منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1

    لست ملاكا ولست شيطانا

    ولست ملاكآ .. ولست شيطانآ ..

    صديقتي العزيزة ..
    أنا أفهمك .. ولا يمكنك أن تقولي غير ذلك .. وأنت تعلمين كم أنا صديق مخلص لك .. ولكنك لصداقتي تنكرين وأحيانا لها ترفضين .
    وبمنطق .. الصداقة أتحدث إليك ومعك .. لأنني كنت يوما أعتز بك وافتخر .. كنت أشيد باجتهادك وبراءتك , كما كنت معجبا بجمالك وأنوثتك ..
    وبالمعنى الصريح كنت أحبك صادقا .. لأنك كنت الشخصية المثالية لفتاة الأحلام .. وعندما رفضت دورك معي كفتاة أحلام .. أصبح لا يحق لي أن أعتز بك وافتخر لأن ذلك من حق غيري علي حسب ما أعتقد أو لأنك تغيرت إلى مواقف فيها السلبية واللامبالاة وعدم الحرص في الحياة ..
    نسيت الاجتهاد , وأصبحت كسولة خاملة ترضي بالجلوس أميرة بدون إمارة .. وتلك الحالة أوقعتك في حالة من حالات انعدام الوزن .. فكيف تكوني أميرة وأنت لا تملكي إمارة تحكمينها .. تلك مشكلة .. أمر بها أحيانا عندما أشعر بأننى نجحت في عمل من الأعمال فاتخيل نفسي أن هذا العمل لن يتم بدوني , فتصيبني حالة الغرور .. والغرور كثيرا ما يؤدي إلى الفشل.. والفشل في حد ذاته نكسة .. ومرة واحدة يا صديقتي تغيرت الأحوال معك , من فتاة نقية وبرئية طاهرة إلى أنثى ناضجة .. وهذا التغيير السريع أدى بك إلى حالة من حالات التناقض الرهيب .. فأنا ملاك وأما شيطان .. فأنت ملاك مع الملائكة .. ولكنك شيطانة مع الشياطين .. ولم تعلمي أن الملائكة سيصدمون بك لو عرفوا أن لك صلة بالشياطين , وسوف يبتعدون عنك .. كما أن الشياطين سيضحكون معك وربما عليك إذا عرفوا أنك تعاشرين الملائكة وتخالطيهم .. وأنا أجد فيك فتاة الأحلام .. ولازلت كذلك .. لكني مصدوم بك .. لأنك مصدومة بنفسك .. مصدومة بتجاربك ومن هي في جمالك وثقافتك , لا يجب أن يصدمون بذاتهم .. إلا أنك صدمت بنفسك من خلال صدماتك بتجاربك .. ولكن التجارب في حياة كل منا , أستاذ يعلمنا , وليس جلادا يقسو علينا .. فإذا تركنا المجال لتجاربنا أن تكون جلادا علينا , سوف نحكم علي أنفسنا بالفشل وخيبة الأمل .. بينما المفروض فينا نحن الشباب المثقفون أن نفتح طريق الأمل , ونزرعه في نفوسنا .. وهذا ما أريده منك الآن .
    أنك الآن تحتفلين بعيد ميلادك الثاني والعشرين .. وهو عمر ليس بالقليل وليس بالكثير .. مع أنني أعترف بأنك عشت في هذا العمر تجارب تصل إلى عدد سنوات عمرك في تخيلي .. وسوف أترك لخيالي العنان لكي يعترف علي الورق بهذه التجارب بدلا عنك .. وسوف أقسم عمرك هذا إلى مراحل متعددة .. أولها مرحلة الطفولة حتى الثانية عشرة ربيعا وهي التي شكلت فيك الملاك .. وعوملت فيها بدلال وتمييز عم غيرك من الأخوة والأخوات , كان الحب يملأ جوانحك من كل جانب وباب .. حتى الشبابيك الصغيرة في تلك الفترة من عمرك كان يدخلها الهواء النقي المملوء بالمحبة والصفاء والنقاء .. وتجاربك في هذه السن جعل منك ملاكا لا يفكر إلا في الحب والحق والخير والجمال .

