عيت مرة لمجلس مصالحة بين زوج وقرينته وذلك بحكم قرابتي لأحدهما , ولما اجتمعنا بالزوجة أخذت تكيل التهم بحق الزوج يمنة ويسرة وتردد بأنه ما أصابها خير من طرفه أبدا
، وبأنه بخيل عليها وعلى بيته , وكنت على علم ويقين بأنها لا تقول الحقيقة أبدا بل كان زوجها حاتمي في كرمه , جندلي في تلبية أوامرها , قيسي في عشقه ومحبته لها .
وكأن تلك الزوجة قد نسيت أو تناست كل أيامه الجميلة معه وتضحياته من أجلها .فرويت لها قصة كنت قد قرأتها في كتاب (( دولة النساء للبرقوقي )) وفحواها يا سادة يا كرام :
بأن المعتمد بن عبَاد ملك اشبيلية تزوج من امرأة يقال لها (( الرميكية )) , وقطعا حينا من الدهر في سرور متوال وغبطة يحسدان عليها .
وحدث أن رأت النساء يوما يمشين في الطين , فاشتهت المشي فيه . فأمر المعتمد فسحقت الطيوب وذرَت في ساحة القصر حتى عمته ,
ثم نصبت الغرابيل وصب فيها ماء الورد على الطيوب وعجنت بالأيدي حتى صارت كالطين , ومشت به مع جواريها , وكان يوما مشهودا لم يحدث في التاريخ مثله .
وذات يوما غاضب المعتمد زوجته فغضبت منه وأصبحت تقسم بأنها لم تر منه خيرافي حياتها , فقال لها المعتمد : ولا يوم الطين ؟؟ فاستحيَت واعتذرت منه وعادت إلى رشدها .
أما صاحبة الشأن (( ناكرة الجميل )) تلك التي كنَا في سبيل إعادتها لبيت زوجها لازالت مصرة على موقفها رغم أن لديها أياما كثيرة حسب علمي كيوم الطين .
مرهف الإمارات العربية المتحدة