمرا حتى اليوم ، ويزداد سوءا كلما مر بنا الوقت ، مما يعطي انطباعا بالتشاؤم والإحباط وفقدان الأمل في المستقبل !! ويمنح هذه الكلمات مشروعية القراءة والتأمل حتى تتغير الأحوال !
    شعوب العالم كلها حتى تلك التي لم يكن لها اسم على الخريطة الدولية ، عرفت كيف تتعايش وتتوافق وتؤسس لبناء حضاري في الصناعة والزراعة والتجارة والاقتصاد ، وقبل ذلك العلم والمعرفة وتجديد الدماء السياسية والفكرية والثقافية ، ولكننا نخطو إلى الأمام خطوة ، ونعود إلى الوراء خطوات .. وسبب ذلك واضح لا يخفى على أحد ، وهو " العصا الغليظة " التي تستخدمها السلطة ضد شعبها ، ترفعها مؤقتا في بعض الأحيان ، ولكنها تعود وتستخدمها بشراسة أشد ووحشية أكبر ، مما جعل "المصري " بلا قيمة ولا ثمن ، داخل وطنه وخارجه على السواء ، مهما علت مكانته وارتفع مكانه ...
    إن ثلاثية الاستبداد والقهر والتخلف تمسك بخناق الشعب ، والأمة ، مما أعطى لأعدائنا وخصومنا فرصة العمل " الآمن " ! داخل أوطاننا ، وصرنا "معرّة الأمم" ، لولا ومضات تبرق هنا وهناك تبشر بالأمل والعمل والمقاومة والتضحيات ، وهو ما يضع على عاتق شعوبنا مهمة صعبة وشاقة في مقاومة الاستبداد والقهر والتخلف جميعا ..
    لقد شهدنا على مدى عامي 2004، 2005م ، حراكا سياسيا ملحوظا ، ولكنه كان قاصرا على نخبة محدودة، دفعت ثمنا باهظا لمواقفها ، في ظل قسوة بوليسية مفرطة ، وتهالك إداري واضح ، وفساد غير محدود ، وكذب مفضوح تقوم به أبواق مأجورة من مثقفي السلطة وكتابها ، ومع توالي الكوارث والمصائب التي تصيب المصريين مثل غرق العبارات ، وتصادم القطارات ، والإصابة بأوبئة الطيور والحيوانات .... فإن الأمور في حاجة إلى استنهاض الهمم واستثارة العزائم لمعالجة أوضاعنا المتردية والانهيار الاجتماعي الاقتصادي الثقافي التعليمي التربوي .. والعلاج يبدأ بوصفة بسيطة جدا وسهلة للغاية أسمها : " الحرية " .. وبالحرية يمكن أن نبني وطنا حقيقيا ، وأمة واعدة ..

  2. #72
    معركة الحجاب والصراع الحضاري
    تأليف الدكتور حلمي محمد القاعود
    الناشر مركز الإعلام العربي بالقاهرة 2008م
    - يقع في 136 صفحة من القطع المتوسط.
    ..........................................

    يقول الناشر عن هذا الكتاب إنه جهاد بالقلم انتصارا للحجاب في معركة الغرب ضده ، وكشف لأغوار هذه المعركة ودلالاتها وأهدافها . وتتبع تاريخي لجذور العداء الغربي للحجاب الذي بلغ ذروته في فرنسا – دولة الحرية والإخاء والمساواة – بقرار الحكومة الفرنسية منع الطالبات المحجبات من دخول مدارسهن ، لتقف العلمانية الغربية في مفترق طرق ، وتقدم بنفسها دليل إدانتها ، وعدم مصداقيتها .
    والكتاب تعرية للنخب المثقفة العربية المسلمة التي تضافرت مع الغرب في حربه ضد الحجاب ، ولم تتورع عن الافتراء على النصوص القرآنية الصريحة ، ولي عنقها لتقدم مبررات مغلوطة لموقفها العدائي من الحجاب .
    ثم إن الكتاب كشف لنوايا الغرب الحقيقية في موقفه من الحجاب الذي انتقلت إليه الحملة العدائية ضده من فرنسا إلى دول أخرى مثل ألمانيا ، وهولندة ، وبلجيكا ، متسترة تحت زعم " تحييد المؤسسات العامة وتجنيبها مخاطر الصراعات العقدية ، واحترام القواعد الأساسية للحياة المشتركة" – كما ورد في تصريحات الرئيس الفرنسي السابق " شيراك" أثناء أزمة الحجاب في فرنسا عام 2003م ، فالهدف الحقيقي غير المعلن هو تحييد الإسلام وإبعاده بمحوريه الديني والحضاري معا .
    الكتاب بعد ذلك محاولة لإنعاش الذاكرة التاريخية للنخب المثقفة التي تناصر الغرب في موقفه المتعسف من الحجاب لتربط بين هذا الموقف وغيره من المواقف على مدى حقب التاريخ ، ومراحل العلاقة بين الإسلام والغرب ، وتدرك أن معركة الحجاب حلقة في سلسلة متصلة .
    وإجمالا – يقول الناشر – نقدم هذا الكتاب توعية للقارئ العربي بهذه المعركة كإحدى آليات الصراع الحضاري بين الإسلام والغرب .
    إنه جهد تأصيلي قام به مشكورا الدكتور حلمي محمد القاعود في إطار دفاعه عن القيم الحضارية الإسلامية ، ووقوفه الصارم – بقلمه – في وجه محاولات الغرب لطمس وتشويه هذه القيم ، بل واستعداء بعض أهلها عليها .

  3. #73
    المدخل إلى البلاغة القرآنية –
    تأليف الدكتور حلمي محمد القاعود
    الناشر : دار النشر الدولي بالرياض – 2007م
    عدد الصفحات :320 صفحة .
    ...............................

    يدور هذا الكتاب حول القرآن الكريم وبلاغته من خلال ستة فصول تسبقها مقدمة ( خطبة الكتاب ) يتحدث فيها المؤلف عن رحلته مع القرآن التي تجاوزت الستين عاما مذ نذرته أمه للقرآن حين ولد ، إن أبقاه الله حيا ؛ حيث عاش ضعيف البنية ، يعاني من متاعب صحية شتى ، وكان حلمه أن يتم آخر كلمة في هذا الكتاب ، وقد حقق الله له هذا الحلم ، وظهر الكتاب إلى الناس يحمل خبرة طويلة في قراءة القرآن الكريم عبر ستة فصول يتحدث أولها عن الجوانب التاريخية للقرآن الكريم من حيث أسباب النزول ، وعملية التدوين ، واللغة التي نزل بها الذكر الحكيم , وفي الباب الثاني يتناول الكتاب الجانب الأسلوبي من حيث اللفظ والآية والفاصلة والسورة ، ويطبق على ذلك في الفصل الثالث عارضا للقيم العامة من خلال الأسلوب القرآني ثم الصور البلاغية والمشاهد الحية .
    ويتوقف الكتاب عند الإعجاز القرآني في الفصل الرابع فيتحدث عن معجزة القرآن وآراء العلماء فيها قديما ، والرؤى المعاصرة التي تناولت الإعجاز القرآني علميا أو إعلاميا أو عدديا أو دعويا أو تربويا أوغير ذلك .
    في الفصل الخامس وقفة مطولة مع فضل القرآن الكريم على العرب واللغة العربية والعلوم التي صنعت حضارة العرب والمسلمين .الفصل الأخير يخصصه الكتاب للقصة القرآنية من حيث طبيعتها وصفاتها والبناء القصصي مع دراسة نماذج تطبيقية من القصص القرآني مثل قصة يوسف و قصة موسى عليهما السلام .
    في الخاتمة يؤكد المؤلف أن القرآن الكريم هو صمام الأمان لأمتنا المظلومة ، وهو الذي سيحررها بإذن الله تعالى ، حين تصغي إلى آياته وتحولها إلى سلوك عملي وتطبيقي بعد أن تدرسها وتفقهها فقها صحيحا ، وتعتمدها منهجا وطريقا إلى غد يقوم على الإخلاص والجهد والإتقان والمعرفة والتفوق في كل مجالات الدين والدنيا .

  4. #74
    واحد من سبعة - تأليف الدكتور حلمي محمد القاعود
    الناشر كتاب قطر الندى العدد 164
    ..................................