  2. #2
    لست ولست
    2
    ومن الثالثة عشرة وحتى الثامنة عشرة أدركت أنك جميلة ..
    وكنت مراهقة محبوبة من الشبان .. أبناء العم وأبناء الخال وزملاء المدرسة .. وأبناء الجيران .. وكنت بالشعور الملائكي معطاءة في علاقاتك بهم , الكلمات الجميلة .. والهمسات الدافئة الرقيقة .. وأحلام الشباب العذبة .. تعيشينها بمثالية وخيال تفرطين فيه كثيرا , وأنت لا تشعرين بالخطأ , وأنا وألف تماما أنك كنت تستيقظين في الصباح الباكر لتؤدي صلاة الفجر في حينها .. ثم تتناولين إفطارك بشفاقية , ترافقك نظرات الحب من عائلتك ثم تخرجين إلى المدرسة , قد يقابلك ابن الجيران فتبتسمين له , ثم تجلسين مع زميل المدرسة فتضحكين معه , وتعودين إلي المنزل لتؤدي صلاة الظهر بكل الشفافية التي تملكينها في هذا السن .. وغفوة القيلولة تأخذك بأحلامها إلى بعيد مع نجوم الشاشة والسينما والرياضة المشهورين .. وتسبحين في عالم آخر مع فتى الأحلام .. ولا يوقظك من هذه الأحلام إلا صيحات ابن العم أو ابن الخال فتنهضين من نومك لتمارسين معه كافة الألعاب بقصد أو بغير قصد .. ولكنها في اعتقادك وكما تتخيليه ليست خطأ أو تقترب من الخطأ .. لأنه الواقع الذي تعيشين فيه ..

    إعجاب مستمر من الجميع .. وإيمان داخلي مستقر وقوي .. حالتك عجيبة وغريبة ولم تجدي من ينصحك , فأنت الأجمل .. وأنت الأفضل .. مع والديك .. مطيعة وطيبة .. ومع إخوانك متسامحة .. ومع ابن الجيران سعيدة مبتسمة .. ومع زميل المدرسة مرحة ضاحكة . ومع ابن العم وابن الخال متحررة دون تحفظ .. فلماذا لا يحبك الجميع ؟؟ ولماذا تشعرين بالخطأ أيآ كان ..؟ وهل الشعور بالحب خطأ .. وكل ما يملأ فكرك ووقتك مع الجميع هو الحب .. فوصل بك الحال يا صديقتي كما أتخيل إلي الشعور بأنك يجب أن تكوني محبوبة عند الجميع .. والمثالية عند الجميع .. والأفضل عند الجميع .. ولم تجدي من يخبرك بأنك بلغت الثامنة عشر من عمرك . وإن الحب أنواع .. هناك حب عاطفي .. وهناك حب إلهي .. وهناك حب وطني .. بالتحديد ..؟!
    لأنك لم تجدي من يرشدك إلي تنويع علاقاتك بالناس . علاقتك بأصدقائك تختلف عن علاقاتك بأقاربك تختلف عن علاقاتك بأحبابك .. وتختلف عن علاقاتك بجيرانك , لكل علاقة من هذه العلاقات معيار محدد يجب مراعاته وهذه المعايير غابت عن ذهنك تماما .. وأنت تبدأ ين في المرحلة الثالثة من حياتك في الحياة .. وهي المرحلة التي تعيشها الآن ..
    فقد شاءت قدرة الإله أن تحرمك من استكمال تعليمك الجامعي .. وكان ذلك إحباط لأحلام الذاتية ولو أنك بمشاعر الحب تمكنت من تعويضها .. وبدأت حياتك العملية في سن الثامنة عشر .. وبدأ احتكاكك بمجموعة من البشر مجموعة مختلفة .. أجناس مختلفة طباع مختلفة ..
    لغات مختلفة .. ولا يجوز التعامل معهم بطريقة واحدة أو بعقل واحد أو قلب واحد .. ألا أنك والحق يقال فزت من الجميع بالرضا والثقة والحب .. كنت أكبر من همسات زميلاتك , فلا تجاريهن أحاديثهن , لأنك واثقة أنك الأجمل , فلماذا تغضبي منهن .. فكان هذا يجبرهن علي مصادقتك .. وكنت مجتهدة في عملك تنجزين أكثر الأعمال في أسرع الأوقات , وأدق المواصفات .. ولذا فقد حزت علي محبة رؤسائك وتعاطفهم معك .. حتى مديرك الأعلى أعجب بك , وجعلك قريبة منه لما رأه من إعجاب الجميع بك .. كما إنك كنت ذكية معه , وأنت تتصرفين أمامه تصرفات طفلة بريئة صغيرة .. تخنقها العبرات ويحمر وجهها خجلا واستحياء عند سماع كلمة من هنا أو هناك .. أو تدخلين عليه والدموع تغرق عينيك محتجة على زميل من زملائك في العمل .. فكان يزداد إعجابه بك .. وكانت تجاربك السابقة تجعلك لا تعرين بالخطأ في تصرف من التصرفات .

  3. #3
    لست ولست
    3

    - فماذا يعني لو أنك جعلت كل زملائك يهيمون ويعجبون بك دون سواك . ؟؟
    - لماذا يعجب زميلك بزميله أخري لك .. وأنت موجودة أمام عينيه ..؟
    - لماذا يغازلها ويضحك معها ..؟ فتهاجميه وتشجيعه على حبك وتركها ..؟
    ومع هذا لا مانع عندك أيضا من أن تسمعي كلمات الإعجاب والغزل وتضحكين لها وتفرحين مع زميل آخر .. إنه الشعور بالأفضلية والحب في وقت واحد .
    في نفس الوقت الذي تسمحين فيه لثالث أن يغازلك لتدركي فقط مدي تأثيرك عليه .. حتى يكتمل الشعور بالأفضلية عندك .. وماذا في الأمر إذا خرجت مع رابع في سيارته إلي نزهة قصيرة على كورنيش البحر , وهل في ذلك الأمر من خطأ ترتكبيه ؟
    أما المصيبة الكبرى فهي في علاقتك بزميل خامس , وجدت أنه قد ابتذل نفسه , ولم يعد له أهمية تذكر عندك لكثرة ما سمعت من إعجابه بك .. والطامة الكبرى في أن تحاولي مد جذورك إلي سادس متزوج , لكي تختبري أفضليتك مع المتزوجين , ولا تجدي في ذلك عيبا أو خطأ ..
    صديقتي العزيزة :
    جمال المرأة في عطائها علي كل المستويات .. في العطاء الأسري , والعطاء الوطني , والعطاء الديني , والعطاء العاطفي وفي كل جانب من هذه الجوانب حدود للعطاء يجب أن تلتزمين بها .. حتى لا يكون العطاء مبتذلا ورخيصا .. واعلمي يا صديقتي .. أن العطاء لا يكون عطاء إذا كان مشروطا .. واعلمي أيضا أن الحياة بالصراحة والصدق والشفافية مع الجميع في كل الأوقات هو الذي يحمي الجمال من استهتار الآخرين به وبقيمته الرفيعة ..
    وإذا شعرت بالحب أعلمي أين ومتى وكيف ومن تحبين ؟ وتلك الأسئلة الأربعة لو استطعت الإجابة عليها بحكمة وتفكير سليم لن يصيبك الدوار ولن تشعري بالضياع ..
    صديقتي ..
    أنك لست ملاكا .. ولكنك لست شيطانا ..
    فاعرفي نفسك جيدا .. وحددي موقفك ..
    أما أن تكوني مع الملائكة .. وأما أن لا تكوني كذلك .. فلا توجد منطقة وسطى في مثل هذه المواقف :
    وكما قال شاعركم أني خيرتك فاختاريي .............. إلخ .
    لا توجد منطقة وسطي بين الجنة والنار .......... إلخ .
    فاختاري .......... إما أن تكوني ملاكآ .. أو تكوني شيطانآ ...

  4. #4
    نعم اختاري لاختار فعار الا تختاري
    نص رقيق شفاف من ريشة اديب كبير
    تحيتي
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #5
    الاستاذه الكبيره
    الاديبه الراقيه
    ام فراس
    حين تلتقي الأفكار وتهدا النفوس وتصفو القلوب
    ويصبح ما في الكون جميلا
    ويبدو كل شي غنيا بالابتسام
    حيث يعيش المرء حالة حب راقيه
    لابد وان معادلة الحياة ستكون مستقيمة لا اعوجاج فيها .
    وعندما ينحرف الخط المستقيم مرة إلى اليمين وأخرى إلى اليسار وينثني من الوسط في بعض الحالات
    يكفهر الجو وتتلبد الغيوم وتحرق أشعة الشمس الوجوه
    ويتحول الأبيض اسودا
    تكون معادلة الحياة مؤلمه
    يرحمنا ويرحمكم الله
    الاعوجاج عن الخط المستقيم ..
    تمردا يعني عكس الحالة الطبيعية
    وانتقال الأشياء والأشخاص إلى النشاز
    وإذا كان من الشذوذ أن يحكم الوطن مستعمرا أجنبيا
    أو أن يعيش الإنسان خارج وطنه مهاجرا
    أو أن تنقلب موازين الحق والخير والجمال إلى ضدها
    وتتحول المفاهيم إلى عكسها
    والقيم إلى رذائلها فان الحب عند الشذوذ يكون شهوة
    وممارسة الحب على مختلف أشكاله وألوانه
    أمر طبيعي وضروري
    ومحاولة واد هذه الممارسة أو تحجيمها
    هو التمرد على العادي والطبيعي
    والحب الحقيقي تقتله هفوة أو كلمة
    ولذا فالحرص على الحبيب
    بعدم استفزازه أو إثارة غيرته
    أمر لازم وضروري لاستمرار يته
    حتى لا ينقلب إلى نزوة عابره
    أو مأساة مدمره .
    ----------------------
    الكاتب / يسري راغب شراب

المواضيع المتشابهه

  1. سارقة قلوب ولصة
    بواسطة نبيل البحر في المنتدى فرسان النثر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-29-2009, 09:48 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •