من المحرر:
بقلم: محمد جبريـــــــــــــــــــــل
.................................................. ..........
تحدث الدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة عن ضرورة فك الاشتباك - والتعبير له - بين الثقافة الجماهيرية وهيئات وزارة الثقافة الأخري وأشار إلي التحفظات الواضحة علي تجاوز الهيئة دورها في الفترة الماضية.
والحق ان ما سماه د.مجاهد اشتباكا بين هيئته وبقية هيئات الوزارة يشمل كل هذه الهيئات.
معني انشاء هيئات وزارة ما - لتكن وزارة الثقافة - انها تقدم أنشطة مساعدة كل في مجال محدد بما يعين علي تنفيذ استراتيجية الوزارة في المجالات المختلفة.
أكاديمية الفنون - علي سبيل المثال - تعني بتخريج كوادر من الفنانين والفنيين المتخصصين في مجال الفنون قد تحتاج - تطبيقيا - إلي تقديم عروض مسرحية أو اقامة معارض للفن التشكيلي أو اصدار بعض المطبوعات التي تفيد دارسيها لكن التحفظ يفرض نفسه عندما تقدم مهرجاناً سنويا للمسرح بينما هيئة المسرح التابعة للوزارة تكتفي بالفرجة!
وهدف إنشاء هيئة قصور الثقافة "لماذا استبدل بالثقافة الجماهيرية. الاسم القديم. الجميل؟" هو توفير الثقافة الحقيقية للملايين من أبناء شعبنا وأن تصل أنشطتها إلي أصغر قرية مصرية وأبعدها. لا تغلب نشاطا علي أنشطة أخري وإنما السعي إلي التكامل هو ما تحرص عليه في أنشطتها المختلفة وبالتحديد فإن الثقافة الجماهيرية هي المعني الذي يجب أن تكون له - في أنشطة الهيئة - أولوية مطلقة.
وقيمة المجلس الأعلي للثقافة الأهم في لجانه التي تضع الخطط الاستراتيجية والمرحلية بما يكفل تصحيح الصورة وتصويب الأداء في مجالات العمل الثقافي بحيث لا تتحول - كما نري الآن - إلي قاعة للمؤتمرات التي قد تكون مسئولية هيئات أخري.
ألاحظ ان فاروق حسني يتعامل مع رؤساء الهيئات التابعة لوزارته بالقطعة بمعني انه يكتفي بتبعية كل هيئة للوزارة. دون اجتماعات دورية - يرأسها - للمتابعة والتنسيق والحرص علي عدم تداخل التخصصات فضلا عن تضاربها.
من الخطأ أن تتحول كل هيئة تابعة لوزارة الثقافة إلي وزارة ثقافة مصغرة. تمارس الأنشطة نفسها التي قد تكون من صميم عمل هيئات أخري. المفروض ان تلك الأنشطة تصدر عن استراتيجية محددة هي الوعاء الذي يشمل انشطة الهيئة فلا تختلط الأمور إلي حد ان تقصر هيئة ما عن العمل الذي انشئت لتقديمه بينما تتجه إلي مجالات أخري. لن يخسر العمل الثقافي لو انها اهملتها لسبب بسيط هو ان الاتجاه إلي تلك المجالات مسئولية هيئات أخري تابعة للوزارة نفسها معرفة الدور الحقيقي. وعدم الخلط في الرؤية وضرورة التنسيق. أبعاد مهمة لضمان الحد الأدني الذي يكفل نجاح عمل ما.
هذا هو ما نأمله من فاروق حسني. ومن الهيئات التي نثق انه لم ينشئها للوجاهة. ولا للمظهرية ولا لمجرد أن تتبع وزارته مجموعة من الهيئات.
المراجعة واجبة ان حدث خلط أو انتفت الضرورة.
.....................................
*المساء ـ في 12/7/2008م.