    من يعرف الكاتب وكتاباته الجادة الصارمة ، لا يتصور أنه هو الذي يكتب للأطفال في هذا الكتاب الذي صدر بمناسبة موسم القراءة للجميع . ولكن من يعلم أن الكاتب بدأ حياته بكتابة القصة القصيرة والرواية قبل أن تشغله القضايا العامة فضلا عن الواجبات العلمية والنقدية لا يستغرب هذه المفاجأة اللطيفة .
    إن الكتاب يضم ست قصص من التاريخ الإسلامي يقدمها المؤلف للصبيان والبنات في إيجاز وبساطة ولغة مختارة بعناية ، بل إن الكبار أعجبوا بها لأنها تقدم لهم صفحات ناصعة من تاريخنا الإسلامي منذ صدر الدعوة الإسلامية حتى فتح القسطنطينية ( استانبول الآن )..
    تحكي القصة الأولي ما قام به الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري وقد بلغ الثمانين من عمره ؛ عندما أصر على المشاركة في أول جيش إسلامي توجه بقيادة يزيد بن معاوية لفتح القسطنطينية ، ولم يستجب لرجاء يزيد بالبقاء بل أصر على الخروج مع الجيش وأوصى أن يدفن على أسوارها إن لم تفتح .. وكان له ما أراد ! حتى جاء محمد الفاتح القائد العثماني بعد مئات السنين وفتح المدينة ، فأعاد دفنه في داخلها ، فقد عده الفاتح الحقيقي.
    القصة الثانية تحكى قصة عكرمة بن أبى جهل وإسلامه وجهاده من خلال قصة مؤثرة يظهر فيها إيثار الصحابة وتضحياتهم .
    القصة الثالثة تحكى قصة صحابي آخر هو زيد الخير كما سماه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن كان اسمه زيد الخيل .
    القصة الرابعة التي صارت عنوانا للمجموعة تحكي قصة بلال بن رباح وقصة تمسكه بالعقيدة وجهاده في سبيل الله حتى توفي عام 20 للهجرة.
    وتحكي القصة الخامسة قصة عمر بن الخطاب وعدله في الرعية ، حيث حقق الأمن والقوة للبلاد والعباد.
    القصة السادسة عن أم سلمة رضي الله عنها ، وقصة هجرتها من مكة إلى المدينة المنورة برفقة عثمان بن طلحة ، ليجتمع شمل عائلتها حيث استشهد أبوسلمة وكافأها الله بالزواج من النبي – صلى الله عليه وسلم – لتكون أما للمؤمنين جميعا .
    أعد رسوم الكتاب الفنان عصام طه، وهي رسوم جميلة ومعبرة ، وتعبر عن شموخ أبطال القصص التي وردت في الكتاب .

  5. #75
    جائزة الشجاعة المدنية

    بقلم: أ. د. حلمي محمد القاعود
    ..............................

    ذهب الكاتب المصري الشيوعي ( سابقا ) " على سالم " إلى مقر السفارة الأمريكية في لندن ، وتسلم من السفير يوم الأربعاء 19/11/2008م جائزة الشجاعة المدنية ، وقدرها 50 ألف دولار أمريكي .
    في الوقت ذاته كان الغزاة النازيون اليهود يًحكمون حصارهم بمساعدة بعض العرب المسلمين حول قطاع غزة ، حيث لا يجد أهل القطاع وقوداً ولا كهرباء ، ولا دواء ولا غذاء ، ولا يستطيعون الخروج من المعابر ولا يدخلون ..إنهم ينتظرون الموت الجماعي أو الإبادة الجماعية على يد الغزاة النازيين اليهود !
    كان " على سالم " صاحب "أغنية على الممر " منتشياً بالجائزة ، وسعيداً بمن سلموها له من الأمريكان والصهاينة ، وقال مفاخراً ومباهياً : " إن الجائزة مهمة جداً من الناحية المعنوية ، لأنني سعيد أن الناس ترى ما أفعله " ، وأعرب على سالم عن سعادته بأن هناك أناساً يمكن أن يقدروا عمله ، وقال إن الجائزة التي تمنحها مؤسسة ترين في الولايات المتحدة ، اعتراف بكل دعواته إلى السلام مع الكيان النازي اليهودي الغاصب في فلسطين المحتلة ، ومعارضة من جانبه لما أسماه التطرف الإسلامي ، حيث إن هناك – كما يرى – ارتباطاً بين غياب السلام والتطرف !
    من حق على سالم ، أن يعتقد بالأفكار التي تناسبه حتى لو تناقضت مع مواقف سابقة كانت تبدو أساسية وعضوية ، ومن حقه أن يؤيد الغزاة النازيين اليهود ، وهم يقتلون الشعب الفلسطيني ويسحقونه ويحاصرونه حتى الموت ، ومن حقه أن يؤيد جيش الغزو الصهيوني وهو يطوّر القاعدة العسكرية الصليبية الاستعمارية المتوحشة في فلسطين ، ويهدد الدول العربية والإسلامية بالدمار والخراب والهلاك ، من حق على سالم أن يؤيد ويبارك ما يفعله العدوّ الصهيوني ، والأب الروحي المتوحش في واشنطن وعواصم الغرب ..
    من حقه أن يفعل كل شيء ، ولكن ليس من حقه أن يفرض على الأمة أفكاره ورؤاه التي تقضى بالتفريط في عقيدتها وأرضها وكرامتها ومقدساتها .. ليس من حقه أبدا ، ما معنى معارضته لما يسمى " التطرف الإسلامي " ؟ هل يقصد المقاومة الإسلامية للقتلة الغزاة اليهود ؟ هل يقصد التمسك بالدين الإسلامي مثلما يتمسك بدينهم الغزاة النازيون اليهود ؟ ويمنحون دارسي الدين اليهود امتيازات مادية ومعنوية ؟ إن كان يقصد ذلك فنحن نرفض أفكار على سالم في هذا السياق ونؤكد على أن الأمة الإسلامية مهما تعرّضت للقهر والذل والهوان لن تبيع إسلامها وعقيدتها وأرضها ، وستقبض عليها كما تقبض على الجمر !
    إن على سالم ، السعيد بالخمسين ألف دولار ، يجب أن يتذكر أن الرئيس السادات ذهب إلى القدس المحتلة قبل ثلاثين عاماً أو يزيد ، وخاطب القتلة الغزاة في عقر احتلالهم ، وقدم لهم كل التنازلات الممكنة كي ينزلوا عند إرادة السلام ، ويسلّموا الحقوق التي اغتصبوها إلى أهلها ، ولكنهم رفضوا ، وحوّلوا الأمر إلى مفاوضات تعقبها مفاوضات ، تليها مفاوضات دون جدوى وفى الوقت نفسه ، لا يتورعون عن قتل الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري بالطائرات والمدفعية والدبابات والصواريخ ، ويزرعون الضفة والقدس والجولان بالمستوطنات وحواجز التفتيش والإرهاب ، وتشديد الحصار على الشعب الأعزل ، ويتحدثون – يا للفجور – عن الإرهاب والتطرف ، فهل هذا هو السلام يا علىّ ، يا صاحب جائزة الشجاعة المدنية ؟
    ثم ما معنى الشجاعة المدنية .. هل تقابل الشجاعة العسكرية ؟ وهل الشجعان العسكريون الصهاينة والصليبيون يؤسسون للاستسلام والانهزام أمام جبروتهم الاستعماري باسم الشجاعة المدنية ؟
    أليس غريباً يا على أن يكون الشجعان المدنيون الذين يؤسسون للهزيمة وقبولها ورفض المقاومة وتكاليفها ، من اليساريين التقدميين الاشتراكيين ؟ سبقك إليها أهل كوبنهاجن وجمعية السلام ، بل إن غلاة رافضي المقاومة الفلسطينية في منظمة التحرير الفلسطينية هم من اليساريين ( المدعو عبد ربه على سبيل المثال ! ) ، ثم إن الشيوعيين المصريين والعرب كانوا أول من نادي بالتعاطف مع الغزاة النازيين اليهود في فلسطين ، ووصفوا حرب الإنقاذ والنجدة للشعب الفلسطيني التي شاركت فيها الدول العربية بأنها " حرب قذرة " ! وتضامنوا علناً مع حزب " المابام " – العمال - اليهودي بقيادة بن جوريون - ؟! وأخيراً اختزلوا الصراع مع الغزاة النازيين اليهود في " التطبيع " ! لقد نجح " هنري كورييل " في اللعب بالمخ العربي عن طريق اليسار العربي لصالح العدوّ الصهيوني ، وحوّل عداءه من المقاومة للغزو النازي اليهودي ، إلى عداء للإسلام ، وكل ما يمت للإسلام بصلة !
    ومع ذلك – يا علىّ – فهناك شيوعيون محترمون – كانوا ينفقون على التنظيمات الشيوعية من جيوبهم وأملاكهم ، لأنهم كانوا يعتقدون بصحة النظرية الشيوعية ، وأن غايتهم مقاومة الاستعمار والاستبداد ، وللأسف فقد رحل كثير منهم ، أو صمتوا ، أو أصيبوا بخيبة وصدمة في الرفاق الذين صاروا على استعداد لبيع أي شيء من أجل مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية ، وانظر حولك في الصحافة والإعلام وحزب السلطة والتنظيم الطليعي !
    تمنيت يا على سالم – يا صاحب أغنية " على الممرّ " ، أن تدين مرّة واحدة ، حصار غزة أو قتل الفلسطينيين في الشوارع والحواجز وغرف نومهم ، أو إقامة المستوطنات أو الهجرة غير المشروعة إلى فلسطين التي يقوم بها اليهود من أنحاء العالم .. ولكنك لم تفعل أبداً ، بل تكررت زياراتك لفلسطين المحتلة ومدنها وكتبت عن الغزاة النازيين معجباً " بتحضرهم " وحياتهم ومعيشتهم ، حتى منحوك درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة بن جوريون عام 2005م !
    لاشك أنهم مدينون لك يا على بأكثر من جائزة قيمتها خمسون ألف دولار ، فأنت تستحق أكثر من ذلك ، فقد كنت شجاعاً في قبول الهزيمة ، ورفض المقاومة والموافقة على تسليم المقدسات ! مثلك كثير .. ولكن المقاومين أكثر ، وأحباب الإسلام بلا عدد ، وتلك الأيام نداولها بين الناس !
    ..................................
    *المصريون ـ في 25/11/2008م.

  6. #76
    عباد الرحمن .. وأخلاق العبيد!

    بقلم: أ.د .حلمي محمد القاعود
    .................................

    سألني سائل : لماذا يحترم الشعب الفرعوني الجنسيات الأجنبية ويحتفي بها ، وفى الوقت نفسه يحتقر بعضه بعضاً ويزرى ببعضه إلا من كان مسئولاً يملك سوط السلطة أو نبوت الشرطة ؟
    وكأنّ السائل يعتب علىّ ما كتبته من قبل في تحميل الفرعنة للشعب والحكام معاً ، ويُريد أن يُحمّل الشعب وحده المسئولية كاملة ، فهو الذي يصنع الآلهة ويعبدها ، وعليه أن يقبل ما يجرى له وفقاً لأمزجة الآلهة المصنوعة .
    وقال لي آخر ونحن في صالة السفر بالمطار: انظر كيف يعاملون الأجانب ، ويبالغون في تكريمهم ، بينما المصري إلا إن كان ذا حيثية سلطوية أو منسوبة إلى السلطة تتم إجراءاته فوراً ، ويجد من يساعده ، ومن يوسع الطريق للباشا ، ومن يأخذ أوراقه ليتجاوز بها العجائز أمثالك أو من يتوكأون على عصا مثل عصاك !
    حتى من كان مسئولاً سابقاً ، يصعب عليه أن يقف في الصف ، أو يبحث عن حقائبه بنفسه ، أو يدفع عربة الحقائب بيده . هناك من يأتي ، أو يحرص على من يأتي ليقوم له بكل شيء على أن يكون من غير عمال المطار أو موظفيه ، ليتحقق له التميز والمغايرة والحرص على " البريستيج " .. ويضيف المتحدث ، ألم تر الرئيس السابق كارتر ، وهو يمضى في مطارات واشنطن ولندن وشرم الشيخ ، وهو يدفع عربة الحقائب بيده ويقف في الصف مثله مثل غيره من الناس دون أن يعانى من مركب نقص أو إحساس بالدونية أو شعور بتورّم الذات ؟
    شارك في الكلام مسافر كان يجلس قبالتنا ، فذكر أن المصري لا قيمة له في أي مكان إلا إذا كان مربوطاً بحبل السلطة أو الرشوة ، وأن العيون الزرق لها الأفضلية العليا على العيون السمر في شتى المواقف والمناسبات ، وضرب مثلاً أعادنا إلى الحادث الإرهابي في الأقصر قبل عشر سنوات أو أكثر ، حين عوقب وزير الداخلية على الهواء أمام الدنيا كلها ، وعاد راكباً قطارا يعد الفلنكات ويقطع المسافة إلى القاهرة في وقت طويل ، وكان قد ذهب إلى الأقصر في الطائرة السريعة مرافقاً للرئيس ! هل تعرف السبب ؟ كان الضحايا من أصحاب العيون الزرق ، أي من غير المسلمين ، وهؤلاء قيمتهم عالية للغاية ، ويجب التكفير عن الجريمة التي ارتكبت في حقهم بكل الوسائل ولو كانت الإطاحة بأكبر رأس في جهاز الأمن علناً وعلى رؤوس الأشهاد ! تأمل الفارق عندما جرت حوادث دهب ونويبع وشرم الشيخ ! لم يحدث شيء ذا بال ، لأن الأغلبية الساحقة من الضحايا كانوا من أصحاب العيون السود ؛ أي من المصريين البائسين ، وهؤلاء لا ثمن لهم ولا قيمة !
    تدخل السائل الأول ، وأصرّ أن الشعب المصري يحمل في جيناته الآن ، بحكم التراكم التاريخي ، كرات دموية خاصة قوامها العبودية والقابلية للاستعباد ، تجعله يركع دائماً أمام القوة أو السلطة ، سواء كانت داخلية أو خارجية ، مادية أو معنوية ، والأمثلة كثيرة على ذلك عبر التاريخ ، وانظروا اليوم كيف يخضع أستاذ الجامعة لأمين شرطة أو ضابط صغير ، وكيف تكون الحظوة والتدليل لبوق إعلامي أو مطبل أجوف أو مشخصاتي أو زمّار مأجور على أهل العلم وقادة الفكر وروّاد الثقافة والعاملين في الحقول والمصانع والأسواق والمواقع المختلفة .. إن العنصرية تكاد تمزّق المجتمع وتفتك بمكوّناته ، وتظل متوهجة إلى أن تصطدم بالآخر الأجنبي ، فتختفي تماماً ، وتتحوّل إلى عبودية شاملة في اللغة والفكر والسلوك ، وتأمل تعامل السلطة القوية مع كيان الغزاة النازيين اليهود ، إنه انبطاح كامل ، لا يستطيع أن يرفع رأسه ولو بالكلام فحسب ، ناهيك عن أمريكا وبعض الدول العربية الغنية ! وتستطيع على ضوء ذلك أن تفسر ما يلاقيه المصري في الغربة من هوان واستضعاف واستذلال ، وهو ما حوّل بعض المصريين إلى منافقين محترفين يشي بعضهم ببعض لأصحاب الأعمال خوف انقطاع الرزق أو رغبة في الوصول إلى منفعة ، يستوي في ذلك العامل البسيط والخبير المتميز .
    قال المسافر الذي يجلس قبالتنا ، أريد أن أشير إلى ما قاله الأستاذ الذي تحدث عن جينات العبودية أو القابلية للاستعباد ، التي تحدث عنها المفكر الإسلامي الراحل " مالك بن نبي " وإن كانت قد جاءت في سياق آخر ( القابلية للاستعمار ) ، والاستعمار والاستعباد مادتهما واحدة على كل حال ، العبودية في الإسلام جاءت من أجل الخالق سبحانه وحده ، وليس لأحد آخر ، بوصفه مالك الرزق والأجل حيث لا يملكهما سواه ، ومن يتأكد من ذلك ، فهو يعيش حرّاً نبيلاً في سلوكه وأخلاقه لأنه لا يخضع إلا لله وحده ، الذي قال جلّ شأنه : " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ " ( الذاريات : 56 – 58 ) .
    ثم إن الحق سبحانه ، وصف المؤمنين به الذين يعبدونه بعباد الرحمن ، ووصفهم بأنهم الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وقد بشرهم بالجنة جزاء على عبوديتهم الحقيقية له ، حيث لم يعبدوا غيره أو يشركوا به أحداً من خلقه وهم في كل الأحوال أصحاب العقول المضيئة : " وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ " ( الزمر : 17 – 18).
    الإيمان يجعل العبودية لله شرفاً وميزة وطريقاً إلى الحرية في الدنيا ، والجنة في الآخرة ، أما أخلاق العبيد فهي تختلف تماماً لأنها أخلاق فاسدة ، ينسى أصحابها وجود الله ، ويعتقدون أن المخلوقات المماثلة هي التي تملك الرزق وتستحق العبادة . وهؤلاء هم الذين يُسيّرون المجتمع المصري الآن ، وينخرون جسده كالسوس ، ويعيقون تطوره ، ويطرحونه ذليلاً مهيضاً أمام الغرباء والفاسدين حتى بدا مُثلةً يعبث بها كل مغامر وانتهازي !
    قال واحد من المسافرين ، وكان صامتاً طوال الحديث ، أراكم تتحاملون على الشعب المصري كثيرا؛ فأبناء هذا الشعب هم الذين حققوا ملحمة العبور في رمضان 1393هـ ( أكتوبر 1973م ) ، وهم الذين يبدعون ويعملون داخل مصر وفى الوطن العربي والعالم ، ويظهر منهم المتفوقون والناجحون الذين تباهى بهم الدنيا ، وأمريكا نفسها تضم آلافاً من المصريين المتميزين في الإنتاج والعمل والبحث والمجالات الإنسانية الأخرى .
    انفعل جارى ، وأشار إلى المتحدث ، وكأنه يختم الحديث ، حيث أوشكت الرحلة ، وسمعنا النداء للتوجه إلى باب الخروج من الطائرة :
    يبقى أن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا ، وأن الشعب الفرعوني من القوم الفاسقين ، فالعلو في الأرض والفسق لا ينتجان إلا هذا البؤس الذي نعيشه ولا حول ولا قوة إلا بالله . قوموا إلى طائرتكم يرحمكم الله .
    هامش :
    صبيان الكنيسة في صحف التعري والسيراميك وصفوا الصحابي الجليل أبا هريرة - رضي الله عنه – براوي الأكاذيب !! .. هل يستطيعون أن يصفوا واحدا من قادة التمرد الطائفي في الكنيسة بمثل هذا الوصف ، أم إنهم يعلمون أنهم سيدفعون الثمن غاليا ؟
    ........................
    *المصريون ـ في 10/3/2009م.

  7. #77
    محفوظ عجب .. والكُتّاب الجدد!
    بقلم: أ.د .حلمي محمد القاعود
    ...................................

    الكتاب الجدد نمط جديد قديم من الكتاب الذين يلبسون الحق بالباطل ، ومن خلال تدليسهم على الناس يرددون مقولات خاطئة ، ولا يملون من تكرارها – على طريقة جوبلز – حتى تصير حقائق يتلقفها كاتب عن آخر ، وخاصة من الشباب أو ممن ضعفت علاقتهم بأسباب الثقافة الجادة والمعرفة الأصلية .. بحيث أضحت مصادرهم أعمدة الصحف السيارة ومقالات الكتّاب الحكوميّين أو مثقفي السلطة .
    وقد عرفت مصر في العصر الحديث نمطاً من الكتاب صورتهم شخصية محفوظ عجب الروائية الشهيرة وعرفها الناس في السينما والتلفزيون .. شخصية الصحفي الانتهازي الذي يصعد من أسفل إلى أعلى ولو على جثث زملائه وأخلاقه من أجل مصلحته الخاصة ومنفعته الذاتية ، ومحفوظ عجب وزملاؤه يشبهون شعراء المديح ، الذين كانت غايتهم إزجاء الثناء على الحكام والمسئولين وذم خصومهم ومعارضيهم من أجل منافع رخيصة ، وكانت جل كتاباتهم تركز على الممدوح بقصد إضفاء الصفات الحميدة والأخلاق الرفيعة عليه . أي إن مهمتهم محدودة بشخص أو أشخاص يتلقون مديحهم ، ويعطونهم مما يملكون – بيد أنه في أيامنا ، ظهر هؤلاء الكتاب مرة أخرى ولكن في ثوب جديد . إنهم لا يعملون من أجل شخص وحسب ولكن يعملون من أجل نظام معين وفكر محدد . قد تكون السلطة البوليسية من ورائهم ، وقد يكون الحزب الحاكم ممولاً لهم وللصحف التي يكتبون فيها ، وقد يكون هناك رجال أعمال أو مؤسسات دينية غير إسلامية تحركهم وتوجههم وتغرقهم بالمال والعطايا ، أو يتبرعون هم للعمل من أجل الوصول إلى غايات غير كريمة !
    ومعظم هؤلاء الكتاب نبتوا في بيئات فقيرة ، والفقر المادي ليس عيباً ، ولكنهم جمعوا إلى الفقر المادي الفقر الخلقي والروحي ، ووجدوا في مهنة الكتابة الصحفية ، والنشاط الفكري في الإذاعة والتلفزة والندوات والمؤتمرات ، مجالاً رحباً ليتخلصوا من الفقر المادي ،وينتقلوا إلى وضع اجتماعي أرقى ؛ وإن لم يتخلصوا أبدا من الفقر الخلقي والروحي ، لأنهم على استعداد للعمل في أي مكان يدر عليهم المال أو الجاه أو السطوة أو النفوذ ، تحت أي ظرف.
    بعضهم يعمل في صحف حزبية ، والبعض الآخر في صحف مستقلة ، والبعض الثالث وهو الأغلبية يعمل في إعلام السلطة بكل فروعه ، وهناك بعض رابع يأتي من مؤسسات غير إعلامية أو تم نفيه من عمله الأصلي لسبب أو آخر ، ولكنه يشارك بقلمه وكتاباته ، سعياً للحصول على المزيد من المكاسب .
    وكلمة السر المشتركة الأولى في إثبات كفاءة هؤلاء هو الهجوم على الإسلام وتشريعاته مباشرة أو من خلال التنظيمات الإسلامية غالبا ، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين ، أو المحظورة كما يسمونها ، فهذا الهجوم الذي يُصوّر الإسلام بصورة معادية للدولة المدنية التي لا يتحكم فيها العسكر أو الشرطة ، أو تقديمه معاديا لما يُسمى المواطنة ، أي الكرامة والحرية والمساواة والمشاركة التي يتمتع بها المواطن في دولة حرة محترمة .. وغير ذلك ألوان وأشكال .
    وكلمة السر المشتركة الثانية في منهجهم : تلقف ما يصدر عن المعنيين بأمور الإسلام أو ممن يفترض فيهم ذلك ، واصطياد بعض الجزئيات السلوكية المختلف عليها ، وتضخيمها ، لتشويه صورة الإسلام ، وتنفير الناس منه ومن أتباعه ، مع أن الإسلام حجة على المسلمين والمسلمون ليسوا حجة عليه .
    وكلمة السر المشتركة الثالثة هي اللعب بالورقة الطائفية ، ودعم التمرد الطائفي من خلال وصم المسلمين بالتعصب وكراهية الآخر والتمييز الديني ورفض السلام على غير المسلمين أو مصافحتهم وعدم تهنئتهم في المناسبات الدينية واستحلال أموالهم وأسلمتهم ، أي إكراههم على دخول الإسلام ، وازدراء معتقداتهم من خلال بعض الكتابات والإذاعات والقنوات التلفزيونية . ويأتي هذا من خلال لغة وقحة فاحشة أحيانا ، أو لغة مراوغة مائعة في بعض الأحيان .
    وكلمة السر المشتركة الثالثة ، هي المحور الذي يعمل عليه بتركيز شديد الكتّاب الجدد ، وحقق بعضهم من خلاله نجاحات مادية عظيمة سواء في الإثراء أو احتلال مراكز جيدة في الصحافة والإعلام والسياسة معاً ، فانتقل بعضهم من السطوح إلى القصور ، واحتل بعضهم مناصب لم يكن يحلم بها ، وأضحي لبعضهم مساكن في أرقى الأحياء وصالونات وعلاقات مع علية القوم ومشاهيرهم ، فضلا عن علاقات استثنائية مع رموز التمرد وقادته!
    لذا جاءت معالجتهم لموضوع التمرد الطائفي منحازة إلى المتمردين انحيازاً كاملاً ، أسسوا عليها مطالب خطيرة ، تستهدف استئصال الإسلام من حياة المسلمين تماماً .
    ففي المقالات واللقاءات والندوات والمؤتمرات التي تبثها وسائط الإعلام والصحافة لهؤلاء الكتاب الجدد تراهم يُطالبون السلطة ويُلحون عليها لإلغاء البرامج الإسلامية في الإذاعة والتلفزة ، بحجة أنها تسيء إلى غير المسلمين ، كما يطالبون بتغيير مناهج التعليم والتربية الدينية حتى لا يبقى فيها أثر من تعاليم الإسلام ولا تشريعاته ولا تاريخه ، فضلاً عن إدانتهم الدائمة للإسلام والمسلمين ، وقد كان سقوطهم الذريع يوم نشروا في الصحف الكبرى داخل البلاد وخارجها إعلاناً ضخمة على صفحة كاملة يطالبون فيها بإلغاء المادة الثانية من الدستور المصري التي تقضى بمرجعية الشريعة الإسلامية للقوانين ، وكون الإسلام دين البلاد الرسمي .. وقد تساءل الناس عن ممولي قيمة الإعلان الذي نشرته أكثر من صحيفة ، تتقاضى كل منها مبلغاً خرافياً ، يفوق طاقتهم المادية مجتمعين ... !
    لقد ترك هؤلاء الكتاب القضايا الرئيسية والضرورية التي تهمّ البلاد والعباد ، وراحوا يتناولون الأمور الهامشية التي تتعلق بالإسلام والمسلمين ، ويستغرقون في مناقشتها ، وتحويلها إلى قضايا إستراتيجية بوصفها ستؤثر على نظام الكون كله ، وليس على النظام في مصر .
    إنهم مثلاً يريدون تحريم قراءة الفاتحة على المسلمين ، بل يريدون إلغاءها من القرآن الكريم ، والسبب أن الآية الأخيرة فيها تقول " غير المغضوب عليهم ولا الضالين " ، ويسبقها قوله تعالى : " اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم " فالمغضوب عليهم والضالون ، هم من انحرفوا عن الصراط المستقيم الذي هو دين الإسلام ، دين الهداية والاستقامة ، وهؤلاء يشملهم كل من رفض الرسالة الإسلامية ، سواء كانوا يهوداً أو نصارى عرفوا طريق الحق ولم يتبعوه . إن كلام ربنا المعجز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والأحق أن نتبعه ، ينبغي ألا نصغي إليه وفقا لكلام الكتّاب الجدد الذين يتطوعون بالفتوى في أمور الإسلام ، وكثير منهم إن لم يكن كلهم ، لا يصلى ولا يصوم ولا يزكى ولا يحج ، بل إن بعضهم يكتب وهو تحت تأثير الغيبوبة التي يصنعها إدمان المسكرات والدخان الأزرق .
    ليس غريباً أن يلتقي الماركسي المتأمرك مع المتأمرك المتصهين ، مع الماسوني المرتزق على هجاء الإسلام وإهانة نبيه – صلى الله عليه وسلم – والتشهير بالصحابة رضوان الله عليهم ، وتجريح علماء الدين واتهامهم بكل نقيصة وعيب ( قال أحدهم يجب إلقاء صحيح البخاري في أقرب سلة زبالة ، ووصف بعضهم أبا هريرة رضي الله عنه وصفا أستحي من ذكره!) ، في الوقت الذي يؤيدون فيه التمرد الطائفي ويعلون من شأنه ، وهم يعلمون أن خطره على الوطن مدمّر وقاتل لأنه يؤدي إلى تفكيكه وتخريبه ، كما يؤدى إلى سفح دماء غزيرة بريئة ، ثم إنهم حين يتحدثون عن رموز التمرد أو معها ، تجدهم يُطأطئون أقلامهم ، ويغمسون حروفهم في مداد المذلة والخضوع والخنوع ، ويصفون قادة التمرد بأصحاب القداسة والنيافة ، وينادونهم بالآباء والأعمام وبعضهم لص كبير أدانته المحاكم وعاقبته على إجرامه ، ويسبغون عليهم صفات البطولة والنضال والتقدمية والتنوير فضلاً عن غسل سمعة من تدور حوله الشبهات في نفاق رخيص وتملق أرخص .
    وهكذا يتفوق الكتاب الجدد على محفوظ عجب ، حيث تجاوزوه بمراحل لتخريب وطن وتدمير أمة، واستئصال دين ، وليس مجرد مدح شخص مسئول أو ذمه أو خدمة ضابط في جهاز أمن !
    إلى عادل حمودة :
    الصبي الذي ورطك مع شيخ الأزهر يواصل أخطاءه وخطاياه. يحاول تشويه صورة الشيخ القرضاوي على طريقة أشهر جلادي لاظوغلي "زكي بدر"، ويسب علماء الإسلام ، ويهين من هم في حكم أساتذته ، ويصفهم بالهجامة وأهل الكهف وخصوم الحياة، وقبل ذلك بأيام وصف الشيخ كشك رحمه الله بالشتام .. ولا أظنه وهو يبحث عن حرف الدال بالوسائل إياها سيجعل الناس تتعاطف معك، ولكنهم لا تقاء شره سيجرونه وأنت معه إلى المحكمة ثانية، وبالتأكيد فمن حقه أن يركع أمام الأنبا شنودة ، ويغسل سمعة مرقص ، ويبيض وجه بيشوي ، ويطبطب على كتف توماس ، ولكن ليس من حقه سب أو شتم علماء الإسلام !
    ........................
    *المصريون ـ في 14/10/2008م.


    </i>

  8. #78
    روّاد البذاءة والخطوط الحمر!

    بقلم: أ.د .حلمي محمد القاعود
    ...............................
    يجب على السلطة في مصر أن تعترف بفشلها الذر يع في إدارة الأزمة الناتجة عن مجزرة غزة . كان الفشل سياسياً ودبلوماسياً وإعلامياً وإدارياً . وكان الغضب الشعبي الإسلامي ضد الحكومة المصرية – وليس ضد مصر – دليلاً صارخاً على الإخفاق العظيم (!) الذي لحق السلطة ، يُضاف إليه الغضب الشعبي المصري الذي عبّر عن نفسه بالمظاهرات والندوات ، فضلاً عن مقالات الصحف التي تعمل خارج سيطرة لاظوغلي !
    لقد تطابقت المواقف السياسية المصرية مع الموقفين الأمريكي والصهيوني ، حيث تم إلقاء المسئولية على حماس ، وهو غير صحيح ، لأن القتلة النازيين اليهود هم الذين انتهكوا التهدئة باعتراف كثيرين ، وقد واجههم " أردوغان " وحمّلهم المسئولية أمام العالم كله . وكان السلوك الدبلوماسي الذي قاده السيد أبو الغيط ومعه سارق الكرسي ، مدعاة للبؤس والخيبة ، حيث جاء الكلام عندما يحسن السكوت ، والعكس صحيح ، وبدا التحامل الذي تدعمه السذاجة السياسية واضحاً في معظم تصريحات الرجل الأول في الدبلوماسية المصرية مما أساء إلى الحكومة ، وجعل قطاعات عريضة في مصر وخارجها تؤمن أن مصر تواطأت مع الغزاة على تصفية حماس ، حتى لو اقتضى الأمر تصفية قطاع غزة بأكمله ، وجاء السلوك اليهودي النازي مؤيداً لذلك ، حين رفض المبادرة المصرية وأوقف النار من جانبه حين أراد ؛ دون أن يعبأ بالإرادة المصرية المعلنة ، وتأكيده على أن مصر راضية بما يجرى ، ثم كانت مقولة ساركوزى – التي لم ينفها أحد حتى اليوم – عن رغبة الحكومة المصرية في عدم انتصار حماس مؤكدا آخر على التواطؤ والخذلان !
    وقد أوكل الإعلام المصري أمره إلى النائحات المستأجرات والردّاحات الفاجرات ، فخسر تعاطف الرأي العام العربي والإسلامي ، وأظهره بمظهر الموالى للعدوّ النازي اليهودي ، والمساند لأفكاره وسلوكه ، ووصل الأمر إلى الردح الذي لا يليق بمصر الكبيرة ومكانتها ، وأحدثه ما نشرته مجلة أسبوعية حكومية كاسدة ( 7/2/2009م ) وصفت رجالاً محترمين لهم مكانتهم في السياسة والجامعة والدبلوماسية والصحافة بأوصاف لا تصدر إلا من بيئة تحكمها البذاءة وسوء الأدب ، ولنا أن نتخيل وصف هؤلاء الرجال مع علو قامتهم في عناوين صارخة : باللاجئ والمتهم والسمسار والهجّام ، مع شرشحة بذيئة في المتن ، وتشريح شخصي لا يمثل لغة نقاش أو حوار موضوعي بصورة من الصور !
    وفى الوقت الذي كان فيه الإعلام المرئي المحترف خارج مصر يتابع الحدث ، وينقل ما يجرى داخل قطاع غزة وخارجه ، ويستضيف الخبراء والمعنيين لإضاءة الواقع المأساوي وتفسير جزئياته ، كان إعلام " البذاءة " يسبّ ويشتم ويلعن حماس ومشعل وحسن نصر الله وإيران ، وكأن هؤلاء هم الذين يحتلون فلسطين ويذبحون أبناءها بوحشية، ويخترقون الخطوط الحمر في الأمن المصري ، بانتهاك السيادة المصرية براً وبحراً وجواً.
    لم يوجه الإعلام المصري كلمة واحدة ضد الغزاة اليهود القتلة ، وطائراتهم تنتهك المجال الجوى المصري لتضرب ما يسمى بالأنفاق ، وتحطم الجدار الفاصل بين مصر والقطاع ، وتقتل بعض المواطنين المصريّين وتجرحهم .. لم ينتفض رواد البذاءة ويقولوا سنكسر رجل من ينتهك مجالنا الجوى والأرضي ، ولم يغضبوا للاتفاق الذي تجاهل مصر واحتقرها ، ووقعته ليفنى ورايس في واشنطن لمراقبة الحدود المصرية ومنع التهريب ، مع أنهم يعلمون أن مصر – كما يفترض - دولة ذات سيادة !
    أبو الغيط ، ومن بعده عائشة ، أعلن أنه سيكسر رجل حماس ، إذا دخل الفلسطينيون إلى سيناء ، ولكنه لم يقل أبداً إنه سيكسر رجل الغزاة اليهود إذا اقتحموا سيناء وقصفوها وهدموا بيوتا مصرية في رفح المصرية وقتلوا بعض أبنائها وجنودها ! أو إذا دخلوا المياه الإقليمية المصرية بالقرب من العريش وانتهكوا السيادة البحرية المصرية ، وأسروا سفن الإغاثة وسفن الصيد الفلسطينية ، وكما فعلوا مؤخرا يومي ( 5،6/2/2009م) مع سفينة الأخوة اللبنانية ، حيث اقتحموها في قلب المياه المصرية ، وضربوا ركابها المتضامنين مع الشعب الفلسطيني ، وأجبروهم على التوجه إلى أسدود ، وأخضعوهم للتحقيق ،ثم أطلقوا سراحهم على معبر الناقورة في جنوب لبنان !
    لقد بكت مذيعة يهودية في القناة العاشرة الصهيونية بسبب المذابح التي يقوم بها القتلة النازيون اليهود في غزة . وذرفت " يوفيت ليفي " دموعها عقب نشرة الثامنة مساء 6/1/2009م مما عرضها لاتهام بالتعاطف مع الأعداء ، أي الفلسطينيين ، وبسبب دموعها تعاطفت معها مذيعات أخريات ، ودعون إلى التفاوض مع حماس ! ولكن النائحات المستأجرات والرداحات الفاجرات عندنا قلوبهم من حجر !
    كان الفشل الإعلامي المصري مطبقاً حين رددت وكالات الأنباء أن العقيد " محمد يوسف شاكر دحلان " يتأهب بقواته في العريش لينقض على غزة بعد تصفية حماس ليحكمها بالأمن الوقائي ، وينسق مع العدوّ من جديد . ولم ينف أحد في الإعلام أو خارجه هذا الخبر ، بل انشغل الإعلام مع السلطة في التشهير بحماس أو ذراع إيران على حدود مصر ،كما سمتها النائحات المستأجرات والردّاحات الفاجرات ، وجعل من التبرعات التي كان يحملها عضو وفد حماس ، وهو عائد إلى غزة ، خطراً ماحقاً يهدد مصر وشعبها ، واتهم إيران بتمويل حماس من خلال العضو المذكور ، ونسي أن إيران وحماس يعلنان على الملأ أن الأولي تدعم الثانية بالمال بعد أن أمر الغزاة اليهود رئيس السلطة في رام الله أن يقطع عن غزة مرتبات الموظفين وعوائد الجمارك ، ومستحقاتها من المعونات الدولية .. أي إن غزة تتعرض للموت ، وإيران ( الشيطان في مفهوم العدو وأسياده وخدامه) هي التي تنقذها .. وبدلاً من التعاطف مع الشعب المنكوب الجائع المدمر المحاصر ، يتفاخر النظام بضبط العضو الذي لم يخف شيئاً ، وتفتيش الوفد المرافق تفتيشاً شمل كل شيء ، وهو ما لا يحدث مع الوفود النازية اليهودية ولا يمكن أن يحدث .. هل لو كان دحلان هو الذي يحمل هذا المبلغ كانت السلطة المصرية أو إعلامها سيشهر به مثلما شهر بعضو حماس ؟ بالطبع لا .. ولكن الإعلام الفاشل يصرّ على كسب مزيد من الكراهية للنظام بتصرّفاته الحمقاء .
    أعلم أن البعض في إعلام البذاءة يستميت في بذاءاته اعتقاداً منه أنه سيحقق مكاسب وظيفية أو مادية كبيرة ؛ خاصة في موسم التغييرات الصحفية والوزارية والإدارية .. ولكن أما كان هناك رجل رشيد يدرك المصلحة العليا ، وضرورة الحفاظ على صورة مصر التاريخية في أذهان الشعوب العربية والإسلامية ؟ لقد صوروا النظام في مصر بأنه شديد الكراهية للإسلام وليس الإخوان أو حماس وحدهما ؛ ولم يدركوا أن ذلك خطأ فادح لا يسوّغه قصور الكوادر العاملة في الإعلام ، أو حماقة بعضها ، أو غباء البعض الآخر !
    ثم إن الفشل الإداري ، وخاصة على معبر رفح ، كان من أسوأ صور الفشل التي ألّبت الشعوب العربية على النظام المصري ، فالوفود القادمة من شتى بقاع الأرض للإغاثة والعلاج والمساعدات والتضامن وكشف الحقيقة للعالم ، وتوثيق جرائم العدو ؛ حين تُمنع وتحتجز على المعبر ، وتبقى أياماً في ظل ظروف صعبة ، ووكالات الأنباء تتحدث عن ذلك ، هو أسوأ الخسائر المعنوية وأبشع صورها ، تفقدها مصر بسبب عدم القدرة على استغلال الظروف الاستثنائية وتحويلها لمصلحة مصر . كان يمكن مثلاً السماح لهذه الوفود بالدخول ، والاستفادة بوجودها في تقديم صورة إنسانية للنظام والشعب معاً ، وتقديم العدو في صورته المتوحشة الحقيقية . أليس غريباً أن تقوم " الجزيرة " التي تهجوها النائحات المستأجرات والردّاحات الفاجرات ، بتقديم وفد أساتذة الجامعات المصرية الذي تم منعه ، في صورة من أجمل الصور التي تعبر عن تضامن شعب مصر وتعاونه مع الشعب الفلسطيني، لدرجة أن يعلن أستاذ في علم اللغة أنه جاء مع وفد الأساتذة ليكون جندياً بسيطاً ينفذ ما يأمره به الوفد لخدمة أهل غزة؟ قارن هذه الصورة بتفتيش عضو حماس وإهانته على المعبر؟
    كان من الممكن للنظام – حتى لو كره الإسلام وحماس معاً – أن يوظف المجزرة لتحسين صورته ، والظهور بمظهر إنساني راق ، يؤكد للعالم العربي والإسلامي أن مصر لما تزل عقل الإسلام ، وقائدة العالم الإسلامي ، وليس إيران أو قطر أو تركيا ، وكان يمكنه أن يكسب مودة أهل غزة دون أن يخسر سلطة رام الله ودحلان ؛ لو أنه ترك المصريين يذهبون بتبرعاتهم إلى الشعب البائس ، وفى الوقت نفسه يتحرّر من تسلط الغزاة القتلة ، ولكنه للأسف آثر أن يترك الأمر لروّاد البذاءة ، معتقداً أن الشتائم والسب والردح لأطراف هامشية سيغطى على الفشل السياسي والدبلوماسي والإعلامي والإداري الذي أصاب الأجهزة جميعاً ، وألحق بها هزيمة منكرة .
    مجدي أحمد حسين :
    دائما تقدم التضحيات الجسام ، دون أن تنتظر جزاء ولا شكورا .. واليوم يصطادونك وحيدا أعزل ، في ظل صمت نقيب الصحفيين ومجلس النقابة ومنظمات حقوق الإنسان ، كان الله في عونك ، وقلبي معك !
    ........................
    *المصريون ـ في 10/2/2009م.


    </I>
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #79
    يد الإمام الجريحة!

    بقلم: أ.د .حلمي محمد القاعود
    ..................................

    هذا العنوان مستوحى من عنوان مقال للكاتبة الصهيونية الشهيرة " سيمدار بيراى " ، مراسلة " يديعوت أحرونوت " للشئون العربية ، وهى ذات صلة وثيقة بمصادر صنع القرار والمثقفين الموالين للغرب فى بلادنا ، وقد حللت في مقالها ردود الأفعال العربية على مصافحة الإمام الأكبر للسفاح النازي اليهودي شيمون بريز ، رئيس الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة في أثناء مؤتمر الأمم المتحدة لما يُسمى حوار الأديان !
    تفسر المراسلة الصهيونية ما سمته بالهجوم الكاسح على شيخ الأزهر بسبب المصافحة ، بأنه يرمى إلى ردع كل من يحاول إظهار ولو ذرة من التطبيع مع العدوّ الصهيوني ! وتربط ذلك بالإعلانات التي تروج لما يُسمى المبادرة العربية للسلام في وسائل الإعلام الصهيونية ، وتتساءل عما يحصل بعد مصافحة واحدة بريئة !
    كانت الصحفية الصهيونية قد لفتت الأنظار إلى ما جرى لنجيب محفوظ بسبب تأييده الظاهر للسلام ، والممثل السينمائي عمرو واكد الذي استدعى لنقابة الممثلين ثم استجوابه بسبب ظهور مشترك مع ممثلين صهاينة ! وتعلن المذكورة عن خيبة أملها لأن أحداً في مكتب الرئيس ووزارة الخارجية ، ووزارة الأديان (!) لم يخرج لوقف الهجوم اللاذع الذي يجبر " المجرم " – حسب تعبيرها – على الامتناع عن الظهور في أماكن مكتظة خشية أن يحاول المتشددون الانفعاليون المسّ به .
    ظهر مقال المراسلة الصهيونية في 9/12/2008م ، وفى الوقت ذاته تقريبا ، كانت الصحف عندنا تنشر توابع أحاديث الإمام الأكبر للصحف والتلفزة حول المصافحة ، ووصفه لمن انتقدوها بأنهم " مجانين " ، وأن انتقاداتهم " أحقر وأتفه من أن يرد عليها " ، وتكلم عن حصار غزة من جانب العدوّ الصهيوني المحتل بقوله : " حصار إيه وقرف إيه ؟ واحنا مالنا " وأضاف : " لا أعلم أن هناك حصاراً على غزة " ووصف سؤالاً من المذيع وجهه إليه بأنه " سخيف " .. ثم قال فى سياق إجابة حول منع حجاج غزة " هى إسرائيل اللى مانعة الحجاج ؟ وافرض إنها عاملة الحصار واحنا مالنا . الكلام ده سخيف ، انتوا يجب أن تردوا انت بتسألنى . واحد بيسلم على واحد دى فيها إيه ؟ قول لى ، واحد يهودى ، واحد مسيحى ، واحد ملحد فى حفل عام وماشى سلم علىّ " وعندما قيل له إن صحيفة معاريف الصهيونية ذكرت أن فضيلتك هو الذي ذهب وسلم عليه ، ولم يأت هو ليسلم على حضرتك . ردّ فضيلته : " هما كدّابين ولاد ستين كلب ، إيه اللى رحت أنا أسلم عليه ؟ إزاى أنا هروح أسلم عليه " ( المصري اليوم 7/12/2008م ) .
    كنت قد أخذت على نفسي عهداً ألا أكتب عن كلام شيخ الأزهر وسلوكياته مهما فعل ، ولكن موضوع المصافحة وما اقترن به ، كان صدمة من نوع غريب ، لأنها لا تتعلق بالشيخ نفسه ، ولكنها تتعلق بنمط من التفكير والممارسة التي يخوضها العرب والمسلمون ، إزاء حالة مفصلية فى تاريخ الأمة ، لا تقبل العبث أو تضييع الوقت ، أو إهدار الجهد ، أو الوقوف على أبواب طغاة العالم انتظارا لعطفهم وحنانهم . وفى الوقت ذاته ، فإن السلطة فى بلادنا ، مهما كانت الأمور يائسة ومذلة ، يجب أن تبقى على منصب شيخ الأزهر ، رمزاً لكيان وعنوانا لكرامة وشارة لثقافة ..
    صحيح أن الوضع العربي الإسلامي لا يسرّ ، وأن التشرذم والضعف والأنانية فاقت كل التوقعات وأن العدوّ النازي اليهودي ، مدعوماً بالوحشية الاستعمارية الصليبية حقق أكثر مما كان يتمناه ويتوقعه ، ولكن من قال إن الإجرام النازي اليهودي لا يمكن ردعه وإشعاره بالوجع والألم ؟ إن المقاومة الفلسطينية الباسلة فعلت ذلك ، ولولا التراخي والاستسلام والانهزام لحقق الفلسطينيون كثيراً من المكاسب . لقد دأب اليهود على إذلال ضحاياهم كلما رأوا إرادتهم تنحل ، وعزيمتهم تتقوض ، وإصرارهم يتبدد ، ولكنهم يتراجعون حين يجدون نمطاً آخر من التصميم والعزة والكرامة ، وهذه طبيعة التعامل بين الوحشية والإنسانية .
    أما شيخ الأزهر فكان على المعنيين بالأمر أن يربأوا به عن هذا الموقف حتى لا تخسر مصر صورتها فى أذهان العالم الإسلامي ، ودورها القائد فى المجال العلمي والشرعي . وإذا كان البعض لا يعنيه التفريط فى المصالح الاقتصادية والمادية ، فإن المصالح المعنوية والروحية لمصر لا تعوّض ولا تقدر بثمن . لأنها تكونت بالتراكم على مدى ألف عام أو يزيد . لقد كانت المفارقة أن علماء السعودية لم يصافحوا السفاح ، ولم تظهر لهم صور وهم يضعون أيديهم فوق يديه الدمويتين .. فلماذا نكون أقل حصافة منهم ؟ ثم هل فكر من يعنيهم الأمر أن اليهود النازيين الغزاة ، يقدرون كل شيء بثمن ومبلغ وحساب ؟ أفلا خطر على بالهم أن ثمن هذه المصافحة كان يمكن أن يكون كبيراً لو فكروا بلغة اليهود النازيين الغزاة ؟
    لا ألوم شيخ الأزهر ، على ما فعل ، فالرجل إمكاناته محدودة ، لا تسمح له بالتفكير أبعد مما يريده أهل السلطة وينفذه بحذافيره ، بدءًا من الفتاوى الحرام ، حتى التصريحات السياسية غير المسئولة . ولا أحد يستطيع أن يضعه فى مكانة المشايخ حسونة النواوي وسليم البشرى ، ومصطفى المراغى ، وعبد الحليم محمود ، فهؤلاء كانت ولاءاتهم للإسلام أكبر من ولاءاتهم للسلطة – أي سلطة ! – واستطاعوا أن يمارسوا شيئاً اسمه " الاستقالة " ، ويحفظوا للإسلام ، كرامته وللأزهر كيانه . كانت قلوبهم معلقة بخدمة الدين وليس خدمة السلطان .. ولهذا سطر التاريخ أعمالهم بحروف من نور ، وهى أعمال تشرف كل مصري وعربي مسلم .
    إن ما فعله فضيلة الإمام لا يمكن الدفاع عنه لا من منظور إسلامي ولا قومي ولا وطني . وبالمنطق المادي البارد ، فإن حرمان السفاح من هذه المصافحة ، والمساومة بها فى سوق المفاوضات أو المناورات السياسية كان يمكن أن يحقق مكاسب سياسية للدولة أو للقضية الفلسطينية .. أما الذين يعتقدون من كتاب البلاط أن المصافحة نوع من إبداء حسن النيات وقبول السلام والتفاهم ، ويعتقدون أن الأمم المتحدة منبر مهم لبيان وجهة النظر الإسلامية فهم واهمون ، لأنهم ببساطة لا يعرفون الجغرافيا ولا يفقهون التاريخ ، ولو كانوا كذلك لأدركوا أن الغزاة النازيين اليهود لا علاقة لهم بالسلام من قريب أو بعيد ، حتى لو أقسموا على التوراة ، وتاريخهم القريب والبعيد يؤكد ما أقول ، ثم إنهم لا يؤمنون إلا بالقوة ولا يعترفون إلا بها ، وأنهم ما خضعوا فى يوم ما لقانون أو رأى عام أو شعور إنساني .. إنهم يُملون شروطهم وحسب ، وحين يتفاوضون فإنهم يقصدون الترتيب مع من يفاوضهم لتنفيذ شروطهم بالصورة المثلى ، أو تيئيس الطرف الآخر حتى يستسلم تماماً ويرضخ لما يسمى الأمر الواقع – إن دول الغرب الاستعماري تقاطع إيران وكوريا وزيمبابوي وكوبا وفنزويلا وغيرها حتى ترضخ لشروطها ، وسبق أن قاطعوا الصين الشيوعية عقوداً طويلة ، وحين رأوها قادرة على الاستغناء وإثبات الوجود ، ووجدوا أن الانفتاح عليها يحقق لهم مصالح سياسية واقتصادية وعسكرية رفعوا المقاطعة . والغزاة النازيون اليهود يفرضون حصارهم المميت على غزة ليتخلصوا من المقاومة الباسلة ، ولم يسمعوا لنداء أصحاب الضمير فى العالم . فلماذا يريد كتاب البلاط أن يتطوع فضيلة الإمام بمصافحة السفاح النازي مجانا ؟
    هامش :
    صبى من صبيان الكنيسة فى الصحافة الخاصة ، شبه فضيلة المرشد العام بقوله : " مثل الفأر الذي سقط خطأ فى برميل ويسكي فخرج سكرانا (؟) يصرخ فيمن حوله : أنا جدع أنا هبهدل القطط " !!
    وصبى آخر قدم تقريراً أمنياً على صفحة كاملة ضد الإخوان والجماعات الإسلامية يبلغ فيه عن إقامة مناطق حكم ذاتي داخل مصر ( وكأن الأمن ينتظر تقريره ! ) ، والأدهى أنه صور المرشد بلباس هتلر على صدره وذراعه الصليب المعقوف ! ما رأى ميثاق الشرف الصحفي ونقابة الصحفيين ؟ وهل يقدر صبيان الكنيسة على انتقاد الأنبا شنودة بنفس هذه الألفاظ البذيئة والتعبيرات النابية التي يستخدمونها ضد فضيلة المرشد ؟
    ........................
    *المصريون ـ في 16/12/2008م.

  10. #80
    حكم القانون .. وشريعة الانتقام!

    بقلم: أ.د .حلمي محمد القاعود
    ....................................

    أُصاب بالأسى والألم عندما أتأمل السلوك النازي اليهودي لحماية الغزاة داخل الكيان الغاصب ، وخارجه وأقارنه بما يحدث مع المواطن المصري داخل مصر وخارجها .
    العدوّ النازي اليهودي يشنّ الحروب ويسفك الدماء ويقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ ، ويدمّر المساجد والبيوت والمؤسسات ، دون أن يبالى بأية عواقب ، والراية التي يرفعها هي حماية الغزاة ، كما يردّ بقوة ساحقة على من يخدش سكون المغتصبين ، ولو بلعبة البمب التي يلهو بها الأطفال ، وفى سبيل إنقاذ جندي واحد من القتلة ، يشنّ حرباً ضارية بالطائرات والدبّابات ، ويُقايض بمئات الأسرى لافتدائه وتحريره من يد المقاومة !
    الوضع على الجانب المصري معكوس ، ومحزن ومؤلم ، لأن المواطن المصري مهما بلغ من علم وارتقت مكانته لا قيمة له في الداخل أو الخارج ، ما لم يكن من رجال السلطة الفاسدة وأعوانها ..
    وعندما يُفاجأ الشعب المصري مثلاً أن " مجدي أحمد حسين " قُدم إلى محكمة عسكرية سجنته سنتين وغرّمته بمبلغ كبير؛ لأنه عبر الحدود إلى غزة من الفتحات التي أحدثها العدوّ باستباحته للسيادة المصرية ، في الوقت الذي يتم فيه تهريب صاحب العبّارة الغارقة بأكثر من ألف وثلاثمائة إنسان ، ويُحاكم غيابياً أمام محكمة جنح سفاجا بتهمة بسيطة يُبرّأ بعدها ، ويتم تهريب من استوردوا المبيدات المسرطنة القاتلة ، وتهريب لصوص المال العام الذين يطلق عليهم رجال القروض ، ويتم تبرئة الفاسدين في أكثر من مجال ، فإن الأسى والألم والغضب يخيم على النفوس والقلوب والضمائر الحية ، ليس في مصر وحدها بل في العالم كله ..
    إن سرعة المحاكمة مع إصدار الحكم في أقل من أسبوع ضد رجل اسمه " مجدي أحمد حسين " ذهب للتضامن مع شعب غزة مثل آخرين كثيرين ؛ عبروا الفتحات والأسلاك وذهبوا وعادوا دون أن يستوقفهم أحد أو يلومهم أحد ، لأنهم ليسوا مجدي أحمد حسين صاحب الرأي والموقف والفكر ، هذه السرعة تثير في العقول والرؤوس آلاف العلامات المستفهمة ، والمستفسرة حول مصير هذا الوطن الذي ينتقى ويصطفى ويحاسب من يشاء ، ويترك ويتسامح ويتساهل مع من يشاء . !
    هل هذا حكم القانون .. أم شريعة الانتقام ؟
    ماذا يعنى التمييز العنصري بين المواطنين – أولاد الست وأولاد الجارية - في بلد يزعم أنه يعيش أزهى عصور الديمقراطية ولا يصادر رأيا ولا يكسر قلما ؟
    إن آلاف الفاسدين والمجرمين الذين يحتكرون الصناعات والأقوات والبضائع ، وينهبون أموال الدولة وأراضيها ، ويعيثون في الأرض فساداً وإجراماً ، ولا يسائلهم أحد ، ولا يحاكمهم أحد، بل ويمارسون حياتهم المترفة التي تشبه ألف ليلة في قصورهم الفارهة ومرابعهم المثيرة ويستوردون أفخم الأطعمة الساخنة بالطائرات من بلاد الغرب ، ويخرجون ألسنتهم ، بل يرفعون أحذيتهم في وجه الملايين من الفقراء والمحرومين الذين يعيشون في قاع المدن والقرى ، لا يجدون الكفاف ، ولا يحصلون على الرغيف إلا بشق الأنفس ، وهؤلاء هم الذين تطبق عليهم الأحكام العسكرية والمدنية والاستبدادية . !
    لقد صار معلوماً أن من يريد المشاركة في خدمة الوطن ، خارج النخب الفاسدة ، لابد أن يدفع ثمناً باهظاً يكلفه شبابه وأسرته ومستقبله ، فضلاً عن أحلامه وآماله بالنسبة لوطن جميل ورائع وقوى ومنتصر ..
    لماذا يحاكم الإخوان المسلمون أمام المحاكم العسكرية ، وهم لم يسرقوا ولم ينهبوا ولم يغرقوا أبناء مصر الكادحين في عرض البحر، ولم يستوردوا أسمدة مسرطنة تفرى الأكباد والكلى والمسالك البولية ؟ ولم يبيعوا الدم الفاسد ، ولم ينصبوا على أغنياء زمن الفساد ، ولم يقترضوا الملايين والمليارات ويهربوا بها إلى لندن وباريس وسويسرا وأمريكا وكندا .. ولم يبيعوا امتحانات الثانوية ولم يتسببوا في حوادث القطارات والسيارات والمزلقانات والطرقات ، ولم يبيعوا مصانع البلد خردة ، ولم يُسقّعوا الأراضي المنهوبة ، ولم يتاجروا في المخدرات والأعضاء البشرية .؟!
    لماذا يُحاكم أيمن نور ، وتشهر به الصحف الحكومية وتنال من عرضه في إسفاف رخيص وابتذال مشين ، مع أن غيره هو الذي يستحق المحاكمة على الفساد والنهب والإجرام ؟
    لماذا يتم الانتقام من عبد الوهاب المسيرى بإلقائه في الصحراء وعدم علاجه على نفقة الدولة ، وهو علم من أعلامها تفاخر به الأجيال والأمم ؟
    لماذا ؟ .. لماذا ؟ إلى مالا نهاية من الأسئلة التي يمكن طرحها وتحتاج إلى جواب حقيقي ..
    أفهم أن يكون النظام غير راغب في المشاركة الحقيقية ، ولا يريد معارضة ولا مناقشة ، ويقتنع برأيه ورجاله وحدهم ، فلماذا يدعى الديمقراطية ؟ لماذا يطلب من الناس أن يتخلوا عن سلبيتهم ، ويقوموا بواجباتهم تجاه الوطن ، رأيا وشورى وفكرا ؟ هل يريد اصطياد المخالفين ، أو فرز المجتمع ؟
    لا أرى أنه يحتاج إلى ذلك فلديه جهاز يعلم دبة النمل وملفات بكل من يشتم منه القدرة على التفكير ، وطالما كان الخيار الوحيد ؛ هوا لاحتكام إلى العصا الغليظة تشهرها السلطة في وجه كل معارض وصاحب رأى ، فمن باب أولى الإعلان بوضوح وصراحة أنه ليس في حاجة إلى مشاركة أو رأى أحد غير رجاله وأعوانه . عندئذ يلزم الناس بيوتهم ، ويغلقون أفواههم ، ويكسرون أقلامهم ، ويمزقون صحفهم .
    إن الحياة السياسية الطبيعية تقتضي التوافق بين فرقاء الوطن على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم وعناصرهم .. والتوافق يعني توزيع الأدوار ليحصل الوطن على أكبر قدر من الفوائد داخليا وخارجيا ، ولكن لغة العصا كانت أقوى اللغات وأفصحها …! وكان المعارضون الذين يعملون خارج السيطرة الأمنية أول من تطبق عليهم شريعة الانتقام وليس حكم القانون.
    في الكيان النازي اليهودي الغاصب على أرض فلسطين المحتلة ، يحاكمون الحكام ، ولا يتعرضون لشريعة الانتقام من جانب السلطة . السفاح النازي اليهودي "إيهود أولمرت" استدعى حتى الآن أربعة عشرة مرة للتحقيق أمام الشرطة قبل الانتخابات وبعدها ، ومع ذلك لم ينتقم – وهو رئيس السلطة – ممن حققوا معه أو يفصلهم أو يشهّر بهم ، ولكنه يُعامل قضائياً مثل أي غاصب في الكيان الاستعماري ؛ بل إنهم يسمحون للأسرى الفلسطينيين أن يستفيدوا بالقواعد القانونية من دفاع وإطلاع على الأوراق وتأجيل وطلب شهود وتدخل منظمات حقوق الإنسان ، وهو مالم يتوفر للمواطنين المصريين المدنيين الذين يحاكمون أمام المحاكم الاستثنائية والعسكرية .
    إن شريعة الانتقام التي تعيش مصر تحت رحمتها لن تبنى وطنا قوياً متفوقاً منتصراً ، وهى كفيلة بتدمير البقية الباقية من تماسك الشعب وصلابته ، وتبشر بحزن عظيم ، نسأل الله العافية .
    هامش:
    صبيان الكنيسة في صحف التعري والسيراميك يشهّرون بصاحب محلات التوحيد والنور - الذي لا أعرفه – وفي المقابل يشيدون بقادة التمرد الطائفي الذين يستعدون لخلافة زعيم التمرد الحالي بعد رحيله . الذي أعرفه أن صاحب المحلات لم يقترض مليارات أو لم ينصب على اللصوص الكبار .. ولكنه وقع في الإثم الكبير حين أعلن عن إسلامه !!
    ........................
    *المصريون ـ في 17/2/2009م.

    </i>

صفحة 8 من 9 الأولىالأولى ... 6789 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. الفنان أحمد حلمي مصاب بالسرطان
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-13-2014, 06:05 AM
  2. كتاب 28 حرف /لـ أحمد حلمي
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-15-2013, 08:19 PM
  3. نرحب بالأستاذ/أحمد حلمي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-15-2012, 05:45 AM
  4. قراءة أ.د / حلمي القاعود ، في محموعة قصصية للشاعر الدكتور / عزت سراج
    بواسطة الدكتور/عزت سراج في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-05-2010, 03:12 PM
  5. الف مبروك أحمد حلمي...
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-12-2009, 11:14 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •